افضل مواضيع جميلة بالصور

اعاني من الانفعال و الغضب

 

 

 

الغضب من الصفات التي نهى عنها النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم، وكلنا يذكر قصة ذلك الاعرابي الذي جاء لياخذ النصيحة من الرسول فامره الا يغضب فقال زدني قال لا تغضب فقال زدني قال لا تغضب… ولا زال النبي يكرر هذا الامر حتى انتهى الاعرابي عن السؤال. وسؤالنا: لماذا كل هذا الاهتمام النبوي بموضوع الغضب، وما هي اثاره الخطيرة، وما هي وسائل العلاج؟ هذا هو موضوع بحثنا.

ان هذه الكلمة يطلقها علماء الغرب اليوم بعدما اكتشفوا ما تحمله من اسرار وفوائد ودلالات، انها (لا تغضب) والتي كررها النبي مرارا للاعرابي حتى خيل له ان الاسلام يتلخص في هذه العبارة الرائعة (لا تغضب)، فالغضب هو مفتاح لكل ابواب الشر، ومفتاح للاستكبار الذي يعاني منه الملحدون وغيرهم من المشككين، ويمكنني ان اقول ان الغضب هو مفتاح جهنم والعياذ بالله.

وقد كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لا يغضب ابدا لنفسه ولا لامر من امور الدنيا، الا ان تنتهك حرمة من حرمات الله تعالى، وهنا تكمن عظمة هذا النبي الذي يستهزئ به اعداؤه لانهم حقيقة لم يجدوا اي حجة علمية يطلقوها وبعدما اصبحت حقائبهم فارغة لجؤوا الى وسيلة الضعفاء الا وهي الاستهزاء!

ولكي تكون حجتنا علمية اود ان اعرض اولا ما نشرته جريدة ديلي ميل البريطانية عن نداء يوجهه باحثون بريطانيون يعتقدون انه الحل لمشاكل الغرب التي تولدت لديه بنتيجة الالحاد. فاليوم يشهد الغرب اعلى معدلات للجريمة والاغتصاب والعنف باشكاله في الشارع والمنزل، انها ظاهرة اجتماعية خطيرة انفقوا الملايين من اجل ايجاد علاج لها، فانظروا بماذا خرجوا اخيرا!!

فقد حذر عدد من الاطباء البريطانيين من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة علي المزاج مؤكدين انها تعد مشكلة كبيرة علي الرغم من ان احدا لا يعتبر انها تحتاج علاجا. وقال الاطباء ان عدم التمكن من السيطرة على الغضب اصبح ظاهرة تتزايد وتتسبب بارتفاع اعداد الاعمال الاجرامية وتفكك عائلات بالاضافة الي المشاكل الصحية الجسدية والعقلية.

وجد الاطباء علاقة قوية بين الغضب المزمن والحاد وامراض القلب والسرطان والجلطات والاحباط وحتى الاصابة بالزكام بشكل متكرر!! وكانت مؤسسة العناية بالصحة العقلية قد اطلقت مسحا يظهر خطر هذه الظاهرة داعية الى مواجهة خطرها لانها تؤذي حياة الكثيرين.

وقال المدير التنفيذي في المؤسسة الدكتور “اندرو ماكالوك” انه من الغريب ان يترك الناس وحيدين عندما يتعلق الامر بشعور قوي مثل الغضب في مجتمع يستطيعون فيه ان يحصلوا على مساعدة عند المعاناة من الاحباط والقلق والذعر والخوف واضطرابات الاكل وغيرها من المشاكل النفسية. ان هذا الغضب اذا استمر فسوف يهدم حياة الفرد. واقر الباحثون بان معالجة مشكلة الغضب ليست بالامر السهل لكن منافعها كبيرة جدا!!

واكدت هذه الدراسة ان الغضب اصبح مشكلة كبرى تشمل ربع المجتمع وتسبب الكثير من الاحباط، ولذلك اطلقوا نداء موحدا يؤكدون من خلاله على ضرورة الا يغضب الانسان كوسيلة لعلاج معظم مشاكل المجتمع وبخاصة الشباب.

ونقول يا احبتي! ان علماء الغرب يرددون كلام النبي الاعظم بعدما ثبت لهم ان الحل يكمن في هذه العبارة (لا تغضب)، واقول بالله عليكم هل صاحب هذا النداء الرائع(لا تغضب) هو رجل انفعالي ام رجل رحيم بامته يريد الخير لهم؟؟

انظروا معي كيف يعود الغرب شيئا فشيئا الى تعاليم الاسلام، ماذا يعني ذلك؟ انه يعني شيئا واحدا الا وهو ان الانسان عندما يبحث ويفكر ويكتشف الحقائق العلمية ويخوض التجارب لابد ان يصل الى نفس الحقائق التي جاء بها هذا النبي الاعظم صلوات ربي وسلامه عليه!! وسؤالي هل ازداد حبكم لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بعدما اطلعتم على هذا البحث؟

ان الحقائق التي جاء بها رسولنا تمثل الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهذا اكبر دليل مادي على ان محمدا صلى الله عليه وسلم صادق في دعوته الى الله، وصدق الله عندما وصفه بصفة لم يصف بها غيره من المخلوقات، يقول تعالى: (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم * فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) [التوبة: 128-129].

