افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية الزوج الغريب

الملخص

لكى تساعد اختها , قبلت بيب بوظيفة صعبة , ممرضة سكرتيرة و مساعدة للدكتور هالام فيلدينغ و ليس للعمل و حده كان صعبا و مثيرا , و لكن الرجل ايضا , و كان لا يحتمل , متكبر , يلومها دائما و مهما فعلت………….و فجاة و بشكل غريب , طلب منها الزواج ذات يوم . لكنه زواج مظاهر ليس مبنيا على اية مشاعر حب . ووجدت بيب نفسها غير قادرة على الرفض ….

واليكم جزء من الرواية…

الفصل الاول
لاول مرة تشعر فيليبا بهذا التوتر و العصبية و كانت تلعب بخاتم يدها و هى لا تدرى ماذا تفعل بهاتين اليدين . و كان هالام فيلدينغ يجلس خلف مكتبه و يقرا للمرة الثانية طلب التوظيف الذى ملاته بيب (فيليبا) و شرحت فيه موجزا عن مؤهلاتها العلمية و اخذت بيب تتامله و كان طويلا شعره اسود عريض الجبين
تم نظر اليها و احست بيب ان وجهها اصبح شاحبا و كانت تنتظر قراره ( بالنسبة لفتاة فى سنك , انسة ويستون , يبدو انك تجديين عملك )
(كنت اعمل عند السيدة نواكز لمدة عام تقريبا )
(بالنسبة الى سنك ,عام واحد بيدو طويلا , و لكن بالنسبة لى يبدو قصيرا )
ارادت بيب ان تعترض , لكنها تذكرت شروط العقد , فاذا لم تقبل بهذا العمل , فميلانى و سيمون بالمقابل لا يعرفان اين سيعيشان , و مع هذا تحصل على مسكن و هذة الفكرة دفعتها للسكوت و عادت الاسئلة تتزاحم فى راسها لماذا اوقفت علوم التمريض؟ لماذا لم تتابع دروسها فى الجامعة ؟ و لكنهالم تترك مدرسة التمريض الا من اجل الاهتمام بوالدتها المريضة و كانت منذ صغرها تحب مهنة التمريض و بما انها لا تملك مسكنا فمن الطبيعى ان تبحث عن مكان للعيش فيه
(انا لا احب ابدا المسكن الجماعى) قالت بيب لكن الدكتور لم يجب و كانه غارق فى افكاره فاخذت بيب تتامل الكتب المكدسة على الرفوف و كانت تحب القراة كثيرا و كانت ساعة الحائط تشير الى الخامسة و كان الطبيب تاخر على موعده معها لحالة طارئة و الخادمة التى اسقبلتها نصحتها بالقيام بجولة قصيرة لكن بيب خافت اذا خرجت ان تفقد شجاعتها و لا تعود و لان فكرة العمل مع جراح مشهور تشعرها بالخوف
و الدكتور فيلدينغ يبحث عن شخص يساعده فى عيادته الخاصة و التى سيختارها ستكون ممرضته السيدة نورا عمته و سكرتيرته تنهدت بيب و هى تشعر بالخوف و لكن ماذا ستفعل ؟ فالسكن المؤمن و الاجر مناسب يغريها
(هل تفكرين بالعودة الى الدراسة ؟) سالها و هو ينظر اليها مليا
(اتمنى ذلك) و كانت بالفعل تفكر بذلك بعد ان تنتهى مشاكل ميلانى
(كم من الوقت تعتقدين انكى ستبقين هنا ؟)
(لست ادرى سيد فيلدينغ سنتين او ثلاثة فالامور صعبة هذة الايام )
( هل هى مشاكل مع الحبيب ؟)سالها بشكل مفاجىء
(ليس بالتحديد)
عقد الطبيب حاجبيه و كانه غضب لانه لا يعرف سبب متاعبها
( كنت متاكدا ان هذا هو السبب و اراهن انه متزوج )و عاد ينظر فى طلب توظيفها و كادت بيب تصرخ نعم انه رجل متزوج و لكنه زوج اختها و المشاكل التى تواجهها هى مشاكل ميلانى و ليست مشاكلها هى
و فهمت بيب ان د. فيلدينغ رجل قاس دون قلب و بدون رحمة و لولا خوفها على اختها لكانت قالت له رايها فيه بصراحة و لكن المسكن يجبرها الى السكوت
