افضل مواضيع جميلة بالصور

هل السؤال المستمر في البنت

 

ارجو من حضرتكم ان تجيبوني على سؤالي، وارجو الله تعالى ان اجد عندكم الحل لمشكلتي، وهي نزول افرازات مني بشكل مستمر، ولا ادري هل هي ودي ام مذي ام مني ام انها افرازات اخرى؟
انا لا اشعر بخروجها، وهي افرازت شفافة، واذا تراكمت تكون بيضاء، واحيان تكون لزجة، واخرى تنزل تشبه المخاط الذي ينزل من الانف، اما تكون بيضاء او صفراء، اما الاشكال فهو ما اجده منها عند استيقاظي من النوم، سواء تذكرت احتلاما ام لا، اجد جفافا تاما، لكن اذا فركت مكان نزولها اجد شيئا قليلا منها تماما كالذي ينزل مني اثناء يقظتي، فهل يجب علي الغسل اذا وجدت ذلك حتى لو كنت متاكدة انها ليست منيا؟ لكن يبقى لدي شك وادخل في دوامة فظيعة، فهل صلاتي صحيحة ام لا؟ وهل على الفتاة البحث كل صباح؟ وهل نزل منها شيء؟
ارجوكم اوضحوا لي ما اشكل علي وكدر علي صفو عبادتي، فقد امرنا الله تعالى بسؤال اهل الذكر، وها انا اسالكم فلا تتاخروا علي بالاجابة في اقرب وقت -ان شاء الله- لاني والله اتعذب؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا الموقع المفيد.
الاجابة
الاخت الفاضلة/ امة الرحمن حفظها الله.
وبركاته، وبعد:
فهذا سؤال كريم؛ لانه سؤال من فتاة مؤمنة تحرص على ان تعبد الله على بصيرة، وتحرص على ان تكون عارفة باحكام ما يعرض لها، لا سيما في امر طهارتها، وامر صلاتها؛ فقد احسنت بهذا السؤال، وهذا الذي ينبغي ان تكوني عليه على الدوام، وهو ان تقدمي العلم على العمل، فان كثيرا من الناس يقعون في اخطاء في هذا الباب، ويشقون على انفسهم، بل يصلون الى الضرر المحقق فيها بسبب عدم معرفتهم بالاحكام الشرعية التي تعرض لهم في هذا الامر، وقد احسنت ايضا بالاشارة الى قول الله جل وعلا الذي يامر فيه برد الامر الى اهل العلم لتعرفي حكم ما يعرض لك، فهذا هو الذي ينبغي ان تنتهجيه دوما، وان تجعليه منهجا تسيرين عليه، الا وهو معرفة الاحكام الشرعية وتعلمها قبل الاقدام على اي امر من امور العبادات، بل ان معرفة حكم الله جل وعلا هو الذي ينبغي ان يكون على الدوام في جميع الامور؛ كما قال تعالى: ((<a=6004612>يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم))[الحجرات:1] اذا علم هذا فان ما يعرض لك يحتاج الى تفصيل؛ فلتبدئي بمعرفة طبيعة هذه الافرازات التي تحصل لك: فان الافرازات والسوائل التي تخرج منك قد تكون منيا تارة، وقد تكون مذيا تارة وقد تكون بعض الافرازات التي تخرج عقب البول وهو الذي اشرت اليه بالودي، وقد تكون افرازات عادية لا تسلم منها اي امراة، فان طبيعة المراة ان يخرج منها افرازات من محلها، وهذا يختلف من فتاة الى فتاة، وقد تكون كذلك افرازات مرضية دالة على وجود التهابات كما نص على ذلك المختصون، وعلامة الافرازات المرضية هو وجود حكة او حرقة عند البول وغير ذلك من العلامات التي نص عليها اهل الاختصاص بالطب.
اذا علم هذا فانه لابد لك ان تفرقي بين هذه الافرازات التي اشرنا اليها، فاما المني فهو الذي يخرج بعد اللذة الكبرى، اي عند حصول النشوة الجنسية، وهذا تعلمه المراة المتزوجة -كما هو معلوم- عند الجماع مع الزوج او عند رؤيتها المعاشرة او ما كان في معنى المعاشرة في حال نومها، فاذا كان الامر كذلك فاذا نمت وتذكرت احتلاما، بمعنى انك رايت ما تراه المراة من المعاشرة الجنسية ثم قمت فوجدت بللا على بدنك او في ثوبك فواضح في هذه الحالة ان هذا هو المني الذي ينزل مع اللذة الكبرى التي هي النشوة (الرعشة الجنسية).
واما اذا نمت فرايت احتلاما ثم قمت فلم تجدي بللا في ثيابك فلا يجب عليك الغسل؛ لان مجرد رؤية المعاشرة او في معناه في حال النوم لا يوجب الغسل حتى تري اثر نزول المني، فاعرفي هذا واحرصي عليه، فهذا لبيان معنى المني.
واما المذي فهو سائل لزج قريب من الوصف الذي وصفته وفيه صفرة يخرج عند الاثارة الجنسية، وهذا يكون بالتفكر، كان يتفكر الانسان في الامور الجنسية المثيرة فينزل عليه المذي، او مشاهدة منظر مثير، او مداعبة الزوج، او مداعبة المراة نفسها، وهذا خطا كما هو معلوم ولكن ايضا هو من اسباب نزول المذي، فكل هذا يؤدي الى نزول المذي، وعلامة المذي هو خروج سائل لزج بعد حصول شهوة في النفس، ولكن لا تصل الى درجة الرعشة الجنسية لان تلك مصحوبة بالمني كما هو معلوم.

