افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية الكوبرا

 

 

الملخص :

ما الصندوق الاسود الذي تحمله طائرة تجسس مجهولة ؟
من ذالك الرجل الذي يطلق عليه رجال المخابرات اسم ( الكوبرا ) ؟؟
ترى اينجح ( ادهم صبري ) في الحصول على الصندوق الاسود ام يسقط ضحية لسم الكوبرا ؟؟
اقرا التفاصيل المثيرة لترى كيف يعمل ( رجل المستحيل ) …..

 
1

– الصندوق الاسود

رفع مدير المخابرات المصرية عينيه في هدوء يتامل رجل المخابرات الواقف امامه بقامته الممشوقة وكتفيه العريضتين ووجهه الوسيم الهادئ الذي يجمع في مزيج عجيب ما بين الحزم والقوة والسخرية والاستهتار ثم اشار الي المقعد المجاور له وقال وهو يحول عينيه عن رج المخابرات :
اجلس يا ( ن- 1) هناك مهمة عاجلة تحتاج الي رجل مثلك .
جلس ( ادهم صبري ) في هدوء وابتسم وهو يقول :
انني اتشوق لذالك يا سيدي فمنذ عودتي الي الصفوف في الشهر الماضي لم تسند الي اي مهمة مثيرة .
مط مدير المخابرات شفتيه وغمغم في هدوء :
مهمتك هذه المرة ستكون اكثر من مثيرة يا ( ن – 1 ) ثم اعتدل وشبك اصابع كفيه امام وجهه وهو يستطرد :
امس فجرا عبرت مجالنا الجوي طائرة استطلاع وتصوير مجهولة الهوية على ارتفاع شاهق واطلقنا خلفها صواريخنا المضادة للطائرات فراوغت وناورت في مهارة ونجحت في الافلات منها ولم يكن امام قوات الدفاع الجوي حينئذ الا اعتراضها بطائرة مقاتلة فاصابتها واسقطتها .
عقد ادهم حاجبيه وهو يغمغم :
من اسقط من ؟؟
غمغم مدير المخابرات في استنكار :
طائرتنا اسقطتها بالطبع يا ادهم هل تشك في كفاءة مقاتلينا ؟؟
هز ادهم كتفيه وقال :
لا بالطبع ولكنني ظننت ان هذه النتيجة تلغي وجود مهمة ما .
قلب مدير المخابرات كتفيه وقال :
كان هذا هو المفروض يا ( ن -1) ولكن الطائرة لم تسقط هنا .
عاد حاجبا ادهم ينعقدان في تساؤل وتابع مدير المخابرات في اهتمام بالغ :
حينما لحقت طائراتنا بطائرة التجسس واشتبكت معها كانت تلك الاخيرة قد وصلت الي شاطئ الاسكندرية وعندما اصيبت امكنها مواصلة انطلاقها بعض الوقت ولم تستطع مقاتلاتنا تعقبها نظرا لخروجها من مجالنا الجوي ولكنها لم تلبث ان اشتعلت وسقطت بعد جزر ايوني وانفجرت امام السواحل اليوغسلافية وهوت اشلاؤها في البحر الادرياتي .
صمت مدير المخابرات لحظة ولم يحاول ادهم التعليق بكلمة واحدة حتى عاد المدير يستطرد :
في كل الطائرات المقاتلة يوجد ما يسمى بالصندوق الاسود وهو ذالك الجهاز الذي يسجل كل ما مر بالطائرة منذ انطلاقها وحتى عودتها وهذا الصندوق الاسود مقاوم لكل انواع الانفجارات وفي حالة طائرة التجسس هذه سيحوي الصندوق الاسود كل ما التقطته الطائرة من معلومات وصور عن خطوطنا الدفاعية .
غمغم ادهم وقد فهم مهمته :
سنعثر عليه يا سيدي .
ابتسم مدير المخابرات لفطنة ادهم وقال :
لن تكون وحدك من يفعل او من يحاول ان يفعل يا ادهم .
ثم زفر في قوة قبل ان يردف في اهتمام وقلق :
لقد اكدت معلوماتنا اننا لم نكن اول هدف لطائرة التجسس هذه فلقد انطلقت من نقطة مجهولة لتحلق فوق الاراضي السوفييتية و ايران والعراق والجزء الشمالي من المملكة العربية السعودية ثم مصر حيث انتهت رحلتها باسقاطنا لها وهذا يعني ان صندوقها الاسود سيحمل بالضرورة بعض المعلومات عن هذه الدول وان بعضها لن يفرط في تلك المعلومات التي قد تضر بامنه .
بدات المهمة تاخد ابعادا جديدة في عيني ادهم وهو يغمغم في اهتمام:
ستكون المعركة عنيفة اذا .
هز مدير المخابرات راسه وقال :
في اجتماع لوزارات الخارجية امس قررت العراق والسعودية ترك هذا الامر لمخابراتنا وعلى الجانب الاخر قررت ايران وروسيا اسناد المهمة للمخابرات السوفييتية ( كي.جي.بي ) ولقد اختارت روسيا لهذه المهمة اخطر واشرس رجالها على الاطلاق .
ثم اردف في لهجة تؤكد خطورة الرجل : اختارت سيرجي كوربوف
تالقت عينا ادهم في جذل وتراقصت ابتسامة شبه ساخرة على شفتيه وهو يقول :
الكوبرا ؟! لقد قرات عن هذا الرجل كثيرا في ملفاتنا يا سيدي ولقد تمنيت مواجهته دائما .
عقد مدير المخابرات حاجبيه وهو يقول :
انها ليست عبة يا ن-1 فالمخابرات السوفييتية لم تطلق على سيرجي كوربوف اسم الكوبرا عبثا فهو يفوق تلك الحية شراسة وقوة وهو بارد كثلوج سيبيريا التي ينتمي اليها قاس كالفولاذ قوي كالاسد حاد الذكاء.
ابتسم ادهم وهو يقول في سخرية :
انه غريم مثالي يا سيدي .
مط مدير المخابرات شفتيه وغمغم وهو يهز راسه :
يدهشني استهتارك بمثل هذا الرجل يا ن-1 فستعملان هذه المرة في يوغسلافيا وهو ينتمي اليها باكثر منكما وسيزيده هذا قوة وشراسة .
نهض ادهم من مقعده وسال في اهتمام :
ماذا تعني بكلمة ستعملان هذه يا سيدي ؟ هل تراجعت منى عن استقالتها ؟ ( راجع قصة شيطان المافيا )
هز مدير المخابرات راسه نافيا وقال :
ستعمل مع زميل هذه المرة يا ادهم .
وسرت في ملامحه سحابة عابرة من قلق غامض وهو يستطرد :
الملازم خالد احدث من انضم الي سلك المخابرات .
ثم وضع يده على كتف ادهم واردف في لهجة عاطفية ادهشت هذا الاخير :
اريد منك ان تصنع منه رجل مخابرات لا يشق له غبار يا ادهم .
غمغم ادهم وهو يتفرس في وجه مدير المخابرات في اهتمام :
انها مهمة مزدوجة اذا
عقد مدير المخابرات حاجبيه وهز راسه نافيا في قوة وهو يقول في صرامة :
لا انها مهمة واحدة ستحاولان الحصول على الصندوق الاسود فحسب .
ساله ادهم في هدوء :
مهما كان الثمن ؟!
ارتفع حاجبا مدير المخابرات في انفعال واضح ثم عادت اليه صرامته وهو يجيب :
نعم …. مهما كان الثمن .
ساد الصمت لحظة ثم قال ادهم في هدوء :
سنفعل يا سيدي باذن الله

