افضل مواضيع جميلة بالصور

الحزن اسلام ويب

انا مبتلى باعاقة نفسية منعت عني الدنيا كلها لا شهادة ولا عمل ولا زواج وانا والله راض ومقتنع مائة في المائة بهذا القضاء، ولكنني احزن في بعض الاحيان، وكثيرا ما اقع في النظر المحرم، فهل هذا ينافي الرضا والصبر؟ ام ان ابتلائي سيضيع هباء بسبب المعاصي؟ وهل سيعوضني الله عن ذلك؟.

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:

فان الرضا بالقدر مطلب عظيم ومامور به على سبيل الاستحباب، وقيل على سبيل الوجوب، كما قال ابن القيم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول: اللهم اني اسالك الرضا بعد القضاء.

رواه احمد، وقال الالباني في ظلال الجنة: صحيح لغيره.

وقد فسر القشيري الرضا: بترك التسخط.

وقد ذكر شيخ الاسلام في التحفة العراقية: ان الحزن على المصيبة معفو عنه اذا لم يقترن به ما يكرهه الله.

وقال ابن القيم في المدارج: والرضا بالقضاء الكوني القدري الموافق لمحبة العبد وارادته ورضاه من الصحة والغنى والعافية واللذة امر لازم بمقتضى الطبيعة، لانه ملائم للعبد محبوب له فليس في الرضى به عبودية، بل العبودية في مقابلته بالشكر والاعتراف بالمنة ووضع النعمة مواضعها التي يحب الله ان توضع فيها وان لا يعصى المنعم بها وان يرى التقصير في جميع ذلك، والرضى بالقضاء الكوني القدري الجاري على خلاف مراد العبد ومحبته مما لا يلائمه ولا يدخل تحت اختياره مستحب وهو من مقامات اهل الايمان وفي وجوبه قولان وهذا كالمرض والفقر واذى الخلق له والحر والبرد والالام ونحو ذلك.

انتهى.

وقال ابن القيم في المدارج ايضا: وليس من شرط الرضى ان لا يحس بالالم والمكاره، بل ان لا يعترض على الحكم ولا يتسخطه، ولهذا اشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة، وانما هو الصبر والا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان؟.

والصواب: انه لا تناقض بينهما وان وجود التالم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من الم الجوع والظما، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من الم الجراح وغيرها.

انتهى.

واعلم انه ذكر بعض اهل العلم ان الرضى لا يلزم منه الرضى بالمقضي، بل يشرع للعبد ان يسعى في ازالة ما حصل له فيعالج المرض بالتداوي، ويعالج الكرب والهم بالسعي في تفريجه، ويعالج الفقر بالتكسب، فيحرص العبد على ما ينفعه ويرضى بقضاء وقدر الله اولا واخرا، ففي حديث مسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.

وبهذا يعلم ان حزن القلب لا ينافي الصبر ان لم يكن هناك تسخط على القدر، واما التسخط على القدر فهو ممنوع شرعا، واما المعاصي فيعاقب العبد عليها بقدرها ولا تبطل اجر الرضى بالقضاء والصبر على البلاء وعليك الدعاء وسؤال الله ان يصرف عنك ما تشتكي منه، وراجع في اكتساب منزلة الصبر والوسائل المعينة عليه في خطر النظر للحرام وما يساعد على التخلص منه

 

  • اخبار عما في القلب من الحزن اسلام ويب
  • اسلام ويب الحزن
السابق
سلم الرواتب الخدمة المدنية
التالي
انشاء عن الصداقة