افضل مواضيع جميلة بالصور

اضرار برامج المحادثة على الشباب

 

 

د.محمد علي صالح الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة ام القرى -المملكة العربية السعودية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ، وبعد:

فهذا نص لمحاضرة كنت القيتها في صيف عام 1430 في محافظة الجموم ، وكانت حول الانترنت ، وقد جعلتها في عناوين وفواصل .

الانترنت بين الخير والشر

لقد فتن الشباب اليوم بالانترنت ، وولعوا به ولعا شديدا ، فاصبح جل حديثهم عنه وعن ارتياد مواقعه ، والابحار في جنباته ، والجلوس في صحبته الساعات الطوال دون كلل او ملل ، وهذا يدعونا للتامل في محاسنه ومفاسده حتى نكون على بصيرة من امرنا .

اولا : اضرار الانترنت

1- اضاعة الاوقات .

2- التعرف على صحبة السوء .

3- زعزعة العقائد والتشكيك فيها .

4- نشر الكفر والالحاد.

5- الوقوع في شراك التنصير .

6- تدمير الاخلاق ونشر الرذائل .

7- التقليد الاعمى للنصارى والافتتان ببلادهم .

8- اهمال الصلاة وضعف الاهتمام بها .

9- التعرف على اساليب الارهاب والتخريب .

10- الغرق في اوحال الدعارة والفساد .

11- اشاعة الخمول والكسل .

12- الاصابة بالامراض النفسية .

13- اضاعة مستوى التعليم .

14- التجسس على الاسرار الشخصية .

15- انهيار الحياة الزوجية .

ثانيا : فوائد الانترنت

من الانصاف ان نبين ولو بذكر بعض الصور ما قام به اهل الهمم العالية من استغلال للانترنت في امور نافعة ، بل جعلوا هذه الشبكة خادمة للاسلام ، وداحضة للباطل واهله ، وهذه جملة من فوائد الانترنت التي هي في الحقيقة كثيرة لا تحصى :

1- الدعوة الى الاسلام وبيان محاسنه .

2- الرد على الشبهات التي تثار حول الاسلام ودحضها .

3- محاربة البدع والتصدي لدعاتها .

4- نشر العلم النافع والاخلاق الحسنة .

5- معرفة العلوم الكونية والاخذ باسباب التقدم والرقي .

6- الاستفادة منه في الابحاث العلمية .

7- التعرف على احدث التقارير والدراسات والاحصاءات في مختلف المجالات .

8- سهولة الاتصال بالعلماء لاخذ الفتوى عنهم والاستنارة بارائهم .

9- الاعلان عن محاضرات العلماء ومتابعتها عبر الانترنت .

10- التعرف على احوال المسلمين في العالم ومتابعة اخبارهم .

مخاطر الانترنت و استغلال الفتيات عن طريقه

سنتحدث هذه المرة عن مخاطر الانترنت و سنركز على استغلال الفتيات بالتحديد

ساذكر لكم حالات تحدث كل يوم و انتم بدوركم تتناقشون فيها

الحالة الاولى :

تعرفت دلال على فتاة اخرى تدعى سامية عن طريق الشات ، و نشات بينهن صداقة استمرت لسنتين ، و زاد من قوة تلك الصداقة التساوي في اعمارهن و تقارب وجهات النظر بينهن .

و مع مرور الوقت نشا خلاف بينهن بسبب عدم حفظ الاسرار ، و حدثت فتنة بسبب صديقات اخريات ، فكرت سامية في الانتقام و قامت بنشر صور دلال على الانترنت !

الحالة الثانية :

اشترى ابو حنان لابنته لاب توب بمناسبة قبولها في الجامعة ، فما كان منها الا ان اشتركت في احدى الشركات المزودة للانترنت ، و لم تكن لها خبرة سابقة و معرفة بمخاطر الانترنت .

و لهذا فهي لم تكن تعرف باهمية وجود برنامج حماية على جهازها ، فقام احد المتطفلين باختراق جهازها ، و استغل الهكر وجود صور شخصية لها على الجهاز ، و قام باختراق البريد الالكتروني الخاص بها و تجسس عليها فترة طويلة عن طريق معرفة الكثير من امورها الشخصية و محادثاتها مع صديقاتها .

و بدل ان ينصحها بتركيب برنامج حماية و وضع كلمة سر صعبة لبريدها الالكتروني ، انتهى الامر بالهكر الى تهديد حنان و ابتزازها ، حيث انه كان مراهقا و لا يعرف من المسؤولية اي شي ، اضافة الى قلة وازعه الديني .

الحالة الثالثة :

اشتركت فاطمة في احد المنتديات الثقافية على الانترنت ، و تفاجات بالمخزون الثقافي الكبير الذي تحتويه ، بالاضافة الى امكانية المناقشة في كثير من المواضيع المتنوعة و بدون معرفة شخصيتها،و ذلك عن طريق المشاركة باسماء مستعارة.

مع مرور الوقت ، اعجبت بشخصية احد الشباب ، حيث انه كان يتعمد المزاح معها و محاولة اغضابها و النيل منها ، و من ثم يقوم بالاعتذار منها و هكذا ،،،

انتهى بها الحال الى الوقوع بشباكه ، فقام بارسال بريده الالكتروني لها حتى يكون التواصل بينهما اسرع ، حيث انه استغل خاصية الرسائل الخاصة ، و هي بدورها لم تصدق ذلك !

اخذت البريد الالكتروني و ترددت في اضافته في قائمة المسنجر ، بسبب التحذيرات الكثيرة التي اعطاها والدها و منعه لها من اضافة الشباب،قررت ان تضيفه بداعي السوالف فقط و اعتباره لها كاخ .

مع مرور الوقت ، اصبحت علاقتهما خارجة عن اطار الاخوة ، حيث انها وثقت فيه و قامت باعطائه اسرارها و تشاركت معه في الحديث عن امور خاصة . كان هو يستمتع بما يحدث و يتسلى بها و انتهى بهم الحال الى التعرف على بعضهما عن قرب و الخروج الى المطاعم . فما كان منه الا الهروب بها الى مكان مغلق خارج المدينة و فعل بها الفاحشة و من ثم هددها و قام بابتزازها .

الحالة الرابعة :

اشترك خالد في احد المنتديات النسائية ، و لم يكن هدفه الافادة ، بل عمد الى المشاركة بعضوية مؤنثة و قام بمشاركة الفتيات في النقاش عن امورهن الخاصة . مع مرور الوقت نشات صداقة بينه و بين احدى الفتيات و انتهى الامر بابتزازها .

شباب (الانترنت) .. مخاطر ومحاذير

– الارقام العالمية تشير الى ان استخدام الشباب للشابكة (الانترنت) بدا يتزايد بسرعة شديدة على مستوى دول العالم.

– اذا غابت الضوابط الاخلاقية لدى الشباب، فسيصبح هذا الوافد الجديد وسيلة هدم وتدمير للقيم والاخلاق والاسر والمجتمعات.

– المواقع الاباحية المتاحة لزوار الشابكة تتزايد يوما بعد يوم ويصل عددها الى الملايين.

قد لا نبالغ اذا اطلقنا على الجيل الحالي من الاطفال والشباب لقب “جيل الانترنت” فالارقام العالمية تشير الى ان استخدام الشباب للشابكة بدا يتزايد بسرعة شديدة على مستوى دول العالم، والخطورة في ذلك ان الشابكة (الانترنت) تفتح ابواب الاباحية بكل صورها امام الشباب، نتيجة غياب الضوابط الاخلاقية، والذي يجعل منها وسيلة هدم وتدمير للقيم والاخلاق والاسر والمجتمعات.

