افضل مواضيع جميلة بالصور

مقدمة عن القران قصيرة

لقران الكريم هو كلام الله – تعالى – المنزل على رسوله – صلى الله عليه وسلم – المتعبد بتلاوته، المتحدى باقصر سورة منه، المنقول الينا بالتواتر.. هذا القران هو الكتاب المبين، الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.. وهو المعجزة الخالدة الباقية، المستمرة على تعاقب الازمان والدهور الى ان يرث الله الارض ومن عليها.

وهو حبل الله المتين، والصراط المستقيم، والنور الهادي الى الحق والى الطريق المستقيم، فيه نبا ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا اليه فقد هدي الى صراط مستقيم.

هذا القران هو وثيقة النبوة الخاتمة، ولسان الدين الحنيف، وقانون الشريعة الاسلامية، وقاموس اللغة العربية، هو قدوتنا وامامنا في حياتنا، به نهتدي، واليه نحتكم، وباوامره ونواهيه نعمل، وعند حدوده نقف ونلتزم، سعادتنا في سلوك سننه واتباع منهجه، وشقاوتنا في تنكب طريقه والبعد عن تعاليمه.

وهو رباط بين السماء والارض، وعهد بين الله وبين عباده، وهو منهاج الله الخالد، وميثاق السماء، الصالح لكل زمان ومكان، وهو اشرف الكتب السماوية، واعظم وحي نزل من السماء.

وباختصار، فان كلام الله – تعالى – لا يدانيه كلام، وحديثه لا يشابهه حديث؛ قال – تعالى -: ﴿ ومن اصدق من الله حديثا ﴾ [النساء: 87].

قال – تعالى -: ﴿ هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ﴾ [التوبة: 33]، وقال – تعالى -: ﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون * ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين * وما ارسلناك الا رحمة للعالمين * قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون ﴾ [الانبياء: 105 – 108]، وقال – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح في مسند احمد: ((لا يبقى على ظهر الارض بيت مدر ولا وبر الا ادخله الله كلمة الاسلام، بعز عزيز او ذل ذليل، اما يعزهم الله – عز وجل – فيجعلهم من اهلها، او يذلهم فيدينون لها))، وقال – صلى الله عليه وسلم – في صحيح مسلم: ((لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى ياتي امر الله وهم على ذلك)).

تشير الايات والاحاديث السابقة الى قضية في غاية الخطورة والاهمية، وهي ان المستقبل لهذا الدين، وان النصر ات والتمكين، وهذا ينبغي ان يكون يقينا لجميع المسلمين، وحين تكون هذه القضية عقدية؛، بمعنى: ان تكون عقيدة عن ثقة ويقين، فلا بد اذا من العمل لها والسعي لتحقيقها، وهذا داب العقائد عند المؤمنين بها، ان تجعلهم متحركين متحرقين شوقا لرؤية عقائد القلوب، حقيقة متحققة في الواقع، تلمسها الايدي وتراها العيون.

وهنا جاء دورك يا ابن الاسلام، لحمل هذه القضية بعد الايمان بها، والعمل للتمكين بعقيدة ويقين.

يا صاحب القران، ان امتك – امة الاسلام – امة خلقت لتبقى، ليست زائلة او مؤقتة، كلا والله.. لا والله ما هي بامة خلقت لتؤدي دورا ثم تنتهي، وتصبح تاريخا كما هو حال الامم السابقة، انما هي امة اخرجها الله لتكون رحمة للعالمين، وشاهدة على الامم السابقة.. امة خلقت لتحمل الراية وتعيش عزيزة ممكنة الى اخر الزمان، الى ان يرث الله الارض ومن عليها؛ قال – تعالى -: ﴿ كنتم خير امة اخرجت للناس ﴾ [ال عمران: 110]، وقال – تعالى -: ﴿ ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا * فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ﴾ [الفرقان: 51، 52]، اخبرنا الله – تعالى – في هذه الاية انه لو شاء لجعل بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – انبياء تسوس امة الاسلام، كما كان الامر قبل ذلك، كانت الانبياء تسوس بني اسرائيل، كلما مات نبي خلفه نبي.. ولكن شاء الله – تعالى – لحكمة يعلمها هو – عز وجل – ان يحمل هذا الدين ويسوس الدنيا رجال من الامة، يحملون القران، يقودون به العالم؛ قال – تعالى -: ﴿ لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون ﴾ [الانبياء: 10]، فامر ربنا – تعالى – في اية الفرقان السابقة بالجهاد بالقران، وهو جهاد الحجة والبيان.

