اياكم والكذب فان الكذب

 

والكذب فان اياكم الكذب 20160915 3006

 

عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ان الصدق يهدى الى البر و ان البر يهدى الى الجنة،
وان الرجل ليصدق حتي يكتب عند الله صديقا،
وان الكذب يهدى الى الفجور و ان الفجور يهدى الى النار،
وان الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذابا متفق عليه .

الشرح

سبق لنا الكلام على الايتين اللتين ذكرهما المؤلف رحمة الله فصدر ذلك الباب،
باب تحريم الكذب،
ثم ذكر الاحاديث،
منها حديث عبدالله بن مسعود رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: اياكم و الكذب ؛

فان الكذب يهدى الى الفجور،
وان الفجور يهدى الى النار،
ولا يزال الرجل يكذب و يتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا،
وعليكم بالصدق ؛

فان الصدق يهدى الى البر،
وان البر يهدى الى الجنة،
ولا يزال الرجل يصدق و يتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا ففى ذلك الحديث حذر النبى صلى الله عليه و سلم من الكذب فقال: اياكم و الكذب يعني ابتعدوا عنه و اجتنبوه،
وهذا يعم الكذب فكل شيء،
ولا يصح قول من قال: ان الكذب اذا لم يتضمن ضررا على الغير فلا باس به،
فان ذلك قول باطل ؛

لان النصوص ليس بها ذلك القيد،
النصوص تحرم الكذب مطلقا،
ثم بين الرسول صلى الله عليه و سلم ان الكذب يهدى الى الفجور،
يعني اذا كذب الرجل فجديدة فانه لا يزال به الامر حتي يصل فيه الى الفجور و العياذ بالله،
وهو الخروج عن الطاعة،
والتمرد و العصيان،
والفجور يهدى الى النار،
قال الله تعالى: كلا ان كتاب الفجار لفى سجين و ما ادرك ما سجين كتاب مرقوم و يل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين بعدها قال: و لا يزال الرجل يكذب و يتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا و العياذ بالله اي من الكذابين،
لان الكذب – نسال الله لنا و لكم السلامة منه و من سائر الاثام – اذا اعتادة الانسان،
صار يكذب فكل شيء،
وصدق عليه وصف المبالغه فكتب عند الله كذابا،
واما الصدق فحث عليه النبى صلى الله عليه و سلم فقال: عليكم بالصدق،
اذا تحدثتم فاصدقوا،
فان الصدق يهدى الى البر،
وان البر يهدى الى الجنة،
قال الله تعالى: { كلا ان كتاب الابرار لفى عليين و ما ادراك ما عليون كتاب مرقوم يشهدة المقربون } فاذا صدق الانسان و عود لسانة على الصدق،
هداة الى البر،
والبر يهدى الى الجنة،
يعني يوصل اليها،
ولا يزال الرجل يصدق و يتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا،
والصديقيه منزله عالية،
هى التي تلى منزله النبوة،
كما قال الله تعالى { و من يطع الله و الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا } .



و اعلم ان الكذب يتضاعف جرمة بحسب ما يؤدى الية ؛

فالكذب فالمعاملات اشد من الكذب فمجرد الاخبار،
فاذا صار الرجل يكذب فبيعة و شرائة و اخذة و عطائة صار ذلك اشد ؛

لانة اذا كذب فالبيع و الشراء تمحق بركة بيعة قال النبى صلى الله عليه و سلم: البيعان بالخيار فان صدقا و بينا بورك لهما فبيعهما و ان كذبا و كتما محقت بركة بيعهما .



و ما ترتب على الكذب فالبيع و الشراء من زياده فالثمن او زياده فالمبيع فانه سحت و العياذ بالله ؛

لانة مبنى على الكذب،
والكذب باطل،
وما بنى على الباطل فهو باطل،
وايضا الكذب فو صف السلعة،
يقول الانسان مثلا: هذي السلعه بها هكذا و هكذا من الصفات المرغوبه و هو كاذب،
هذا كذلك من طعام المال بالباطل،
ومن هذا ما يفعلة بائعو السيارات كما يقولون: يعطى الانسان سيارتة ذلك الدلال و هو يدرى ان بها العيب الفلانى بعدها يقول عند عرضها للبيع جميع عيب بها و لا يخرج العيب الحقيقي،
فهذا حرام لا يجوز،
اذا كان البائع يعلم العيب لكن كتمة و قال للمشتري: اصبر فكل عيب،
هذا حرام اذا كان يعلم ان بها عيبا،
اما اذا كان لا يعلم لكنة يخشي ان يصبح بها عيب لا يطلع عليه،
فلا باس ان يترك البراءه من جميع عيب مشبوة و الله الموفق

 

  • إياكم و الكذب
  • حديث إياكم والكذب


اياكم والكذب فان الكذب