افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية النوم مع العدو

 

الملخص
عندما اوى رجل الاعمال ليو جفرسون الى سريره بعد يوم عمل متعب .
وجد مفاجاة ، امراة فاتنة غارقة فى النوم فى سريره … وانسته المفاجاة
تعب يومه كله ، ولكن فى صباح اليوم التالى .
تحولت تلك الفاتنة الى معلمة صارمة هى جودي مارش التى اعترفت
انها غرقت فى النوم فى الغرفة الغلط …
جودي الان مرعوبة فسمعتها تدمرت بسبب سوء تصرفها … ولكن كان
لدى ليو الحل.
فهل تقبل النجدة من عدوها !

 

اسماء فصول الرواية هى 0
1- امراة فى سريره 0
2- ليته كان حلما !
3- درس فى الاخلاق 0
4- من المخطىء ؟
5- جرس انذار غبي 0
6- غرد عصفور القلب 0
7- الحب جنون 0
8- كلمة تجرح … وكلمة تداوي !
9- مشكلة اسمها الحب 0
10- رجل فى سريرها 0
الختام

 

الفصل الاول 0

” امراة فى سريره ”

امممم ….

لم تستطع جودي ان تمنع نفسها من اختلاس نظرة استحسان اخرى الى الرجل الذى يجتاز ردهة الفندق 0

انه طويل … اكثر من ستة اقدام ، وفى منتصف الثلاثينات من العمر . اسود الشعر واللباس ، وتنضح شخصيته رجولة . انتبهت جودي اليه حالما راته يسير نحو مخرج الفندق . كان تاثيره عليها من القوة بحيث جعل نبضها يتسارع وجسدها يتجاوب بشكل غريب ، وللحظة واحدة سمحت لنفسها بان تهيم حالمة 0
التفت فجاة ينظر اليها مباشرة ، وكان نوعا من اتصال شخصى حاد قد حدث !

مالذى حدث لها ؟

لقد اهتز قلبها ، ومعه اهتز عالمها كله ، على محوره القوى النشيط … وهو محور مبنى على المنطق والواقعية والقيام بكل شئ بحساب ، واذا بكل هذا يقذفها فى عالم مختلف … عالم يتخذ من القول الخداع الماثور ( الحب من اول نظرة نظرة ) معنى0

حب من اول نظرة ؟ هى ؟ ابدا ! وبحزم ، استعادت جودي عالمها ومشاعرها 0

لابد انه ضغط العمل الذى جعل مشاعرها تضطرب بهذا الشكل . ( اليس لديك ما يشغلك عن هذا ؟) قالت ذلك تعنف نفسها بحزم اكثر مما تستعمله مع تلامذتها الصغار وان كان هذا لا يعنى انها تسرف فى الحزم مع تلامذتها ! . كلا ، فقد كانت جودي تعشق عملها مديرة ومعلمة فى مدرسة المنطقة الابتدائية وذلك بشكل محموم جعل اصدقاءها يشعرون ان الاحرى بها ان تمنح هذه العواطف لغرامياتها فى حياتها او بالاصح لخلو حياتها منها 0

ولاجل المدرسة وتلامذتها الصغار كانت هنا هذا المساء ، جالسة فى ردهة افخم فنادق المنطقة ، تنتظر وصول ابن عمها 0

-جودي 0

تنفست الصعداء وهى ترى اخيرا ابن عمها نايجل مسرعا نحوها 0

ونايجل يعمل فى احد المكاتب الحكومية على بعد اميال فى نفس المنطقة ، وكان هو اول من اخبرها عن التهديد لمدرستها الغالية 0

عندما اخبرها بان اكبر مصانع المنطقة الذى يستوعب اكبر عدد من العمال ، وهو مصنع لانتاج القطع الاساسية فى الالكترونيات ، قد اشتراه احد المنافسين ويمكن ان يقفل ، لم تصدق فى البداية 0

القرية التى تعلم جودي فيها جاهدت طويلا لكى تجذب اليها ارباب الاعمال ، فتمتع بذلك نفسها من ان تصبح قرية اخرى فى زاوية صغيرة . عندما انشئ المصنع منذ بضع سنوات لم يجلب للمنطقة موجة جديدة من اليسر فقط ، بل ايضا دفقة من الشباب . واولاد هؤلاء هم الذين يملاون الان غرف صفوف مدرسة جودي ، وبدونهم تقفل مدرسة القرية الصغيرة . وكانت جودي تشعر بلهفة للفوائد التى يمكن ان يجنيها التلامذة الصغار من مدرستها هذه . ولكن على السلطة المحلية ان تلقى

 

على الموضوع نظرة اشمل ، لان التلامذة اذا قل عددهم عن رقم معين ، تقفل المدرسة 0
بعد ان بذلت جهودها فى اقناع الاباء بمساندة المدرسة ، لن تجلس جانبا تتفرج على رجل متغطرس عديم المشاعر متفرجة عليه وهو يغلق المصنع باسم زيادة ارباحه ، ممزقا قلب مجتمعهم ! وهذا هو سبب وجودها هنا مع نايجل 0
-ما الذى علمته ؟
سالته بلهفة وهى تهز راسها رافضة عرضه عليها شرابا . لم تكن جودي تحب الشراب فقد كانت متحفظة بالنسبة الى من امضت سنوات فى الجامعة والتعليم . وكانت قد اشتغلت خارج البلاد فترة قبل ان تقرر ان مكانها الحقيقى هو فى قريتها الريفية الهادئة 0
اجابها : علمت انه حجز فى هذا الفندق ، فى افضل جناح فيه ، ويبدو انه غير موجود فيه حاليا 0
وعندما تنفست الصعداء بارتياح ، نظر اليها نايجل بجفاء : لكنك انت التى طلبت رؤيته ، فاذا كنت غيرت رايك … ؟
-لا . على ان افعل شيئا . القرية كلها تتحدث عن نيته فى اقفال المصنع . الاباء يجيئون الى الان قائلين انهم ربما يضطرون الى الانتقال من القرية ، ولهذا يطلبون منى ان ازكى لهم مدارس لاولادهم عندما يذهبون … فاذا كان على ان اخسر ولو خمسة بالمئة منهم … اوه يا نايجل … لو نستطيع فقط ان نبقى سنتين اخريين لوصلنا الى بر السلامة بشرط ان يبقى المعمل مفتوحا . هذا هو سبب اضطرارى لرؤية هذا … هذا …
فقال : اسمه ليو جيفرسن . استطعت ان اقنع موظفة الاستقبال بان تعطينى مفتاح جناحه 0
وضحك وهو يرى التعبير الذى بدا على وجهها : لاباس فانا اعرف الفتاة . قلت لها انك على موعد معه ولكنك وصلت مبكرة . وهكذا من راى ان تذهبى الى هناك ، وتنتظرينه حتى اذا عاد تنقضين عليه 0
فقالت ساخطة : لن افعل شيئا كهذا ، ما اريده هو ان يتفهم مقدار الضرر الذى سيلحقه بهذه القرية اذا اقفل المصنع ، ثم احاول ان اقنعه بتغيير رايه 0
كان يراقبها باسف وهى تتكلم . مبادئها السامية لايمكن ان تتماشى مع عقل رجل له سمعة ليو جفرسن . تملكه الاغراء فى ان يقترح عليها ان ابتسامة حارة ، وغزلا انثويا سخيا قد يفيداها اكثر من ذلك النوع من الحديث الذى يبدو انها ستجريه معه . لكنه كان يعلم ماهية استقبالها لاقتراحه هذا ، والذى هو ضد تزمتها الاخلاقى 0
وهذا شئ مؤسف للغاية فى رايه لان جودي تملك كل الصفات التى تفتن وتذهل اى رجل . فهى جذابة الى حد مذهل ، ذات قوام كامل الانوثة ، ما يجعل الرجال يتلهفون الى مجرد النظر اليه . حتى وهى تغطى جمال جسمها هذا بملابس عملية كئيبة 0
كان شعرها كثا جعدا لامعا ، واهدابها كثيفة سوداء فوق عينين زرقاوين مليئتين بالحيوية تعلوان وجنتين عاليتين بشكل بالغ الرقة . لو انها ليست ابنة عمه ، ولو انه يعرفها منذ كانا فى عربة الاطفال لافتتن بها هو نفسه

