افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية لورا و الدوق الاسباني

فتحت عيناها لتجد نفسها نائمة على الكنبة و في مكان غير حجرة نومها .. رفعت عيناها عن صدر عريض كانت مخباة وجهها به .. فرفعت راسها لتجده ..باتريك .. نائما بسلام ..قبلت رقبته .. فاستيقظ .. مبتسما لها .. باعث دفئا لجسدها في هذا الجو البارد .. و لان النار قد خمدت ..
– ” صباح الخير”
قال لها مع ابتسامة عريضة ..
– ” صباح النور ..”
ثم عادت الى احضانه مرة اخرى .. و اغمضت عينيها من جديد …

– ” اين دون باتريشيو ؟ ”
سالت نانيرا ماريو و هو يدخل القصر ..
– ” اعتقد بانه لا يزال نائما في حجرته ”
– ” لا .. ”
– ” اذا ربما استيقظ باكرا و خرج الى الاسطبل ”
– ” اذهب و ابحث عنه .. ليتناول الافطار مع السيد سيلفادور و زوجته ”
– ” في الحال سيدتي ..”
اتجه الى الاسطبل و سال سائس الخيل عن ما اذا راى اليوم الدوق .. فاجابه بالنفي ..
اين عساه يكون اختفى .. بالطبع .. المنزل الصغير .. فهناك يحب ان يقضي وقته عندما يريد ان يعتزل عن الجميع .. اقترب من الباب لكنه قبل ان يمد يده لفتحه سمع اصوات بالداخل .. لرجل و امراة .. لباتريك .. و !!!!
سيتوقف قلب نانيرا بكل تاكيد .. انه في ورطة .. فماذا يفعل ؟
من الصعب عليه ان يدخل البيت ليجد الدوق مع لورا في وضع حميم .. لا .. ساعود للقصر و اخبر نانيرا بانني لم اجد الدوق في الاسطبل .. لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن
عندما استدار اصطدم بداني .. فقال بهلع
– ” داني !! ”
شعر داني بريب و شك و هو ينظر الى وجه ماريو المضطرب
– ” من بالداخل يا ماريو ؟”
– ” لا احد ”
صد ماريو عن الباب حتى لا يقوم داني بفتحه
– ” دعني امر ”
– ” لا يا داني ”
حاول داني دفعه .. دون جدوى لان ماريو كان متشبثا بالباب بقوة ..
لكن الباب فتح .. و كاد ماريو ان يقع ارضا لو ان باتريك لم يمسكه .. وقف ينظر الى الاثنان و تساءل ..
– ” ماذا يجري هنا ؟”
نظر اليها داني متفحصا .. و هو يرى قميصه مفتوح و شعره مبعثر !!
– ” نبحث عنك .. ماذا تفعل هنا يا باتريك ؟”
قال داني ذلك بانزعاج .. فاضاف ماريو
– ” نانيرا تبحث عنك .. تقول بانك يجب ان تنضم اليهم على الافطار ”
– ” الم يعد السيد سيلفادور الى منزله بعد ؟ ”
قالها بعصبية و كتف يديه .. مما جعل داني يضحك عليه و يقول
– ” لا .. و لن يفعل حتى تخطب ابنته منه ”
– ” ماذا ؟! ”
ساله باتريك بعصبية .. فاجاب داني مبتسما و كانه يستهزا بصديقة
– ” الم تكن تعرف سبب قدومه.. الامر واضح يا باتريك ”
جذبه باتريك بعيدا حتى لا تسمعه لورا فتتضايق .. و قال و هو صارا على اسنانه
– ” اذهبا الى القصر و ساوافيكما حالا ”
– ” لك ما شئت ”
حاول داني ان ينظر من في الداخل .. لكن باتريك استوقفه و قال ناهرا
– ” حالا يا داني ..”
الامر واضح يا داني .. من يكون في الداخل ؟؟ مستحيل ان تكون ماريا .. اذن … لورا بكل تاكيد
قال في سره .. ثم غادر

