السؤال
لدى صديقه مشكلتها البهاق،
وتريد معرفه اذا كان علاجة بالابره او بالكريمات افضل؟
وما اذا كان فذلك ضرر او لا؟
او هل يوجد حل غير هذا؟
وهل توجد عيادات ممتازه موجوده داخل الرياض يمكن اعرف رقمها؟
وفى الاخير اشكر لكم جهدكم المميز و جزاكم الله خيرا.
سؤال اخر:
اريد كريم لاخفاء البرص،
فقد تعبت جاهده لاخفائة و لا فائدة!
وجزاكم الله خيرا.
الاجابة
و بركاتة و بعد،،،
فالبهاق كلمه كبيرة،
ولها اشكال كثيرة،
وتختلف طرق العلاج حسب الشده و التوضع و السن و الجنس،
وليس هنالك قاعده تقول ان الابره افضل،
ولا الكريم افضل،
بل يجب تقييم جميع مريض جميع على حدة،
وبشكل شخصي،
اى ان هنالك مريضا يعالج،
وليس مرض يعالج.
بعض الادويه ربما تكون ضارة،
وبعضها ربما لا يصبح ضارا،
ومع هذا فقد يلجا الى العلاج الضار ان كان المرض اكثر ضررا منه،
ونرجو المعذره فليس عندنا خبره فعيادات الرياض و من يعمل بها،
و لذا لا نستطيع ترشيح ايا منها،
كما و اننا لا نعرف ارقامها.
اما الكريم لاخفاء البهاق فيوجد العديد،
ولكن تختلف حسب البلد،
ومن اشهرها:
كفرمارك
ديرم بليند
كوفيرانس
او اي كريم اساس من النوع الجيد غير الشفاف .
وهي كريمات مؤقته تفيد بلونها فقط فهي ليست علاجا بل مكياجا.
وقد اوردنا سابقا اجابه مفصله عن البهاق،
نورد ادناة نسخه معدله منها بما يتناسب مع سؤالكم :
(قبل البدء بالاجابه اود التذكير بان البهاق من الامراض السليمه من الناحيه الطبية،
ولكن المؤثره على الحياة بشكل يتفاوت بين الناس حسب النفسيه و القناعات و العمر و الجنس و الحالة العائليه و المهنيه و غيرها.
وبما ان البهاق مرض مزمن فالعلاج ينبغى ان يصبح مع طبيب متخصص او حتي مركز طبي متخصص؛
لان العلاج يحتاج زمنا او احيانا عمرا،
وليس مرحلة و تنتهي،
فهنالك من الحالات التي تحسن بها المرض الى درجه الاختفاء بعدها عاد بعد عوده العوامل المساعدة على عودته،
ومن المهم التذكير بان الدواء الواحد تختلف قدرتة على العلاج من مريض لاخر حسب العوامل المحيطه بالمريض و المؤثره على المرض،
كالناحيه المناعيه و النفسيه و العائليه و الهرمونية.
وقد اوردنا فاحدي الاستشارات القصة الاتيه و هي و اقعية: (مريضتان ابنتا خاله اي امهاتهما اختان،
وعمرهما متقارب،
وكلتاهما متزوجتان،
ويسكنان فبيتين متجاورين،
وياتيان فنفس السيارة،
ونفس الوقت الى نفس الطبيب،
وياخذان نفس الدواء،
ولكن احداهما تحسنت 10% و الثانية تحسنت 90% على الرغم من انهما من جنس واحد،
وجنسية واحدة،
وحالة عائليه متساويه او متكافئة،
وسن متقارب،
وظروف عائليه زوجية متشابهة،
وعلاجهما واحد زمانا و مكانا و عقارا و طبيبا) .
