اصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة و خطيرة في المدارس، وتؤكد الابحاث مدى الاثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الارقام الى تعرض نصف الاطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر، وغالبا ما يخفي الاطفال عن الاهل معاناتهم بسبب شعورهم بالخجل، فهم لا يريدون ان يوصفوا بالضعف، ولمساعدة الطفل على مواجهة التنمر في مدرسته، فعلى الاهل ان يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها.
ان الامريكان غالبا ما يغضون الطرف عن التنمر بوصفه واحدا من طقوس الطفولة، فان ظاهرة التنمر bullying في المدارس قد اضحت مسالة يعترف بانها شكل من اشكال العدوانية، التي قد تؤدي الى عواقب نفسية بعيدة المدى لكلا الجانبين: الضحية والمعتدي. واستجابة لهذه المسالة فقد اعادت الاكاديمية الاميركية لطب الاطفال AAP النظر في وثائقها الموضوعة حول عنف الشباب، بحيث شملت ولاول مرة، معلومات عن كيفية التعرف على التنمر وكيفية التعامل معه.
كيف تعرف ان طفلك يتعرض للتنمر
* التنمر يتخذ اشكالا متعددة. اذ قد يكون ناعما ونفسيا (مثل نشر الشائعات حول شخص ما، او استبعاده)، وقد يكون لفظيا (توجيه التهديدات لشخص ما او تحقيره)، او جسديا (ضرب شخص ما بالحائط). ومع انتشار وسائط الاعلام الالكترونية فان انواعا جديدة من اعمال الترهيب اخذت تنتشر ايضا، وهي تندرج ضمن «التنمر الالكتروني».
ومهما كان شكل التنمر فانه يشتمل على عدد من الخصائص الجوهرية: فهو موجه لالحاق الاذى بشخص اخر، ويظهر عادة بشكل متكرر، ويحدث بين شخص قوي يهاجم شخصا اخر اضعف منه (سواء من الناحية البدنية او النفسية او كليهما). ويكون التنمر بين الذكور عادة جسديا (مثل صفع شخص اخر)، اما بين الاناث فانه ينحى باتجاه الافعال غير المباشرة (مثل نشر الشائعات.
وقد اجريت اغلب الابحاث على التنمر في استراليا، وفي اوروبا ايضا التي تراوحت فيها معدلات اعمال التنمر المتكررة بين نسبة 2 في المائة بين الشباب في ايرلندا الى 19 في المائة في مالطة. وافادت دراسة مثلت فيها مختلف الفئات في الولايات المتحدة اجريت على 15 الفا و686 من الطلاب الدارسين في صفوف السنوات من 6 الى 10، بان 9 في المائة منهم قاموا باعمال التنمر ضد الطلاب الاخرين مرة واحدة في الاسبوع على الاقل، بينما وقع 8 في المائة من الطلاب ضحايا لاعمال التنمر المتكررة. وكان معدل حمل السلاح من قبل ضحايا التنمر الاسبوعي اعلى ب1.5 مرة مقارنة بالطلاب الاخرين، في حين زاد معدل حمل السلاح الى 2.6 مرة لدى القائمين باعمال التنمر انفسهم.
ولعل ابرز اشكال التنمر هي:
– الضرب، او اللكم، او الركل.
– تخريب ممتلكات الطفل.
– اطلاق لقب على سبيل السخرية والاستهزاء.
– الاغاظة.
– التعنيف.
– التمييز العرقي.
– نشر شائعات خبيثة.
– الاقصاء عن المجموعات او النشاطات.
– تهديدات بالبريد الالكتروني.
– التحرش بواسطة الهاتف.
كما اصبح التنمر الجنسي منتشرا بين طلاب المدارس، وقد يشمل:
– نكات او تعليقات جنسية.
– اطلاق تسميات جنسية.
– نشر شائعات جنسية.
– ملامسة الطلاب بطرق جنسية غير مناسبة.
