افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية خادمة القصر

‏”تاك تاك تاك،اسمع اصوات اقدامهم التي تثير الذعر في قلبي المرعوب،وكان قلبي دمية في ايديهم،يحركونها باصابع الرهبة والقوة التي يعرفون انها تسيطر علي،اكاد ان اقسم ان قلبي سيتوقف اذا استمر في الدق بهذه السرعة،بالكاد استطيع التقاط انفاسي،اغمض عيني محاولة ولو للحظات ان ارسم في خيالي تلك اللوحة التي ابدع في رسمها عندما ياخذني عقلي في رحلة الي جحيم خيالي المتوهج الممتلئ باشباح مخاوفي ،تلك الرسمة التي اتمني ان تتحقق،رسمة الحب والامل ،السماء الوردية كما كانت تغني الفنانة سعاد حسني،”الحياة بقي لونها بنبي”

غريب اليس كذلك!

ان تغمض عينيك للحظات وتدرك ان حياتك كلها مجرد اكذوبة في بحر الخداع التي تلقبه بعالمك والذي لاسباب مجهولة يتغير من حين لاخر .

“يخرجني من افكاري صوت اقدامهم التي اخذت تقترب مني اكثر واكثر وهم يتحدثون بلغة انا بالكاد استطيع ان افهمها،اعتقد انها مزيج من اللغة الفرنسية ولغة اخري اجهلها،استنشق نفسا عميقا واضع يدي علي فمي لامنع خروج اي صوت يفسح عن مكان اختبائي،انتظر في خوف وترقب لخطوتهم التالية،احاول دائما ان اكون اذكي قليلا منهم ولكني لا استطيع،تاك تاك تاك

اقترب الصوت كثيرا الان وكانهم…..!

يا الهي،انهم خلف الباب،اسمع صوت شخص يخفض صوته الي همس وصوته غليظ لدرجة ان حتي همسه يشعرني وكان شخص قد التف بجسده حولي وحاول ان يطارد كل شعور قد شعرت به من امان ،اضم حقيبتي الي صدري بقوة وابتعد قليلا ببطئ عن الباب وكانه سوف يتحول الي وحش في اي لحظة ويفترسني،اتراجع شيئا فشيئا حتي اصطدمت بالباب الخلفي وفقدت اصواتهم لعدة لحظات ،استدرت بسرعة وفتحت الباب،ولكن لسوئ حظي الذي لطالما اشتهرت حياتي به،اصدر الباب صوت طفيفا ولكنه كان مسموع برغم ذلك،سمعت صوت احدهم يهمس بقوة ،وفي تلك اللحظة ،توقف كل شئ من حولي وتوقف قلبي عن النبض المتراكم فوق بعضه،في الحقيقة لقد توقف كليا،لم يكن امامي الا خيار واحد لكي اخرج من تلك الورطة،وحينها فعلت كما افعل طوال حياتي،فتحت الباب علي مصرعيه وركضت باقصي ما تستطيع ارجلي ان تحملني عليه،سمعت صوت طلقات النيران تحيط بي من كل مكان،ولكني لم اتوقف للحظات،فقد جريت وكان حياتي تعتمد علي ذلك ،وهي في الحقيقة كانت بالفعل تعتمد علي ذلك،اخذت طلقات النيران تشكل وميضا رعديا من حولي،واخذت الارض تهتز من تحت اقدامي وكانها ترتجف من شدة الخوف،وصلت الي بوابة القصر وعندما كنت علي وشك الالتفات قبل ان تغلق البوابة،شعرت بالم شديد في يدي كاد ان يسقطني علي اقدامي لاتوسل اليهم حتي يتوقفوا ولكن ذلك الالم دفعني الي الاسراع الي البوابة قبل ان تغلق والا سينتهي كل شئ وبما في ذلك قصة حياتي التعيسة،تبقي عدة خطوات فقط،يجب ان اصل الي البوابة……….

