يحتل الامن مكانا بارزا بين ا لمهتمين والمسؤولين والمواطنين في المجتمع المعاصر، لاتصاله بالحياة اليومية بما يوفره من طمانينة النفوس وسلامة التصرف والتعامل. كما يعتبر الامن نعمة من نعم الله عز وجل التي من بها على عباده المؤمنين، فقد قال تعالى: (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي اطعمهم من جوع وءامنهم من خوف)
ولقد رددت كلمة الامن كثيرا خلال الفترة الماضية في جميع انحاء العالم منذ ان انتشر الارهاب واعمال العنف عند الدول. والامن بمعناه المباشرة هو احد انواع الامن وليس كلها، فقد بدانا نسمع كثيرا عن انوع الامن مثل: الامن النفسي (ارتباط وثيق بالشعور والاحساس)، والامن الغذائي (توافر الغذاء وعلاقته بقضية تحقق الامن)، الامن الاجتماعي (توفر الطمانينة والرفاهية والتغلب على المرض والجهل والاعتداء على النفس)، الامن الثقافي والفكري (عدم وجود اي عوامل خارجية وغزو فكري)، الامن الاقتصادي (ثبات في الدخل واستقرار مادي)، الامن المائي (توفر المياه) .. وهكذا.
والامن مسئولية الجميع، لقوله تعالى: ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا، ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا) وهو ما يعني توحيد الامة في مقاومة العدوان على فرد واحد، فضلا عن العدوان على الجماعة.
يعد مفهوم الامن احد المفاهيم التي تتشعب دلالتها، حيث يتسع هذا المفهوم ليشمل مضامين متعددة تتداخل مع شتى انظمة الحياة، ليشمل الاصلاح الاجتماعي، والارتباط بالقضاء والعدل، والتربية والارشاد كما ان لفظ “ الامن “ هو من الالفاظ ذات الدلالات الواضحة البينة، اذ تعرف حقيقته عند النطق به، ولكن شدة وضوحه وكثرة استخدامه وكثرة تعريفاته واشتقاقاته، قد اضفت عليه شيئا من الغموض..