(لقد تلقيت تسعة و عشرون ردا لاعلانى عن حاجتى لممرضة انسة وتسون )قال لها فجاة
(اوه) و شعرت بالياس و الحزن فلابد ان بين هولاء المرشحين لهذا العمل من هم اكثر منها خبرة و كفاءة و لن يكون لديها اى امل و اخذت تتامل يديها المرتجفتين
(و بينهن اربعة و عشرين لديهن طفل و اربعة اخرون مسنات )
(اذن يجب ان يكون العمل من نصيب احدهن , اقصد …………)….
(انا لا ادير مؤسسة خيرية انسة وتسون فكل ما اريده سكرتيره فاعلق )
لم تجرؤ بيب عل القول له انها ستنجح فى عملها و اعتقدت ان الدكتور اخذ قراره و انه يعتبرها غير مؤهلة لهذة المسئولية فلماذا لاينهى هذة المقابله بسرعة؟ فقط لو ان اختها ليست بحاجة اليها يجب ان تحصل على هذا المسكن من اجل اختها ميلانى التى تبلغ تسعة عشر من عمرها و هى هزيلة و شاحبة و شقراء و يائسة لقد تزوجت بسن مبكر و لديها طفلها سيمون و لقد انفصلت عن زوجها بيتر و لقد توسلت لبيب لكى تجد لها مكانا تستطيع فيه ان تستقبل اختها و ابنها و لم تستطع بيب ان تقاوم دموع ميلانى و تركت عملها عند السيدة العجوزة نواكز و اجابت على الاعلان الذى ناولته لها ميلانى و كان العرض مغريا الشقة المؤمنة و يقبل وجود ولد ……..
(اعطينى سببا يدفعنى الى توظيفك ) قال لها الطبيب فجاة
انتفضت بيب و التقت نظراتها بنظراته الزرقاء و فجاة تبدد خوفها و قررت ان لا تسمح له باساءة معاملتها (افضل ان تمنحنى شهر واحد)
فابتسم الطبيب و لكن عيونه ظلت باردة ثم نهض من وراء مكتبه و جلس على الكنبة و مد ساقيهدون ان يبعد نظره عنها فتشجعت بيب و اقتنعت انها نجحت
(حسنا لقد قبلت طلبك انسة ونستون و سامنحك شهرا فى البداية و اذا لم يعجبنى عملك سترحلين )
(سانجح بالتاكيد )
(اشك بذلك) اجابها بسخرية ( اشك بانك لن تكملى الشهر سنرى ) ثم نهض و تاملها (تعالى معى ساريك شقتك فمن اجل الحصول عليها اجبت على الاعلان اليس كذلك ؟ ) و دون ان ينتظرها خرج من المكتب بخطى سريعة فشعرت انه يحاول ان يظهر تفوقه عليها و لو لم تكن اختها و ابنها بحاجة اليها لكانت تخلت عن العمل معه و لكنها مضطرة لقبول هذا العمل و تفاجات بيب عندما دخل الى الكاراج و تساءلت هل هذا هو المسكن الذى وعد به.؟ و رات فيه سيارتين واحدة رولس ايز و الثانية سبور
( ان سائق المالكين القدامى يسكن هنا) قال لها ثم التفت نحو الدرج و صعد عليه بسرعة فتبعته و هى تعد الدرجات بتعب و ما ان فتح باب الشقة حتى صرخت بيب من الفرح
(يا الهى كم هذا جميل ) ثم نسيت موقفها من رئيسها الجديد و اسرعت تنتقل بين الغرف الصغيرة و المريحة بنفس الوقت و فرحت لان سيمون سيتمكن من اللعب بحرية و لكنها عندما تذكرت سيمون انقبض قلبها فهى حتى الان لم تخبر الطبيب بامر الطفل و ستخبره فى الحال ؟ و كانت ميلانى اقترحت ان تقول ان سيمون ابنها هى و لكن بيب لم تكن تحب الكذب
(هل اعجبتك الحقيقة ؟)
(انا احب الزهور كثيرا )
(برافو الان اريد ان اريك المكاتب و لا تنسى انك هنا للعمل ايضا ) ثم نزل الدرج و كان قد وصل الى المنزل بينما بيب لاتزال تغلق باب الكاراج و عندما انضمت اليه كانت تلهث من السرعة
(يجب على الممرضات ان تكن سريعات انسة وتسون هل نسيت ذلك ؟
(عند السيدة نواكز لم يكونوا يضطرونى الى الركض الا فى حالات الطوارىء)
انتهى الفصل الاول

