افضل مواضيع جميلة بالصور

هل عدم الزواج للمراة حرام

 

 

وبركاته.
قررت عدم الزواج لهذه الاسباب
1/ البلد الذي اعيش فيه لا اضمن انني استطيع ان اربي فيه اولادي تربية صحيحة، والشواهد عندي كثيرة جدا (ارى واسمع قصص وروايات)، طبعا لا تستطيع ان ترمي بابنك او ابنتك في البحر مقيدا ثم تقول له اياك ثم اياك ان تبتل بالماء، بلدي الاصلي اسوا من هنا، لا ادري شيخي الكريم ان كنت تعلم هذا ام لا ( ارتيريا)..
2/تكاليف الزواج غريبة عجيبة لا تحتاج الى تفصيل.
3/ اقسم بالله العظيم لم ار السعادة في وجوه المتزوجين بل العكس.
4/اسرتي الفقيرة الكبيرة العدد حفظهم الله وهم في حاجة الى مساعدتي بعد الله عز وجل.
عمري 32 عاما، احيط نفسي بصحبة طيبة، اغض بصري قدر المستطاع، احيانا استمني؛ لكنني احب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- واحب كل اهل السنة والجماعة.
اخيرا شيخي الفاضل توصلت الى هذه الفكرة (عدم الزواج مطلقا). السؤال: هل هذا حرام ان الشخص يقرر عدم الزواج مطلقا؟ علما ان شيخ الاسلام ابن تيميه لم يتزوج، وكذلك الامام النووي رحمهم الله. هذا، وجزاكم الله كل خير.