بلغت السابعة والعشرين دون ان تتخذ علاقة جادة مع رجل وذلك على حد علم نايجل ، مفضلة تكريس نفسها لعملها ، وكان هو يعرف رجالا كثيرين يعتبرون تكريسها ذاك خسارة كلية 0
اخذت المفتاح من نايجل راجية انها تقوم بالعمل الصواب . شعرت فجاة بحلقها يجف ، وعندما اعترفت لنايجل بذلك ابلغها بانه سيامر بارسال شراب لها الى الجناح ، وهو يقول مداعبا انه لايريد ان يدفعها العطش الى ان تغزو براد الرجل 0
وضحك لنكتته ، فقالت : هذا ليس مضحكا 0
كانت ماتزال تشعر بالذنب للوسائل الخداعة التى استخدمها للوصول الى ليو جفرسن ، ولكن حسب قول نايجل ، هذه هى الوسيلة الوحيدة للحصول على حديث خاص مع الرجل 0
كانت اساسا ، تامل فى ان تحصل على موعد . لكن نايجل سرعان ما سفه هذه الفكرة قائلا ان رجلا بمقام ليو جفرسن لن يتنازل ابدا الى الاجتماع بمعلمة قروية متواضعة . ولهذا كانت هذه الحيلة السيئة ضرورية 0
بعد ذلك بعشر دقائق تمنت جودي وهى تدخل الجناح ، ان لا يتاخر ليو جفرسن . كانت قد استيقظت هذا الصباح فى السادسة واخذت تعمل فى وضع مشروع لتلامذتها كبار السن الذين سينتقلون الى مدرسة ( كبيرا ) عند نهاية السنة الحالية 0
بلغت السابعة تقريبا متجاوزة موعد عشاء جودي فشعرت بالتعب والجوع معا . تصلب جسدها وهى تسمع صوت باب الجناح انفتح ، لكنه كان النادل يحمل اليها الشراب الذى امر لها به نايجل . نظرت الى ابريق العصير الطازج على المنضدة امامها بعد خروج النادل ، وسكبت لنفسها كاسا اخذت ترشفه على مهل بشئ من الاسف . كان الماء الصرف يكفيها ، وشعرت بفمها يجف توترا . سكبت لنفسها كاسا اخرى شاعرة بطعم غريب فيه ولكنه ليس غير مستحب 0
اخذت تقرا الصحيفة التى وجدتها على المنضدة ثم تدربت على ما ستقوله له عدة مرات . اين هو ليو جفرسن ؟ اخذت تتثاءب ، وشهقت ذهولا حين وقفت واذا بها تترنح 0
يالله ! … انها تشعر بدوار . نظرت بارتياب الى ابريق العصير . لا يمكن ان يكون ذلك الطعم الغريب فيه كحولا ؟ ذلك ان نايجل يعلم انها لا تشرب الكحول 0
بحثت دائخة عن الحمام قبل ان يعود ليو جفرسن لانها تريد عند ذلك ان تبدو انيقة رزينة عملية للغاية امامه . زازل انطباع ، خصوصا فى وضع كهذا ، هو هام للغاية!
يبدو ان الحمام كان يلى غرفة النوم كما راته من خلال الباب الموصل بينه وبين غرفة الجلوس 0
سارت نحوه بخطى غير ثابتة . ما الذى فى ذلك الشراب ؟
وفى الحمام الابيض الفسيح ، غسلت يديها وغسلت اماكن النبض فيها وهى تنظر بقلق الى توهج وجهها فى مراة المغسلة قبل ان تستدير لتخرج 0
وتوقفت فى غرفة النوم تحدق طويلا فى السرير الواسع المريح . كانت تشعر بالتعب . متى سياتى ذلك الرجل التعيس ؟ تثاءبت مرة اخرى ، وشعرت بثقل فى اجفانها . تمنت لو تستلقى لفترة لتتخلص فقط من هذا الدوار

بتركيز حذر لانسان سكران ، تسللت الى ذلك السرير المريح الذى ينتظرها 0

*****

فتح ليو جفرسن باب جناحه وهو ينظر عابسا الى ساعته . كانت العاشرة والنصف مساء وقد عاد الى الفندق لتوه من معاينة احد مصنعين اشتراهما لتوه . وقبل ذلك ، فى اوائل النهار النهار امضى معظم الوقت مشتبكا بجدل عنيف مع مالكه السابق او بالاحرى صهر المالك الذى كان احمق الى حد لا يصدق ، وبذل جهده ، بالتخويف اولا ثم بالرشوة ، لكى يجعله يغير رايه ويرد اليهم عقد شراء المصنع ، قائلا بلطف مصطنع : اسمع . لقد اقترف حموى خطا ، وكلنا نخطئ . لقد غيرنا راينا بالنسبة الى بيع المصنع 0
وقد اجابه بجفاء : فات الوقت على ذلك ، بعد توقيع العقد 0
لكن جيريمى دريسكول استمر فى محاولة اقناعه بتغيير رايه : انا واثق من ان بامكاننا ان نعثر على طريقة لاقناعك . ما رايك فى اجتماع اخر نعقده فى احد نوادى الرقص الجديدة فى ضاحية المدينة ؟ سمعت ان لديهم طعاما طيبا كما لديهم معاملة خاصة للغرباء من رجال الاعمال ، وهناك نعاود الحديث براحة تامة 0
فاجابه عابسا : لا سبيل الى ذلك 0
ما سمعه عن جيريمى دريسكول اعطاه فكرة سيئة اذ يبدو انه اعتاد الوصول الى غرضه بوسائل سيئة . فى البداية ، حاول ليو ان يستمع اليه لعدم كفاية الادلة على وضاعته ، ولكن بعد التحدث اليه ادرك انه خارج عن الصواب وكرم الاخلاق . وهكذا اكتشف فيه شخصا زائف الدماثة وضيعا ، وضايقه ذلك منه بقدر ما كرهه . ولم يستطع ان يخفى ازدراءه لاقتراح الرجل 0
لكن جيريمى درسكول له جلد التمساح ، اذ تابع يقول بابتهاج رافضا التلميح : لا ؟ ربما تفضل ان تستمتع بالنساء فى عزلة عن الاخرين . حسنا ، انا واثق من ان بالامكان تدبير شئ لك …
كلمة ليو الباردة له بان ينسى ذلك ارسلت الى عينى جيريمى الباهتتى الزرقة نظرة كريهة قبيحة : هناك كثير من العداء فى هذه المنطقة بالنسبة الى نيتك فى اغلاق المصنعين . ورجل له سمعتك …
فقاطعه ليو بغيظ : اه ، اظن سمعتى يمكنها مواجهة اية اقاويل 0
لاحظ ان ثقته زادت من كراهية جيريمى له ، تماما كما راى الحسد فى عينيه وهو يسوق المرسيدس الجيب 0
ومن زاويه عينه لمح الصحيفة التى كان جيريمى يتابع ، بكل قلة تهذيب ، قراءتها بعد وصوله ، هو ليو . كانت مقالة فى الصفحة المفتوحة تشرح باسهاب تفاصيل سقوط سياسى حاول دون نجاح ان يقاضى اولئك الذين كشفوا عن نواح معينة من حياته الخاصة ، بما فى ذلك زياراته الى صالة للتدليك . وادعاء السياسى بانها كانت زيارات لاستعادة صحته لم تقنع القاضى الذى كان ضده 0
وقال جيريمى بلؤم وهو ينظر الى الصحيفة : لو كنت مكانك لما كنت واثقا من حسن سمعتى الى هذا الحد 0
لكن ليو نبذه

