”كم انت جذابة و انت مغتاظة ”
” قل لي يا جونيور ماذا تريد ؟”
” اريدك انت ”
اقتربت منه لتحثه على الخروج لكنه جرها الى حضنه فصفعته و وقفت قرب الباب و اشارت له بالخروج قام بعصبية ينظر اليها بتحد ثم همس لها
” اعرفي بان ذلك لن يحدث و لن تتزوجي به الا على جثتي و سافعل المستحيل صدقيني فانا لن اسمح بان يسلخ جلدي مني افهمت؟! ”
خرج و صفق الباب بقوة وقفت كالتمثال حاولت ان تسترجع كلماته التي اشعرتها بالخوف لتهديداته و لم تفهم ماذا عناه ؟؟
الشخصيات :
جونيور جارسيس ديلفالي : شاب فقد امه و تزوج والده من اخرى فقرر ان ينتقم…
فيرو (فيرونيكا) دايمون : ابنة مليسي زوجة ليو ..
ليو : والد جونيور ..
جاك جارسيس ديلفالي : ابن عم جونيور و افضل صديق له ..
اليكس جارسيس ديلفالي : ابن عم جونيور الثاني و من افضل اصدقائه ايضا…
جولي نوربت : صديقة فيرو المقربة و قريبتها …
الي فليم: قريبة فيرو الاخرى و صديقتها ..
ميلسي : والدة فيرو و زوجة ليو والد جونيور ..
مارك بيللي: صديق فيرو و خطيبها …
جينيفير : صديقة جونيور ..
الكسندرا : صديقة جنيفير و جونيور ..
كارلا : صديقة فيرو ..
انيتا : صديقة جونيور القديمة …
بيتي : مساعدة فيرونيكا
البدااايه
البارت الاول ..
كان واقفا في مطار دنفر يودع جديه ليركب الطائرة العائدة الى لوس انجلوس
و بالطائرة كان يفكر بالشهرين الذين قضاهما مع جديه وافكار خطرت في باله و هو يراقب الاضواء تخفت شيئا فشئيا فكر في اخر سنة له في الثانوية
و ماذا سيدرس في الجامعة و من تلك الافكار المتعلق بالمستقبل الغامض …
و في لوس انجلوس استقبله افضل اصدقائة ابناء عمه جاك و اليكس لياخذانه الى بيته حيث يقيم مع والده ليوناردو جارسيس دلفالي رجل الاعمال الارمل الذي فقد زوجته منذ عام تقريبا ..
حمل حقائبه و اسرع ليضم جاك بقوة عندما لمحه من بعيد ” كيف حالك يا رجل ؟!”” انا بخير.. مشتاق لك.. لا تبتعد اكثر مرة اخرى يا رجل ماذا كنا نفعل من دونك ؟! ”
اكمل اليكس عن جاك و ضم صديقه ” لقد قتلنا الضجر و الملل لن تذهب الى دنفر في المرة القادمة الا و نحن معك افهمت ؟! “قال جونيور و هو يضحك بصوت عال ” لا في السنة القادمة سنذهب الى نيويورك يا شباب “” نيويورك؟!” قال جاك مستنكرا.” نعم نيويورك..”
ثم ابتسم ابتسامة اظهرت اسنانة البيضاء و غمزتاه الساحرتان كان جونيور يتحدث عن مدى شوقه لابيه و كيف تركه هذه المدة الطويلة وحيدا و تجاهل تساءلهما بشان نيويورك فلقد عاد لتوه من دنفر حيث الحياة الريفية هناك فماذا يريد من المدينة المزدحة و المزعجة و التي تختلف كليا عن دنفر..