الغضب الايجابي!

جاء في دراسة اجراها بنك المعلومات “كاهوت” على شبكة الانترنت ان فقدان الاعصاب يكلف الاقتصاد البريطاني 16 مليار جنيه استرليني في العام. وتقول الدراسة ان من يفقدون اعصابهم يحطمون اكثر ما يحطمون الادوات الفخارية والكؤوس. وتقول الدراسة ان الرجال يفقدون اعصابهم اكثر من النساء. وقال 20 بالمئة من عينة بلغت 700 شخص اجريت عليهم الدراسة ان الازدحام في الشوارع يدفعهم الى الغضب. ولكن اكثر من النصف قالوا ان الانتظار على الهاتف يدفعهم الى الغضب. وان ربع الاشخاص الذين اجريت عليهم الدراسة يعرفون كيف يعبرون عن غضبهم بطريقة ايجابية.

وتقول “دونا دوسون” المتخصصة في علم النفس: ان الغضب شيء معقد جدا. وسببه في اكثر الاحيان هو الخوف من الخسارة، او الخوف من الاصابة، او حتى الخوف من خيبة الامل. انهم يعلموننا ان الغضب عاطفة سلبية، ولكنه في الواقع عاطفة ايجابية ومفيدة، ولكن الامر يعتمد على الطريقة التي نعبر بها عنه. فمن الافضل بطبيعة الحال ان نعبر عن العواطف والا نكبتها في اجسامنا وعقولنا. ولكن يجب ان نحرص على ان نعبر عن الغضب بطريقة ايجابية وان نحولها الى فعل يغير المواقف. ان الغضب الذي لا نعبر يؤدي الى افراز هرمونات تضعف نظام المناعة بتدمير خلايا المناعة الرئيسية.

كيف عالج النبي غضب الاعرابي؟

وهنا نتذكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب الا في حالة واحدة وهي ان تنتهك حرمة من حرمات الله، اي ان غضب النبي كان موجها في اتجاه محدد وهو الحفاظ على الحدود والحرمات، وهذا يضمن سلامة المجتمع وامنه. كما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتميز باسلوب تعليمي فيستغل المواقف التي يغضب فيها الانسان العادي ليعطينا العبرة والموعظة.

وربما نذكر قصة ذلك الاعرابي الذي جاء غاضبا الى النبي وكلمه بلهجة شديدة بل وجذبه اليه وصرخ في وجهه قائلا يا محمد اعطني مما اعطاك الله… فغضب اصحاب النبي غضبا شديدا وهموا بقتل الاعرابي، ولكن النبي الرحيم قال لهم: خلوا بين  وبينه…

لقد عرف المرض وعرف العلاج، الاعرابي يغضب والصحابة يغضبون ولكن النبي بكل هدوء يعالج الموقف ويعطينا درسا في علاج الغضب. ويامر النبي ذلك الاعرابي ان ياخذ ما يشاء من بيت المال، وعند هذه اللحظة يدرك الاعرابي كرم محمد وانه ليس رجلا عاديا بل هو نبي مرسل، وهنا يعتذر للنبي ويعلن اسلامه…

وهنا تاملوا معي كيف يستغل النبي هذا الموقف ليعلم اصحابه – انظروا الى البرمجة الايجابية في اسلوب خير البشر، يقول لهم لو تركتكم تقتلوه لمات كافرا… ولكن هذا الاعرابي ذهب فجاء بقبيلته وكلها قد اعلنت اسلامها!!! بالله عليكم هل هذا نبي العنف ام نبي الرحمة؟

الغضب يضعف جهاز المناعة

ومواصفاتها وخصالها قد يكون لها جميعا نفوذ على قدرة جهاز المناعة في الجسم على مواجهة المرض والتخلص منه. وتقول الدكتورة “انا مارشلاند” من جامعة بيتسبره الامريكية ان ذوي المعدلات العالية من التنبه العصبي (نيوروتيسيزم) قد لا يتمتعون بجهاز مناعة قوي بما فيه الكفاية

فقد قام باحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبره تحت اشراف الدكتورة مارشلاند، بفحص ردود فعل اكثر من ثمانين متطوعا حقنوا بلقاح لمعالجة مرض التهاب الكبد الوبائي، وهو مرض فيروسي، واللقاح ينشط جهاز المناعة في الجسم من خلال تعريضه لكمية صغيرة جدا من الفيروس، كما ادخل المتطوعون في اختبار لقياس طبيعة شخصياتهم ودرجة تنبهها العصبي.

