افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية مرت من هنا

مرت من هنا

بداية .. احب ان انوه بان من اراد متابعة هذه الرواية .. عليه اولا ان يراجع رواية سيدة الشتاء ( اولى رواياتي في المنتدى ) ان كان قد سبق له قراءتها
او ان يقراها ان لم يكن قد فعل
انا لا اقول بان ( مرت من هنا ) هي جزء ثاني من ( سيدة الشتاء )
ولكنني اقول بانها بطريقة ما … امتداد لها
عالم اخر مواز لها .. يسير معها جنبا الى جنب .. في رحلة مختلفة تماما عنها
احبائي
اولا .. اريد ان اشكر كل من كان له الفضل في وجود هذه الرواية في المقام الاول
ارغب بشكر اغلى مشرفة واروع صديقة عرفتها يوما ( فاطمة كرم ) .. على وقوفها دائما الى جانبي
على دعمها ونصحها البناء .. على تشجيعها .. على تواجدها دائما حولنا
ارغب بشكر ( كاردينيا ) .. صديقة قلبي .. رفيقة دربي .. صدى افكاري .. على الغلاف الرائع الذي لم تذهلني روعته
كما اذهلني كونها اقتبسته مباشرة من مخيلتي .. بابداعها الذي لا ينتهي .. بروحها الصافية التي تسبغها على كل ما لمست يداها

الى (conscience) .. شقيقة روحي .. التي رافقتني كلمة بكلمة .. ولم تبخل علي يوما بالنصيحة .. حتى عندما لم اخذ بها
الى كل صديق لم يتوقف يوما عن الالحاح علي كي ابدا برواية جديدة ..
ارمي بين ايديكم اخيرا بعد ان ثرثرت بما يكفي

