ي
انا طالبة جامعية بكلية البنات جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية؛ وعندما تظهر النتيجة سانتقل الى السنة النهائية بالكلية؛ واسكن في المدينة الجامعية التابعة للكلية لانني من محافظه اخرى.
منذ اربع سنوات اردت ان ارتدي النقاب ولكن ابي وامي رفضا رفضا شديدا؛ فكنت كل فتره افتح الحوار معهم فيقابل الموضوع بنفس الرفض والتهديدات، قمت بمحاولات للضغط عليهم كالاضراب عن الطعام ولكن بلا فائدة فكنت امتثل انا في النهاية الى رايهم منعا للمشاكل ؛ الى ان يشاء الله واتخذ قرارا بان ارتديه ويحدث ما يحدث ؛ وفعلت ذلك فعلا في يوم 18-3-2005واتصلت بالمنزل واخبرتهم بانني ارتديت النقاب فعلا فكان رد الفعل عنيفا جدا كما توقعت؛ ولكن في اليوم التالي جاءت امي الى المدينة وبعد فتره من الخلافات في الشارع خلعت عني امي نقابي وعدت معها الى البيت على اساس انني لا اريد ان اكمل الكلية ؛ المهم بعد فترة من الالحاح سافرت الى الكلية على اساس انني غير منتقبة ولكنني لم استطع فارتديته بعد خروجي من المنزل بدون علم اهلي ؛ الوحيد الذي كان يعلم اخي الذي يصغرني بسنة فهو الذي يوصلني الى الكلية والى البيت(محرمي) مع العلم انه كان غير مقتنع بما افعل ولكنه وافق على ذلك حتى انهي امتحاناتي ولا اضيع على نفسي السنة الدراسية ؛ وبالفعل انهيت الامتحانات وعدت الى المنزل يوم8-6-2005 وحاولت بعد ذلك اقناع اهلي ولكني طبعا فشلت فاخبرتهم انني لن اخرج من المنزل الا بالنقاب فقالوا انت حرة تبقين محبوسة في المنزل وانا حتى هذا اليوم 8-7- 2005 لم اخرج من المنزل.
المشكلة ان ابناء عمي (ثلاثة في نفس المرحلة العمرية) المسافر خارج البلاد يعيشون معنا في المنزل وبالتالي فانا بجلوسي في المنزل لم احتجب عن الاجانب هذا الى جانب انني اخرج لاقدم التحية(مثلا) للاقارب والمعارف عندما ياتون الى المنزل ولا استطيع ان ارفض.
الان اوشكت النتيجة ان تظهر واخوتي يقولون لي امتثل لابي وامي حتى انهي السنة المتبقية لي في الكلية ولا اضيع تعب السنين الماضية هباء وحتى اتجنب ثورة اهلي الذين لن يسكتوا على عدم ذهابي الى الكلية بدون اي رد فعل؛ وخصوصا انه اذا قدر الله لي النجاح ساسكن في مدينه ملاصقه في الكلية والكل من حولي بنات سوى موظف الامن على باب الكلية وعلى باب المدينة وبالنسبة للسفر ممكن انزل مرتين اثنتين طول السنة الدراسية وبذلك فلن يراني الا عدد قليل من الرجال كما هو الحال الان وانا جالسة في المنزل.
(فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون )
ارجوا افتائي في حالي حتى لا ارتكب معصية بجهلي في اسرع وقت ممكن:
هل ابقى كما انا الان في المنزل؟ ام هل اكمل السنة الباقية بلا نقاب كما نصحني اخوتي؟ ام هل انزل الى الكلية بالنقاب بدون علم اهلي ولا انزل المنزل الا كل فتره كما فعلت في الفترة الماضية؟
وجزاكم الله عنا كل خير.
فتوى اخرى: هل الاضراب عن الطعام والشراب حتى اضغط على اهلي في موضوع النقاب حلال ام حرام؟ هل اذا جعله الله سببا في موتي اكون في حكم المنتحره؟
ملحوظه:
ابي يرفض النقاب لانه خائف علي من الجهات الامنية كما يقول، مع العلم بانه يوجد عدد لا باس به من المنقبات في بلدي؛ وعدد كبير جدا في الكلية.
اما امي فهي تقول لي تزوجي اولا ثم افعلي ما تريدين في بيت زوجك.
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فان بر الوالدين من اوجب الطاعات واعظم القربات، وقد صرحت بذلك نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ووصينا الانسان بوالديه احسانا {الاحقاف:15}، وقال: وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا {الاسراء:23}. وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يستاذن في الجهاد، فقال له: احي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد. متفق عليه.
ولكن طاعة الوالدين اذا تعارضت مع طاعة الله، فان طاعة الله اولى واحق، روى احمد وصححه السيوطي والهيثمي والالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ولبس الحجاب للمراة امر من اوامر الله تعالى واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما {الاحزاب:59}. وقال سبحانه: وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او ابائهن او اباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بني اخوانهن او بني اخواتهن او نسائهن او ما ملكت ايمانهن او التابعين غير اولي الاربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31].
وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من اهل النار لم ارهما: قوم معهم سياط كاذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
فلا يجوز ان تبقي كما انت الان في المنزل، لما ذكرته من تركك الحجاب امام ابناء عمك وغيرهم من الزوار، ولا يجوز كذلك ان تكملي السنة الباقية بلا نقاب كما نصحك اخوتك.
هذا هو الحكم الشرعي في المسالة، ولكن الله بلطفه بعباده، قد رفع عنهم الحرج في كل ما يضطرون اليه، ولم يجعل عليهم حرجا في الدين، قال تعالى: وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه {الانعام:119}، وقال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج:78}، وقال تعالى: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر {البقرة:185}.
وعليه، فاذا كنت محتاجة الى الدراسة في الجامعة، او الى العيش في منزل اهلك، ولم تجدي وسيلة الى شيء من ذلك الا بالاستجابة الى مطالب ابويك تلك، فلا مانع من ان تستجيبي لما يريدانه منك، الى ان تزول الظروف التي اضطرتك الى ذلك.