ومن باب التشبية بالارقام (فهنالك من تكون مشكلتة حجمها 100 و هو لا يشعر فيها و تمر و كانها عابرة،
وهنالك من تكون مشكلتة 5 فيقول انا احمد الله على اننى صابر و محتسب على هذي المحنه ال كبار البالغه التي لا يقوي عليها الا ايوب عليه السلام،
فانا على الرغم من عظم مصيبتى الا اننى صابر و انا راضى بهذا البلاء الذي لا تتحملة الجبال).
و اترك لكم تحليل قوليهما و ايهما اصبر من الاخر.
واما من الناحيه الاكاديميه الطبيه فالبهاق مرض جلدي و راثى مناعي،
يتظاهر على الجلد على شكل بقع بيضاء ناصعة،
وهو مرض غير معد،
اى لا ينتقل بالتلامس.
واما سبب البهاق فهي غير معروفة،
ولكن هنالك نظريات او فرضيات: النظريه العبنوته و هذا لوجود البهاق على توزع الاعصاب،
والنظريه الوراثيه و هذا لوجود 30 % من الحالات بشكل عائلي،
ونظريه التخريب الذاتي،
اى ان الخليه الملونه للجلد تخرب نفسها بنفسها،
ونظريه المناعه الذاتية،
وهي ان يهاجم الجسم الخلايا الملونه و يعتبرها غريبة،
مثل حالات الرفض المناعى بعد زراعه الاعضاء،
وذلك لتصاحب البهاق ببعض الامراض المناعية،
مثل مرض الغده الدرقيه و السكرى و غيرها،
ونظريه الغذاء؛
وذلك بسبب نقص الفيتامينات كب 12 و الفوليك اسيد.
واما ما قيل فعلاج البهاق فهو:
1- الهدف من العلاج هو اجتماعى تجميلي،
وليس ضروره طبية،
الا اذا كان على الاماكن المكشوفة،
والمريض يعمل متعرضا للشمس لفترات النهار الطويلة.
2- عند اصحاب البشره شديده البياض ربما لا يخرج المرض،
وعندها ننصح المريض بتجنب التعرض للشمس؛
حتي يخف اسمرار الجلد المكتسب،
فلا تستطيع العين التمييز بين اللونين (وهذا ما يتبع فالبلاد الاوروبيه نظرا لقرب لون المرض من لون الجلد الطبيعي).
3- عند وجود بقع صغار على المواضع المكشوفه من الجلد ينصح باستخدام الكريمات الملونه للبشرة،
والتى يوجد منها فالاسواق التخصصيه ما يناسب لون البشرات المتفاوت (وهذا يعطى نتيجة جماليه فوريه و لكنة ليس علاجا،
كما انه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم)،
مثل الكوفر ما رك و الدرم بليند .
وهذا النوع من العلاج يعتبر مشابها لكريم الاساس الذي يخفى ما تحتة حتي و لو كان و حمه او و شما او جرحا فكيف لو كان بهاقا (وينصح باستعمالة على الاماكن الظاهره فقط ؛
لانة تجميلى و ليس علاجيا) و مع هذا فانه لو طبق بمهاره فانه يخفى ما تحتة و كان شيئا لم يكن.
4- بعض الحالات الموضعه تحتاج و تستجيب للمراهم الكورتيزونيه الموضعية او الحقن الموضعى (تحت اشراف طبيب) و ربما تستطب الكورتيزونات الفموية،
او عن طريق الحقن فبعض البروتوكولات الخاصة و فق استطبابات خاصة.
وحديثا هنالك بدائل الكورتيزونات الموضعية و هي التاكروليماس و البيماكروليماس و هي غاليه الا انها مفيدة خاصة للوجة او المواضع المحدودة.