مقدمة الكتاب

المقدمة

احساس غريب يجتاحه هذه الايام .. احساس باليتم .. بالحرمان .. لم يعرفه في حياته سوى مرتين
يوم وفاة والده .. عندما كان طفلا صغيرا بالكاد تجاوز العاشرة من عمره .. ويوم تزوجت المراة التي احبها بكل ذرة من كيانه .. برجل اخر .. قبل عام كامل
تحرك خارجا من غرفة نومه الى الشرفة ذات الحاجز الرخامي .. ونظر الى المدينة الهادئة التي كساها ظلام الليل من الطابق الثاني الذي احتل موقعا ممتازا في احد ارقى الاحياء
كان الجو لطيفا .. كما يكون عادة في منتصف شهر نيسان .. مائل الى البرودة .. الا ان هذا لم يزحزحه من مكانه رغم اقتصار ما يرتديه على سروال قصير .. داعبت النسمات الرقيقة وجهه الوسيم .. وعبثت بشعره الداكن الشديد النعومة .. لامست بنيته العضلية المتناسقة فاثارت رجفة صغيرة في اوصاله .. لم يكن البرد سببها
اخذ نفسا عميقا من هواء الربيع المشبع برائحة زهرة العسلة العطرة ..وانصت بخشوع الى الصمت الذي تخلله انشاد صراصير الليل بسمفونيتها المعهودة .. كل هذا السلام لم ينجح في تهدئة روحه المتخبطة .. والثائرة على واقعه المعقد ..
الفوضى التي غمرت احاسيسه .. الشعور باليتم .. والهجر والوحدة .. الاحساس بالغربة في المدينة التي عاش فيها حياته كلها .. قطعا لم يكن ناتجا عن طرده لاخر عشيقاته قبل دقائق قليلة من منزله .. مصرحا لها بكل ما يحمل من قسوة وازدراء بانها لم تعد تثير اهتمامه بعد الان
التقط سيجارة من العلبة الانيقة التي كان يحملها في يده .. ودسها بين شفتيه وهو يشعلها بالية
ما الذي يريده بالضبط ؟ ما الذي يحتاج اليه ؟ الى ما يتوق رجل امتلك فعليا كل شيء .. المال الوفير .. المركز الاجتماعي المرموق .. الاسم العريق الذي تعود اصالته لاجيال عدة .. بالاضافة الى جاذبية رجولية ساحقة يحسده عليها معظم الرجال .. وتتهافت عليها النساء من كل صوب
اذن .. لقد تزوجت حبيبته من رجل اخر .. يا له من امر جلل .. لقد تمزق قلبه الى اشلاء .. وفقد كل قدرة له على العطاء العاطفي .. الا انه ما يزال حيا .. صحيح ؟
يعيش وحيدا في المنزل الذي بناه قبل سنوات على امل ان تدخل اليه عروسا في يوم من الايام .. وها هو الان ..منزل جميل واسع .. وخالي .. وموحش بدون وجودها فيه معه
لم يكن له من ونيس في حياته سوى عمله الجاد ليزيد من ضخامة ثروته الطائلة اساسا .. الا ان هذا لم يمنعه من الاستمتاع بالمراة .. تلو الاخرى .. تلو الاخرى .. تدخل احداهن حياته بشكل عابر .. تمنحه متعة وقتية .. مخدرا لا يدوم مفعوله طويلا لالام جسده .. قبل ان يملها .. ويرميها خارجا
دون ان يسمح لاحداهن باقتحام قلبه مجددا .. لقد سبق وقدمه لامراة واحدة .. رفضته بكل ازدراء .. ورمته عند قدميه بلا اعتبار .. قاومت كل محاولاته المتطرفة والقاسية للسيطرة عليها بشراسة قطة برية متوحشة .. وفي النهاية .. كانت من نصيب رجل اخر
لقد فاز الرجل الافضل بالجائزة
فكر بهذه العبارة بمرارة وهو يسحب النفس تلو الاخر من سيجارته المحترقة .. وماذا بعد ؟ … الى متى سيظل على هذه الحالة الميؤوس منها من تعذيب للنفس .. ونكران للذات .. رفض للحاضر .. وامتعاض من المستقبل المجهول .. نعم .. لقد كانت حالته مزيج من كل هذه التناقضات .. بالاضافة الى حنين قاتل الى ماضي بريء وبسيط
حنين الى السنوات التي سبقت دخوله منزل عمه الكبير .. عندما كان والده ما يزال حيا .. والده الطيب البسيط الذي كانت تكفي ابتسامة او لفتة بريئة لتمنحه السعادة .. وهو ما لم ينطبق ابدا على والدته التي لم تكتف قط بما لديها
ما زال يذكر ذلك اليوم عندما اوصلته والدته الى الباب المعدني الكبير للفيلا الفخمة .. بعد ايام قليلة من وفاة والده .. نظرت الى المنزل الضخم .. الذي بني كل حجر فيه بقصد التباهي بالثراء .. ثم نظرت اليه وهي تقول بجمود :- من الان فصاعدا .. هذا المكان سيكون بيتك .. وذلك الرجل .. سيهتم بك شاء ام ابى .. لن يجرؤ على التخلي عنك كما سبق وتخلى عن والدك
