افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية المغرور لعبير واحلام

 

الفصل الاول

ا _ رجل دون قلب

رصعت النجوم الماسية مخمل السماء السوداء الدافئة
الخالية من النجوم . لكن » كان هناك جيشان من الاتارة في
الجو وعيون الجموع المصطفة على ضفتي النهر في ماديسون
هات منصبة على الاحتفال الذي يجري فرق ماء النهر.
وقف رجل بين الجموع . . . لكنه لم يكن من
المحتفلين . . . طويل القامة نحيلها. يقف بعيدا، تعابير وجهه
متحفظة . . . تقاسيم وجهه الوسيم تقاسيم رجل نادرا ما يبتسم
او كانه رجل لا يجد سببا للابتسام . منتديات ليلاس
مر مركب مزين بالالوان المبهجة تحت السجر الحجري
الضيق المستخدم للمارة . انواره الساطعة تلمع لتشاهدها بوضوح
الحشود المنتظرة كلها. ثم لم يلبث ان سرت ههمة اعجاب عبر
المشاهدين . . . فرفعت فتاة صفيرة » تقف قرب ذاك الرجل
عينيها الزرقاوين اليه بسرعة :
_ انظر الى هذه يا ابي. . . اليست جميلة ؟
_اجل .
في رده المقتضب قيد من نفاد الصبر لكن الصغيرة اعادت
اهتمامها الى الاحتفال . انتقلت انظاره من المركب الى ابنته .
كم لها من العمر يا ترى( فلعن نفسه بصمت لانه غير قادر على
تذكر عمر ابنته « اعشر ام احدى عشر سنة ؟
مرت انظار مارك ماموند على الجموع بازدراء«. . . ماذا
يفعل هنا( الناس اكتظت ~ جموعهم وامتدت ر قابهم لالقاء نظرة
علي المراكب الطاثفة امامهم ينما يقدرون على البقاءفي
منازلهم حبث يشاهدون الحفل عبر شاشة التلفزيرن .
.مشاهدة الاحتفال السنوى ليس كالمشاركة فيه .
هذا ما قالته له عمته ، روز فرمغسون متطوعة . . . اجل . . .
عمته مي المسؤولة عن وجوده الليلة هنا. . . اضافة الى تانيب
الضمير لاهماله ابنته غلينا لسنوات . . . لكن غليناليست مهملة
كليا، فهي لم تحرم قط من الملابس الجميلة او من الاطمعة
الفاخرة او المنزل . لكنه لم يرسلها قط الى اية مدرسة بل
عاشت معه منذ ولادتها. . . فماذا تريد طفلة اكثرمن هذا منه ?
هذه الطفلة المنطوية المصموت ذات الوجه النحيل الحساس
هي ابتته . ومع ذلك فهو لا يحس بعاطفة خامة . . . انه يهتم
بها. . . قدر استطاعته . . . لكن ليس في قلبه دفء تجامها يملا
فراغه الداخلى.
لوى فمه ساخرا وهو ييعترف لنفسه ان هناك القليل القليل
في العالم لا يضجره. فهو ولد وحيدا لا اشقاء له او شقيقات
ورث من عائلته اراضي زراعية شاسعة تمتد من سفرح تلال
روكي جنوبي مقاطعة البرتا مرورا بنهر ستشوان وحدود مدينة
مدسين مات من مناك تمتد مسافة طويلة في مقاطعة ستشوان
التي تغطي النهر. . . لم يحرم شيئا في طفولته او في مراهقته
المجنونة او في ريعان شبابه . . . ما مو الان في الرابعة
والثلاين . . . يعتقد ان كل مشاعره راضية مرضية وان الحياة
لا تحمل اليه اوماما» لانه جربها كلها .
منذ خمس سنوات، منذ وفاة والده فريد ماموند» امبح
وحده مالك مزرعة ماموند، واستثماراتها التي لا عدد لها.
واصبحت قوة سلطة ماموند تحت يده . . فاعتاد على ان يامر
فيطاع .
علا رالده، فريد مامرند» ان لكل رجل ثمنا ماديا او غير
مادى. رلطالما احترم مارك رالده واعجب به . لكنهما لم يكونا
متقاربين . اماامه ماتت وهو في السادسة ، وليس له ما يذكره
بها سوى صورة لها
اما زوجته مورغان فقد تزوجت اسم ماموند» ولم يطل
الرقت كثيرا ليدرك مارك هذا. . . والطفلة التي ماتت وهي
تلدها، كانت تظنها الوسيلة الكافية لتثبيت رباط دائم مع سلطة
و ثراءهاموند. ومذ كراتها التي كانت تكتبها قد ذكرت بصراهة
انها لم تحب مارك ، بل ماله واسمه . . .
في الواقع ، مارك لم يحب احدا، حتى نفسه. ولا احبه
احد. فغلينا حاولت كثيرا ان تحبه كما حاول مو ان يحب
والده. ربما الشخص الوحيد الذى كان يهتم به هوعمته روز.
فعندما ماتت امه جاء فريد ماموند بشقيقته الارملة الى مزرعته
لترعى ابنه ، وقد رعته وبقيت عنده الى ان اعتنت بفلينا كذلك
لكن هذالن يستمر. . . في نهاية هذا الشهر، روز فريغسون
ستغادر. . . مجازيا اذا لم يكن حرفيا. انها قوية ، متكبرة ، تقول
بصراحة ما في نفسها. ولقد تلقى مارك ما يكفي قبل ان يحضر
ابنته غلينا الى حضور الاحتفال هنا. كانت قد قالت له :
-لا احب ما اصبحت عليه مارك . . . انت بارد خال من
الاحساس ، واحيانا ظالم تجاه احاسيس الناس. انت تظهر
عاطفة نحو الجياد اكبر من العاطفة التي تظهرها نحو ابنتك،
لقد
تحول قلبك الى حجر. غلينا تحتاج الى ابيها. . . لا الى عمة
عجوز. . . واذا لم تستطع ان تكون ذلك الوالد الذى تحتاجه ،
فاحضر لها اما. . . لن ترمي بعبء مسؤولياتك على كتفي بعد
اليوم . . . فقد اورثني والدك المنزل القديم قرب الجدول
وخصني براتب شهري. . . والى ذلك المنزل سانتقل ني نهاية
الشهر.
ولم يجادلها مع انه يعلم ان باستطاعته استغلال الحب
الذى تكنه له ولابنته لتغير رايها. . . لكنه اعترف بينه وبين نفسه
ان غلينا تستحق ان يكون لها ام .
جانيت قد تفي بالدور. . . فهو يجد صحبتها ممتعة مسلية .
لكنه يعلم انها لا تطيق ابنته . . . فالصهباء المغرية هي امراة
رجل لا ربة منزل . . . عندما ينتهي انجذابه الجسدى لها، كما
حدث له مع معظم النساء الواتي عرفهن 0فانها ستثار من
الصفيرة غلينا . . . لا. . . لن يتزوج من جانيت .
قطعة من الحلوى تناثرت من احد المراكب فوقعت تحت
قدميه » فانحنت غلينا لتلتقطها» لكن اصابع صغيرة اخرى»
امتدت اليها قبلها. . . والتفتت اليها عينان فيهما الامل والتردد
عبر خصلة شعر سوداء متدلية فوق جبين صبي.
مد يده ليكشف الحلرى الملفوفة بالورق :
-اهي لك؟
راقب مارك تحرك فم ابنته الى ابتسامة رافضة . . . كما
لاحظ ترددما في انتقاء كلمات تقولها للصبي البالغ نصف
عمرها.
~.لا. . . خذها انت .
بقيت اليد الصفيرة ممدودة والصبي مركز نظره على
الحلوى:
.ناني تقرل ان على ان لا اخذ اشياء من الاخرين. . . كما
لا يجب ان اخذ اشياء من فتاة .
نظرت غلينا باستحياء الى ابيها قبل ان تعود الى وجه
الصبي الرزين المتجهم :
.لقد وجدتها انت . . . لذا خذها.
امعنت عيناه البنبتان ني وجها لحظات ، ثم اطبقت اصابعه
على الحلوى وكانها تحميها.
احتفظ بها بضع لحظات فوق
صدره وكانها شيء ثمين ثم فتحها متانيا. ثم وضع الحلوى في فمه
.اسمي دايفي. . . ما ااسمك؟
.اسمي غلينا . . . وهذا والدى.
رد دايفي راسه الى الوراء لينظر الى وجه مارك » فالتوى فم
مارك تسلية بالتفحص الذى يتلقاه . . . واعجبته نظرة الصبي
الجريئة الصريحة التي لا يبدو عليها التاثر . . . وقال الصي :
. ليس لى اب . . . لكني يوما ماساحصل على حذاء
كاوبوي
لم يبدو لمارك ان للقولين علاقة ومع ذلك لهما علاقة
وثيقة عند هذا الصبي كما يبدو. . . وتساءل ما اذا كان هو
وغلينا سيكونان اقرب لو كانت صبيا . لكنه لا بد سيشعر بالتوتر
من تطلبات الصبي الملحة . سمع ابتته تسال :
. احضرتك امك الى الاحتفال؟
ادهشه اهتمامها بالصي . . . فلم تكن تظهر من قبل امتماما
بالاطفال الذين تذهب معهم الى المدرسة . . . هز دايفي راسه :
. احضرتني ناني . . . لكنني اظنها ضاعت .
فابتسمت غلينا :
. اواثق انك لست انت الضال?
برزت تقطيبة صغيرة عند عقدة حاجيه الصغيرين :
_ لا اظن . . . فانا اعرف اين انا . ولا اعرف اين هي ناني .
اذن فهي الضائعة .
جاء دور مارك ليعبس وهو يشاهد ابنته تنحني لامسة ذراع
الصببي بحركة قلقة،
. صحيح . . . لكن اترى دايفي . . . ناني اتعرف اين هي ،
« ولا تعرف اين انت ،واراهن انها تظنك انت الضائع.
فتنهد دايفي :
. ستجن غضبا مني مرة اخرى ا
-اين شاهدتها اخر مرة ؟
عرف مارك الى اين ستقود اسئلة ابنته ، ولم يرغب في ان
يتورط بالبحث عن ام الصبي. فاذا ضاع فهذه غلطة امه لانها لم
تنتبه له .
مد الصبي يده في اتجاهات مستديرة نحو اسفل الجسر،
-في مكان ما هناك . . . عطشت فذهبت تحضر لي الماء
وكان من الفروض ان تنتظرها.
وقع المزيد من غرته السوداء على جبينه وهو يخفض راسه
خجلا، ويجيب بصوت كالهمس:
-اجل
فتالت غلينا بصوت هادىء :
_اعطني يدك . . . ولنبحث عن امك .
_غليناا
كان صوت الاب اكثر حدة مما اراد لذا اخفض صووته . .
مع بعض الحزم :
_لن نذهب للتفتيش عن ام الصبيى في هذا الحشد.
احس ان في عينيها اتهامات حيوان صغير جريح :
>لن تتركه هكذا. انه صبي مغير وحيد، يا ابي
فرد دايفي بكبرياء:
-لست صغيرا الى مذا الحد. ساصبح في السادسة قريبا.
اصمته مارك بنظرة باردة ، والتفت الى ابنته . . . فلاحظ انها
عادت الى التقوقع من جديد. . . والى الامتعاض الذي بدا
كالضباب في عينيها الزرقاوين . . فتنهد:
.اسمعي. . . سناخد الصبي الى ذلك الشرطي. لا بد ان
امه، اكتشفت ضياعه » .وستبلغ الشرطة.
دعنا نمضي بضع دقاثق ني التفتيش اولا،
.هذا ليس من شاننا. . . ولن نورط انغسنا.
احس بالتوتر لان ابنته اجفلتها لهجته . . . يجب ان يعترف
بان عمته على حق فهو يؤلم الناس دون ان يقصد. فاللباقة لم
تكن يوما من خحصائصه . فترك كتفها وراحت الى الصبي:
.تعال . . . سناحذك الى الشرطي الذي سيساعدك على
ايجاد امك
لكن دايفي تراجع ، وامتدت شفته السفلى بغضب الى
الامام :
-لكن الشرطي لا يعرف اين هي نانيا
نظر اليه مارك قليلا ثم حمله بين ذر اعيه وتطلع في
وجهه ، فاعحب به . . . لكنه سرعان ما صرف النظر عنه » انه لا
يهمه بشيء». . . فاتجه بحدة نحو الشرطي ولحقت به غلينا
تجرجر قدميها. . . ففكر مارك ان مجيئه الى مذا الاحتفال
كاف ، لذا لن يورط نفسه في امر كهذا وان كان اكراما لها.
التفت اليد الصغيرة حرل عنقه بينما اخذ دايفي يراقب
الجموع . . . ثم فجاة اشتد ضغط اصابعه الصغيرة :
.انتظر. . . ها هي ناني هنناك ا
التفت من ناحية اليد الممدودة فلاحظ بين. الجموع امراة
تنظر حولها بذعر. بينما كانت تقترب ارتفع حاجباه عجبا . .
ان ام دايفى لا تكاد تكون امراة . ولو استطاع الحكم عليها،
لقال انها لم تكد تخرج من مراهقتها . . .و دابفي يؤكد ان عمره ست سنوات.
كانت الفناة جذابة اكثر من معدل الجمال العادي. رغم
مظاهر الارهاق والتوتر البادية على قسماتها رغم النظرة المذعورة التي لم تكن وليد ساعنها
فقط بل وليدة اشهر .
ثم لمححت العينان اللوزريتان دابفي ببن ذراعي مارك . .
فانتشرت ابتسامة ارتياح على وجهها الجميل وشفتيها
الجذابتين . . . الجو المقدس الذى بدا كهالة من حولها اضاء
شعلة الرغبه فيه . . . الى ان تذ كر الصبي بين ذراعيه . . النساء
متوفرات امامه ، دون الحاجةالى الالتزام بام وابنها.
سارعت الى القول بصوت متهدج مبتسم :
-اوه ديفي . . اما طلبت منك البقاء قرب الجسر؟
فرحةايجاده سالما كانت اكبر من ان تدفع نيكول للغضب
اللذي يجب ان يكون في مثل هذه الحالة. . . ملات دموع
الارتياح عينيها، وبدا عليها التعب فمسحت الدموع بسرعة
لتشكر الغريب .
توقفت انفاسها ونصلبت جسدها اليا عندما لاحظت نظرته
الممعنة الجريئة في جسدها النحيل . . . نظراته الواثقة من نفسها
تبلغ درجة العجرفة. فانطبع لدبها للوهلة الاولى جاذبيته
ووسامته الني رات فيها قساوة تكاد تمحو كل اثر لها.
بدت عيناه الزرقاوان الحادتان تعريانها من كبريائها،
فسارعت تقول لتبعد عنها هذا الاحراج :
. اردت شكرك لانك وجدت دايفيد .
فهمس لها دايثد :
_ انت تشدين علي كثيرا .
كانت هذه طريقته ليقول لها انه اكبر من ان تحمله . .
فتركته على مضض ينزل الى الارض لتمسك بثبات يده
الصغيرة .
رد عليها مارك بصوت عميق اجش :
_ لم يكن مشكلة لنا . . . كنا سنسلمه للشرطي .
صحيح . . . فهذا الغريب المتعجرف لم يكن ممن يورط نفسه
في البحث عن ولي امر طفل ضائع .
شد دايفد يدها قائلا :
. لقد رمو ا الحلوى من النهر . . . ووجدت قطعة ، تركتني
غلين اخذها . . . لا باس في هذا لقد اكلتها .
– غلين ؟
تابعت اصابعه الصغيرة وهو يشير لها :
. هذه غلينا . . . , وهذا و الدها .منتديات ليلاس

