الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فبداية ننبه الى ان ان الزواج عن طريق الانترنت محفوف بالمخاطر في الغالب، وانظر الفتوى رقم: 10103.
لكن ان كانت الفتاة ذات دين وخلق فلا حق لوالديك في منعك من زواجها، ولا يلزمك طاعتهما في ذلك ما دام رفضهما لغير مسوغ ولا سيما اذا كنت تتضرر بترك زواجها، فان طاعة الوالدين لا تجب فيما يضر الولد، وانظر الفتوى رقم: 76303.
واما ان كنت لا تتضرر بترك هذه الفتاة فالاولى تركها والبحث عن غيرها ممن يرضاها ابواك، فان بر الوالدين من افضل القربات عند الله، وهما وان كانا غير محقين في منعك من زواج من ترغب وقد بالغا في تعنيفك وهجرك دون مسوغ، ولا سيما ما قام به ابوك من ضربك والدعاء عليك ونحو ذلك، لا ريب انه اعتداء وظلم، لكن ذلك كله لا يسقط حق والديك عليك، فان الله قد امر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يامر ولده بالشرك، وانظر الفتوى رقم: 3459.
فعلى كل الاحوال عليك ان تبرهما وتسعى في استرضائهما، فان بذلت ما في وسعك وبقيا على هجرك ومغاضبتك فلا حرج عليك حينئذ.
والله اعلم.