قطب ليو جبينه وهو يدخل جناحه . لايمكن ان يغير خططه ولو بعد الف عام . لقد جاهد طويلا فى تكوين نفسه من لا شئ … بل اقل من لا شئ ، شاقا طريقه بمخالبه صعودا ببطء ، وحده ، حتى بلغ النجاح 0
كانت شركة اسرة دريسكول فى منافسة مع شركة ليو . وحيث ان عملهما كان متماثلا ، كان من الطبيعى ان يغلق بعض مصانعها الارعة ، رغم انه لم يقرر بعد ايها سيغلق 0
دخل ليو الجناح غير مهتم بانارة المصباح لشعوره بالتعب . فى مثل هذا الوقت من مساء حزيران كان ضوء النهار ما يزال كافيا ليريه طريقه ، حتى دون ضوء البدر المكتمل هذا 0
لكن غرفة النوم لم يكن نورها كافيا بهذا الشكل . هناك من اسدل الستائر ، ربما الخادمة ، كما رجح ، لكن مصباح الحمام مشتعلا والباب مفتوحا . قطب جبينه لهذا الاهمال ثم دخل الحمام واقفل بابه خلفه 0
نظر الى صورته فى المراة ولامس ذقنه النابتة ثم مد يده الى موس الحلاقة 0
غطرسة جيريمى دريسكول اغاظته الى حد نبهه الى ان تحذير بعض افراد اسرته واصدقائه له من انه يتعب نفسه اكثر مما ينبغى قد يكون على حق 0
ضاقت عيناه الفضيتان الثاقبتان المتفحصتان واللتان كانتا تخيفان اى شخص يحاول ان يخدعه ، فتجردانه من اى دفاع . كان شعره الاسود الجعد بحاجة ماسة الى تقصير . لكنه لم يكن الان يستطيع ان يخصص وقتا لشئ غير العمل …
اعترف والداه بانهما لايفهمان كليا من اين ورث عقله البالغ التصميم للنجاح هذا ، فقد كانا سعيدين بالعمل معا فى وكالة الانباء الصغيرة التى يملكانها 0
وقد تقاعد والداه الان ، ويعيشان فى ايطاليا موطن امه بعد ان اشترى لهما فيلا فى ضواحى فلورنسا هدية فى عيد زواجهما . وكان ليو زارهما فى ايار فى عيد ميلاد امه 0
وضع الموس من يده وهو يتذكر النظرة التى تبادلاها عندما سالته امه ان كان فى حياته امراة . وقد اجابها بسخرية جافة بان جوابه السلبى لا يعبر فقط عن الحاضر ، ولكنه قد يعبر ايضا عن المستقبل 0
ردت عليه امه بخشونة غير معتادة بينها ، فى هذه الحالة ، ربما حان الوقت لكى تذهب الى خبيرة الاعشاب الحكيمة فى القرية التى ، كما تقول الاشاعات ، لديها وصفة مدهشة لدواء الحب 0
ضحك ليو طويلا عند ذاك . لم يكن الامر انه لايستطيع ان يجد رفيقة اذا شاء . عدد لايحصى من النساء الرائعات الجمال اوضحن له ، سواء بصراحة ام بتحفظ ، انهن لا يمانعن فى ان يشاركنه حياته ، وطبعا ، حسابه فى البنك … لكن ليو لايزال يتذكر ان التلميذات فى حفلات مدرسته الخاصة كن يرفضن الرقص معه عندما يرين رداءه المدرسى الذى كان اشتراه مستعملا ، والذى ينفق والداه عليه من كدحهما فى وكالة صغيرة . علمته تلك التجربة درسا صمم على ان لا ينساه ابدا . نعم ، كان هناك نساء فى حياته . لكنه اكتشف فى نفسه نفورا من العلاقات العابرة . رغم حماقة هذا الراى بالنسبة الى بعض الناس ، وهذا يعنى …

وتذكر بشكل لا ارادى ، ردة فعله العنيفة نحو المراة التى راها فى ردهة الفندق اثناء مروره متوجها الى اجتماعه هذا الصباح 0
كانت صغيرة الجسم ممتلئة القد تحت ثوبها الكئيب الذى كانت ترتديه 0
لم تكن والدة ليو تملك دما ايطاليا سدى ، وككل نساء بلادها ، كانت تملك حسا قويا بما عليها ان تلبس ، ما جعل مستحيلا على ليو ان لا يدرك متى تلبس المراة كى يبلغ تاثيرها غايته . ومن المؤكد ان هذه المراة لم تكن تقوم بذلك على الاطلاق ، حتى انها ليست النموذج الذى يفضله 0
واذا شاء ان يفصح عن النومذج الذى يفضله ، فهو المراة الشقراء الهادئة الانيقة ، وبكل تاكيد ليست مثيرة لعوبا ولا سريعة الغضب والحساسية … لا ، انه لايريدها من هذا النوع من النساء اللاتى يثرن فيه المشاعر العنيفة ويجعلنه يبتعد عن الطريق السوى ، فيترك ما عليه عمله ويتحول اليها 0
لم يحدث قط ان انحرف ليو عن طريق كان يسير فيه ، خصوصا بسبب امراة 0
خلع ثيابه ثم وقف تحت الدوش . فى مراهقته ، كان يمثل مدرسته فى رياضة شد الحبل ، ومازالت بنيته رياضية حتى الان . وبفروغ صبر ، مد يده ليتناول المنشفة . وعندما جفف جسده فتح باب الحمام ، وارتدى بيجامته ثم خرج الى غرفته متجها الى سريره . كانت العتمة قد ازدادت لكن ضوء القمر كان كافيا فى تسلله من خلف الستائر 0
ازاح غطاء السرير وصعد اليه واذا به يجمد مكانه وهو يدرك ان سريره مشغول بشخص ما 0
اضاء المصباح الجانبى واخذ يحدق غير مصدق فى الشعر الاسود الجعد على الوسادة … والذى كان راس انثى . وكذلك الذراع النحيلة والكتف المستديرة برقة 0
وتشمم بانفه الرومانى الذى ورثه عن امه رائحة الكحول فى انفاس المراة الغافية 0
كما شم رائحة اخرى … هى مزيج من الهواء الدافئ النقى المعطر باللافندر ، التى تجاوبت حواسه معها بشكل مختلف تماما 0
انها الفتاة التى كانت فى ردهة الفندق . فهو سيميزها فى اى مكان ، او بالاحرى قلبه يميزها 0
وبشكل الى خطرت له فكرة اخرى . صوت جيريمى دريسكول وهو يقنعه باعادة النظر بصفقة البيع . اترى هذه الفتاة طريقته التى فكر فيها لاقناعه ؟ لابد انها كذلك ، لان ليو لم يجد سببا اخر يفسر به وجودها فى سريره !
حسنا ، اذا كان جيريمى دريسكول جرؤ على التفكير فى انه ، هو ليو ، من نوع الرجال الذين …
ومر يده بغضب يمسك بذراع جودي باصابعه القوية ويميل فوقها يهزها لتستيقظ 0
كانت جودي مستغرقة فى نوم عميق ساعدها الكحول عليه ، مستمتعة بحلم لذيذ للغاية ، كانت فيه بين ذراعى اروع الرجال واكثرهم جاذبية . كان طويلا اسود الشعر فضى العينين ، ذا ملامح مالوفة لها . وعندما مال عليها يمر باصابعه على ذراعها ، همس يسالها : ما الذى تفعلينه فى سريرى بالله عليك