ففي الولايات المتحدة الامريكية اظهرت احصائية حديثة ان عدد الامريكيين من عمر سنتين الى المراهقين بعمر 17 سنة من المستخدمين للشابكة (الانترنت) تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1997، وتشير الاحصائية الى ان اكثر من 25 مليون حدث استخدموا الشابكة خلال عام 2000 مقابل ثمانية ملايين خلال عام 1997، ومن المؤكد ان هذا الرقم قد تضاعف عدة مرات منذ عام 2000م حتى الان، ومن المتوقع ان يتضاعف عدة مرات في السنوات القليلة القادمة.

ومن هنا فقد فتح الحاسوب افاقا جديدة امام الشباب، وتحولت الشابكة (الانترنت) بالنسبة لهم الى ساحر جديد يستهلك الوقت، ويضع امامهم مجالات واسعة للمغامرة غير مامونة العواقب، مما بات يشكل تهديدا قويا للقيم الاخلاقية، ويجعلهم عرضة لانواع مختلفة من المعلومات والصور والاحداث التي لا تتناسب مع مراحلهم السنية.

وفي عالمنا العربي والاسلامي بدا (الانترنت) ينتشر وان كان بمعدلات اقل من انتشاره في امريكا والغرب، وبدانا نرى مقاهي (الانترنت) التي اصبحت مشهدا مالوفا في شوارع المدن العربية والاسلامية، وكثيرا ما نرى لافتات هذه المقاهي لجذب الشباب الى قضاء اوقات فراغهم امام شاشاتها التي قد لا تتوافر لهم في منازلهم.

ومقاهي (الانترنت) هي نواد تتيح لروادها الدخول في عالم الشابكة، والمشاركة في تجمعات المحادثة عليها، والتجول بين مواقعها بكل ما تحتوي عليه من خير وشر.

ففي شوارع القاهرة ومدن اخرى كثيرة اصبحت اللافتات التي تعلن عن وجود مقاهي (الانترنت) مظهرا مالوفا، واصبح بامكان المواطنين ممن لديهم دراية بالانترنت ان يبعثوا الرسائل الالكترونية التي يتبادلون فيها الاراء عن الحياة والعلاقات الاجتماعية والشؤون الجارية.

* الوافد الجديد:

السؤال الذي يطرح نفسه مع انتشار هذا الوافد الجديد هو: ماذا يرى الشباب على الانترنت؟ وما المواقع التي يحرصون على تصفحها والتجول فيها؟

ان هناك مؤشرات قوية تقول: ان قطاعا كبيرا من الشباب يستخدمون (الانترنت) في تبادل المواعيد، واقامة علاقات اباحية مع فتيات من دول مختلفة، ومن يدخل غرف الحوار والمحادثة (الدردشة/ الشات) يدرك هذا الامر جيدا، ولذا نقول: ان الشابكة اصبحت سلاحا ذا حدين، واذا غابت الضوابط الاخلاقية لدى الشباب، فسيصبح هذا الوافد الجديد وسيلة هدم وتدمير للقيم والاخلاق والاسر والمجتمعات.

لقد اصبحت الشابكة ملتقى للشباب من الجنسين، الذين يخشون من التلاقي علانية، اذ اصبح بوسعهم التواصل فيما بينهم عبر البريد الالكتروني، او تبادل اطراف الحديث عبر غرف المحادثة (الدردشة)، كما ان الشباب العرب الذين قد يضطرون الى زيجات تقليدية يستعينون الان بالشابكة للقاء شريك حياتهم عبر مواقع التخاطب الالكتروني.

* الاخطار الاخلاقية:

لعل الاخطار الاخلاقية للشابكة على الشباب تتزايد يوما بعد يوم، فقد فتحت لهم ابواب الاباحية بكل صورها، وبلا حدود او ضوابط، والقت بهم في محيط من الاباحية متلاطم، وخضم من الرذيلة عميق، يسحق الفتى والفتاة ليلقي بهما في بحر الرذيلة والانحراف، فحجم ترويج الاباحية وتصديرها عبر الشابكة فاق كل الحدود والتصورات، برغم المخاطر العظيمة التي تجرها الاباحية على المجتمعات.

ولقد ذكرت وزارة العدل الامريكية في دراسة لها ان تجارة المواد الاباحية تجارة رائجة جدا، يبلغ راس مالها نحو مليار دولار، ولها اواصر وثيقة تربطها بالجريمة المنظمة، وان تجارة الاباحية هذه تشمل وسائل عديدة كالكتب، والمجلات، واشرطة الفيديو، والقنوات الفضائية الاباحية والشابكة.

وتفيد الاحصاءات الصادرة من الاستخبارات الامريكية (FBI) ان تجارة الاباحية هي ثالث اكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمار، اذ بايديهم 85% من ارباح المجلات والافلام الاباحية.

وفي امريكا وحدها – كما يقول الدكتور مشعل بن عبدالله القدهي الاستاذ المساعد في معهد بحوث الحاسب الالي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية – اكثر من تسع مئة (900) دار سنما متخصصة بالافلام الاباحية، واكثر من خمس عشرة الف (15000) مكتبة ومحل فيديو تتاجر بافلام ومجلات اباحية. ومع ان امريكا في الماضي كانت تحارب الى درجة كبيرة انتشار الاباحية في مجتمعها بفرض بعض الانظمة والقوانين، فان من الملاحظ في هذا العصر ان المعارضين لانتشار الاباحية بدؤوا يخسرون هذه الحرب، فقد نجحت (الاستوديوهات) في تخفيف المراقبة على الافلام الاباحية.

ولقد الغي في امريكا باخرة قانون “العفة في الاتصالات” ليتمكن الناس من الاستمرار في اعمال الاباحية دون اي قيود قانونية. ومن المعلوم ان امريكا هي اولى دول العالم في انتاج المواد الاباحية.

* مواقع مرفوضة:

تمثل الشابكة (الانترنت) في الوقت الحاضر اكثر الطرق نجاحا في نشر الاباحية اذ ان صفحات النسيج العالمي المتعلقة بها تمثل بلا منافس اشد الصفحات اقبالا في العالم.

وتغص الشابكة بالاف المواقع الاباحية، وتشير التقارير الى ان ما لا يقل عن ثلاثين موقعا جديدا – في المتوسط – ينشا يوميا على الشابكة..لا هدف لاصحابها سوى تقديم العروض المبتذلة، واصطياد الصبية والشباب، لابتزاز اموالهم، وتدميرهم اخلاقيا.

وهناك شركة وتحالف وثيق بين مروجي الاباحية، ومصممي برامج القرصنة واللصوصية، فهذا يروج لذاك، وذاك يدعو الى هذا.. والنتيجة خراب للقيم ودمار للاخلاق.. في ظل حرية مزيفة، بهرجتها الصهيونية، وفرضتها من خلال قوى الضغط (العاصرة) للسياسات ومتخذي القرارات. وهذا جاك لايت يؤكد ان “الشباب الامريكي غارق في الرذائل حتى اذنيه.. والتكنولوجيا افسدته، وجعلت منه شابا مخنثا.. وعبدا للشذوذ..”.

وتقدر عدد الصفحات الاباحية في الشابكة بنحو 5 % من مجموع الصفحات الكلية فيها، وهذا النسبة تعد قليلة، لكنها لا تقدم الصورة الحقيقية لحجم المشكلة، اذ يزداد اقبال رواد (الانترنت) على هذه المواقع، فشركة playboy الاباحية مثلا تقول: ان 4-7 ملايين زائر يتصفحون موقعهم في الاسبوع الواحد.

