مشكلة المخدرات من اخطر
المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم اجمع وطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 800 مليون من البشر يتعاطون المخدرات او يدمنونها والادمان على مخدر ما يعني ان تكون رغبة قوية وملحة تدفع المدمن الى الحصول على المخدر وباي وسيلة وزيادة جرعته من وقت لاخر مع صعوبة اواستحالة الاقلاع عنه سواء للاعتماد (الادمان) النفسي او لتعود انسجة الجسم عضويا وعادة ما يعاني المدمن من قوة دافعة قهرية داخلية للتعاطي بسبب ذلك الاعتماد النفسي او العضوي ولقد تضافرت عديد من العوامل السياسية الاقتصادية والاجتماعية لتجعل من المخدرات خطرا يهدد العالم كما جاء في بيان لجنة الخبراء بالامم المتحدة “ان وضع المخدرات بانواعها في العالم قد تفاقم بشكل مزعج وان المروجين قد تحالفوا مع جماعات ارهابية دولية لترويج المخدرات ” ولو استخدمت الانسانية 20% من الاموال المتداولة بتجارة المخدرات الدولية لاختفت الامية من العالم ؟؟ اما 40% من تلك الاموال فهي كفيلة بمكافحة الجوع نتيجة (التصحر) في كل ارجاء العالم و60% من تلك الاموال تقضي على الفقر في 27 دولة هي الاكثر فقرا من بين دول العالم لكن (كارتيلات) تصنيع المخدرات لم تكن ابدا لتنظر الى حقائق انسانية بل كانت تحرص على جني المزيد من الارباح والاموال الملوثة بدماء ضحاياها في كل مكان والمخدرات التخليقية جاءت وبكل اسف لتمثل تحالف العلم مع العقول الشيطانية بدلا من تسخير قدرات العلماء لانتاج ادوية او اغذية تفيد البشرية جاءت تلك المخدرات لتضيف بعدا اكثر ماساوية ولتوقع المزيد من الضحايا بصورة قاسية للغاية.
تعريف المخدرات: المخدرات هي كل مادة طبيعية او مستحضرة في المعامل من شانها اذا استخدمت في غير الاغراض الطبية او (الصناعية الموجهة ) ان تؤدي الى فقدان كلي او جزئي للادراك بصفة مؤقتة وهذا الفقدان الكلي او الجزئي تكون درجته بحسب نوع المخدر وبحسب الكمية المتعاطاة كما يؤدي الاعتياد او الادمان بالشكل الذي يضر بالصحة الجسمية والنفسية والاجتماعية للفرد وتعرف منظمة الصحة العالمية المخدرات كالتالي ” هي مادة خام او مستحضرة او تخليقية تحتوي عناصر منومة او مسكنة او مفترة من شانها اذا استخدمت في غير الاغراض الطبية ان تؤدي الى حالة من التعود او الادمان مسببة الضرر النفسي او الجسماني للفرد والمجتمع “
الفرق بين الادمان والتعود: المخدرات في مجملها تؤثر على المخ وهذا سر تاثيرها والكثير منها يتسبب في ضمور(موت) بعض خلايا الجزء الامامي لقشرة الدماغ . وبعض المخدرات تسبب اعتمادا نفسيا دون تعود عضوي لانسجة الجسم اهمها : القلب (الحشيش ) التبغ , القات , وعند توفر الارادة لدى المتعاطي فان الاقلاع لا يترك اي اعراض للانقطاع . وبالمقابل هناك انواع تسبب اعتمادا نفسيا وعضويا اهمها : الافيون , المورفين , الهيرويين , الكوكايين , الكراك وكذلك الخمور وبعض المنومات والمهدئات والاقلاع عن تعاطي تلك المخدرات يتسبب في اعراض انقطاع قاسية للغاية تدفع المتعاطي للاستمرار بل وزيادة تعاطيه . لذلك فان الانتباه لعدم الوقوع في شرك المخدرات هو النجاة الحقيقية ويجب المبادرة الى طلب المشورة والعلاج مهما كانت مرحلة الادمان حيث تتحقق المكاسب الصحية لا محالة.