حركت العاطفة قلب نيكول . . . اذا كان الاب بهذا ا التحفظ
والعجرفة . . . فلا عجب في ان تكون لهذه الفتاة ذاك التقوقع
وتلك الحساسية المفرطة . . . فالفتاة تشرف على ذلك العمر
المربك الذى تحتاج فيه الى الطمانينة والعناية . . . عندها
تذكرت نيكول تماما هذه السنوات الني كادت تحطم قلبها لولا
وجود اخيها. لكن كان لها اخ . . . فهل لهذه الفتاة المسكينة ام
افضل حالا من هذا الاب.
قال دايفد:
-هل لي بجرعة الماء الان .
.لم يبق منها الكثير. . . لقد فقدتها وانا ابحث عنك .
اخذ الكوب من يدها فجرعه كله ثم اخذ يمسح فمه بظاهر يده
. . في تلك اللحظة لاحظت الصمت الغريب الملموس،
كانه يامل فى ان تاخذ الصبي وترحل ، فاستدارت نحوه:
-شكرا لك مرة اخرى.
فهز راسه باقتضاب فاسرعت الى الامساك بيد دايفد بقوة :
_هيا بنا. . . لنشاهد ما تبقى من الاحنفال .
صوت غلينا الرقيق المتردد اوقفهما:
.-اتسمحان . . . اتحبان مشاهدة الاحتفال معنا؟
لاحظت نيكول فورا نظرة الرفض الني رمق بها الرجل
ابنته . . . فسارعت للرد:
_شكرا لك . لا اعتقد هذا.
نظرت الفتاة شزرا الى ابيها فعلمت نيكول ان الفتاة فهمت
سبب الرفض . . . فاحست نيكول بما يدفعها الى البقاء لكنها
علمت انها لن تكون مرتاحة بوجود هذا الرجل.
كان الاحتفال قد بدا منذ فترةوجيز ة عندما ضاع دايفد. وما
كانت تملكه من طاقة صرفته في التفتيش عنه . واعترفت لنغسها
ان الغريب على حق في ادانتها على ترك الطفل يضيع. لكن جو
الاثارة كان عظيما ومن الطبيعي ان تفقد اعتمادما عليه ليبقى
حيث هو.
راسه الصغير البني الشعر استند الي كتفها فاراحت نيكول
خذها على راسه الحريري. راراحت اهدابها بتعب . . . لو ان
هناك من تستطيع الاتكاء عليه . . . وتنهدت بعمق . فتعبها نفسي
اكثر منه جسدي. . لكنها حاوالت جامدة ان تمنع موجات
الياس من اجتياجها.
منذ ثلاث سنوات ، تحطمت سيارة شقيقها الذى قتل مع
زوجته يومذاك بدا ان من المنطقي والطبيعي ان تتولى هى
رعاية ابن اخيها الصغير دايفي ، اذ كان امامها خياران : اما ان
ترعاه هي واما ان تسلمه الي الجهات المختصة لتتبناه عائلة
اخرى لكنها كانت تملك وظيفة ممتازة في مؤسسة لم تتوقع
ن تفلس بعد بضعة اشهرر، ولم تتوقع ايضا ان تكون مصاريف
طفل صغير كبيرة الى هذه الدرجة فاضطرت للعمل من خلال مكتب
استخدام في خدمة البيوت ، الا ان اخر منزل عملت فيه

طردت منه بعد ان اتهمت ظلما بالسرقة . . . وماقبضته ذلك

الاسبوع لم يسد حاجتها. . . وعليها بكل بساطة التفتيش عن
عممل اخر . . وبسرعة .
انزلت بلطف دايفد من كتفها بعد ان احست انه نام فيداه
التفتا حول عنقها واحتضنها بقوة . . . قي احتضانه ذاك لها
حب عميق يظهر واضحا على ملامح الصبي. . . حملت حملها
الثقيل الناثم ولحقت بالجماهير التي بدات تغادر منطقة النهر.
الشارع الموصل الى منزلها كان اكثر ازدحاما واكثر انارة .
وهو احد الشوارع الرئيسية التي تقود الى قلب مدينة مديسن
هات التجارية . عندما مرت امام مركز توقيف السيارات المليء،
بها ومي تحاول الخروج للانصراف ، تمنت لو تستطيع تحمل
مصاريف الركوب في الباص . . . فامامها مسافة طويلة
خرجت سيارة اميريكية حمراء كبيرة من الموقف،فاجتازت
بسرعة نيكرل . . .ا لتي لمحت وجها رقيقا حساسا ينظر اليها من
النافذة قبل ان تختفي السيارة في الطريق . لكنها لاحظت اضواء
السيارة الخلفية الحمراء تعطي اشارة الخطر المتواصلة قبل ان
تتوقف الى جانب الطريق . . . نقلت نيكول الطفل بين ذراعيها،
وقلبها يخفق .
فتح باب السيارة ثم اغلق بعنف . لما كان ذاك الفريب يدنو
منها، رات يه عجرفة ونفاذصبر فاستنتجت ان الابنة هي التي
اصرت على ان يتوقف والدها.
.هل لنا ان نوصلك ?
العرض المتجهم اعلمها ان هذا الرجل لم يكشق منذ زمن
بعيد عن افكاره الحقيقية لاحد.

_شكرا لك .

.لن اؤذيك ما دامت ابنتي وابنك معنا.

حاولت تصحيح معلوماته بان دايفد ابن اخيها، لكنهاغيرت

رايها. . ، فليظن ما يريد. فهو على الارجح لن يصدقها.

.ابنتي قلقة عليك لم اذ تساءلت كيف ستصلين الى بيتك؟
-اذن . . . توقفت بناء على رغبتها؟

_طبعا.

نظرت نيكرل اليه وقد اضاءت انوار الشارع تعبيرات وجه

الفتاة التي كانت تفكر في ان من النادر وجرد شخص صغير

السن يقلق على الاخرين.

سنقبل العرض .

قماش فستان نيكول القطني الرخيص، كشف عن ساقيها

عندما حاولت الصعودا لى المقعد الخلفي دون ان تزعج دايفد.

فشدت الثوب الى تحت قليلا وحمرة الخجل تملا خديها. . .

تحس بنظراته الممعنة فيها ثم اقفل الباب واستدار الى مقعد

القيادة .

مالت غلينا مقعدها الامامي:
.هل هونائم؟
كبحت نيكول عدائيتها لترد بهدوء
.اجل . . . لقد فات اوان نومه .
.الم يكن الاحتفال رائعا?
.اجل . لقد تمتع به دايفي، ثم انها المرة الاولى التي يرى
بها احتفالا.
-وانا كذلك .
.اين تقيمرن ?
اجفلها سؤال الرجل المباغت فلامت نفسها لانها نسيت
ذكر العنوان له . . . وسالته بمد ان حددت العنوان :
-اتعرف المكان?
.اعيش بالقرب من مديسن هات طوال حياتي وهناك امكنة
قليلة لا اعرفها.
سالتها الصغيرة :
.-هل تقيمين هنا منذ زمن ؟
-منذ سنوات .
-انها بلدة جميلة . . . تعجبني.
.قال دايفد ان اسمك غلين . هل هذا صحيح ؟
.اجل . . . غلين هاموند. . . تصغيرا لاسم غلين
وهذا والدي مارك هاموند.
.اسمي نيكول ماديسون .
-الم يدعك دايفي ناني؟
-عندما نطق اسمي لم ينطق لفظ سوى ناني. . . وبقي
بناديني به .
استدار مارك الي الشارع اللذ ى اشارت اليه .
-اي منزل منزلك ?
.الثالث الى اليمين .
توقفت السيارة عند المنعطف فاخذت نيكول، تفتش عن
مقبض الباب بينما المحرك يصمت والاضواء تنطفىء. راقبت
بذهرل مارك يستدير ا لى بابها. . . فعلمت ان اظهاره اللباقة
سببه طفلته . عندما فتح الباب طوحت بساقيها لتخرج . فقال
-اعطني الصبي
ومد يده لياخذه فقالت :
-استطيع حمله
فسخر منها:
.تحملينه وتخرجين مفتاحك وتفتحين الباب ؟ اشك في هذا
فتحت الباب الخارجي والتفتت لتتناول الصبي منه .
. لا باس دليني على شقتك .
-انها في الطابق العلوي.
بينما كانت تتجه نحو السلم ء انفتح باب في الردهة واطلت
عينا صاحبة المنزل الرماديين الفضوليتان . . . فارتفع حاجباها
وهي ترى الرجل مع نيكول ، ولعلع صوتها:
.لقد قلت لك مرارانسة ماديسون . . . لن اسمح لك
باستقبال الرجال ني شقتك ، فهذا منزل محترم ا
كبحت نيكول بجهد كبير طبعها الحاد. . . فاول الشهر
مقبل . . . واذا كانت تامل في كسب بضعة ايام تجني فيها
الايجار، عليها اذا ان تبقى هادئة .
.انه يحمل دايفدا لى غرفتي. . . وسيفادر حالا.
فصاحت السيدة بوقاحة :
.الافضل ان تغادري انت ومو المنزل .
لم ترغب في ان تعرف ما استنتجه مارك هاموند من هذا
الحديث . . . عند اعلى السلم فتحت الباب الى غرفتها
الوحيدة . . . ومدت يدها لتتناول دايفد فاعطاه لهادون
احتجاج.
.شكرا لانك اوصلتنى .
_ساوصل الشكر لابنتي. فهذه فكرتها.
انه تذكير وقح لا تحتاجه . . . وارتد على عقبيه يهبط
السلم .منتديات ليلاس