* زيادة الاقبال:

وتفيد الاحصاءات بان 63% من المراهقين الذين يرتادون صفحات المواقع الاباحية لا يدري اولياء امورهم طبيعة ما يتصفحونه، وان اكثر مستخدمي المواد الاباحية تراوح اعمارهم بين 12و 17 سنة، والصفحات الاباحية تمثل بلا منافس اكثر فئات صفحات الانترنت بحثا وطلبا.

ولذلك صرحت وزارة العدل الامريكية قائلة : لم يسبق في اي مدة من تاريخ وسائل الاعلام بامريكا ان تفشى مثل هذا العدد الهائل من المواد الاباحية امام الكثرة من الاطفال والشباب. وتفيد احصاءات الوزارة بان تفشي هذه الوسائل من الاسباب المباشرة في تفشي انواع اخرى من الجرائم والماسي الاجتماعية كالقتل والسرقة والاغتصاب والشذوذ.

ففي دراسة امريكية حديثة تاكد ان الشراء والبيع عبر الشابكة (الانترنت)، ونشر المواد الجنسية، والمقامرة وبرامج الاحاديث.. اصبحت مثل المخدرات بالنسبة لفئات من الناس يشعرون بالوحدة والحساسية المفرطة بحيث يلجؤون اليها بحثا عن الاستمتاع والاثارة دون الاحساس بالذنب..

وبهذا اصبحت ظاهرة (الانترنت) تهدد حياة بعض الاسر بالمشكلات العائلية والانفصالات الزوجية؛ بسبب انصراف الازواج عن حياتهم الزوجية ومسؤولياتهم العائلية ليغرقوا امام شاشات الشابكة.

* اطفال الشابكة (الانترنت):

لا يتوقف الامر على الشباب اليافعين فقط، بل ان شاشة الشابكة المبهرة تجذب ملايين الاطفال على مستوى العالم ، الذين يتجولون في المواقع المختلفة دون ادراك واع لما يقدم لهم فيها، واثره في ثقافة الطفل وقيمه واخلاقه، خاصة في عالمنا العربي والاسلامي الذي شهد ازديادا كبيرا في استخدام الشابكة في السنوات الاخيرة.

والاثر السلبي على الاطفال لا يمكن تجاهله، فالارقام تؤكد ان 58 % من مستخدمي الشابكة من الطلبة الامريكان انخفض مستواهم الدراسي، و86 % من المدرسين يرون ان تعلق الاطفال بالشابكة لا يفيدهم دراسيا.

وحذر بحث اجري في بريطانيا ايضا من ان الجيل الاصغر من البريطانيين ليس لديه معرفة بمفردات الشابكة مع انهم يستخدمونها بكثافة، وقال البحث: انه بالرغم من ان العديد من اطفال بريطانيا يتمتعون بامكانية استخدام (الانترنت)، فانهم يفتقدون فهم ايسر واهم المصطلحات المطلوبة لاستخدامها.

ويكشف البحث عن ان 85 % من الاطفال البريطانيين الذين تراوح اعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة لديهم حواسيب منزلية، وان 62 % من هذه الحواسيب متصلة بالشابكة.

ومن النتائج التي اظهرها البحث ان السبب الرئيس الذي يدفع الصغار الى استخدام الشابكة هو التعلم حيث يتصل 48 % منهم من اجل الحصول على المعلومات والحقائق، في حين يكون هدف 26 % منهم هو مطالعة بريدهم الالكتروني.

* ضوابط لابد منها:

ان مسؤولية وقاية الجيل المسلم من هذا الوافد الجديد تقع بالدرجة الاولى على عاتق الوالدين، اذ عليهما تحصين ابنائهم بالتربية والدين والاخلاق من كل ما هو اباحي وفاسد على الشابكة، وتوفير الوسائل التي من شانها ضبط مغامرات الشباب في عالم الشابكة والحاسوب مثلما يفعلان تماما في مجالات الحياة عامة، كما تقع المسؤولية على عاتق مؤسسات التربية والتنشئة المختلفة والمؤسسات الدينية التي يجب ان تقوم بدورها في توعية الشباب وتحصينهم من الاستخدامات السيئة للشابكة، وتوجيههم الى المواقع المفيدة والبناءة، سواء كانت مواقع اسلامية او ثقافية او اجتماعية او ادبية او تاريخية.

وهناك برامج حاسوب يمكنها حجب معظم المواقع غير المرغوب فيها بالنسبة للاطفال، وهناك ايضا تقنية اخرى لمنع التجول الخطر للاطفال في مواقع الانترنت المختلفة، وذلك عن طريق استخدام برامج الرقابة، ومن المقترحات التي يفضل اتخاذها في حالة استخدام الاطفال الخاطئ للشابكة فصل الكهرباء واغلاق الجهاز.

وبات من المعروف ان الدول التي تفرض قوانين صارمة على نشر المواد الاباحية تنخفض فيها نسبة الجرائم، وبرامج الحجب والمنع ممكنة، وقد جربت في بعض المدارس الامريكية وحققت نسبة نجاح تصل الى اكثر من 99 %، مما يستدعي تضافر الجهود وتطوير التقنيات لحماية الجيل الصاعد من الخطر الاباحي الهادم عبر الشابكة.

كيف نحمي اولادنا من مخاطر الانترنت ؟؟

لا احد ينكر هذه الايام فضل الانترنت والافاق الواسعة التي وفرتها لجميع الافراد من مهندسين واطباء وطلبة من كبار وصغار. لكن وللاسف الشديد، لا يوجد شيئ في هذا الكون من غير ثمن، واغلى ثمن ندفعه هو الاخطار الكبيرة التي نواجهها ويواجهها اطفالنا خلال عملهم المباشر على الانترنت وبلا رقيب.

اعمالنا تنبع من وعينا للانترنت اولا وواجبنا بتوعية اطفالنا ثانيا.

وبفرض اننا كافراد بالغين نعي مخاطر الانترنت ونستطيع حماية انفسنا بشكل جيد، يبقى علينا الاهم الا و هو حمل مسؤولية ارشاد اطفالنا وتوعيتهم لهذه المخاطر ليتمكنوا من حماية انفسهم.

حين يلج الاولاد الانترنت، تبدا مهمتنا بمراقبتهم من حين لاخر للتاكد من عدم اساءة استعمالهم لهذه الاداة الخطرة ، كن مدركا تماما لكل اشارات التحذير والتنبيه التي تظهر على الانترنت اثناء عمل الاولاد والتي يمكن ان توقعهم ببعض المشاكل. واحب ان اورد في مقالي هذا اهم الخطوات والارشادات التي يجب ان يتبعها الاهل لحماية اطفالهم اثناء عملهم على الانترنت، كما انبه الى اهم قواعد السلامة لاطفالنا لحماية انفسهم من اخطار الانترنت.

نصائح و ارشادات للاهل:

الانترنت وسط رهيب مخيف اذا دخله اطفالنا لوحدهم، وحدهم الاهل قادرين على تخفيف مخاطر هذا الوسط وجعله وسطا امنا باتباع النصائح والارشادات التالية:

1. تكلم مع اولادك، اسالهم عن الانترنت وعن نوعية عملهم على الحاسب، لا تتصرف بعقلية القاضي – اسال وكن مستعدا للاجابة على بعض الاسئلة التي لا تتوقعا ولا تحبها، حافظ على حرية النقاش و مرونته.

2. حافظ على وجود الحاسب ووصلة الانترنت في مكان تواجد العائلة بدلا من ان يكون مخفيا في غرف الاطفال. فان لم يكن هناك شيئ يخفونه سوف لن يمانعون. يمكن ان يكون الحاسب في غرف الاطفال لاداء واجباتهم المدرسية و لكن دون وصلة انترنت.

3. تاكد من استخدام افضل واحدث برامج مكافحة الفيروسات وبرامج الحماية الشخصية مثل برامج جدران النار (firewall) ضمن حاسبك المنزلي. امن المعلومات هو عنصر جوهري لضمان السرية، لحماية عائلتك، و لزيادة الخبرة و تطوير مهارات العمل على الانترنت بشكل جيد واخلاقي.

4. استخدم بعض البرامج الخاصة بالمراقبة و نصبها ضمن الحاسب الخاص بالاولاد بحيث تتمكن دوما من معرفة ما يفعلون. اطلب من الاولاد مساعدتك بذلك. لا تنسى تشغيل هذه البرامج من فترة لاخرى و الاطلاع على اعمال اولادك، لا تعتبر هذا العمل تجسس او انتهاك للخصوصية و السرية، كله يدور حول محور واحد هو حماية اولادك.

5. تعلم التقانة الحديثة، لا يجدر بك ان تكون جاهلا، الجهل مرفوض و ليس له مكان ضمن العائلة. هناك الكثيرين من الرجال او النساء المتقدمين في السن يتقنون العمل على الحاسب بشكل ممتاز لانهم ارادوا هذا. يجب ان تحث اولادك بان تكون مثلهم الاعلى بمعرفتك.

6. تعرف على اللذين يتبادلون الاتصال مع اولادك. غرف الدردشة و المراسل الفوري هي مثل من يتكلم سرا وجميع الابواب والنوافذ مفتوحة على مصراعيها. ساعد اولادك على فهم الاخطار الجديدة غير العادية، كيفية تجنب الانحراف، و عدم الوقوع في الافخاخ. ان حدث و تلقوا رسائل محظورة، او شعروا باي تهديد، او تسلموا مواد غير ملائمة، اتصل فورا بالقائمين على ادارة خدمة الانترنت و تقدم بشكوى عاجلة لمعالجة الامر.

7. حاول و لو لمرة ان تستخدم مختلف انواع محركات البحث لتبحث عن اسمك او اسم احد افراد عائلتك. حتما سوف تذهل لما ستجد، اين وصلوا بتجوالهم، و كم يعرفون عنك. لا تنسى ان سيرة عمليات البحث تبقى محفوظة ضمن متصفحات الانترنت و بالاخص Internet ExplorerوNetscape، القي نظرة عليهما بشكل دوري. الانترنت لا تتوقف عن العمل ابدا.

8. لا تعطي ابدا اية معلومات شخصية على الانترنت لاي شخص لا تعرفه او لاي موقع يسالك عنها بدون سبب واضح. استخدم تعابير عامة. لا تفصح ابدا عن ارقامك الخاصة (رقم بطاقة الائتمان، رقم الهوية الشخصية، رقم جواز السفر الخ…). اسماء اولادك الحقيقية، عناوينهم، ارقام هواتفهم كل هذه اشياء ضرورية خاصة بهم تعرضهم للوقوع ضحايا قراصنة الانترنت.

9. شجع كل من حولك من اصدقاء و اقارب، اصدقاء اولادك و معلميهم في المدرسة لتعلم التقنيات الحديثة و فتح النقاش حولها. شجعهم لاتباع الدورات التعليمية و التدريبية، استفاضة المحاضرين، القراءة، و الممارسة. ساعد في نشر التوعية المعلوماتية بين الاولاد.

10. لا تسمح ابدا لاولادك بترتيب لقاء مباشر مع غيرهم من مستخدمي الحواسب بدون اذن مسبق من الاهل. و ان حدث ذلك، فليكن بمكان عام و بوجودك.

11. لا تستجب ابدا للرسائل او الاعلانات المثيرة، الفاحشة، الاباحية واللااخلاقية غير المريحة. شجع اولادك على اخبارك في حال تلقوا مثل هذه الرسائل. ان تلقيت انت او احد افراد عائلتك رسالة مزعجة اباحية او رسالة تهديد، ارسل فورا نسخة عن هذه الرسالة الى مزود الخدمة و اطلب منهم المساعدة.

12. تذكر ان الاشخاص اللذين على اتصال مباشر لا يظهرون دوما على حقيقتهم. بسبب عدم تمكنك من رؤية او حتى سماع هؤلاء الاشخاص، فانه من السهل عليهم تزييف حقيقتهم، فمن الممكن لشخص ان يقول انه فتاة بعمر 12 سنة بينما هو رجل بعمر الخمسين.

13. تذكر ان ليس كل ما تقراه على شبكة الانترنت يمكن ان يكون صحيحا. كن حذرا جدا عند تلقي اي عرض يتضمن دعوتك للقاء ما او يتضمن زيارة شخص ما لمنزلك.

14. ضع قواعد و ارشادات معقولة و ضابطة لاستخدام اولادك للحاسب و ناقشها معهم و الصقها بجانب الحاسب كاداة تذكير. تذكر ضرورة مراقبة طاعتهم و التزامهم بهذه القواعد، خاصة عندما يتعلق الامر بزمن استخدامهم للحاسب. استخدام الاطفال او المراهقين الزائد للحاسب وولوجهم الانترنت المتكرر و باوقات متاخرة من الليل يمكن ان يكون مؤشر لوجود مشكلة ما عندهم، تذكر ان الحواسب الشخصية وولوج الشبكة يجب ان لا تستخدم كجليس اطفال الكتروني.

15. كونوا فعلا ابوين، تحملوا المسؤولية. لا تلوموا اي شخص اخر. انهم اولادكم.

قواعد سلامة الاولاد خلال عملهم على الشبكة:

– لن اعط اية معلومات شخصية عني او عن عائلتي مثل عنواني، رقم هاتفي، عنوان عمل والدي او رقم هاتفهم، او اسم و عنوان مدرستي دون اذن مسبق من والدي لاي شخص كان.

– ساعلم والدي مباشرة اذا صادفت اية معلومات تجعلني اشعر بعدم الارتياح.

– سوف لن اقبل ابدا بان اجتمع او التقي باي شخص من خلال اتصالاتي معه على الشبكة الا بعد ان اناقش ذلك مع والدي. اذا وافق والدي على اللقاء، ساؤكد على ان يكون اللقاء بمكان عام وساحضر امي او ابي معي.

– سوف لن ارسل ابدا صورتي لاي شخص قبل ان اناقش الامر مع والدي.

– سوف لن اجيب ابدا على اية رسالة تحمل معاني سيئة او تجعلني اشعر بعدم الراحة. انه ليس خطاي ان تلقيت مثل هذه الرسائل. ان حدث ذلك ساخبر والدي مباشرة ليتصلوا مع مزود الخدمة.

– ساتكلم و اتناقش مع والدي لوضع قواعد مقبولة لولوج الشبكة. سنقرر وقت و فترة الولوج خلال اليوم، و سنختار المواقع المناسبة التي يمكنني زيارتها. سوف لن الج الشبكة بغير هذه الاوقات ولن اخل بهذه القواعد من دون اذن مسبق منهم.

– سوف لن اعط كلمة سر الانترنت لاي شخص ( حتى لاقرب اصدقائي ) غير والدي.

– ساكون شخصا جيدا خلال عملي على شبكة الانترنت و لن اقوم باي عمل يسيء او يؤذي الاشخاص الاخرين او مخالف للقوانين

سلبيات الانترنت على الابناء

مهما كانت سلبيات الانترنت ومخاطرها فان فوائدها اكثر بكثير .. هنا نوضح المخاطر بعدة نقاط .. للتوعية واخذ الحذر والاحتياط وحماية انفسنا و اولادنا منها ولنضع بين ايديهم انترنت اكثر انتاجية وفعالية .

سلبيات الانترنت :

1. المواقع اللااخلاقية التي تكثر وتتكاثر في الانترنت والتي يتم نشرها ودسها باساليب عديدة في محاولة لاجتذاب الاطفال والمراهقين الى سلوكيات منحرفة ومنافية للاخلاق .

2. التعرض لعمليات احتيال ونصب وتهديد وابتزاز.

3. غواية الاطفال والمراهقين حيث يتم التحرش بهم واغواءهم من خلال غرف الدردشة والبريد الالكتروني .

4. نشر مفاهيم العنصرية .

5. الدعوة لافكار غريبة مناقضة لديننا و لقيمنا ومفاهيمنا والتي تعرض باساليب تبهر المراهقين مثل عبادة الشيطان والعلاقات الغريبة الشاذة .

6. الدعوة للانتحار والتشجيع له من خلال بعض المواقع وغرف الدردشة.

7. جرائم القتل التي ترتكب من خلال غرف المحادثة الغريبة من قبل جماعات تدعو لممارسة طقوس معينة لفنون السحر تؤدي بالنهاية الى قتل النفس .

8. الانغماس في استخدام برامج الاختراق الهاكرز والتسلل لازعاج الاخرين وارسال الفيروسات التخريبية والمزعجة .

9. مشكلة ادمان الانترنت. والامراض النفسية التي تنجم عن سوء استخدام الانترنت مثل الاكتئاب.

10. الحياة في الخيال وقصص الحب الوهمية والصداقة الخيالية مع شخصيات مجهولة وهمية اغلبها تتخفى باقنعة واسماء مستعارة .وما يترتب على مثل هذه القصص من عواقب خطيرة .

11. استخدام الاسماء المستعارة وتقمص شخصيات غير شخصياتهم في غرف الدردشة وما يتبعه ذلك من اعتياد ارتكاب الاخطاء والحماقات واستخدام الالفاظ النابية .

12. ممارسة الشراء الالكتروني دون رقابة من خلال استخدام البطاقات الائتمانية الخاصة باحد الوالدين .

13. ممارسة القمار والتي تنتشر مواقعها ويتم الترويج لها بكل الوسائل عبر الانترنت .

14. التشهير بالافراد والشركات ونشر الاشاعات المغرضة عبر نشرها بالمواقع او من خلال غرف الدردشة او البريد الالكتروني.

15. الافراط في استخدام اللهجات المحكية العامة والابتعاد عن استخدام اللغة العربية الفصحى. في غرف الدردشة والمنتديات والرسائل الالكترونية.

16. ممارسة انتهاك حقوق الملكية .بوضع نسخ للكتب والاغاني والافلام على سبيل المثال في مواقعهم او تداولها فيما بينهم من خلا ل اجهزتهم مباشرة .

17.تعرض اجهزة الكمبيوتر للتلف والخراب بتاثير الفيروسات التي تصل عبر الايميل والمواقع وملفات التحميل.

18. تعرض خصوصية المعلومات التي في الاجهزة للاختراق من قبل المخترقين المحترفين وهواة الاختراق وبرامج التجسس .

19.التعب الجسدي والارهاق والاضرار الصحية و التي يسببها الاستخدام الطويل للكمبيوتر والانترنت . من ضرر للعيون والعمود الفقري والمفاصل والاعصاب وزيادة الوزن او نقصان الوزن وغيرها من المخاطر الصحية الجسدية .

مخاطر الانترنت في المنزل

ربما كان القليل منا هو الذي يستطيع ان يتذكر متى ادخل التلفاز الى المنزل، ولكن الكثير يتذكر دخول اطباق الاقمار الصناعية، التي عارض الكثيرون دخولها للمنازل بسبب نوعية القنوات السيئة والمضلة التي من الممكن ان تدخل في منازلنا، وفي الوقت نفسه كان البعض يؤيد دخولها للمنازل بسبب الفوائد والمعلومات المكتسبة منها. وكلا الجانبين – من وجهة نظري – كان محقا، ولكن كان من المهم تكوين ثقافة عالية لدى مقتني هذه الاطباق لتجنب المساوئ مع جني لفوائدها.

وبعدما بدات تقنية الانترنت في الانتشار، اصبح الكثير من الاشخاص يسارعون من اجل الحصول عليها وذلك لعدة اسباب؛ منها التجاري ومنها العلمي ومنها الشخصي. ولكن كان من الضروري الاستعداد لدخول هذه التقنية الرائعة للمنازل. حيث انه بواسطة تقنية الشبكات اللاسلكية الحديثة، اصبح كل شخص في المنزل يستطيع ان يستخدم الانترنت في اي مكان في المنزل. وهنا مكمن الخطورة – برايي الشخصي – لان الطفل او المراهق – ذكرا كان ام انثى – اصبح بامكانه الانعزال والغوص بالانترنت لساعات طوال بدون انقطاع في غرفته، وبما يترتب على ذلك من مشاكل سوء استخدام الانترنت، والتي من ابرزها:

1- الانعزال والانطوائية للمستخدم.

2- امكانية الدخول لمواقع محظورة (اخلاقية او فكرية) حتى مع الحجب المطبق من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

3- امكانية التغرير بالمستخدم القاصر لعمل شيء مشين، ومن اراد الاطلاع على ما يمكن تغرير القاصر به فليطلع على مجلة (النيويورك تايمز) عن الطفل جستن (Justin) بتاريخ 19ديسمبر 2005م.

4- هدر وقت كبير بدون اية فائدة، مما قد يؤثر على المستوى الدراسي للطلاب والطالبات.

لقد سئلت من قبل الكثير من الاصدقاء عما يمكن عمله لتفادي مضار هذه التقنية المفيدة والتي اصبحت ضرورة ملحة في الوقت الراهن، وهذا ملخص لمقترحاتي:

1- وضع استخدام الانترنت في مكان يتيح للراشدين في المنزل الاطلاع على المواقع التي يتم زيارتها من بعد.

2- تثقيف جميع من في المنزل عن الانترنت وعن المشاكل الممكنة من اساءة استخدامها.

3- طرح نقاش في الاجتماع العائلي عن المواضيع التي يمكن البحث عنها في الانترنت ومناقشتها في اجتماع لاحق.

4- هناك بعض البرامج التي يمكن وضعها في اجهزة الحاسب الالي والتي تمكن الاب او الام من رصد كل موقع يتم الدخول اليه وكل ما يتم كتابته على لوحة المفاتيح.

5- الاتفاق على وقت محدد في اليوم لاستخدام الانترنت.

ومع كل هذه المحذورات والاجراءات، فانه لابد من التسليم بضرورة استخدام الانترنت في المنزل، ليس فقط للاستخدام الشخصي، بل وللتحصيل العلمي. واخيرا اتمنى من الوالدين عدم التفكير في منع دخول الانترنت للمنزل، والتماشي مع ما هو منطقي وعقلاني في التعامل مع هذه التقنية.

الاثار السلبية لاستخدام الشباب للانترنت

مع الاسف كان للانترنت اثار سلبية على مستخدميها من الشباب نتيجة لما سبق ذكره من وجود استخدامات سلبية للشبكة وما سبق ذكره من وجود خصائص لمرحلة الشباب ربما ساهمت في تسهيل وقوع الشباب في مخاطر الاستخدامات السلبية للشبكة .

وقد تنوعت اثار شبكة الانترنت السلبية على الشباب العربي الى اثار عقدية واخلاقية ونفسية واجتماعية واقتصادية وصحية واجرامية وبيان ذلك على النحو التالي :

اولا / الاضرار العقدية :

من ماسي شبكة الانترنت ما تزخر به من مواقع تروج للعقائد الباطلة والافكار الهدامة والدعوات الخبيثة ، ونتيجة لما يسود مرحلة الشباب من فضول وعدم استقرار نفسي وفكري ، وقع كثير من الشباب العربي في حبائل جماعات مشبوهة تعادي الدين وتناوئ الايمان .

ومن اشنع الامثلة على ذلك ما وصل به الحال من بعض الشباب العربي الذين انتسبوا الى جماعة تسمي نفسها جماعة عبدة الشيطان وقد افادت اعترافاتهم امام المحققين المصريين انهم تلقوا افكارهم وسعوا لبثها عن طريق الانترنت .

ثانيا / اضرار اخلاقية :

لعل الاضرار الاخلاقية من ابرز السلبيات التي افرزها دخول الانترنت الى واقعنا العربي اذ تفشى ارتياد المواقع المروجة للجنس من قبل الشباب العربي ، وقد توصلت دراسة ( الفرم ) الى ان 13,2 % ممن شملتهم الدراسة يستخدمون الشبكة للاطلاع على مواد جنسية .

وقد اشارت دراسة في مستشفى تخصصي في المملكة العربية السعودية الى ان 93% من مستخدمي خدمة الانترنت الموجودة في المستشفى استخدموها استخداما غير محمود اخلاقيا .

ومما زاد الطين بلة تفشي ظاهرة مقاهي الانترنت التي استغلت للوصول عن طريقها الى مواقع مشبوهة ، فقد اشارة دراسة ( القضاة ) الى ان موضوع الجنس يحتل مرتبة متقدمة من حيث اهتمام مرتادي مقاهي الانترنت متقدما حتى على البريد الالكتروني ، وقد قام احد المهتمين من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالدخول الى سبعة مقاهي من مقاهي الانترنت وتفحص المجلد الذي تخزن فيه المواد المجلوبة من الانترنت، فوجد ان جميع الاجهزة تحوي مواقع سيئة وصور فاضحة

وفي احصائية اجرتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنلوجيا ان نسبة محاولات الوصول الى مواقع محظورة على الشبكة تشكل ما نسبته 5 الى 10% من مجموع الحركة على الشبكة ،وان معظم هذه المحاولات تتم بعد منتصف الليل وهذه الاحصائية تكشف عن مدى تفشي الظاهرة .

ثالثا / الاضرار النفسية :

يتاثر الانسان بمحيطه وبيئته ومن اهم الاثار النفسية التي نتجت عن الانترنت ظاهرتان متقابلتان :

ا / ادمان الانترنت :

افرز الاستخدام المكثف للانترنت ظاهرة اصبحت توصف بانها ظاهرة مرضية وهي ادمان الانترنت الذي يعرف بانه : ( حالة من الاستخدام المرضي وغير التوافقي للانترنت يؤدي الى اضطرابات اكلينيكية

وهذه الظاهرة هي نوع من الادمان النفسي التي وصفت بانها قريبة في طبيعتها من ادمان المخدرات والكحول حيث يترتب على ادمان الانترنت ظواهر قريبة من ادمان المخدرات ومن هذه الظواهر:

1 التحمل : التحمل يعد من مظاهر الادمان حيث يميل المدمن الى زيادة الجرعة لاشباع التي كان يتطلب اشباعها لديه جرعة اقل ، وكذلك مدمن الانترنت فانه يزيد من ساعات الاستخدام باطراد لاشباع رغبته المتزايدة الى الانترنت .

2 الانسحاب : يعاني المدمن من اعراض نفسية وجسمية عند حرمانه من المخدر ، وكذلك مدمن الانترنت فانه يعاني عند انقطاع اتصاله بالشبكة من التوتر النفسي الحركي ، والقلق ، وتركز تفكيره على الانترنت بشكل قهري ، واحلام وتخيلات مرتبطة بالانترنت .

وينتج عن ادمان الانترنت سلبيات كثيرة بالنسبة للمدمن نفسه مثل السهر والارق والام الرقبة والظهر والتهاب العين وبالنسبة لاسرته لما تسببه من مشكلات زوجية وعدم الاهتمام بالابناء ومشكلات في عمله نتيجة لتاخره في اعماله ومشكلات اجتماعية لاهمال المصاب به لاهله واقاربه .

وقد تنبه الباحثون في الغرب لهذه الظاهرة فانشئت مراكز خاصة لبحثها وعلاج المصابين بها .

ب رهاب الانترنت :

هذه الحالة هي عكس الحالة السابقة حيث يسيطر على صاحبها القلق من استخدام الانترنت نظرا لما يخشاه من اضرارها ويتطور هذا القلق ليصبح في صورة رهاب يمنعه من الاقتراب من الشبكة واستخدامها الاستخدام الصحيح مما يترتب عليه تاخر المصاب بهذا الرهاب في دراسته وفي عمله اذا كانت دراسته وعمله مما يتطلب استخدام الانترنت .

رابعا / اضرار اجتماعية :حملت الانترنت مخاطر اجتماعية جدية ومن هذه المخاطر :

ا فقدان التفاعل الاجتماعي :

يخشى كثير من الباحثون ان تؤدي الانترنت الى غياب التفاعل الاجتماعي لان التواصل فيها يحصل عبر اسلاك ووصلات وليس بطريقة طبيعية .

كما ان استعمال شبكة الانترنت يقوم على طابع الفردية حيث بدلا من ان يقوم الفرد بالنشاط كالتسوق ومشاهدة البرامج الترفيهية مع اسرته اصبح يقوم به بمفرده على شبكة الانترنت مما يخشى معه من نشوء اجيال لا تجيد التعامل الا مع الحاسب الالي .

وقد اشارت دراسة اجرتها مجلة عالم المعرفة الى ان 40% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع افادوا ان شبكة الانترنت اثرت عليهم من الناحية الاجتماعية وجعلتهم اكثر انفرادا .

لكن من رايي ان الاستخدام المعتدل للانترنت لا يولد مثل هذا الاثر اذ لم تشر اي من الدراسات الحديثة في هذا المجال الى مثل هذا التاثير ، بل ان الاستخدام المعتدل للانترنت في رايي يدعم العلاقات الاجتماعية لان الانترنت وسيلة اتصال وهي بذلك يمكن ان تساعد على تواصل الاهل والاصدقاء وان نات بهم الديار .

ب التاثير على القيم الاجتماعية :

ينشا الشاب في ضوء قيم اجتماعية خاصة تكون بيئة الجماعة الاولية لكن في ضوء ما يتعرض له الشاب خلال تجواله في الانترنت من قيم ذات تاثير ضاغط بهدف اعادة تشكيله تبعا لها بما يعرف في مصطلح علم النفس بتاثير الجماعة المرجعية مما قد يؤدي الى محو اثار الجماعة الاولية عليه مما يفقده الترابط مع مجتمعه المحيط به ويعرضه للعزلة والنفور ومن ثم التوتر والقلق .

ج الاساءة الى الاشخاص :

سبق الحديث عن استخدام الانترنت في التشهير والمضايقة وان هذا من الاستخدامات السلبية للانترنت

فالانترنت وسيلة اعلامية ذات اتصال جماهيري واسع ، لذلك استغلت على نطاق واسع في حملات التشهير بكثير من الشخصيات الاجتماعية .

وهذه الظاهرة مع الاسف متفشية في مجتمعاتنا العربية ويكفي زيارة لاي من المنتديات العربية الموجودة على الشبكة لتجد صنوفا من الاساءات الشخصية التي توجه الى اشخاص في مواقع المسئولية ، وهذا في الحقيقة ظاهرة تستحق المعالجة لان النقد شئ والتجريح شئ اخر .

د تكوين علاقات بين الجنسين عن طريق الانترنت :

من المعلوم ان المجتمعات العربية مجتمعات لها خصوصيتها النابعة من دينها الذي هو اساس تفردها ومعيار ثقافتها وبما تقدمه الانترنت من وسائل اتصالية اصبحت وسيلة لتكوين علاقات غير بريئة بين الجنسين وفي دراسة اجرتها شعبة الحاسب الالي في ادارة تعليم الرياض ذكر 58% من طلاب المدارس الثانوية التي تم استجوابهم انهم كونوا علاقات من خلال الانترنت .

وقد اظهرت دراسة ( القضاة ) ان مصادقة الجنس الاخر من اهم مظاهر تاثير الانترنت على المستخدم بنسبة 34.5 % [16]. كما توصلت دراسة ( الفرم ) الى ان 15,6 % ممن شملتهم الدراسة يستخدمون الشبكة للبحث عن علاقات وصفت بانها رومانسية .

وهذا يعطى مؤشرا على الاثار الاجتماعية للانترنت لان مجتمعها يضم خليطا غير متجانس من الشخصيات .

ه خلق صداقات جديدة للشباب :

يميل الشاب الى تكوين الصداقات والانترنت توسع من الخيارات المطروحة امام الشاب وتيسر من اتصاله باصدقائه ولئن كان هذا الاثر لم يصل الى الان الى القدر المطلوب من الايجابية لان الصداقة قد افرغت من معناها السامي الى معان عبثية ، الا ان الوعي السليم والاستخدام الرشيد للانترنت سوف يساعد الشاب على توجيه اهتمامه الى الصالحين دينيا والملتزمين اخلاقيا جسمه وايقاعه فريسة سهلة للسمنة

الانترنت ومخاطرها على الشباب

الشباب هم عماد كل امة وسبيل نهضتها، وهم القوة البناءة في سلمها، ووقود دفاعها عن نفسها، وهم الامل كذلك. وفي مقابل ذلك هم الهدف الذي يصوب الاعداء سهام مكرهم للنيل منها. واسلحتهم في ذلك ووسائلهم متعددة، واهمها واخطرها الاعلام، الذي تطور في هذا العصر بخطوات متسارعة مذهلة، وغدت وسائله – من صحافة واذاعة وتلفاز وكتاب ومجلة ومسرح، واخيرا “الانترنت” – هي القوة المهيمنة على عقول وافكار الناس عموما، والشباب على وجه الخصوص.

ولم يكن الحديث عن “الانترنت” لسنوات مضت بالقوة التي هو عليها اليوم. فقد بدا للكثيرين في حينه ان الامر لا يعدو كونه ثورة سريعة، سرعان ما تخمد جذوتها، لتعود الحياة الى مسارها الطبيعي المعتمد على الورقة والقلم.

وكانت فئة الشباب هي اكثر الفئات التي تفاعلت وتاثرت مع هذه الوسيلة الاعلامية الجديدة. فقد انتشرت شبكات “الانترنت” في جميع بلدان العالم، بما فيها بلدان العالمين العربي والاسلامي.

والمتامل في هذه الثورة المعلوماتية يجد انه على الرغم مما حملته معها هذه الثورة من منافع ومصالح، حملت معها في الوقت نفسه مقدارا من المفاسد الاجتماعية والخلقية والدينية، وخاصة على شريحة الشباب، وتحديدا الشباب العربي.

المشكلة واسبابها

باتت شبكة “الانترنت” وما تحمله في طياتها من مواد خلاعية، وصور فاضحة تشكل خطرا كبيرا على شريحة الشباب العربي، حيث اخذ كثير منهم يستهويه الدخول على مواقع “الانترنت”، باحثين – غالبا – على ما يثير شهواتهم، ويحرك غرائزهم. وهم يقضون في ذلك اوقاتا مديدة، تستنفد طاقاتهم الجسمية والروحية، وتوتر علاقاتهم الاسرية والمجتمعية.

وعلى الرغم من جميع الجهود التي تقوم بها الجهات المختصة بحجب المواقع الخليعة الا ان تلك الجهود لم تستطع على الحد من المشكلة، وبالتالي لم تستطع تجاوزها والتخفيف من اثارها السلبية على الفرد وعلى المجتمع وعلى الامة باسرها.

ولعل من اهم الاسباب التي تدفع بالشباب الى دخول مواقع الانترنت عديدة، حب الاستطلاع، حيث يدفعهم هذا الحب الى البحث عن محتويات هذه المواقع، فيقفون في اثناء ذلك على الغث والسمين، والضار والنافع، والصالح والطالح. ولما كان كثير من شبابنا – وهذا مما يؤسف له – ليس لديهم الزاد المعرفي والتربوي الذي يحصنهم ويحميهم من المواقع المشبوهة والمثيرة، نجدهم يقعون فريسة في مصيدة المواقع الفاسدة والمفسدة.

ومن الاسباب الدافعة لشبابنا الى الدخول على مواقع الانترنت والادمان عليها، الاعراض عن القراءة والمطالعة؛ حيث ان هذا الاعراض شكل فراغا خطيرا لدى الشباب، دفعهم الى ان يملؤوه بالدخول على مواقع “الانترنت” للتسلية واضاعة الوقت.

كما ان عدم ممارسة الشباب للرياضة، يعد سببا رئيسا لا يمكن اغفاله ونحن بصدد بحث هذه المشكلة، حيث ان كثيرا من الشباب وجد الجلوس وراء شاشة الحاسوب “الكومبيوتر”، وتصفح مواقع الانترنت امرا ايسر من ممارسة اي نوع من الرياضة التي تفيده جسميا وعقليا.

المنتديات الوهمية

الاصل في المنتديات ان تكون مكانا يلتقي فيه الناس، وخاصة اصحاب الفكر والثقافة، يتبادلون فيها الخبرات العلمية والعملية، غير ان المنتديات عبر “الانترنت” غالبا ما تكون مكانا للكذب، والدجل، والخداع، وتشويه الحقائق، ولعل ظاهرة اصطياد الفتيات في المنتديات ليست عن مسامعنا ببعيد.

ويصرح بعض الشباب المدمنين على دخول “الانترنت” بان الاستفادة مما تحويه المنتديات الاكترونية يكون نسبيا، وان الاشياء التي تحتوي عليها نادرا ما تكون صحيحة، وغالبا ما تكون وهمية، ليس لها اي قيمة او وجود واقعي، بل ان البعض يحاول من خلال تلك المنتديات نشر الفتن، ويسعى لتشكيك الناس في عقائدها، ويجتهد لزعزعة ايمانها.

المقاهي الفارغة

مع انتشار الشبكة العالمية “الانترنت”، ظهرت مكملات جانبية، تلتصق بهذا الانتشار، منها ما يسمى بمقاهي “الانترنت” التي استمالت اليها طائفة كبيرة من الناس غالبيتهم العظمى من الشباب الذين انجذبوا الى ذلك الفضاء الفسيح بكل قوة، حتى اصبح ارتياد الشباب لها ظاهرة جديدة تستحق البحث والتحليل والعلاج.

والخطير في الامر ان تصبح هذه المقاهي اوكارا للاستخدام السيء من قبل كثير من رواد هذه المقاهي، وذلك من خلال الدردشة لاجل الدردشة فحسب، والنفاذ الى المواقع الجنسية بعيدا عن الرقابة الاسرية والمجتمعية.

هذا، وقد دلت الاحصائيات التي اجريت بهذا الصدد، ان معظم مرتادي مقاهي “الانترنت” هم من الشباب، فقد اثبتت احصائية وزعتها مجلة خليجية على عدد من مقاهي “الانترنت” ان (80%) من مرتادي هذه المقاهي اعمارهم اقل من (30) سنة، وان اكثرهم يستخدمونه استخداما سيئا. وفي استبانة اجرتها احدى المجلات السعودية عن نوعية المواقع التي يدخلها الشباب في المقاهي، كانت النتيجة ان (60%) يقضون اوقاتهم في مواقع المحادثة، و(20%) من المستخدمين للمواقع الثقافية، و(12%) للمواقع الطبية والحاسوبية والتجارية، و(8%) للمواقع السياسية.

