السؤال
فيما يخص سؤالي فهو كالتالي:
لدي اخ صغير يبلغ من العمر سنتين، منذ ثلاثة اشهر ظهر في جلده بعض البقع التي تتقشر فتعطي لونا ابيضا ناصعا، اخذناه الى طبيبة فقالت ان به البرص، وانه ليس له دواء، ووصفت له بعض الادوية التي قالت انها يمكن فقط ان تحد من انتشاره في الجسم كله، وبعد استعمال الدواء لاحظنا انه ليس لديه اي مفعول، فالبقع تنتشر في الجسم وتتوسع.
ارجو منكم افادتي في هذا الموضوع وبسرعة قبل ان ينتشر البرص في جسم اخي الصغير المحبوب الذي اريد وبشدة ان يشفى من هذا المرض او على الاقل ان يحد من الانتشار لانه لم يصل الى وجهه بعد؟
اريد ان اعرف اسباب هذا المرض؟ من اين ياتي؟ وهل يمكن العلاج منه او حده على الاقل؟
علما ان هذا المرض لم يصب احدا منا او من عائلتنا من قبل، ارجو منكم افادتي في القريب العاجل وشكرا.
الاجابة
فهناك فرق بين البهاق والبرص، فالبرص بياض كامل الجسم بما في ذلك العين والشعر.
والبهاق هو مرض طارئ يصيب بعض اجزاء الجلد او الشعر بالبياض، وغالبا ما يكون متطورا ولاسبابه نظريات سنوردها لا حقا، واسمه بالانكليزي للبحث عنه (Vitiligo).
وما يهمنا جدا هو هل فعلا اخوك مصاب بالبهاق ام بمرض اخر؟ لان البهاق هو تغير في لون الجلد الى البياض دون تقشر، وان وجود التقشر يدل على ان البياض هو نقص اللون التالي للاندفاع، او هناك سبب يجب التحري عنه ومعرفته.
ننصح بمراجعة الطبيبة وان تكون اخصائية امراض جلدية لتاكيد التشخيص.
ومع ذلك فنحن سنحترم تشخيص الطبيبة بانه بهاق، ونقول ان الاسباب للبهاق هي غير معروفة، ولكن هناك نظريات او فرضيات، النظرية العصبية وذلك لوجود البهاق على توزع الاعصاب.
النظرية الوراثية وذلك لوجود 30 % من الحالات بشكل عائلي، نظرية التخريب الذاتي، اي ان الخلية الملونة للجلد تخرب نفسها بنفسها، نظرية المناعة الذاتية وهي ان يهاجم الجسم الخلايا الملونة ويعتبرها غريبة، مثل حالات الرفض المناعي بعد زراعة الاعضاء (وذلك لتصاحب البهاق ببعض الامراض المناعية مثل مرض الغدة الدرقية والسكري وغيرها).
نظرية الغذاء وذلك بسبب نقص الفيتامينات مثل ب 12 والفوليك اسيد، فالبهاق اذن مرض جلدي وراثي مناعي، يتظاهر على الجلد على شكل بقع بيضاء ناصعة، وهو مرض غير معد (اي لا ينتقل بالتلامس).
واما بالنسبة للعلاج فهناك العديد من الاحتمالات تختلف حسب سن المريض وشدة المرض وتوزعه ومع ذلك نجمل العلاج بالنقاط التالية:
1- الهدف من العلاج هو اجتماعي تجميلي وليس ضرورة طبية، الا اذا كان على الاماكن المكشوفة، والمريض يعمل متعرضا للشمس لفترات النهار الطويلة.
2- عند اصحاب البشرة شديدة البياض (ولم تذكري ما لون بشرته) قد لا يظهر المرض، وعندها ننصح المريض بتجنب التعرض للشمس؛ حتى يخف اسمرار الجلد المكتسب، فلا تستطيع العين التمييز بين اللونين (وهذا ما يتبع في البلاد الاوربية نظرا لقرب لون المرض من لون الجلد الطبيعي).