 

2- الزميلان ..

استنشق ادهم هواء يوغسلافيا المائل الي البرودة في العاصمة بلجراد ثم التفت الي الشاب الذي يجاوره وتامل في ملامحه للمرة الثانية في اهتمام ..
كان في اوائل العشرينات وسيم مجعد الشعر قصيره له بشرة سمراء وعينان عسليتا اللون حليق الوجه طويل القامة ممشوق القوام ..
وكان يبدو هادئا كانه لا يدري شيئا عن خطورة مهمتهما مما جعل ادهم يساله في هدوء مماثل :
اهي اول فعلية لك يا خالد .؟؟
اوما خالد براسه في هدوء واجاب في بساطة :
نعم لقد اجتزت كل الاختبارات بدرجة ممتاز وتلقيت تدريبات خاصة ومكثفة مدة عام كامل في مدرسة المخابرات ونجحت في كل المهام المدروسة التي قمت بها ولكنها اول مرة اعمل فيها على الطبيعة .
ابتسم ادهم وقال :
لقد قرات تقاريرك كلها يا خالد وهي تبشر بمستقبل رائع في عالم المخابرات ولكن …..
اعتدل وهو يستطرد في اهتمام :
المهام الفعلية امر مختلف فمن ستواجههم هذه المرة لن يكتفوا بكتابة التقارير ولن تكون رصاصاتهم من نوع الفشنك بل انك ستواجه رجالا لا تعرف قلوبهم الرحمة ورصاصات لن تتردد في اختراق جسدك .
ابتسم خالد وهو يقول :
هل تحاول اخافتي بذكر هؤلاء الاشرار.
هز ادهم راسه نافيا وهو يقول :
لا يوجد اشرار في عالم امخابرات يا خالد فالكل اخيا ر لانهم يقاتلون من اجل اوطانهم لكن الشر قد يكمن في اسلوب وطريقة القتال .
غمغم خالد في ضجر واضح :
ساحاول دراسة ذالك عندما ننتهي من مهمتنا
صمت ادهم لحظة وقد اثار اسلوب الملازم الشاب ضيقه وقال بلهجة حازم :
حسننا اننا لن نضيع وقتنا سنذهب فورا الي سبلت على الساحل الادرياتي فسنحتاج الي الغوص بحثا عن الصندوق الاسود .
اعتدل خالد وقال باهتمام :
هل تعتقد ان الكوبرا سيلجا الي ذالك ايضا ؟؟
مط ادهم شفتيه وغمغم في هدوء :
ليس وحده يا خالد سنواجه جهازين للمخابرات على الاقل .
ثم اردف في سخرية :
ستكون العركة حامية الوطيس .