 

الفصل الثانى
فنظر اليها بحدة و كانه لا يصدق اذنيه ثم قتح بابا داخل المنزل ( هنا سيكون عملك)
فوضعت بيب يدها على اله الطباعة الحديثة
(لقد لاحظت فى رسالتك انك تجدين الكتابة )قال لها و ابتسم بلطف و لاحظت الفتاة الكتب الطبية و تساءلت متى ستعود الى دراستها ؟
(بامكانك قراءة كل هذة الكتب فى اوقات فراغك )فالتفتت اليه و لاحظت ابتسامته التى تزين وجهه ماذا به؟ اهو مجنون ؟ ما الذى دفعه لتوظيف هذة الفتاة فابتسم من جديد طائشة ام لا لقد عجبته و هى لا تملك الشروط المطلوبة و هو لا يريد الاعتراف و رغم كل شىء هذة الفتاة الشقراء تشبه لهيب الجحيم و ساحرة
(ان عمتى نورا مسافرة حاليا و ستعود بعد يومين ) قال لها بلهجة غير مشجعة فارتعشت بيب و تمنت ان لا تكون عمته مثله(عمتك……..)
( انها سيدة مسنة شرسة ) فاعتقدت بيب انه يبالغ
(قد لا تكون غضوبه كما تقول انت فكيف يمكن لها ان تكون مشاكسة فى مثل هذا المنزل الجميل ؟)
(ان عمتى نورا اسوا من ذلك فحتى لو رضيت انا عن عملكن فانت لن تعجبيها يا ابنتى انت لن تسكنى هنا اكثر من شهر و اراهن على ذلك فعمتى تنين و انت لن تقاومى امامها ) ثم خرج و تركها تفكر بياس و لم تلاحظ بيب نظراته التى تضحك بمكر و جلست على الكرسى يا لها من عائلة !
و اخيرا جمعت شجاعتها و دخلت الى غرفة الفحص و كانت نظيفة و مؤدبة و حديثة التجهيز و راته يجلس على حافة مكتبه و يتامل مفكرته فاقتربت منه و انتظرت …….
(متى يمكنك ان تبداى بالعمل ؟)
( لقد تحسنت صحة السيدة نواكز التى كانت اعمل عندها و انا حرة تقريبا ) و ارتجف صوتها , لقد كانت تحب السيدة نواكز و لولا حاجة اختها للسكن معها لما قررت الرحيل عنها
( ايناسبك يوم الاحد القادم ؟)
( الاحد؟)
( الا تسمعين جيدا ؟ هذا يسمح لك بالانتقال و بالتعرف على عمتى الحبيبة كى تكونى مستعدة للعمل يوم الاثنين ؟)
يجب ان تكلميه عن ميلانى و سيمون و لكن كيف ؟
(اقتربى اكثر , انا لا اريد ان اكلك بالنسبة للدوام و للراتب ……..)
لقد فوتت فرصة اخرى ! و كان الراتب مغريا و اكثر بكثير مما تقبضه ممرضة عادية , بدون شك هذا بسبب العمل الاضافى الذى تسببه العمة نورا و تمنت ان لا يكون وصفه له صحيحا , و بعد ان وقعت العقد رافقها الدكتور الى الباب و كان المطر ينزل بغرازة و الطقس بارد و مظلم و كانت قد فقدت مظلتها و استعارت معطف ميلانى الواقى من المطر يا له من يوم !
فتناولت من حقيبة يدها قبعة يستعملها مزينو الشعر فهذة افضل من لا شىء
(المطر غزير جدا انسة ويستون اتعتقدين حقا ان هذة القطعة من البلاستيك ستحميك من المطر ؟)
(هذا كل ما هو متوافر لى الان و لكن لا تقلق ) اجابته ضاحكة ( فانا لن اموت من الرشح من الان و حتى يوم الاحد )
