نحن زوجان منذ اثني عشرة عاما، يبلغ الزوج من العمر اربعة وثلاثين عاما، والزوجة اثنين وثلاثين عاما، ولدينا ولد يبلغ من العمر ثمانية سنوات جاء بعد اربع سنوات من الزواج، حملت الزوجة مرة ثانية ولكن كان الحمل خارج الرحم وتم استئصال الانبوب الايمن، حاولنا عمل تلقيح مجهري (اطفال انابيب) لكن لم ياذن الله تعالى لنا، نحن زوجان بيننا محبة كبيرة، لكن حياتنا لا تخلو من المشكلات التي توجد في اي بيت.
الزوج الان يرغب في الزواج من امراة ثانية طلبا للولد، وعندما اخبر الزوجة بذلك لم تقبل لهذا الامر لحبها الشديد لزوجها، وخوفها من تبعات هذا الزواج نفسيا واجتماعيا واسريا، وخوفها على بيتها وعلى نفسها، والان لا يوجد عندها مانع معروف من الحمل وكلما تناقشنا في موضوع الزواج الاخر زاد الحوار شدة ولم نخرج بشيء، فتوصلنا الى ضرورة مشاركة طرف خارجي في حل مشكلتنا..
ما اتعس الحياة بين الزوجين دون مودة ورحمة لقوله تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: من الاية21]، هذه المودة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى، وللاسف فقد لا يعرف البعض قدرها ولا قيمتها.
السائل الكريم:
لا اعيب عليك قرارك في الزواج باخرى، فهذا امر احله الله تعالى للزوج، وهو مباح لك ان كان لديك شروطه، لكن دعنا نتحدث عن الموقف تربويا واجتماعيا ونفسيا مع تقييمه واقعيا:
اولا: يلزمك ان ترى من نفسك القدرة على شرطي الزواج الثاني وهما القدرة والعدل، فالقدرة هي مؤونة الزواج وامكانية القيام بحقوق الزوجات، والعدل هو العدل بين الزوجتين.
ثانيا: اذا اردت استمرار المودة بينك وبين زوجتك الاولى فيجب ان تبدا زواجك الثاني باقناعها بهذه الخطوة، والا انقلب بيتك الاول جحيما ونارا وصار ركاما، وبدلا من بحثك عن السعادة من زواجك الثاني فاذا بك ترى نفسك تهدم البيت الاول، فماذا عساك تكون قد كسبت عندئذ؟!
ثالثا: ارجو ان يتسع صدرك لما قد تجده من رفض زوجتك الاولى لزواجك الثاني وحزنها والمها، فان حبها الشديد لك وارتباطها بك يمنعها من الموافقة على زواجك، اذ تشعر بانك ستتركها وتهملها، وبان شريكا اخر سيستحوذ عليك وربما سيجعلك اسيرا عنده، اضف الى ذلك تاثيرات وسائل الاعلام العلمانية التي صورت لكل امراة ان الزوجة الثانية شيطان مريد، اضافة لما ينقل يوميا من اخبار عن خراب بيوت كثيرة بعد التعدد، فافسح لها صدرك وازل شبهاتها وبدد مخاوفها اولا.
رابعا: يجب ان تكون صادقا مع نفسك بوضوح، هل تريد هذا الزواج من اجل الولد ام من اجل الزواج ذاته، فقد تتزوج ولا ترزق ايضا بالولد، وانت بالفعل قد رزقك الله بالولد، والباب لا يزال مفتوحا، وقد يرزقك باخر، فنحن جميعا نعلم اناسا كثيرين جدا رزقهم الله بالولد بعد سنين، وبغير اي تدخل طبي، وقد يبارك الله سبحانه لك في ولدك فيصير صالحا خيرا من عشرة اولاد، اما لو هدفك هو محض الزواج فادعوك للتفكر في شانك بعد انقضاء ايام الزواج الاولى وابتداء التبعات الاسرية والحقوق المادية والمعنوية وحقوق العدل بين الزوجات، فيجب ان تفكر واقعيا قبل الاقدام على الخطوة، يجب ان تدرس الواقع جيدا، وكيفية حل المشكلات المتوقعة.
خامسا: اما ان كان سبب زواجك كراهية لزوجتك الاولى، او لتقصيرها في حقوقك، ومع عدم رغبتك في الاضرار بها، وفاء لها، فليكن حديثك معها بوضوح، ويجب عليك اخبارها انك تريد الزواج باخرى مع الابقاء عليها، حتى لا تضرها بطلاق، وتخيرها بكل وضوح، وتوضح لها انه اذا تم الزواج الثاني سوف تكون تحت رعايتك معززة مكرمة وافية الحقوق قائمة العدل بين البيتين.
السائل الكريم.. امر اخير احب ان اوضحه ربما يغفل عنه الكثير من الرجال الراغبين في التعدد، ان الزوجة التي شاركت زوجها افراحه واحزانه وظلت معه في الامه قبل اماله، لتنتظر لحظات الوفاء منه، ولحظات العطاء منه، وانها ترى زواجه الثاني نقضا لذلك وبداية لحياة تعيسة تملؤها منغصات الضرائر، ونيران الغيرة، والحرص من كل امراة على استغلال الزوج ماديا مع التسابق في ذلك، وعدد ليس بالقليل من النساء اللاتي ذقن ذلك يرون انهن انما يعشن مع ازواجهن برابط الاولاد فحسب، نعم كل ذلك خلل، ونرجو الا يحدث، لكنه واقع.
نعم هناك من وفقه الله في هذه الخطوة، لكن ذلك يتطلب منه ان يصلح نيته لله سبحانه، وان يكون اهلا لذلك بالقدرة والمؤونة، وان يتخذ الاسباب لمنع المشكلات فيدرس موقفه جيدا، وان يصبر على الزوجات، وان يتحلى بالحكمة والعدل.
- أريد أن أتزوج
- اريد ان اتزوج الثانية
- اريد ان اتزوج مرة ثانية