افضل مواضيع جميلة بالصور

بحث عن بطليموس الاول

يطلق عليه ايضا ( سوتير ) ( المنقذ ) ، وهو مؤسس اسرة البطالمة .
يخيم على اصل بطلميوس (Ptolemaios) ظلام كثيف افسح المجال لنسج كثير من القصص حوله ، لكن المؤكد عنه على الاقل ان ابويه يدعيان لاجوس (Lagos) وارسينوي (Arsinoe) واخاه يدعى منلاوس (Memelanos) ، وانه تربى في قصر فيليب الثاني مع فتيان القصر (Basilikof Paides) مما يؤيد انه كان سليل احد الاسر النبيلة ، ويفسر ما نشا بينه وبين الاسكندر من صداقة يرى بعض المؤرخين ان متملقي ملك مصر قد بالغوا في الاشادة بها .
و بطلميوس قد ظاهر الاسكندر في النزاع الذي نشب بينه وبين ابيه ، واذا كان ذلك قد اثار عليه نقمة فيليب الثاني فانه اكسبه عرفان الاسكندر وتقديره فجعله من المقربين اليه .
وقد كان بطلميوس يكبر الاسكندر في السن باكثر من عشر سنوات ، اذ كان يبلغ حوالي الثالثة والثلاثين عندما بدات حرب الاسكندر الاكبر ضد الفرس ، وحوالي الرابعة والاربعين عندما اقيم واليا على مصر .
ويصور بطلميوس على نقوده براس ذات جبهة عريضة عالية ، وحاجيين بارزين ، وعينين غائرتين ، وانف اشم ، وشفتين حازمتين ، وذقن قوى ، وهي كلها ملامح تنم عن النشاط والقوة ، وتشف عن اصل عريق وروح حربي ، وتتمثل فيها عظمة طبيعية خالية من التكلف .
وقد سبر بطلميوس غور الحروب في ميادين شتى ، اذ انه من المحتمل جدا ان عرفته ساحات بلاد الاغريق وضفاف الطونة ، في اثناء الحملات التي قام بها الاسكندر في اوربا لوضع الامور في نصابها قبل ان يهاجم الفرس .
وزاع صيته عام 331 ق.م عند الاستيلاء على الممر الفارسي المنيع ، الذي يعرف باسم “الابواب الفارسية” حيث كان يقود قوة تتالف من 3000 محارب ، وهي قوة هامة في جيش قوامه 30.000 رجل تقريبا .
وفي خريف عام 330 ق.م رقي الى هيئة السبعة ، التي كانت تحيط بالاسكندر وتؤلف حرسه الخاص ومجلسه الاعلى ، ومنذ ذلك الوقت عهد اليه بمهام خطيرة ، اظهر في مضمارها حزما نادرا ، وفي ازماتها هدوءا غير عادي ، وفي مواقفها شجاعة جديرة بالاسكندر نفسه .
ويبدو لنا انه قد كان لبطلميوس دائما مكانة سامية في نفوس الجنود ، فقد كانوا يبادلونه الحب والاحترام ، ويحسون فيه ما احسوه في انفسهم من التمسك الشديد بالتقاليد المقدونية وراء العادات الجديدة التي طغت على الاسكندر وبعض رفاقه في اثناء الفتوحات الاسيوية .
حقا لقد كان بطليموس وفيا ومطيعا لمليكه الى اقصى حدود الوفاء والطاعة ، لكنه لم يذعن على الاطلاق الى الدافع الذي استهوى الاسكندر نحو الشرقيين .
واذا كان بطلميوس قد صدع للامر الملكي وتزوج ارتاقاما (Artacama) ابنة الوالي الفارسي ارتاباتزوس (Artabazus) عندما تزوج الاسكندر نفسه في ربيع 324 ق.م من بارسيني ابنة دارا الثالث ، وامر ثمانين من رفاقه باتخاذ زوجات فارسيات ، واقام حفلا عاما لكل المقدونيين والاغريق الذين كانوا قد اتخذوا زوجات شرقيات وقدم لهم هدايا مناسبة ، وكان عددهم يبلغ 10.000 وفقا لرواية اريانوس ، و9000 وفقا لرواية يلوتارخ ، فلا شك في ان بطلميوس لم يستبق زوجته الشرقية بعد وفاة الاسكندر .
وقد كان اسراف الاسكندر في القصف واللهو غريبا عن طباع بطلميوس ، الذي حاول دون جدوى تفادي وقوع حادث محزن ليلة شرب الاسكندر حتى ثمل هو وبعض الرفاق ثم نشب خلاف بينه وبين صديقه الحميم قلايتوس (Cleitos) ، وقد افلح بلطميوس اول الامر في اخراج قلايتوس من القاعة لكن هذا التعس ، وقد تملكه الغضب ولعبت الخمر بلبه ، عاد اليها ثانية يتحدى الاسكندر ، فطعنه الاسكندر طعنة نجلاء .
