افضل مواضيع جميلة بالصور

في اي سنع فرض الصوم

جاء الاسلام نورا وهدى للناس، يهديهم سبيل الخير في الدنيا والاخرة، ويدفع عنهم شرور هذه الحياة وعذاب الاخرة، وقد تضمنت تشريعات الاسلام كل شيء من العقائد التي تتمثل في الايمان والشرك والردة والكفر، ومن التشريعات الفقهية والمعاملات والفرائض التي تمثل هوية المسلم وشكلها.

ولما جاء الاسلام لم يات بكل العقائد والتشريعات مرة واحدة؛ لانه جاء لعصر انتشرت فيه براثن الاصنام والشرك بكل اشكاله، فاخذ الاسلام في احكامه تدرجا واضحا، وابعادا زمنية حكيمة لكل تشريع كان ينزل على المسلمين انذاك؛ وذلك لان لكل فترة في حياتهم خصوصية تختلف عن غيرها، ومنها ما ينطبق على حديثي الاسلام في عصرنا هذا، فلا نشق عليهم بالمهام الدينية والطاعات منذ اعلان الشهادتين؛ لان طبيعة الاسلام هي اليسر وليس العسر، ومبداه هو مبدا فطري انساني، فالانسان طبعه التعود، ويتعود على الشيء بالتدرج فيه، يبدا بشيء صغير حتى اذا ما اتقنه ينتقل لشيء اكبر منه وهكذا، وعلى هذا المبدا قامت تشريعات الاسلام المختلفة.

وهذا ما حدث عندما نزلت فريضة الصيام على المسلمين، فقد فرض الصيام بعد خمسة عشر سنة او اكثر من بعثة الرسول عليه الصلاة السلام، يعني بعد خمسة عشر عاما ممن نطقوا بالشهادة من اوائل المسلمين، وان لهذا التوقيت حكمة، فعندما بعث النبي عليه الصلاة السلام، بدا الناس يتمايزون بين مؤمن بما يقوله النبي عليه الصلاة السلام وبين معارض له، وهناك من التبست عليه الامور، فتارة يميل للجاهلية وتعصب القبلية، وتارة يميل للهدى والفطرة الربانية، فكم كانت من فترة عصيبة على الجميع، فالذي دخل الاسلام حورب، والذي بقي متارجح الفكر احتاج لوقت كبير حتى يتيقن من طريقه؛ فكيف لو جاء الاسلام بالتشريعات من اول البعثة ما كان ليدخل في الاسلام احد، ولكنه كما اسلفنا دين يسر وحكمة.

فرضت الصلاة في السنة العاشرة من البعثة بعد ان رسخت عقيدة التوحيد والولاء والبراء في قلوب المسلمين، بدات قلوبهم تميل لاداء العبادة لخالقهم؛ لاعطاء الدليل الواضح على اسلامهم وامتثالهم لامر الله عز وجل، وما ان رسخت الفريضة الاولى وعمود الدين في حياة المسلمين وبعد خمس سنوات من بعد فريضة الصلاة فرض الصيام، فقد كانت فريضة الصيام من التشريعات لا العقائد، بينما كانت الصلاة عقيدة، حيث فرض الصيام في المدينة المنورة، حين قامت دولة الاسلام وتاصل في قلوب المسلمين، واصبح الخطاب الرباني الموجه اليهم يبدا ب (يا ايها الذين ءامنوا)، وكانت سنة فرض الصيام هي الثانية من الهجرة.

حتى فريضة الصيام كانت بتدرج ولم تفرض فريضة تامة وكاملة من اولها، بل فرضت كفريضة اختيارية في بادئ الامر على ان يكفر من لم يستطع الصيام وفقا للاية القرانية “يا ايها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خيرا لكم ان كنتم تعلمون”

فكان الصيام بين التخيير في المرحلة الاولى مع الفدية، ثم في المرحلة الثانية الالزام والتحتيم الا لمن كان مريضا او على سفر.

نعم الدين هو الاسلام، ونعم التشريعات هي شرعه، فيه كل الخير لو وعيناه تماما.

 

السابق
ورق حائط غرف اطفال 2024
التالي
كلام عن غدر الرجال