التقط رجل مربع الوجه عريض الفك اشقر الشعر قصيره زجاجة من الفودكا وصب منها القليل في كوب كريستالي صغير ورفع الكوب الي عينيه الزرقاوين الضيقتين وكانه يبعث فيه بعضا من برودتهما القاسية ثم تذوقه بشفتيه قبل ان يمطهما ويقول في برود :
ليست كمثيلتها في موسكو ولكن لا باس بها .
اجابه شاب نحيل تشف لحيته الذهبية وملامحه الباردة عن اصله البلطيقي :
انني احمل خبرا مثيرا ايها الرفيق سيرجي .
ادار اليه سيرجي كوربوف عينيه الباردتين كالثلج وقال في هدوء عجيب دون ان تهتز خلجة واحدة في وجهه الجامد :
هل وصل رجل المخابرات المصري الي هنا ؟؟
ظهرت الدهشة على وجه الشاب النحيل وغمغم في حيرة :
نعم ايها الرفيق سيرجي لقد وصل الي سبلت منذ دقائق وبصحبته شاب في منتصف العشرينات هل تعلم من هو رجل المخابرات المصري الذي كلفته المخابرات المصرية العثور على الصندوق الاسود ؟؟
ارتشف سيرجي بعض الفودكا في هدوء وقال وكانما الامر لا يعنيه : دعني اخمن يا عزيزي الكسندروف ان العثور على الصندوق الاسود مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد فالصندوق يرقد هنا في قرار البحر امام شاطئ سبلت والسلطات اليوغسلافية تبحث عنه في اهتمام بالغ بعد ان التقطت اجهزتها انفجار الطائرة امام سواحلها ونحن ايضا نبحث عنه وكذالك مخابرات تلك الدولة المجهولة التي تخصها طائرة التجسس وهذا يحيل المهمة الي بند المهام المستحيلة اذا فالرجل المناسب الوحيد لمثل هذه المهمة هو ذالك الذي انتهك حرمة الاتحاد السوفييتي مرتين فاسقط طائرتنا في واحدة وفر من معتقل سيبيريا في الثانية واعني به ادهم صبري .
هتف الكسدروف في مزيج من الدهشة والاعجاب :
ياللشيطان هذا صحيح ايها الرفيق سيرجي كيف تعلم كل هذا ؟؟
لوح سيرجي بكفه في لا مبالاة وكان ذالك لا يحتاج الي تفسير فعاد الكسنروف يسال في اهتمام :
هل نعمل على التخلص منه ؟
ابتسم سيرجي ابتسامة بالغة الخفوت عادت بعدها ملامحه الي برودها وهو يقول :
يالك من احمق متعجل يا الكسندروف ان ادهم صبري سيبذل اقصى وسعه للحصول على الصندوق الاسود وانا واثق من انه سيحصل عليه فالنتركه يفعل اذا وليقاتل هو ويناور وسنكتفي نحن بمراقبته في دقة وسنحصي انفاسه حتى نجد الصندوق وعندئذ ….
اكتفى باشارة واضحة من يده تكمل عبارته فابتسم الكسندروف وغمغم في انبهار :
نعم ايها الرفيق سيرجي سنتركه حتى يحوز الصندوق ثم نقتله ونحصل نحن على الصندوق الاسود هذا عظيم .. عظيم ايها الكوبرا .
تطلع خالد من نافذة حجرته بالفندق الي شاطئ سبلت ومط شفتيه وهو يغمغم في ضيق :
المهمة تبدو للوهلة الاولى مستحيلة ايها المقدم فالشرطة اليوغسلافية تملا الشاطئ وعمليات البحث عن حطام الطائرة لا تتوقف والتسلل عبر كل هذا النطاق مستحيل بالنسبة لاجنبين مثلنا .
ثم التفت الي حيث يجلس ادهم واردف في اهتمام :
اليس كذالك ؟؟
ولكن حاجبيه ارتفعا في دهشة وهتف :
ياالهي كيف فعلت هذا ؟!!
كان ادهم قد ابدل ملامحه في مهارة فاكتسب شعره لونا ذهبيا وتالقت عيناه بلون ازرق جميل وحملت شفتاه شاربا كثا من لون نفس الشعر وابتسم وهو يقول :
لا تفغر فاك الي هذا الحد يا خالد فهو تنكر بسيط للغاية .
لوح خالد بكفه وهو يغمغم في مزيد من الدهشة :
ولكنني ادرت عيني عنك لعشر دقائق لا غير .
هز ادهم كتفيه وقال في لا مبالاة :
انها تكفي وتزيد يا زميلي العزيز الم اقل لك انه تنكر بسيط للغاية .
ثم اردف باللغة اليوغسلافية :
امامك الان مواطن يوغسلافي مخلص .
ضحك خالد وهو يقول بالعربية :
ماذا تظن اننا سنفعل ؟
ابتسم ادهم وهو يقول :
سنغوص الي اعماق البحر الادرياتي يا زميلي العزيز وسنفعل ذالك في منتصف الليل تماما .
ساله خالد في اهتمام :
وهل تعتقد اننا سوف نعثر على الصندوق الاسود ؟
هز ادهم كتفيه وقال في بساطة :
سنحاول يا زميلي العزيز
ثم تالقت عيناه جذلا وهو يردف :
وهناك من سيقودنا اليه اراهنك على ذالك .