عاد الى الداخل فلم يجد لورا جالسة على الكنبة …
– ” لورا .. اين انت ؟ ”
خرجت من الحجرة الصغيرة و نظرت اليه بفتور ..
– ” اذهب يا باتريك .. فضيوفك بانتظارك ”
اقترب منها و امسك بخصرها
– ” سافعل .. لكن ماذا عنك ؟ ”
– ” سابقى هنا قليلا .. ”
– ” حسنا ”
رفع راسها و ابعد شعرها عن وجهها ثم اخذها في قبلة طويلة .. دفعها على الكنبة و ما فوقها و قال ضاحكا
– ” استطيع ان اذهب لاحقا ”
ضحكت .. و اكمل تقبيلها لكنها اوقفته قائلة
– ” يستحسن ان تذهب ..”
– ” هل تريديني ان افعل ؟”
– “لا .. اعني … انهم ضيوفك”
– ” اصبت .. ضيوف ثقال على قلبي بعكسك ”
حاول تقبيلها مرة اخرها لكنها اشاحت عنه لتجلس و قد بان على ملامحها الضيق .. امسك ذقنها و رفعه لتنظر اليه بابهامه
– ” ما بك ؟ ”

انزلت راسها .. ما بها ؟! تذكرت كلام ماريا ذلك اليوم عندما اوقفتها و هجمت عليها مما ترك جرحا نازفا في قلبها .. جعلها تدرك الحقيقة .. و ان كانت مرة ..
– ” لا شيء .. هيا باتريك يجب ان تذهب ”
اوما براسه و استقام واقفا وقال بضيق
– ” اراك لاحقا اذن ..”
ثم خرج دون ان يلتفت اليها .. و المها ذلك كثيرا .. لكن اليس هذا ما ارادته ؟!

راته نانيرا داخل فامسكت به موقفة اياه عند المدخل .. و قالت بنبرة الام المعاتبة
– ” اين كنت ؟ و هل هذه ثياب امس ؟ ”
– ” نعم .. لقد غفوت في البيت الصغير ”
– ” و لم فعلت ذلك يا بني ؟ ماذا كنت تفعل هناك ؟!”
– ” نانيرا ارجوك .. دعيني ادخل حتى اقوم بتغير ثيابي و انضم اليكم .. ”
– ” تفضل ”
مر من امامها فلمحته ماريا .. التي قامت من كرسيها و اقتربت من نانيرا سالتها و هي تنظر الى باتريك يصعد الدرج ..
– ” هل بات في الخارج ؟ ”
– ” نعم .. هذا ما قاله لي .. في البيت الصغير ”
– ” معها ؟! ”
– ” لا اعتقد .. انها في حجرتها على ما يبدو ”
كانت ماريا تشك بالامر و نظرت باتجاه حجرة لورا .. و قالت
– ” هل من عادتها النوم الى هذا الوقت المتاخر ..”
– ” لا اعلم يا عزيزتي .. ما الذي يقلقك ؟هل لورا تقلقك ؟”
تاففت و قالت بضيق صدر
– ” انه يقضي معها معظم الاوقات .. اذا نعم اظن ان لورا تزعجني و تؤرق نومي ”

في هذه اللحظة كانت لورا تهم بدخول القصر لكنها توقفت عندما رات نانيرا و ماريا واقفتان عند المدخل و يتحدثان بصوت خافض كي لا يسمعهما احد .. حاولت ان تنصت لما يقولون لكنها و مهما فعلت لن تفهم شيئا .. فهما يتحدثان بالاسبانية ..
شهقت عندما احست بيد توضع على كتفها فاستدارت لتنظر الى وجهه
– ” داني !! ”
سالها و بفمه ابتسامة سخرية ..
– ” ماذا تفعلين هنا يا لورا ؟ هل تتنصتين على ماريا و نانيرا ؟؟”
ارادت ان تنفي لكن هذه الحقيقة .. فقالت معترضة تصرفهما و كانها تدافع عن نفسها
– ” انهما يتحدثان عني ”
– ” حقا ؟ و كيف عرفت ؟ هل تفهمين الاسبانية ؟! ”
– ” لا .. لكني سمعت اسمي ”
تنصت داني قليلا و قال
– ” اصبت ..انهما يتحدثان عنك ”
لم تستغرب فقد سمعتهما يحضران اسمها
– ” حقا ؟ و ماذا يقولان ؟”
– ” لا .. لن اخبرك ”
– ” ارجوك يا داني يجب ان اعرف ”
– ” لن يعجبك هذا يا لورا ”
– ” داني .. ارجوك ”
سكت قليلا .. ثم قال بصوت مؤثر
– ” اعرفي يا لورا باني كنت الشخص الوحيد الذي لم يحاول ان يؤذيك هنا”
– ” نعم .. لكن ذلك اليوم … ”
قاطعها قائلا
– ” ذلك اليوم .. كان خطا فادح .. و انا نادم اشد الندم يا لورا .. لقد اعتقدت بانك تبادليني الاعجاب نفسه .. لكن هذا لا يبرر فعلتي الشنيعة .. اتمنى ان تسامحيني ”
وضعت يدها على كتفه و قالت بهدوء ..
– ” لا عليك .. ساحاول ان انسى ذلك .. ارجوك الان اخبرني بحديثهما ”
– ” لكن الامر لن يعجبك ”
– ” لا باس .. اريد ان اعرف فالامر عني اليس كذلك ؟! ”
– ” نعم ..حسنا .. ساخبرك.. ”
قرب اذنيه من الباب ليسمع جيدا .. و اخذ يترجم كل كلمة دارت بينهما للورا …

