افضل مواضيع جميلة بالصور

هل يجوز بيع المواقع الالكترونية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه، اما بعد:

فان من الدخن الذي يعتري مواقع التواصل الاجتماعي: ما فيها من الحرص على التكثر والتباهي بكثرة المتابعين والمعجبين؛ مما ينم عن امراض تسري في القلوب من حب الظهور والعلو والشهرة، وهي خصال مذمومة في الشرع والعقل.

وبخصوص حكم بيع اعادة التغريد (الريتويت) الالي: فهو لا يجوز؛ لما فيه من غش وايهام للناس، فمشتري الريتويت يظهر لغيره ان المهتمين بحسابه او تغريداته كثر، والواقع ليس كذلك، و فيه ما فيه ايضا من التشبع المذموم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. متفق عليه.

وقد افتى الشيخ عبدالله المطلق -عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية- بحرمة شراء المتابعين الوهميين في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وقال: “هذا كذب وبهتان مبين، ولا يجوز”. وهو قريب من مسالة شراء اعادة التغريد (الريتويت). هذا من جهة، ومن جهة اخرى: اذا كانت ادارة الموقع تمنع هذا الامر فهو موجب اخر للحكم بعدم الجواز؛ فالمسلمون على شروطهم، ولا يجوز التحايل على ادارة الموقع ومخالفة انظمتها.

واما عن حكم بيع حساب بمتابعين: فلا يظهر مانع منه اذا كان المتابعون للحساب حقيقيين غير وهميين، ولم يمنع من ذلك نظام الموقع، اذا ليس في بيع الحساب خداع ولا ايهام لاحد، واما بالنسبة لتكثر مشتري الحساب بالمتابعين: فهو محتمل، وليس بلازم، فقد يقصد استغلال الحساب في امر مشروع من دعوة لخير، او لاعلانات مباحة، او نحو ذلك.

قال الشيخ محمد صالح المنجد: شراء المتابعين نوعان: شراء لمتابعين حقيقيين، وشراء لمتابعين وهميين، والنية من وراء ذلك: حسنة وسيئة.

* فاما شراء المتابعين الوهميين: فهو تكثر مزور وتدليس، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)، وهذا تزين بالزور والكذب. والذي يريد ان يكتسب مكانة بين الناس ووزنا واهمية بمتابعين وهميين يخشى عليه من الدخول في قوله تعالى: (ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب). واما ما ينطوي عليه هذا العمل من المخادعة، فهو ظن الناس انه لولا اهمية ما يكتبه هذا المغرد ويفيد به ما كان لديه كل هذا العدد من المتابعين، والخديعة في النار كما اخبر عليه الصلاة والسلام. وبعض الذين يطلبون المتابعين الوهميين بالبرمجة او بالشراء من المبرمجين، يقصد حجز الاسم لزيادة عدد متابعيه؛ ليبيعه بسعر مرتفع (حساب مع متابعين)، فهذا مخادع للمشتري وغاش له؛ لان المشتري يظن ان هؤلاء متابعون حقيقيون، فيدفع اكثر. وقد يجري بعضهم ترتيبات معينة لاشتراك متابعين حقيقيين، ثم لا يلبث هؤلاء ان ينفضوا وينسحبوا تدريجيا، وهذا غش محرم، وفيه اضرار وتواطؤ على الخداع، وبعضهم يجذب بالمتابعين الوهميين متابعين حقيقيين، فيجعلها كالمصيدة. وبعضهم يتخذ من حسابه في تويتر مجالا للدعاية والاعلان، فيستزيد من هؤلاء الوهميين لكسب المعلنين الذين يظنون ان الاعلان هنا سيراه كل هذا العدد، بينما الحقيقة خلاف ذلك، وهذا غش وخداع وتدليس ايضا، واضرار بالمعلنين.

* واما اذا قصد من زيادة عدد المتابعين الحقيقيين ان تعم الفائدة وتصل لعدد اكبر: فلا حرج في ذلك اذا صحت نية المغرد، وقصد وجه الله واليوم الاخر، وانتفاع المسلمين، ونشر العلم والخير للناس في دينهم ودنياهم، وخصوصا عندما يكون الاسم لجهة عامة، او لشخص غير معروف لا مجال لقصد الشهرة في حالته؛ لكونه عبدا لله خفيا، ويكون توسيع دائرة المتابعين في هذه الحالة بالاعلان او التسويق ولو بالمال عملا مباحا او مشروعا.

* واما اذا قصد الشخص بشراء المتابعين الحقيقيين او الوهميين تحصيل الجاه والمكانة والشعبية والجماهيرية .. ونحو ذلك: فهذا مذموم؛ لمنافاته الاخلاص، وهو من ابتغاء الشهرة والتباهي المحرم، والفرح بهذا العمل داخل في قوله تعالى: (ان الله لا يحب الفرحين). وابتغاء الكثرة في هذه الحالة داخل في قوله تعالى: (الهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر). وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله الا قلة) متفق عليه. بالاضافة الى انه سيحاسب على المال الذي دفعه لتحقيق تلك الامور الباطلة. اه.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 274240.

 

السابق
رواية دقت اجراس الرحيل
التالي
العناصر الغذائية المفيدة الاهرام