3- عند وجود بقع صغيرة على المواضع المكشوفة من الجلد ينصح باستعمال الكريمات الملونة للبشرة، والتي يوجد منها في الاسواق التخصصية ما يناسب لون البشرات المتفاوت (وهذا يعطي نتيجة جمالية فورية ولكنه ليس علاجا، كما انه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم)، مثل الكوفر مارك والدرم بليند.
4- بعض الحالات الموضعة تحتاج وتستجيب للمراهم الكورتيزونية الموضعية او الحقن الموضعي (تحت اشراف طبيب) وقد تستطب الكورتيزونات الفموية، او عن طريق الحقن في بعض البروتوكولات الخاصة وفق استطبابات خاصة.
5- اما العلاج بالمحسسات الضيائية الموضعية او الجهازية، فهو ليس للاطفال (وهذا يحتاج الى اشراف طبيب) فهي شديدة الفاعلية، ولكن لها مضاعفات كالحرق ان لم تستعمل بخبرة كافية من الطبيب المعالج، او باتباع صحيح للتعليمات من قبل المريض الذي يتعالج، كما انه من الضروري لبس النظارة الواقية من الاشعة فوق البنفسجية 100% لكل من الزمرة ( ا) و (ب ) لمدة 24 ساعة بعد الجلسة؛ وذلك لاحتمال بقاء الدواء في العين لمدة 24 ساعة على شكل مذاب.
ولكنه لو تعرض لاشعة الشمس المباشرة او الاشعة فوق البنفسجية لترسب خلال سنوات، وقد يؤدي على المدى البعيد الى تشكل الساد او الكاتاراكت، ولكن العلاج الاحدث هو الليز من نوع ايكسايمر او التيرالايت ان كانت المناطق المصابة محدودة ومحصورة، وهناك النارو باند 311 التي هي متوفرة ورخيصة، ولا تحتاج حبوب قبلها، وهي بالتدريج تاخذ مكان الاشعة التي تحتاج حبوبا.
6- العلاج الجراحي وله اشكال عديدة، كالطعوم الذاتية الصغيرة، وزراعة الخلايا الملونة وحقنها، والطعوم الجلدية على شكل شرائح تؤخذ من المناطق المستورة في نفس المريض الى الاماكن المكشوفة (تحتاج مراكز خاصة وتسهيلات جراحية تجميلية).
7- بعض المرضى قد يستفيد على الفيتامينات ان كان عنده نقص (خاصة ب12، وحمض الفوليك، وكذلك فيامين ث).
8- العامل النفسي وتاثيره على المرض يجب الا يهمل.
9- علاج بعض الاضطرابات الهرمونية خاصة الدرق.
10- في حال فشل كل ما سبق، وانتشار المرض الى درجة ان اغلب الجلد اصبح ابيضا، عندها يستعمل التبييض، ولكنه عملية غير عكوسة، اي تخرب الخلايا الملونة للجلد الى غير رجعة، ولا ينصح باستعمال هذه الطريقة في المناطق الاستوائية؛ لان اللون يحمي المريض من الاشعة الشمسية الحارقة لاصحاب البشرة البيضاء، ولا تستعمل هذه الطريقة الا تحت اشراف طبي، وعلى مسئولية الطبيب المعالج.
11- واخيرا: علينا الا ننسى الرضا، والدعاء، والصبر، والتوكل على الله، فهو اول واخر الادوية، والله هو الشافي (واذا مرضت فهو يشفين) وعلينا ان نجمل في طلب التحسن، وان يكون ذهابنا الى الطبيب هو من باب الاخذ بالاسباب، وليس من باب الواجب الاكيد الذي يعاقب تاركه.
وختاما: فالمهم تاكيد التشخيص اولا ثم مراجعة الاسباب، واخيرا اتباع العلاج المناسب، ويفضل ان يكون تحت اشراف طبيب.
وبالله التوفيق.
- البهاق على الكوع