و ركضت الى الخارج دون ان تلاحظ نظرات القلق فى عيونه و ما ان خرجت من ممر المنزل حتى سمعت زمور سيارة خلفها فالتفتت و رات الطبيب يركب سيارته السبور فاشارت له بيدها ثم تابعت طريقها تحت المطر و نحو موقف الاوتوبيس احنت راسها جيدا و هى تركض و نزلت نقط من المطر فى ظهرها فاخدت تاعن و تكيل الشتائم الى بيتر من المؤكد انه يشرب الان دون ان يفكر بشراء ملابس لزوجته ميلانى
و اخيرا توقفت امامها السيارة السبور الخضراء
( لو انتظرت قليلا انسة ويستون لما كنت تبللت لهذة الدرجة اصعدى ! و الا ستموتى ) فتح لها الباب فركبت بيب بجانبه
( يبدو و كانك تفقدين حس المشاركة )
ما ذنبها اذا كانت لا تملك مظلة كما و ان ليس كل الناس يملكون سيارة رولس مثله !
كيف سيمكنها ان تتحمل رجلا مثله ؟ و بعد قليل ابتسم الدكتور لها و احست باب حملا ثقيلا انزاح عن كاهلها و لشدة دهشتها ابتسمت له ايضا يبدو ان هذا المستبد يملك قلبا و يا له من فرق عندما ابتسم !
( اتمنى ان تسعدى بيننا ) قال لها مبتسما
( انا متاكدة من ذلك و لكن ……..يا الهى ………..)
( ماذا؟ اهناك مشكلة ؟)
(لا ….. نعم ………بالنسبة للاعلان …اقصد , ان الاعلان يقول بانه يسمح للاطفال …..)
(نعم لماذا ؟)
(بسبب الصغير سيمون , و يبلغ السنتين من عمره و لا اعرف اين ساتركه ) و قررت ان تكلمه عن ميلانى (لست ادرى من اين ابدا ………… فكما ترى والده…….)
(هذة القصة لا تهمنى ابدا ) قطاعها فجاة
( انسة ويستون , والده مشكلتك انت و ليست مشكلتى انا و اذا لم يكن لديك مكان اخر تتركيه فيه بامكانك احضاره معك )
و بدا عليه الغضب , ثم انحنى و فتح لها الباب و شعرت بيب بالخوف و بشىء اخر لم تتمكن من تحديده لابد انها مجنونة فهذا الرجل يقارب سن والدها و هى تكرهه ايضا ثم نزلت من السيارة و ما ان وطات قدماها الرصيف حتى انطلق بسيارتهبسرعة جنونية يا الهى ! ماذا فعلت لاغضابه ؟ اه ايعتقد ان سيمون هو ابنها هى ؟
انه ابن غير شرعى ؟ كيف يجرؤ ؟ و لكنها لم تشرح له و رغم البرد الشديد احست بالنيران تشتعل فى خديها ! يا لهمن رجل فظيع ! و لكن ستشرح له يوم الاحد كل شىء
( يا الهى بيب انه جميل ) قالت له ميلانى بدهشة و هى تتفقد الشقة و سيمون بين ذراعيها….
( انه منزل مريح )
(كان بامكانه ان يؤجره و يكسب المال الوفير )
( اعتقد اننى اعرف السبب ) اجابتها بيب
( انه طعم لمنع السكرتيرات من الهرب عند رؤية عمته نورا ) و ضحكتا معا لان بيب كانت قد تعرفت على هذة العمة و اخذ سيمون يركض خلفهما فخافت بيب ان يكسر شىء
( ميلانى يجب ان ننتبهه جيدا فهذا المنزل قد لا يبقى منزلنا لاكثر من شهر واحد )
( بالتاكيد لا ! و الا ساحاول اغراء طبيبك الفظ هذا ) و ضحكتا من جديد و كانت ميلانى واثقة من نفسها و من جمالها و لكنها كانت انحف من بيب و تساءلت بيب اذا كان الدكتور يحب النحيفات ام لا و اذا قبل الام و ابنها و تركهما لاكثر من شهر فهذا كل ما تتمناه فقد يحب سيمون و هذا سيكون رائعا
( اوه نسيت ان اخبرك ميلانى ان الدكتور يعتقد انه ابنى انا و لم يترك لى الفرصة لاشرح لهحقيقة الموقف )
(عظيم , هذا رائع !)
و بذلك يكون انتهى الفصل التانى

