رواية في مهب الريح

كان يا مكان فى احد الايام والشمس ترسل باشعتها الذهبية الحارقة والناس فى الشوارع يعانون منها ومن الطرق المزدحمة ويستعينون بالله على تحمل اشغالهم الشاقة فالله هو خير المستعان .
كانت هناك فتاة من احدى فتيات الجامعة من ينظر لها يظن انها فى الثامنة عشر من عمرها ولكنها فى الثانية والعشرون لانها تمتاز بقصر قامتها ولكنها لا تظن انها ميزة0 كانت داخل كلية الهندسة شاهدت فتاة اسرعت نهال اليها قائلة :ايه يا اية انتى فين كل ده؟
ردت عليها صديقتها : معلش يا نهال المحاضرة لسة خلصانة حالا مامتك عاملة ايه ؟
ردت ايه متنهدة : الحمد لله دلوقتى احسن هو الدكتور قال بس ان السكر عليى عليها جامد . المهم جبتى الملازم ولا لا ؟
قالت اية وهى تمسك باحد الملازم فى يدها وتهوى بها على وجهها : اه معايا اهم خديهم صوريهم وانا هعدى عليكم بكره اشوف طنط واخدهم منك
قالت نهال وهى تاخد الورق والملازم من يد صديقتها : طيب اصور فين مفيش مكان قريب اصور فيه؟
ردت ايه : فى مكتبة بعد شارع الجامعة بشارعين كده روحيها وروحى بقى.
قالت نهال مسرعة : بس يا بنتى الشارع بتاعها ده هادى ومخيف كده.
قالت ايه بتافف : فى ايه يا نهال هو انتى لسة طفلة عادى يعنى مش هتتخطفى منتى معندكيش تحت بيتك مكاتب يبقى اتصرفى المهم بكرة يكونوا موجودين امتحانات الترم قربت وانا لسة مفتحتش كتاب .
قالت نهال وهى تضع الملازم بحقيبتها وتسلم على صديقتها : طيب خلاص انا ماشية اهو علشان متاخرش اشوفك بعدين.
وتركت نهال صديقتها وابتعدت مغادرة الجامعة ومتجهة ناحية مكتب التصوير والساعة قاربت على السادسة و دخلت الشارع الهادئ ومشت قليلا حتى فجاة وقف امامها شاب طويل بابتسامة كبيرة يقول : يا انسة مشفتيش ولد صغير لابس تيشرت ازرق كده.
صمتت نهال وتلون وجهها باللون الاحمر وقالت متوترة : حضرتك لا ……… قصدى لا مشفتش.
ضحك الشاب كثير مما اثار توتر نهال اكثر ثم قال : مالك متوترة كده ليه طب مشفتيش ولد لابس تيشرت احمر او اى لون اللى انتى عايزاه يعنى .
ظهرت حبات العرق على وجه نهال ولم تعرف ماذا تفعل اهو يتكلم حقيقى ام فقط يمارس هواية العديد من الشباب فى معاكسة الفتيات ولكن قبل ان تجب ظهر شاب اخر طويل القامة عريض المنكبين من ينظر له الان يظن ان الشرار يخرج من اذنه قال بصوت خشن وهو ينظر لها ثم للشاب الاخر :نعم يا اخ عايز ايه ؟
اجاب الشاب الاخر وهو يرى انه على وشك خوض مشاجرة لن ينجح فيها : لا يا كابتن مافيش حاجة دانا كنت بسئل عن حاجة سلامو عليكو انا.
ثم غادر مسرعا التفت الشاب الطويل الى الفتاة ونبرة صوته تدل على غضبه الشديد : كنتى واقفة مع الواد ده ليه يا نهال؟
نهال بعد ان استوعبت ما حدث قالت وهى متوترة : والله يا سيف هو جيه يسئلنى عن انى يعنى شفت ولد صغير فانا كنت بقله انى مشفتوش يعنى.
