السلام عليكم مشكلتي معقده جدا ولكن املي كبير فيكم باذن الله لحلها وتوجيهكم فانتم عوننا وانتم اهل المشوره اناشاب اخاف الله خاصة من الكبائر (ولا ازكي نفسي فالذنوب اغرقتنا) واخاف خاصة من الزنا وادعوا الله دائما العفه والزواج ولكن المشكله اني عندما تخرجت من الثانويه اغراني والداي واقاربي والحوا علي بان اخطب ابنة خالتي (ولم اكن حينها قد فكرت بعد فيمن ساتزوج) وكنت غير راشد وقتها ولكنهم ضغطوا علي وراو مني الصمت فتقدم ابي لخطبتها من والدها فجاة ودون حضوري معهم.( وقد علمت بعد ذلك ان ابي ووالدها متفقين على ذلك لان اوخو والدها يلمح لابيها ان ابنته لابنه وهو ولد صايع هداه الله) لزمت الصمت وكنت قد قبلت في كلية الطب وبدات الدراسه في الكليه مغتربا عن اهلي . فاذا بالفتن تنصب علي يمنة ويسره فخفت على نفسي فنحن طلاب الطب نعاني من كثرة تحرش الفتيات بنا ووالله اننا نعاني في المستشفى وغيره خاصة انني انسان عاطفي لابعد مما تتصور ولولا ان الله يثبتني لسقطت في الهاويه فبدات الح على اهلي بالزواج وانني لا استطيع الصمود واخاف على نفسي ولكن لا حياة لمن تنادي وبعد ان صار عمري22 الحيت عليهم كثيرا وكنت مستسلما لرغبتهم بابنة خالتي التماسا لرضى والداي وبرهم ولكنهم فاجاوني بانها صغيره (12 سنه) ولا زواج الا بعد تخرجي من الجامعه (اي بعد اربع سنوات) وان اهلها اشترطو ذلك فانصدمت وكرهتها كرها شديدا وبدا الاحباط يهز اركاني . وصرت مهموما وكثير التفكير فانا لا استطيع اكمال الطب دون زواج والله اني اخاف على نفسي من الحرام فانا اعرف نفسي جيدا لا استطيع الصمود. وذات مره وانا طفشان مررت بالتلفاز(مع العلم انني لا اشاهده اصلا لما اعلم مافيه من المحرمات ولكن اهلي عندهم دش ويشاهدونه) رايت فيه قناة للزواج عن طريق الرسائل النصيه فهممت ان ابحث عن زوجه تقبل بي وبظروفي ودون علم اهلي ونيتي صالحه بالزواج فراسلت احداهن فقبلت بي مبدايا ولكني فوجئت بها ترسل رقمها لي فاحترت هل اتصل بها وهذا حرام ولكني قلت في نفسي ان هذه المعصيه ستنجيني من الوقوع في الزنا وهو من اكبر الكبائر وهذه صغيره وانا قصدي شريف ونيتي صالحه. فاتصلت بها لاتعرف عليها اكثر فتعرفنا على بعض ووجدت انها مناسبه من حيث الدين (فهي محافظه على الصلاة وتصوم نفلا ولا تكلم الشبان فقد كانت مرتبكة جدا حينما كلمتها لاول مره وانا ايضا لانها مثلي لم يسبق لها ان تتحدث مع جنس اخر) امامن حيث النسب والاخلاق فهي مناسبه جدا جدا. فاعجبت بها كثيرا وتعلقت بها وهي ايضا احبتني جداجدا وتعلقت بي قبلي واكثر مني فقد وقعنا بالحب ونحادث بعضنا يوميا ونتبادل رسائل الحب واتفقنا على الزواج وساخطبها باذن الله بعد اسبوعين وقد عزمت على ذلك واستخرت الله وادعوه كل يوم ان يغفر زللي ويجمعني بها بالحلال ولا يؤاخذنا بذنوبنا فنحن نحب بعضنا كثيرا ولكني احسست باهمية استشارتكم فبقي على الموعد اقل من اسبوعين وقد اتفقت معها ان اسكن معها في بيت اهلها مؤقتا الى ان اتخرج من الجامعه ورحبت هي بذلك مراعاة لظروفي فبيتهم كبير ’ وان اخبر اهلي بعد الزواج مباشره واعلمهم بزواجي وقد وعدتها اني لن اتخلى عنها لو طلب اهلي ان اطلقها فلا طاعة لمخلوق في معصية الله. فما رايكم هل اقدم علي زواجها واحصن نفسي من الزنا دون علم اهلي ام اطيعهم واسقط في الزنا واتزوج بعد التخرج من فتاة لااحبها فاتعب واتعبها معي وقد اطلقها في النهايه فانا ( لا اريدها ابدا) افيدوني ارجوكم باسرع وقت فانا محتار ومتعب جدا واعذروني على الاطاله .