كان خائفا .. مجرد طفل صغير فقد والده لتوه .. مصدوم بالوجه الحقيقي لامه والذي انكشف له مؤخرا
استقبلهما ذلك الرجل المهيب .. الذي لم يسبق له رؤيته .. رجل ضخم انيق الثياب .. ملامحه القاسية كانت شديدة الصرامة .. وقف في البهو الواسع .. المترف الاثاث .. المضاء بثريات ضخمة متلالئة تدلت من السقف المرتفع
نظر الرجل الغريب الى والدته المتوترة .. التي وضعت يديها على كتفيه لتدفعه الى الامام :- هاهو ابن اخيك يا سيد محمود
انتقل نظر الرجل نحو الطفل .. الذي حدق فيه برهبة وخوف .. شيء ما تخلل قسوة عينيه الخضراوين .. قبل ان ينظر اليها قائلا ببرود :- سيصلك الشيك عبر المحامي هذا المساء
في تلك المرحلة العمرية المبكرة .. لم يدرك او يفهم بان امه تبيعه للرجل الغريب .. كل ما احس به هو الخوف والذعر عندما تركته بدون اي كلمة .. وغادرت المكان تماما
لم يبك .. فلطالما كرهت امه دموعه .. كانت تقول بفظاظة بان الرجل لا يبكي ابدا .. بينما كان ابوه يغمزه من ورائها وكانه يقول له بان امه مخطئة .. وان كليهما سيخفي هذا السر عنها
هذه المرة لم يستطع ان يبكي امام العينين المتفحصتين .. دوى صوت الرجل الصارم يقول :- اقترب يا فتى
اقترب بساقين مرتعشتين .. وقف امام الرجل الذي عاد يقول امرا :- ارفع راسك عاليا .. فانت من ال النجار .. ام انك قد ورثت ضعف ابيك واستكانته ؟
الكلمات استفزت ابن العشرة اعوام .. فرفع راسه غاضبا ليواجه العينين القاسيتين بتحدي .. ساد الصمت لدقائق طويلة .. وكل منهما يحدق في الاخر باصرار ..قبل ان تلين ملامح الرجل الذي ربت على راس الفتى الداكن قائلا بهدوء :- لك ملامح والدك .. وعيني جدك رحمهما الله .. وروح ال نجار التي لا تقهر .. اهلا بك في بيتك يا بني
نبرة الرجل لم تكن لطيفة وهو يرحب به في بيته الجديد .. الى انه شعر بالدفء عندما سمع كلمة بني من الرجل الذي استطاع منذ اللحظة الاولى .. وبكلمات قليلة .. ان يكسب احترام الطفل
من مدخل جانبي .. صدرت حركة نبهتهما معا ..التفت الفتى نحو السيدة الجميلة .. التي وقفت حاملة بين ذراعيها رضيعة شديدة الحلاوة .. سرقت قلبه من النظرة الاولى .. كانت المراة تنظر اليه بفضول شديد .. مع لطف ورقة لم يجدهما ابدا لدى والدته ..
اما ما لفت نظره حقا .. كان ذلك الخيال الاشقر القصير القامة والذي اختبا خلف تنورة السيدة .. وكانه يامل بالا يلاحظه احد
قال السيد محمود بهدوء :- هذه ستكون عائلتك الجديدة .. زوجة عمك ستكون كوالدة لك منذ الان .. كما ستكون ابنتي عمك بمثابة شقيقتين لك
ابتسمت السيدة مؤكدة على كلام زوجها .. بينما اطلت الطفلة الشقراء ذات السنوات الخمس من خلف ساقي امها .. لترمقه بنظرات شديدة الخضرة .. تصرخ بالرفض القاطع .. ساهمت مع فمها الاحمر المبروم بتمرد الى الامام .. في خلق صورة فاتنة جعلته يشعر بحاجة غريبة بدات تتولد داخله .. حاجة ملحة لجعل هذا الفم العنيد يبتسم له في النهاية
لاحظ السيد محمود النظرات المتبادلة بين الصغيرين .. فمد يده نحو الطفلة قائلا بهدوء :- تعالي يا اماني .. ورحبي بابن عمك صلاح
في اللحظة التي تجاهلت الطفلة فيها امر والدها .. واختفت عن الانظار على الفور عبر احد الابواب الجانبية .. عرف صلاح بان حياته بسببها هي .. لن تكون سهلة على الاطلاق
وهاهو بعد اكثر من عشرين عاما .. بينما هو واقف في شرفة منزله .. ينفث دخان سيجارته بعنف ومرارة ..
يشك بانه قد يعرف الراحة يوما

  • رواية مرت من هنا
  • تحميل رواية مرت من هنا كاملة pdf
  • رواية مرت من هنا pdf
  • تحميل رواية مرت من هنا
  • تحميل رواية مرت من هنا pdf
  • رواية مرت من هنا facebook
  • مرت من هنا pdf
  • مرت من هنا منتدى غرام
  • تحميل رواية مرت من هنا كاملة
  • رواية مرت من هنا فيسبوك
السابق
ملخصات لغة عربية للمرحلة الثانوية
التالي
حليب نيدو 400 جم يكفي كام كوب