ربتت نانيرا على كتفها و قالت
– ” الا تعرفين ما يفعل دون باتريشيو ؟”
اجابتها ماريا و قد بان على صوتها الضيق
– ” لا ..لكن يبدو لي بانه معجب بها كثيرا.. و هذا ما قاله لي ذلك اليوم .. ”
– ” ابدا يا عزيزتي .. انه يحبك انت ..انت حبه الاول و من الصعب ان ينسى الانسان حبه الاول.. كل ما يفعله باتريك هو دفعك للشعور بالغيرة .. ”
– ” لا اعتقد ذلك”
– ” صدقيني .. كما ان ماريو اخبرني بانه يريد ان يكسب ودها فيجعلها بذلك تتنازل عن كل شي او ان تبيعه حصتها من الورث .. ”
– ” حقا ؟! و هل هذا صحيح ؟!”
– ” كوني متاكدة .. ”
– ” و كيف اتاكد ؟!”
– ” لان بكل ببساطة لا يمكن ان يعشق هذه الفتاة الجريئة فهو ينتقدها في كل مرة يراها .. انه يحاول دفعها للجنون ..”
– “لقد طمانتني يا نانيرا .. شكرا لك ”
– ” على الرحب و السعة … و اعلمي يا ماريا بان باتريك لن يتزوج غيرك فقد رايته تلك الليلة يخرج خاتم زواج الكونتيسة و ينظر اليه .. و عندما انتبه الي ادخله في درجه بسرعة .. سالته ان كان ينوي الزواج فلم يخطئني و قال لي ببساطة .. ربما .. و كان ذلك بعد ان راقصك في حفلة فوزه بالسباق ”
انبسطت ماريا و ابتسمت .. قائلة
– “و انا لا اريد غيره ”
– ” جيد .. و الان تعالي معي و حاولي التقرب منه اكثر يا عزيزتي ..”

كادت لورا ان تسقط ارضا و هي تسمع هذه الكلمات تخرج من فم داني ..تجمعت الدموع في عينيها .. اراد ان يضع يده عليها لكنها ابتعدت عنه فقال لها
– ” انا اسف يا لورا قلت لك بان هذا لن يعجبك ”
اومات براسها قائلة بصوت متالم
– ” لا عليك .. شكرا لك.. فانا من طلب ذلك منك و الح عليك ”
– ” لورا هل ستكونين بخير ؟”
– ” نعم اعتقد ..”
– ” ماذا ستفعلين الان بعد ان عرفت الحقيقة ؟”
نظرت اليه بغضب و قالت
– ” الحقيقة ؟ اذا انت تعرف ايضا بان باتريك يريد التقرب مني كي … يا الهي ..”
انزل راسه و اكتفى بالنظر الى الارض .. فثارت ثائرتها و لكزته
– ” اخبرني يا داني .. هل كنت تعلم ؟ ”
– ” نعم يا لورا .. كلنا .. و انت ايضا .. في داخلك كنت تعلمين بان لا يمكن ان يحدث شيئا بينكما انت و باتريك .. و كما تعلمين بانه لن يتزوج الا من ماريا ”
وضعت يدها على فمها تكتم صرخة قهر كادت ان تخرج منها .. حاول ان يقترب منها مجددا لكنها اوقفته باشارة منها و قالت
– ” توقف .. اتركني وحدي .. ”
– ” لورا ..”
– ” داني .. اتركني وحدي .. ساعود الى حجرتي ”
– ” افعلي ما تريدين .. لكن صدقيني لم انوي لك سوءا ابدا ..”