3 اعماق الموت

انساب زورق صغير على مياه البحر الادرياتي في منتصف الليل تماما وغمغم خالد من فوقه في قلق :
اننا نخاطر مخاطرة كبيرة في هذا التصرف يا سيادة المقدم فو اوقفنا خفر السواحل ….
قاطعه ادهم في هدوء وهو يثبت منظار الغوص فوق عينيه :
لا تقلق يا خالد اننا نبعد كثيرا عن منطقة البحث وسنذهب الي هناك غوصا .
ثم اردف وهو يثبت اسطوانتي الاكسجين خلف ظهره :
ثم اننا لن نكون وحدنا هناك
عقد خالد حاجبيه وهو يسال :
انها ثاني مرة تكرر قولك هذا يا سيادة المقدم هل تعني ان سيرجي سيغوص للبحث عن الصندوق الاسود ايضا
غمغم ادهم في هدوء :
لا يا خالد انني لا اعني الكوبرا بل اعني اصحاب الصندوق الاسود الحقيقيين .
ازداد انعقاد حاجبي خالد وهو يغمغم :
ماذا تعني ؟؟
تنهد ادهم وهو يقول :
ان اصحاب طائرة التجسس ايا كانوا هم اول من سيبذل المجهود للحصول عليه ولا ريب انهم يمتازون بمعرفة مواصفاته وقد يمتلكون جهازا ما يرشدهم اليه .
ثم اشار الي يخت صغير يبدو في صعوبة على ضوء القمر واردف : وهذا اليخت يقف هناك منذ الصباح وعلى متنه عدد من الرجال يتظاهرون بممارسة الصيد والاسترخاء على سطحه ولكنني واثق من انهم لا يفعلون ذالك الان .
واشار الي سطح البحر وهو يستطرد في سخرية :
وقد نلتقي بهم هناك .
قال عبارته وقفز من الزورق ليغوص في اعماق البحر فهز خالد راسه وابتسم وهو يقول :
يا لك من رجل!!وتناول مصباحا صغيرا واحكم وضع منظار الغوص على عينيه وتبع ادهم الي الاعماق .
كان الماء باردا كالثلج واضيفت اليه تلك الرجفة التي سرت في جسد خالد وهو يحاول جاهدا اللحاق بادهم في الاعماق في حين كان هذا الاخير يشق اعماق البحر في سرعة ومهارة وكانما ولد في اعماقه مسترشدا بضوء مصباحه الخافت ..
مضت نصف ساعة من بحث عقيم قبل ان يشير ادهم الي خالد يدعوه للعودة وصعد كلاهما على السطح واطفا كل منهما مصباحه ثم غمغم خالد في حنق :
يبدو اننا لن نعثر عليه ابدا .
ابتسم ادهم في هدوء وكانما الامر لا يعنيه وقال :
ليس الامر بهذه السهولة ايها الملازم فالبحث عن صندوق صغير كهذا وسط مساحة مائية شاسعة كتلك كالبحث عن ابرة في كومة من القش .
مط خالد شفتيه وقال :
ساصل الي مرحلة الشيخوخة قبل ان نعثر عليه .
ضحك ادهم وكانما اعجبه التشبيه وقال :
انه لن ينتظر كل هذا الوقت ايها الملازم .
عقد خالد حاجبيه وغمغم في ضيق :
اعتقد ان الامر لا يحتمل المزاح يا سيادة ال….
وفجاة جذبه شيء ما من قدمه ووجد نفسه يغوص دفعة واحدة الي الاعماق ثم غمر وجهه ضوء مصباحي مائي وراى خنجرا حادا يتجه الي عنقه .
كانت هذه هي اول لحظة يواجه فيها خالد خطرا حقيقيا منذ انضمامه الي المخابرات العامة ولكن سرعة استجابته جاءت مناسبة للغاية فقد غاص بجسده الي الاعماق متفاديا نصل الخنجر ودفع قبضته في الجسد الاسود الذي يمسك بساقه ثم قبض على المعصم الذي يمسك الخنجر ولواه في قوة فاجبره على ترك السلاح القاتل ولم يكن الضفدع البشري الذي يواجهه من الهواة لقد ضرب وجه خالد بمصباحه وقبض على عنقه في قوة وقطع الانبوب الذي يمده بالهواء ووجد نفسه يغوص دفعة واحدة الي الاعماق ثم غمر وجهه ضوء مصباح مائي وراى خنجرا يتجه الي عنقه قاوم خالد في قوة وراى على ضوء المصباح مشهدا عجيبا لقد راى رجلين في ملابس الضفادع البشرية يحاولان جذب ادهم الي الاعماق بعد ان انتزعا منه اسطوانتي الاكسجين ولكن ادهم لوى ذراع احدهما وجذب الاخر من عنقه في قوة وابتعد ضوء المصباح عن ادهم وغريميه حينما جذب خصم خالد هذا الاخير محاولا الغوص به الي اعهماق الاعماق لختنق بعد ان فقد مصدر الهواء وقاوم خالد في عنف ولكن نقص الهواء جعله يشعر بدوار شديد ورئتيه تكادان تنفجران وتراخت قبضته وانتابه شعور من الياس والسخط وفجاة تراخت ذراع الرجل حول عنقه وغمره ضوء مصباح ثان ووجد نفسه حرا فدفع قدميه في الماء وصعد الي السطح في سرعة واستنشق كمية كبيرة من الهواء النقي وهو لا يصدق انه قد نجا وارتفعت بقعة ضوء الي جواره فتحفز للقتال مرة اخرى ولكنه راى وجه ادهم يبرز من الماء وسمعه يقول في سخرية :
كم هي قاسية حياة الاسماك !!
تطلع اليه خالد في دهشة :
ماذا حدث ؟؟…. من هؤلاء الرجال ؟؟
هز ادهم كتفيه وقال :
لست ادري ايها الملازم … لقد كانوا ثلاثة من الضفادع البشرية فحسب
ساله خالد في توتر :
كانوا ؟؟ ..
مط ادهم شفتيه وقال في ضيق واضح :
نعم … لقد ارادوا قتلنا وقتلهم كان دفاعا عن النفس
ارتفع حاجبا خالد وهو يقول :
اذا فانت الذي انقذت حياتي ! ؟ … يا الهي ! … لقد تغلبت وحدك على الرجال الثلاثة على الرغم من فقدك اسطوانتي الاكسجين .
عقد ادهم حاجبيه وقال :
خذار ان تفخر بالقتل يا خالد فهو شيء بغيض وانا لا الجا اليه الا مضطرا ثم اردف في صرامة :
المهم اننا قد تاكدنا الان من تورط هذا اليخت في الامر واعتقد اننا سنذهب لزيارته واراهنك انه سيقودنا الي الصندوق الاسود في يسر .

