افضل مواضيع جميلة بالصور

التعامل مع الابنة المراهقة

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
امراة تسال عن ابنتها المراهقة التي اصبحت ترفض الاوامر او النصح في خصوصياتها مثل ترتيب ملابسها او اختيار عمل ما، كان تقول لها: يا ابنتي هذا العمل لا يناسبك في دينك، فترد الابنة هذا ليس شانك، انا اعرف مصلحتي! وعندما تامرها بتغيير ملابسها والاستحمام تقول لا تامريني بمثل هذه الاشياء لاني كبرت ولست طفلة!

علما بان الاسرة محافظة ومتدينة، وهذه الفتاة كانت قبل مراهقتها بارة مطيعة ومحبة لامها، والمشكلة ان العائلة مقيمة في اوروبا، هذا ما يقلق الوالدة! وعندما قلت لوالدتها: ما دامت ابنتك متدينة، فلماذا لم تحاولي ان تذكريها بعقاب الله للعاق؟ قالت: اخاف ان يوسوس لها الشيطان وتترك الالتزام وتقول في نفسها: ما دمت عاقة فلن يقبل الله منك اعمالك؟ والوالدة حزينة الان، فبماذا تنصحونها؟

الاجابة
الاخت الفاضلة/ ام زينب حفظها الله.
وبركاته وبعد،،،

نسال الله ان يصلح لنا ولكم النية والذرية، وان يلهمنا رشدنا ويعيذنا من الاخلاق الرديئة.

فان هذه البنت ليست بطفلة، وليس من الصواب ان نامرها ونزجرها، ولكن علينا ان نحاورها ونناقشها، ولا شك ان هذا الشعور طبيعي في هذه المرحلة التي يعلن فيها الابناء خروجهم عن الطفولة بضعفها وجهلها وتعليماتها الكثيرة وقيودها الشديدة.

وارجو ان نتخذ لابنائنا اصدقاء في هذه المرحلة، ونحاورهم ونشاروهم على الاقل في الامور الخاصة بهم والخاصة باخوانهم الصغار، واحتياجات المنزل، ونفتح لهم ابواب المستقبل، ونلاطفهم، ونمنحهم الثقة مع شيء من الحذر، ونترك لهم المجال للابداع والتعبير عن انفسهم.

ولست ادري لماذا لا نستغل هذه المواقف؟ فنقول لها: ما هو رايك في ان تتعاون في ترتيب المنزل؟ وما هي الوظيفة التي تناسب الفتاة المسلمة؟ ثم نثني على اجابتها اجمالا، وبعد فترة نبدي الملاحظات السلبية على رايها ان وجدت، ونقول لها: كلامك جميل اعجبني فيه كذا وكذا، ولكن اليس من الافضل كذا وكذا، وماذا يضيرنا لو قلت: هيا نرتب الغرفة بدلا من رتبي غرفتك؟

وارجو ان تطمئن هذه الام، فان هذه البنت سوف تعود الى رشدها وصوابها؛ لان اساسها كان طيبا، وارجو ان تعينها على البر بفهم نفسيتها والالمام بطبيعة مرحلتها العمرية، والاقتراب منها، والاهتمام بها، والثناء على جوانب تميزها، وتقديرنا للمؤثرات الخارجية عليها، فان البلاد الغربية والافكار الجاهلية تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة عواطف وازمات، وهذا الفهم يشكل نفسية المراهقين فيندفعون الى المخالفات والمغالطات.
وقد ذكر الاستاذ محمد قطب في كتابه منهج التربية الاسلامية ما يلي: (… ثم ياتي البلوغ، والمشكلة الكبرى التي تتحدث عنها كتب التربية وعلم النفس في هذه الفترة هي مشكلة الجنس وليس للجنس مشكلة في الاسلام، فقد خلقه الله ككل طاقة حيوية ليعمل لا ليكبت، فالاسلام يقر به مثل كل الدوافع، ثم يقيم امامه حواجز لا تغلق مجراها ولكن تضبطها…والغريب ان الجاهلية الحديثة تعترف بضرورة التنظيم والضبط لكل دوافع الفطرة الا الجنس) وهذا يسبب عندهم ازمات نفسية وامراض جنسية واضطراب في الحياة كلها.

فليست المراهقة بعواطفها الحادة مرحلة حتمية، وليس صحيحا انها تؤدي الى تعطيل الطاقات وتدمير القيم الثابتات، ولكن الصواب ان توجه تلك الطاقات للمصلحة، وبذلك تصبح المراهقة مرحلة سوية وعادية في حياة الشباب، وكما قالت الباحثة الغربية مارغيب ميد: (في المجتمعات البدائية تختفي مرحلة المراهقة وينتقل الشاب من الطفولة الى الرشد مباشرة ولا شك ان الاثار السالبة لفترة المراهقة على صلة وثيقة بتقلبات الحضارة المادية).

وليس هناك مانع من تذكير هذه الفتاة بعقوبة الله للعاق لوالديه، مع تعريفها بتوبة الله على من يرجع الى الصواب ويحسن الاعتذار، ويستبدل السيئات بالحسنات الماحيات، قال تعالى: (( <a=6001586>ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ))[هود:114].
وارجو ان تجتهد هذه الام في الدعاء لبنتها، وان تقترب منها، وان تلاطفها وتقبلها وتحتضنها، وان تقبل اعتذارها وتنسى اخطاءها.

ونحن نوصي الجميع بتقوى الله وطاعته، فان البيوت تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، ونسال الله الصلاح في الاولاد والامن في البلاد.

والله الموفق,,,

السابق
جدول الضرب كامل مكتوب بالعربي
التالي
ادوية شد العضلات