افضل مواضيع جميلة بالصور

ماحكم وضع اسم الميت على القبر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فان الواجب على المسلم هو الامتثال لامر النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نهى عنه سواء فهم الحكمة ام لا فقد قال الله تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. {النور: 63}.وقال تعالى: وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.{الحشر: 7}.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور والكتابة عليها، فقد اخرج احمد ومسلم واهل السنن عن جابر قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يجصص القبر وان يقعد عليه وان يبني عليه.وزاد الترمذي: وان يكتب عليه. وفي لفظ للنسائي: نهى ان يبنى على القبر، او يزاد عليه، او يجصص، او يكتب عليه.

ويمكن العدول عن الكتابة الى تعليم القبر بحجر، او خشبة، او نحوهما، وهذا مباح باتفاق اهل المذاهب الاربعة بل قال الشافعية باستحبابه، لما روي: انه لما مات عثمان بن مظعون اخرج بجنازته، فدفن فامر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ان ياتيه بحجر فلم يستطع حمله، فقام اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه فحملها فوضعها عند راسه، وقال: اتعلم بها قبر اخي، وادفن اليه من مات من اهلي.

والحديث اخرجه ابو داود، وحسنه ابن حجر في التلخيص.

واما الكتابة: فقد ذهب الجمهور الى كراهتها، للحديث السابق وجوزها الحنفية وابن حزم، قال النووى في المجموع: قال الشافعي والاصحاب: يكره ان يجصص القبر, وان يكتب عليه اسم صاحبه، او غير ذلك, وان يبنى عليه, وهذا لا خلاف فيه عندنا, وبه قال مالك واحمد وداود وجماهير العلماء, وقال ابو حنيفة لا يكره دليلنا الحديث السابق. اه.

وفي تحفة الاحوذي: قال ابو الطيب السندي في شرح الترمذي: يحتمل النهي عن الكتابة مطلقا ككتاب اسم صاحب القبر وتاريخ وفاته، او كتابة شيء من القران واسماء الله تعالى ونحو ذلك للتبرك، لاحتمال ان يوطا، او يسقط على الارض فيصير تحت الارجل.

قال الحاكم بعد تخريج هذا الحديث في المستدرك الاسناد صحيح وليس العمل عليه، فان ائمة المسلمين من الشرق والغرب يكتبون على قبورهم، وهو شيء اخذه الخلف عن السلف، وتعقبه الذهبي في مختصره بانه محدث ولم يبلغهم النهي. انتهى.

قال الشوكاني في النيل: فيه تحريم الكتابة على القبور، وظاهره عدم الفرق بين كتابة اسم الميت على القبر وغيرها. اه.

وقد جوز بعض العلماء الكتابة ان احتيج اليها في التعريف بصاحب القبر واقتصر على قدر الحاجة قياسا على التعليم بالحجر وجعلوه من تخصيص النص بالقياس، وقد عزى الشوكاني القول بذلك للهادوية، وفي فتاوى الهيتمي: انه سئل عن كراهة الكتابة على القبور هل تعم اسماء الله والقران واسم الميت وغير ذلك، او تخص شيئا من ذلك بينوه بما فيه؟ فاجاب بقوله: اطلق الاصحاب كراهة الكتابة على القبر لورود النهي عن ذلك رواه الترمذي وقال حسن صحيح، واعترضه ابو عبد الله الحاكم النيسابوري المحدث بان العمل ليس عليه، فان ائمة المسلمين من الشرق الى الغرب مكتوب على قبورهم وهو عمل اخذ به الخلف عن السلف رضي الله عنهم وما اعترض به انما يتجه ان لو فعله ائمة عصر كلهم، او علموه ولم ينكروه واي انكار اعظم من تصريح اصحابنا بالكراهة مستدلين بالحديث، هذا وبحث السبكي والاذرعي تقييد ذلك بالقدر الزائد عما يحصل به الاعلام بالميت، وعبارة السبكي: وسياتي قريبا ان وضع شيء يعرف به القبر مستحب، فاذا كانت الكتابة طريقا فيه، فينبغي ان لا تكره اذا كتب بقدر الحاجة الى الاعلام.

وعبارة الاذرعي: واما الكتابة فمكروهة سواء كان المكتوب اسم الميت على لوح عند راسه، او غيره هكذا اطلقوه والقياس الظاهر تحريم كتابة القران سواء في ذلك جميع جوانبه، لما فيه من تعريضه للاذى بالدوس والنجاسة والتلويث بصديد الموتى عند تكرار النبش في المقبرة المسبلة، واما غيره من النظم والنثر فيحتمل الكراهة والتحريم للنهي، واما كتابة اسم الميت فقد قالوا ان وضع ما يعرف به القبور مستحب فاذا كان ذلك طريقا في ذلك فيظهر استحبابه بقدر الحاجة الى الاعلام بلا كراهة ولا سيما قبور الاولياء والصالحين، فانها لا تعرف الا بذلك عند تطاول السنين ثم ذكر ما مر عن الحاكم وقال عقبه: فان اراد كتابة اسم الميت للتعريف فظاهر ويحمل النهي على ما قصد به المباهاة والزينة والصفات الكاذبة, او كتابة القران وغير ذلك. اه.

وما بحثه السبكي من عدم الكراهة في كتابة اسم الميت للتعريف والاذرعي من استحبابها ظاهر ان تعذر تمييزه الا بها، الى ان قال: ويحمل النهي على غير ذلك، لانه يجوز ان يستنبط من النص معنى يخصصه وهو هنا الحاجة الى التمييز فهو بالقياس على ندب وضع شيء يعرف به القبر. اه.

وفي شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين: والكتابة عليه فيها تفصيل: الكتابة التي لا يراد بها الا اثبات الاسم للدلالة على القبر، فهذه لا باس بها، واما الكتابة التي تشبه ما كانوا يفعلونه في الجاهلية يكتب اسم الشخص ويكتب الثناء عليه وانه فعل كذا وكذا وغيره من المديح، او تكتب الابيات، فهذا حرام، ومن هذا ما يفعله بعض الجهال انه يكتب على الحجر الموضوع على القبر سورة الفاتحة مثلا، او غيرها من الايات، فكل هذا حرام، وعلى من راه في المقبرة ان يزيل هذا الحجر، لان هذا من المنكر الذي يجب تغييره. اه.

واما الفائدة من النهي عن الكتابة: فقد ذكرنا كلام المباركفوري حيث علل ذلك باحتمال ان يوطا، او يسقط على الارض فيصير تحت الارجل، وعلله بعض العلماء بالبعد عن الغلو في صاحب القبر.

واما الفائدة من معرفة صاحب القبر: فهي سلام اهله عليه ودعاؤهم له، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه، الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.

رواه ابو عمر ابن عبد البر وصححه.

والله اعلم.

  • اجمل كتابة علي القبور
  • اسم ياسين على القبر
السابق
قصص للاطفال بالصور
التالي
فتاتي الحبيبة