والقران العظيم معجزة الاسلام، وهو من جميع وجوهه معجزة خالدة، فلا يزال ذخرا للامة، ونورا وحبلا متينا، وفيه تربية الامة؛ قال – تعالى -: ﴿ ولو ان قرانا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا افلم ييئس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ﴾ [الرعد: 31]؛ فالقران العظيم فيه من عوامل القوة والاصلاح في النفوس البشرية ما هو اشد من تسيير الجبال وتقطيع الارض وتكليم الموتى؛ ولذلك اذا اردنا رجالا يحملون هذا الدين، ويعملون على نشره والتمكين له الى اخر الزمان، فلا بد لهؤلاء الرجال ان يحملوا القران بكل ما فيه، جملة وتفصيلا؛ لان هؤلاء الرجال لا بد لهم من خبرة وعلم:
• الخبرة بعالم الحياة والمخلوقات والبشر.

• الخبرة بمكنونات النفوس ودفائن القلوب، ودسائس الخواطر.

• الخبرة باخلاق البشر وطبائعهم واهوائهم، الخبرة بعقليات المخالفين، وطريقة تفكيرهم، واحتمالات ردود افعالهم.

• الخبرة بافكار الكبار والصغار، العامة والخاصة، والاتباع والمتبوعين.

• الخبرة بخبث اللئام، ومكر الخبثاء، ودهاء المنافقين.

• الخبرة بتاثير الدنيا وشهواتها على النفوس، واثر ملذاتها وفتنتها على القلوب.

• الخبرة بمداخل القلوب، وتغيير الافكار، وتداول الايام.

• الخبرة بكظم الغيظ، وتعلم العفو والصفح، وتجرع مرارة الصبر، ومعاناة الحرمان.

لابد للقادة وحملة الراية من مجموعة خبرات خطيرة؛ ليستطيعوا بهذه الخبرة ان يوجهوا الدفة في خضم امواج الاحداث الخطيرة كيلا تغرق السفينة، وانى لهم؟!

ان اكتساب الخبرة والمهارة في التعامل مع الخلق لقيادة امة، وارساء قواعد، وسلوك سبل لا يكتفى فيه ولا يكفي التعامل مع مجموعة محدودة من البشر، لفترة محدودة من الزمن، لا بد – ليحصل العمق العملي الواقعي – من اكتساب الخبرة، وان يكسبك هذه الخبرة:
• خبير بصير، عليم عظيم، غني، حكم عدل.

• ولا بد ايضا من توالي الدهور، وتكرار العصور، وتداول الايام.

• ولا بد ايضا من البصيرة بخبايا النفوس وتلونات الافكار.

• ولا بد كذلك من الاحاطة بالامر من جميع جوانبه، ورؤيته رؤية شاملة من جميع وجوهه.

• ولا بد كذلك من العلم بالدوافع، والعلم ايضا بالعواقب، وهذه كلها لا تكون الا لله – تعالى -: ﴿ ولا ينبئك مثل خبير ﴾ [فاطر: 14]، وهذا لا يكون الا من الله – تعالى – وحده، وما وجدناه الا في القران الكريم..؛ ولذلك تجد كل من حمل القران بعلم، ودرس القران بوعي، وتعلم القران بفهم، وادرك المعاني، وغاص مع اللالئ والدرر في المغازي، خرج بخبرة الامم والشعوب: ﴿ واتقوا الله ويعلمكم الله ﴾ [البقرة: 282].

ان الذين يضيعون اوقاتهم وجهدهم، ويستسلمون لافكار بشرية، وينبهرون باطروحات عقلية قاصرة، يظلمون انفسهم، ويظلمون هذا الدين ان كانوا من اتباعه، ان اردت – يابن الاسلام – الحق صرفا، والعلم ناصعا، والخبرة محكمة، فعليك بالقران، ولا بد لك منه.

ان اردت – يابن الاسلام – ان تكون ابن الاسلام حقا، رضعت علومه، وتغذيت على افكاره، ونبت على شواطئ انهاره، وقوي ظهرك، واستوى عودك على عقائده، فارجع الى القران؛ ليكون زادك نعم الزاد.

واذا اردت الخبرة – التي ذكرت لك، ولا بد لك منها – شرطا في فهم الحياة، وفهم الناس، وفهم الواقع، ويكون تبصرة للمستقبل، فارجع الى قصص القران وامثاله؛ قال – تعالى -: ﴿ وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ﴾ [العنكبوت: 43]، وقال: ﴿ فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ﴾ [الاعراف: 176].

اننا اذا اردنا – ايها الجيل الجديد – خروجا من حالة الغثائية والتيه التي تعاني منها الامة هذه الايام، فلا بد من هذه الخبرة بتاريخ الانسانية واحوال البشرية، ومعاناة الانبياء والصالحين، والدعاة والمصلحين، الذين يامرون بالقسط من الناس؛ لتكون نبراسا يضيء لنا الطريق للخروج من هذا النفق المظلم الذي ادخلت فيه الامة نفسها.