بينما هم يتجهون بالسيارة التي يقودها جاك بجنون كالعادة صاح جونيور به موبخا بمزح” هي جاك هديء من سرعتك المجنونة .. لا اريد ان اموت اريد ان ارى والدي بعد هذه الغيبة الطويلة هل لك ان تبطيء من سرعتك”
” لا تخف يا رجل ستصل بسلام و ستعانق والدك يا مدلل ”
قال جاك و غمز بعينه الى اليكس الذي ضحك بدوره .. انتبه الى سخريتهم و قال عابسا ” اصمت انا لست مدلل انا فقط مشتاق اليه الا تفهم ”
” بالطبع انت مشتاق اليه “اجابه و غمز مرة اخرى الى اليكس الذي لم يتوقف عن الضحك فقام جونيور بضرب جاك على راسة مما جعلهم يضحكون بصوت مرتفع لانهم اثاروا غيظه ركن جاك السيارة و حملوا حقائب جونيور التفتت جاك حتى يعلق على الكس الواقف مستند على السيارة ” ما بالك يا ضعيف الا تعرف كيف تحمل حقيبة ؟!”
” تعال و جرب كم هي ثقيلة ماذا وضعت فيها يا جونيور ؟! كاني احمل صخور ” قال مازحا لم يعلق جونيور بل اكتفى بان نظر اليهم بابتسامة و هو يحمل جواز سفره و حقيبة ظهره التي اخذها معه داخل الطائرة .
بينما كان الشباب يتحدثون و يضحكون في الخارج كان الاب ليوناردو منتبه لوصولهم و الضجيج الذي احدثوه فدخل في هذه اللحظة جونيور و ابتسامة كبيرة تظهر اسنانه المصفوفة” ابي!!!”
حضن والده و هو مغمض عينية , ضمه والده و ربت على كتفه و هو يرى الحقائب التي يحملها جاك و اليكس و عندما فتح جونيور عينيه راى خلف ابيه امراتان في غاية الجمال و الاناقة واحدة ترتدي فستان ابيض يصل الى ركبتيها و شعرها احمر جميل له جسد طويل و رشيق و يقارب عمرها سبعة و ثلاثين عام بينما الاخرى اصغر سنا قد تكون ابنتها و خمن عمرها السابعة عشر ترتدي تنورة قصيرة و قميص ابيض ضيق فتح عند الصدر يظهر جمال قوامها و شعرها الاشقر الرائع مرفوع للاعلى و خصل شقراء تنزل على كتفيها و هي بدورها طويلة و رشيقة وقفتا ترمقانه و كانهما ملاك بلباسهما الابيض و بجمالهما الاخاذ..
ابتسم جونيور لهم في استغراب و نظر الى ابيه متسائل فقال له والده متساءلا و لم ينتبه بان جونيور شاهد المراتين ” كيف كانت رحلتك يا بني ؟!”سكت لفترة و هو ما زال ينظر الى هاتين المراتين الواقفتان في الصالة و هو يقف عند مدخل الباب ثم استوعب سؤال ابيه و تجاهل هاتين المراتين بابتسامه مصطنعة ” لقد كانت اكثر من رائعة و استمتعت كثيرا ”
“جيد جيد و هل قمت بمساعدة جدك في الحقل و بالاعتناء بالجياد ؟!”لا يزال الاستغراب في عيني جونيور و هو يجيب ” اه بالطبع ” لم يستطع جونيور ان يتحمل السؤال الذي يلج في صدره فالتفت الى ابيه ” ابي “و اشار على المراتين ” لم تعرفني عليهما !! ”