 

الفصل الثالث
(ماذا؟)
(لا تكونى غبية) اعترضت ميلانى ( فهذا افضل ! و اذا فهم اننا مستاجرون غير شرعيين فانه سيرمينا فى الشارع بدون رحمة , و لكن اذا فهم انك والدة سيمون و اننى اقيم معك لكى اهتم به فسيحتفظ بنا و بما انك سيكرتيرة عظيمة فاننا سنقيم هناطويلا فهو لن يجد افضل منك يعتقد ما يريده , اذا كان الكذب لا يعجبك , و لا تقولى له شيئا و دعيه يعتقد ما يريده و هذا ما يسميه البعض الكذبة البيضاء )
(و لكنى اريده ان يعلم الحقيقة , و يجب ان يثق بى , و لا اريده ان يكون عنى فكرة سيئة )
( لا تبالغى , و على كل حال ما يهمك فى رايه ؟ انه عجوز تقريبا و يبلغ على الاقل الاربعين من عمره و هل تنوين الوقوع فى حبه؟)
لم تدر بيب بماذا تجيب لانها لاحظت نظراته التى رماها بها كما و ان السيدة نورا غريبة حقا و هى لا تريد ان تحتقرها كل العائلة ! فاغمضت عينيها و حاولت ان تنسى مقابلة الامس ! و لكنها لم تنسى نظراته الغاضبة ووجهه الشاحب و تساءلت ايمكنها تقبيل رجل مثله يا لها من فكرة سخيفة ! اما عمته السيدة نورا فكانت فى السبعين من عمرها و ارادات منذ البداية ان تضع النقط على الحروف و لم يعجبها اختيار ابن اخيها و رات ان بيب صغيرة على ان تكون رفيقة لها و بدات تمدح رفيقتها الاخيرة السيدة بير التى كانت تمتلك كل الصفات المناسبة مطيعة ذات خبرة و اخبرتها انها رغم تعاعدها الا انها لن تتردد فى تلبية اول نداء لها عندئذ ضحكت بيب فى نفسها , فهل تلك السيدة مجنونة لكى تعود من جديد ؟ و فهمت الان لماذا وظفها الدكتور فيلدينغ فى غياب عمته….
(الشاى اصبح جاهز !) قالت لها ميلانى
(ماذا سيفعل بيتر عندما لن يجدك هذا المساء ؟)
(مثلنا) اجابتها ميلانى و هى تهز كتفها (سيشرب الشاى , ماذا تريدينه ان يفعل ؟ فهو لا يعلم مكاننا طالما اننا فى هذا الحجر )
و كان هذا المنزل يبعد تقريبا اربعين كيلومترا عن منزل بيتر و فى منطقة هادئة يجب ان تعمل بيب جيدا لان شبح الطرد يلاحقها و هى ترى ان اليوم الذ ستصبح فيه اختها راشدة و قادرة على تحمل مسئولية نفسها و ابنها بعيد جدا.
( اين رسالة السيد مانوارنغ ؟) سالها الدكتور فيلدينغ و انحنى نحوها مالا يده , بعد يومين كانا بالنسبة للفتاة من اطول ايام حياتها
(اين يمكن ان يكون ؟) سالته بهدوء
( على مكتبى فى سة البريد) اجابها بلطف و اعتقدت الفتاة ان هذه اللطافة هى اشبه بالهدوء الذى يسبق العاصفة
(اذن يجب ان ابحث عنها هناك ) اجابته بابتسام
(بالفعل انسة ويستون لكنها غير موجودة )
( اوه ! حاولت النهوض و كانت متعبة و تشعر بالنعاس لان العمة نورا ارادت ان تشاهد نادى السينما و كان على بيب ان تحضر لها وجبة طعام خفيفة فى تمام الساعة الواحدة صباحا
( اذا كنت تجدين هذا العمل متعبا فالافضل لك ان تنامى باكرا لقد كان النور مضاء فى شقتك بعد منتصف الليل )
ارادت الفتاة ان تتكلم و لكن بماذا سينفعها الكلام ؟ يكفيها ما لديها من المشاكل و لاحظت انه يتاملها و انه لا يبدو غاضبا وبحثت بيب فى الملف الذى امامها بعصبية
(ها هى !) صرختبفرحة انتصار ( كنت اعلم اننى وضعتها هنا) فتناول الورقة من يدها و بينما هو يتفحصها فتحت بيب احد الجوارير و تناولت ربطة عقدت بها شعرها
( لماذا تفعلين ذلك؟) سالها الطبيب
(لاننى نسيت ان ارفع شعرى و اعتقد ان هذا يزعجك فانت لا تكف عن النظر الى شعرى )
( لان شعرك يذكرنى بشعر اخى ) اجابها مبتسما ( انه احمر الشعر مثلك )
( حقا ؟ لم اكن اعتقد ان لك اخا , اعتقدت…………….)
(اننى وحيد من نوعى ؟ اننى مخلوق و حيد فى ليسيقر )
(اوه , لا ! على كل حال لديك عمه …..)
(و اية عمة …..انا متاكد انها تريك كل الالوان , لا تنسى اننى حذرتك , على كل حال سيصل اخى قريبا و هو ايضا طبيب عام فى بوركشير , و سترين بنفسك ان شعره اكثر حمره من شعرك )
(اكانوا فى المدرسة يلقبونه بجلد الجزر ؟)
(لا كانوا يسمونه البندورة او اى شىء من هذا القبيل , لا تقولى لى انهم كانوا يسخرون منك فان شعرك رائع )
(كل يوم كانوا يخترعون لقبا جديدا ) و احمر وجهها ( فانت تعرف كم ان الصبيان شنيعون و كانوا يدفعونى الى البكاء حتى كرهت شعرى )
(و كيف تكرهين شيئا جميلا ؟ الا تعلمين عدد النساء اللواتى يصبعن شعرهن لكى يصبحوا مثلك ؟ لكن مهما فعلن ستكون محاولاتهن فاشلة )
و كان صوته لطيفا فنسيت الفتاة موضوع الرسالة و اشرقت الفرحة على وجهها و لكن هذة الفرحة لم تطول لانه عاد الى وقاره بسرعة
(فى المرة القادمة عندما ترتبى رسائلى تاكدى اننى اجبت عليها )
(اعذرنى ) قالت له و احست بان الدموع ستنهمر من عيونها ( هذا لن يتكرر مرة اخرى )
و لاحظ الطبيب حزنها
( اليس العمل مرهقا ؟)
سالها بقلق
و اعتقدت الفتاة ان الطرد اصبح قريبا ,فارغمت نفسها على الابتسام
(لا , ابدا , انه مريح و اذا تابعت دروسى ساكون قد اكتسبت خبرة رائعة فهنا اتعلم اشياء كثيرة)
ابتسم الطبيب مرة اخرى و اعجب بحماسها و تذكر ايام شبابه و اطرق ساهما فتساءلت بيب ماذا فعلت من جديد لاغضابه ؟ يا الهى مهما فعلت ترتكب خطاء فاذاضحكت او ابتسمت او تثاءبت ستتهم بانها اخطات يا لهذا الرجل القاسى !
(كلمينى عن حالة السيدة مانوارنغ ماذا تعرفين عنها؟)
ترددت بيب قليلا و حاولتان تتذكر محتويات هذا الملف
( اعتقد انها مصابة بالسرطان عفوا تورم الصدر و انت ستجرى لها العملية غدا )
( و كيف وصلت الى هذا التشخيص؟)
(من رسالة طبيبها العام و من هذا الورم فى الثدى و قرارك باجراء العملية )
( ان اكثلا اورام الصدر تكون بسيطة و اذا اجريت عملية فهذا لا يعنى وجود سرطان و لا شىء يسمح لك بالظن و يجب ان لا تستنتجى شيئا قبل التاكد التام )
كادت بيب ان تضحك , تضحك بمرارة و لكن ماذا فعل هو ؟ الم يحكم على سيمون انه ابنها ! دون تاكيد ؟ ثم خرج و اغلق الباب وراءه بعنف
و بذلك يكون انتهى الفصل الثالث

 

