افضل مواضيع جميلة بالصور

هل عرفت ليلة القدر 2024

انا انزلناه في ليلة القدر

اشتملت هذه الاية على تنويه عظيم بالقران فافتتحت بحرف ( ان ) وبالاخبار عنها بالجملة الفعلية ؛ وكلاهما من طرق التاكيد والتقوي .

ويفيد هذا التقديم قصرا وهو قصر قلب للرد على المشركين الذي نفوا ان يكون القران منزلا من الله تعالى .

وفي ضمير العظمة واسناد الانزال اليه تشريف عظيم للقران .

وفي الاتيان بضمير القران دون الاسم الظاهر ايماء الى انه حاضر في اذهان المسلمين لشدة اقبالهم عليه ؛ فكون الضمير دون سبق معاد ايماء الى شهرته بينهم فيجوز ان يراد به القران كله فيكون فعل ( انزلنا ) مستعملا في ابتداء الانزال ; لان الذي انزل في تلك الليلة خمس الايات الاول من سورة العلق ، ثم فتر الوحي ثم عاد انزاله منجما ولم يكمل انزال القران الا بعد نيف وعشرين سنة ، ولكن لما كان جميع القران مقررا في علم الله تعالى مقداره وانه ينزل على النبيء – صلى الله عليه وسلم – منجما حتى يتم ؛ كان انزاله بانزال الايات الاول منه ; لان ما الحق بالشيء يعد بمنزلة اوله ، فقد قال النبيء – صلى الله عليه وسلم – صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الحديث ، فاتفق العلماء على ان الصرة فيما الحق بالمسجد النبوي لها ذلك الفضل ، وان الطواف في زيادات المسجد الحرام يصح كلما اتسع المسجد .

ومن تسديد ترتيب المصحف ان وضعت سورة القدر عقب سورة العلق مع انها اقل عدد ايات من سورة البينة وسور بعدها ؛ كانه اماء الى ان الضمير في انزلناه يعود الى القران الذي ابتدئ نزوله بسورة العلق .

ويجوز ان يكون الضمير عائدا على المقدار الذي انزل في تلك الليلة وهو [ ص: 457 ] الايات الخمس من سورة العلق ؛ فان كل جزء من القران يسمى قرانا ، وعلى كلا الوجهين فالتعبير بالمضي في فعل انزلناه لا مجاز فيه . وقيل : اطلق ضمير القران على بعضه مجازا بعلاقة البعضية .

والاية صريحة في ان الايات الاول من القران نزلت ليلا وهو الذي يقتضيه حديث بدء الوحي في الصحيحين لقول عائشة فيه : ” فكان يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد ” فكان تعبده ليلا ، ويظهر ان يكون الملك قد نزل عليه اثر فراغه من تعبده . واما قول عائشة ” فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ” ؛ فمعناه انه خرج من غار حراء اثر الفجر بعد انقضاء تلقينه الايات الخمس ، اذ يكون نزولها عليه في اخر تلك الليلة وذلك افضل اوقات الليل كما قال تعالى : والمستغفرين بالاسحار .

وليلة القدر : اسم جعله الله لليلة التي ابتدئ فيها نزول القران . ويظهر ان اول تسميتها بهذا الاسم كان في هذه الاية ولم تكن معروفة عند المسلمين وبذلك يكون ذكرها بهذا الاسم تشويقا لمعرفتها ; ولذلك عقب قوله : وما ادراك ما ليلة القدر .

والقدر : الذي عرفت الليلة بالاضافة اليه هو بمعنى الشرف والفضل كما قال تعالى في سورة الدخان انا انزلناه في ليلة مباركة ، اي : ليلة القدر والشرف عند الله تعالى مما اعطاها من البركة ؛ فتلك ليلة جعل الله لها شرفا فجعلها مظهرا لما سبق به علمه فجعلها مبدا الوحي الى النبيء صلى الله عليه وسلم .

والتعريف في القدر تعريف الجنس . ولم يقل : في ليلة قدر بالتنكير لانه قصد جعل هذا المركب بمنزلة العلم لتلك الليلة كالعلم بالغلبة ; لان تعريف المضاف اليه باللام مع تعريف المضاف بالاضافة اوغل في جعل ذلك المركب لقبا لاجتماع تعريفين فيه .

وقد ثبت ان ابتداء نزول القران كان في شهر رمضان قال تعالى : شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان . ولا شك ان المسلمين كانوا يعلمون ذلك اذ كان نزول هذه السورة قبل نزول سورة [ ص: 458 ] البقرة بسنين ان كانت السورة مكية او بمدة اقل من ذلك ان كانت السورة مدنية ؛ فليلة القدر المرادة هنا كانت في رمضان ، وتايد ذلك بالاخبار الصحيحة من كونها من ليالي رمضان في كل سنة .

واكثر الروايات ان الليلة التي انزل فيها القران على النبيء – صلى الله عليه وسلم – كانت ليلة سبعة عشرة من رمضان . وسياتي في تفسير الايات عقب هذا الكلام في هل ليلة ذات عدد متماثل في جميع الاعوام او تختلف في السنين ؟ وفي هل تقع في واحدة من جميع ليالي رمضان او لا تخرج عن العشر الاواخر منه ؟ وهل هي مخصوصة بليلة وتر كما كانت اول مرة او لا تختص بذلك ؟ والمقصود من تشريف الليلة التي كان ابتداء انزال القران فيها تشريف اخر للقران بتشريف زمان ظهوره ، تنبيها على انه تعالى اختار لابتداء انزاله وقتا شريفا مباركا ; لان عظم قدر الفعل يقتضي ان يختار لايقاعه فضل الاوقات والامكنة ؛ فاختيار فضل الاوقات لابتداء انزاله ينبئ عن علو قدره عند الله تعالى كقوله : لا يمسه الا المطهرون على الوجهين في المراد من المطهرين .

  • هل عرفت ليلة القدر 2017
السابق
تفسير حلم الخطبة للبنت العزباء
التالي
خلفيات جالكسي اطفال