كانت ذهنها ما يزال تحت سيطرة كوكتيل العصير مع الكحول ، ففتحت عينين رائعتين شاردتين 0
لماذا يبدو حبيبها غاضبا بهذا الشكل ؟ منحته ابتسامة ناعسة واوشكت ان تساله عن ذلك ، ولكن ، لامر ما ، تركز انتباهها على وجهه الحبيب 0
واغمضت عينيها ثم عادت تفتحهما بسرعة ، متلهفة الا تفوتها رؤية هذا الوجه . اخذت تنظر الى حركة عنقه وهو ينحنى عليها ، وعصب ساعديه القويتين المليئتين بالرجولة بحيث لم يكن عليها سوى ان تمد اصابعها تتلمس اقرب ساعد له اليها ، متعجبة من الفارق بين ملمسها وملمس ساعدها هى . لم يصدق ليو عينيه ….

هذه المتطفلة فى سريره تتجاهل بوقاحة سؤاله ثم تجرؤ على لمسه ! ولكن الغريب انه شعر بهذه اللمسة البسيطة وكانها تسرى فى دمه وشعر بانه لم يعد يمانع فى وجودها . ما كانت تفعله ، تبا لها ، هو اغراء …. له !
جاهد بقوة للسيطرة على نفسه . والتحكم بالنفس كان مبداه فى حياته ، لكنه ذهل وهو يشعر بالهزيمة ، ليس بالنسبة الى حملة عسكرية بل الى الحرب باكملها !
لكن جودي اشتعلت الان بشئ اكثر سحرا وغموضا بكثير ، واقوى بكثير ، كما كانت غافلة كليا عن كل شئ ما عدا هذا الحلم الرائع الذى وجدت نفسها فيه 0
عندما كانت تلمسه كانت تشعر بقلبها يخفق خفقات قوية غير عادية 0
كانت محظوظة فى وجودها هنا معه فى هذه الجزيرة الخاصة الرائعة . مالت برقة تضمه فشعر بان الحياة تنبض فى كيانه من جديد 0
لم يستطع ليو ان يصدق تاثير هذه المراة فيه . لم يدر ما يفعل ! فكان هذه المراة ساحرة القت شباكها عليه فاسرته اليها الى الابد 0
حتى فى جو الغرفة نصف المظلم ، تمكن من رؤية وجهها الجميل . جف حلقه يتوتر غاضب وهو يشعر بقلبه يرتجف ولم يستطع ان يمنع يديه من ان يضماها اليه فابتسمت 0
-اه ، ما اروع ان اكون بين ذراعيك !
همست له بهذا هى تغمض عينيها مستسلمة للاحاسيس التى تعصف بقلبها 0
ولم يكد يصدق تجاوبها معه . حاول ان يذكر نفسه بانها هنا لهدف فى نفسها ، فهى تقوم بعمل استؤجرت له . لكن حواسه كانت من الخدر بحيث لم تسمح له بان يفكر بشكل عقلانى 0
ادرك حينذاك ، فى تلك الثانية السريعة التى راها فيها فى ردهة الفندق ، ان بامكاها ان تؤثر عليه بهذا الشكل ، وانه سيرغب فيها بهذا الشكل ، مهما حدثه به ضميره 0
مديحها الانثوى الهامس الرقيق له لابد انه متعمد ليعطى اكبر تاثير على غرور الرجل …. اى رجل ، كما حاول ان يذكر نفسه . لكنه ، مع ذلك ، لم يستطع ان يمتنع عن الرغبة فيها 0
لم يستطع ليو ان يفهم كيف سمح لنفسه بان يثاثر بامراة الى هذا الحد . انه ضد كل ما يؤمن به . لم يعرف قط فى حياته مثل هذه المشاعر العنيفة الخالية من التعقل ، والتى تدفعه الى اخذ ما تقدمه هذه المراة له

