اورد الشيخ الصدوق رواية عن الامام علي (عليه السلام) قال ((كنت جالسا عند الكعبة واذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدة الكبر في يده عكازة وعلى راسه برنس احمر ومدرعة من الشعر فدنا الى النبي وهو مسند ظهره الى الكعبة فقال يا رسول الله ادع لي بالمغفرة فقال النبي (ص) خاب سعيك يا شيخ وضل عملك)) فلما تولى الشيخ. قال يا ابا الحسن اتعرفه؟ قلت اللهم لا قال: ذلك اللعين ابليس. قال علي (عليه السلام). فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته الى الارض وجلست على صدره ووضعت يدي في حلقه لاخنقه فقال لي: لا تفعل يا ابا الحسن فاني من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. ووالله يا علي اني لاحبك جدا وما ابغضك احد الا اشركت اباه في امه فصار ولد الزنا فضحكت وخليت سبيله( ) . وفي هذه الرواية سرد الصدوق احدى مواقف الامام علي (عليه السلام) مع ابليس وكيف ان الامام تعامل معه. وقد ذكر هذه القصة تحديدا المجلسي( ) وعطاردي في مسند الرضا( ) اما ما ذكر عن مواقف الامام مع ابليس تحديدا وعلى غرار هذه القصة فقد وردت ولكن باختلافات منها ما ذكر بان ((اصحاب الرسول راوا شيخا راكعا وساجدا فقالوا ما احسن صلاته. فقال لهم رسول الله هذا هو الذي اخرج اباكم ادم من الجنة فمضى اليه ابو الحسن (عليه السلام) فقبض عليه ………)) وقد اخرج هذا الحديث الصدوق في علله( )والحسكاني( ) والمجلسي( ) اما ما نقله اخرون من مواقف اخرى فقد ذكروا ((بان الرسول والامام كانا بفناء الكعبة اذ اقبل عليهم شئ عظيم كاعظم مايكون من الفيلة .قال: فتفل رسول الله (ص) عليه وقال له. لعنت. فقال الامام من هذا يا رسول الله؟ فقال الرسول هذا ابليس فوثب اليه الامام……….)). وذكر هذا الخطيب البغدادي( ) والخوارزمي( ) وابن عساكر( ) وابن شهرا شوب( )والتستري( ) وابن شاذان( ) . اما صاحب المحاسن فقد تفرد بروايته بقوله ((ان الرسول كان جالسا على باب الدار ومعه الامام علي فمر شيخ فسلم . فقال الرسول. الم تعرفه؟ فرد الامام. لا فقال الرسول (ص) هذا هو ابليس. فقال الامام لو علمت لضربته بالسيف. فرجع اليه ابليس وقال “ظلمتني. اما سمعت الله يقول ((وشاركهم بالاموال والاولاد)) فوالله ما شاركت احد احبك في امه ))( ). وهنا نرى ان الروايات ذات نفس واحدة وطبيعة واحدة في موقف الرسول (ص) والامام (عليه السلام) ازاء وجود ابليس اللعين مع الاختلاف بالالفاظ . الا انه يؤاخذ على بعضها ذكر تصرفات لا تليق بصاحب الرسالة المحمدية وهو اكثر خلق الله اخلاقا وادبا فمنها ما تذكر بانه جالس على باب الدار وهو من نهى عنه ومنها ما ذكر بانه (تفل) وهو تصرف يمقته العامة فما بالك برسول الله. وعلى العموم فان هناك من طرح تلك الروايات الى العقل والنقل فمنهم من ايدها استنادا الى صحة سندها( ) ومنهم من قال ((ان صحت تلك الروايات فهي اظهار لمزايا الامام علي (عليه السلام)))( ) ومنهم من جعلها في خانة الموضوعات على الرسول والامام( ) .
- روايه بنات ابليس