وبالفعل وصلت الي البوابة في اللحظات الاخيرة،وسرت باقصي سرعة وانا اشعر ان قلبي الضعيف يحتضر من الخوف،وافكاري تصرخ في راسي كالنساء المذعورات تصحن في راسي المتعب الي ان شعرت بانني سافقد الوعي،اعلم ان البوابة لن تعيقهم كثيرا وان اعاقتهم لن يكون ذلك لفترة طويلة فقد اوشكت القصة علي الانتهاء،وصلت الي الشارع الرئيسي ،وقد ادركت ان هذا هو الشارع الرئيسي لان فجاة احاطت بي اضاءة السيارات من كل مكان،وعندما وقفت في مكاني في هلع لا اعرف ما افعل،عرفت حينها انني ساموت،ولكن كم تمنيت الا تنتهي حكايتي بهذا الشكل بعد صراع دام عمر باكمله،سمعت صوت السيارات المتصارعة في سباق السرعة من حولي ولكن الذي اخرجني من حالة اللا وعي الجزئي هو صوت سيارة تقترب شيئا فشيئا،نظرت تجاه الصوت ولاحظت سيارة تقترب مني بسرعة كبيرة،وللحظات توقف صوت الشارع واختفي ضوء النهار،وبقت انوار السيارات وكانها مصابيح موجهة حول جسدي لتعلن نهاية مسرحية حياتي المؤسفة،فتحت فمي لاصرخ ولكن السيارة قد اقتربت كثيرا ،وفجاة انزل الستار واعلن قدري نهاية المسرحية،وتحول كل ضوء امل في حياتي الي عتمة الياس وظلمة الاقدار،الذي لم اعرفه حينها هو ان تلك اللحظة لم تكن نهاية مسرحية حياتي،المشكلة انني ادركت لاحقا ان قصة حياتي لم تبدا بعد.

“فلاحكي لكم حكايتي من البداية،ولكن اتمني ان يتوقف عن قراءة القصة من يخاف الظلمة كالطفلة التي عانت كل حياتها من البقاء في ظلمة الواقع الاليم،من يخاف كل الخوف من اناس ملثمين يخترقون المنازل الهادئة الساكنة في منتصف الليل ليقتلوا اناس ابرياء لا يعرفوهم فليبتعد ويقفل القصة قبل ان تبدا الحكاية،انا همسة،في التاسعة عشر من عمري،حكايتي غريبة عجيبة تشبه الحكايات الاسطورية التي لطالما اشتهرت العصور الوسطي بها،ولكن بالاخص ،حكايتي تشبه حكاية سندريلا،الخادمة الجميلة التي تزوجت الامير بعد صراعها الشاق مع زوجة والدها وشر ابنائها،ولكن في الحقيقة هو ان حكايتي تشبه حكاية سندريلا في شئ واحد فقط وهو انني خادمة ،ومهما تعاقب الزمان علي ساظل خادمة ،خادمة القصر العملاق،انا لست جميلة بالمرة،لطالما كانت ملامحي تزيد عن الحد،شعري اطول مما يجب ان يكون بشرتي افتح مما يجب ان تكون،جسدي ممتلئ عن باقي الفتيات،حتي عيناي ،لطالما كان لونهم البني اكثر الي السواد منه الي اللون البني،انا لست قبيحة فانا لا اؤمن بقبح الشكل لان في اعتقادي ان الله لا يخلق شيئا قبيحا،ولكن القبح هو قبح النفس التي تعكس قبحها علي الوجه فتظهر معالم الكره والجبروت المختباة في نفوس البشر في اعينهم،ولكني اعلم انني لست جميلة كبقية الفتايات،ولماذا اكون جميلة وحياتي لا تشبه حياة اي فتاة عادية،كما ان اميري لن ينظر الي للحظات خافتة مسروقة من الزمان فقط ولاني خادمة القصر ،وكي لا اكثر في الكلام فلنبدا في سرد القصة.