4 اليخت

اشعل رجل ضخم الجثة سيجارته في عصبية واضحة وقال :
في توتر وهو يتطلع الي البحر المظلم من فوق اليخت :
لماذا لم يعد الرجال حتى هذه اللحظة ؟…. قد حددنا موقع الصندوق الاسود في دقة ولم يكن امامهم الا الذهاب والعودة به الي هنا
اجابه اخر بالغ الطول :
لا تقلق يا عزيزي انها مهمة بسيطة ونحن الوحيدون الذين نستطيع العثور على الصندوق الاسود فلقد اضفنا اليه ذالك الجهاز الذي يطلق اشارة كل ساعة .
ثم ابتسم في فخر وهو يقول :
هذا هو مصدر قوتنا يا صديقي اننا نستعد لكل الاحتمالات .
عقد الضخم حاجبيه ونفث دخان سيجارته في عصبية وهو يقول :
لقد سئمت هذا العمل .
رفع الطويل حاجبيه في دهشة وقال :
ولكننا نربح منه الكثير يا صديقي ولا باس في المقابل من بعض الخطر .
القى سيجارته في عصبية وصاح :
هل تسمي هذا بعض الخطر ؟! هل تعلم ماذا يمكن ان يحدث اذا ما انتبهت السلطات اليوغسلافية الي ما نفعله سنحاكم بتهمة التجسس وسيكون مصيرنا الاعدام
امتقع وجه الطويل وغمغم وهو يتحسس عنقه :
انت متشائم يا صديقي لقد حصلنا على تصريح من السلطات اليوغسلافية بالصيد وهذا سيبرر اي …
قاطعه صوت ساخر يقول في هدوء :
هناك ما هو اخطر من السلطات اليوغسلافية ايها الوغد .
التفت الرجلين في ذعر ودهشة الي مصدر الصوت فطالعهما ادهم وخالد في ثياب الغوص وفي ايديهما مسدسان قويان .
اتسعت عينا الطويل في ذهول في حين شحب وجه الضخم في قوة وتراجع ووجه يمثل الرعب بابشع صوره كمن راى الشيطان نفسه وابتسم ادهم في سخرية وهو يقول :
قبل ان نبدا تعاملنا اريد ان اعرف اذا ما كنا سننتهي من تفاوضنا بصورة سلمية ام انني ساضطر لثقب راس احدكما والتفاوض مع الاخر .
ظل الضخم يحدق في وجه ادهم برعب هائل في حين قال الطويل في صوت مرتجف :
ماذا تريد منا ايها السيد ؟ اننا سياح مسالمون و ……….
كان يتحدث الانجليزية مما جعل خالد يقول في حدة مقاطعا اياه :
كفا ايها الوغد اننا لن نضيع الوقت في مهاترات لا معنى لها نحن نعلم انكما هنا من اجل الصندوق الاسود وهناك ثلاثة من رجالكم يرقدون في عمق البحر بعد ان عجزوا عن العثور عليه .
ظهر غضب هائل على وجه الطويل وهتف :
في عمق البحر ؟!
شعر ادهم بالضيق لان خالد كشف الاوراق بهذه السرعة وكنه كتم ضيقه وهو يقول :
والان من منكما سيخبرنا عما نريد ؟
تراجع الضخم بمزيد من الرعب في حين قال الطويل في سخط :
احسنتما بكشف الاوراق على هذا النحو ايها السيدان ولكنني احب ان اخبركما ان مهمتكما فاشلة
ابتسم ادهم في سخرية وهو يقول :
هكذا ؟؟!……. ومن يضمن لك ذالك ؟
تلاشى الغضب بغتة من وجه الضخم وبرقت عينا الطويل في ظفر وارتفع من خلف ادهم وخالد صوت غليظ يقول :
نحن نضمن ذالك ايها الرجل
استدار ادهم وخالد في حدة وتحفزا للقتال ولكنهما توقفا بغتة حينما رايا اكثر من عشرة رجال يصوبون اليهما مسدساتهم من اماكن متفرقة على سطح اليخت على نحو لا يسمح لهما بالمقاومة ابدا فرع ادهم ذراعيه في هدوء وهو يقول في سخرية :
حسنا لقد انتصرتم في هذه الجولة و …… صاح الضخم فجاة محدثا الطويل :
اطلق النار عليهما يا جان .. اطلق النار عليهما فورا
عقد حان حاجبيه وهو يقول في حدة :
مهلا يا انطوان .. لا بد من معرفة هويتهما اولا
هتف الضخم في توتر بالغ :
لن نحتاج الي ذالك يا جان .. انهما يعملان لحساب المخابرات المصرية .
ارتفع حاجبا خالد في دهشة وعقد ادهم حاجبيه في تساؤل ولكن دهشتهما قفزت الي ذروتها حينما استطرد الضخم في حدة :
وهذا الاكبر سنا هو اخطر رجال المخابرات المصرية كلها بل اخطر رجل مخابرات في العالم كله .. الم تعرفه ؟. انه ادهم .. ادهم صبري !!