انتهى الفصل
2_ هكذا الحياة

كانت فرقة موسيقية ريفية تمزف في ساحة مديسن هات ،
فتعالت نغماتها فوق الضحك الصادر من الجموع المتفرقة .
ومذا جزء من نشاط اسبوع الاحتفالات . كانت كل فسحة
متوفرة مستغلة في بيع الاطمعة المحلية رالهدايا، والشراب .
في احدى تلك المنصات التي تبيع الستدويشات تمكنت
نيكول اخيرا من ايجاد عمل مؤقت مدة اربع ليال سيؤمن لها
مدخولا ما، مهما كان قليلا. عندما طلبت نيكرل من ماحب
المنصةالاذن لتحضر معها دايفي لم يعترض ، شرط ان يبتمد
عن طريق العمل ، مع ان هذا سيعني تركه ساهراا كثر مما اعتاده
بكثير. لن يطرل الامر اكثر من اربع ليال وهي المدة الباقية من
الاحتفالات ، وان شاء النوم يستطيع الاستلقاء ملى كومة القش
وراء المنصة اذا تعب .منتديات ليلاس

قلبت نيكول قطعة لحم فوق المشواة الريفية ، ثم مسحت
متعبة العرق من جبينها بظاهر يدها. . . لديها شعور عميق ان
كل جهودما لا طانل منها. . . ففي السنة الاخيرة بدا ان كل
شيء يسير من سيءالى اسوا.
لقد تعلقت بدايفد بشكل كبير وترفض حتى التفكير فيما
سيترتب على هذا الحب من مسؤوليات . . . اه ليتها نستطيع
الاستراحة ساعة بميدا عن متاعبها. . . او ليتها لا تشعر بهذا
التعب الذى لا يطاق . لربما عندها استطاعت التفكير في حل
ما. . . كم سيحلو لها ان تنضم الى مرح الالوف الصاخبة. . .
الني تبدو خالية من الهموم .
التفتت الى الجهة التي وضعت فيها دايفد على مقعد
خشبي بعد ان اعطته سندويشا. . . فرات منظر راسه الحريري
البني المطمئن ثم اعادت نظرها الى عملها فتسمرت في مكانها
وذلك لان عينيها التقتا بعينين خضراوين باردتين . . . فسرت في
شرايينها نار من الكراهية،امتد لهيبها الى عينيها اللوزينتبن .
تفرسه غير المكترث بها اثار اضطرابها ومع ذلك وجدت نيكول
صعوبة في ان تبعد نظرها عنه لكنها اخفضت عينيها عن مارك
هاموند الى ابنته غلينا التي كانت تجلس على المقعد الخشبي
قرب دابفد، تبتسم بخجل وتتحدث معه بصوت منخفض .
اشاحت براسها بحذر. . . تركز اهتمامها على قطعة
الستيك ا فوق المشواه. . . يا لسخرية القدر الذى جعلها تراه
ثانية هي متاكدة من ان الشعور مشترك هذا اذا كان هذا
الرجل يملك شعورا!
وجدت نيكول ان في هذا الرجل فدرا كبيرا يذكرها باسد
الجبال المفترس. ففي اساريره نظره نبيلة مترفعة محافظةو على
وجهه جو من الاستقلالية وقوة يكبحها متى شاء ويطلقها متى
شاء مظهرا عندها مخالبه المختبئة ، كما في نفسه لا مبالاة تجاه
الحيوان
البدائي غير المدجن البعيد عن المدنية . مع ذلك، وررغم ذلك
كله يملك سحرا، مغناطيسيا مذهلا. . . وكانه نوع من خطر
مخيف.
هزت نيكول راسها بشدة لتوقف التخيلات في تفكيرها.
فالصدفة هي التي جعلتها تقابله ثانية . . . الصدفة وتعرف ابنته
الى دايفد، والاحتفال . التوى فمها بقلق بعد ان ادركت انها لم
تعد تفكر في مشاكلها المالية .
-ناني؟
صوت دايفد الطفولي الرفيع اعادها الى حاضرها.
وبعد تحضير طبقين اضافيين ، مسحت يديها بمريلتها، وسارت
نحو دايفد. . . متجاهلة عن قصد الرجل الواقف خلفه.
.مرحبا غلين .
دفع دايفد اليها الطبق الفارغ :
-اكلت طعامي كله ،تريد غلين ان تريني كل شيء هنا.
فسارعت غلينا لتقول باثارة :
_سامسك يده جيدا طوال الوقت ولن يضيع.
.انا واثقة انك ستكونين مهتمة به غلينا لكن . . . اظن ان
من الافضل ان يبقى معي. . . فالمكان مكتظ الليلة .
قالتفتت الفتاة الى والدها برجاء:
-اوه دادي. . . ارحوك اقنع السيدة ماديسون باننا سنعتني به !
اجفلت نيكول 0 مدركة صعوبة الموقف الذي وضعتهما
الفتاة به . فهي ليست بحاجة لتسمع كلامه كي تعرف ان هذا
اخر ما يفكر فيه . . . الفتت نظرتة الباردة !ليها . . . فاستجمعت
نيكول قوتها لتقابل نظرته باخرى مماثلة .
. سيكون الصبي سالما معنا . . . وسنعيده لك فور الانتهاء
من جولتنا سيدة ماديسون .
بدت السخرية عندما شدد على كلمة سيدة فسارعت تقول
.انا الانسة ماديسون ء ودايفد ابن شقيقي. والان اعذروني
لدي عمل .
فرد مارك بنعومة :
.سنعيده بعد ساعة تقريبا.
فالتفتت اليه :
_لكنني لم اقل لم ان بامكانكما اخذه ا
فقال متحديا:
.الطفل لا يفعل شيئا اثناء عملك فما الضرر؟
فتنهدت ، غير راغية في جدال عقيم :
.حسنا. . . ساتوقع منكما اعادته بعد ساعة .
بعد رحيلهم ، اخذت تتساءل ما اذا كانت مجنونة لتوافق
مارك هاموند وابنته ، الغريبين عنها كليا، بغض النظر عن
مظهرهما المحترم . . . وكلمة محترم وصف يصعب ان ينطبق
عليه .
احست دون ادنى شك انه انما يقوم بكل انانية بتحقيق
رغبات ابنته مستخدما دايفد للترفيه عنها لئلا يضطر للاعتناء بها
هو نفسه.
بعد ساعة من الوقت اخذ ت تنظر الى الجموع تفتش عنهم
دون قصد. . . اخيرا ظهر لها دايفد بين ذراعي مارك ، يتقدم من
المنصة ويد تمسك بيد غلينا. . . عينا دايفد البنيتان الواسعتان
المذهولتان مما شاهد اعلمتاها انه سيتكلم دون توقف اكثر من
ساعة ليشاركها بما شاهده في جولته . . . وكان وجه غلينا ايضا
مفعما بالحيويةوالسعادة .
قفز دايفد الى ذراعيها الممدودتين اليه:
_هل امضيت وقتا طيبا؟
-بل عظيما
فقالت غلينا:
_لقد اعدناه سالما.
فابتسمت نيكول لها:
-اجل هذا ما فعلتماه
والتفتت الى الاب وقد اصبحت ابتسامتها شاحبة منخفضه
تحت نظرته الممعنة فيها.
-شكرا لك .
اوقفت نيكول الصبي على المقعد الخشبي الذي كان يجلس
عليه ووضفعت اطراف قميصه تحت بنطلونه ، فقال :
_كان يجب ان تشاهدي ذاك البيض الجميل المعلق في
الهواء اللذي يمكنك تكسيره فوق رؤوس الناس!
قال هذا بذهول وكانه اكتشف شيئا مهما. . فلم تتمالك
نيكول نفسها من الضحك ، لتمحو الضحكة خطوط التوتر عن
وجهها.
مدت غلينا يدها الى حقيبة القش التي تحملها واخرجت
منها بيضتين من الشوكولا ملفوفتان باوراق ملونة :
-خذ هذه معك الى البيت دايفي.
احست نيكول بجسده الصغير. . . يتصلب .
.ناني وانا. . . لا نقبل الاحسان.
احست بحمرة الحرج تعلو وجنتيها امام نظرته الساخرة التي
وجهها اليها وكانها لمسة حقيقية . . . لقد عرف ان دايفد يعيد
كلمات رددتها هي له اكثر من مرة . واحست بالمرارة من النظرة
المتالمة المطلة من عيني غلينا الزرقاوين.
فقال مارك بصوت رقيق منخفض :
_هذا ليس احسانا. . . انها هدية الاحتفال . . . كهدية
الميلاد.
فادار دافيد راسه الى نيكول يستفسر عن صحة كلام مارك .
بما ان هاتين البيضتين هدية .بريئة من غلينا، لم تشا نيكول
الرفض . . . لكن والدها الان تدخل . . . لذا ارادت الرفض .
لكن الرفض لن يوثر في مارك هاموند الذي يدعم ابنته في هذا
فقط. . . لكنه سيؤثرفي دايفد الذي لن يستطيع هي تقديم مثل
هذه الهدية له فوافقت :
_هذاصحيح دايفد. . . لماذا لا تذهب وتعرض لعبتك
على غلينا؟
احتضن الطقل البيضتين بحنر، وانطلق نحو لعبة وضعها
خلف المقعد الخشبي.
باستثناء تلك الملاحظة ، لم تسمع من مارك كلاما، لكنها
لم تفقد احساسها بوجوده ، لانه كان يوجه اليها نظراته الثاقية .
انتهت فرصتها فعادت الى العمل بعد ان ودعت غلينا
دايفد. . . تكور دايفد بارادته فوق كومة قش خلف المنصة واخذ
يراقب الناس. . . وبعد العاشرة بقليل لاحظت ان راسه هبط
لينام نوما عميقا.
ينتهي رسميا الاحتفال كل ليلة في العاشرة والنصف . لكن نيكول لا تغادر العمل قبل الحادية عشرة والنصف، وذلك حتى
تنهي تنظيف المشواة والمنصة . . . بحثهاعن العمل ثلاثة ايام
ووقوفها امام المشواة الحارة ست ساعات متواصلةوحملها
دايفد حتى المنزل سيجعلها تنهار عندما تصل .
حملت دايفد ولعبته وحقيبتها، ثم تقدمت لتخرج من بوابة
الحديقة العامة نحو الشارع .
ما ان حطت خارجها، حتى ابتعد شخص طويل عن المكان
الذي كان يستند اليه على جدار الحديقة . . وتعرف ذهنها
المتعب الى مارك هاموند.
.سيارتي متوقفة في الشارع .
.لست مضطرا. . .منتديات ليلاس

