فتستحب قراءة اذكار المساء فيما بين صلاة العصر الى غروب الشمس، سواء كان ذلك في اول هذا الوقت او في اخره، وكذا اذكار الصباح تستحب قراءتها ما بين صلاة الفجر الى طلوع الشمس، سواء كان ذلك في اول هذا الوقت او في اخره، ولا نعلم ما يفيد تقييد ذلك بعشر دقائق.. قال السفاريني في غذاء الالباب شرح منظومة الاداب: مطلب اذكار الصباح والمساء. اعلم ان اذكار طرفي النهار كثيرة جدا، والحكمة فيه افتتاح النهار واختتامه بالاذكار التي عليها المدار، وهي مخ العبادة وبها تحصل العافية والسعادة ونعني بطرفي النهار: ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، قال الله تعالى: وسبحوه بكرة واصيلا. والاصيل هو: الوقت بين العصر الى المغرب، قال الله تعالى: وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار. والابكار: اول النهار، والعشي: اخره.
وقال: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وهذا يفسر ما جاء في الاحاديث من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي، ان المراد به قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وان محل هذه الاذكار بعد الصبح وبعد العصر قاله الامام المحقق ابن القيم في الكلم الطيب والعمل الصالح… فمن ذلك ما اخرجه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يات احد يوم القيامة بافضل مما جاء به الا رجل قال مثل ما قال او زاد عليه. وفي صحيحه ايضا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا امسى قال: امسينا وامسى الملك لله، والحمد لله، لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب اسالك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، واعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب اعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب اعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر واذا اصبح قال ذلك ايضا اصبحنا واصبح الملك لله. وروى ابو داود واللفظ له والترمذي وقال حسن صحيح غريب والنسائي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل: قلت يا رسول الله ما اقول؟ قال: قل هو الله احد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء…. انتهى.
ولو ان شخصا انشغل عن الاتيان بالاذكار في هذا الوقت واتى بها بعد المغرب او بعد طلوع الشمس فلا حرج في ذلك، لان وقت الصباح والمساء يتناول ذلك لغة، قال الرحيباني في مطالب اولى النهى: (و) سن (ان يقول عند صباح ومساء) ما ورد قال الموفق البغدادي في ذيل فصيح ثعلب: الصباح عند العرب: من نصف الليل الاخير الى الزوال ثم المساء: الى اخر نصف الليل. انتهى.
ومن الوارد في ذلك: ! (قل هو الله احد) والمعوذتين ثلاث مرات حين يمسي وحين يصبح وانه يكفي من كل شيء، وعن عثمان مرفوعا: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم: ثلاث مرات لا يضره شيء. رواه ابو داود وغيره. وعنه صلى الله عليه وسلم: من قال اذا اصبح واذا امسى: رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، الا كان حقا على الله ان يرضيه. رواه ابو داود.. انتهى.
ونرجو من الله ان يشمل التحصين المذكور في بعض الاحاديث المقيد بقوله حتى يمسي او حتى يصبح مثل حديث: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم. ثلاث مرات لم تصبه فجاة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجاة بلاء حتى يمسي. رواه ابو داود وصححه الالباني. نرجو ان يشمل هذا التحصين جميع وقت المساء وجميع وقت الصباح.
والله اعلم.
- موعد اذكار المساء والصباح
- اذكار الصباح و المساء
- اذكار الصباح والمساء
- اوقات قراءة ادعية المساء
- موعد قراءة ازكار الصباح