الفصل الرابع
و فى هذا المساء نامت العمة باكرا و تناولت بيب كتابا , كانت ترغب فى قراءته و كان من بين الكتب التى سمح لها الطبيب باستعارتها
وبعد العشاء كانت تخرج من الحمام بينما كانت ميلانى تقرا قصة لابنها و بهذا الوقت فتح الباب فجاة
(لقد طرقت على الباب و لم يجيبنى احد ……..)
و كان يبدو على الطبيب انه مستعجل لكنه عندما راى ميلانى اختفى صوته و كانت فاتنة و شقراء و اخدت تتامل الطبيب بفضول اما هالام فيلدينغ فقد تحول الى تمثال حجرى لا تفارق عيونه ميلانى و بينما نهضت ميلانى و اقتربت منه , نظر الدكتور الى بيب نظرة استفهام
(اختى ميلانى ) قالت له بيب بصوت منخفض و كانت تامل ان يقبل بوجود اختها بسهولة لكنها لم تكن تتوقع مثل نظرات الاعجاب هذة فانقبض قلبها و هى تنظر اليهما كلاهما جميلان كالاوز بينما هى كالكنار الصغير الذى لا يلاحظه احد
و مدت ميلانى يدها للطبيب فامسكها للحظات و عندما تركها كان كانه يخرج من حلم و ابتسم ابتسامة حقيقية ! لم يبتسم مثلها لبيب
(انت لم تكلمينى عن اختك انسة ويستون )و كان صوته ناعما لكنها احست انه غاضب منها و انه لم يبتسم لها الا من اجل اختها فتدخلت ميلانى و ابتسمت له بدلال
(دكتور فيلدينغ انا السبب و الان ساشرح لك كل شىء )و حملت بيب الطفل سيمون و دخلت غرفة النوم و عندما نام الصغير هدات اعصاب بيب قليلا و قررت ان تخبره بالحقيقة فهو ليس قاس كما يظهر و قد يكون هدا الان بعد ان شرحت له اختها الحقيقة بهدوء سيفهم الوضع و يسمح لهم بالعيش بسلام على كل حال هو ليس بحاجة الى هذة الشقة و عادت الى الصالون فسمعته يقول ( لقد جئت لاسترد كتابى )
و كانت ميلانى تبتسم مما يدل على انها سوت المسالة معه
فاسرعت بيب و تناولت كرسيا و مدت يدها الى اعلى الخزانة حيث خبات الكتاب من ايدى الطفل الصغير و لكنها تعثرت و لولا تدخل الطبيب لكانت وقعت و كسرت رجلها ووجدت نفسها بين ذراعيه لكنه تركها بسرعة و كانها تحرقه ثم تناول الكتاب من يدها و خرج و اغلق الباب وراءه بعنف
(لا تقلقى )قالت لها ميلانى (لقد اكد لى انه بامكانى البقاء قدر ما اشاء و هذا يسمح لى بالاهتمام بك فهو واثق انك غير قادرة على الاهتمام بابنك )
(ابنى)
(نعم سيمون فهو يعتبرك والدة سيمون و هو يظن انك بحاجة الى بعض الوقت لكى تتابعى حياتك بشكل طبيعى و اكد لى انه راض عن عملك و لكنه يفضل ان يهتم احد بحالتك النفسية )
(و لكن الم تقولى له شيئا ؟ اانت تهتمين بى؟ انت , ايتها المسكينة ؟ و لكنك غير قادرة على اجتياز الشارع وحدك دون مساعدة لماذا لم تشرحى له شيئا ؟)
(لم استطع لانه لم يترك لى مجالا كان يتكلم كل الوقت عنك و عن ما يجب عمله لك لكى تستعدى الامل فى الحياة على كل حال نحن قررنا اكمال هذة القصة )
(انت قررت! لا انا و كيف سمحت لنفسك ان توهميه باننى انا اعانى من مشكلة نفسية بينما انت التى هجرت زوجك؟ و انا بسببك انت اضطررت لقبول هذا العمل , و اعامل كاننى عبدة و انت لا تملكين الشجاعة للتصرف و لو مرة واحدة كالبالغين)
