عملي هو التدريس باجر. وزوجي كان اخا لاحدى تلميذاتي، ثم تقدم لخطبتي. تقدم الي وهو يعلم انني اقبض من الاهالي ثمن نجاح اطفالهم. وتزوجنا وانا في العمل نفسه، وانجبت ابنتي ’امنية‘ وانا في العمل نفسه.
زبائني نوعان، نوع يحاول ان يوفر الممكن لابنائه، وهؤلاء هم الاغلبية، وهم يرسلون الي اطفالهم لارصهم متراكمين في بدروم البناية والقنهم الدرس لقاء اجر زهيد. والنوع الثاني يحلمون بمستقبل مشرق لابنائهم، وهذا النوع نادر جدا، يستدعونني الى منازلهم لاشرح الدرس لاطفالهم في اجواء مريحة وامنة، حيث اكون تحت اسماعهم وابصارهم وجيوبهم ايضا، وهؤلاء رغم قلتهم يشكلون مصدر دخلي الحقيقي.
’عمرو‘ الذي سيصبح محاميا مقداما مثل والده وجده وخاله وعم والده، يواجه صعوبة جمة في استيعاب دروس اللغة العربية. استدعتني والدته لاقدم لهم خدماتي في فيلتهم الجميلة بالحي الراقي.
فيلا ’عمرو‘ لها حديقة. صحيح انها ليست ممتدة على مرمى البصر، ولكنها خضراء مشمسة. ’امنية‘ ابنتي لم تدخل حديقة طوال سنوات عمرها الخمس؛ حضانتها شقة في البناية المجاورة لبنايتنا، نزهتها تكون زيارة لشقة ابي او لشقة حماي، حياتها مجموعة تحركات بين شقق. فيلا ’عمرو‘ لها حديقة خضراء مشمسة، تزورها الفراشات في الربيع، وتصدح بها الطيور طوال العام. في كل مرة ازور فيلا ’عمرو‘ امرق مسرعة من الحديقة ؛ خيفة ان اضعف واستلقي بظهري على العشب. احلم بملامسة العشب ومواجهة الشمس، ولو لدقيقة واحدة، اتمنى ان اجد مكانا يسع اسرتي الصغيرة لنركض فيه معا ونمرح معا، اريد ان اعلم ابنتي حب الطبيعة.
انا مدرسة باجر. يتهمني البعض بانني ابيع العلم، ولكنني في واقع الامر ابيع الاحلام. ابيع الاحلام لكل من يملك الثمن، ولكنني لا اجد من يبيعني حلمي.