ها قد تمت الخطبة…وهى اولى خطوات الزواج، ومقدمة من مقدماته، ليتعرف كل طرف على الاخر معرفة تجعله على بينة من امره، ومع هذا لا يستطيع اي من طرفي الخطبة ان لا يعترف على الاقل بينه وبين نفسه بان الامور ليست مشرقة على الدوام، وبان فترة الخطبة لا تعنى بالضرورة وعودا يومية بحياة تفيض حبا وهناء، فقد تعترض فترة الخطبة الكثير من المعوقات والمشكلات، وقد تكون تلك المشكلات من صنع ايدينا، ونتيجة لاخطاء عديدة يمكن ان يرتكبها الخطيبان في تلك المرحلة، ومن اهم تلك الاخطاء والتي تسبب العديد من المشكلات والازمات، والتي قد يقع فيها الخطيبان بقصد او دون قصد الكذب.
ومما لاشك فيه ان الكذب خلق سيئ وعادة خبيثة، وان الكذب ممقوت من الله والناس، وافة الكذب تكمن في انه يمكن ان يصبح عادة يصعب التخلص منها، والى هذا يشير الحديث الشريف ( ان الصدق يهدى الى البر، و ان البر يهدى الى الجنة، وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وان الكذب يهدى الى الفجور، وان الفجور يهدى الى النار، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا) رواه البخاري.
فكيرا ما تحدث المجاملات في فترة الخطبة، فتظهر الفتاة اجمل ما عندها ويظهر الرجل افضل ما يملك، ويبدوان لبعضهما وكانهما ملاكان، ولكن بعد فترة تنكشف الاقنعة وتظهر الحقائق وتدب المشاكل، ويبدا كل طرف بتذكير الاخر بما قاله وبما وعد به، فمهما اخفى كل طرف حقيقته عن الاخر، ومهما طالت فترة الكذب فانه سياتي يوم تكشف كل الاكاذيب وتسقط كل الاقنعة الزائفة، وتظهر الحقيقة بوجهها القبيح، فتظهر المشكلات وتدب الخلافات، وتكون النتيجة غير مرضية للطرفين.
عليك ان تعلم يا ايها الخطيب ويا ايتها الخطيبة ان الصدق هو قوام الحياة الزوجية، وهو العمود الفقري في اقامة دعائم حياة اسرية سليمة خالية من الشكوك والريبة التي قد تهدد كيان الاسرة بالانهيار، والصدق يولد الاحترام، ويبعث في النفس الطمانينة، عكس الكذب؛ فانه يولد الشك وعدم الثقة، ويؤدي -والعياذ بالله- الى حياة تعسة، يفقد خلالها احد الخطيبين ثقته بالاخر، ولقد سئل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ايكون المؤمن كذابا قال: “لا” الحديث رواه مالك والبيهقي في شعب الايمان.
اخي الخاطب.. كثيرا ما يلجا الخطيب الى بعض الاكاذيب لكي يتم قبوله، مثل ادعاء مركز مادي او علمي غير حقيقي، خوفا من ان يرفض او من نظرة الناس له، فاقول لك قبل ان تقدم على تلك الكذبة ان الانسان الصادق يعتمد على قناعاته ولا يلتفت لكلام الناس او نظرتهم، فمشاعر الحب والود والتلاقي لا تعرف تلك الفوارق الوهمية، وابلغ رد على امثال اولئك هو تلك النجاحات التي تتحقق يوما بعد يوم لزيجات يظن الناس انها لن تستمر لوجود الفوارق، في مقابل زيجات فاشلة لحملة شهادات عليا ربما كان التخصص واحدا، ومكان العمل واحدا، ومع ذلك تفشل تلك العلاقات، بل ان الدراسات تثبت ان نسبة الفشل في مثل هذه الحالات هي الاكثر والاعلى.
اخي الخاطب: لا يخفى على امثالك مدى اهمية الوضوح والصراحة في امور الزواج، بل في امور الحياة كلها، فاذا كانت وسيلتك للفوز بموافقة الفتاة واهلها هي الكذب عليهم فتذكر اولا ما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن خان ) رواه البخاري. فهل تحب ان تبدا حياتك الجديدة مخالفا لشرع الله ورسوله؟، واذا فرضنا انهم وافقوا بناء على المعلومات غير الصحيحة، فكيف يكون الحال والعلاقة مع الاهل اذا عرفوا الحقيقة؟ ، كيف ستصبح في نظر زوجتك واهلها اذا تم الزواج؟ ، ستظل في اعينهم دوما وابدا كذابا ومخادعا، حتى ولو وجدوا فيك الزوج المناسب لابنتهم، فعند حدوث اية مشكلة بينك وبين زوجتك في المستقبل- لا قدر الله – ستقول لك لا تنس بانك كذبت علي، وهذا سيؤلمك شخصيا.
- أيتها الخطيبة لا
- كيفية التعامل مع الخطيبة