وتبين للعلماء ان من لديهم درجات عالية من التنبه العصبي يميلون الى التقلبات المزاجية الشديدة، والى التعصب الكثير، كما تسهل استثارتهم وتعريضهم للضغط والاضطراب النفسي والاجهاد العصبي. وظهر ان المتطوعين من ذوي التنبه العصبي العالي يميلون ايضا الى تسجيل استجابات اقل من حيث جودة الاداء للقاح مرض التهاب الكبد الوبائي مقارنة بنظرائهم الذين لهم معدلات طبيعية من التنبه العصبي. وربما تفسر هذه النتائج ما خلصت اليه دراسات سابقة من ان ذوي التنبه العصبي العالي اكثر عرضة من غيرهم لمشاكل الامراض وتعقيداتها.

وتقول الدكتورة مارشلاند ان نتائج الدراسة تدعم الفكرة القائلة بان ذوي التنبه العصبي العالي يتمتعون بجهاز مناعة اقل كفاءة من غيرهم، مما يعرضهم اكثر من غيرهم للامراض واعراضها. وكانت دراسة سابقة اجريت في اوهايو بالولايات المتحدة، قد وجدت ان قوة تاثير اللقاحات والعقاقير الطبية المضادة لذات الرئة تقل عند من يعانون من الضغوط العصبية، وهو ما يؤيد النتائج الجديدة. كما ذكرت دراسة اوهايو انه للضغط النفسي والقلق تاثير مباشر على حجم الهرمونات في الجسم، ومنها الكورتيزول الذي له تاثير فعال على اداء جهاز المناعة.

عدم التحكم بالغضب يؤدي الى الوزن الزائد ومشاكل صحية

افادت دراسة جديدة بان عدم قدرة المراهق على التحكم في الغضب قد يسبب له مشكلات صحية في المستقبل. وخلصت الدراسة الى ان المراهقين الذين يعانون من مشكلات في التحكم في غضبهم يكونون اكثر عرضة لزيادة الوزن. وقال العلماء في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الامريكية في سان فرانسيسكو ان المراهقين الذي يكتمون شعورهم بالغضب يتعرضون لخطر السمنة او زيادة الوزن وهو ما قد يؤدي الى تعرضهم لامراض مثل مرض القلب او السكري.

وقام اطباء من مركز علوم القلب في جامعة تكساس بدراسة 160 مراهق تتراوح اعمارهم ما بين 14 و 17 عاما على مدى ثلاث سنوات. واستخدم الاطباء اختبارات نفسية لمعرفة كيفية استجابتهم للغضب. ووجد الاطباء ان المراهقين الذين يمكنهم التحكم في غضبهم والتصرف بشكل مناسب عند الغضب يكونون اقل عرضة لزيادة الوزن. اما من يعانون من مشكلات في التعامل مع الغضب سواء بكبت مشاعرهم او فقدان اعصابهم فهم الاكثر عرضة لزيادة الوزن.

يقول البروفيسور “ويليام مولر” الذي قاد فريق البحث في الدراسة: ترتبط السمنة بالطرق غير الصحية في التعبير عن الغضب. فمشكلات التعبير عن الغضب يمكن ان تؤدي الى اضطرابات في الاكل وزيادة الوزن وهو ما قد يؤدي بدوره الى الاصابة بمرض القلب في سن مبكرة. ان الامر لا يقتصر فقط على مجرد الاكل والتمرينات، ولكن يجب علينا ان ننتبه الى الجانب الاجتماعي.

ويؤكد الدكتور “مايك فيشر” من الجمعية البريطانية للتحكم في الغضب ان العديد من المراهقين لديهم مشكلات تتعلق بالتحكم في الغضب. ان نحو 50 بالمئة من المكالمات التي نستقبلها هي لاباء يعربون عن مخاوفهم بشان اطفالهم.

للغضب انواع خفية يصاب بها الملايين!

تقول دراسة نشرت حديثا في الولايات المتحدة ان مرضا يسمى عرض الانفعال المتقطع (اي اي دي) قد يكون السبب وراء قيام بعض الاشخاص باظهار انفعالات فجائية عنيفة وغير مبررة. وتضيف الدراسة ان ما يقارب 10 مليون امريكي يعانون من هذا المرض الذي طالما استبعد عند محاولة تشخيص مثل تلك الانفعالات.

وتقول الدراسة ان 4% من سكان امريكا يعانون من درجة حادة من “اي اي دي”، مما سبب لكل منهم مابين 3 الى 4 انفعالات عصبية مشابهة خلال عام واحد. ولهذا المرض تعريف دقيق في مراجع الطب النفسي، ولكن يجهل العلماء حتى الان مدى انتشاره بين بني الانسان.

ويمكن للطبيب ان يقرر اذا ما كنت مصابا بهذا المرض اذا تكرر قيامك بانفعالات غاضبة وعنيفة لاسباب لا تبدو ذات اهمية تستحق، ولعدة مرات. وعادة ما يفقد المصاب بهذا المرض تمالكه لاعصابه فجاة ويقوم بتدمير شيء ما، او يعتدي او يهدد بالاعتداء على اي شخص.