كل حاسة من حواسه كانت تستجيب لها بلهفة ، ولكن عقله كان ينهره وينذره من ان هذا كله وهم ، عواقبه وخيمة 0
كان يشعر برقتها وبراءتها … ولكنه ضحك من نفسه ، براءتها … هذه المراة بريئة ! يا لى من غبى !
شئ فى اعماق ليو ادرك ان هناك شيئا عليه ان ينتبه اليه … شيئا هاما يحاول جسده ان يخبره به … شيئا عن عنف هذه المشاعر … عليه ان يبتعد … لن يدع جيريمى ينتصر عليه … لن يخضع لسحر المراة … واستطاع اخيرا ان ينفض نفسه ويبتعد عنها ولكنه شعر وكانه انسان طرد من الجنة … عليه ان يكون اقوى من هذه المشاعر الفتاكة … عليه ان يبتعد … فهو شخص لا يحب الندم 0
راها تستلقى على السرير وتقول بلهجة نعسة : لماذا تتركنى يا حبيبى ؟
وعندما نظر الى عينيها ، اغمضتهما ثم استغرقت فى النوم ، بكل براءة وسرعة طفلة 0
اخذ يتاملها بشرود . لم يكن يشك فى انها عميلة اشتراها جيريمى دريسكول بنقوده 0
وهو كاد يسقط فى الفخ الذى نصب له كاحمق معتوه 0
جيريمى لم يكن ذلك الشخص المحب للغير ، ليس باى شكل او طريقة . وهو ، ليو يعلم انه لم يخطئ فى رؤية الكراهية والحسد فى عينى ذلك الرجل ذلك الصباح . كان جيريمى يعلم ان ليو لا يمكن ان يغير رايه . الا اذا كان لديه ، هو جيريمى ، وسيلة يرغمه بها على ذلك . والان تذكر ليو المقالة فى الصحيفة التى كان يقراها جيريمى دريسكول 0
بالنسبة الى رجل فى مركزه ، واعزب ، وامراة تبيع قصتها معه لصحيفة محلية . لن يحطمه هذا ، لكنه سيكون اضحوكة للناس لسذاجته وسهولة انخداعه ما يفقده احترام الاخرين فى دنيا الاعمال . واذا حدث هذا لن يمكن بعد ذلك ان يعول على المساندة والثقة التى اعتادها من الاخرين . ليس ثمة رجل اعمال ، حتى وان كان بنجاح ليو ، يرغب فى ذلك . عليه ان يرميها الان خارجا … حتى لا يتسنى لها اختراع قصة لهذا وهو سينكر انه راها 0
نزل من السرير وهو ينظر الى جودي بمرارة . كيف يمكنها ان تنام امنة بهذا الشكل ؟ وكانها … لم يستطع ان يمنع نظره من ان يستقر على وجهها الذى كان مبتسما بدفء . حتى اثناء نومها كانت تحاول ان تدعى البراءة . ولكن ، من ناحية اخرى ، لاشك فى مهارتها كممثلة ، فهذا هو دورها 0
اندفعت الى ذهنه بقسوة حقيقة هذه المراة . كان سلوكه غريبا وسرعة انجذاب قلبه اليها اغرب ، ولكنه حمد ربه لانه استطاع الا يترك الامر يخرج عن السيطرة . كان مازال يقف بجانب السرير مداوما على النظر اليها ، بينما المفروض ان يكون الحافز الاقوى فيه هو ان يقف تحت دوش شديد الحرارة بحيث يغسل عن جسده وحواسه شعوره بها . ولكن ، لسبب غير مفهوم وجد ذلك اخر ما يريده …
استطاع ، فى الوقت المناسب ، ان يمنع نفسه من ان يمد يده ويلمسها ، ان يلامس وجنتها الرقيقة باصابعه ، وكذلك اهدابها الكثيفة الطويلة ، والانف الصغير المستقيم ، والشفتين الناعمتين الممتلئتين

وكانما شعرت بافكاره ، انفرجت شفتاها عن اهة ، وعادت الى شفتيها ابتسامة جميلة0
ما الذى يفعله فى تركه لها تنام هنا بهذا الشكل ؟ ان لديه الحق فى ان يوقظها ثم يطردها الى الخارج . نظر الى المنبة فوجد ان الساعة الثانية صباحا ، فحدث نفسه بان شعوره الغريزى بالمسؤولية يمنعه من ان يفعل ذلك 0
من غير المامون ، بالنسبة الى امراة ، اى امراة ولو كانت مثلها ، ان تدور وحدها فى الشوارع فى هذا الوقت من الليل ، فقد يحدث لها اى شئ ! ولكنها ستستغل ذلك وتؤلف ما بدا لها . لا ! لا يستطيع ان يرميها خارجا 0
ذهب الى الحمام واحضر معطفا منزليا عائدا للفندق ثم اتجه الى غرفة الجلوس بعد ان اغلق باب غرفة النوم خلفه ، ثم اشعل الضوء 0
اول ما راى هو ابريق العصير الممزوج بالكحول والفارغ تقريبا والكاس الذى شربت جودي منه 0
ازاح ذلك جانب ، عابسا . حتى انها من الوقاحة بحيث طلبت لنفسها شرابا ، لانها كانت بحاجة الى الشجاعة التى تحتاجها لتذهب معه الى السرير 0
حذر نفسه من الوقوع فى فخ الشعور بالاسف لاجلها ، ومن اختلاق الاعذار لها . كانت تعرف ما تفعله بالضبط … وعبس وهو يتحرك فى كرسيه بضيق 0
انه مستيقظ تماما الان ولديه اعمال عليه ان ينجزها . وعندما تستيقظ تلك التى اغوته ، سيدور بينهما حديث قصير حاد 0
لا سبيل الى ان يسمح لجيريمى دريسكول بان يبتزه لكى يتراجع عن الصفقة 0
وتناول حقيبة اوراقه ، وهو ما زال عابسا 0
*****

انتهى الفصل الاول

الفصل الثانى 0

” ليته كان حلما ! ”

اخذت جودي تفرك عينيها شاعرة بالاشمئزاز من مذاق الحموضة فى فمها . كان راسها يؤلمها 0

حركته بحذر ، فتملكها الندم بعد ان اخذ صدغاها ينبضان بالم عنيف . ومدت يدها بحركة غريزية الى المنضدة بجانب السرير واذا بها تدرك انها ليست فى سريرها 0

اين هى اذا بالضبط ؟ واذا بذكريات ضبابية وصور واصوات تتواتر الى ذهنها بشكل خطير . ولكن لا ، هذا غير ممكن ! ونظرت بذعر الى الناحية الاخرى من السرير ، وخفت دقات قلبها عندما رات المكان خاليا 0

كان ذلك مجرد حلم لا غير … حلم مذهل غير مقبول . ولم تستطيع ان تتصور كيف ، ولماذا … ولكن … وجمدت وهى ترى اثر راس اخر على الوسادة بجانب راسها 0
ما كان ذكرى غامضة اصبح اكثر حدة وصفاء مع كل خفقة قلقة من قلبها . كان هذا صحيحا ! هنا فى هذه الغرفة وفى هذا السرير . اين هو ؟ ونظرت الى الحمام متوترة وعلى الفور شرد ذهنها تفكر … ماذا حدث البارحة ؟ كل شئ فى ذهنها ضبابى … تذكر ان هناك رجلا كان هنا … وماذا بعد ؟

تلهفت الى ان تغتسل وتغسل اسنانها وتمشط شعرها لكنها لم تجرؤ على ذلك . الذكريات اصبحت واضحة الان تفرض نفسها على ذهنها الذى صدعه الكحول . لم تستطع ان تفهم ما الذى حدث ؟

ذكرت نفسها باشمئزاز ، بانها كانت تشرب عصيرا . ومهما كان ممزوجا بذلك العصير الذى ارسلته اليها غرفة الكوكتيل فى الفندق لقد حولها بشكل ما ، من امراة محافظة الى …. عابثة 0

عابثة ! وجمدت جودي . حسنا ، ولكن ماذا حدث ؟ لا تظن ان شيئا حدث … انها لا تذكر 0

تناولت حقيبة يدها ثم سارت على اطراف اصابعها الى باب غرفة النوم بهدوء 0
*****
كان ليو يتساءل لتوه متى تنوى ضيفته البقاء فى سريره ، وما اذا كانت الساعة الخامسة وقتا مبكرا لطلب الافطار من غرفة الخدمة ، عندما وصلت جودي الى باب غرفة النوم 0

رغم انه كان متلهفا الى النوم ، كان مصمما بعنف على عددم العودة الى سريره اثناء وجودها فيه 0

حتى الان ، بعد حوالى ثلاث ساعات من العزلة ، ما زالت نفسه تحدثه بالعودة الى سريره ، بالعودة اليها ليكمل ما بداه 0

شعر بجاذبيتها عندما راها فى الردهة صباح امس ، لكن معرفته بما كانت تريده قد حطم ذلك تماما . واجفل حين راى باب غرفة النوم ينفتح 0

فى البداية ، اذ كانت مصممة على ان تهرب ، لم تره جودي وهو يقف دون حراك امام النافذة