ويبدو جانب اخر من صفات بطلميوس في مذكراته ، ويحتمل انه كتبها في شيخوخته ، وتتجاوب اصداء هذه المذكرات فيما كتبه اريانوس (Arrianos) في القرن الثاني الميلادي . حيث يذكر هذا المؤرخ بانه اختار بطليموس مرجعا له كما اختار اريستوبولوس (( Aristobulos ايضا ، لان كليهما رافق الاسكندر ، ولان بطلميوس بوصفه ملكا كان يشينه الكذب اكثر مما يشين اي رجل اخر .
ويبدو ان بطلميوس كان فيما كتبه رجلا عسكريا قبل كل شيء ، شغله الشاغل هو عرض تفاصيل مستفيضة للاعمال الحربية والمعارك ، وشرح الدور الذي لعبه الضابط والجنود .
ويمتاز بطلميوس فيما كتبه بميله الى الملاحظات الواقعية ، وبرغبته في القضاء على القصص وفي ايفاء كل ذي حق حقه وفي اظهار الاسكندر كما كان في ثوبه الحقيقي .
واذا كان كتاب اريانوس ابعد من ان يعطي صورة شاملة عن بطلميوس ، فان اعمال هذا العاهل تتكشف عن عبقرية سياسية ذات دهاء وصبر وحزم ، ويشيد اريابوس برقته ، التي جعلته يعجز عن ان يامر باتخاذ اجراءات قاسية بل دموية .
ولما كانت تلذ لبطلميوس صحبة العلماء والادباء ، وكان قد فطن الى انه بقدر ما كانت القوة ضرورية للذود عن حياض دولته كانت رعاية العلم والفن انجح وسيلة تكسبه وسلالته المجد والخلود ، فانه اخذ يدعو الى الاسكندرية الكثيرين من شعراء الاغريق وادبائهم وفلاسفتهم وقنانيهم ، وكان في طليعة ضيوفه دمتريوس الفليرى، ويحتمل انه هو الذي اوحى الى بطلميوس بانشاء دار العلم والمكتبة .
وكانت تلذ له ايضا مخالطة النساء ، فقد كانت له حظيات كثيرات لعل اشهرهن كانت سيدة اثينية تدعى تاييس (Thais) وحوالي عام 322 ق.م عقد بطلميوس مصاهرة سياسية مع القائد الكبير انتيباتروس بزواجه من يوروديقي (Eurydike) ، ابنة هذا القائد ، وانجبت هذه السيدة لبطلميوس ابنتين وابنين على الاقل ، ويرجح ان اكبر هذين الابنين هو الذي لقب فيما بعد باسم قراونوس (Keraunos = الصاعقة) .
وحوالي عام 316 ق.م تزوج بطلميوس للمرة الثالثة وانما بدافع الحب من برنيقي (Berenike) ، وكانت سيدة مقدونيا اتت الى مصر في حاشية يوروديقي وسبق لها ان تزوجت وانجبت من زوجها الاول ثلاثة اولاد ، وقد انجبت برنيقي من بلطميوس طفلين ، هما ارسينوي وبطلميوس ، الذي اصبح فيما بعد بطلميوس الثاني ، ويحتمل ان فيلوترا (Philotera) كانت ايضا ابنة برنيقي من بطلميوس الاول . ولم تكن لبطلميوس الاول ، قبل زواجه الثالث ، زوجات شرعيات في مصر عدا يوروديقي .
ولا تذكر المصادر القديمة هل طلق بطلميوس يوروديقي قبل زواجه من برنيقي ، ام انه استبقاها بعد هذا الزواج ، لكن المذكور في المصادر التاريخية انه باستثناء بطلميوس الثامن يورجتيس الثاني ، لم يكن لاحد من خلفائه اكثر من زوجة شرعية واحدة في وقت واحد ، وفقا للعادة المتبعة بين الاغريق ، بيد ان تعدد الزوجات كان شائعا فيما يبدو بين ملوك مقدونيا قبل عصر الاسكندر ، بل انه كان لاثنين من ملوكها في العصر الهيلنيسي ، وهما دمتريوس الاول وبوروس (Pyrrhos) اكثر من زوجة واحدة في وقت واحد .
فهل احترم بطلميوس العرف السائد بين الاغريق ، ام ان نعرته المقدونية دفعته الى مسايرة ملوك مقدونيا ؟
والشواهد التي يستخلص منها ان بطلميوس الاول عندما حط رحاله في مصر تزوج سيدة مصرية لا تبرر مثل هذا الزعم . ولو صح ذلك لكان معناه ان بطلميوس اقتفى اثر فراعنة مصر القدماء الذين اسسوا اسرا جديدة بالزواج من سيدة وطنية يتصل اصلها بملوك البلاد الاصليين ، وذلك ليصبغ حكمه بصبغة شرعية في نظر المصريين ، لكن الراجح انه لم يفعل ذلك بل انه لم تكن له حظية مصرية ، فقد سلف القول ان تاييس كانت اثينية ولم تكن مصرية .

  • 5 ابتدائي اءمال بطليموس الاول
  • بحث عن بطلميوس الاول
  • اهم اعما ل بطليموس الاول
  • اهم اعمال بطليموس الاول
  • بحث عن بطليموس الاول
السابق
فوائد العسل الاسود واستخداماته
التالي
اغنية طيور الجنه بابا لا توصيني انت الي مربيني