فرفع راسه
.اتريدين الركوب معي؟ نعم ام لا.
نظرت نيكول الى عينيه الباردتين لحظات . . . ثم تنهدت :
-فكرة غلينا على ما اعتقد. . . حسنا ساقبل .
ماان اصبحت في المقعد الامامي حتى اعطاها دايفد
النانم ، راستدار ليصعد السيارة عندما كانت تضع دايفد في
وضع مريح اكثر. . . فتح عينيه وادار راسه فيما حوله :
-اين غلين ؟
-انها في الفراش نائمة .
-وانا تعب كذلك .
ارخى راسه على كتف نيكول ، وعاد ا لى النوم العميق .
فاخفضت راسها ا لى راسه تراقب السيارة القوية تندفع في
الشارع الخالي الذى اطبقت عليه الظلمة والهدوء وكانهما شرنقة
دافئة . ثم تنهدت متمتة :
_لم اكن اعرف ان الصمت جميل امن هكذاا
ثم احست بتانيب الضمير لانها لم تشكره بعد:
.اقدر لك جدا توصيلنا ا لى المنزل سيد هاموند لعل
زوجتك لا تعترض على صنيعك .
التوت خطوط فمه القاسية بابتسامة قاصية وعيناه تجولان
فوق وجهها:
_اشك في اعتراضها. . . لانها ميتة .
الاعلان الفظ الجرئ اذهل نيكول :
.انا. . . انا اسفة ا
.صحيح ؟ لماذا! )لانها ميتة ام لانني لم اتظاهر بالحزن
على شيء حصل منذ اكثر من عشر سنوات ؟
لم تستطع الرد. . . بقيت صامتة . . . مدركة انه لا يجب
الاشتراك في حديث عادي. عندما وصلوا الى المنزل اخذ
دايفد منها ثانية . وبيمنا كانت تخرج المفتاح . . . انفتح باب
صاحبة المنزل ثانية ، واطل منه وجهها القبيح . . . لكن لحسن
الحظ لم تقل شيئا تاركة وجودها يذكرهما بما قالته ليلة امس.
سارعت نيكول تصعد اللسم ، لكن ساقيها التعبتين تعثرتا
عند المرفق . . . وسرعان ما دعمتها يده القوية ممسكةبها من
المرفق . . . عندئذ تمنت نيكول لو تستطيع الاستناد اليه ولو
للحظة . لكن يده سرعان ما انسحبت .
انفتح باب غرفتها اكثر مما كانت تنو ي فكشف عن منظر
الغرفة النظيفة الرثة الاثاث . خلال الوقت القصير الذي تم فيه
نقل الطفل النائم من ذاعيه الى ذراعيهاو انتابها احساس بان
منظر الغرفة انطبع في ذهنه . . . وشكرته . . . فهز كتفيه ثم
ارتد على عقبيه ينزل السلالم قبل ان تقفل الباب .
كانت كل ليلة من الليالى التالية تمر كسابقتها اذ كان مارك
وغلينا يصلان في الوقت نفسه فتمضي غلينا معظم الامسية ترفه
عن دايفد وتلعب معه تحت انظار مارك . وعند الاقفال كان
ينتظرها في الخارج وحده ليوصلهما الى المنزل . . . بعد الليلة
الثالثة احست نيكول ان له دافعا اخر غير ارضاءابنته . لكن لم
يترك لها العمل ليلا والتفتيش دون نجاح هن عمل دائم خلال
النهار والعناية بدايفد دقيقة للتفكير.
يوم الجمعة ، كانت الساعة تقارب منتصف الليل عندما
اوصلها مارك الى منزلها. . . انها اخر ليالي الاحتفال . . . واخر
ليالي العمل . . . عندما تناولت دايفد من بين يديه خامرها شعور
بانها لن تراه او ابنته بعد الان . . . لكنه لا يبدو مهتما بها.
حسنا. . . ولا هي كذلك . . . ا نها تفكر فقط في ان دايفد
سيشتاق لابنته . فتمتمت بحدة عمت مساءا ثم دخلت غرفتها.
رغم ضعفها وارهاقها. . . كانت تعلم انها لن تستطيع النوم
قبل معرفة وضعها المالي(ت.م.ا.ر.ا.ا.ا) بالضبط
فحضرت القهوة واخرجت ما
تقاضته من الحقيبة ووضعته على الطاولة .
عندما كانت تعيد حساباتها راحت ترشف قهوتها، التي
تعمدت ان تكون مرة فلا يهم ما قد تلغي من اشياء مهمة . . .
فما معها رغم هذا لا يكفي مصروف الاسبوع المقبل . خلال
السنوات الثلاث التي اشرفت فيها على اعالة دايفد، لم يبد لها
المستقبل اظلم من الان ولا اعجز حالا. . . فدفنت وجهها بين
يديها، واجهشت بالبكاء بصمت ونحيب(تمارااا) نذرف دموع لاذعة
لم ترح في نسفها الما.
سماعها تكتكة استدارة مقبض الباب جعلها ترفع راسها
بخوف وعدم تصديق . . . فاذا بها تجد جسد مارك هاموند يسد
الباب وعيناه الثاقبتان لم يفتهما شيئا لا الدموع على خديها،
ولا المبلغ الضئيل المبعثر امامها ولا الارقام المسجلة على
ورقة ، ولا جو الهزيمة التي تثقل كاهلها.
.ماذا تفعل هنا؟
-لقد نسيت اخذ المفتاح من الباب .
رتقدم الخطوات الضرورية ليضع المفتاح على الطاولة » ثم
وضع كيسا ورقيا في المنتصف :
-ماهذا؟..
– سندويشات!
– لي انا؟
_ انا تناولت العشاء الليلة وانت هل تناولته ام ان دايفد
تناول الوجبة التي تستحقينها من عملك؟
استدارة راسها الحادة كانت الرد الذى يريد
. _هذا ما ظننته .
. لست جائعة .
زفر انفاسه بصوت منخفض ليشير الى امتعاضه من رفضها :
. ارجوك ، وفرى علي تلك الخطبة من الاحسان . . . فمن
الطفل كانت جميلة . . . اما منك فستكون سخيفة !
فحتت اصابعه السمراء الكيس الورقي ليكشفف عن قطعتي
خبز بهما قطعة لحم وضعها امامها ، دون النظر الى المال الذي
وضع السندويشش فوقه . . . وقال امرا :
– كلي !
اعلمتها نظرته المصممة انه سيدسها بالقوة في فمها اذا لم
تفعل . . . وكان الجوع قد سلبها قوتها . . . فحدقت الى ذلك
القناع البرونزي على وجهه :
_ كم انا مدينة لكرمك!
احست بالدماء الحارة تغلي في جسدها وهو يمر بعينيه
عليها . . . يحدق بوقاحة في انحنااءات جسدها الانثوية . . . التي
بانت اكثر بعد ان خسرت المزيد من وزنها مؤخرا .
اجابها :
. على الاقل لقد تعلمت ان لا شيء مجاني . . . لكن ما
اريده الان بضع دقائق لابحث معك امرا بعد ان تنهي طعامك .
نظر ت اليه متحدية :
_اهذا كل شيء؟
_ في الوقت الحاضر. فنتيجة نقاشنا النهائي ستكون خاضعة
لقرارك . . . فهل يرضيك هذا?
_ليس تماما. . .
-كلي . . . ليس لدى نية في اغتصابك .
سرقت منها فظاظته شهيتها الى الطعام ، لكنها لم تمنع الم
الجوع منها. لقد امنت بانه لن يتحرش بها رغم احساسها اللذي
يقول ان من الحكمة ان لا تصغي الى ما سيقوله. عندما قضمت
اول لقمة من السندويش ابتعد عن الطاولة فازدرتها بسرعة
واستدارت وهو يسير نحو المطبخ الصغير:
.ماذا ستفعل؟
_اصب لنقسي فنجان قهوة .
_ساصبه لك بنفسي
لكنه كان قد دخل المطبخ ليرد عليها ساخرا:
_لماذا؟الان خزانة مطخبك فارغة؟ استنتجت ذلك ؟
فعادت نيكول محبطة الى مقعدها اما هو فعاد بعد قليل
ليجلس امامها،
فاحست بالحرج من تناولها الطعام تحت
ناظريه . ثم لاحظت انه لا ينظر اليها. . . بل الى صورة شقيقها
وزوجته ودايفد الموضوعة على رف قرب الطاولة .
.انها صورة اخي وزوجته رقد التقطت في عيد ميلاد دايفد
الثالث.
-اذن هو ابن اخيك .
.اجل . . . لقد قتلا فى تحطم سيارة اثر التتاط الصورة
مباشرة.
_ اليس لدايفد عائلة سواك ؟
_ والداي ميتان . . . ووالدة زوجة اخي عاجزة .
_ لا بد انك كنت صغيرة السن يومها .
– كنت في الثامنة عشرة . . . لكن ما شانك في هذا؟
تلقت ردا على حدتها بنظرة ضيقة :
– هذا يعني انك في الحادية والعشرين اوالثانية والعشرين ؟
– الحادية والعشرين .
كل ما تستطيع استنتاجه ان حديثه هذا يخدم امرا يريد
مناقشته معها .
_ اليس لديك شاب صديق؟
-لا!
_ قلة من الشبان قد تقبل بمسؤولية طفل رجل اخر . او
بالقيود التي تفرضها على حياة الفتاة الاجتماعية .
وضع اصبعه على الجرح تماما. . . لكن استنتاجه الصحيح
لم يخفف من قلقها . . . فهي ترفض الاعتراف بصدق ما يقول
لذا بقيت صامتة . فاعاد الصورة مكانها :
. انت تضحين بالكثير لاجل الصبي .
. الصبي له اسم . . . انه دايفد . . . كما انني لا اعتبر
اعتنائي به تضحية . . . فموت اهله ليس غلطته او ذنبه !
_ ولا غلطتك كذلك ! مع انك مصممة ملى دفع ثمنها .
فسالته غاضبة :
_وماذا تقترح ان افعل اسلمه للميتم ام اعطيه للسلطات
كي يتبناه احد، قد لا يشعر عنده بالاستقرار والمحبة ؟
– لا اتصور ان هناك شيئا اخر يمكنك القيام به في مثل هذه

الظروف .
رغم موافقته على قولها وفعلها. . . الا انها احست انه لا
يوافق بالمطلق . . . فابعدت ما تبقى من السندويش جانبا. . .
فقد فقدت شهيتها لاى شيء .منتديات ليلاس

انتهى الفصل
3_ العاطفةوالرغبة

تعبت نيكول من التلاعب كالقط والفار. فسالته بجدية :
.مل تسمح لان تقول لي بالضبط ما تريد بحثه معي؟
ابعدت يده فنجان القهوة الى منتصف الطاولة :

_هذا المساء . . . قالت غلينا، انها تتمنى لو ان امها لم
تمت اثناءولادتها. وهذا تصريح غير عادي من طفلة . . لكن
علي ان اعترف ان سبب قولها هذا هو رغبتها في اخ او
اخت . . . واستطيع القرل انها متعلقة بابن اخيك .
.اسفة اذا كان هذا لا يناسبك .
فضاقت عيناه.منتديات ليلاس