كان ضوء النهار قد انتشر الان صافيا نقيا ، وعندما ادركت انه موجود ، توهج وجهها بلون حواشى السحب الوردية خلف النافذة 0
سمعها ليو تشهق بشكل لا ارادى وراى النظرة السريعة القانطة التى القتها على الباب الخارجى ، المنفذ الوحيد الى الخارج ، واذ توقع هربها اندفع الى الباب فوصل اليه قبلها وسده بجسده يمنعها من ذلك 0
وعندما راته بوضوح شعرت بالارتباك يحرقها حتى الاعماق . انه هو ! الرجل الذى راته فى ردهة الفندق ، الرجل الذى فتنها بجاذبيته !
ومن زاوية عينيها رات صينية الكوكتيل المعلومة 0
قال بلطف : نعم ، ليس فقط انك دخلت الى جناحى بشكل غير قانونى ، ولكنك كنت من الوقاحة ايضا بحيث وقعت فاتورة خدمة الغرفة . اتنوين ان تدفعى شخصيا اجرة استعمال السرير والشراب ، ام تفضلين ان ارسل الفواتير الى جيريمى دريسكول ؟
كانت جودي تنظر الى ابريق الكوكتيل بكدر صامت فالتفتت اليه بحركة الية وهى تسمع اسم اكره ابناء قريتها اليها 0
سالته مترددة : جيريمى ؟
قد يملك والد زوجة جيريمى دريسكول المصنع المحلى ، وقد يكون جيريمى هو مدبره ، ولكن ذلك لم يجعلهما محبوبين فى المنطقة . كانت له سمعة بانه ماكر خداع . حاول مرة ان ينشر فى القرية عادات خطرة ضارة لولا ان اوقف ذلك الامن واتحاد العمال 0
اما علاقته بوضعها الحاضر المذل ، فهذا ما لافكرة لها عنه . واجاب محاكيا بعد لباقة لهجتها القلقة المرتجفة : نعم ، جيريمى .وانا اعرف بالضبط ما يحدث ، وسبب وجودك هنا ، ولكن اذا انت ظننت للحظة واحدة باننى ساسمح بان اكون موضع ابتزاز لكى اذعن … كنت قادرا على رميك قبل الان ولكنى انسان فلم استطع ان ارميك خارجا فى الليل …
شعرت جودي بغصة فى حلقها لشعورها بالعار . هل يعتقد ليو جفرسن ، ولا بد ان هذا هو نفسه ، حقا انها امراة وضيعة ؟ استعماله كلمة ابتزاز صدمها بشكل خاص . ولكن هل اسهل عليها ان تحتمل الحقيقة من الاعتراف بها لشخص اخر ؟ وهل من الافضل ان تقول انها كانت ثملة ، ولو مصادفة ؟
ان تذهب الى السرير مع رجل غريب تماما ، ولكن ما الذى حدث ؟ لم تستطع ان تقول شيئا لانها لا تدرى … ما حدث لها ، لا تدرى …
وارتجفت وهى تفكر فى ما سيقوله عنها بعض اباء تلامذتها الصغار ، دون ذكر مجلس ادارة المدرسة ، لو انهم عرفوا انها قضت ليلة كاملة فى غرفة رجل 0
وكان ليو يقول لها بحقد : حسنا ، يمكنك العودة الى ذلك الذى يدفع لك الاجر وتخبريه بان خطته باءت بالفشل لاننى لم اغتر وامضى معك لما كان يشتهى ، فانا مازلت لا اريد ان الغى العقد واسمح له باستعادة المصنع . لا ادرى ما الذى سيكسبه من وراء دفع اجر لك لكى تنامى معى ، ولكنى رفضتك رغم اغرائك . واذا كان يظن ان بامكانه استعمال هذا ضدى بطريقة ما …

وهز كتفيه مظهرا عدم اهتمامه بينما هو يراقبها خلسة ليرى ردة فعلها ازاء لا مبالاته المصطنعة . شعرت بالراحة … لم يحدث شئ اذن ! ومع ذلك خافت من قوة لهجته ، وبدت فى عينيها نظرة ربما فى ظروف اخرى كان ليو ليصفها بالقلق والرهبة 0
جاهدت لتسيطر على اضطرابها وتفهم ما كان ليو جفرسن يقوله . ستتجنب التفكير فى اهانته القاسية لها بهذه التعليقات الشخصية ، فهى اشياء عليها ان تفكر فيها مليا على انفراد . ولكن اشارته الى جيريمى درسكول واتصالها المفترض به ، كانت محيرة تماما 0
همت بان تقول هذا ، ولكن قبل ان تنطق بكلمة هتف : لا ادرى من انت ولماذا لا تبحثين عن طريقة للعيش اقل دمارا وحقارة من هذه ؟
تجاهلت الجزء الاخير من كلامه ، شاعرة بالارتياح لقوله : ( لا ادرى من انت )

اذا كان لا يعرف من هى ، فهى لن تخبره حتما . واذا ساعدها الحظ قد تتمكن من انقاذ كرامتها وسمعتها وذلك بتوخى الكتمان البالغ حتى لا يعلم سواهما بانها امضت ليلة فى غرفة رجل 0
تخلت عن اى تفكير فى ملاحقة مهمتها . وكيف يمكنها ان تتوسل اليه لاجل مستقبل مدرستها الان ؟ وهذا عبء اخر من الشعور بالذنب اصبح يثقل كاهلها . انها لم تنحدر بنفسها ومستواها فقط ، بل تخلت عن المدرسة وتلامذتها ايضا . وما زالت لا تفهم تماما ما اصابها . نعم ، لقد اسرفت فى الشراب ، ولكن من المؤكد ان ذلك وحده ….
وفكرت فى مقدار تاثرها بليو جفرسن عندما راته يسير فى ردهة الفندق امس . لم تكن حينئذاك تعرف من يكون بالطبع … كانت فقط … كانت قد راته جذابا …
دار راسها وهى تفكر فيه … لقد حاولت اغواءه ولكنه رفضها وملاها الخزى والعار باكثر مشاعر الياس وعدم التصديق كابة 0
*****
صمتها المستمر وعدم جوابها ما هما الا خطة مريبة للنجاح كما فكر ليو وهو يراقبها ، اما بالنسبة الى الصدمة والانزعاج اللذين راهما فى عينيها … حسنا ، انها ممثلة بارعة حقا !
-على ان اذهب . دعنى امر ، ارجوك 0
صوتها الاجش الرقيق حرك مشاعره من جديد . ماذا حدث له بحق الله ؟
رغم انه لم يبتعد عن الباب ، الا انها تقدمت نحوه ، بقدر ما امكنها من تصميم ، مذكرة نفسها بانها ، وقد اعتادت على مواجهة غرفة مليئة بالتلامذة المراهقين مثيرى الفوضى من الجنسين ، من المؤكد ان بامكانها ان تواجه مجرد رجل . استعمالها كلمة مجرد فى وصف هذا الرجل بالذات ارسل شبة ضحكة الم دون بهجة فى حلقها0
هذا الرجل لا يمكن ان يكون مجرد اية صفة … هذا الرجل …
انها شجاعة جدا كما اعترف ليو حين نظرت بهدوء الى خلفه ، ولكن لا شك ان منتها المختارة تعنى انها غير غريبة عن التملص من القانون