“لقد بدا كل شئ مع والدتي التي كانت تعمل في قصر رجل غني جدا جدا،لطالما شعر عقلي الصغير بان هذا القصر اكبر من الكون كله،فقد كان اية في الجمال،لوحة مرسومة بادق وارقي التفاصيل،كم كنت اعشق حديقة الزهور والاشجار التي كانت تحيط بالمكان من كل اتجاه،فقد كنت اجري واجري وكاني سيدة العالم،في تلك اللحظات فقط كنت اشعر انني صاحبة هذا المكان الرائع،في تلك اللحظات فقط كنت انسي انني ابنة الخادمة سارة التي كان يعشقها صاحب القصر الفسيح،لم اكن اعلم ذلك حينها ،كما انني لم اكتشف ان والدتي كانت تعشق صاحب القصر الذي كان مثل قصره،اكبر من الحياة كلها،لم اكتشف ذلك حينها لان عقلي الطفولي لم يفكر في اشياء مثل ذلك ولكنني بالفعل كنت اتساءل عن والدي ولماذا لا استطيع ان العب معه مثل باقي الاطفال،واحيانا اخري كنت اتساءل ايضا لماذا كان صاحب القصر يحب ان يلعب معي كثيرا ليضحكني،وان يتحدث مع والدتي فيبكيها،كنت اذكر دموعها التي تنهمر علي خديها الناعمتين الورديتين ،وهي تبكي وكانها تتالم من صميم قلبها ،كانت امي من اجمل السيدات التي وقعت عيني عليها حتي هذا اليوم،لم تكن تشبه سندريلا بل كانت اكثر منها جمالا ،فقد كان شعرها الاسود يلمع في ضوء النهار وعيونها البنفسجية يغطيها بريق من تبر الذهب الخالص،ضحكتها تزينها لؤلؤة تلو الاخرى متراصة بجانب بعضها البعض،اقسم احيانا انني لا زلت اسمع صوت ضحكتها في اذني عندما افكر بها،لم اكن انا الوحيدة التي كانت تعتقد ذلك بل صاحب القصر ايضا،فلطالما سمعته وانا صغيرة وهو يلقبها بكلمات لا اسمعه يقولها الا لزوجته واطفاله،ولطالما اشعرني ذلك ببعض الاضطراب والاستغراب،مرت السنوات حتي اصبحت في التاسعة من العمر،وقد اقتربت كثيرا من صاحب القصر كان دائما يتحدث الي ويترك لي ابتسامة مخباة في جيوب روحه التي اكتشفت انها مملوءة بالطيبة والامان،كان دائما يمسح دموعي عندما ابكي مثل اطفاله،اتذكر مرة في يوم من الايام انني قد طلبت من والدتي ان تشتري لي لعبة مثل لعب الاطفال التي كانت تملئ القصر،ولكنها قد بكت واخبرتني انها لا تستطيع لان الاموال التي معها لن تكفي،حينها مسحت دموعها بيدي واخبرتها انني لا اريد شيئا علي الاطلاق،واسرعت الي الحديقة الخلفية للقصر لالعب مع اصدقائي الزهور،وسرعان ما وصلت الي مكاني المعتاد الي ان انهمرت دموعي بقوة لانني لست مثل باقي الاطفال،اتحدث الي نفسي لانني ليس لدي اصدقاء وحتي صاحب الكثير فكثير من وقته يقضيه في العمل ومع ابنائه وزوجته،وبكيت حينها لانني ليس لدي اب يضمني الي صدره عندما ابكي كما يفعل صاحب القصر مع اطفاله الصغار،وفجاة ظهر صاحب القصر من العدم وجلس امامي علي الارض وحملني حتي جلست علي فخذه وضمني الي صدره بقوة،اخذ يهمس بكلمات لا اتذكرها ولكني اتذكر كم اشعرتني بالحب والسكينة في قلبي المكلوم،ضممته بقوة محاولة ان انسي الامي وبكيت كل معاناتي في عنقه وانا احاول ان اختبئ في صدره الحديدي،بكيت الا ان اصابني الصداع في راسي وجفت دموعي تماما،وحينها سالني صاحب القصر عن سبب بكائي،فاخبرته بما حدث،فحملني بعد ذلك بين يديه واخذني في سيارته الي مكان كبير جدا مليئ بالالعاب وطلب مني ان اختار اي شئ اريده،وعلي الرغم من اعتراضات امي الا انني حصلت علي العابي في النهاية وكان ذلك اسعد يومي في حياتي ،ولكن الجزء القادم من حكايتي هو الجزء التي ستنقلب في حياتي راسا علي عقب فانصتوا بحذر.

