سبب عدم سب الدهر

عدم سبب سب الدهر 20160911 2216

ن ابي هريره رضى الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – : ( قال الله عز و جل : يؤذينى ابن ادم يسب الدهر ،

وانا الدهر بيدى الامر ،

اقلب الليل و النهار ) رواة البخارى و مسلم ،

وجاء الحديث بالفاظ مختلفة منها روايه مسلم : ( قال الله عز و جل : يؤذينى ابن ادم يقول : يا خيبه الدهر ،

فلا يقولن احدكم : يا خيبه الدهر ،

فانى انا الدهر اقلب ليلة و نهارة فاذا شئت قبضتهما ) ،

ومنها روايه للامام احمد : ( لا تسبوا الدهر فان الله عز و جل قال : انا الدهر الايام و الليالي لى اجددها و ابليها و اتى بملوك بعد ملوك ) و صححة الالبانى .

معاني المفردات

السب : الشتم او التقبيح و الذم .

الدهر : الوقت و الزمان .

يؤذينى : اي ينسب الى ما لا يليق بى .

وانا الدهر : انا ملك الدهر و مصرفة و مقلبة .

معني الحديث

اقسم الله تعالى بالعصر و الزمان لعظمتة و اهميتة ،

فهو ظرف العمل و وعاؤة ،

وهو اسباب الربح و الخساره فالدنيا و الاخره ،

وهو الحياة ،

فما الحياة الا هذي الدقيقة و الثوانى التي نعيشها لحظه بلحظه ،

ولهذا امتن الله فيه على عبادة فقال : { و هو الذي جعل الليل و النهار خلفه لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا }(الفرقان: 62) فمن فاتة عمل الليل قضاة بالنهار ،

ومن فاتة عمل النهار قضاة بالليل .

وكان اهل الجاهليه اذا اصابتهم مصيبه ،

او حرموا غرضا معينا اخذوا يسبون الدهر و يلعنون الزمان ،

فيقول احدهم : ” قبح الله الدهر الذي شتت شملنا ” ،

و” لعن الله الزمان الذي جري به هكذا و هكذا ” ،

وما اشبة هذا من كلمات التقبيح و الشتم ،

فجاء ذلك الحديث لرد ما يقوله اهل الجاهليه و من شابههم و سلك مسلكهم ،

فبين ان ابن ادم حين يسب الدهر و الزمان ،

فانما يسب – فالحقيقة – الذي فعل هذي الامور و قدرها ،

حتي و ان اضاف الفعل الى الدهر ،

فان الدهر لا فعل له ،

وانما الفاعل هو رب الدهر المعطى المانع ،

الخافض الرافع ،

المعز المذل ،

واما الدهر فليس له من الامر شيء ،

فمسبتهم للدهر هي مسبه لله عز و جل ،

ولهذا كانت مؤذيه للرب جل جلالة .

ومثل من يفعل هذا كرجل قضي عليه قاض بحق او افتاة مفت بحق ،

فجعل يقول : ” لعن الله من قضي بهذا او افتي بهذا ” ،

ويصبح هذا من قضاء النبى – صلى الله عليه و سلم – و فتياة فيقع السب عليه فالحقيقة ،

وان كان الساب لجهلة اضاف الامر الى المبلغ ،

مع ان المبلغ هنا ناقل للحكم ،

فكيف بالدهر و الزمان الذي هو مجرد و عاء ،

وطرف محايد لا له و لا عليه ،

والله تعالى هو الذي يقلبة و يصرفة كيف يشاء .


سبب عدم سب الدهر