– محاولة خلع الملابس.
اماكن حدوث التنمر:
يحدث التنمر في جميع مرافق المدرسة مثل: الصفوف، الحمامات، الممرات، الكافيتيريا، الملاعب، حافلة المدرسة، او اثناء المشي من او الى المدرسة، ويتزايد في هذه الايام عبر الانترنت، فيستعمل الطلاب صفحات خاصة على الانترنت او البريد الالكتروني او غرف الدردشة لنشر الاشاعات والصور المسيئة للتهديد والتخويف.
ويقع الاولاد والبنات ضحية التنمر بنفس النسبة، ويتعرض الاطفال الاصغر سنا للتنمر، اكثر من الاطفال الاكبر سنا.
اسباب التنمر:
وقد حددت الابحاث اسبابا تجعل بعض الاطفال اكثر عرضة للتنمر من غيرهم، فالمتنمرون يبحثون عن الاهداف السهلة، وخصوصا الاطفال السلبيين والضعفاء، مثلا:
– ليس لديهم قدرات بشكل واضح.
-المنعزلين اجتماعيا.
– اصحاب البنية الجسمية الضعيفة.
-لا يمارسون الرياضة.
– يبكون بسهولة ويسهل استفزازهم.
– لا يشعرون بالطمانينة او خجولين.
– يتعلقون بالكبار اكثر من انداهم.
ومن ناحية اخرى، وفي حالات نادرة يمكن ان يستهدف المتنمرون الاطفال العدوانيين والاستفزازيين، ويمكن ان يشمل:
– الاطفال الذين لديهم مشاكل في التركيز في المدرسة
– مفرطي الحركة
– غير ناضجين
– الذين ينفجرون عاطفيا بسرعة او لديهم عادات مزعجة.
– غير محبوبين من الاطفال الاخرين او البالغين.
– سريعي الاستثارة ويحاولون الرد على الاهانة.
عواقب التنمر
للتنمر تاثيرات صحية واجتماعية ودراسية ونفسية خطيرة على الاطفال، مثل:
– ارتفاع نسب تعرضهم للاكتئاب، والقلق، والانتحار، واضطرابات نفسية اخرى.
– محاولة حمل اسلحة الى المدرسة بهدف الدفاع عن النفس.
– التغيب عن المدرسة بسبب الشعور بعدم الامان.
– ضعف التحصيل الدراسي بسبب القلق والخوف.
– ضعف التقدير الذاتي، وارتفاع نسب الاصابة بالاكتئاب، وانواع اخرى من الاضطرابات العقلية في سن الرشد.
– عدم القدرة على السيطرة على النفس اثناء الغضب، او سلوك تدمير الذات.
– احتمال الاصابة ببعض الاعراض المرضية المجهولة الاسباب: كالصداع، والام المعدة.
كيف نمنع التنمر؟
وهناك عدة طرق لمنع التنمر، ومنها الاجراءات التالية:
اسال الطفل سؤالا مباشرا حول تعرضه للتنمر.
تحدث مع الطفل عن اصحابه، ومرافقيه في الملعب وحافلة المدرسة.
علم الطفل الثقة بالنفس، والمرونة، وكيف يطور مهاراته الاجتماعية ليقلل من كونه هدفا سهلا للمتنمرين.
ساعده الطفل على الاشتراك بنشاطات المدرسة لمساعدته على زيادة تقديره لذاته مثل: الرياضة، او الموسيقى.
تواصل مع ادارة المدرسة والمرشد التربوي لحصر المشكلة وحلها.
واذا تعرض طفلك للتنمر؛ قيم الوضع بسرعة وبهدوء، اجمع المعلومات عن الوضع، واتخذ الاجراء المناسب، فالاطفال يحتاجون لمعرفة انك تاخذ الامور على محمل الجد، وستساعد في الحد من معاناتهم بعمل ما يلي:
– شجع الطفل على التحدث عن معاناته، وكن ودودا، ولا تظهر الاسى فتزيد الامور سوءا.