لم ترد عليه بل اتجهت الى حجرتها و قامت بفتح النافذة بقوة .. فهي لا تريد ان يظن الجميع بانها قد باتت في الخارج مع باتريك خاصة و هي ترتدي قميص النوم و كمشيرها الابيض فوقه .. دخلت حجرتها و ارتمت على السرير و انهارت باكية .. بكت قهرا و الما و حزنا لانها ضيعت من وقتها الكثير ..على شيء ليس هي بحاجة اليه .. و الان سترحل .. بكرامتها و عزتها فمنذ ان جاءت الى هنا و هي تشعر بالمرارة و الندم لقدومها .. و ما الذي يجبرها على البقاء بعد كل ذلك .. لقد طفح الكيل .. لا تريد شيئا .. لا الورث ولا ذلك الحب المؤلم ..

اتصلت على سام و اخبرته بانها سترحل عن هذا المكان و ستعود الى وطنها و روتينها اليومي ..و بعد اربع ساعات اتى لاصطحابها دون علم احد و اخذها الى الفندق حيث يقيم هو و جاكلين ..

قصت عليهم سبب قرارها المفاجئ ..سام وافقها على قرارها لكن جاكلين كانت مترددة .. و فضلت ان تصر لورا على موقفها اكثر … و لم تعد لورا تستحمل المزيد من الاهانات و المؤامرات .. لدرجة بان باتريك تجرا لان يلمس عواطفها و يلعب بها كدمية ثم يرميها بعد ان ينتهي منها ..

– ” على الاقل يا صديقتي تكلمي مع المحامي سانتياغو لعله يستطيع رفع دعوى قضائية ”
قالت لها جاكلين .. فاجابت لورا بعصبية
– ” اخر ما سيقوم به ذلك المحامي هو رفع دعوى على سيده .. انت لا تعرفين .. هنا الجميع يعمل الف حساب للدوق ”
– ” يا له من مجتمع ديكتاتوري”
– ” اتعلمين رغم كل شيء سيء استطعت ان ابحث في الامور المشرقة فيهم .. و استطعت ان … ان .. احبه رغم قسوته .. لاني حاولت ان ارى فيه الانسان …”
لم تستطع ان تكمل جملتها لان العبرة خنقتها و ضيقت عليها انفاسها ..

عاد سام و قد احضر معه تذاكر رحلة العودة الى لوس انجلوس ..
– ” سنغادر غدا ظهرا فهذا اقرب وقت … لن تغادر اية طائرة الان لتدهور الاوضاع الجوية ”
– ” لا باس .. سنحاول ان نقضي وقتا ممتعا هنا ”
قالت جاكلين مشجعة صديقتها لتنسى حزنها و المها ..
– ” ستقام حفلة في الفندق هنا .. ”
سالها سام بابتهاج و هو يضع التذاكر جانبا .. و يمسح دموعها بيده ..
– ” رائع .. ما رايك يا لورا ؟ ”
– ” لا اشعر برغبة في الذهاب .. لكني مع ذلك ساذهب معكما فهذا اقل شيء استطيع فعله من اجلكما .. ”
فتحت ذراعيها لتضمها في ان واحد ..

في المساء افتقد باتريك لورا .. و كان بين حين و اخرى يمر بالقرب من حجرتها و يحاول ان يتنصت .. لعله يسمع لها حسا .. لكن لا شيء ..
راته ماريا واقفا وحده فاتجهت اليه ..
– ” ما رايك بان نركب الخيل و نتسابق كالايام الخوالي يا باتريك ؟”
اجابها بفتور دون ان يكلف نفسه بالنظر اليها ..
– ” انا متعب قليلا يا ماريا .. ربما في وقت لاحق .. اعذريني ”
– ” حسنا كما تشاء .. ابي يبحث عنك .. في الحديقة يريدك ان تشاركه التدخين و التكلم عن التجارة و الاشياء السخيفة هذه ..”
– ” حسنا ..”
تركته بسرعة .. فلمح وانيتا و هو خارجا من بعيد .. نادى عليها و سالها
– ” الم تر لورا اليوم ؟ ”
– ” لا يا سيدي لم افعل ”
تافف .. ثم خرج لينضم الى السيد سيلفادور في الحديقة و جلس معه مشعلا سيجارته و اخذ ينفثها بعصبية .. لا يعرف لم اتاه حدس بان شيء سيء سيحدث ؟ او انه حدث و انتهى و هو في غفلة عن الامر .. كان السيد سيلفادور يتكلم عن الوضع الاقتصادي و كيفية تحسينه في البا و جعلها منطقة سياحية ريفية .. و من الطبيعي ان يتناقش في هذا الامر مع الدوق .. دوق البا .. الذي لم يكن فكره معه بل بشيء اخر .. باحساسه الغريب .. بلورا !!

