الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد
فقد اطعلنا على المقال المذكور وتبين لنا من خلاله ان كاتبه مغرض وليس لديه اية امانة علمية وانما همه ان يشوش على بعض البسطاء ليغويهم فيحمل وزره واوزارهم يوم القيامة، ومما يدل على تشغيبه وعدم امانته العلمية انه اوهم ان مسالة قتل الوزغ منصوص عليها في القران فذكر ان ذلك من (اساطير القران)! ثم انه اوهم ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف الوزغ بانه كافر او مشرك او لعين ونحو ذلك.
ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك وانما سماه فويسقا، وليس المقصود بهذا الفسق الاصطلاح المعروف وهو الخروج عن طاعة الله تعالى، لان الوزغ ليس مكلفا اصلا، ولكن المراد بذلك المعنى اللغوي وهو الخروج عن خلق مثله من الحشرات بزيادة الضرر.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: اما تسميته فويسقا فنظيره الفواسق الخمس التي تقتل في الحل والحرم، واصل الفسق الخروج وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والاذى. انتهى. وهذا المعنى الصحيح لا يفهمه صاحب الفهم السقيم.
وكون الوزغ اليفا لا يمنع من قتله ان وجد معنى يبيح قتله، فان الكلب اليف، فاذا كان عقورا قتل دفعا لاذاه، والوزغ مضر وينفث سموما فيقتل لضرره، ولهذا المعنى الاخر الذي ذكره الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وهو كونه قد نفخ النار على ابراهيم عليه السلام، ولا نشك في ان هذا امر قد حدث، فاننا نصدق محمدا صلى الله عليه وسلم في خبر السماء وانه ياتيه الوحي من الله فكيف لا نصدقه في مثل هذا.
واما الاحتجاج بان جلد الوزغ رقيق فلا يقوى على القربان من النار فدعوى لا تثبت مع هذا الخبر الصادق. وما يدرينا فلعل الله تعالى اعطى الوزغ من القوة ما يتحمل به لهب النار، وقد راينا كيف ان الفارة تاتي الى النار فتضرم بها على اهل البيت بيتهم، ومن اجل ضررها هذا سماها النبي صلى الله عليه وسلم فويسقه ونهى عن ترك النار في البيوت، ثبت في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطفئوا المصابيح فان الفويسقة ربما جرت الفتيلة فاحرقت اهل البيت.
واما كون هذا الحكم وهو القتل سرى على جنس الوزغ مع ان الذي فعل ذلك اصله الذي كان في زمان ابراهيم عليه السلام، فقد قال الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج:ثبتت الخسة لهذا الجنس اكراما لابراهيم. انتهى.
ثم ان الله تعالى اذا قضى شيئا فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
واننا ننصح هذا الرجل ان يترك الاهتمام بماساة الوزغ ويلتفت الى ماساة نفسه باتباعه دينا محرفا قائما على اباطيل وخرافات من مثل القول بالتثليث وصلب المسيح والفداء والوهية عيسى ابن مريم وامه عليهما السلام، هذا بالاضافة الى اناجيله التي يوجد بينها كثير من التناقض في الامر الواحد مما يجزم معه تماما انها ليست بالانجيل الذي انزله الله تعالى على عيسى عليه السلام، ونرجو مطالعة الفتاوى : 61499،30506 ،10326 وهي عن بطلان النصرانية الموجودة الان، وكذا الفتاوى: 2105، 29326، 22275 وهي عن تحريف الاناجيل.
ثم اننا ننصحك انت بالحذر من الاطلاع على هذه المواقع ان لم يكن لك من العلم ما تستطيع ان تتبين به بطلان ما اوردوه.