بلع الاب ريقه و نظر باتجاه المراتين التي بدت على الكبيرة القلق و التوتر .. هز براسه ثم قال” اسمع … هذه مليسي زوجتي و هذه ابنتها فيرونيكا ” فتح جونيور عينيه الزرقاء مستغربا و اخذ يتنفس بسرعة و بدا الغضب يظهر على معالم وجهه و كسا الالم عيناه الجميلتان المليئتان بالرموش الطويلة فحمل حقيبته و خرج مسرعا الى سيارة جاك الذي لا يزال ينتظر في الخارج مع الكس و هما متوقعين حصول هذه النتيجة..ركض ليو خلف ابنه ” جونيور انتظر ”
فصرخ جونيور بغضب ” جاك.. اليكس.. هيا “” يا بني انتظر دعنا نتفاهم “نظر جونيور من خلال نافذة السيارة الى جاك الذي لا يزال واقفا خارج السيارة” الن نذهب هيا اني اقول لك هيا اريد الذهاب من هذا المكان “فركب جاك و الكس و انطلقا بالسيارة ..”هل كنت تعرف عن زواج ابي ؟!”سال جونيور جاك بحدة و الغضب يتطاير من عينيه عندما ابتعدا عن المنزل ” نعم و لم ارى الوقت المناسب كي نقول لك ارجوك افهم موقفنا ”
قال جاك مهديء ابن عمه بصوت كله تعاطفتنهد جونيور بصوت عال يملؤه الالم و اسند راسه الى خلفه تارك الهواء السريع يتلاعب بخصلات شعرة البنية اللون و ينسه حزنه و خيبة امله …
نظر جاك الى الكس نظرة تعاطف مع ابن عمهم ..و في منزل ليو وقف الاب خارج يشتم بينما وقفت زوجته مليسي على الباب تنظر اليه بقلق ” ارجوك ليو ادخل.. الجو بارد ..ارجوك ادخل ” دخل ليو غاضبا فصعد الى غرفته و اغلق الباب خلفه بقوة هزت المنزل كله ” سيهدا بعد لحظات يا امي لا تقلقي ” قالت فيرونيكا لامها مطمئنة ” لست متاكدة من ذلك ان ليو يحب ابنه جدا و لا يرضى ان يحزن ابنه عليه “” الم تري كيف كان يرمقنا ابنه ؟!”
” نعم لقد رايته لقد كان مستغربا و شاكا بما سيحدث يا ليو المسكين ”
” لقد كنت واثقة بردة فعله فلقد تزوج والده من امراة اخرى و لااعتقد بانه سيسكت عن هذا الوضع ارى بان حياتنا لن تكون هادئة يا امي بوجود هذاالصبي “” لن اتركه يفعل اي شيء .. ساقف بوجهه ”
…و في هذه اللحظة اوقف جاك سيارته في منزله و سال جنوير ” هل ستنام عندنا اليوم ؟!” قال جونيور بتكاسل ” لااعلم ” “ما بالك يا رجل ؟! اعلم بانك متضايق لكن ذلك لا يعني نهاية العالم ”
” انها نهاية العالم بالنسبة لي فابي الذي اعتقدت بانه اوفى صديق خذلني و خذل امي لم يدم على وفاتها سنتين لقد نسيها بكل سهولة يا له من رجل عديم احساس ” قالها صاراعلى اسنانه بعصبيه” و ماذا ستفعل ؟! ” قال جاك متسائلا” لا اعلم ” اجاب جونيور و هو يضرب راسه على الكرسي بحسرة مغمض عيناه” هل ستترك البيت لها ولابنتها ؟!”قال اليكس بهدوء
لكن جونيور هب صارخا” بالطبع لا فهذا منزلي و منزل امي و لن يكون منزلها ابدا ساسعى بكل جهدي ان اتخلص منها و من ابنتها ” ” ماذاستفعل يا مجنون ؟!” قال جاك مستغربا” لا اعلم لكني لن اتركها بسلام لن اتركها تتمتع في منزلي متخذه مكان امي اسمعت؟!!” ؟” اذا متى تريد ان تعود الى البيت ؟!”