قال سيف وقد ارتفع صوته غضبا من سذاجتها : بطلى ذكاء بقى يعنى فى واحد بيدور على عيل صغير تكون الابتسامة من هنا لهنا متسبى وتمشى وكمان انتى اللى جابك هنا اصلا انا مش قلتلك قبل كده كتجيش هنا الشارع ده زفت اصلا .
ردت نهال والدموع فى عينيها وهى تظهر له الملازم : انا والله مضطرة كان لازم اصور الملازم دى علشان محضرتش الاسبوع الى فات ولازم اذاكر واديه لصاحبتى بكرة .
رد سيف بعدان هدا قليلا وهو ياخد منها الملازم : طيب احنا مينفعش نقف كده امشى قدامى وانا هصورهملك دلوقتى .
مشت نهال ومشى ورائها سيف ثم وصلا للمكتبة صورلها ما تريد واعطاها الملازم وسارا فى الطريق ثم اوقف سيف سيارة اجرة ركبا بها دون ان ينطق اى منهما حرفا واحدا .
………لحظة الم اعرفكم على سيف اه اسفة ساقول لكم ان سيف هو ….ابن عم نهال واخاها فى الرضاعة
نزل سيف ونهال من التاكسى وتوجها الى احدى البنايات ودخلا صعدا حتى وصلا الى شقة طرقت نهال عدة طرقات فتحت لها سيدة فى اواخر عقدها الرابع قائلة : ازيك يا نهال ازيك ياسيف يابنى اتفضل
رد سيف قائلا :شكرا يا طنط هاطلع اريح شوية .
دخلت نهال وانفجرت فى البكاء ذهبت اليها امها ليلى :ماللك يا حبيبتى فى ايه بتعيطى كده ليه وسيف مالو استهدى بالله .
قصت لها نهال ما حدث ثم قالت : يا ماما انا والله بسمع كلامه بس اضطريت اروح هناك انا مبحبوش يزعل منى
ابتسمت لها ليلى قائلة : خلاص اهدى يا حبيبتى اطلعيلوا انتى دلوقتى اعتذرى منو ده والله سيف ابنى اللى مولدتوش بطنى يالا روحى عقبال ما اجهز الغدا ليكى واختك زمنها جاية من الدرس.
ابتسمت نهال ومسحت دموعها وذهبت لغرفتها لتحضر شيئا
……………………………………………………………..

فى مكان اخر كانت توجد فتاة واقفة مع صديقتها الثلاث بعد ان انتهوا من اخذ درسهم وتوجهوا ليصوروا اوراق الدرس وقفوا منتظرين ان ينتهى الرجل من التصوير قالت فتاتنا تقى : بجد الدرس كان متعب اوى انا تعبت والنص الاخرانى من درس الفزياء ده مفهمتش فيه حاجة .
ردت فتاة تدعى سارة : اه بجد بقى انا تعبت هو احنا مش هنخرج يا بنات بقى انا تعبت .
قالت فتاة اخرى اسمها يارة : قولوا عايزين تخرجوا فين وانا معاكوا انا اصلا زهقت من الخروج الواد ميدو كل شوية يخرجنى .
تعجبت الفتاتتان وقالت تقى : ايه ده انا اول مرة اعرف ان عندك اخ .
ردت يارة : اخ مين يا امو اخ ده ميدو صاحبى عادى يعنى مهى مى عندها صاحب بردو.
قالت صديقتهما الرابعة : اه وايه يعنى .
قالت تقى : بس كده عيب اصلا
قالت مى : عيب مين انتى اللى معقدة .
قالت تقى بغضب : لا مش معقدة انا عمرى مشفت اختى بتعمل كده يبقى اكيد كده غلط.
قالت يارة بغضب : ايه يا ماما انتى هتعيشى الدور ليه بنحب بعض . كفاية غيرة بقى .
قالت تقى وقد امسكت ايد صديقتها سارة : انا غلطانة انى بكلمكوا اصلا قال بنحب بعض ابقى اعزينى على الفرح بقى .
اخذت الورق من المكتبة وغادرت هى وصديقتها الى بيتهما .
(( فللاسف الشديد الكثير من الفتيات يعتقدن ان المصاحبة ستنتهى بالزواج )