– ” ما قولك يا دون باتريك ؟”
ايقظه صوت السيد سيلفادور من افكاره العميقة فالتفت اليه و قال باسما
– ” عفوا ؟ ”
– ” ما بك ؟؟ ما رايك ان نذهب غدا للصيد ؟ ”
– ” الصيد !! ”
– ” نعم .. لديك بندقية اليس كذلك ؟ ”
– ” اه الصيد .. نعم بكل تاكيد..”
– ” رائع .. ”
نظر العجوز الى ساعاته و قال
– ” لقد تاخر الوقت .. يجب ان يذهب هذا العجوز الى فراشه .. و انت كذلك لاننا سنغادر في الصباح الباكر ”
ثم وقف و هو يضحك
– ” بلغ سلامي للانسة اغنر .. اه صحيح اين هي اليوم ؟ ”
احرجه سؤاله فاشار بيده بانه لا يعلم .. و ليته يعرف اين هي .. فانه مشتاق لها على الرغم من انه راها هذا الصباح
– ” عمت مساءا يا بني ”
– ” و انت كذلك ”
ظل جالسا ينظر الى نافذة حجرتها المظلمة … اين عساها تكون ؟!
– ” باتريك ..”
سمع صوتا فقفز قلبه فرحا .. لكنه عندما استدار تجهم وجهه و عبس
– ” ماريا ؟! ”
– ” انظر ماذا وجدت ؟ ”
وضعت امامه البوم صورا لهما عندما كانا مراهقين و شابين يافعين ..
لا يشعر برغبة في النظر الى تلك الصور .. فباله مشغول .. الا ترين ؟!
كانت تقلب الصفحات امامه و تضحك و هي تتذكر كل موقف التقطت فيه الصورة .. لم يكن يشاركها الضحك حتى .. و احست بذلك الجفاء منه فنظرت اليه بغضب قائلة
– ” اين يسرح فكرك يا باتريك ؟ ”
– ” لا شيء .. بالصور .. ”
– ” حقا ؟! ”
قالها برود
– ” نعم ”
– ” لا اعتقد ذلك .. انك لا تنظر الى الصور حتى ”
لم ينطق بكلمة .. بل قام باشعال سيجارة اخرى … احست بانها مثل هذه السيارة التي تشتعل و تحترق و هو بكل برود ينفث دخانها … فصرخت بوجهه
– ” حسنا .. ساعترف لك .. اني اموت في اليوم غيرة مئة مرة .. فتوقف عن لعبتك..”
و كانه تلقى لطمة على وجهه و نظر اليها مستغربا ..
– ” لعبة ؟! ”
– ” انت تعرف ما اقصد ”
استدارت لتغادر لكنه جذبها من يدها بقوة لتقف و قال لها بصوته المهيب ..
– ” وضحي لي ..”
توقفت لحظات و هي تشعر بشيء من الخوف .. و بعد فترة صمت قالت ..
– ” انت و لورا .. لقد نجحت في اشعال الغيرة داخلي فتوقف و دعنا نبدا من جديد .. ”
قهقه قهرا و سخرية من القدر .. و ترك يدها
– ” هل تعتقدين بان ما يحدث بيني و بين لورا هو لعبة لاجعلك تشعرين بالغيرة و من ثم تعترفين لي فنبدا من جديد ..؟ ”
– ” ماذا تعني ؟ ”
– ” انت مخطئة يا عزيزتي .. انا و انت كنا خدعة .. فرضنا اهلنا على بعض .. لم نكن نحب بعض ابدا .. ”
تجمعت عيناها بالدموع و هي تسمع هذا الكلام الجارح من باتريك .. و قالت بانكسار بضعف ..
– ” بلى .. انا احبك يا باتريك”
نظر اليها .. لا يعرف ماذا يقول .. لا يريد ان يجرحها اكثر ..فاستقام واقفا ليقترب منها و طبع قبلة على جبينها و قال بضيق
– ” عمت مساءا يا ماريا … و لا تنتظري مني شيء .. و ان كنت تعتقدين باني العب عليك فانت مخطئة ”
– ” ماذا يعني هذا ؟ ”
– ” تصبحين على خير ”
– ” باتريك توقف.. ماذا يعني هذا ؟!! ”