حاولت ميلانى الدفاع عن نفسها لكن بيب اقفلت ازرار روبها و خرجت من المنزل
لكى لا تضطر لصفع اختها الحمقاء و كان الطقس بارد و قادتها الخطى دون ان تدرى نحو المنزل الكبير و كانت نافذة مكتب الطبيب مضاءة فقط فيه فلمحته يقرا و هو منحنى قليلا و يضع يده على جبينه
لماذا يكرهها ؟ و احست بالحزن و رغبت فى ان تدخل اليه و تشرح له كل المواقف و بينما هى تفكر بتردد انطفا النور فى غرفة المكتب فعادت الى شقتها يائسة
(الدكتور لا يستقبل مرضاه الخصوصين سوى بعد الظهر )شرحت لها الممرضة فاريل التى تبلغ سن التقاعد
(كل يوم بعد الظهر؟) سالت بيب بفضول
( بالطبع لا فهو مثلنا بشر من لحم و دم و بحاجة للراحة و يستقبل المرضى بعد الظهر ثلاثة ايام فقط فى الاسبوع؟ ) و كانت السيدة فاريل ستاخد اجازة لبضعة ايام و تريد ان تعلم بيب كل تفاصيل العمل( اذا كنت تشعرين انك غير قادرة على هذا العمل قولى فبامكاننا ان نحصل على احد اخر )
(اوه لا ارجوك انا متاكدة اننى على المستوى المطلوب )
(و لكن لماذا لم تتابعى دروسك بعد وفاة والدتك ؟ )
بماذا ستجيبها ؟ اتقول لها انها كانت تستعد الى ذلك لكن مشاكل ميلانى منعتها ؟ و هذا العمل الجديد يسمح لها بالتعليم لاكتساب الخبرة و يجب ان تهتم بالمواعيد و بمساعدة المرضى على خلع ملابسهم و اعداد الملفات و تسجيل الملاحظات يبدو لها ان العمل روتينى و ثلاث مرات فى الاسبوع بعد الظهر و بدون العمة نور تكون اشبه بالاجازات
و فى مساء اليوم التالى تحررت العمة نورا فتركت الدكتور و الممرضة و دخلت المكتب لكى تسجل بعض الملاحظات و كانت الانسة تستر غاضبة جدا
(منذ ساعة و انا انتظرك ايتها الفتاة انا لست فى صحة جيدة و انا من يجب عليه الانتقال هذا كثير يفترض بك ان تكونى مرافقتى لاتنسى ذلك )
و كانت تصرخ و نرتجف من الغضب فاجلستها بيب و حاولت تهداتها
(انا اسفة فالدكتور يستقبل بعد ظهر اليوم و كان على ان اعلم )
(سامر اولا يجب ان تبقى بقربى و اشاهد المسلسل التليفزيونى لقد طلبت منك ذلك )
عضت بيب على شفتيها بماذا سينفعها التوتر ؟ فهى لن يمكنها التواجد فى مكانين فى نفس الوقت
(الانسة فاريل ستاخذ اجازة و الطبيب بنفسه طلب منها ان تعلمنى بذلك انا اسفة انسة تستر لكن بامكانك مشاهدة هذا المسلسل لوحدك فانهم يحتاجون لى هنا و …….)
(الدكتور فيلدينغ ليس بحاجة لك ! و انت لست مؤهلة و الاسوء عندما افكر بهذا الطفل ……….) و رغم غضبها لم تجرؤ على تسميته الغير شرعى
(ما بع هذا الطفل ؟) سالتها بيب و قد شحب لونها
(انت تعرفين اكثر من غيرك بالاضافة الى ان ابن اخى بدا يتعب من كل هذا و لقد قال لى ذلك بنفسه )
(اه نعم ؟ ماذا قال ؟)
(قال لى انك ……………)
(فتاة تعمل بنشاط و انا مسرور من عملك !)
التفتت بيب و الدموع تملاء عينيها و اقترب دكتور فيلدينغ منها
(تعالى عمة نورا ساهتم بك ) قال لها الدكتور عندما لاحظ صعوبة تنفسها و اسرعت بيب لمساعدته لكنه اشار لها بان تبتعد
(دع عنك ! الانسة فاريل ستساعدنى )….