5- اما العلاج بالمحسسات الضيائيه الموضعية او الجهازية،
(وهذا يحتاج الى اشراف طبيب) فهي شديده الفاعلية،
ولكن لها مضاعفات كالحرق ان لم تستخدم بخبره كافيه من الطبيب المعالج،
او باتباع صحيح للتعليمات من قبل المريض الذي يتعالج،
كما و انه من الضروري لبس النظاره الواقيه من الاشعه فوق البنفسجيه 100% لكل من الزمره ( ا) و (ب ) مدة 24 ساعة بعد الجلسة؛
وذلك لاحتمال بقاء الدواء فالعين مدة 24 ساعة على شكل مذاب،
ولكنة لو تعرض لاشعه الشمس المباشره او الاشعه فوق البنفسجيه لترسب اثناء سنوات،
وقد يؤدى على المدي البعيد الى تشكل الساد او الكاتاراكت.
ومن العلاجات الضوئيه الثانية العلاج الاحدث و هو الليزو من نوع ايكسايمر او التيرالايت ان كانت المناطق المصابه محدوده و محصورة،
وهنالك النارو باند 311 التي هي متوفره و رخيصة،
ولا تحتاج حبوبا قبلها،
وهي بالتدريج تاخذ مكان الاشعه التي تحتاج حبوبا.
6- العلاج الجراحى و له اشكال عديدة،
كالطعوم الذاتيه الصغيرة،
وزراعه الخلايا الملونه و حقنها،
والطعوم الجلديه على شكل شرائح تؤخذ من المناطق المستوره فنفس المريض الى الاماكن المكشوفة،
وهي ناجحه جدا جدا لو تم اجراؤها بيد خبيره فمراكز متخصصة،
ولكنها مكلفة،
اى انها تحتاج مراكز خاصة و تسهيلات جراحيه تجميلية.
7- بعض المرضي ربما يستفيد على الفيتامينات ان كان عندة نقص (خاصة ب12،
وحمض الفوليك،
وايضا فيتامين ث).
8- العامل النفسي و تاثيرة على المرض يجب الا يهمل.
9- علاج بعض الاضطرابات الهرمونيه خاصة الدرق.
10- فحال فشل جميع ما سبق،
وانتشار المرض الى درجه ان اغلب الجلد اصبح ابيض،
عندها يستخدم التبييض،
ولكنها عملية تخرب الخلايا الملونه للجلد الى غير رجعة،
ولا ينصح باستخدام هذي الكيفية فالمناطق الاستوائية؛
لان اللون يحمى المريض من الاشعه الشمسيه الحارقه لاصحاب البشره البيضاء،
ولا تستخدم هذي الكيفية الا تحت اشراف طبي،
وعلي مسئوليه الطبيب المعالج.
11- و اخيرا: علينا الا ننسي الرضا،
والدعاء،
والصبر،
والتوكل على الله،
فهو اول و احدث الادوية،
والله هو الشافى (واذا مرضت فهو يشفين) و علينا ان نجمل فطلب التحسن،
وان يصبح ذهابنا الى الطبيب هو من باب الاخذ بالاسباب و ليس من باب الواجب الاكيد الذي يعاقب تاركه.
واما للتفصيل فالعلاج بالتبييض فنقول:
ان كيفية التبييض للجلد السليم ليكون الجلد كله ابيض كانت تستخدم به ما دة: (مونوبينزايل ايثر اوف هايدروكينون) و المعروفة تجاريا باسم (بينوكوين) و لكن منع استعمالها مؤخرا؛
لانة سجلت حالات فشل كلوى من استعمالها،
وقد منعت دوله قطر دخول هذي المادة تماشيا مع القرار الدولى بمنعها،
ولا ادرى اي البلاد اتبعت،
وايها اجلت العمل بالمنع،
وقد ناقشنا اسبابا اضافيه ضد التبييض فالاستشاره رقم (275704) و التي تناقش مقال البهاق بشكل عام ايضا.
ومع هذا فالكريم المبيض اسمه: (benoquin cream ) يدهن مرتين يوميا لعده اسابيع او حتي لعده اشهر،
ويؤدى الى تخريب دائم للخلايا الملونة،
ولا يجب استعمالة الا تحت اشراف طبي او طبيب متخصص،
واجراء تحليل و ظائف الكليه قبل و خلال العلاج.