– اشعر الطفل بانه غير مسؤول وغير ملام لتعرضه للتنمر، ولا تفترض ان طفلك فعل شيئا ليثير او يزيد التنمر المدرسي ضده، فالمتنمر عادة يختار ضحيته عشوائيا.
– ادعم مشاعر طفلك، فبدلا من اهمال قلقه، او اخباره بان الامور ستحل في النهاية، عبر له عن تفهمك واهتمامك بقولك: اتفهم انك تمر باوقات صعبة، ولكن دعنا نحاول معالجة الامر معا.
– اسال الطفل ان كان لديه افكارا حول طريقة وقف هذا التنمر.
– لا تشجع الانتقام.
– علم الطفل مهارات الامان عندما يتعرض للتنمر، بما في ذلك اللجوء الى طلب المساعدة من المعنيين مثل: المدير والمرشد التربوي، وكيف يكون حازما، واستعمال المرح والاساليب الدبلوماسية المناسبة للتخلص من الاوضاع الحرجة، مثل الموافقة على التهكم ومسايرته.
– استعن بادارة المدرسة، او بالاخصائيين من اجل طفلك اذا اصبح الخوف والقلق ظاهرا بشكل كبير.
– اجمع اكبر قدر من المعلومات الممكنة، واطلب من الطفل وصف كيفية واين يتم التنمر، ومن تورط فيه واسال الطفل ان كان الاطفال الاخرين او البالغين قد شهدوا الحوادث.
– تحدث الى معلمي الطفل والمدراء لايجاد حلول سريعة، ولا تتصل باهل المتنمر بنفسك، دع للمدرسة تتولى هذا الشان الحساس.
– اذا تعرض الطفل الى الاعتداء الجسدي، او بالتهديد بالاذى، فيجب اعلام المسؤولين في المدرسة لتحديد امكانية تدخل الجهات الامنية.
-علم طفلك مهارات معالجة التنمر، وكيف يواجهها، بتعليمه المرونة وكيفية تحمل الاوقات الصعبة، وفيما يلي ما يمكن تعليمه للطفل:
– لا تستجب للمتنمر، فهم يستسلمون عندما لا يجدون اهتماما.
-لا تبادر بالشجار والقتال.
– تدرب على ما ستقوله للمتنمر مثل: اريدك ان توقف هذا العمل فورا.
– اظهر الثقة بالنفس، وتكلم وراسك مرفوع للاعلى.
– لازم صديقا قويا ومحترما، في حافلة المدرسة، والكافيتيريا، بين الحصص، وفي الطريق من والى المدرسة.
– تحدث الى البالغين: كالوالدين، والمعلمين، والمدير، والمرشدين التربويين، للمساعدة على التخلص من التنمر.
– احرص على التواصل مع الزملاء الودودين والداعمين لك، والذين سيشملونك بنشاطاتهم.
واخيرا، لا تتوقع ان يعالج طفلك التنمر بنفسه، فالتدخل المبكر لحل المشكلة يمنع المشاكل الدائمة، مثل: الاكتئاب، والقلق، وانخفاض تقدير الطفل لذاته.
واعلم ان لكمة على العين، او انفا نازفا قد يشفى بسرعة، الا ان الجروح النفسية والعاطفية الناتجة عن التنمر ستستمر مدى الحياة.
- المتنمرين والتعامل معهم مقال
- كيفيه التعامل مع المتنمرين
- كيف تؤثر التنمر على طلاب
- المتنمرين و كيفيه تقويمهم
- التعامل مع الاطفال المتنمرين
- المتنمرين والتعامل معهم
- الأساليب للتعامل مع الطلاب المتنمرين
- انواع الطلاب المتنمرين
- كيف توقف التنمر مع الطلاب
- كيفية التعامل مع الطلاب المتنمرين