واجرى باحثون من كليات الطب في جامعتي هارفارد وشيكاغو الامريكيتين مسحا مباشرا على عينة مكونة من 9282 شخص راشد خلال عامي 2001 و2003. وتوصلوا الى ان 7.3% من عينة البحث مصابون بمرض “اي اي دي”. وقدروا عدد المصابين بثمانية ملايين شخص في الولايات المتحدة لوحدها، وهو رقم اعلى بكثير من التقديرات السابقة. وتبدا اعراض الاصابة بالمرض منذ سن ال14 عاما.

ويقول الدكتور “رونالد كيسلر” وهو قائد المجموعة التي اجرت البحث، ان “”اي اي دي” ليس معروفا بين العامة كمرض، ولكن حجم الارقام التي اشارت لها الدراسة يجعل من الضروري ان يقدر المرضى والاطباء على حد سواء حجم انتشار المرض وان يسعوا لتطوير استراتجيات لعلاجه.

ويوضح زميله الدكتور “ايميل كوكارو” ان العامة ينظرون للانفعالات الحادة المرتبطة بهذا المرض على انها مجرد سوء سلوك، وبالتالي فهم لا يعيرونها اهتماما كمرض له اسباب جينية وفسيولوجية ويمكن علاجه. ويرى العلماء ان من الضروري تطبيق سياسات وقائية وتوفير العلاج المبكر مما قد يفيد في مساعدة الاشخاص على تجنب مشاكل لها ارتباط بالمرض مثل الادمان على الكحول او المخدرات او الاصابة بالاكتئاب.

الغضب يسرع الاصابة بالسكتة القلبية

قال علماء امريكيون ان المزاج السيئ لدى الشباب الذكور قد يؤدي الى الاصابة بمرض القلب في وقت مبكر في الحياة. جاء ذلك في نتائج دراسة توصلت الى ان الشباب الذكور الذين ينتابهم الغضب عند التعرض للتعب والارهاق العصبي اكثر عرضة للاصابة بامراض القلب من غيرهم بنسبة تبلغ ثلاث مرات. وبينت الدراسة ان الشباب الغاضبين اكثر عرضة للاصابة المبكرة بالسكتة القلبية من اقرانهم الهادئين بنسبة تصل الى خمس مرات، حتى لو كانوا ينحدرون من عائلات يخلو تاريخها من امراض القلب.

وتؤكد الدكتورة “باتريشيا تشانج” التي قامت بالاشراف على جزء من البحث الذي تم اعداده في الولايات المتحدة ان عددا من الشباب عبر عن غضبه، بينما تمكن عدد اخر من اخفائه، ولكن عددا كبيرا من المشاركين كانوا سريعي الغضب وتنتابهم نوبات متكررة من التذمر. ان الدراسة بينت ان المزاج السيئ يتنبا بالامراض قبل ظهور اعراضها مثل مرض السكري وضغط الدم.

واكدت ان “افضل شيء يستطيع الرجال الشباب الغاضبون عمله هو مراجعة اخصائيين لتعلم طرق السيطرة على الغضب، وبخاصة ان دراسات سابقة بينت ان الاشخاص المصابين بمرض القلب يسجلون تحسنا في صحتهم حين يتعلمون كيف يسيطرون على غضبهم. واستخدمت الدكتورة تشانج وزملاؤها في دراستها معلومات حول نحو 1300 طالب كانوا يدرسون في معاهد جون هوبكنز الطبية بين عامي 1948 و 1964.

وقالت الدكتورة تشانج انه بالرغم من انه لا يعرف بعد كيف يسبب الغضب امراض القلب، فان الادلة تشير الى ان الارهاق يطلق كميات مفرطة من هرمونات تعرف باسم كاجولامينيس، منها الادرنالين، الذي يتكون بشكل طبيعي في الجسم وينقل عادة الايعازات. وتهيئ هذه الهرمونات الجسم في حالات الطوارئ مثل الاصابة بالزكام، او الارهاق العصبي او الصدمة وذلك بتقليص جدران الاوعية الدموية والضغط على القلب للعمل اكثر لضخ كميات اضافية من الدم.

الغضب والمغفرة

انظروا معي كيف عالج القران ظاهرة الغضب الفتاكة، يقول تعالى عن صفات المتقين الذين استجابوا لربهم: (واذا ما غضبوا هم يغفرون) [الشورى: 37]. فالمغفرة هي افضل علاج للغضب، واقول عزيزي القارئ هل فكرت يوما ان تعالج انفعالاتك السلبية بان تغفر لمن اساء اليك، وتعتبر ان الله سيرضى عنك ويعوضك خيرا من الانتقام بالجنة!!

اذا انظر الى هؤلاء الذين صبروا لربهم ماذا تكون عاقبتهم، يقول تعالى: (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار * جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) [الرعد: 22-24].

