افضل مواضيع جميلة بالصور

مشريع ضخم وغريبة

اذا كنت مثل اغلب مستخدمي برنامجنا فانت تعرف هذا الولع جيدا.. ها انت تجلس على مكتبك فيما يقوم البرنامج بصمت بتحليل البيانات على شاشة حاسوبك وفجاة ومن طرف عينك تلحظ رسما غير عادى على الشاشة وتنظر فتجدها.. اشارة لا تخطوها العين من حضارة غريبة واضحة ومرئية على شاشة حاسوبك المنزلي.. لقد اكتشفت (اي تي) واصبح موقعك فى التاريخ مضمونا.

بتلك الكلمات ومزيد من الشروحات اللاحقة يحاول تجمع علمي فلكي رصين جذب رواد موقعه على شبكة الانترنت لدخول مغامرة فريدة ومساعدة مجموعة كبيرة من العلماء الذين يعملون بدون تمويل حكومي في مشروع ضخم يحاول سبر اغوار الفضاء السحيق بحثا عن اي اشارات قد تكون صادرة عن حضارة ذكية غير ارضية في غياهب مجرتنا الام درب التبانة.

وتمتلىء مجرة الدرب اللبني او درب اللبانة وكلها اسماء مجازة لها بمليارات الشموس والسدم والاجرام الكونية الاخرى وهي واحدة من مليارات المجرات والحشود المجرية في كون يتزايد اتساعا وتنوعا بشكل يجعل من البدهي التفكير فى احتمال وجود حياة خارج الكرة الارضية لتزايد احتمالات تكرار الظروف الدقيقة والمعقدة للغاية التى ادت الى قدح الحياة على كوكبنا وان لن تكن بالضرورة حياة من النمط الذى نالفه او ذكاء مواز لذكائنا ان وجد.

ويقوم جزء من المشروع الطموح على مبادرة تسمى (سيتى ات هوم) سيرش فور اكستراترستريال انتلجنس ات هوم اى البحث عن ذكاء غير ارضي من المنزل وتعنى كلمة غير ارضي (اي تي اختصارا) ذكاء لا ينتمى الى كوكب الارض.

ويتضمن البرنامج جزءين اولهما تطبيق يتولى استقبال حزم بيانات الاشارات الراديوية التي يستقبلها مرصد (اريكيبو) من الفضاء والتي يرسلها الكمبيوتر المركزي للمجموعة من جامعة بيركلي فى مدينة لوس انجلوس الامريكية الى المشاركين فى مبادرة سيتي ات هوم من جميع انحاء العالم حيث يقوم التطبيق بتحليلها.

والجزء الثاني عبارة عن حافظ للشاشة (سكرين سيفر) يوضح عندما لا يكون الجهاز او لوحة مفاتيحه مشغولين رسما غرافيكيا للعمل الذى يقوم به التطبيق للراغبين فى التعرف على ما يجرى في اجهزتهم.

وتقول صفحة المبادرة في موقع علمى شامل للمجموعة يسمى (المجتمع الكوكبي) على العنوان (بلانيتارى دوت اورغ) ان عدد المشاركين في برنامج سيتي ات هوم حتى التاسع من سبتمبر الجاري بلغ ثلاثة ملايين ونحو 960 الف مشترك تم استقبال اكثر من 606 مليون حزمة بيانات حللتها اجهزتهم الشخصية عبر مليار واكثر من 122 مليون عام من وقت عمل كمبيوتراتهم مجتمعة وهو رقم فلكي لزمن العمل الحاسوبي بلا شك.

وقد بدات المحاولات العلمية لرصد اى اشارت قد تكون حضارات ذكية غير ارضية قد بثتها فى الفضاء منتصف السبعينات رغم ان قلة من المجموعات العلمية هى التى تتولى الان العمل على رصد الاشارات الراديوية الملتقطة من الفضاء فى طليعتهم مجموعة (المجتمع الكوكبي).

وجميع الاشارات التى تم التقاطها حتى الان هي عبارة عن بث راديوي طبيعي من اجرام فلكية مثل اشباه النجوم (كوازار) والنجوم النابضة (بولسار) والمستعرات العظمى (سوبرنوفا) والاخيرة نجوم ضخمة متفجرة فى طور احتضارها.. تماما كما سيفعل نجمنا الشمس ولكن بعد مليارات السنين من الان.. وذلك الى جانب اجرام فلكية اخرى ترسل اشارات راديوية طبيعية من مجرتنا التى يقتصر بحث مشروع سيتي عليها دون سواها من المجرات التى يمتلىء بها الكون الرحب.

ويخطط المشروع للاستعانة فى المستقبل القريب بمرصد (باركس) الراديوي في استراليا والذى تزيد سعته الرصدية كثيرا عن مرصد اركيبو فى بورتوريكو كما يقوم علماء مشروع سيتي بقيادة كبير العلماء دان ويرثيمر حاليا باختبار مسجل رقمي فائق السرعة تبرعت به شركة الحواسيب (هاولت باكارد) للمشروع والذى تصل سعة تسجيله للاشارات الراديوية الملتقطة الى 20 ضعف سعة المسجل الموجود حاليا بمرصد اريكيبو. الا ان علماء كثيرين اخرين لا يؤمنون بوجود حياة خارج كوكبنا الارضي او على الاقل يفضلون تاجيل بحث هذا الاحتمال لحين تقدم التقنية البشرية بشكل يسمح لنا بالاجابة على سوال.. هل نحن وحدنا فى هذا الكون الضخم الرحابة الذى يتزايد اتساعا بشكل خارج نطاق مداركنا حسبما اصبح معروفا علميا حاليا. ويلخص العالم روبرت نايي فى مقال سابق نشره فى مجلة علم الفلك استرونومي وترجمته مجلة (الثقافة العالمية) التى تصدرها دولة الكويت بعنوان (حسنا.. والان اين هم) الراى المضاد لاراء علماء مشروع سيتي بقوله توحى دراسات في عدة حقول علمية ان الحياة كما نعرفها على الارض يجب ان تمر بسلسلة من المراحل الحرجة والدقيقة للغاية على طريق نشوء حياة عاقلة. ورغم انه لا ينفي احتمال وجود حياة ذكية خارج الارض الا انه يضيف كانت هناك سلسلة طويلة من الحوادث غير المحتملة التى حصلت بالشكل المناسب تماما ليتم وجودنا.. بالضبط وكاننا ربحنا جائزة يانصيب بقيمة مليون دولار مليون مرة على التوالي.. لذا فربما نكون حالة خاصة وربما تقف البشرية وحيدة على جزيرة خصبة غناء وسط مياه المحيط المجري العقيمة الواسعة.

السابق
طبخات رمضانية
التالي
زائرة لا تاتي الا في غيابي