.نحن نعيش في مزرعة ،وعمتي، التي تسكن معنا، تعتني
بغلينا. لكنها اصبحت عجوزا يصعب عليها القيام بالاعمال
المنزلية الطلوبة وقد عبرت عن رغببتها في انهاء خدماتها ذا
جاز التعبير.
تمتمت نيكول :
– فهمت .
اخذت الصورة تتوضح في ذهنها انه يبحث عن بديل
لعمته . عن امراءة تعتني بالمنزل وبابنته . . . فاكملت:
-وهذا ما تود بحثه معي.
.بالضبط . . . اعذريني على صراحتي. . . الحياة ليست
سهلة لك وللصبي. . . وهذه الارقام التي اراها على الورقة لا
تظهر مستقبلا مفرحا.
.اذا كنت تعني. . . انني احتاج الى وظيفة فالرد نعم .
. انا لا اعرض عليك وظيفة .
تنفست عميقا واحست بتعب مفاجيء من محاولة تجميع
شجاعتها امام شخص يفوقها قوة فسالته :
. اذن الام يقود هذا الحديث كله؟
.اريد ان اتزوجك .
لم تتغير لهجة صوته الخشنة الوقحة اطلاقا، ولا تزحزحت
عيناه عن وجهها. . . فرمشت بعينيها وقطبت :
.اهذا نوع من المزاح ؟
– بل انني جاد كل الجد.
مد يده الى جيبه ليشعل سيكارة بواسطة ولاعة ذهبية .
فردت عليه نيكول بارتباك تام :
.لكنني لا احبك . . . ومن المؤكد انك لا تحبني.
.صحيح .
لم تستطع ان تجد في الامر مرحا، فقالت له بغضب :
– ظننتك قلت انك بحاجة لمدبرة منزل ، ولمن يعتني
بغلينا.
.صحيح . . . لهذا اريد الزواح منك .
احست بجفاف فمها، وبتوتر. . . نهضت عن الطاولة
واتجهت نحو المطبخ الصغير تطلب المزيد من القهوة التي
تحتاج اليها .
. اخش انني لم افهم دوافعك . لست بحاجة الى زوجة
لتحصل على مدبرة منزل .
_ اريد ان اكون واثقا ان من ساحصل عليها ستبقى
دائما . . . فمدبرة المنزل عادة تستقيل . ومن السهل فسخ
ارتباطات العمل اما فسخ عقد الزواج فاصعب بكثير .
. الزواج . . . انها طريقةدرامية للاحتفاظ بمدبرة منزل !
– ليست درامية . . . بل عملية .
وضعت قطعة السكر في القهوة وراحت تذيبها :
_ اظن الفكرة كلها سخيفة!
عندما ذكر مارك انه بحاجة لمدبرة منزل كانت ترغب في
الوظيفة . . . وقفز قلبها فرحا لانها فكرت في ان دايفد سيعيش
في الريف حيث ستكون على مقربة منه كلما احتاج اليها . . .
لكن الزواج امر اخر!
. لماذا الفكرة سخيفة؟ انت بحاجة للوظيفة وانا بحاجة
لمدبرة منزل . رلقد عرفت سلفا انك عاملة نشيطة نظيفة مرتبة
تحبين لاطفال ويبادلونك حبهم . . . او على الاقل ان ابن
اخيك يحبك . وغلينا تلازم الهدوء معك اكثر من اي شخص
كبير اخر . . . اعتقد انك تطبخين؟
. اجل . . . اعرف الطبخ . . . ولكن .
اسندت جنبها الى طرف الباب رلوحت بيدها يائسة :
– . . لكن . . . لا بد ان هناك فتيات كثيرات يرغبن في
الزواج منك « قد يكن خيرا مني.
توقف بكسل :
.ليس با فضل منك . . . ربا لديهن ثياب افضل ، وثقافة
اوسع ومحيط اجتماعي مختلف ، وكلهن بقنعن انفسهن بانهن
واقعات في حبي . . . وهن في الواقع لا يحببن الا اسم هاموند
وماله . . . لذا لست بحاجة الى حبهن .
ظهر الازدراء واضحا في كلامه ، مما دعا نيكول تسال :
_الا تحتاج الى حب احد؟
.وهل هذا يصدمك ! ربما العالم كله يعيش تحت ضباب
الخداع .
كانت قد تساءلت من قبل اذا كان لديه مشاعر. . . والان
تاكدت انه يخلو منها. . .
وانت لست بحاجة ا لى زوجة . . . بل الى عبدة .
.لكن هذا غير قانونى.
شهقت نيكول من الازدراء :
. لا اصدق انك تتوقع مني جادا ان اوافق على اقتراحك .
.لماذا الاقتراح يفيدك كثيرا. فبزواجك لن تحتاجي انت
والصبي الى الجاجيات المادية من ماكل وملبس وماوى
وستعيشيين عيشة تعتبر خيرا من معيشتك التعسة هذه! استطيع
توفير كل الاحتياجات المادية لتعليمه خير تعليم . ولن تحملي
على عاتقك الا عبء العناية بمنزلي وبابنتي. . . وعندما سيكون
دايفد في المدرسة ، ستجدين متسعا من الوقت .
الصورة التي رسمها لها مغوية جدا. . . وهو يعرف انها
تغريها اذ كيف ستؤمن للصغير ما يعدما به !وماذا يخبيء
المستقبل لها سوى ايام لا تهدا ولا تكل فيها سعيا وراء لقمة
العيش، والقلق الدائم لدفع الفواتير ولم ايجار السقف الذي
ياويهما ؟ سالها مارك :
.ما الامر. . . امازلت تحلمبن بان يظهر امير الاحلام
ليحملك على حصانه نحو مغيب الشمس !. . . متى كانت اخر
مرة خرجت فيها مع شاب ؟
فاجابت مترددة :
_منذ ما يزيد من سنتين . . . لكن الن يحرجك الزواج من
فتاة مثلي?
.ولماذا الحرج ؟ انت فتاة جذابة . . . تتعبين وتكدين من
العمل . وبحاجة للراحة والمزيد من اللحم فوق عظامك ،
والمزيد من الملابس الجميلة الجذابة فوق جسدك .
امسك بذقنها ليدير راسها نحوه:
.في الواقع . . . ستصبحين جميلة جدا. . . فذرات الذهب
في عبنيك اللوزيتين ، واكنناز شفتيك تثبر رغبة اى رجل .
اعتقد ان اصدقائي سينظرون الى زواجنا نظرة رومانيسية!
لكن جاذبيته القوية هي التي اخافتها بل بجعلتها تشعر بانها
حساسة تجاهه وما هي تشعر بهذا الشعور من خلال تصاعد
توترها المفاجيء فاذا هي تصبح انثى افتقدت اهتمام
الرجل بها ردحا من الزمن .
حاولت مقاومة هذا الاكتشاف . . . فشدت راسها من
يده . . . وقالت بغضب :
.وماذا ستفحص بعد وجهي!اسناني كالحصان !
فتجاهل غضبها:
.الزواج سيكون خيرا لنا اذ لن يتسبب في اثارة العجب كما
سيسببه استخدامي مدبرة منزل .
.هذا جنون ا
.لكنه منطقي. . . فما هو ردك ؟
.احتاج وقتا للتفكير.
مع انها لا تعرف بماذا ستفكر. . .منتديات ليلاس

.ليس لدى وقت كبير. . . سنغادرر انا وغلينا الى المزرعة
صباح الاحد. وهو وقت وجيز لن يمهلنا للقيام ببعض الترتيبات
المحددة التي لا تؤخر.
فمررت اصابعها بقلق في شعرها:
.لا يمكنك توقع رد مني في الحال .
.بلى يمكنني، واطلب الرد الان . . . ما البديل لك ؟ لقد
رايت قبل عودتي منذ قليل ، مستقبلا قاتما. . . انا خارج
نيكول مادسيون . . . واريد الرد قبل ان اخرج من الباب .
نظرت اليه بذهول لا تصدق ما تسمعه . . . فحدق بها
لحظة . . . لترى التصميم على ما قال . . . ثم اتجه نحو الباب
دون ان ينظر خلفه . . . عند سماع تكتكة مقبض الباب ، توقف
شلل نيكول :
-نعم !
فالتفت اليها دون ان ثتغير تعابير وجهه المتعجرف . . .
ودون ان يظهر اثر للرضى بل دون ان تظهر اية مشاعر اخرى.
_سامر لاصطحبك والصبى في الثامنة من صباح الغد. ربما
انك لن تعودى الى هذا المكان ثانية وضبي الاغراض التي
تحتاجينها او ترغبين في الاحتفاظ بها ولن اهتم بالملابس.
فساشتري لكما خزانة مليئة بالجديد منها.
دون ان يترك لها فرصة للرد، او حتى لتوديعها. خرج من
الباب ، فاتكات على باب المطبخ ، ثم نظرت الى الطفل
وهو نائم . . . وهي تتمتم بصوت مرتفع :
_هل فعلت الصواب! . . يا الهي. . . هل فعلت
ماهو صائب!!
كان الارتباك قد عقد معدتها عندما قرع مارك الباب عتد
الثامنة تماما في الصباح التالي. . . وقبل ان تساورها اية شكوك
كان يضع حقائبها في السيارة ويتعامل مع صاحبة المنزل، كان
ايلوم كله دوامة من التنظيم لكن مارك لم يترك لنيكول مجالا في
التفكير بما تفعله اذ اختار لها مارك خزانة كاملة من الثياب
الداخلية الحميمة ، ومن الاكسسوار وفساتين السهرة
والنهارات . . . وذلك اثناء ذمابها الى المزين لتصفيف شعرها.
وكان لدايفد الاهتمام ذاته ، اذ اشترى له الثياب على انواعها
واضاف اليها حذاء كاوبوى.
لم تكد نيكول تلتقط انفاسها بعد الغداء حتى كان مارك
يضعهم جميعا في سيارته يتجه الى اقرب مسجل عقود لعقد
الزواج .
حدث كل شيء بسرعة . وسرعان ما اصبح خاتم الزواج في
اصبعها مبرهنا بذلك انها اصبحت السيدة مارك هاموند. . . اما
غلينا توقفت امامهما الى جانب دايفد الذي كان ينظر بشكل
دؤوب الى حذائه اللماع الجديد .
بدا لها مارك كعادته ء بعيدا متحفظا عيناه تميلان الى
الاخحضرار بدل لونهما الازرق .
. لقد فات اوان التفكير .
فاجابته بصدق :
. لكن الوقت مبكر جدا لاقرر ما اذا ندمت ام لا . وانت ؟
. انا . . . ! انا لا اندم على ما افعله .
. ما اروع ان يملك المرء مثل هذه الثقة بالنفس!
. المرة الوحيدة التي قد يندم فيها المرء حين تكون مشاعره
متورطة .
فسخرت نيكول :
. وانت لا تملك مشاعر؟
. لا . . . فهذا شيء لم احصل عليه عند ولادتي .
فحولت نظرها الى غلينا تمسك بيد دايفد وكانها تحميه :
_ الا يوحي اليك هذا بشيء؟
. مجرد مسؤولية . . . وهذا امر اخر قد يصدمك .
. _ ما يصعب علي فهمه . . . الم تهتم باحد قط . . .
والديك . . . زوجتك ؟
تحركت عضلات كتفيه دون اكتراث . ونظر الى وجهها :
. انا لا اهتم بنفسي . والافضل ان تكتشفي هذا عني
الان . . . نيكول . لذا ا لا تتوقعي الكثير من زواجنا .
ما زالت تستغرب سماع اسمها منه . كان يبدو كانه يكلم
شخصا غيرها. لو ان تفكيرها قد توقع شيئا ما يكون يينهما،
فقد اماته هذا الكلام . وهذا ما اراح ضميرها قليلا. . . فصحيح
انه زواج مصلحة لكنه زواج حقيقي يتلقى فيه كل منهما ما يريد
وما يتوقع ، لااكثر ولا اقل .
غرف الفنادق خلال فترة الاحتفالات تكون مكتظة لكن
مارك استخدم ماله و نفوذه ليستاجر لها غرفة مزدوجة السرير
في طابق اخر غير طابقه. لكن هذه لم تكن ليلة زفاف كالتي
كانت تحلم بها. . . وزوجها في الطابق الذي يعلو طابقها. . .
لكنها لم تكن تتوقع ان يترك لها دايفد عندما كانت تحلم
الاحلام الرومانسية ولا كانت تتوقع الزواج من رجل لا تحبه .
لكنها لا تمانع ابدا. . . فدايفد سعيد وهذا كل ما من حقها ان
تطلبه .
عندما جلس الاربعة الى مائدة الطعام في الصباح التالي،
بدوا وكانهم عائلة كاملة ، ليس يها الضجيج او الفوضى التي
يحدثها الصغار عادة فغلينا كانت خجولة منعزلة ، خاصة في
الاماكن العامة .
حالما انتهت وجبة الطعام انطلقتت بهم السيارة نحو
المزرعة . . . وكان بعض الاثارة قد انتقل اليها من دايفد الذى
كان يترقب رؤية منزله الجديد وقد تاقت لتستفهم من مارك عن
حال المنزل . . . لكنها صرفت النظر، فقد يعتبر سؤالها
ارتزاقيا لافضوليا.
ما ان اصبحت مدينة مدسين هات خلفهم حتى اسرت
المناظر الخلابة اهتمام نيكول . لقد مضى زمن طويل لم تخرج
فيه نحوالريف ! فكان ان خطف امتداد السماء الازرق الواضح
انفاسها. . . لكن ما كان اجمل هي الحقول التي لا حد لها
المليئة .بازهار الربيع . كانت الحقول تضبق احيانا وتتسع اخرى
لتملا المراعي الوادى كله .
مال دايفد من المقعد الخلفي.
.كم ميلا بعد؟
فرد عليه مارك :
.بضعة اميال اخرى.
لم يبد انهم قطعوا مسافة بعيدة عن المدينة ، ولم تستطع
نيكول منع نفسها من السؤال :
.كم تبعد المزرعة عن مديسن هات ؟
.حوالي الستين ميلا.
كان يخفف سرعة السيارة لينعطف الى طريق زراعي بعيد
عن الطريق الرئيسيية . . . فقالت دون نفكير:
.كان بامكانك الذهاب والعود: بسهولة لحضور
الاحتفالات .
.لقد اعتقدت غلينا انها قد تخسر روية شيءما.
نظر فى المراة امامه الى ابنته التي كانت تصغى بصبر الى
دايفد. . . واضاف :
.لكن الشيء الوحيد اللذى كانت ستخسره، هو رؤية الصبي
.وهل انت اسف لهذا؟
-لا. . . وانت ؟
– لا.
بعد دقائق قليلة ابطات السيارة ثانية ، وانعطفت الى طريق
مرصوف بالحصى فمرت بخفة تحت عمودين مرتفعين يشكلان
مدخل مزرعة هاموند. ثم راح الطريق يرتقي تدريجيا وصولاالى
صف من الاشجار المرتفعة . من خلال اغصان تلك الاشجار
لمحت نيكول اللون الاحمر القاتم ثم اللون العاجي. . . علمها
بان مارك ثري ما لم يهيئها تماما لرؤية منزل المزرعة الواسع
المنبسط القابع تحت الاشجار العالية المرتفعة .
مع انه عصرى الطراز، الا ان هذا الطراز يعود الى الطراز
الا`سباني بسقفه القرميدى الاحمر وبجدرانه العاجية اللون
وتحديده المصقول المزخرف. كانت تحيط به شجيرات الورود
والمانوليا والازهار المختلفة وقالت غلينا:
.وصلنا الى البيت .
اوقف مارك السيارة امام المعبر الحجري الذي يقود الى
المنزل فخرج من بين الاشجار باتجاههم رجل طوبل ،
عريض . . . شيب فوديه يختلط بسواد شعره الذي اطل من تحت
قبعة رعاة بقر عريضة . . . كان اكبر من مارك قليلا. . . ربما في
اواخر الثلاثين من عمره..
.ارى انك عدت يا مارك . . . كنت قادما الى المنزل
لاتحقق من وجودك .
كانت غلينا ودايفد الاسرع في مفادرة السيارة بينما خرجت
نيكول على مهل تتامل المنزل واتساعه . وسال الرجل غلينا
– هل تمتعت بالاحتفال ؟
.اجل
والتفت الرجل الى دابفد المذهول بما امامه :
_مرحباا انت هناك! من انت ؟
_اسمي دايفي. . . واظننى ساعيش هنا.
نظر الرجل بفضول الى مارك ثم لاحظ وجود نيكول
بطرف عينه ، فنسي الصبي عندما صب انظاره عليها فاحست انها
تحمر خجلا بسبب هذه النظرات المعجبة. كانت عيناه البنيتان
تقولان لها، باحترام ،انه بجدها جذابة ، فاحست انها ستعجب
بهذا الرجل . . . كائنا من كان .
.دوغلاس. . . اود ان تتعرف الى زوجتي نيكول . . . ابن
اخيها عرفك عن نفسه . . . نيكول ، _هذا رئيس عمالي. . .
دوغلاس تشالندر.
لو ان صاعقةضربت الرجل لما صعق ذلك الوسيم اكثر
مما صعق ذلك اللون الاحمر يجتاح وجنتي نيكول » فحاول
اخفاء دهشته ليقول :
_اعذرينى . . . لم اكن اعلم انه سيتزوج .
فردت نيكرل ، عندما لم يصدر تعليق من مارك :
_لا باس في هذا.
فقال مارك :
_دوغلاس يتناول الطعام معنا عادة ، بمكنك اخذ العلم
بهذا.
فقال دوغلاس :
. اذا كان لديك اي اعتراض . . . يكنني تدبر امر نفسي .
فابتسمت نيكول
. ابدا . . . وارجو ان تحافظ على عادتك سيد تشاندلر .
. اسمى دوغلاس » فنحن لا نستخدم الرسميات في
المزرعة .
. اذن نادني نيكول .
. شكرا لك . سافعل . . . اظنك تواقة لرؤية منزلك الجديد ،
لن اؤخرك .
لمس طرف قبعته تحية وعاد من حيث اتى . فقال مارك
بنعومة وهما يستديران للحاق بالولدين :
. اعجبك . . . اليس كذلك ؟
. وهل هناك سبب يمنع اعحابي به ؟
_لا
لماذا تسال اذن ل؟
. النساء يجدنه جذا با .
. يخيل الي اته يستحق .
فالتفت اليها . . . ،´بارداحتى الجمود :
. لماذا تشعرين بالذنب لانجذابك اليه ؟
_ لا اشعر بالذنب .
لكن نظرته سخرت منها . . . وقال :
. لا داعي للخجل من مثل هذا الشعور.
. وكيف تعرف ؟ انت لا تملك مشاعر!
. لا تخلطي يين المشاعر والعواطف . . فانا ارى المس ،
اسمع، اشم واذوق كاى رجل اخر. والجاذبية ين الجنسين
ليست سوى ردة فعل جسدية . . . ليس فيها عاطفة بل رغبة .منتديات ليلاس
انتهى الفصل
4-دون رحمة