احتجازها بالرغم عنها كان ضد مبدئه ، رغم كراهيته لتركها تخرج دون ان يخبرها برايه فيها وبمن يدفع لها اجرا 0
ثانية اخرى وتصبح معه وجها لوجه ، كما ادركت جودي وهى ترتجف كدرا عندما سمح لها ليو اخيرا بالتقدم الى الباب . تنفست بعمق ثم مدت يدها الى مقبض الباب 0
انتظر حتى ادارته قبل ان يقول عابسا : قد يظن دريسكول ان هذا عمل ماهر منه ، ولكن اخبريه عنى ان الامر ليس كذلك . اه ، كلمة فقط للتنبيه لك شخصيا … اية محاولة لنشر الادعاء بانك امضيت ليلة فى غرفتى … وساجعلك تعانين من السخرية عشرة اضعاف ما ساعانيه 0
لم تستطع ان تقول شيئا ، فقد كانت هذه اشد ما مر بها فى حياتها من التجارب ايلاما وخزيا . ولكن يبدو ان ليو جفرسن لم ينته منها بعد ، لانها عندما خرجت الى ممشى الفندق ، امسك بالباب واضعا يده على يدها بقبضة ، هى اشبه بوحدة كهربائية عنيفة تخللت جسدها واحرقته 0
-طبعا ، اذا كنت ماهرة حقا ، يمكنك ان تختلقى قصة وتبيعينها لمن يدفع اغلى ثمن 0
لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تساله : ماذا … ماذا تعنى ؟
وجعلتها ابتسامته الساخرة الشامتة ترتجف : ما اعنيه هو اننى مدهوش لانك لم تحاولى ان تساومينى على دفع مبلغ سكوتك اعلى من المبلغ الذى دفعه لك دريسكول لقاء خدماتك ، فمع انه لم يحدث شئ الا انك قادرة ان تتهمينى بالاعتداء عليك . هل هناك مبلغ تخططين لطلبه ؟
ولم تصدق جودي ما تسمعه 0
-انا لم … انا لا …
اخذت غريزيا تدافع عن نفسها ، قبل ان تهز راسها وتقول بعنف : ليس هناك مبلغ من المال يمكنه ان يعوضنى عما … عما اشعر به 0
وقبل ان يقول او يفعل اى شئ يؤذيها اكثر ، سلخت يدها من يده وركضت فى الممشى نحو المصعد 0
وقفت فتاة ترتدى ثوب مستخدمات الفندق تنظر اليها وهى تغادر جناح ليو ، لكن جودي كانت من الاستغراق فى خواطرها بحيث لم تلاحظها 0
وقف ليو ينظر اليها غاضبا غير مصدق . اى احمق تظنه وهى تتظاهر اماه بهذه العفة والتحفظ ؟
تملك جودي الارتياح لعدم انتباه احد اليها وهى تجتاز ردهة الفندق بسرعة متجهة الى باب الخروج ، وهم الذين اعتادوا رؤية النزلاء يروحون ويجيئون طوال الوقت0
نصحت نفسها بان تتوقف عن التفكير فى هذا الامر وهى تخرج الى نور شمس الصباح المالق . اول ما ستفعله عندما تصل الى بيتها هو ان تستحم وثانيا ان تكتب الرسالة التى سترسلها الى ليو جفرسن ، تبسط امامه الحالة التى تستوجب ان يبقى المصنع مفتوحا … بعد ان لم يعد هناك سبيل الى القيام باتصال شخصى معه الان ! وثالثا ان تذهب الى سريرها وتنام ، بعد ان تنفى من ذهنها بحزم تام هذا الرجل ، وتدفعه الى قسم من ذاكرتها حيث تدفنه فلا يصل اليه احد !

فتحت جودي باب كوخها الصغير الواقع فى صف مؤلف من ثمانية اكواخ كانت بنيت فى القرن الثامن عشر ، امام كل منها حديقة جميلة صغيرة تطل على شارع لقرية وعلى مروج خضراء من الخلف . وبعد ان اقفلت الباب خلفها بعناية ، صعدت الى الطابق الاعلى 0
كان صوت جرس تليفونها هو الذى ايقظها اخيرا فمدت يدها ترفع السماعة وقد تملكها الذعر وهى ترى ساعتها ان الوقت تجاوز العاشرة . وعادة فى هذا الوقت من صباح السبت تكون فى المدينة تتسوق مؤونتها الاسبوعية ثم تنضم الى اصدقائها لتناول الغداء 0
ولكنها لم تكن قد قامت باية ترتيبات لهذا النهار حيث ان اغلب صديقاتها كن فى اجازات مع اسرهن 0
تملكها التوتر وهى تمسك بالسماعة رغم انها تعلم ان من المستحيل ان يكون المتكلم ليو جفرسن . ذلك انه لم يعرف من تكون والحمد لله ! وسرت فى جسدها قشعريرة خفيفة من الاثارة سرعان ما تبعها فيض قوى من شئ لن تسمح لنفسها بان تدعوه خيبة امل عندما ادركت ان المتكلم هو ابن عمها نايجل 0
لاعجب ، بعد كل ما عانته ، ان تكون مشاعرها فى حالة غير طبيعية من عدم الاتزان 0
-اخيرا ، انها المرة الثالثة التى اتصل بك فيها ، كيف سار الامر مع ليو جفرسن ؟ انا متلهف لاعلم 0
تنفست بعمق وابتدا قلبها بخفق عندما تملكها الشعور بالذنب والخزى ، عرقت يداها . لم تكن قط كذابة بارعة 0
-لم يحدث شئ 0
-هل جننت ؟
تنفست الصعداء فقد اعطاها جوابا ممتازا لمازقها 0
-كنت … كنت متعبة ، ثم غيرت رايى … و …
وقبل ان تخبره بانها ستكتب الى ليو جفرسن بدلا من التحدث اليه ، قاطعها قائلا : كنت اعلم انك لن تتابعى الامر . لاباس . لقد جاء العم نايجل لنجدتك . لقد دعانى رئيسى الليلة الى العشاء ، وسالته ان كان بالامكان ان احضرك معى . سيتحدث الى ليو جفرسن بنفسه الاسبوع القادم ، واذا انت عرضت عليه قضيتك انا واثقة من انه سيضيف قضية المدرسة الى حديثه 0
-اه ، يا ناجيل ! هذا لطف كبير منك . لكننى لا اظن …
لم تكن فى مزاج مناسب لحفلات العشاء ، اما بشان فكرة وضع قضية المدرسة فى عهدة رئيس نايجل الذى كان رئيس مكتب التخطيط فى المنطقة … كانت فكرتها عن مصداقيتها ضعيفة للغاية الى حد لم تشعر بنفسها صالحة للقيام بهذا الامر 0
لكن نايجل اخبرها بانه لن يقبل منها رفضا : عليك ان تاتى ! غراهام يريد ان يتعرف اليك . ان حفيده احد تلامذتك ، وهو من المعجبين بك ، اعنى الحفيد وليس غراهام …
-نايجل ، لا استطيع الذهاب