الجواب

الحمد لله وحده، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فهذا الحل او هذه الفكرة التي توصلت اليها غير مجدية؛ لانك كالمستجير من الرمضاء بالنار، فهذه الغريزة الجنسية لا تستطيع ان تطفيء لهبها بهذه العادة السرية؛ لانها في الواقع لا تزيدك الا شوقا نحو تلك اللذة، ولذا فانه لا يمكن ان تطفيء هذه الشهوة او الغريزة الا بما يوافق الطبيعة التي طبع الله الناس عليها، وذلك بالزواج وحسب، ولا بالرهبانية او بالسبل الاخرى المنافية للفطرة، ولذا انكر النبي –صلى الله عليه وسلم- على ذلك الصحابي – رضي الله عنه- الذي قال: “لا اتزوج النساء”، بقوله: “ما بال اقوام قالوا كذا وكذا، ولكني اصلي وانام، واصوم وافطر، واتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” والحديث مخرج في الصحيحين البخاري (5063)، ومسلم (1401) من حديث انس بن مالك – رضي الله عنه – ثم اخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر ان الذي يطفئ هذه الغريزة هو اتيان الزوجة، فقال: “ان المراة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فاذا ابصر احدكم امراة فليات اهله، فان ذلك يرد ما في نفسه” اخرجه مسلم في صحيحه (1403)، واوله: ان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- راى امراة، فاتى امراته زينب وهي تمعس منيئة لها – اي وهي تدلك جلدا لها- فقضى حاجته، ثم خرج الى اصحابه –رضي الله عنهم- فقال: “ان المراة تقبل…” الحديث، وقد علق النووي على هذا الحديث في شرحه على صحيح مسلم(9/178-179)، فقال: قال العلماء: (انما فعل هذا بيانا لهم وارشادا لما ينبغي لهم ان يفعلوه، فعلمهم بفعله وقوله…) ا.ه.
هذا اذا قدر على مؤن النكاح، فان عجز عن مؤمن النكاح ونفقاته فقد ارشد نبينا –صلى الله عليه وسلم- الى ما يطفئ هذه الغريزة بالوسيلة المباحة والناجعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فانه اغض للبصر، واحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فانه له وجاء” اخرجه البخاري(4779)، ومسلم(1400) من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه-.
قال الحافظ ابن حجر تعليقا على هذا الحديث كما في الفتح (9/112): “واستدل به بعض المالكية على تحريم الاستمناء؛ لانه ارشد عند العجز عن التزويج الى الصوم الذي يقطع الشهوة، فلو كان الاستمناء مباحا لكان الارشاد اليه اسهل” ا.ه.
بقي ان نقول: اذا كان المجتمع الذي تعيش فيه يعج بالفساد والمغريات والفتن، فهاجر منه الى بلد اخر تامن فيه على نفسك، وعلى اولادك، ولا يكن هذا الامر عائقا لك عن الزواج، لا سيما وانت خائف للعنت، وواقع في ورطة الشهوة، وقد قرر عامة اهل العلم، ان النكاح واجب على من هذا حاله اذا كان قادرا عليه، كما افاده ابن قدامة في المغني(9/341)؛ لان المسلم يجب عليه ان يعف نفسه، ويصونها عن الحرام، ولتكن قدوتك حبيبك محمدا – صلى الله عليه وسلم-، فهو الاسوة، وهو اخشانا لله واتقانا له، لا شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمه الله- ولا غيره من علماء الدين والملة، علما بان اولئك الائمة، ما تركوا النكاح رغبة عنه ولا زهدا فيه، وانما لان احدهم كان مثقل الظهر بهموم العلم والدعوة والجهاد، ولهذا لما سئل شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى(32/5)، عن شاب او رجل اصابه سهم من سهام ابليس المسمومة- في اشارة الى الوقوع في الشهوة المحرمة- فاجاب: (من اصابه جرح مسموم فعليه بما يخرج السهم ويبرئ الجرح بالترياق والمرهم، وذلك بامور: منها: ان يتزوج او يتسرى؛ فان النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: “اذا نظر احدكم الى محاسن امراة فليات اهله؛ فانما معها مثل ما معها” رواه الترمذي (1158) واصله عند مسلم (1403)، من حديث جابر – رضي الله عنه -، وهذا مما ينقص الشهوة، ويضعف العشق.
الثاني: ان يداوم على الصلوات الخمس، والدعاء، والتضرع وقت السحر، وتكون صلاته بحضور قلب وخشوع، وليكثر من الدعاء بقوله: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلبي الى طاعتك وطاعة رسولك” فانه متى ادمن الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك، كما قال تعالى: “كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين…” [يوسف:24] ا.ه.
واما قولك – ايها السائل الكريم-: (لم ار السعادة…) فهو غريب وربما لم تحظ – كما حظي غيرك- برؤية زوجين ينعمان بحياة زوجية سعيدة، وحسبنا قول نبينا –صلى الله عليه وسلم-: “خير متاع الدنيا المراة الصالحة” اخرجه مسلم(1467) من حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما- وقوله صلى الله عليه وسلم ايضا: “لم ير للمتحابين مثل النكاح” اخرجه ابن ماجة في سننه(1847)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة(2/94) “هذا اسناد صحيح، رجاله ثقات” ا.ه.
وقد علق على هذا الحديث ابن القيم – رحمه الله – في كتابه الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي(ص364-367) بقوله: “فنكاح المعشوقة هو دواء العشق الذي جعله الله دواءه شرعا وقدرا، وبه تداوى داود – صلى الله عليه وسلم-… ولا ريب ان النبي –صلى الله عليه وسلم- كان قد حبب اليه النساء، كما عند النسائي (3939) واحمد (11884) عن انس – رضي الله عنه- عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: “حبب الي من الدنيا النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة…”، وهذا خليل الله ابراهيم امام الحنفاء – صلى الله عليه وسلم- كان عنده اجمل نساء العالمين، واحب هاجر وتسرى بها، وهذا سليمان – عليه السلام- كان يطوف في الليلة الواحدة على تسعين امراة، وقد سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن احب الناس اليه؟ فقال: “عائشة” رواه البخاري (3662) ومسلم (2384) من حديث عمرو بن العاص – رضي الله عنه – ، وقال عن خديجة “اني قد رزقت حبها” رواه مسلم (2435) من حديث عائشة – رضي الله عنها-، فمحبة النساء من كمال الانسان، قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: “خير هذه الامة اكثرها نساء…” رواه البخاري (5069) ا.ه. هذا، والله –تعالى- اعلم واحكم.

السابق
غرائب البشر 2024
التالي
علامات دخولك الشهر التاسع