في يوم من الايام استدعاني صاحب القصر الي غرفته وطلب مني ان اقفل الباب بالمفتاح وان اتي الي سريره.دخلت بحذر وفعلت كما امرني دون اعتراض وعندما اقتربت من سريره مد يده وحملني حتي ضمني الي صدره بقوة،قبل راسي بحنان ووضع راسي علي كتفه ،علي الرغم من انه لم يكن والدي الا ان قلبي الصغير كان يتعلق به وكانه حبل النجاة والمامن الوحيد من العالم المخيف المليئ بالوحوش والتنانين التي تحرق قريتي الصغير كلما ابتعدت قليلا عنه،ضممته بقوة بيداي الصغيران وقبلت خده برفق،فجاة اخرج صاحب القصر شيئا من جيبه موضوع في علبة واعطاها الي

صاحب القصر:ايه رايك في العلبة دي؟

انا:حلوه بس هو ايه الي فيها

ابتسم صاحب القصير قليلا وفتح العلبة وسقط فمي علي الارض معها من جمال ما بداخلها،عقد مغطي بالالوان اللامعة وفي منتصفه شكل مفتاح متوسط الحجم بدا وكانه مصنوع من الذهب،نظرت اليه بتعجب ومددت يدي لاغرق اناملي الصغيرة في ضوء البريق الخافت المنعكس عما بداخل العلبة،نظرت اليه فجاة قبل ان المسها محاولة ان استاذنه،ولكنه ابتسم لي ابتسامة لم يستوعبها عقلي الصغير،واخرج العقد من الحقيبة ووضع حول عنقي،نظرت اليه في دهشة وتعجب

انا:دة ليا انا؟؟؟؟

ابتسم صاحب القصر مرة اخري وهز راسه بالموافقة:اها ،دة بتاعك بس انا عايزك توعديني وعد

انا :حاضر حاضر

اختفت ابتسامته قليلا وقال في جدية اخافتها حتي الصميم:اوعديني ان محدش يعرف ان العقد دة معاكي مهما حصل،وانك متقلعهوش ابدا

انا في استغراب:ليه اكيد ماما هتشوفه

صاحب القصر ابعد نظره عن عيناي قليلا وقال:مامتك بس هي الي لازم تعرف وبس

انا :حاضر اوعدك

عادت ابتسامته الوسيمة مرة اخري ونظر الي في حب لم افهمه بالمرة ولكنه ضمني الي صدره مرة اخري بحنان اشعرني وكاني ملكة العالم كله في لحظات.”

“ومن هنا بدات حياتي في الانقلاب وقبل ان افهم كليا ما يحدث،هب اعصار الزمن القاتل وحطم سفينة احلامي الامنة تماما ،وتركني لكي اغرق في كوابيس هواجسي المختنقة،لم يمر من الزمن الكثير الا وان حلت تلك الكارثة التي هزت قلعتي الصغيرة حتي الصميم الي ان بقي من الرماد فقط،رماد ما كان وحسرة ما لن يكون،كنت جالسة في غرفتي انتظر والدتي حتي تاتي لتقبلني مثل كل ليلة ولكني فجاة سمعت صوت انفجار شديد لدرجة ان صافرة غريبة احتلت اذناي الصغيران ولم اشعر بشئ الا ذلك الصفير المزعج في راسي،ولكن سرعان ما اختفي ذلك الشعور المتبلد وعاد الي الشعور بقلبي الذي سيتوقف من الخوف،سمعت صرخة تدوي في كل اركان المنزل ولم اشعر بقدماي وهما ياخذاني الي مصدر الصوت،اعلم تلك الصرخة،اعلم ذلك الصوت،اتجهت نحو غرفة والدتي ولكني لم اجدها،اصابني الذعر الشديد وتوجهت الي غرفة صاحب القصر،وياليتني بقيت في مكاني،كانت والدتي بين احضان صاحب القصر وهو يصرخ في وجهها الا تغمض عينيها تارة ويلتف بعيونه صارخا بكلمات اقسم انني من الصدمة والخوف لم اسمعها فقد كان رداء امي الابيض مغطي بالدماء تماما،اخذ صاحب القصر يصرخ ويصرخ الي ان جاء الحراس ،اشار صاحب القصر الي الشباك وامرهم بشئ لم اسمعه ايضا،تقدمت ببطئ نحو والدتي وانا اشعر ان عالمي ينهار تحت اقدامي وفي اي لحظة سوف اسقط من فوق حافة الهاوية الان،لاحظ صاحب القصر وجودي اخيرا ولكنه نظر الي بغضب والم،وصرخ في وجهي،”اخرجييييييي من هنااااا دلوقتي”