” غدا صباحا بعد ان تهدا الامور ” قال جونيور بعد تنهيده طويلة بينت المه و قلة حيلته” حسنا جدا سنعمل انا و اليكس على ان تنسى ما حدث ما رايك ان نخرج مع الشباب ونحتفل بعودتك ”
قال جاك مشجعا جونيور على النهوض” هيا اني بحاجة الى النسيان ” و قام معهمو في المنزل كانت فيرونيكا مستلقية على فراشها تقرا رواية عاطفية و لكن بالها لم يكن مع الرواية بل كان مع الشاب الاسمرالطويل العريض الذي كان يلبس قميص ازرق تحته بلوزة بيضاء و جينز و كان مسرح شعره بطريقة تجعل خصلات شعره الامامية واقفة و تطير بالهواء و كان ينظر اليها بعنين زرقاء كلون السماء و رموش طويله و غمزتان واسنان بيضاء تظهر بابتسامه رائعة كانت تراه في روايتها التي بين يديها بدل الاحرف السوداء من اين له هذا الشعر البني الفاتح ان لاباه شعر اسود داكن و من اين له تلك العينين الساحرتين فعينا ليو سوداء كالليل و من اين له غمزتان يا الهي من اتى هذا الشبيه بالهة الاغريق و كيف خرج بعصبية جعلته مثيرا اكثر ؟!!
هل يعقل ان يكون هذا حب من اول نظرة ؟! لا لا مستحيل .. ابعد تلك الفكرة من راسها و حاولت جاهدة ان تركز مع الكلمات و الرواية التي بين يديها …
و بعد احتفال دام الى اوجه النهار رجع الشبان الثلاث منهلكين من الاحتفال الرائع الذي اقامه اصحابهم فالقى جونيور بجسمه على الفراش مفكرا بكل شيء حدث بتوديعه جده و جدته و استقبال ابناء عمه له و استقبال ابيه و زوجته و ابنتها !!! ابنتها !!! ابنتها!!! فيرونيكا …
يا لها من رائعة بشعرها الاشقر الذي يصل الى كتفيها و عيناها الارجوانية الغريبة بحياته لم ير عينان بهذا اللون العجيب و رموشها الطويلةالساحرة و قوامها الرشيق و انفها الدقيق و فمها الممتليء يا لها من فتاة خلابة كيف استطعت ان ابعد عيني عنها كيف ؟!! كيف لي ان اعجب بها و هي من اعدائي يجب ان اكف عن التفكير بها لكن لها اجمل عينين ..
” هي جونيور هل نمت ؟!”سال جاك بتثاؤب قاطعا على جونيور افكاره” لا ” رد جونيور ناعسا” بمن تفكر اذا ؟!” ” لا احد “” انه يفكر بتلك الفتاة جلوريا ” قال اليكس متاكدا و اوثقا ” قلت لكم لااحد ”
” انها جميلة جدا , لم لم تاخذ رقم هاتفها و تدعوها لتناول العشاء ”
قال اليكس مقترحا” لم لا تدعوها انت انك مسحور بها انا لدي انيتا و ساذهب غدا لاراها و الان دعني انام بسلام ” و تثائب جونيور”مممم اذا تصبح على خير ” قال اليكس و غط في نوم عميق..
انتضرونى في التكمله .
البارت الثانى
فتح جونيور عينيه بتثاقل بسبب ضوء الشمس المتخلل بين ستائر الغرفة
” اااااه ه ه .. استيقظوا يا شباب انها الساعة الواحدة ظهرا ”
و قفزا من الفراش على الارض و اخذ يبحث عن بلوزته التي القاها على الارض .. لبسها و دخل الى الحمام ليغتسل و يلبس و عندما خرج من الحمام وجد ان جاك و الكيس لايزالوا نائمين فصرخ بمرح يوقظهم
” هي استيقظوا استيقظوا حريق حريق في المنزل … انقذوا انفسكم ”
” اصمت يا جونيور و دعنا ننام لقد تعبنا في الامس ”
رد جاك بعصبية و بصوت ناعس
” اه نعم تعبنا بسبب الاحتفال الذي اقيم من اجلك فارجوك دعنا ننام ما زال صوت الموسيقى العالي في اذني ”
قال اليكس و اخذ الوسادة و غطى بها وجهه حتى يحجب اشعة الشمس عن عينيه
” حسنا انا ذاهب الى المنزل و سالقاكم فيما بعد ..”
