كيف تحافظين على ايجابيتك عندما تحملين مرة ثانية؟
عند قيامك باختبار الحمل واكتشاف ان نتيجته ايجابية، اي انك حامل، ولكنك مررت بتجربة اجهاض سابقة، (تنتهي واحدة من كل خمس حالات حمل بهذه الطريقة)، او ولادة الطفل ميتا، او اية مشكلة اخرى، فان فرحتك بالحمل ستكون ممزوجة ببعض الاحساس بالخوف والقلق. كنت تحلمين بفرصة جديدة، ولكن لا يسعك الا ان تفكري بالطريقة التالية: هل ستسير الامور على ما يرام هذه المرة؟ لا يوجد طريقة سهلة تتغلبين بها على مخاوفك، باستثناء بعض الاشياء التي تجعلك تشعرين بتحسن في الايام المقبلة.
لقد تعرضت للاجهاض في العام الماضي وها انا حامل مرة اخرى. لماذا لا اشعر بالسعادة؟
بالرغم من تحقيق هدفك بان تصبحي حاملا مرة اخرى، غير انك قد تحتاجين بعض الوقت كي تتمكني من الاستمتاع بهذا الحمل. من الطبيعي ان تشعر المراة التي مرت بتجربة الاجهاض بخوف من فقد الحمل الحالي ايضا. وقد يستمر القلق حتى اجتياز المرحلة التي تم الاجهاض خلالها في المرة السابقة. يشير بعض الخبراء الى ضرورة عدم تجاهل ذكر التوقيت الذي تمت فيه الحادثة، بل يجب ادراكه والعمل على تقبله. ربما تشعرين بمزيد من الحزن والاضطراب كلما اقترب الموعد، وهذا كله طبيعي. لا تقسي على نفسك لعدم قدرتك على الشعور بالسعادة طوال الوقت، امنحيها الفرصة لادراك المشاعر التي تدور في داخلك، فقد يخفف عنك البكاء وذرف الدموع من حين لاخر الكثير من التوتر.
هل ننتظر قبل اعلان خبر الحمل امام الاهل والاصدقاء؟ لقد كان الامر عصيبا على الجميع عندما فقدنا طفلنا في المرة السابقة
هذه مسالة شخصية يترك فيها الخيار لما ترونه مناسبا. ينتظر الكثير من الناس حتى اجتياز المرحلة التي تمت فيها الحادثة في المرة السابقة ثم يقومون بالاعلان، لكن الاحتفاظ بالحمل الجديد سرا لا يكون دائما الاختيار الافضل. يقول احد الخبراء “يجب ان تعتبري عائلتك واصدقاءك جزءا من المنظومة التي تمدك بالدعم والعون، فاذا لم تخبريهم بالحمل قد تفقدين الدعم المطلوب”.
انا حامل الان لكنني لا استطيع التوقف عن التفكير بما حدث في المرة السابقة. كيف لي ان اهدا؟
حاولي ان تتذكري ان هذه التجربة مختلفة. على الرغم من ضرورة التفكير فيما حدث، الا ان تركيزك على الطفل الاتي اكثر اهمية. تشعر بعض النساء بعدم قدرتهن على الثقة بالحمل الجديد، لكن فور اجتيازهن مرحلة الحمل التي تم خلالها الاجهاض في المرة السابقة، يصبحن اكثر ايجابية.
من المحتمل ان ينتابك القلق معظم الوقت. لكن مع تخطي كل مرحلة من مراحل الحمل، مثل سماع دقات قلب الجنين او الشعور بحركاته او مشاهدة طفلك اثناء التصوير بالموجات الصوتية وطمانة طبيبك لك، ستستعيدين الثقة بان كل شيء في مساره الطبيعي. فيما يلي عرض لامور يمكنك القيام بها للحفاظ على الشعور الايجابي:
– عيشي كل يوم بيوم
مع ان القول اسهل من الفعل، الا ان هذه الطريقة قد تنجح وتؤتي ثمارها. عندما تجدي نفسك قلقة حيال المستقبل، حاولي التوقف عن التفكير في الغد واكتفي بشؤون يومك فقط. قد يجلب لك السعادة والراحة التحضير للطفل بشراء ملابسه ولوازمه وتجهيز غرفة نومه.
– حاولي التعرف على ما حدث سابقا
اذا تم تشخيص الحالة السابقة على انها نتيجة انفجار البويضة او ضعف عنق الرحم على سبيل المثال، حاولي القراءة عن هذه المواضيع قدر المستطاع. ربما تشعرين بانك متحكمة اكثر في زمام الامور عبر استيعابك لما حدث من قبل. لكن مع الاسف، تحصل كثير من حالات الاجهاض وولادة الطفل ميتا من دون تفسير. تعيش معظم النساء، اللواتي فقدن طفلا في السابق، بعد ذلك حالات حمل صحية وطبيعية تماما.
– جربي القيام ببعض تمارين الاسترخاء
يعتقد الخبراء ايضا ان التحدث الى الجنين يساعد على تكوين روابط بينك وبينه.
– دعي زوجك يشاركك القلق
لا تشعري بوجوب التعامل مع كل هذه الاحاسيس بمفردك. فقد عانى زوجك من تلك الخسارة ايضا، ويمكن ان يساند احدكما الاخر.
– تحدثي دائما مع طبيبك
ان زياراتك المنتظمة لمتابعة الحمل قد تطمئنك بان طفلك في احسن حال. اطلبي من طبيبك الذهاب الى عيادته في مزيد من الزيارات لسماع صوت دقات قلب طفلك عبر التصوير ثلاثي الابعاد الذي يمدك بتفاصيل دقيقة، مما يساعدك على الشعور بالراحة.
– حاولي العثور على الدعم النفسي
ربما يستطيع طبيبك تعريفك الى امهات مررن بالتجربة ذاتها، وقد يشعرك التحدث مع الغرباء في بادئ الامر بعدم الراحة، لكن سرعان ما تصبح هؤلاء الامهات صديقات مخلصات يتفهمن مشاعرك وتبادلينهن بالمثل.