لم يستطع قلبي الصغير ان يتحمل الوحش الذي تحول اليه صاحب القصر،فالتفت بسرعة واسرعت الي غرفتي وصوت سيارة الاسعاف والشرطة احاط بالمكان من كل جانب وزاوية،جريت الي سريري وضممت ارجلي الي صدري واخذت ابكي الي ان شعرت بانني ساموت غرقا في دموعي فقد ابتلت ملابسي،شعرت بالتعب يكتسح جسدي الصغير بعد ان غادره الادرينالين الذي كان يدفعني علي الاستمرار والوقوف علي اقدامي،اخذت عيوني تغمض شيئا فشيئا الا ان فقدت الشعور بكل شئ من حولي وقلبي يتالم لفقد احب شخص اليه واقرب شخص الي ضلوعه،في الصباح الباكر ركضت في المنزل محاولة ان ابحث عن والدتي ولكني لم اجدها،حاولت ان اسال الخدم عنها ولكن لم يجبني احد ولم يحنو علي احد حتي بكلمة،اخذت انتظر حتي مرت الايام والاسابيع والاشهر،وبعد مرور اربعة اشهر من تلك الواقعة،فوجئت برئيسة الخدم تخبرني بانها قد امرت بان تطردني من القصر لانني لن اعيش هنا بعد اليوم،نظرت اليها وانا اشعر بالهلع يسرع في طريقي وكانه سيلتهمني عما قريب وقلت في صوت خافت

“هروح فين”

ارسلت الي المراة نظرة جعلتني اندم علي سؤالي ولكنها لم تجبني،بل اخذت ملابسي ووضعتهم في حقيبة وامرتني ان ارتدي ملابسي بسرعة،اسرعت الي الحمام وارتديت اول شئ وجدته امامي،حتي لا ترى العقد،وهو فستان وردي طويل مغطي بالزهور مختلفة الالوان،حملت حقيبتي الثقيلة وتوجهت معها الي السيارة وانا ابكي لا اعلم ما ينتظرني واين امي،حاولت ان اتوسل اليهم ،ان اسالهم عن امي ،ان يخبرني احد اين هي،ولكن لا حياة لمن انادي،بدت الاحداث منذ تلك اللحظة مشوشة قليلا لانني كنت ابكي طوال الوقت ولكن سرعان ما وجدت نفسي في شقة ضيقة مع امراة ورجل ،حاولت ان اكرر اسالتي اليهم مرة اخري ولكن لم يجبني احد،بل نظرت المراة الي في شفقة وضمتني الي صدرها،ومنذ ذلك اليوم وانا اعيش معهم ،لا اعرف اين امي،اين صاحب القصر،ولا اعرف حتي اين انا ومن هؤلاء الاشخاص الذين اقتحموا قلعتي الصغيرة”

“كنت لتعتقد ان حياتي ستتوقف عن الدوران حينها،وان الاعصار سيهدا عما قريب،لكنني ادركت بعدها انني انا الاعصار وان حياتي لن تهدا ابدا ،منذ شهرين كان يوم ميلادي التاسع عشر،رغم اني لا زلت لا اعرف كيف مرت العشر سنوات علي في تلك الوحدة التي قتلت كل ذرة امل في قلبي الا انني مررت بالكثير من الصعاب والكوابيس التي لا تنتهي،لا زلت اصاب بالكوابيس كل ليلة حول ذلك اليوم الذي بدات فيه نهاية حياتي،ذلك اليوم الملعون،اما سارة وحاتم المراة والرجل الذي امضيت نصف حياتي معهم،لا زالوا يرفضون اجابتي عن ما حدث لامي وصاحب القصر،لذلك فقد توقفت عن السؤال،وتعايشت مع تعاستي التي لا تنتهي