ولا بد للرجوع الى قصص الانبياء والمرسلين من القران الكريم والسنة الصحيحة بعيدا عن الاسرائيليات والمداخلات، والبحث عن التفاصيل غير المفيدة التي ابهمها القران عمدا؛ لتكون الفائدة هي الهدف، والخبرة هي المقصد، والعمل هو المطلوب.

ثمة امر اخر، وهو ان الله – تعالى – جعلنا شهداء على الناس؛ قال – تعالى -: ﴿ وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ﴾ [البقرة: 143]، فكيف تكون الشهادة اذا على سائر الخلق الا اذا علمنا بحكايتهم مع انبيائهم، وقد عرفت ان شرط الشهادة ان تكون رايت، كيف ستشهد لنوح انه بلغ، ولموسى وعيسى – عليهم السلام – بانهما بلغا؟! قال – صلى الله عليه وسلم – في صحيح البخاري: ((يجيء نوح وامته، فيقول الله – تعالى -: هل بلغت؟ فيقول: نعم، اي رب، فيقول الله لامته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبي، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد – صلى الله عليه وسلم – وامته، فنشهد انه قد بلغ))، لن تستطيع الشهادة الا اذا عرفت سيرة هؤلاء الانبياء مع قومهم، واعتقدتها بيقين، واليقين شهادة كانك رايت، فلا بد من هذه الدراسة الجادة.

يا صاحب القران، ان دراسة القران دراسة منهجية جادة، واستخلاص ما فيه من عظات وعبر ودروس، سبيل لتحقيق حلم صناعة الرجال، فاقبل ولا تخف، وخذ ما اتاك ربك وكن من الشاكرين، تعلم وتفقه، وتدبر واستفد ولا تجرب.. لا تشك، ولا تتردد.

قصص الانبياء ستجد فيها بغيتك ان اردت السيادة والقيادة، والهداية والريادة، ستجد ان كل ما تعانيه الامة اليوم من فواجع ومواجع، وكل ما يصدمها من نكبات واحباطات، وكل ما يكاد لها من خبائث ومؤامرات مر بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وبالانبياء من قبله عشرات، واكثر من امثالها واخطر.

ادرس وتفكر، وانظر وتدبر كيف واجهوا المؤامرات، وكيف ردوا على الاعتراضات، وكيف روضوا ثعالب البشرية وذئاب العالم، واستطاعوا ان يجعلوهم مستانسين يلينون في كف الانبياء، مخبتين مطيعين باذن الله الرحيم وعونه وتوفيقه، وهو ولي المؤمنين.

ان من الظلم للتاريخ ان نظن اننا نواجه ما لم يواجهه احد، ونصادف ما لم يره احد، ومن الاجحاف والتطاول ان نعتقد اننا نصنع ما لم يصنعه قبلنا احد، ونصلح ما لم يصلحه احد، في سيرة الانبياء – عليهم السلام – ما يجعلنا ننكسر بعد ان ننبهر بتواضعهم الجم، وبذلهم الضخم، وجهادهم الحق، وصدقهم وتفانيهم وتجردهم وتضحيتهم.

فيا صاحب القران، في قصص الانبياء – عليهم السلام – علم وخبرة، ويقين وبصيرة، فاياك ان تقراها للتسلية، او للثقافة والمعرفة المجردة، اني انصحك حين تدخل القران لقراءة قصص الانبياء – عليهم السلام – ان تتصور انك تدخل عقلك كمادة خام الى مصنع لصناعة الرجال، فيدخل عقلك وقلبك، وفؤادك ولسانك كمادة خام؛ ليصنع كما صنع الله هؤلاء الانبياء، فاحذر ان تتلهى بهذه القصص، او ان تنشغل بغير فوائدها، او ان تتتبع غير حلقاتها؛ لتفهم دينك، وتعرف اصلك وفصلك، ويستنير بها طريقك، ويشتد بها عودك؛ لتكون ابن الاسلام حقا، لتصنع له حاضره ومستقبله.. فيك الامل وفي الله الرجاء.. اسال الله – تعالى – الا يخيب فيه رجاءنا: ﴿ ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب ﴾ [هود: 88].

فلا بد ان تعلم – يرحمك الله – ان القران الكريم كلام الله – تعالى – اوحاه الى نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – ليكون منهاجا لهذه الامة الخاتمة، تسير على نهجه وتترسم خطاه؛ وليكون دستورا لها تحتكم اليه في كل شؤونها، فتجد فيه الهداية والرشاد، وتستروح في ظله الطمانينة القلبية، والراحة النفسية.