-بل تستطيعين ، يجب ان تاتى . فكرى فى مدرستك . ساتى لاخذك الساعة السابعة و النصف ، كونى جاهزة 0
واقفل الخط قبل ان تقول شيئا 0
تفحصت جودي شاشة الكمبيوتر بملل . امضت معظم فترة العصر محاول ارسال رسالة الى ليو جفرسن . كان صداعها قد زال ، ولكن فى كل مرة حاولت فيها التركيز على ما عليها ان تفعله ، كانت تتكون فى ذهنها صورة ليو 0
احمر وجه جودي عندما حدقت فى الشاشة فادركت انها قد ابتدات تكتب رسالتها ( عزيزى ذا العينين المثيرتين ) 0
مسحت هذه الكلمات بسرعة ثم ابتدات مرة اخرى ، مذكرة نفسها بمبلغ اهمية جعل ليو جفرسن يدرك ان اغلاق المصنع لا يؤثر فقط على مدرستها بل على القرية باكملها 0
فى كل انحاء الريف كانت القرى الصغيرة تموت او تصبح مجرد امكنة يقضى فيها عمال المدينة عطلتهم الاسبوعية ، رغم ان كل شخص هنا فى منطقتهم قد جاهد لجعل قريتهم حية عاملة 0
اذا استطاعت ان تكسب رئيس نايجل الى جانبها فهذا سيساعد قضيتهم . قطبت جبينها قليلا وهى تدفع كرسيها بعيدا عن الكمبيوتر . عليها ان تجاهد الان لاجل بقاء مدرستها . عندما عينت فى البداية مديرة لها ، اخبرتها السلطة ستقفل فى النهاية كغيرها من المدارس التى تغلق كل يوم 0
ورغم علمها بانها ستنال ترقية وراتبا افضل اذا هى انتقلت الى مدرسة اكبر ، اخذت تبحث بعزيمة بالغة عن تلامذة جدد ، حتى الى حد اقناع والديهم الذين سبق وصمموا على التعليم الخاص لابنائهم ، بان يدعوا هؤلاء يحصلون على تعليمهم الابتدائى محليا 0
نجحت جهودها فى اكثر من مجال ، وادركت انها لن تنسى ابدا ما شعرت به من زهو عندما استلمت مدرستهم تقريرا ممتازا بعد زيارة تفتيشية 0
لكن زهوها لم يكن الى هذا الحد بنفسها ، بقدر ما هو بجهود التلامذة وبكل من دعم المدرسة . وان نرى كل ما انجزوه يذهب هباء ، كان اكثر مما تطبق 0
لقد اثبتت كيف ان الاولاد ينتعشون ويتعلمون جيدا فى جو من الامان والحب . كانت جودي مقتنعة بان ثقتهم بانفسهم منذ البداية منحتهم شيئا سيعينهم مستقبلا فى مسيرتهم العملية . ولكن محاولتها ان تشرح كل هذا لليو جفرسن كانت اصعب كثيرا مما كانت تتوقع 0
ربما ذلك لانها اشتبهت فى انه سبق وقرر امره ، وان هذه القرية التى سيدمرها ، لا تقاس بما سيربحه ، او ربما لان كل ما يمكنه التفكير فيه وكل ما يمكنها هى ان تراه ، هو الليلة الماضية وما رافقها من احداث 0
توترها كان يمنعها من التركيز ، واخذت تذرع غرفة جلوسها باضطراب عاطفى عنيف 0
الساعة السادسة تقريبا ورسالتها لم تنته بعد ، ولكن عليها ان تتركها الان ثم تبدا بالاستعداد للعشاء 0
نايجل يزعج نفسه كثيرا لاجلها ، وعليها ان تشعر بالشكر له ، ولكن بدلا من ذلك ، كل ماتريده هو البقاء فى البيت والاختباء عن العالم 0

*****

انتهى الفصل الثانى

الفصل الثالث 0

” درس فى الاخلاق” 0
عبس ليو وهو يمر بيده على ذقنه المحلوقة لتوها . لم يشعر برغبة للذهاب الى ذلك العشاء ، ولكن عندما اتصل به غراهام جونسون رئيس مكتب التخطيط فى المنطقة ، ودعاه الى بيته ، شعر بانه لا يستطيع الرفض 0

كان تصرفا عمليا جيدا ان يؤسس علاقات مودة مع السلطة المحلية ، وكان ليو سبق وتعرف الى غراهام واحبه ، وعندما اخبره غراهام ان هناك امراة سيسره ان يعرفها على المستوى الرسمى شعر ليو ان غراهام لن يكون مسرورا اذا هو رفض الدعوة . على الاقل ، سينسيه هذا التفكير فى الليلة الماضية وفى تلك المراة الحقيرة بشكل لا ينسى التى اثرت عليه بشكل خطير 0
حتى الان ، لم يحاول جيريمى دريسكول الاتصال به ، فقد فشلت خطته ولم يحقق مبتغاه . ولكنه اخطا عندما تركها نائمة ليلة كاملة فى غرفته … فقد يستغل جيريمى دريسكول الامر 0

اترى دريسكول يستفيد هو نفسه من مهارات معذبته ذات الشعر الاسود الجعد ؟ وذهل ليو وهو يكتشف مبلغ كراهيته لهذه الفكرة . اتراه جن بهذا الشعور التملكى نحو امراة بهذا الشكل ؟ امراة يمكن لاى رجل ان يمتلكها ؟

*****

-جودي ، انت لا تصغين الى 0

فنظرت اليه جودي معتذرة وهو يوقف سيارته امام بيت رئيسه 0

-انت لا تبدين طبيعية . اتراك قلقة على مدرستك ؟

تجاهلت سؤاله وتنفست بعمق ، مصممة على مشاركته الموضوع الذى يثقل ذهنها : نايجل ، اى شيطان تملكك فجعلك ترسل الى ذلك الكوكتيل الليلة الماضية ؟ انت تعلم اننى لا اتعاطى الشراب ، ولانه لم يخطر لى انه مزيج بالكحول … حسنا ، كان يحتوى على فاكهة كثيرة …

فقاطعها بحيرة : هيه ، انتظرى لحظة . انا لم اطلب لك اى شئ فيه كحول 0

-حسنا ، هذا ما احضره النادل الى جناح ليو جفرسن 0

-لابد انهم اساؤا فهمى . لقد طلبت ارسال كوكتيل فواكه وكان غالى الثمن … فيا للخسارة ! اراهن على انك لم تلمسيه بعد اول جرعة ، اليس كذلك ؟

لحسن الحظ ، قبل ان ترغم على الكذب عليه ، امسك بذراعها وسار بها بحزم الى باب البيت الذى انفتح حين وصولهما ليظهر منه مضيفهما غراهام جونسون وهو رجل طويل اشيب الشعر حلو الابتسامة 0

هز يد جودي قائلا : لابد انك جودي . سمعت الكثير عنك 0

وعندما نظرت الى نايجل بجفاء ضحك مضيفهما : لا ، ليس من نايجل ، رغم انه اتى على ذكرك . كنت اشير الى حفيدنا هنرى . انه احد تلامذتك ومعجب متحمس ، ولديه الحق فى ذلك حسب قول والديه . ابنتنا شارلوت معجبة تماما بالتحسن الذى احدثته المدرسة فى مهارة هنرى فى القراءة

السابق
صور ابو عصام
التالي
تحليل الحمل الرقمى بالدم