واصلت اسعار الحديد تراجعها للشهر السادس على التوالي بعد دخولها في موجة انخفاض فقدت خلالها نحو 300 ريال بنسبة بلغ 10% من قيمتها، بسبب ركود الطلب على المنتج وزيادة المعروض في السوق المحلي، حيث تراجع سعر الطن الواحد مقاس 8 مم من 3000 ريال ليستقر عند 2700 ريال، فيما بلغ سعر الطن مقاس 16مم 2480 ريالا مقارنة ب2700 ريال قبل موجة الانخفاض.
وارجع مستثمرون في سوق الحديد تلك التراجعات الى عوامل عدة كان ابرزها توافر كميات كبيرة من الحديد في المستودعات، وتراجع الطلب، فضلا عن منافسة الحديد المستورد، الذي اثر بشكل كبير في سعر الحديد الوطني، وخلقت نوعا من المنافسة في السوق، مشيرين الى ان هذا العوامل اسهمت في انخفاض الاسعار، واثارت نوعا من الاطمئنان تجاه المنتج في السوق.
واوضح خالد الفوزان، رئيس مجلس ادارة احدى اكبر الشركات الموزعة لحديد سابك في المملكة، ان سبب الانخفاض يرجع الى انحسار كمية الطلب وزيادة المعروض في السوق المحلى، مما اجبر المصانع الكبرى خاصة سابك التي تستحوذ على نصف انتاج المملكة على التخفيض لكي تصل لسعر الحديد المستورد، الذي اصبح سعره في الاونة الاخيرة متقاربا مع المنتج المحلي، وتوقع الفوزان استمرار وتيرة الطلب على الحديد خلال عام 2024، مشيرا الى ان انخفاض اسعار البترول لن يؤثر على المشروعات المرصودة وخاصة مشروعات الاسكان، لان اموالها موجودة حتى لو استمر الانخفاض في سعر البترول.
واستبعد الفوزان حدوث موجة هبوط لسعر الحديد الحالي والبالغ 2450 ريالا ل16مم و2700 ريال ل8 مم، مشيرا الى ان السعر المنطقي والعادل ما بين 2600 و2700 ريال لطن الحديد، مشيرا الى ان هناك انتعاشا كبيرا في الاسواق العالمية، خاصة امريكا والصين والهند، وهي اكبر مستوردي الحديد في العالم ما يعني ارتفاع النمو، وبالتالي زيادة الطلب على المواد الاولية للبناء، وخاصة الحديد.
ويرى المهندس رائد العقيلي ان السعر الحالي للحديد هو الافضل خاصة خلال الخمس سنوات الماضية، وانه يتوقع استمرار انخفاض اسعار حديد التسليح بنسبة لا تقل عن 5% خلال عام 2024، مشيرا الى ان الاسعار حاليا تمر بمنعطف تاريخي خاصة بعد موجة انخفاض بلغت 10% خلال الستة اشهر الماضية من 3000 ريال ل8 مم و2700 ل16مم، وحتى سعره الحالي وهو 2480 ل16مم و2700 ل8مم.
وبين ان سوق الحديد شهد اجمالا انخفاضا بلغ 55% مقارنة بعام 2009، الذي بلغ فيه سعر طن ذروته عند 6 الاف ريال للطن، مستبعدا عودة السعر الى مستويات 1500 ريال، التي كان عليها قبل 10 سنوات.