• واعلم – رزقني الله واياك العلم والفهم – ان القران كلام الله – تعالى – هو الزاد الروحي للمؤمنين، والفيض الذي لا ينقطع مدده للربانيين والصالحين؛ حيث يمدهم بالطاقات التي تؤهلهم لحمل الرسالة، ويزودهم بالحجج والبراهين التي تمكنهم من الثبات على هذا الدين، ومحاججة المجادلين، حتى تكون دائما كلمة الله هي العليا.

• واعلم – رزقني الله واياك الهدى والهداية – ان القران الكريم كلام الله – تعالى – الذي ياوي اليه المؤمن؛ لينهل من معينه الصافي اليقين الذي يثبت قلبه، والهدى الذي يطمئن نفسه، والبراهين التي تثلج صدره.

• ثم اعلم – فتح الله مغاليق قلبي وقلبك لفهم كتابه – ان القران الكريم كلام الله – تعالى – ترى فيه الاثارة النفسية عند الاخبار، حتى تتشوف النفس لما سيلقى عليها منه، وتتهيا لقبوله، مثل قوله – تعالى – مثلا: ﴿ الم ياتكم نبا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله ﴾ [ابراهيم: 9].

• واعلم – يسر الله لي ولك الخير، وصرف عني وعنك البلاء والشر – ان القران الكريم كلام الله – تعالى – ترى فيه تعزية النفس وتسليتها عما ينزل بها من البلاء، حيث يبشر بالخير، فيسوق البشارة بين يدى البلاء؛ لتطمئن النفس ويهدا القلب، ويتقبل العبد المصيبة بالصبر والرضا، مثل قوله – تعالى -: ﴿ ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبا المرسلين ﴾ [الانعام: 34].

• واعلم – رزقني الله واياك الصدق والصواب – ان القران الكريم كلام الله – تعالى – ترى فيه انه يتناول الامور العقدية بواقعية تتناسب مع الفطرة الانسانية، وتتلاءم مع يسر العقيدة وسماحتها، انظر الى قوله – تعالى -: ﴿ الله خير اما يشركون * امن خلق السموات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها االه مع الله بل هم قوم يعدلون ﴾ [النمل: 59، 60]، وانظر الى الايات التي بعدها.

• واعلم – استعملني الله واياك في مرضاته – ان القران الكريم كلام الله – تعالى – يعالج المشكلات الاجتماعية بحلول مناسبة للظروف التي وقعت فيها، وهو يتولى تربية جيل سيؤول اليه امر الحياة، انظر الى قوله – تعالى -: ﴿ الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن امهاتهم ان امهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وان الله لعفو غفور ﴾ [المجادلة: 2].

• ثم انتبه – اكرمني الله واياك بالهمة العالية والبصيرة النافذة – ان من ابرز اساليب القران كلام الله – تعالى – لمعالجة مشكلات النفوس وادوائها، ومشكلات التعامل مع الخلق وخطورتها، وخصوصا اذا كان الامر دعوة الى الله – تعالى – ذكر قصص الانبياء؛ يقول – تعالى -: ﴿ لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ﴾ [يوسف: 111]؛ فاحرص – يا صاحب القران – على اتقان تجويد كلام الله – تعالى – ثم حلق بقلبك في سماء علومه، تعلم وتدبر، وافهم واعمل، وادع الى الله – تعالى – على بصيرة، ولا تجرب، ولا تشك ولا تتردد، تكن من الفائزين.

فالقران الكريم كتاب الله الخالد المعجز، وهو كلام الله – تعالى – المنزل على عبده ورسوله وخاتم رسله محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو الكتاب الذي تاذن الله بحفظه من ان يغير او يبدل، او يزاد فيه او ينقص منه؛ قال – تعالى -: ﴿ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ﴾ [الحجر: 9]، وهو الكتاب الذي تلقاه الرسول – صلى الله عليه وسلم – من جبريل – عليه السلام – وجبريل من رب العزة – تبارك وتعالى – ثم علمه الرسول – صلى الله عليه وسلم – اصحابه الاطهار – رضي الله عنهم – وهو الذي جمعه الصديق – رضي الله عنه – باشارة الفاروق – رضي الله عنه – ودونه ذو النورين عثمان – رضي الله عنه – واجمعت الامة المسلمة عليه، وهو الكتاب الذي بين ايدينا في مشارق الارض ومغاربها، المحفوظ بين دفتي المصحف من الحمد الى الناس.

هذا القران العظيم هو دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وهو حبل الله المتين، وهدايته الدائمة، وموعظته الى عباده، واية صدق رسوله – صلى الله عليه وسلم – الباقية الى اخر الدنيا، وهو سبيل عز المسلمين في كل العصور والدهور، ولما كان القران كذلك، تعبدنا الله – تعالى – بتلاوته، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه؛ كما في صحيح البخاري وغيره.

 

السابق
رسائل الصباح مغربية
التالي
طريقة عمل عصير الخروب القرون