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على رسولنا محمد الامين وبعد :
ان سعادة الاسرة و استمرار الحياة الزوجية تتوقف بعد رضا الله تعالى على حسن اختيار كل من الزوجين للاخر ، اختيارا واعيا غير متاثر بعاطفة هوجاء ، او هوى جامح ،وانما يكون قائما على اساس متين يبقى و يقوى مع مرور الزمن .
و لما كان عقد الزواج عقدا خطير الاثر ، طويل الامد ، كثير التكاليف ، كان لابد قبل اجراءه من خطوات تتخذ من قبل كل من الخاطب و المخطوبة حتى اذا اقدما على الزواج كان قد اقدما عليه و قد اطمان كل منهما الى الصفات و المؤهلات التي تحقق اغراضه و تطمئن نفسه الى مستقبل ارتباطه مع زوجه .
و لعل ابرز ما يهم حالتك اذا توفرت الشروط الواجبة في المخطوبة تامين ما يلي :
الطعام و توابعه : قرر اهل العلم انه يجب للزوجة الطعام و الشراب و الادام …الخ و تقد هذه الاشياء بما يكفي الزوجة من الطعام لقول الني صلى الله عليه وسلك لهند : ( خذي ما يكفيك و ولدك بالمعروف ) .
الكسوة : وقد اجمع اهل العلم على انه تجب على الزوج لزوجته كسوتها لقوه عز وجل : ( و على المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف ) . و هي مقدرة بكفاية الزوجة .
المسكن : و هو اهم موضوع عندك يا اخي لانه غير متوفر لديك .
و قد قال اهل العلم : يجب للزوجة المسكن اللائق بها اما بملك او كراء او اعارة او وقف ، لقوله تعالى : اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ) اي بحسب سعتكم و قدرتكم المالية .
اخي الكريم كيف تقدم على الزواج و انت لا تستطيع تامين معظم هذه التكاليف و قد قال بعض اهل العلم : ان الزواج محرم اذا تيقن ان الشخص لا يستطيع ان يتحمل تكاليف الزواج ، لان ما ادى الى حرام فهو حرام .
و تغرنك المشاعر الملتهبة و الكلام المعسول الذي يضيع امام اي ريح قد تقع ما بين الزوجين او ما بين الزوج اقارب الزوجة .
اعلم يا اخي ان الزواج عند عامة اهل العلم فرضا اذا تيقن الانسان الوقوع في الزنا لو لم يتزوج .
و انظر الى هذا الشرط : ( و كان قادرا على نفقات الزواج من مهر و نفقة و مسكن و حقوق الزواج الشرعية، ولا يستطيع الاحتراز من الوقوع في الفاحشة بالصوم و نحوه .
و خلاصة القول اخي الكريم :
عليك دراسة الامر بروية و هدوء وعليك عدم الاسراع بخطواتك بل عليك مراجعة اهلك مرة تلو الاخرى و توسيط بعض كبار العائلة و لا باس ان يتكلم بعض العلم و الراي في العائلة و غيرها حتى يوفقك الله تعالى و يرزقك الزوجة الصالحة في الوقت والظرف المناسبين.
واياك ثم اياك من السرعة والاقدام على ما انت عازم عليه .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم