فلا ضرورة فيما ذكرت حتى يباح لك تقحم الربا وارتكاب المحظور, فالضرورة كما في نظرية الضرورة الشرعية: هي ان تطرا على الانسان حالة من الخطر او المشقة الشديدة، بحيث يخاف حدوث ضرر. او اذى بالنفس او بالعضو – اي عضو من اعضاء النفس – او بالعرض، او بالعقل، او بالمال، وتوابعها, ويتعين او يباح عندئذ ارتكاب الحرام، او ترك الواجب، او تاخيره عن وقته دفعا للضرر عنه في غالب ظنه ضمن قيود الشرع. انتهى .
وقال الشيخ المودودي: لا تدخل كل ضرورة في باب الاضطرار بالنسبة للاستقراض بالربا، فان التبذير في مجالس الزواج ومحافل الافراح والعزاء ليس بضرورة حقيقية، وكذلك شراء السيارة او بناء المنزل ليس بضرورة حقيقية، وكذلك ليس استجماع الكماليات, او تهيئة المال لترقية التجارة بامر ضرورة، فهذه وامثالها من الامور التي قد يعبر عنها بالضرورة والاضطرار, ويستقرض لها المرابون الافا من الليرات لا وزن لها ولا قيمة في نظر الشريعة… انتهى.
والربا كبيرة من اعظم كبائر الذنوب، وقد جاء فيه من الوعيد ما لم يات في غيره من الذنوب، حيث توعد الله مرتكبه بالحرب، واخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بحلول اللعنة على اكل الربا وموكله، وفي ذلك ترهيب عظيم من الوقوع في هذا المنكر، قال الله تعالى: يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين* فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون {البقرة:279}. وروىمسلم عن جابر – رضي الله عنه – قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء.
فاتق الله تعالى, ولا تقدم على الاقتراض بالربا ، والبدائل المشروعة كثيرة لمن طلبها وتحراها- ومن يتق الله يجعل له مخرجا -.
- هل قرض البنك لشراء شقه حرام