احست باصبع من الجليد يمر فوقق عمودها الفقري
وتجمدت لتلميحات مارك المشيرة الى انها قد تكون انجذبت الى
دوغلاس تشاندلر..
وبينما كانت تقطع العتبة اجبرت نفسها على تذكر ان
زواجهما ليس زواجا حقيقا. . . بل ترتيبات لها طابع المصلحة
فقط . اذ كان من الواضح ان مارك غير عازم على الالتزام
بتقاليد العريس والعروس . . . فلم يقبلها بعد مراسم الزواج ،
وهو الان يتركها تقطع عتبة بيتها الجديد سيرا على قدميها بدل
ان يحملها. . . والشكر لله لانهما لن يحتاجا الى الادعاء.
انصب معظم انتباهها عندما القت نظرة على غرفة
الجلوس، على امراة مسنة قوية البنية تجلس على طرف كرسي
مستقيم الظهر تمسك يدها اصابع غلينا . قالت المراة بلهجة لا
رنين فيها اثناء نهوضها:
.اذن ، هذه عروسك مارك ؟
كان وجه تلك العجوز يخلو من التجاعيد التي لم يظهر منها
الا القليل حول عينيها وفمها. . . فالوجه قوي وتقاسيمه متشددة
قاسية وخطوط فمها تدل على كثرة الابتسام . . . لكنها بدت امراه
لا تعطي صداقتها جزافا .
. اجل . . . هذه زوجتي نيكول . . . وهذه عمتي روز يا
نيكول .
فابتسمت نيكول . . . واصبحت يدها بين اصابع المراة :
تعجبك الاقامة هنا سيدة هاموند .
كانت لهجتها تقول انها
. كيف حالك ؟
. اتمنى ان تشك في ذلك. ثم امعنت النظر
في مارك قاثلة :
. اتريدشيئا تاكله لقد نظفت طعام الغذاء لئلا يفسد . قلت
انك عائد صباح اليوم .
فردت نيكول:
. الذنب ذنببى سيدة فريغسون . . . لقد غرقت في النوم .
قال مارك :
. بعض االكيك او البسكويت ، وطعام بارد يكفي حتى موعد
العشاء . . . اثناء تحضيرك هذا سارافق نيكول الى غرفة النوم
حيث ستنام هي ودايفد . هل هي محضرة ؟

في صوته تحد صامت » كانما تحدى عمته ان تعلق على
شيء شخصي . . . لكن فم المراة تصلب في نمط رفيع قبل ان
ترد بالايجاب .
في الطريق عبر ممر الجناح الغربي للمنزل ، اشارت غلينا
على استحياء الى غرفتها التي بدت ذات طابع نسائي ناعم
والوان زعفرانية صفراء مزينة بورود ذهبية وكانت غرفة دايفد
ملاصقة لها . . .الوانها حمراء رزرقاء وبيضاء متناسقة مع
الستائر والسجادة . . . بدت غرفة صبياية مميزة . لكن ما لفت
انتباهه ، كان قطارا اصطناعيا في الزاوية . . . انتظر صابرا وغلينا
تديره له .
عندما فتح مارك باب الغرفة المواجهة لغرفة دايفد. . .
طغت عليها الدهشة والاعجاب . . . فالاثاث الخشبي السندياني
يحتل الغرفة . . . واللون الذهبي النقي كان يعكس الظلال على
السجادة الذهبية الخضراء الباهتة . . . والستائر التي تعلو الابواب
الزجاجية العريضة لها اللون الذهبي نفسه.
تنهدت نيكول بنفس عميق ، غير قادرة على زحزحة نظرها
عن الاتاث الرفيع الذوق:
_هل . . . كانت غرفة عمتك ؟
.لا. . . استخدمت دائما الغرفة القريبة من الطبخ ،
المخصصة كجناح للخدم ، ولم استطع قط اقناعها باستخدام
احدى هذه الغرف ، خاصة بعد ان كبرت غلينا. لكنها اصرت
على انها تحاج الى خلوة خاصة بها.
سارعت نيكول ا لى القول :
.ربما يجب ان احذو حذوها.
كانت تريد يائسة ان تنعم بفخامة هذه الغرفة . . . لكنها
كانت تتساءل في الوقت نفسه عما اذا كانت بهذا تطلب
الكثير. . . فهي في الواقع ليست سوى مدبرة منزل .
فرد عليها مارك بنعومة :
. لا. . . انت زوجتي. . . ومكانك هنا. ثم ، يجب ان
تكوني قرب الصبي الى ان يعتاد على محيطه الجديد.
.نعم . . . بالطبع .
-ستريك غلينا غرفة الطعام . . . لا بد ان روز قد حضرت
لمرطبات الان .
استدار نحو الباب لتلحق به متسائلة :
.الن تكون معنا؟
. اريد تفقد بعض الاشياء مع دوغلاس اولا.
راقبته وهو يبتعد في الممر، ثم لفت نظرها ابواب في
لجهة المقابلة فتساء لت ايهما باب غرفته . . . ثم 0اخرجها
من تفكيرها صوت صفير القطار اللعبة فانضمت الى دايفد وغلينا
وتركت دايفد بضع دقائق يشرح لها كيف يدير اللعبة و قبل ان
تقترح على غلينا الذهاب الى غرفة الطعام . وفي نيتها ان تطلب
من السيدة فريغسون ان تريها ما تبقى من المنزل بعد تناول

الحلوى والشراب .

التفت دايفد الى غلينا بعد ا نهاء شرابه :

_هل انت جاهزة للعودة ا لى اللعب ؟

-لا. . . فعلي مساعدة عمتي روز في رفع الاطباق اولا.

فتدخلت نيكول بلطف :

.اذا كتت لا تمانعين غلينا. . . ساساعدها، كي تتمكن من

اعطاثي فكرة عن محتويات المطبخ . . . فهل ترافقين دايفد لتريه

المنزل والفناء؟

لم تتفوه المراة العجوز بكلمة وهما ترفعان الصحون

وتحملانها الى المطبخ ، الجميل العصرى الذي فيه كل

التسهيلات التي قد ترغب فيها امراة . . . تمتمت نيكول بدهشة

وهي ترى في سلة المهملات نفايات برتقال معصور.

.عصير البرتقال كان طازجا

.مارك يحب ان تكون الفاكهة طازجة . . . يرسل شاحنة

الى وادى ستشوان اسبوعيا لتحميل الخضار والفاكهة الطازجة .

_ الايمكن شرائها محليا
.ممكن . . . لكنه لا يقبل الا الافضل .

-لا بد ان هذا يكلفه كثيرا.
_بامكانه تحمل تلك المصاريف .

.اجل اعتقد ذلك.
وضعتا الاطباق في غسالة الصحون الاليه، وادارتها روز

قبل ان تبدا في شرح روتين المنزل لنيكول . بينما كانت ننظف

طاولة المطبخ انهت كلامها:

-لقد نقلت معظم اغراضي الى المنزل القديم بعد ان اتصل

مارك بي يوم امس. سابقى هنا الليلة لاساعدك في وجبة المساء

وتحضير الفطور في الصباح . . . وبعدها اتركك وحدك .

كان عدم موافقتها على زواجهما المتسرع واضحا في

لهجتها. ثم تحركت الى الفرن لتمسح سطحه وقالت متجهمة :