مرحلة الادمان : يمر المدمن او المتعاطي بصورة دورية , عادة مايمر بثلاثة مراحل هي :
1- مرحلة الاعتياد : وهي مرحلة يضطر يتعود فيها المرء على التعاطي دون ان يعتمد عليه نفسيا او عضويا وهي مرحلة مبكرة غير انها قد تكون قصيرة للغاية او غير ملحوظة عند تعاطي بعض المخدرات مثل الهيرويين المورفين والكراك .
2- مرحلة التحمل : وهي مرحلة يضطر خلالها المدمن الى زيادة الجرعة تدريجيا وتصاعديا حتى يحصل على الاثار نفسها من النشوة وتمثل اعتيادا نفسيا وربما عضويا في ان واحد .
3- مرحلة الاعتماد الاستبعاد او التبعية : وهي مرحلة يذعن فيها المدمن الى سيطرة المخدر ويصبح اعتماده النفسي والعضوي لا ارادي ويرجع العلماء الى تبدلات وظيفية ونسيجية بالمخ اما عندما يبادر المدمن الى انقاذ نفسه من الضياع ويطلب المشورة والعلاج فانه يصل الى مرحلة الفطام والتي يتم فيها وقف تناول المخدر بدعم من مختصين في العلاج النفسي الطبي وقد يتم فيها الاستعانة بعقاقير خاصة تمنع اعراض الاقلاع.
تصنيف المخدرات :
يمكن تقسيم المخدرات وتصنيفها بطرق عديدة نختار منها التالي :
1- مخدرات طبيعية واهمها واكثرها انتشارا : الحشيش والافيون والقات والكوكا .
2- المخدرات المصنعة واهمها : المورفين والهيرويين والكودايين والسيدول والديوكامفين والكوكايين والكراك .
3- المخدرات التخليقية واهمها عقاقير الهلوسة والعقاقير المنشطة والمنبهات والعقاقير المهدئة .
اسباب تعاطي المخدرات :
1- اصدقاء السوء : فالصحبة السيئة ورفاق السوء كثيرا ما يكونوا سببا في تعاطي المخدرات للرغبة في التقليد .
2- توفر المال مع وقت الفراغ : قد يكونان عاملان اساسيان في اقبال الشباب على تعاطي المخدرات اذا لم يجد التوجيه السليم لقضاء وقت الفراغ بما هو نافع في مقابل عدم وجود التوعية الرشيدة لطريقة الانفاق المالي ومصاريفه .
3- الاعتقاد الخاطئ بان المخدرات تزيل الشعور بالقلق والاكتئاب والملل وتزيد القدرة الجنسية .
4- الاهمال الاسري للجوانب التربوية وكثرة المشاكل الاسرية بما يسهل انحراف الابناء .
5- حب الاستطلاع والفضول لفئة من الناس في تجربة اشياء غير مالوفة دون مبالاة لاثارها فيسقط في هاوية الدمار والهلاك .
6- استخدام المواد المخدرة للعلاج استخداما سيئا لا يتبع فيه ارشادات الطبيب بما يسبب الادمان .
7- الصراع السياسي بين بعض الدول وسعيها للحصول على اسرار الاخرين فالمخدرات هي البوابة لمثل هذه الصراعات .
اضرار المخدرات :
الاضرار الاجتماعية والخلقية :
1- انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الاولى للمجتمع وهي ضياع الاسرة .
2- تسلب من يتعاطاها القيمة الانسانية الرفيعة وتهبط فيه في وديان البهيمة حيث تؤدي بالانسان الى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا لا يغار على محارمه ولا على عرضه وتفسد مزاجه ويسوء خلقه
3- سوء المعاملة للاسرة والاقارب فيسود التوتر والشقاق وتنتشر الخلافات بين افرادها.
