الجواب :
الحمد لله
ينبغي ان نعلم جيدا الاصل العام في هذا الباب ، باب دخول الجنة ، والخلود في النار ، وهو امر مختصر ميسر ، موضح في حديث مختصر ، رواه مسلم في صحيحه (135) عن جابر رضي الله عنه قال : اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقال يا رسول الله : ما الموجبتان ؟
فقال : ( من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار) .
قال النووي رحمه الله : ” اما قوله ( ما الموجبتان ؟ ) فمعناه الخصلة الموجبة للجنة , والخصلة الموجبة للنار ” انتهى .
فقد بين هذا الحديث ان الذي يوجب للعبد ان يدخل الجنة ، هو موته على التوحيد .
والذي يوجب له الخلود في النار : هو موته على الشرك .
وهو اصل قطعي ، معلوم من دين الاسلام بالضرورة ، وقد تواترت النصوص على تقريره وتاكيده . قال الله تعالى : ( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ) النساء/48 .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة ، واحوال العصاة في جهنم ، انه لا يخرج من النار الا من مات على التوحيد ، شهادة بلسانه ، وكان في قلبه شيء من الايمان :
( يخرج من النار من قال لا اله الا الله ، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، ثم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ، ثم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة ) . رواه البخاري (6861) ومسلم (285) .
وبناء على ذلك يمكننا ان نعلم احوال من ورد ذكره في السؤال :
1- فمن وقع في الشرك الاكبر ، سواء كان مشركا اصليا ، كاليهود والنصارى والبوذيين ، وغيرهم من اصناف الكفار ، او كان مسلما ثم ارتد عن الاسلام بوقوعه في الشرك الاكبر ، وهذا هو المسؤول عنه ، فانه لا ينفعه انتسابه للاسلام ، ولا تسميه باسماء المسلمين ، ولا ما يقوم به من اعمال الخير وغيرها ، اذا وقع في الشرك الاكبر ، ومات عليه من غير توبة . قال الله تعالى : ( ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ) الزمر/65-66 .
2-وتارك الصلاة بالكلية ، فلا يصليها لا في بيته ولا في مسجده ، ولا يشهد جمعة ولا جماعة ، هذا ايضا قد ابطل عمله ، ووقع في الكفر بتركه للصلاة بالكلية ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم اي الصفة الفارقة بين المسلمين والكفار : الصلاة ؛ فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي (2545) والنسائي (459) وصححه الالباني . وينظر حول كفر تارك الصلاة جواب السؤال رقم (5208) .
3-واما المنافقون ، فان كان المراد بهم اهل النفاق الاكبر ، الذين يظهرون في الدنيا انهم من المؤمنين ، في حين انهم يسرون الكفر في قلوبهم ، ويخفونه عن الناس ؛ فهؤلاء شر حالا من الكفار والمشركين ، ولذلك فمصيرهم في اسفل دركات جهنم ، كما قال الله تعالى : ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) النساء/145 .
4-واما ان كان المراد بالمنافقين : من وقع في شيء من النفاق العملي ، كالكذب في شيء من حديثه ، او خيانة الامانة ، او الغدر في الوعد ، او وقع في شيء من الشرك الاصغر ، كيسير الرياء ، او الحلف بغير الله ، او وقع في شيء من المعاصي الكبيرة ، او الصغيرة ، فهذا لا يكفر بمجرد ذلك ، ولا يخرج به من الاسلام ، ولا يخلد به في جهنم ، اذا مات على التوحيد ؛ بل امره الى الله ؛ اما يعذبه بذنبه ، ثم يدخله الجنة بما معه من التوحيد ، واما ان يتفضل عليه ابتداء ، فيدخله الجنة ، ويعفو له عن ذنبه الذي وقع فيه . روى البخاري (6933) ومسلم (1655) عن ابي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( … ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة ، فقال : بشر امتك انه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة !! فقلت : يا جبريل ، وان سرق وان زنى ؟ قال : نعم . قال : قلت : وان سرق وان زنى ؟ قال : نعم . قال : قلت : وان سرق وان زنى ؟ قال : نعم ، وان شرب الخمر ) .
والله اعلم .
- هل كل المسلمين يدخلون الجنة
- هل المسلمين في الجنه