وانظروا معي الى هذا العلاج الرائع: (ويدرءون بالحسنة السيئة)! اين هم علماء البرمجة اللغوية العصبية الذين يدعون انهم وضعوا اساسا علميا لعلاج الانفعالات، اليس ما جاء به القران قبل اربعة عشر قرنا هو ما ينادي به علماء النفس اليوم، وذلك عندما يقولون ان افضل طريقة لعلاج الانفعالات والغضب ان تفكر بالجانب الايجابي وتتسامح؟

ايات كثيرة تؤكد هذه القاعدة، يقول تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم) [فصلت: 34]. انظروا كيف يريد الله منا ان نحول المشاعر السلبية الى مشاعر ايجابية، وكيف تتحول العداوة الى صداقة! هذه هي قواعد علم النفس الحديث، ولكنهم يسمونها باسماء حديثة مثل: كيف تكسب الاصدقاء، او كيف تكسب ثقة الاخرين، او كيف تتحكم بالذات… وغير ذلك، وجميع ذلك جاء في كتاب الله تعالى.

دراسة علمية تؤكد ان الغضب قد يقصر العمر

في دراسة حديثة جدا اوضحت الباحثة راشيل لامبرت ان الغضب الحقيقي، وبوسائل محددة للغاية، له تاثير على نظام القلب الكهربائي، قد تفضي للموت المفاجئ،

تقول دراسة ان الاحساس بالغضب الشديد خطر قد يهدد حياة من لهم قابلية للاصابة بمشاكل القلب ويعانون عدم انتظام نبضاته. فقد قامت د. راشيل لامبرت من جامعة “ييل”، بولاية كونتيكت، وفريق البحث، بدراسة 62 مصابا بامراض القلب واخرين زرعت لهم اجهزة متابعة لكهرباء القلب تستطيع رصد الاضطرابات الخطرة واعطاء صدمة كهربية لاعادة ضربات القلب الى نمطها الطبيعي، في حالة عدم انتظامها.

وقد اظهرت دراسات اخرى ان الهزات الارضية، والحروب وحتى مباريات كرة القدم قد ترفع معدلات الوفاة بالسكتة القلبية، والتي يتوقف فيها القلب عن ضخ الدم. وحول الدراسة، التي نشرت في دورية “كلية امراض القلب الامريكية”، قالت لامبرت: “قطعا عندما نضع مجموعة كاملة من السكان تحت ضغوط متزايدة فان حالات الموت المفاجئ ستتزايد. بدات دراستنا في النظر حول التاثير الحقيقي لهذا على النظام الكهربائي للقلب.

وقام المرضى المشاركون في الدراسة بتذكر مشهد اثار غضبهم مؤخرا، فيما عكف الباحثون على قياس عدم الاستقرار الكهربي في القلب. وقالت لامبرت ان الفريق تعمد اثارة غضب المرضى، وقد وجدنا ان الغضب زاد من اضطراب كهرباء القلب لدى هؤلاء المرضى. والذين تعرضوا لاعلى مستوى من الاضطراب في كهرباء القلب جراء الغضب، ارتفعت احتمالات اصابتهم بعدم انتظام نبضات القلب، اثناء فترة المتابعة، بعشرة اضعاف ما اصاب الاخرين. وتابع العلماء المرضى لثلاثة اعوام لتحديد اي منهم تعرض لاحقا لسكتة قلبية واحتاج الى صدمة من اجهزة متابعة نظام كهرباء القلب.

من هنا نتذكر عندما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: اوصني، قال: (لا تغضب) فردد مرارا قال: (لا تغضب) [رواه البخاري]. فلا احد يشكك بمخاطر الغضب وتاثيراته على القلب والدماغ والحالة النفسية للانسان، وفي زمن الجاهلية كان الغضب صفة الاقوياء وهي صفة محمودة لديهم تسمى (حمية الجاهلية)، وقد نهى النبي عن الغضب، بل كان لا يغضب الا في حالة واحدة، وهذا ما اسميه الغضب الايجابي وهو الغضب من اجل الله تعالى.

فقد كان النبي لا يغضب على امر من امور الدنيا الا ان تنتهك حرمة من حرمات الله فلا يتساهل ابدا مع هذه القضية، وهذا النوع من الغضب لا يضر الانسان لان الله تعالى سيكون معك ويهيئ لك اسباب الصحة والعافية، فالانسان الذي يبتعد عن الفواحش وعن شرب الخمر وعن التدخين وغير ذلك مما يغضب الله، ويغضب لغضب الله، فانه بلا شك سيكون بصحة افضل ويكون بحالة نفسية اكثر استقرارا، نسال الله تعالى ان يرزقنا الصبر، فالنبي يقول: (ما اعطى الله للمرء عطاء اوسع من الصبر)، وان نكون من الذين قال الله في حقهم: (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين) [ال عمران: 133-136].