حمل جونيور اغراضه و فتح كبت جاك و اخذ منه قبعة و اخذ مفتاح سيارة جاك
” ساخذ سيارتك .. الى اللقاء و شكرا على القبعة يا جاك ”
و اغلق الباب خلفه نزل الدرج بخفة و سرعة و ركب السيارة و انطلق الى المنزل.. و بالطريق اخذ يفكر كيف سيواجه والده و زوجته الجديدة و ابنتها …
بعد دقائق قليلة فترجل من السيارة و حمل حقائبه و اتجه الى الباب لم يجد سيارة والده في الكاراج مما اراحه قليلا , دخل المنزل و وضع حقائبه في المدخل و صعد الدرج الى غرفته و بينما هو يصعد الدرج ظهرت فيرونيكا ابنة زوجة ابيه في وجهه فوقف ينظر اليها متحديا من راسها الى اخمص قدميها بجراة ثم اتجه الى غرفته و اغلق الباب بقوة فاهتز البيت باكمله
وقفت فيرونيكا مدهشة مما راته و سرت قشعريرة في جسدها بسبب القرب و نظرته الوقحة
” يا الهي ”
تنهدت و اكملت خطاها الى المطبخ ..فتحت البراد لتكب لها كوب ماء بارد يبرد على قلبها الذي اشتعل بسبب نظراته الحارقة هي مازالت ترتجف من تلك النظرة و تفكر في نفسها
( ما بال هذا الشاب يا له من وقح لن اسكت ..ماذا يظنني ذلك المغرور )
دخل جونيور المطبخ قاطعا عليها حبل افكارها مما جعلها تتجمد في مكانها , حاول فتح البراد لكنها كانت تستند عليه و بيدها ابريق الماء فصاح بوجهها و في عينيه حقد لا مفر منه
” ما بك ابتعدي الا ترينني احاول فتح البراد؟! ام تظنين بانك هنا صاحبة المنزل؟! ليكن في علمك انا ولدت في هذا المنزل و ساموت فيه اتفهمين ؟! اخبري والدتك بهذا الكلام … و الان ابتعدي و الا ابعدتك بيدي ”
طفح الكيل منه و لم تستطيع ان تكبح جام غضبها فصبته عليه و هي تصرخ و احتقن الدم في وجهها
” هل انت هكذا دائما لا تعرف كيف تطلب بادب انا لم اقل باني صاحبة هذا المنزل..و لما تتخذ معي موقف المعادي انا لم افعل لك شيئا و لم ارك الا بالامس ولم اتكلم معك حتى .. ”
تنفست بعمق حتى يعود لها الهدوء .. استغرب صوتها العالي الذي خرج من فتاة ناعمة ..فتكلم بهدوء و تحدي
” انا عادة اتكلم بكل احترام لكن ليس مع امثالك انت و امك و الان لا اريد النقاش معك فابتعدي ”
ازاحها بيده و فتح البراد و اخذ منه كولا و صفع الباب و خرج و هو يشتم
وقفت مصدومة فما فعله لتو قد تعدى الحدود و يجب ان توقفه و تلزمه حدوده .. رنين الهاتف اوقضها من صدمتها .. ظل يرن و كان الصوت منبعث من غرفة الجلوس ركضت تلتقط الهاتف و وجدت جونيور يشاهد التلفاز بغرفة الجلوس
” الو ”
ردت على الهاتف و هي تنظر اليه بطرف عينيها .. كان يحاول الانصات
” هاي فيرو كيف الحال لقد اشتقت لك ”
” اهلا اهلا جولي انا بخير و انت ؟ كيف هي الي ؟”
ردت فيرو ببهجة مما جعل جونيور يرفع راسة و يلقي عليها نظرة استهزاء
” انا بخير و الي بخير ايضا سناتي قريبا كي نحضر معك حفلة المدرسة ”
“اه حقا سانتظركما على احر من الجمر اه كم اشتقت اليكما ”
اغرورقت عياناها بالدموع فقام جونيور برفع صوت التلفاز و هو يبتسم بسخرية
رفعت السماعة عن اذنها و قالت له بانزعاج
” الا تراني اتحدث بالهاتف ؟! اخفض الصوت انها مكالمة من لندن..”
