افضل مواضيع جميلة بالصور

المجاهرة بالصدقة

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فلا بد ان يتوفر اولا في قبول الصدقات عند الله ان يكون اعطاؤها قربى الى الله.. وابتغاء وجهه.. وبعيدا عن المن بها، والاذى بسببها، اي ان يكون اعطاؤها بعيدا عن جرح احساس المعطى اليه.. وعن الرياء بها. وفى ذلك يقول الله تعالى : (وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله) (البقرة : 225) اي لا ينبغي ان يكون الانفاق والاعطاء مقصودا به غير القربى الى الله وطلب رضاه.وعندئذ يستوي عند الله وفى تقديره، واجره على الصدقة، ان يكون اخراجها سرا.. او علنا، يقول الله تعالى : (الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار) اي في ظلام الليل، في غير رؤية من احد.. او في وضوح النهار في رؤية العديد من الناس (سرا وعلانية) “اي في خفية.. او في جهر بها: ليلا او نهارا على السواء (فلهم اجرهم عند ربهم) اي لهم الجزاء على من انفقوا، (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (البقرة: 274). اي في دنياهم؛ لانهم يفعلون الخير لذاته.. ولا ينقصون احدا من اصحاب الحاجة حقه في المال. فهم موضع الرضا من الناس. كما ان اعطاءهم المال لوجه الله: دليل على انهم لا يعبدون المال.. وبالتالي لا يحرصون عليه. فان خرج من ايديهم بالاعطاء لا يحزنون اطلاقا على خروجه.. وان افتقروا لا يحزنون كذلك على ما يصيبهم من فقر.

واذا كان الاخفاء في اخراج الصدقة، والجهر بها سواء عند الله مادام قصد بها وجه الله وحده: فان اخفاءها مستحب في اخراج ما عدا الزكاة وحدها؛ ذلك لان الاعلان عن اخراج الزكاة قدوة لمن تجب عليهم.. بينما الاخفاء في اخراج ما عدا الزكاة.. ابعد عن الرياء امام الناس.. والاذى لمن اخذ الصدقة. وربما يستفاد ذلك من قول الله تعالى : (ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) (البقرة: 271).

والصدقة كما تكون بالمال.. تكون بغيره كذلك. تكون بالعمل.. تكون بمساعدة المضطر.. تكون بالدعوة الى المعروف.. تكون بالتبغيض في الشر. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “على كل مسلم صدقة، فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسه، ويتصدق اي بما زاد عن حاجته من اجرة على العمل قالوا: فمن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قالوا: فمن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشر فانها له صدقة”.
والله اعلم .

السابق
تصاميم حمامات راقية 2024
التالي
نماذجcvبالعربية