العلاج بالصبر

مما سبق من دراسات راينا كيف يؤكد الباحثون ان معظم حالات الغضب تاتي بسبب عدم وجود البديل المناسب، او عدم وجود حل للمشكلة، او عدم وجود شيء يستحق التسامح، وقد فشل علماء النفس في ايجاد بديل مناسب للغضب، الا في حالة واحدة ان يحذروا الشخص الغاضب من مساوئ الغضب الطبية مثل امراض القلب وضعف المناعة والوزن الزائد. وعلى الرغم من ذلك لا يجدون استجابة من قبل المرضى لنداءاتهم، فما هو الحل؟

لقد اعطانا القران الحل وهو بالصبر، ولكن الصبر من اجل ماذا ولمن نصبر وما هي المكافاة التي سنحصل عليها، وهل تستحق منا ان نكبت الغضب والانفعالات؟ يقول تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين) [الشورى: 40]. فهل هناك اجمل من هذه العبارة: (فاجره على الله)! ماذا ستستفيد من غضبك… بالطبع لا شيء، ولكن البديل موجود وهو الاجر من الله تعالى هو سيعوضك عن كل شيء.

ولكن هل يكفي الصبر كعلاج ناجع؟ اذا ترافق الصبر مع المغفرة سيكون العلاج فعالا جدا، ولذلك قال تعالى: (ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور) [الشورى: 43]، والرائع في هذه الايات ان الله تعالى يصور لنا النتيجة التي سنحصل عليها مسبقا، مثلا يقول تعالى: (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) [الانسان: 12]، ان اجمل شيء ان الله سيكون معك عندما تصبر على من اساء اليك، يقول تعالى: (يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين) [البقرة: 153].

هذه الايات تصور لنا النتائج الايجابية للصبر، وهو ما يؤكده علماء النفس عندما يقولون ان اسرع طريقة لعلاج الغضب ان تتصور النتائج السلبية للغضب، وتتصور النتائج الايجابية فيما لو لم تغضب وتتسامح. ولذلك قال تعالى: (وان تصبروا خير لكم والله غفور رحيم) [النساء: 25]. ويقول ايضا: (الا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر كبير) [هود: 11].

وهكذا ايات كثيرة تؤكد على اهمية الصبر بل وتصور لنا نتائج الصبر الرائعة، فهل ناخذ بالنصيحة الالهية، ونجعل من حياتنا كلها صبرا على الشهوات وصبرا على اذى الاخرين، وصبرا على من حولنا؟ عليكم يا احبتي ان تتصوروا في اللحظة التي تاتيكم اساءة من احد، ان الله تعالى يريد منك الصبر وسيكون معك ويرضى عنك، والله لو اننا تصورنا ذلك وشعرنا بمراقبة الله لنا في لحظة الغضب وشعرنا بمدى محبة الله للصابرين، لتذوقنا حلاوة الصبر ولم يكن شيء احب الى قلوبنا من ان نصبر على اذى الاخرين وان نعالج اي انفعال او غضب بالتسامح والابتسامة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يعالج بها هذه الظاهرة.

يؤكد الباحثون في علم البرمجة اللغوية العصبية ان العلاج المثالي للغضب هو ان ناخذ ورقة وقلم ونتخيل ونسجل النتائج الخطيرة والمصائب التي ستحل بنا نتيجة الانفعالات السلبية والغضب، وبنفس الوقت نتخيل ونسجل النتائج الايجابية التي سنحصل عليها عندما نصبر ونتقبل الواقع كما هو. القران الكريم جاء بهذه القاعدة قبل 14 قرنا، فاذا ما تاملنا ايات القران نلاحظ ان الله تعالى يصور لنا ما سنحصل عليه بنتيجة الصبر ثم يامرنا بالصبر، يقول تعالى: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون) [النحل: 96]، فهذه الاية وغيرها من الايات تبشرنا بان عطاء الله لا ينتهي، بينما عطاء البشر محدود، وكانه يقول لك يجب ان تبقى مع الله وتثق به، ثم يامرنا بالصبر وان الجزاء سيكون اكبر بكثير واحسن مما نقدمه من عمل.

نصائح لعلاج التوتر النفسي من العلم والقران

يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية على اهمية ان تنظر لجميع المشاكل التي تحدث معك على انها قابلة للحل، بل يجب عليك ان تستثمر اي مشكلة سليبة في حياتك لتجعل منها شيئا ايجابيا. وقد دلت الابحاث الجديدة على ان الانسان عندما ينظر الى الشيء السلبي على انه من الممكن ان يكون ايجابيا مفيدا وفعالا، فانه سيكون هكذا بالفعل.

ان كل واحد منا يتعرض في حياته لبعض المنغصات او المشاكل او الهموم او الاحداث، وكلما كانت قدرة الانسان اكبر على تحويل السلبيات الى ايجابيات، كان هذا الانسان قادرا على التغلب على التردد والخوف وعقدة الاحساس بالذنب.