واما الودي فهو الذي يخرج عقب البول وهو يكون سائلا خاسرا وهو اشبه بالمني منه الى المذي.

واما الافرازات فهي الرطوبات التي تكون في الفرج؛ ففرج المراة كما هو معلوم لا يخلو من الرطوبة، ولا يمكن ان يكون جافا تماما، فهذا ينبغي ان تعرفيه، ولذلك فان كثيرا من النساء يعرض لهن مثل هذه الافرازات وهذه الرطوبات ومثل هذه الامور، وهذا امر طبيعي؛ لان هذا المحل محل يحتاج الى ان يظل رطبا على الدوام كما هو معلوم لحكمة ايجاد الفطرة الانثوية في المراة وامكان تواصلها مع زوجها ان شاء الله جل وعلا.
اذا عرف ذلك فلتعلمي احكام هذه الامور: اما المني فقد عرفت امره وعرفت موضعه؛ فحينئذ يجب الغسل من الجنابة شرعا، واما المذي والودي والرطوبات فلا يجب فيها الغسل، ولكن يجب منها الوضوء، وفي مثل حالتك لا يجب عليك ان تغيري ملابسك الداخلية. فان قلت: فكيف اطهره؟ فالجواب: بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو رشه رشا خفيفا، بان تاخذي على رءوس اصابعك شيئا من الماء ثم ترشي ثيابك الداخلية، ولا يجب عليك تغييرها سواء كثر ام قل.
واما الودي والذي يخرج عقب البول فانظري فان كان لم يتكرر ذلك كثيرا، كان يكون مرة في اليوم فلا يجب عليك كذلك ان تغيري ثيابك الداخلية منه، وانما يجب الوضوء منه فقط. واما الافرازات العادية فلا يجب منه الوضوء في ارجح قولي اهل العلم – عليهم رحمة الله تعالى – ولا يجب منه تبديل الملابس ولا رشها ولا غسلها؛ لان هذا لا تنفك عنه المراة كما هو معلوم، فقد ظهر لك التفصيل في هذا.
ويبق سؤالك الاخير وهو: هل يجب عليك ان تفتشي نفسك؟ فالجواب: كلا، لا يجب عليك، بل ينبغي الا تفعلي ذلك، وينبغي ان تحرصي على ترك محلك كما اشرت، فان هذا مدعاة لظهور الرطوبات كما هو معلوم، وربما جلب لك شيئا من الضرر، لا سيما وانك قد تعيدين مثل هذه الحركة كثيرا، فقد عرفت احكام امرك بالتفصيل، فما عليك الا ان تعملي بما عملت، وان تطردي عنك الوسواس، فالله لا يكلف نفسا الا وسعها، فخذي بما عملت، واتركي ما لم تعلمي، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه.
ونود دوام مراسلتك الى الشبكة الاسلامية التي ترحب برسائلك الكريمة، ونسال الله ان ينفعك بما علمت وان يعلمك ما ينفعك ويزيدك علما، وان يشرح صدرك وان ييسر امرك وان يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق.

السابق
جنب الكشري الاصفر
التالي
الكتب الاسلامية المصورة