لكنه تركها و غادر ليدخل حجرته و يقفل على نفسه الباب .. اخذ يجول في الجناح ذهابا و ايابا و القلق يتاءكل بداخله … نظر الى ساعته التي تشير الى الواحدة صباحا .. يا الهي الوقت يسير ببطء و كانه قد توقف … خرج الى شرفته و اخذ ينظر ناحية حجرة لورا بالاسفل .. الانوار لا تزال مطفئة .. ما الذي يحدث ؟

لم يعد يستحمل اكثر .. خرج من غرفته و كالطائرة اتجه الى حجرة لورا .. طرق الباب .. لا احد يجيب .. طرق مرة اخرى .. فثالثة .. دون اي حس او حركة تصدر .. فتح طرف الباب و قال
– ” لورا .. لورا .. هل انت هنا ؟ ”
اجابه صوت زفير الهواء من النافذة المفتوحة.. دخل الحجرة و اضاء الانوار .. لا احد بالداخل .. قرصه قلبه بقوة .. و لاول مرة يشعر بان لا حول له و لا قوة .. التف يبحث عن شيء ما .. فلم يجد حقائبها و لا ثيابها !!! اين ذهبت لورا ؟!! هل غادرت ؟!! و لم ؟!!

وقفت على الطاولة و اخذت ترقص بجنون كانت ثملة جدا .. و الرجال يحومون حولها و يرقصون فرحين بالقرب منها .. و هي بلا اكتراث .. كان سام جالسا يراقبها و بيده كاميرته و ياخذ لها عدة لقطات .. لكزته جاكلين بانزعاج قائلة
– ” انك لا تضيع وقتك اليس كذلك ؟”
نظر اليها معترضا
– ” ماذا ؟! ”
اشارت ناحية لورا التي كانت تبدو لها انسانة غريبة غير صديقتها
– ” انظر اليها !! ”
قال بلا مبالاة
– ” انها تحاول نسيان ذلك المعتوه .. بقضاء وقت ممتع ”
– ” اعتقد ان احد المرعبين سوف يهجم عليها ”
– ” لا تقلقي .. انها تعرف كيف تدافع عن نفسها .. بالله عليك انها لورا اغنر ”
فاجابته جاكلين باستهزاء من عدم اكتراثه
– ” نعم اصبت .. تحمي نفسها .. و هي بهذه الحال ”
فجاة توقفت لورا عن الرقص و دفعت احد الشباب الراقصين بعيدا عنها..و اتجهت ناحية البار حيث سام و جاكلين .. تطلب كاسا اخر .. و تشربه دفعة واحدة .. و بعدها وضعت راسها على المنضدة … و ما هي الا دقائق حتى دخلت بسبات عميق ..

– ” سام .. ساعدني على حمل لورا الى الحجرة .. لقد افرطت في الشرب ..انها نائمة ”
حملها سام و صعد بها الحجرة .. وضعها في الفراش .. فاستلقت كالطفلة الصغيرة ..
قال معلقا و هو ينظر اليها
– ” تلك المجنونة ..”
– ” انها ليست مجنونة بل مجروحة.. لقد كنت تقول بانها كانت تقضي وقت ممتع.. ”
– “هذا صحيح ..لكن كان المفروض منذ البداية ان تقوم برفع دعوى قضائية على ذلك الدوق المتعجرف .. كنت وكلتها اشهر المحامين في لوس انجلوس لو تركتني افعل ”
– ” ليس الان هو وقت اللوم يا سام .. همنا الوحيد ان نبعدها عنه الان .. هل يعرف باتريك اين نقيم ؟ ”
– ” لا .. كما انني لا اظنه سيبحث عنها .. ”
– ” كيف و هي لم تقدم تنازل او اي شيء بشان ذلك الورث اللعين الذي لم يجلب الا المشاكل ؟ ”
– ” اتمنى لو اني اوسعه ضربا ..”
صوت لورا الحالمة قاطعهما .. اقترب منها سام ليسمع بماذا تتمتم لورا ..
– ” باتريك !! .. باتريك !! “

 

  • روايه عبير لورا والدوق الاسباني
  • تحميل رواية لورا والدوق الاسباني
  • الدوق باتريك ولورا
  • تحميلجديدعبيرلورا2020
  • رواية الدوق الاسباني ولورا
  • قصة الدوق الاسباني والانسة لورا
  • لورا والدوق
السابق
اصلاح ساعة وندوز xp
التالي
رواية لقاء بلا ميعاد