ويوم ميلادي طلبت مني سارة ان اجهز حقيبتي لانني ساسافر الي امريكا في الحال،وعندما سالتها لماذا محاولة ان استفسر عما حدث ،رفضت تماما ان تخبرني،بل انها كعادتها اعدت حقيبتي واعطتني بطاقة ائتمان ذهبية واخبرتني ان استخدمها عند وصولي هناك،عندما سالتها اذا كانت ستاتي معي هي وزوجها ولكنها اخبرتني ان مهمتهم قد انتهت وانهم لم يتحملوني معهم الا اوامر قد نفذوها لياخذوا اجرا عليها،شعرت بقلبي يتحطم مرة اخري لفقد شخصين اخرين ولجرح يزداد كل يوم في الحجم،ولكن هذا يبرر الكثير لانه منذ ان جئت اليهم وقد تعلمت الانجليزية بسرعة وقد تاكدوا من اتقاني للغة،اعلم ان هناك سر غامض وراء كل هذه الحكاية الغبية التي ترسمها لي الاقدار ولكني لا اعلم كيف اكتشفه،والغريب ان ذلك لم يكن حتي الجزء الغريب في هذه الصفحة من الحكاية،بل الغريب انه بعد انتهاء سارة من رسوم الطيران واعداد كل شئ لسفري اخبرتني ان ارتدي ملابس معينة حتي يتعرف علي شخص هناك،وبالفعل فعلت كما امرتني وانا بالكاد استطيع ان انظر اليها من الالم الذي يقطع قلبي اشلائا اشلائا،وفي ليلة سفري،ايقظتني سارة بسرعة وهي تبكي ،وضمتني الي صدرها بقوة ،ساعدتني في ارتداء ملابسي واخبرتني انهم قادمون،ويجب ان اخرج في الحال من هذا المكان والا سينتهي كل شئ،لم افهم كلامها في البداية ولكني حملت حقيبتي بسرعة وركضت نحو الباب الخلفي فوجدت سيارة تنتظرني هناك،في اللحظة التي غادرت السيارة،انفجر المنزل وانتشرت النيران في كل مكان فبدت كوحش عملاق يصرخ في السماء،حاولت ان اطل من السائق ان يتوقف حينها ولكنه اسرع الي المطار ،لم اشعر بشئ حينها الا عندما وضعت قدمي لاول مرة علي الارض الغريبة،وانا لا اعلم ما تخبئه لي الحياة بعد ذلك .”

“اسمع اصوات غريبة من حولي ولكني لا اري اي شئ،احاول ان افتح عيناي ولكن اشعر وكان شخص قد وضع مثقال حجرين فوق كل منهما،لحظة!

اهذا صوت رجل؟

هل امسكوا بي؟لا لا لا يمكن،شعرت بالذعر يقترب مني اكثر واكثر وتذكرت حينها ما حدث وكان شخص قد صفعني فجاة ليوقظني،اخذت دقات قلبي تتسارع لينبض قلبي بقوة وينفجر ذلك الصوت في الغرفة،بيب بيب بيب بيب،احاول ان انهض ولكني اشعر بلمسة يد علي وجهي ،مجرد همسة في عالم اللمسات،شيئ دافئ يقضي علي القبضة الجليدية التي احاطت قلبي،قبلة ناعمة علي جرحي المتوهج وكانها اخر قطعة مفقودة في احجية عالمي ،اشعر بالم طفيف في ذراعي وفجاة يسكن كل شئ”

“هذه المرة عندما استيقظت سمعت صوته مرة اخري ولكن هذه المرة اكثر هدوئا،وكانه يهمس حتي لا يسمعه احد”

الرجل:حبيبتي ،انا اسف والله حصلت مشكلة بسيطة وانا في المستشفي دلوقتي ،اوعدك اني هكون في البيت قريب …….خلاص حبيبتي متزعليش صدقيني مش هتاخر،،،،،،اوك حبيبتي ،اها وانا كمان بحبك،باي

“فتحت عيني ببطئ وعندما صعقني ضوء الغرفة اغمضت عيني مرة اخرى بسرعة واطلقت تنهيدة الم من المؤكد ان الرجل الغريب قد سمعها لانني سمعت صوت اقدامه تقترب مني،سمعت صوته يتحدث الي بهدوء وكانه يتحدث الي طفلة”

الرجل:انتي كويسة

دون ان افتح عيني همست بضعف:النور وجعلي عيني بليز اطفيه

سمعت صوت انطلاق زر الضوء وتنهدت في راحة وفتحت عيني ببطئ هذه المرة ايضا،وصعقت مما رايت امامي .

  • رواية خادمة في رداء رجل
  • تحميل رواية فتاة القصر
  • رواية خادمة القصر
  • روايةخادمة القصر الفصل٩
  • روايه خادمة القصر
  • كرونيك الخادمة في القصر
  • كرونيك خادمة القصر
السابق
صور حلويات الفراولة 2024
التالي
ماهي انواع حبوب منع الحمل