اذن اهم عمل يمكن ان تحول به الشر الى خير هو ان تنظر الى الاشياء السلبية بمنظار ايجابي، وهذا ما فعله القران عندما اكد لنا ان الاشياء التي نظنها شرا قد يكون من ورائها الخير الكثير، وهذه قمة الايجابية في التعامل مع الاحداث، يقول تعالى: (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) [البقرة: 216].

ان هذه الاية تمثل سبقا علميا في علم البرمجة اللغوية العصبية، لانها بمجرد ان نطبقها سوف تحدث تاثيرا عجيبا ايجابيا ينعكس على حياتنا النفسية بشكل كامل، وهذا – اخي القارئ – ما جربته لسنوات طويلة حتى اصبحت هذه الاية تشكل عقيدة راسخة امارسها كل يوم، وانصحك بذلك!

علاج الاكتئاب

يقول علماء النفس: ان افضل طريقة لعلاج الكثير من الامراض النفسية وبخاصة الاكتئاب ان تكون ثقتك بالشفاء عالية جدا، حتى تصبح على يقين تام بانك ستتحسن، وسوف تتحسن بالفعل. وقد حاول العلماء ايجاد طرق لزرع الثقة في نفوس مرضاهم، ولكن لم يجدوا الا طريقة واحدة فعالة وهي ان يزرعوا الثقة بالطبيب المعالج.

فالمريض الذي يثق بطبيبه ثقة تامة، سوف يحصل على نتائج افضل بكثير من ذلك المريض الذي لا يثق بطبيبه. وهذا ما فعله القران مع فارق واحد وهو ان الطبيب في القران هو الله سبحانه وتعالى!!!

ولذلك فان الله هو من اصابك بهذا الخلل النفسي وهو القادر على ان يصرف عنك هذا الضر، بل وقادر على ان يبدله بالخير الكثير، يقول تعالى: (وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) [يونس: 107].

لقد كانت هذه الاية تصنع العجائب معي في اصعب الظروف، فكلما مررت بظرف صعب تذكرت على الفور هذه الاية، واستيقنت بان الحالة التي اعاني منها انما هي بامر من الله تعالى، وان الله هو القادر على ان يحول الضر الى خير، ولن يستطيع احد ان يمنع عني الخير، فيطمئن قلبي واتحول من حالة شديدة مليئة بالاكتئاب الى حالة روحانية مليئة بالسرور والتفاؤل، وبخاصة عندما اعلم ان الظروف السيئة هي بتقدير الله تعالى، فارضى بها لانني احب الله واحب اي شيء يقدره الله علي.

وسؤالي لك اخي الكريم: الا ترضى ان يكون الله هو طبيبك وهو مصدر الخير وهو المتصرف في حياتك كلها؟ فاذا ما عشت مع الله فهل تتخيل ان احدا يستطيع ان يضرك والله معك!

علاج الاحباط

ما اكثر الاحداث والمشاكل التي تعصف بانسان اليوم، فتجد انواعا من الاحباط تتسرب اليه نتيجة عدم تحقق ما يطمح اليه. فالاحباط هو حالة يمر فيها الانسان عندما يفشل في تحقيق عمل ما، في حال زاد الاحباط عن حدود معينة ينقلب الى مرض صعب العلاج.

ولو بحثنا بين اساليب العلاج الحديثة نجد علاجا يقترحه الدكتور “انتوني روبينز” الذي يعتبر من اشهر المدربين في البرمجة اللغوية العصبية، حيث يؤكد هذا الباحث ان الحالة النفسية تؤثر على وضعية الجسم وحركاته ومظهره. ولذلك فان الانسان المصاب بدرجة ما من الاحباط تجد الحزن يظهر عليه وتجده يتنفس بصعوبة ويتحدث ببطء ويظهر عليه ايضا الهم والضيق.

ولذلك يقترح روبينز ان تتظاهر بالفرح والسرور وستجد الفرح يغمرك شيئا فشيئا. بل ان افضل حالة هي تلك التي تسلم نفسك لقدرها وتنسى همومك وتعيش في حالة من التامل والروحانية، وهذا ما امرنا القران به بقوله تعالى: (ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الامور) [لقمان: 22].

علاج الانفعالات

يخبرنا الاحصائيات انه يموت اكثر من 300 الف انسان كل عام في الولايات المتحدة الامريكية فقط. وهؤلاء يموتون موتا مفاجئا بالجلطة القلبية. وتؤكد الابحاث ان الغضب والانفعال هو السبب الرئيسي في الكثير من امراض القلب وضغط الدم والتوتر النفسي.

ولكن كيف يقترح العلماء علاج هذه المشكلة التي هي من اصعب المشاكل التي يعاني منها كل انسان تقريبا؟ انهم يؤكدون على اهمية التامل والاسترخاء ويؤدون احيانا على اهمية الابتعاد عن مصدر الغضب والانفعالات، وبعض الباحثين يرى ان علاج الغضب يكون بالتدريب على الا تغضب!