العبنوته و التوتر و عدم الرضا ربما تكون عوامل مساعدة فزياده المرض و عدم السيطره عليه؛
لان المرض يتاثر بالوراثه و بالمناعة،
وبالحالة النفسية،
وبالحالة الغدية،
كمرض الغده الدرقية،
والسكري.
المرض لا ينتقل الى الاولاد عدوى،
ولكنة ربما ينتقل و راثة،
وبنسبة لا تزيد عن 30% و لا يعني هذا انه جميع 3 ابناء يجب ان يصبح احدهم مصابا،
بل يعني ان حساب الاحتمالات بين عائلات المرضي اظهر نسبة 30% قصة عائليه ايجابية،
(ولكن هنالك عائلات عندهم من الابناء العشره و لا احد مصاب،
وهنالك عائلات عندهم من الابناء 2 و كلاهما مصاب ) اذن المقال هو قدر،
وما اصاب زوجك ليس له علاقه بالبهاق.
يجب ملاحظه ان المرضي لا يستجيبون لنفس العلاج بنفس النتيجة،
بل هنالك تفاوت بين الاستجابه بين الناس لاختلاف العوامل المساعدة على المرض او الاستجابه بين مريض و اخر.
كما اوردنا القصة اعلاه.
وننصح بعدم التفكير الزائد بالموضوع،
وعدم هدر المال،
وعدم الوقوع فريسه لاستغلال حاجتك للعلاج،
وننصح بعدم اللجوء للعلاج بالاعشاب؛
لانها كذلك كيفية غير دقيقة،
بل الاعتماد على الادويه المرخصه و الدقيقة،
كما ننصح بالرضا بالقدر قبل جميع شيء،
وايضا انصح الامهات و الاباء بعدم الضغط على ابنائهم اذا ظهر عندهم المرض،
بل التركيز على العمل و الانجاز،
والتفوق،
والسلوك،
بدل التركيز على الشكل.
وارجو قبل الختام تحليل المشهد الاتي و الذي اترك التعليق عليه للقارئ:
(لو ان فيلما و ثائقيا او خياليا يعرض صورة ممثل و هو على احلى صورة شكليه و له من المال و السلطان فوق هذا نصيب و افر و لكنة خائن كاذب لئيم ….
وعلي الوجة المقابل هنالك فنفس الفيلم ممثل على درجه من الجمال اقل او انه اعور او به ما يسيء للمظهر العام له دون ان يصبح معديا كالعور و هو على درجه اجتماعيه متواضعه و لكنة مخلص طيب صادق متفان امين … )
و نحن المشاهدون مع من نتعاطف ؟
فلو ان امرأة تقدم لها احد هذين الرجلين فايهما تختار؟
اذن الزواج هو ليس شكلا فقط،
ولكنة تعامل قبل ان يصبح متعلقا بالمظاهر،
و كم من خطبة تمت بين المحبين،
والجمال لم يكن هو السبب،
بل كان التفاهم و التعامل هما السبب!
وعلي العكس كم من خطبة قامت على الجمال و فشلت بسبب التعامل غير الناضج او المثمر بين الزوجين!
والخلاصة:
ان اردتم العلاج فعليكم بطبيب متخصص او مركز مشهود له بخبره العلاج لمرض البهاق،
وتجب المتابعة على المدي الطويل،
وقد ذكرنا اعلاة ان المرض تختلف طرق علاجه،
فالمرض مزمن و ربما يعاود،
وعلينا ان نتعايش مع المرض،
وان نركز على الفعل لا على الشكل،
فتزول الحواجز بيننا و بين الناس،
واما لو بقينا من بعيد فالناس لا يرون الا الظاهر،
فيصبح انطباعهم نظريا و ليس عمليا،
اى علينا ان نحتك بالناس،
وان يصبح احتكاكنا مبنيا على الفعل و الاخلاق.
وبالله التوفيق.
- مياج يخفي البهاق