_اعرف لماذا تزوجك مارك . عندما يريد يستطيع اقناع اى

انسان. . . لكنتي لم اشاهد حبا او ادعاء حب في عينيك عندما

نظرت اليه . . . فلماذا تزوجته ؟ امن اجل ماله ؟

اذهلها السؤال الجرىء. فلم تتوقع من العجوز ان تكون

وقحة الى هذا الحد في ابداء ما تفكر فيه فما كان منها الا ان

رفعت راسها بكبرياء
ذكرها مرة اخرى ببروده وبحدة انه لايكترث يمشاعر كائن بشري اخر
فاشاحت بنظرها عن عينيه الساخرتين وسالت:
_اين دوغلاس ؟
فضحك بخبث:
-اظنه اعتقد انك محرجة
-لانني شاهدنك تعانقها؟
هزت كتفيا متظاهرة بان المنظر لم يهمها اطلاقا..فقال مارك وهو
يصحح لها خطا
-في الواقع ..كانت عي التي عانقتني…لا العكس
فاستدارت ترتجف من الغضب وتقول بحدة:
-ولكنك لم تمانع!
-وهل ازعجك هذا؟
-بالطبع لا!
-لم اانت غاضبة اذن؟
كادت تقول انها ليست غاضبة …لكن
العكس كان ظاهرا على وجهها…فالتفتت اليه
تكبح اعصابها لئلا تثور:
-لم اكن اعلم انك ستذيع على الملااني لست سوى مدبرة منزل
ومربية اطفال لاتستحق الاحترام
كونها زوجتك.
فقال ببرود وهو يظهر ادراءه من الفكرة
-اتريدين ان نتظاهر باننا نهتم ببعضنا بعضاا؟
ام تريدين اظهار عواطفنا امام الناس؟
-لا…لااعني هذا ابدا.
لكني لاارغب في ان اكون محل سخرية احد
في مجتمع يجب ان ينشا فيه دايفد ويترعرع.
-حملك اسمي قانونيا سيعطيك الكثير من الاحترام.
فالتوى فمها ساخرة:
-ويجعلتي كذلك موضعا للشائعات!
-هل تهتمين بما يقوله الناس؟
-طبعا اذا كان ذلك يؤذي دايفد.
-اتحسين بالهجر والتجاهل لانني لم اعانقك واقبلك بعد؟
مع انني قلت لك انك مرغوبة؟
-قلت لك ان مااتوقعه …الاحتراملاشيء غيره.
-ايعني هذا انك لم تتوقعي ان تكوني المراة الاولى التي اقبلها بعد الزواج؟
رفع اصبعه يلمس حرارة وجنتيها التين اصطبغتا بحمرة الخجل
لانها تذكرت انها توقعت منه قبلة بعد مراسم الزفاف
قبلة لامعنى لها لتحافظ على المظاهر،
نظرت الى عينيه الزرقاوين المنعزلتين وبقيت دون حراك
وهو يلمسها مداعبا
وجنتيها وفكها
فصمممت على ان تظهر له لامبالاتها تجاهه..
لامبالاة كلامبالته.
-ربما يجب علي ان اصلح هذا الخطا.
لم يكند يتلفظ بكلماته حتى اطبقت يده بقوة على ذقنها..
فاتسعت عيناها دهشة
وارتفعت يداها الى صدره تدفعانه عنها..
لكن كانت هذه الحركة دون جدوى فقد
التفت ذراعه حولها يمنع ابتعادها عنه
سرعة حركته كانت مقصودة.
فادركت انه مصمم على السيطرة على نفسه
لذا لم تحاول مقاومته..فالخضوع واللامبالاة افضل رادع
لعناق غير مرغوب فيه.
لكن مظهره البارد المتحفظ لم يهيئها لحرارة ودفء ذراعيه ..
فقد توقعت ان تكون مداعباته وقبلته عنيفة قاسية
لارحمة فيها ..كمظهره..
لاان تكون مغرية غامضة تثير فيها
التجاوب،فاحست بالحرارة تجتاح جسدها
وهو ينزل يده عن ذقنها الى حنايا عنقها.
خبرته كانت اكثر مماتتوقع..
فاصيبت بالدوار ولم تعد تعي ماتفعل..
فهل تعلقت به واستجابت له؟
فالارتجاف الخائن في داخلها يقول انها لاتذكر انها فعلت.
مع ان اللمعان الاخضر في عينيه وهو
ينظر الى شفتيها المكتنتين المرتجفتين
يدل على الرضى المتعجرف.
ارخى قبضت وتراجع:
-لفد مضى وقت طويل منذ ان مسك فيه رجل..
اليس كذلك؟
-نعم
-هذا مؤسف!
ستكونين ممتازة مع بعض الخبرة.
عاد عدم الاكتراث الى وجهه الوسيم..كقط جبلي
وحشي سئم فريسته بعد تذوق طعم دمهاا.
استشاطت غضبا على كرامتها قبل ان تدرك ان
الغضب لاطائل منه فقد تركها مبتعدا،
واشعل سيكارة..بعد ان ايقظ مشاعرها!
ارتدت على عقبيها تتجه نحو المطبخ قائلة:
-ساذهب لمساعدة السيدة فريغسون في تحضير العشاء
-اين غلينا والصبي؟
-اسمه دايفد…ودايفد مع غلينا يلعبان
الكرة خلف المنزل.
كانت اول وجبة لهما في المنزل ناجحة..
فالطعام لذيذ،والصحبة بهيجة..فقد سيطر دوغلاس
على معظم الحديث يسحره البسيط دون تحفظ.
لم يبق مارك صامتا تماما لانه كان بين الحين
والااخر يرد على اسئلة دايفد المتعلقة بالمزرعة..
وكان قادرا على الرد على كل اسئلته…
فتساءلت نيكول الى اي مدى سيستمر تحت ضغط فضول دايفد.
بعد ان ازيلت الاطباق عن المائدة ووضع التوت البري
على الطاولة مال دايفيد الى الامام ليسال مارك الجالس
على راس الطاولة:
-هل ستصطحبني لرؤية الابقار والجياد غدا؟
غلينا رفضت مرافقتي اليوم لرؤيتها قائلة
انه ممكنوع علينا الذهاب الى هناك!
كانت لهجته اقرب الى الامر منها الى الطلب.
فسارعت نيكول بلهجة تود اسكاته فيها:
-دايفد السيد مارك سيكون مشغولا في الغد.
فساله دايفد وكانه يريد سماغ الحقيقة من فمه متجاهلا قول نيكول:
-ل ستكون مشغولا؟
-على الارجح ساكون مشغولا في الغد،لكن
ربما فيما يعد..سنرى.
ظهر الرضى على دايفد..فتابع الطلب:
-هل استطيع امتطاء الحصان؟
تنهدت نيكول ساخطة مما عل دوغلاس ينظر اليها مرحا.
وقبل ان تقاطع قال مارك:
-هل ركبت حصان من قبل؟
فرد ساخط باحباط:
-لا!
فنظرت العينان الزرقاون الى نيكول.
-وانت؟
-منذ سنولت يعيدة…ولكتي لم اتمرن كفاية.
فقال لدوغلاس:
-حضر لهما حصانين مناسبين.
فهز دوغلاس راسه يغمز دايفد الجالس قربه مبتهجا:
-اطنني اعرف تماما ما يحتاجانه.
سالت نيكول محاولة اشراك الفتاه في الحديث:
-اتركبين الخيل غلينا؟
ادارت الفتاة نظرها متوترة نحو ابيها الذي اجابها بسرعة:
-كانت تركب..لكن جوادا رماها عن ظهره منذ سنتين..
لوى لها وركها..فلم تعد الى الركوب منذ ذلك اليوم.
احكر وجه غلينا من جراء سخرية ابيها.
فاحست نيكول بقلبها يخفق عطفا على الفتاة.
فالخوف شيء رهيب..وغلينا ليست مغامرة بطبعها…
وهذا مايزيد من شدة قبضة الخوف على نفسها.منتديات ليلاس

انتهى الفصل

ه . متى الخلاص

كانت الشمس قرصا برتقاليا كبيرا يلوح في الافق عندما
انتهت نيكول من مساعدة السيدة فريغسون في تنظيف اخر طبق
لتخرج بعد ذلك باحثة عن دايفد اللذي سارع الى القول انه لا
يحس بالتعب…لكن رافق قوله تثاؤب ، جعلها تدفعه الى
غرفة نومه مكرها.منتديات ليلاس