4- امتداد هذا التاثير الى خارج نطاق الاسرة حيث الجيران والاصدقاء .
5- تفشي الجرائم الاخلاقية والعادات السلبية , فمدمن المخدرات لا يابه بالانحراف الى بؤرة الرذيلة والزنا ومن صفاته الرئيسية الكذب والكسل والغش والاهمال .
6- عدم احترام القانون والمخدرات قد تؤدي بمتعاطيها الى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغبات شيطانية.
الاضرار الاقتصادية :
1- المخدرات تستنزف الاموال وتؤدي الى ضياع موارد الاسرة بما يهددها بالفقر والافلاس.
المخدرات تضر بمصالح الفرد ووطنه لانها تؤدي الى الكسل والخمول وقلة الانتاج .
3- الاتجار بالمخدرات طريق للكسب غير المشروع لا يسعى اليه الا من فقد انسانيته .
4- ان كثرة متعاطي المخدرات يزيد من اعباء الدولة لرعايتها لهم في المستشفيات والمصحات وحراستهم في السجون ومطاردة المهربين ومحاكمتهم .
الاضرار الصحية :
1- التاثير على الجهاز التنفسي حيث يصاب المتعاطي بالنزلات الشعبية والرئوية وكذلك بالدرن الرئوي وانتفاخ الرئة وسرطان الشعبي
2- تعاطي المخدرات تزيد من سرعة دقات القلب ويتسبب بالانيميا الحادة وخفض ضغط الدم كما تؤثر على كريات الدم البيضاء التي تحمي الجسم من الامراض .
3- يعاني متعاطي المخدرات من فقدان الشهية وسوء الهضم والشعور بالتخمة خاصة اذا كان التعاطي عن طريق الاكل مما ينتج عنه نوبات اسهال وامساك كما تحدث القرحة المعدية والمعوية ويصاب الجسم بانواع من السرطان لتاثيرها على النسيج الليفي لمختلف اجهزة الهضم .
4- تاثير المخدرات على الناحية الجنسية فقد ايدت الدراسات والابحاث ان متعاطي المخدرات من الرجال تضعف عنده القدرة الجنسية.
5- التاثير على المراة وجنينها وهناك ادلة قوية على ذلك فالامهات اللاتي يتعاطين المخدرات يتسببن في توافر الظروف لاعاقة الجنين بدنيا وعقليا .
6- الامراض النفسية كالقلق والاكتئاب والنفسي المزمن وفقدان الذاكرة وقد تبدر من المتعاطي صيحات ضاحكة او بسمات عريضة ولكنها في الحقيقة حالة غيبوبة ضبابية .
7- تؤدي المخدرات الى الخمول الحركي لدى متعاطيها .
8- تدهور في الصحة العامة وذبول للحيوية والنشاط
طرق الوقاية من المخدرات :
1- لاشيء يعين المرء على تحقيق ماربه الا بالايمان فمن تسلح بها نجح ومن سار على الجادة وصل وان يكون كل قصده هو التقرب الى الله بترك محرماته .
2- على المتعاطي ان يتذكر كلما عزم على التعاطي ان اخذ المخدر سيزيد مشاكله تعقيدا
3- كتابه اخطار تعاطي هذه المحرمات بخط واضح ووضعها في مكان بارز وقراءتها بين اونة واخرى حتى تتجدد العزيمة .
4- ملاحظة الحالة الصحية وتطورها وعدم التذمر عند الشعور بالام الراس والعضلات فعليه بالارتياح كون الالام هذه اشارة على تخلص الجسم مما تراكم فيه من سموم .
5- مزاولة الرياضة بالشكل السليم .
6- الانقطاع عن الاماكن التي اعتاد على تناول فيها تلك المواد وكذلك الاصحاب الذين يتعاطونها .
7- اشغال وقت الفراغ بما ينفعه.
8- عقد صداقة دائمة مع الابناء .
9- زرع الثقة المتبادلة بين الاهل والابناء وتوطيد العلاقة القوية بينهم .