و بذلك يكون انتهى الفصل الرابع

 

 

الفصل الخامس
انصدمت بيب ووقفت جابنا و اقتربت الانسة فاريل منه و ساعدته و لاحظت بيب انه لم يطلب لها الدوؤ لابد انه مقتنع انها تبالغ و ما ان فتحت عمته فمها لتشتكى من بيب حتى ارتفع صوت مرح قاطعها عن الكلام
(ايه يا عمتى هل هذة نوبة جديدة ؟)
التفت الجميع فاذا برجل يشبه هالام يقف امام الباب لم تصدق بيب عينيها ان شعره بالفعل اكثر احمرارا من شعرها و بدون سبب شعرت بالراحةو اخيرا وجدت لنفسها مثيلا فى هذا المكان و ظهور هذا الشاب هدا غضب العمة نورا التى ابتسمت و مدت يديها نحوه
و كان هالام يراقب المشهد و كانه يشعر بالغيرة فاحست بيب بالشفقة عليه لابد انه يشعر بانها تفضل اخاه جيف عليه
(انه شعر احمر حقا ! و اخيرا اثبت اخى الكبير حسن ذوقه)
قال جيف ثم اقترب منها و مد يده نحوها بابتسامة عريضة فترددت قليلا امام نظرات الجميع و مدت له يدها
(هيا يا اختاه لا داعى للخجل ! و لا يجب عاينا ان نخفى شعرنا )
فتدخل هالام بهذة اللحظة لمساعدتها ثم خرجوا و تركوها لوحدها الم تكن تكفيها تستر؟ ها هى الان مضطرة لتحمل مزاج فيلدينغ اخر فجلست على كرسيها و اجهشت بالبكاء و لم تستطع تمالك دموعها انها تكره نفسها كم هى غبية ! و ليست لديها من تثق به و عادت لترتب الملفات و عيونها حمراء و فجاة وجدت جيف فيلدينغ امامها
(انا اسف لم يكن على ان اهزاء منك )اخفضت بيب راسها و لم تجبه
( من المؤكد انهم كانوا يسخرون منك فى المدرسة و لا تنكرى لقد اخبرنى هالام و لقد حصل معى هذا الشىء )
(على ذوى الشعر الاحمر ان يتضامنوا ) قالت له مبتسمة
(نعم و لذلك يجب ان تغفرى لى مزاجى و لقد اخبرنى هالام انك مررت بتجربة سيئة و انه لا يجب على ان ازعجك انت بحاجة الى اللطف و لمن يهتم بك )
(هل قال لك ايضااننى مالك مخلوع؟)
(اوه نعم كلمنى ايضا عن ذلك )
(انا اكره اخاك انه مدعى متباهى باى حق يسمح لنفسه بان يحكم على ؟ فهو لا يعرف شيئا عن هذة القصة ) قالت بغضب و لو دخل هالام بنفس اللحظة لرمته بالالة الكاتبة على راسه
(ان ما لا اعرفه تكهنه انه لم يقل الا انه حزين لاجلك و يبو ان اختك تعيش معكو تهتم بطفلك و كما ترين لا داعى لان تبكى فعلى الاقل يوجد شخصان يهتمان بك حتى ثلاثة ايضا )طيبة هذا الشاب جعلتهاتشعر بالراحة و كان قد وضع يده على كتفها و تذكرت فجاة عملها 1 يجب ان تسجل كل الملاحظات و تطبعها على الالة الكاتبة
(اعذرنى لدى عمل يجب ان انهيه ) قالت له بلطف (للحقيقة لم ابدا به حتى الان )
(ساتركك و لكن كما كل عمل يستحق اجره ساعودك لشراب عصير البرتقال المثلج )
عادت بيب الى الملاظات التى اعطاها لها هالام و كانت واضحة و منطقية و منظمة و تحتاج لانهائها هذا اذا لم يزعجها احد و اذا استطاعت التركيز جيدا فهذا الرجل و عمته سيجعلانها مجنونة فسالت دمعة على عينهاو استقرت على انفها و تابعت عملها و لم تنتبه عندما فتح الباب و لم تدرك انها ليست لوحدها الا عندما ناولتها يد منديلا
( شكرا جيف ) همست و هى تتناول المنديل ( اوه عفوا كنت اطبع تقريرك ) اضافت عندما علمت انه هالام
(و لكن لماذا تبكين انسة ويستون ؟)
ثم قرب كرسيا و جلس عليه فاحست انها قريبة جدا منها و هذا ما كان يزعجها
(و هل سمعت سؤالى ؟ لماذا كنت تبكين ؟)
(لا شىء دكتور انا اشعر ببعض الكابة ) و حاولت الابتسام و لكنها لم تنجح فاخذ هالام منديله لكنه احتفظ بيدها فى يده
(انسة ويستون , اذا كنت بحاجة لمن تثقين به اذا كنت تبحثين عن من يحل محل والدك لا تترددى ابدا فانا هنا لمساعدتك)
هذا كثير انها ليست بحاجة الى والد و هى لا تريد ان تثق باحد و خاصة بهذا الرجل فاكتفت بهز راسها و بهذا الوقت دخل جيف و هو يحمل كوبا بيده فارتبك عندما راهما قريبن من بعضهما و انكسب كوب العصير على الملفات فترك هالام يدها بسرعة بينما ضحك اخوه
( كان كوبا كبيرا من عصير البرتقال ) قال مبتسما مما لطف الجو فنهض هالام و ابتسم
(يبدو اننى ازعجت اخاك انه يبتسم لكننى متاكدة من اننى ازعته بمشاكلى )
(ازعجته ليست هذة هى الكلمة التى ساستعملها فتنتيه هى كلمة مناسبة اكثر و لو كنت اعلم لكنت طرقت الباب )
(اوه لا انت واهم لقد وجدنى ابكى و قدم لى منديلا و لمسة ابوية )
(هاى هاى ! احذرى ان الرجال الذين فى الاربعين من عمرهم يحبون مواساة الفتيات الحمراوات المهمومات )
تمنت بيب لو يخرج لكن جيف شعر بذلك لانه انسحب بسرعة فعادت الى عملها
(بيب يا لهذا الحظ فانا لم اخرج من مدة طويلة )قالت ميلانى بحماس
( اتعتقدين انه من الحذر ان تخرجى و اذا راك احد ؟)
(لا داعى للخوف فهذا المنزل بعيد عن منزلى )و فجاة بدا الحزن على وجه ميلانى لابد انها تفكر بزوجها و و منزلها اما بيب فلم تكن تملك مسكنا فى السابق و بعد طلاق والديها عاشت فى المدرسة الداخلية ثم فى مدرسة التمريض و عندما عادت لاهتمام بوالدتها المريضة لم تشعر ايضا انها فى منزلها
و ما يدهشها الان هو هذة الدعوة لماذا يدعوها هالام لقضاء السهرة و هو لم يرها سوى مرة واحدة ؟ مع ان بيب واثقة من احاسيس ميلانى فهى تحب زوجها بيتر كثيرا و كانت بيب سعيدة لراية اختها فرحة و قلقة من هذة السهرة و هكذا خرجت ميلانى مع هالام و ظلت بيب مع الطفل تفكر بالعمة نورا التى حتى مع وجود جيف لم يهدا غضبها الدائم و ايه فتاة غيرها كانت رحلت من اليوم الاول و كان جيف يفعل المستحيل لمساعدتها اما هالام فكان دائما منطويا على نفسه و شعرت بشىء من الغيرة و لكنها ليست غيورة من هذة الدعوة انما من السهولة التى تتاقلم فيها اختها مع كل الظروف ….

  • روايه الرجل الغريب الفصل الثاني عشر
السابق
المراة لا تستطيع التفريق بين الحب والجنس
التالي
اسماء بنات ldgi