وهذه الاحصائيات جد خطيرة، فكون معظم مرتادي المقاهي من الشباب، ومن فئة عمرية حرجة تحديدا، وان معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة، ومشاهدة الصور الاباحية، فان الظاهرة هنا تصبح خطيرة، تستدعي ايجاد بدائل يمكن للشباب ان يقضوا اوقات فراغهم فيها، بدلا من اضاعة المال والوقت والاخلاق بما يضر ولا ينفع.

اعترافات صارخة ووقائع مخزية

كتب شاب يستصرخ اهل المروءات ليجدوا له حلا لمصيبته، كان في صيانة وتعفف، حتى سول له ابليس ان ينظر الى صور العاريات – كان اول مرة من باب الفضول وحب الاستطلاع لا غير – لكنه غرق في الوحل، ومنذ اول لحظة تعلق القلب بهذه البلية حتى صار يومه كله امام “النت”، يبحث عن الجديد والعجيب، والنفس لا تكاد تكف عن طلب المزيد، حتى فسدت عليه حياته، وتاخر في دراسته، وضعف بدنه، وكاد قلبه ان يتلف، وكلما اراد التوبة غلبته الشهوة، فعاد الى ما كان، بل اشد.

وهذه فتاة ظنت نفسها داعية، فدخلت احد المنتديات، تدعو الى الله – بحسب زعمها – ولكن ما كان لابليس ان يتركها وشانها، بل جرها في خطوات ابليسية لتفتح حوارا مع مشرف المنتدى ثم تكلمه على “الماسينجر”، ثم على الجوال، حتى تمكن من قلبها، فلم تعد بعد تستغنى عن لقائه. وبعد ان كانت مدفوعة بالدعوة، صارت حبيسة الحب المحرم، وصريعة الهوى، كما تقول هي نفسها عن نفسها.

وهذا مدمن اخر على مواقع “الانترنت”، يحدث عن تجربته، فيقول: “لقد فعلت كل شيء عبر الانترنت، وكنت اعتقد انني بذلك نلت كل حريتي، لكنني سرعان ما اكتشفت انني مخطئ”.

هذه نماذج قليلة، وغيض من فيض، انها قصص تتكرر مع المئات، بل مع الالاف من الشباب والشابات، ولو اغلقوا الباب من اوله لكانت السلامة.

الاثار المدمرة

اكدت دراسة علمية اجريت على شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين (15) و(35) عاما، وجود تاثير ل “الانترنت” على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الانترنت وغرف المحادثة؛ واظهرت نتائج تلك الدراسة ان محادثات الشباب عبر الانترنت، تهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية لهؤلاء الشباب، وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.

واقر بعض المهتمين بهذا الشان بوجود تاثير ملحوظ للانترنت على عادة القراءة لدى الشباب العربي، سواء قراءة الكتب او الصحف والمجلات، مشيرا الى ان درجة الاستفادة من “الانترنت” او الكتب تتوقف على وعي الشباب، واستعدادهم للتحصيل المعرفي، والكسب الثقافي.

وعلى الجملة، يمكن ان نشير الى جملة من المخاطر التي تهدد شبابنا العربي والاسلامي جراء استخدام وسيلة “الانترنت” بشكل سلبي:

1) تضييع اوقات الشباب في غير منفعة.

2) الاصابة بالامراض النفسية.

3) الغرق في اوحال الدعارة والفساد.

4) التعرف على اساليب الارهاب والتخريب.

5) التعرض لدعوات التنصير والتهويد والمذاهب الهدامة.

6) انهيار المجتمع بانهيار فئة الشباب فيه.

مقترحات للعلاج

لا بد من الاعتراف ان “الانترنت” اصبح واقعا مفروضا، ليس من الصواب تجاهله او التغافل عنه، والا كنا خارجين عن سياق العصر، وعاجزين عن متابعة حركة التاريخ. ومع هذا، لا بد من مواجهة الحقائق، والاعتراف بان هذه الوسيلة – على الرغم مما فيها من خير – فانها تحمل من المخاطر الشيء غير القليل، وبالتالي يكون من الاهمية بمكان دفع هذه المخاطر قدر المستطاع.

ولا شك ان تجاوز هذه المخاطر لا بد فيه من تضافر كافة الجهود الفردية والجماعية لاصلاح اوضاع الشباب المسلم للخروج به من الحال التي ال اليها، والاخذ بيده الى جادة الرشد والصواب، ولعل مما يساعد على ذلك:

1- العمل على ايجاد القيادات الرشيدة والحكيمة، العاملة وفق شرع الله ومنهج نبيه صلى الله عليه وسلم، لحمل امانة الامة، واخراجها من الحال التي افضت اليه.

2- توفير فرص العمل للشباب، والقضاء على البطالة، وفتح ابواب الابداع امامهم، ليستطيعوا خدمة انفسهم وامتهم.

3- سد ابواب الفتن وطرائق الفساد وسبل الانحراف، واستغلال وسائل الاعلام عموما في توجيه الشباب ثقافيا وعلميا واجتماعيا.

4- العمل على غرس عقيدة الايمان بالله واليوم الاخر، مع زرع خوف الله ومراقبته في نفوس الشباب، وتربيتهم على الرغبة فيما عند الله من الاجر والثواب. اضافة الى تزويد شباب اليوم ورجال الغد بالقيم الاسلامية التي تحافظ على اصالة امتهم وتراثها، مع الدعوة الى الانفتاح على تجارب الاخرين والاستفادة من كل ما فيه خير وصلاح.

5- العمل على ربط شباب الامة بعلمائها واصحاب الشان فيها، وتنمية حب العلم والعمل في نفوسهم، والحرص على ابراز شخصية الشاب المسلم بصورة المسلم الحقيقي، الراغب في اعمار الكون.

6- تحقيق المزيد من التواصل مع الشباب، وفتح الصدور والقلوب لهم، والصبر على ما قد يبدو من بعضهم من اخطاء؛ فهذا مدعاة لان يقتربوا من المصلحين والمربين.

7- توسعة المؤسسات التربوية التي يمكن ان تستوعب هؤلاء الشباب؛ فالنماذج المتاحة لا تتلاءم مع الحاجة المتزايدة، وامكاناتها العديدة لا تستوعب كثيرا من الشباب، كما ان النمط السائد فيها لا يلائم كافة الشرائح، فلا بد من تعدد الانماط واتساع افق المربين لاستيعاب مجالات عمل متنوعة تستوعب كافة الفئات.

8- الاعتناء بالبناء الجسمي والعلمي والفكري، واثراء الساحة بالمزيد مما يسهم في الارتقاء بالشباب، كالاندية الرياضية، والاندية الثقافية، والمراكز العلمية.

9- توسيع دائرة الحوار المباشر والتدريب على مهاراته داخل البرامج واللقاءات، التي تقدم للشباب.

واخيرا نستفيد من خيرات هذه الوسيلة، ونحفظ ابناءنا من شرورها. والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.وليس اخرا، فان “الانترنت” – كالوسائل الاعلامية الاخرى – سلاح ذو حدين، يمكن ان يكون مفيدا جدا، اذا عرفنا كيف نستغله احسن استغلال، وهو في نفس الوقت اداة تخريب للنفوس والارواح عن طريق المواقع الفاسدة والمفسدة، التي لا تجدي فتيلا. وبشيء من المتابعة، وبشيء من التوجيه والارشاد والتوضيح، يمكن ان نستفيد من خيرات هذه الوسيلة، ونحفظ ابناءنا من شرورها. والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.

السابق
رائحة افرازات الانف
التالي
حلى البف باستري