كان وقع ذالك التصريح الذي القى به انطوان كالقنبلة فقد اتسعت عينا جان وارتعدت اطرافه وهو يحدق في وجه ادهم وسرت همهمة عجيبة بين الرجال العشرة وهم يصوبون اسلحتهم في رعب الي رجل المستحيل في حين غمغم خالد في دهشة :
عجبا !!…… يبدو انك تمتلك شهرة واسعة – بعكس المالوف- في عالم المخابرات يا سيادة المقدم
اشار ادهم الي جان وانطوان وقال في سخرية :
نعم يا زميلي العزيز وبالذات وسط رجال الموساد .
عقد جان حاجبيه وغمغم في دهشة :
الموساد ؟!
ثم ابتسم وهو يردف في شراسة :
كلا ايها الشيطان المصري … لقد اخطات تعرفنا .. صحيح اننا نعرفك جيدا ولكننا لا ننتمي الي الموساد
قال ادهم في اهتمام :
الي اي جهة تنتمون اذا ايها ال……………؟؟
وفجاة بتر عبارته وحدق في نقطة ما خلف جان وانطوان وهتف فيما يشبه الذهول :
يا الهي !!…. ما هذا ؟؟
استدار الرجال كلهم في صورة غريزية الي النقطة التي حدق فيها ادهم ثم تنبهوا في ان واحد الي خدعته البسيطة حينما اصطدمت عيونهم بفراغ مظلم فعادوا بابصارهم واسلحتهم الي ادهم وخالد .. ولكن بعد فوات الاوان .. لقد قفز ادهم يسارا وحطم فك احد الرجال العشرة بقبضته وهشم انف الثاني وغاصت قدمه في معدة الثالث وركلت الاخرى وجه الرابع وقفز خالد الي اليمين ولكم احد الرجال في عنقه ودار على عقبيه ليلكم الثاني في معدته وهنا يتجلى افارق بين الرجلين ..
فلم يكد خالد ينتزع قبضته اليسرى من معدة الرجل الثاني حتى سمع ادهم يقول في صرامة :
لقد انتهى القتال ايها السادة .
التفت اليه خالد في دهشة سرعان ما تحولت الي ذهول حينما استبان له الموقف .. كان الرجال العشرة فاقدي الوعي وادهم يصوب مسدسه الي جان وانطون الذين القيا مسدسيهما وتراجعا في رعب امامه …
وهتف خالد في ذهول :
يا الهي هل هزمت ثمانية رجال بمفردك ؟
لم يحاول ادهم الاجابة على سؤاله وانما اقترب من جان وانطوان وسالهما في حزم مخيف جمد الدم في عروقهما :
اين الصندوق الاسود ؟
صاح انطوان في رعب :
انه هناك في اعماق البحر وهو يرسل اشارة منتظمة كل ساعة ولدينا هنا جهاز يلتقط الاشارة ويحدد موضعه .
جذب ادهم ابرة مسدسه وصوبه الي راس جان وهو يسال :
واين هذا الجهاز ؟
شحب وجه جان وقال في توتر وخوف :
اترك الصندوق يا مستر ادهم وسندفع لك مليون دولار
ابتسم ادهم في سخرية وقال في صرامة :
ما رايك في مليون رصاصة ؟
اذداد شحوب وجه جان وعاد يغمغم في صوت مرتجف :
صدقني يا مستر ادهم منظمتنا سخية للغاية
عقد ادهم حاجبيه وهو يسال :منظمتكما … الي اي منظمة تنتميان ؟؟
جاءته الاجابة من مصدر اخر ..
مصدر شديد البرودة ..
كان صوت سيرجي كوربوف يقول :
الم تعرف بعد ؟ انهما ينتميان الي منظمة اهدرت كرامتها اكثر من مرة ايها الرفيق ادهم …. منظمة ( سكوربيون ) .

5 الروس قادمون
اتسعت عينا خالد في دهشة وهو ينقلهما بين رجال المخابرات السوفيتية الذين امتلا بهم اليخت بغتة و تركز بصره في النهاية على سيرجي كوربوف الذي بدا باردا كالثلج و هو يصوب اليها مسدسه ، في حين ابتسم (ادهم ) في لامبالاة وقال:
مرحبا بك على ظهر اليخت يا عزيزي (الكوبرا)
ازدادت عينا (سيرجى )الزرقاوان ضيقا و يغمغم في برود :
اري ان كلينا يعرف الاخر جيدا ايها الرفيق (ادهم)
هز (ادهم ) كتفيه في استهتار مثير وهو يقول :
لقد قرات عنك الكثير يا لوح الثلج
ثم اشار الي (جان) و(انطوان)الذين بلغ منهما الذعر مبلغه واردف في تهكم :
ولكن يبدو انك تعرف هذين الوغدين اكثر مني .
لاح شبح ابتسامة علي شفتي (سيرجى ) وقال:
انني اعرف رجال (سكوربيون) واحدا واحدا ايها الرفيق (ادهم) واحفظ صورهم عن ظهر قلب ولقد اسات انت اختيار اسلوب التعامل معهم .
ثم اقترب في خطوات هادئة من (جان)و(انطوان) ورفع مسدسه في وجهيهما وهو يستطرد في برود:
لقد اعترفا بوجود جهاز يمكنه قيادتنا الي الصندوق الاسود ولكنك لم تحسن اقناعهما باعطائك اياه .
شعر خالد برجفة تسري في اوصاله وعقد ادهم حاجبيه حينما تحول صوت سيرجي الي كتله من الصرامة والحزم وهو يسال رجلي سكوربيون :
اين الجهاز ؟
عاد جان يقول في لهجة ضارعة مرتجفة :
اسمعني ايها الرفيق سيرجي ستدفع لك منظمتنا ميوني دولار لو انك …
قاطعه سيرجي في صرامة :
يبدو انكما تحتاجان الي اسلوب خاص في التعامل ايكما يعلم مكان الجهاز ؟
هتف انطوان في ذعر جان هو المسئول عن ذالك انا لا اعلم شيئا .
ابتسم سيرجي في برود وقال :
لا فائدة لك اذا .
وفي هدوء شديد وبرود كالثلج اطلق رصاصة من مسدسه الكاتم للصوت وجحظت عينا انطوان وتدفق الدم من ثقب مستدير في جمجمته وترنح في لحظة ثم ارتطم بحاجز اليخت وسقط في البحر جثة هامدة .
اشاح خالد بوجهه باشمئزاز في حين قال ادهم في حدة :
انه اسلوب خسيس ايها الكوبرا .
اجابه سيرجي في برود :
هذا هو الاسلوب الوحيد للتعامل مع هؤلاء الاوغاد ايها الرفيق ادهم
هتف ادهم في غضب :
ولكنك تطلق النار على رجال عزل .
هز سيرجي كتفيه في لا مبالاة وادار فوهة مسدسه الي جان الذي صاح في رعب :
لا ايها الرفيق ارجوك
عاد سيرجي يساله في صرامة :
اين الجهاز ؟
لوح جان بكفه وهتف في صوت كالبكاء :
انك لن تقتلني اليس كذالك ؟ انا الوحيد الذي يعم اين الجهاز ولن يمكنك ان ….
جاء جواب سيرجي على هيئة رصاصة اخرى صامتة حطمت ركبة جان الذي سقط ارضا وهو يصرخ وينوح في حين عاد سيرجي يقول في صرامة :
هناك اكثر من وسيلة لاجبار كلب مثلك على البوح بما لديه
صرخ جان في رعب والم :
لا…. . لا….. ها هو ذا .
وانتزع ساعة يده في ذعر وناوها لسيرجي وهو يقول في توسل :
هذا هو الجهاز … . سيعطي اشارة بعد عشر دقائق …. الرحمة !! ارجوك .
شعر ادهم بعضلاته تتحفز وهو يرى الجهاز في يد سيرجي الذي تامله في هدوء وغمغم :
اذا فهذا هو الجهاز الخطير .
ثم رفع مسدسه الي راس جان واردف في هدوء شديد :
انتهت مهمتك ايها الوغد .
صرخ جان في رعب :
لا…. لا …
لكن رصاصة سيرجي اخمدت صرخته وفجرت كل الغضب والاشمئزاز في اعماق خالد فقز نحو سيرجي وهو يصرخ :
انك لن تحصل عليه ابدا .
مال سيرجي بمهارة متفاديا لكمة خالد ثم اعتدل في سرعة واطلق رصاص مسدسه على هذا الاخير .. حاول ادهم ان يقفز لحماية زميله ولكنه تلقى ضربة قوية على مؤخرة عنقه جعتله يترنح ويسقط ارضا في حين اتسعت عينا خالد وشعر بالم رهيب في صدره وحاول ان يتشبث بحاجز اليخت ولكن يده افلتت وسقط الي اعماق البحر البارد …
نهض ادهم في بطئ وتالقت عيناه بمزيج من الغضب والصرامة وهو يقول :
ستدفع ثمن ذالك ايها الكوبرا .
ابتسم سيرجي باستهتار وقال:
لا داعي لمكابرة ايها الرفيق ادهم لقد خسرت معركتك هذه المرة ولا مفر امامك من الاعتراف بتفوق سيرجي كوربوف ..
عقد ادهم حاجبيه وقال :
انت وغد ايها الكوبرا .
ظهر اغضب لحظة على وجه سيرجي ورفع فوهة مسدسه نحو ادهم ولكن الجهاز الصغير في راحته اطلق ازيزا متصلا انتزعه من غضبه فهتف في ظفر :
ها هو ذا الجهاز الصغير يفصح عن اسراره .. لن تمضي دقائق ويكون الصندوق الاسود في حوزتنا .. لقد انتصرت المخابرات السوفييتية هذه المرة ايها الشيطان المصري .

