و لا ادرى كيف قبلت؟ فانا فالحقيقه شاب ملتزم و الحمد لله، لكنى لا ادرى كيف فتنت بها؟!
و بعد مضى اشهر اخبرت اختى بالموضوع، فنصحتنى بالتخلى عنها؛ حيث تعرف عنها اخلاقا سيئة، و كان قرار الفراق يحيك فصدرى دائما؛ خاصه بعدما عدت الي الله، و استغفرت مما كان منى من تفريط.
المهم.. اتصلت بهذة الفتاة، و اخبرتها باننى سوف اقطع هذة العلاقة، و لن اتزوجها، و جميع شيء يجرى كما كتبة الله لنا، و طلبت منها ان تقبل اعتذاري، فاغلقت الهاتف، بعد ان ارسلت رساله مضمونها: انها لن تسامحني، و كانت هذة صاعقه لي!
منذ هذا الحين و ضميرى مشوش، و الله يعلم انى لم انو ابدا خيانتها، او العبث بمشاعرها.
افيدوني، بارك الله فيكم.
فاحمد الله – اولا – ان من عليك بالعوده للتدين، و بالبعد عن تلك الفتاة؛ فلا يخفي عليك حرمه تلك العلاقات، و المحادثات بين رجل مسلم و امراه ليست زوجه له و لا هى من محارمة الا لحاجه قدرت شرعا بقدرها و فحدود الادب و احكام الشرع الحنيف، و ذلك امر فطرى بدهي.
و الزواج فشريعتنا و قيمنا الساميه له ضوابط؛ فمن اراد الزواج من فتاه معينه تقدم لخطبتها الخطبه الشرعيه من و ليها، و اتي الدار من بابها، و لا يربط معها علاقات و معاهدات معينه و هى ما زالت اجنبيه عنه، و ربما احسنت الي نفسك و الي تلك الفتاه حين تبت الي الله تعالي و رجعت عن و عدك لها بالزواج و استمعت لنصح اختك و لم تغلب العاطفة؛ لان الغالب علي من تكلم رجلا اجنبيا عدم التحفظ من الحديث مع غيرة و هكذا، و هذا الامر يستحيل عذابا و شكا ان تم الزواج بتلك الطريقة، و الواقع خير شاهد!
و القاء الفتاه بالمسؤوليه عليك غير منطقي؛ فانت و هى متساويان فاصل المخالفة، و ان كانت مخالفتها اكبر؛ لما يتضمنة من خيانة لاهلها و اوليائها، و لان المراه هى من تفتح الباب للرجال؛ فالمراه الصالحه قائمه بطاعه الله، و تحفظ اهلها بنفسها، بحفظ الله و توفيقة لها؛ كما قال تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} [النساء: 34]، و تلك الصالحه مهما حاول الرجال الوصول اليها فلن يستطيعوا!
فاحذر من عقده الذنب تلك؛ حتي لا تدفعك الي الحنين للفتاه مره ثانية، و ابتعد عنها بالكلية، و لا تترك لها حبلا تستطيع من خلالة الوصول اليك.
كما انصحك بعدم الالتفات لما قالته؛ فحتي لو كنت خاطبا لها من اهلها فلك ان تتركها ان ظهر ما يدفعك لهذا؛ لانة و عد غير لازم، و علي الفتاه ان تلوم نفسها الاماره بالسوء التي قادتها الي التساهل معك او مع غيرك، مما لا يحل شرعا، و ان تتوب الي الله تعالي من ذنبها، لا ان تلقى باللوم علي غيرها، و كانها لم تذنب – عافاها الله – فالعود احمد، و لتقتدى بامراه العزيز لما تمحض الحق و تبين، فقالت فيما حكاة القران عنها: {وما ابرئ نفسى ان النفس لاماره بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم} [يوسف: 53]؛ اي: من المراودة، و الكيد فذلك؛ فالنفس كثيرا ما تامر صاحبها بالفاحشة، و سائر الذنوب، {الا ما رحم ربي}؛ فنجاها من نفسها الامارة، حتي صارت نفسها مطمئنه الي ربها، منقاده لداعى الهدى، و الله تعالي غفور لمن تجرا علي الذنوب و المعاصى اذا تاب و اناب.
فابحث عن فتاه مستقيمة، حسنه السيرة، طيبه الاخلاق، ملتزمه بالحجاب، و الاحكام الشرعية.
- حكم وعد بالزواج