ولكنني وجدت كتاب الله تعالى قد سبق هؤلاء العلماء الى الحديث عن علاج لهذه المشكلة. فكل انسان يغضب تتسرع دقات قلبه ويزداد ضغط الدم لديه، ولذلك يؤكد القران على اهمية ان تجعل قلبك مرتاحا ومطمئنا وتبعد عنه اي قلق او توتر او تسرع في دقاته او ازدياد في كمية الدم التي يضخها القلب. ولكن كيف نحصل على هذا الاطمئنان؟

انه امر بغاية السهولة، فمهما كنت منفعلا او غاضبا او متوترا يكفي ان تذكر الله وتستحضر عظمة الخالق تبارك وتعالى فتستصغر بذلك الشيء الذي انفعلت لاجله، ولذلك يقول تعالى عن صفة مهمة يجب ان يتحلى بها كل مؤمن: (الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد: 28].

علاج الخوف من المستقبل

هنالك مشكلة يعاني منها كل واحد منا تقريبا وهي الخوف من “المستقبل المادي” ان صح التعبير، وهي ان يخاف احدنا ان يفصل من وظيفته فيجد نفسه فجاة دون اي راتب او مال. او يخاف احدنا ان يخسر ما لديه من اموال فينقلب من الغنى الى الفقر، او يخشى احدنا ان تتناقص الاموال بين يديه بسبب ارتفاع الاسعار او نقصان الرزق او الخسارة في تجارة ما …. وهكذا.

ان هذه المشكلة يعاني منها الكثير، وقد كنت واحدا من هؤلاء، واتذكر عندما يقترب موعد دفع اجار المنزل الذي كنت اقيم فيه ولا اجد اي مال معي، فكنت اعاني من قلق وخوف من المستقبل وكان هذا الامر يشغل جزءا كبيرا من وقتي فاخسر الكثير من الوقت في امور لا استفيد منها وهي التفكير بالمشكلة دون جدوى.

ولكن وبسبب قراءتي لكتاب الله وتذكري لكثير من اياته التي تؤكد على ان الله هو من سيرزقني وهو من سيحل لي هذه المشكلة فكانت النتيجة انه عندما ياتي موعد الدفع تاتيني بعض الاموال من طريق لم اكن اتوقعها فاجد المشكلة وقد حلت بل واجد فائضا من المال، فاحمد الله تعالى وانقلب من الاحساس بالخوف من المستقبل الى الاحساس بان ه لا توجد اي مشكلة مستقبلية لان الله هو من سيرزقني فلم اعد افكر كثيرا بالاسباب، لان المسبب سبحانه وتعالى موجود.

وهكذا اصبح لدي الكثير من الوقت الفعال لاستثمره في قراءة القران او الاطلاع على جديد العلم او الكتابة والتاليف. ولذلك انصحك اخي القارئ كلما مررت بمشكلة من هذا النوع ان تتذكر قوله تعالى: (وكاين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم) [العنكبوت: 60].

علاج حالات الياس وفقدان الامل

هنالك مشاكل يعتقد الكثير من الناس انها غير قابلة للحل، واهمها المشاكل الاقتصادية والمادية، وهذه المشاكل يعاني منها معظم الناس وتسبب الكثير من الاحباط والتوتر والخوف من المستقبل. ولو سالنا اكبر علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية عن افضل علاج لهذه المشكلة نجدهم يجمعون على شيء واحد وهو الامل!

ان فقدان الامل يسبب الكثير من الامراض اهمها الاحباط، بالاضافة الى ان فقدان الامل سيعطل اي نجاح محتمل امامك. فكم من انسان فشل عدة مرات ثم كانت هذه التجارب الفاشلة سببا في تجربة ناجحة عوضته عما سبق، لانه لم يفقد الامل من حل المشكلة.

وكم من انسان عانى من الفقر طويلا ولكنه بقي يعتقد بان هذه المشكلة قابلة للحل، فتحقق الحل بالفعل واصبح من الاغنياء بسبب اساسي وهو الامل.

ان ما يتحدث عنه العلماء اليوم من ضرورة التمسك بالامل وعدم الياس هو ما حدثنا القران عنه بل وامرنا به، والعجيب ان القران جعل من الياس كفرا!! وذلك ليبعدنا عن اي ياس او فقدان للامل، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: (ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون) [يوسف: 87].

ونختم هذا البحث بموقف رائع من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، عندما صبر على اذى اخوته، فماذا كانت النتيجة؟ لقد اصبح ملكا لاعظم دولة في ذلك الزمن، لانه اختار اسلوب الصبر والتقوى في حياته، ولذلك قال: (انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين) [يوسف: 90]. نسال الله تعالى ان يجعلنا من الصابرين.

 

  • قصة تحمل الكثير من الغضب
السابق
اطباق رمضانية وهرانية
التالي
رواية خذني