 

6 حياتي لمصر

اذا كان عام المخابرات كالغابة وكان سيرجي يمتلك شراسة الكوبرا وخطورتها فادهم يمتلك شجاعة الاسد وذكاء الثعلب وعناد الفهد ..
لقد كان سيرجي يمسك بين يده اجهاز الصغير الذي يرشد حائزه الي الصندوق الاسود الذي يحمل من المعلومات ما يضر بامن مصر ..
وكان هناك خمسة عشر رجلا من المخابرات السوفييتية يصوبون مسدساتهم الي ادهم واصابعهم لن تتردد في اطلاق النار عليه .
وكان النصر مستحيلا ..
ولكن ادهم ليس بالرجل الذي يستسلم للهزيمة مهما كانت العقبات والمعوقات
وكانت هناك عبارة تدوي في اذنيه ..
عبارة تبادلها مع مدير المخابرات المصرية قبل ان ينطلق في مهمته ..
لن يتعرض امن مصر للخطر مهما كان الثمن ..
وفي اعماق ادهم تردد هتاف حاسم حازم .. لن تضار مصر
حياتي لمصر ..
وتحرك ادهم صبري ..

تجاهل المسدسات المصوبة الي راسه .. تجاهل الخطر اذي يحيط به …تجاهل سلامته وحياته …
وفي سرعة مذهلة وبراعة منقطعة النظير دفع ادهم مرفقه ليغوص في معدة الرجل الذي يقف خلفه ودار على عقبيه ليركل المسدس ويلكم رجلا اخر ثم قفز عاليا متفاديا عشر رصاصات صامتة انطلقت في ان واحد وعاد يهبط على قدميه واطق رصاصة واحدة من المسدس الذي التقطه في الهواء ..
رصاصة اصابت الجهاز الصغير في يد سيرجي كوربوف وحطمته تماما ..

 

لم تكن المعركة لتنتهي عند هذه النقطة …وكان ادهم يعلم ذالك ..
وانطلقت عدة رصاصات نحوه واطق هو اربع رصاصات من مسدسه واسقطت رصاصاته اربع رجال واصابته رصاصة في كتفه والاخرى في فخذه وطاشت الرصاصات الاخرى ثم اطارت رصاصة سيرجي مسدس ادهم واندفع صوته يصرخ بالروسية :
اريده حيا اريده ان يذوق انتقام الكوبرا .
واندفع الاحد عشر رجلا نحو ادهم ولكم هو احدهم وحطم فك الثاني ثم اطبق عليه الباقون وشعر بضربتين قويتين على مؤخرة عنقه وحاول ان يقاوم الدوار الشديد ويواصل قتاله في بسالة ولكن جسده المنهك ابى ان يواصل وانهار تحت وطاة الضربات التي انهالت عليه في شراسة ووحشية ..
وسقط ادهم فاقد الوعي بين اعداءه وتطلع اليه سيرجي في صرامة وغضب وسمع احد رجاله يقول :
ماذا نفعل به ايها الرفيق القائد ؟
رفع سيرجي عينيه الباردتين الي رجاله وقال في برود حازم :
سنصحبه معنا الاي مقرنا في بلغراد ..
ثم اردف في صوت ينبئ عن غضبه :
ساجعله يدفع ثمن تحطيم الجهاز
وارتجف الرجل على الرغم منه وغمغم :
واليخت؟!
مط سيرجي شفتيه وقال في صرامة :
سننسفه … سننسف كل شيء وقف في طريقنا .