رفع كتفيه بلا اكتراث
” و ما خصني انا ,اريد ان اسمع ما يقال بالتلفاز و انت تثرثرين لا استطيع ان اسمع شيئا ”
صرت على اسنانها بغضب
” جولي اتصلي غدا فانا مع مخلوق مزعج حاليا و لا استطيع ان اكلمك براحة بال ”
” من هو هذا المخلوق المزعج ؟! ”
” انه ابن ليو لقد اتى لتوه من دنفر و انه يشكل خطرا علينا و ازعاج محتم ”
همست جولي بابجهة الاخرى من الهاتف و كان الشخص القريب من فيرونيكا يسمع
” وهل هو جذاب كوالده؟!” قهقهت جولي
رفعت فيرو راسها لتنظر الى جونيور انه اكثر جاذبية من والده لكنها ازاحت هذه الفكرة فورا من راسها و قالت بانزعاج
” لا و الان الى اللقاء جولي ”
” يا لك من محتالة تردين انهاء المكالمة كي لا تحدثيني عنه لا باس سنتكلم عنه لاحقا الى اللقاء” و اغلقت السماعة .. تنهد جونيور دون ان يلتفتت ناحيتها و قال بوقاحة
” لم اتوقع ان تنهي المكالمة ”
تجاهلته وصعدت غرفتها غير مكترثة بما قال , و هنا دخلت مليسي و صوتت
” عزيزتي انا هنا تعالي و ساعديني بحمل الاكياس من السيارة ”
رد جونيور بانزعاج و قال بعصبية
“عزيزتك في غرفتها لا داعي لان تصرخي فهي لن تسمعك .. اف لا يمكن ان يحظى الرجل ببعض الراحة في منزله ”
اقتربت من الكنبة حيث يجلس ممد رجليه على الطاولة و بيده علبة كولا عبست بوجهه للمنظر الذي راته لكنها سرعان ما رسمت ابتسامة مصطنعة و قالت بمرح
” اهلا بعودتك جونيور ..اذا سنتعشى جميعا الليلة ؟”
لم يرفع راسه لينظر اليها بل اكتفى بالرد عليها و عينيه مسمرتين على جهاز التلفاز و قال بغير اكتراث و صوت خالي من الملامح
” لا تلعبي دور الزوجة الحنون اعرف بانك لا تاملين وجودي لكنني سابقى سواء شئت ام ابيت فلا داعي لان اذكرك منزل من هذا ”
عصرت قبضة يدها بعصبية و ارادت ان تصفعه لكنها تذكرت بان بذلك ستهدم العلاقة بينها و بين ليوناردو .. قالت له و هي تبتعد
” لا انا امل بوجودك في المنزل لانه يسعد اباك و ما يسعده يسعدني و لا داعي لتذكرني لاني اعرف منزل من هذا ” اجابت بتحد
نزلت فيرو الدرج قفزا و رات بان والدتها قابلت ذلك المتعجرف لكنها غيرت الموضوع حتى تبهج والدتها فيبدو عليها الانزعاج بسببه
” مرحبا امي لقد اتصلت جولي و قالت انها ستاتي و الي لتحضر حفلة المدرسة ”
ضمت والدتها التي اجابت بدورها و بالفعل لقد ابهجها الخبر
” خبر سعيد كنت احتاج اليه ”
و نظرت الى جونيور و دخلت المطبخ ترتب اغراضها و تحضر طعام العشاء مع ابنتها …
على الطاولة اجتمع الجميع ما عدا جونيور الذي تاخر متعمدا عن العشاء لمدة ربع ساعة فبقي الطعام باردا على المائدة ..فبدا ليو متململا و اخذ ينقر باطراف اصابعة المائدة ثم سال بعد ان نفذ صبره
” اين هو ؟! امتاكد انه قال سيحضر؟!”