كانت قد انتهت من وضع ثيابه في الادراج عندما عاد من
الحمام :
.لقد اغتسلت جيدا هل تقرئين علي قصة ؟
ارتدت اهدابه الطويلة المقوسة فوق عينيه تخفي لمعان
الاعجاب قبل ان تنتهي الساحرة من تحضير العربة والجياد
لساندريلا بوقت طويل…دثرته نيكول بالاغطية جيدا ثم
طبعت قبلة على جبينه.وسارت على اطراف اصابع قدميها
خارج الغرفة .
قبل ان تصل الى غرفتها.اطلت على غرفة غلينا التي
كانت تجلس في فراشها تحمل كتابا مفتوحا على ركبتيها.
شعرها ذر الضفائر عادة ، طليق ينسدل على كتفيها حتى خصرها
في موجات ناعمةت لماعة ، جعل طول طوله وجه الفتاة يبدو اطول
وانحف . فقررت نيكول بصمت ان تقنع الفتاة بقصه في
المستقبل عندما تتعارفا بشكل افضل.ابتسمت نيكول لها :
-جئت اتمنى للك ليلة سعيدة .
.هل نام دايفد؟
.يغط في نوم عميق…مع انه قال انه ليس تعبا .
فضحكت بصوت منخفض ، لتفهفهما سبب تردده في الذهاب
الى سريره .فجا ة تلاشت الضحكة من وجه غلينا ، وننظرت
باستحياء الى نيكول :
-انا..انا سعيدة جدا لانك ردايفد معنا .
-وانا كذلك…تصبحين على خير غلينا…احلاما
سعيدة .
.تصبحين على خير … نيكول .
عندما فتحت الباب خارجة كانت عيناها تلمعان
بالرضى …فدايفد يقبل بسرعة حياته الجديدة …
وغلينا على
وشك القبول بهما دون تحفظ …والمستقبل يبدو زاهيا براقا
امامها .
كانت حقيبتها ما تزال عند قوائم السرير…عندما تقدمت
لفتحها شاهدت الباب الذى كانت تظنه باب خزانه مفتوحا.
السجادة التي ظهرت كشفت لها انه ليس خزانة …فدفعها
الفضول للدخول تنظر بسعادة الى الحمام الخاص الواسع اللذي
كانت جدرانه الثلات بيضاء في حين ان جداره الرابع مغطى
بصورة منظر ريفي اخضر. لكن اكثر ما كان في الحمام من
اشياء عجيية ، هو المغطس العميق الكبير.
كانت مناشف حمام سميكة تتدلى من مشاجب ذهبية في
حين كان الرف الزجاجي القابع قرب المغطس يحتوي على
صابون اصفر ذهبي على شكل الورد،وقربه زجاجة عطر
اللافندر. ما من شك في ان كل هذا هدية من السيدة
فريغسون .
كان التفكير بالاسترخاء في دف ء ماء المغطس المعطر اكثر
اغراء من فتح الحقائب …
ادارت صنابير الماء المذهبة وعدلت حرارة الماء مضيفة
ملح اللافندر بسخاء…ثم قصدت غرفة النوم . فاخرجت ثوب
النوم الاصفر الذهبي من اصغر حقيبتيها وحملته مع حقيبة
ادوات الزينة الى الحمام .
بعد حوالي الساعة ، كانت تقف امام المراة القريبة من
المغطس تعصر شعرها وتحس بالنشاط والنظافة ، والانوثة …
حاولت ان تذكر اخر مرة احست فيها بالراحة فبدا انها لم تنلها
منذ زمن طويل ثم نظرت نطرة رضى وابتسمت قبل ان تطفىء
مصباح الحمام قامدة في فتها.
ما ان دخلتها حتى تسمرت ني مكانها دون حراك فقد رات
مارك يقفد قرب السرير يرمي قميصه على المقعد…فسالته
بلهجة اقل قليلا من امرة محدقة دون تصديق الى جسده
النحيل وصدره العارى:
-ماذا تفعل هنا؟
نظر اليها شزرا وهو يكمل فك حزامه ليخلع بنطلونه :
.استعد للنوم .
-لكن … لكن … هذه غرفتي.
-اجل …انها غرفتك …ايضا.
-ايضا؟لكنني ظننت . . .
استدار مارك بيبطء يتامل وجهها المذهول :
.ماذا ظننت بالضبط :
احست نيكول بالدواار امام نظرته ، فامسكت يدها دون وعي
فاتحة ياقة ثوبها محاولة التوصل الى هدوء بعيد كل البعد عما
تشعر به … ثم تنفست عميقا… لكن الضحكة الساخرة
القصيرة التي تلت حركتها هذه جعلتها تحس بالذعر.
.هل كنت تؤمنين حقا بان هذا سيكون زواجا اسميا فقط ؟
هيجت سخريته غضبها فقالت :
.ليلة امس…
فقاطعها بسرعة .
-ليلة امس لم استطع تامين الخلوة المناسبة .
-اذن فاعلم انني لن انام ممك . ربما تزوجنا رسما…
لكننا لسنا زوجا وزوجة .
.صح ..لم نصبح بعد.
-ولن نصبح ابدا!
و بسرعة الفهد امسك بيدها وادارهااليه يعد ان استدارت
تفتثش عن مهرب منه :
-هل توقعت حقا ان تعيشي في هذا المنزل عشر سنين او
يزيد دون ان المسك!
واطبقت يدهالاخرى على خصرها تشدهااليه قبل ان
يكمل :
.انا رجل نيكول . . . ومن الطبيعي ان يكون لي حافز
لامتلك امراة جميلة جذابة مثلك ، ولن احرم نفسي منك ابدا.
لم تكن نيكول تدرى ما اذا فكرت في هذا من قبل …
لكنها نظرت اليه ببرودة وحدة :
.انا لست جارية لديك (تمارااا)لتستعبدني متى شئت …ربما
قدمت لى ولدايفد الماوى والامان …وانا شاكرة لك هذا…
لكن ، حتى العرفان بالجميل لن يجملني اخضع لك . فانا فتاة
لم يمسني رجل قط من قبل …واذا حاولت ساصرخ .
فهمس بصوت رقيق :
.ومن سيسمعك ؟ روز في الجهة الاخرى من المنزل ..
تغط في النوم دون شك وسمعها لم يعد دقيقا كما كان …
اما الى منامة العمال فلن يصل . اذن الوحيدان اللذان سيسمعان
صراخك هما غلينا ودايفد.
صدق كلماته جعل وجهها يشحب فاحتل الخوف مكان
الغضب وهي تتفرس فيه بحثا عن اثر الرحمة في وجهه فاذا بها
لا تجدشيئا منها بل الشيء الوحيد الذي بعث فيها الامل هو
فقدان وميض الرغبة في عينيه :
.انت لا تريدني.
.انا لا تحكمني الرغبات.خاصة اذا كنت صادقة ان ما من
رجل مسك من قبل .
حاولت دفع صدره ليبتعد عنها. لكن قوته فاقت قوتها.
فسحقها على جسده، حتى كاد يقطع فيها انفاسها…وقال
بكل هدوء:
.ذا قاومتني…فساظطر لاستخدام العنف.اما اذا تركتني
افعل ما اشاء فساكون رقيقا معك .
بدا ضجيج ضغط الدم في اذنيها وكانه يحرم سائرجسدها
من القوة . في حين ان قبضته الحديدية احرقتها و اجتاحت
كيانها…فلم تعي او تحس شيئا سواه.ردت راسها الى
الوراء قدر استطاعتها. بل قدر ما سمحت به قبضته عليها.
-كيف لك ان تجبرني علر هذا!
.لانني سابدا هذا الزواج كما يجب ان يستمر.
بينما كانت تلوي راسها تهربا منه لوى نراعيها خلفه
ظهرها فامسك بهما بيد واحدة . ثم تحركت يده الثانية الى عنقها
تبعث فيها رعدة تلو رعدة شلتها حتى احيت بيد تمتد الى رباط
فستانها
خرجت الصرخة تمزق حنجرتها بذعر يقطع الانفاس ثم
رفسته على ساقه …فبدا الالم على وجهه …لكنه بدل ان
يرخي قبضته حملها بين ذراعيه ورماما على السرير.
فراحت هناك تقاومه بكل ما اوتيت من قوة : رفسته ،
خدشته كقطة متوحشة فاحست بالدم اللزج الساخن تحت
اصابعها على كتفيه . وظهره..لكن عنفها هذا لم يؤد الا الى
امتصاص كل حيوية وطاقة لديها حتى تمددت اخيرا متعبة
مرهقة فوق السرير(ت.م.ا.ر.ا.) وذراعاها فوق راسها يقبض مارك عليهما
بقوة بينما ثوب نومها مرمي على الارض .
.توقفي عن المقاومة …ستؤذين نفسك !
وانت …الن تؤذيني
اخطات عندما ادارت راسها لتردعليه. . .اذ سرعان ما
اطبق عليها…وما هي الا لحظات ، وتحت تا ثير الارهاق
الشديد والتعب القوي حتى احست بدوامة تبتلعها وتجذبها الى
عتمة حارقة .
استلقت نبيكول فيما بعد حيث تركها على الفراش…
تحاول بجهد استعادة وعيها من الدوامة التي كانت تدور بها.
كان جزء منها لييس فيه سوى الكره الشديد للرجل الذى بجعلها
زوجته بالفعل . اما الاجزاء الاخرى فكانت تحاول التخلص من
صدمة ماحدث.
لكنها لم تكن صدمة كما ظنتها.
جعلها هذا الاعتراف تكره نفسها وتكره مارك اضعافا…
لو ان الدموع تمحو ما حدث لبكت .. لكنها تكورت على
السرير ككرة بائسة مهجروة ..وسمعت صوت روز فريغسون
يقول لها: ستندمين على اليوم الذي تزوجته فيه.
-نيكول..
اطبقت اصابعه على ذراعها وهويحدثها. بلهجة متحفظة ،
دون النظر الى الوضع الحميم الذى كانا فيه منذ لحظات .
-اتركني وشاني…
رده كان ان عاقبها بتثبيت كتفيها على الفراش بقساوة .
.انظرى الي…
عندما لم تفعل امسك بذقنها ليلوى وجهها نحوه:
-قلت لك انظرى الي!
بدت الكراهية اضحة على وجهها عندما نظرت اليه ..
فقالت له باشمئزاز :
.لا تلمسني .
ضغطت يداه عليها بقسوة يذكرها بفاعليه انها ليست في
وضع يسمح لها باصدار الاوامر .
فتنفست بحده لكنها لم
تحاول الابتعاد فلا طائل من المحاوله .
.اعلم فيما تفكرين
.اتعلم حقا؟
-تفكرين في الهرب من السرير ..
لكن الى اين؟ لن تستطيعي العودة
الى شقتك لانك تعلمين سالاحقك اليها .
وليس لديك المال الكافي لاستئجار غرفة
اخرى.
ودون عمل لن تستطيعي اعالة نفسك ودايفد؟
ام لعلك تتركيه هنا؟
.بالطبع لا .
عضت على شفتها بسرعة ، لكن الوقت فات لتتراجع عما
اعترفت به .
.ماذا ستكسبين بهربك ؟هل سيغير الهرب ما حدث الليلة؟
هل ممكن ان ننسى ان ماحصل قد حصل؟
كان يعلم ما سيكون عليه ردها … فاغعضت عينيها بقوة
لئلا ترى الحقيقة .او تضطر للاعتراف بها .اردف :
.لم يتغيرشيء. ما زال لك الامان اللذى تريدينه لك
وللصبي . كما لك الخلاص من الحاجة والحرمان
ومنزل وملابس محترمة.
-لكن … انظر الى الثمن الذى دفعته!
كان صوتها مختنقا متهدجا في حين ان عينيها مازالتا
مغمضتين تجنبا لصوره هذا الوجه الوسيم …فرد ساخر :
-لكننى لم اكن اعرف هذا حتى الليله . هل كنت تنوين
البقاء عفيفة لطوال حياتك ؟ام كنت تفكرين في شخص اخر؟
وانت تحرمين زوجك من حقه الزوجي؟
.انا لم افكر في الامر قط .
.نحن متزوجان وهذا امر لايمكن تجاهله.
.وانت لن تدعني انساه.
.لا …لن ادعك ابدا لذا توقفي عن رد فعلك الهستيري
الذى لا تشعرين به . كلانا يعلم انك لم تكوني كارهة كل
الكراهية … ولا حاجة للادعاء .
هروبك من هنا لن يحقق
لك شيئا ..نامى الان … ودعي امراة اقدر منك في التمثيل
لتحتل دور الانثى الرافضة الغاضبة .
جاءها النوم السريع الذى حرمها من فرصة التفكير في
الحل البديل . ولم تصح منه حتى الصباح عندما احست
بالشمس تدق ابواب عينيها المفمضتين . . .لكنها احست ان
هناك شخصا اخر معها في الغرفة .
عادت احداث الليلة الفائتة تمر امامها بسرعة ، ففتحت
عينيها مذعورة . . . فركزتهماعلى الوسادة الخالية امامها .
-لقد استيقظت اخيرا .
لكنه كان صوت امراة ذاك الذى سمعته في الغرفة..
فاندفعت تجلس منتصبة ..تجر الاغطية معها . . . وقد طغت
على وجهها حرارة الاحراج فرفعت يدها تدفع شعرها المشعث الى الوراء
ثم سالت سيدة فريغسون :
-كم الساعة الان؟
.تقارب العاشرة . امر مارك بعدم ازعاجك . لكنني ظننتك
بحاجة الى الحمام والى ارتداء ملابسك قبل الغداء سابقى اليوم
ايضا لاعده… فلا تقلقي نفسك به .
.شكرا لك …اين هو دايفد؟
.صحبه مارك هذا الصباح . هل ترغبي في فطورك ؟
.لا… قهوة فقط .
هزت روز راسها وغادرت الغرفة . فلما انزلت قدميها عن
السرير احست نيكول بالم فى عضلاتها .. انها بحاجة الى
نظافة مياه المغطس لتستطيع مواجهة يومها.
انه دائما يسبقها بالتفكير..تركها تنام متاخرة لتعرف عمته انها شاركها الفراش..
بعد الاستحمام ارتدت الثياب ونزلت الى المطبخ
حيث وجدت المراة تحضر الغذاء..
كانت نيكول تحضر اطباق المائدة عندما دخل دايفد عاصفا
عبر الباب الامامي..
صارخا باثارة:
-نوني ..!نوني!
انحنت بسرعة لتستقبل عناقه السريع
وبقيت راكعه لتبقى على مستواه
ابتسمت له ابتسامه ملؤوها الحب وهي تنظر السعادة التي
تكاد تقفز من عينيه.
-اوه نوني كان يجب ان تكوني معنا!
لرؤية الجياد وحظائر الماشية ووجار الكلب
وكل شيء..و..و..
ومارك..سوف يصحبني
لارى الابقار وصغارها بعد الظهر.
ارتفعت عينا نيكول الى
الرجل الواقف وراء دايفد ،عند باب
غرف الطعام..
ثم تقدم الى داخل الغرفة قائلا:
-ساصطحبه شرط الا تعترضي.
فتوسل اليه دايفد:
-ساذهب..الن تاذني لي؟
نظرت نيكول الى مارك وقالت متجهمة:
-وهل سيهمك اعتراضي!
ضاقت نظرته وازرق لون عينيه
حتى بات قاتما…
-اذا كان لديك خطة اخرى فقولي.
تجاهلته متعمدة تحديه
وابتسمت للصبي:
-اذهب واغتسل الان..
سنتحدث عن المسالة عند تناول الغداء.
لكنه تردد وكانه يرغب في وعد فوري..
ثم ركض نحو غرفته فانتصبت نيكول
واقفه ترفع راسها ثم قالت له:
-انت لاتلعب العابك بانصاف.
-انا لاالعب في شيء.
فارتفع صوتها:
-انت تعرف جيدا مااقصد!
كل صبي صغير يحلم بان يكون كاوبوي…
وانت تتعمد ان تظهر لدايفد ان حلمه
يمكن ان يتحقق بالبقاء هنا.
-وهل هناك شيء بشان ارادتك انت في البقاء؟
احست بالم حاد فص صدرها وقد ادركت
داخليا انها قبلت هذا الواقع .
وكان اكتشافا يثير الاضطراب.
فالاعتراف بان كل احتجاجاتها كانت دون طائل ضايقها نفسيا لكنها
لن تذكره امامه.
رغك افتقار مارك الى الاحساس .
كان قويا.
وفي المدة التي عرفته بها تعلمت كيف
يمكن الاعتماد على رجل يتخذ هو القرارلذا
وبينما كانت تلعن ضعفهاقررت ان لاتكشف
هذا الضعف امامه…
فلتتركه يعتقد انها في يوم من الايام
ستهرب منه..اذ ربما يوما
ستجد القدرة على ذلك.
لكنه كان ينتظر ردا على سؤاله:
-اريد ردا نيكول؟
عندما لم ترد وبدت تسير مبتعدة..
اطبقت اصابعه على ذراعها ..
كانت قساوة قبضته كالكلاليب..
فتذكرت تجاوبها معه فحاولت
جذب ذراعها منه تقول بغيض وكره:
-لاتلمسني!
عندما فشلت..ارتفعت يدها الاخرى
تصفع وجهه..
لكن حركتها توقفت في الهواء وسقطت ي قبضته،ثم لوى يدها الى ماوراء
ظهرها فالتصقت به مقطوعة الانفاس
من جراء الحركة المفاجئة،
فقالت بصوت ناعم:
-انت حيوان مقرف!
قضحك بسعادة وسخرت منها عيناه:
-وانت قطة متوحشة!كم امتعني
ترويضك ليلة امس.
-اتركني!اكرهك!لااريدك ان تلمسني!
سمعا حركة وراء مارك.
فظنت نيكول ان دايفد قد عاد لكن وجهها
التهب حرجا عندما شاهدت دوغلاس
وحاجبيه المعقودين دهشة…
يتردد في الدخول ايقاطعهما ام يغادر
الغرفة قبل ان يلاحظا وجوده؟..
التفت مارك ليرى سبب ذهولها..
فلاحظت نظرة التحدي التي رمق بها
دوغلاس وكانه يتحداه ان يتدخل.
ثم عادت نظرتها من جديد الى دوغلاس فوجدت المرح وقد طغى على ااساريره
وحلت البسمة مكان التهجم…
ثم قال وهو يتقدم ليدخل غرفة الطعام:
-اول خصام لكما..هيه؟
سمعت ان هذا اول دليل على ان
شهر العسل قد انتهى.
التفت مارك الى نيكول ليقول لها
بصوت لايصل الى
مسامع دوغلاس:
-هل تودين الهرب الى منزل امك؟
بقي مارك ممسكا بذراعيها الى الوراء….
فراحت تجذب نفسها مبتعدة…
متجاهلة استهزائه بها…
-علي ان اساعد السيدة فريغسون.
كام عذرا ضعيفا ولكنه الوحيد الذي
استطاعت التفكير فيه.منتديات ليلاس

*******
انتهى الفصل

السابق
رسالة اعتذار تعبير اول ثانوي
التالي
اناشيد افراح اسلامية