استعاد ادهم وعيه في بطء وشعر بالام مبرحة في كتفه وفخذه المصابتين وحاول ان يرفع يده ليمسح بعض العرق المتصبب على جبينه ولكن يده بدت ثقيلة ولم يلبث ان تبين انها مقيدة في قوة واحكام الي جواره ..
وقبل ان يفتح عينيه بدء يدرك وضعه …
كان يرقد على فرش صغير قيدت اليه قدماه ويداه وضمد بعضهم جراح كتفه وفخذه وكان هناك شخص ما يقف امامه ويحرك قدميه في عصبية واضحة …
وفتح ادهم عينيه وطالعه وجه سيرجي البارد وهو يتطلع بعينيه الباردتين الزرقاوين فابتسم ادهم ابتسامة اودعها كل ما ساعده عليه ضعفه من سخرية وغمغم في تهكم :
يا الاهي اين انا اهو عرين الكوبرا ؟؟
مط سيرجي شفتيه في برود واجاب في هدوء :
نعم ايها الشيطان المصري انه عرين الكوبرا الا يمكنك التوقف عن السخرية ابدا
اذدادت ابتسامة ادهم تهكما وهو يقول :
صدقني يا لوح الثلج انني اقاوم رغبتي الشديدة في الضحك .
ابتسم سيرجي وكان دعابة ادهم قد اعجبته ثم لوح بكفه وهو يقول في هدوء :
يبدو انك لا تدرك حقيقة موقفك جيدا ايها الشيطان المصري …انك تحت رحمة الكوبرا وانا لن اتردد في تمزيقك اربا لو اردت ذالك .
اطق ادهم ضحكة ساخرة قصيرة ثم قال :
ياالهي انني ارتجف خوفا .
مط سيرجي شفتيه مرة اخرى ثم جذب مقعدا وجلس الي جوار فراش ادهم ومال بوجهه نحوه وهو يقول :
اسمع ايها الشيطان المصري لقد تصرفت بحماقة وحطمت الجهاز الوحيد الذي كان يمكن ان يقودنا اي الصندوق الاسود وبذلك خسرت دولتانا فرصة انقاذ اسرارها واصبحت تلك تحت رحمة من يعثر ولو بالصدفة على الصندوق وجعلتني افشل لاول مرة في حياتي ولن اغفر لك هذا .
غمغم ادهم في تهكم :
وهل ستقطع رقبتي ؟
هز سيرجي راسه نافيا في هدوء وقال :
لو انني اريد قتلك ما انتظرت حتى الان ايها الشيطان المصري ..ان قتلك لن يشفي غليلي .
ثم عاد يميل بوجهه نحو ادهم وهو يستطرد في غضب :
انني اهدف الي تحطيمك تماما والقضاء على سجلك المشرف ومحو مستقبلك في عالم المخابرات .
والتقط من جواره محقنا يمتلئ بسائل اصفر اللون واختبره بالضغط عليه في هدوء فابتسم ادهم في سخرية وهو يقول :
هل ستحقنني بمصل الحقيقة ؟
مط سيرجي شفتيه وعقد حاجبيه وقال وهو يكشف ذراع ادهم :
بونتوثال الصوديوم ؟! كلا ايها الشيطان المصري انها وسيلة قديمة لم تعد تجدي في ايامنا هذه فكل رجال المخابرات نقريبا يتناولون جرعة مضادة له طويلة المفعول قبل ان يخرج الواحد منهم في مهمة تنطوي على بعض الخطورة
ثم هز كتفيه واردف في سخرية :
وبم سيفيدني ما لديك من اسرار ؟ الم اقل لك انني انوي تحطيمك تماما .
اثارت كلمات سيرجي قلق ادهم فكف عن سخريته واصغى اليه في اهتمام في حين اشار سيرجي الي السائل الاصفر وهو يستطرد في صرامة :
هذا السائل اخطر من مصل الحقيقة ايها الشيطان المصري بل اخطر من كل السموم المعروفة في هذا العالم فهو لا يقتل ولكنه يدمر تدميرا ..
واقترب بعينيه الباردتين من عيني ادهم وهو يتابع في لهجة اقرب الي السخرية :
انه الكوكايين ايها الشيطان المصري ابشع مخدر معروف في العالم
ارتجف جسد ادهم على الرغم منه وهو يقول في غضب :
انت وغد حقير .
اطلق سيرجي ضحكة بالغة القصر وقال :
ستتحول الي مدمن بعد حقنتين من الكوكايين ايها البطل وستركع على ركبتيك طالبا الثالثة ولن تصلح بعد الرابعة للعمل في المخابرات المصرية ولا حتى لبيع اوراق الياناصيب على المقاهي .
قال ادهم في غضب :
من الواضح انك تعلم الكثير عن مصر والمصريين ايها الوغد .
ابتسم سيرجي في هدوء وقال :
بالطبع يا رجل المخابرات المصري انني اعلم اكثر مما سيتبقى في ذاكرتك بعد ان تتحول الي مدمن بائس .
ثم اردف في سخرية مريرة :
الوداع لحياة المخابرات ايها الشيطان المصري
وغرز ابرة المحقن في ذراع ادهم ودفع بالسم الي عروقه .

 

  • رواية انتقام الكوبرا
السابق
كيف احمل الفوتوشوب على الماك
التالي
تسجيل موقع موبايلي