” نعم يا عزيزي متاكدة ”
نظرت الى ابنتها بعصبية و همست
” انه متعمد .. اتمنى لو اقتله”
غمز لها فيرو بحركة من عينيها حتى تتحلى بالصبر و بعد دقائق دخل جونيور و كانه سيد الكون ابتسم بسعادة عندما راى بان الجميع ينتظره على العشاء الذي لم يلمس بعد
” اه هل تاخرت ؟! ”
همست مليسا لابنتها ” ساحطم راسه المتعجرف”
” هيا لناكل ” قال الاب بعصبية
وضعت الطعام و كان ستيك و خضار مسلوقة و عصير التوت ( طعام جونيور المفضل )
نظر الى الطبق الشهي امامه لكنه تذكر بانه تناول العشاء مع صديقته انيتا فاراد ان يلعب عليهم لعبة
” لا استطيع ان اكل اللحم و الخضار ”
قال جونيور واضعا يديه على بطنه مظهرا ازدراءه
” لم لا انها اكلتك المفضلة ؟!” قال الاب مستغربا
لكن جونيور لعب بملامح وجهه و كانه يريد ان يتقيا امامهم و تكلم بهدوء و انزعاج مصطنع و لو كانت جائزة الاوسكار تقدم للناس عامة لقدمناها لجونيور الان
” لانني رايت في حقل جدي بقرة ياكلها الدود و الدماء يغطيها و مصرانها ملقية على الارض بجانبها و الذباب يتطاير فوق عينيها و اتى المنظر امامي ”
و بلع ريقه بازدراء و كانه سيتقيا
وضعت فيرو شوكتها و ابعدت الصحن و قامت الى الحمام , و ابعدت مليسي طبق اللحم و اكتفت باكل الخضار لكن ليو لم يكترث و قال
” لابد انها كانت مريضة لكن طعمها لذيذ هيا كل ”
و بدا يقضم الطعام بنهم
قامت مليسي و الغضب يكتسحها لتطمان على فيرو .. طرقت باب الحمام و سالتها بقلق
” هل كل شيئ على ما يرام ؟!”
اجابتها فيرو بعد ان فتحت الباب و استندت عليه بدت عينيها مدمعتين و فمها احمر مبلل جففته بمنديل
” نعم نعم لكن ذلك اللعين ساقتله لقد جعلني اتخيل المنظر لن استطيع ان اكل ”
وقف جونيور مستند على باب حمام الضيوف يسمعهم و ابتسامة انتصار ساخرة على شفتيه و قال ساخرا
” و هل ستقتليني و انا نائم ؟! ”
نظرت اليه و هي تتنهد بعصبية غسلت فمها و ابتعدت بسرعة فضرب رائحة شعرها الرائعة انفه
” لم فعلت ذلك ؟! ” قالت الام بعصبية
قال مصطنع البراءة..
” انا لم افعل شيئا كنت افسر لابي لم لا استطيع ان اكل اللحم الذي اعتقده بانه طعامي المفضل الذي لم يعد ذلك بعد ان رايت البقرة و الدماء …”
صمت اذنيها بيدها و سارت مبتعدة عنه فهي ليست مستعدة لن تتقيا بدورها .. ضحك بجنون حتى وقع على الارض…
و في المساء استيقظت مليسي على صوت ارتطام و اصوات ناس يضحكون فتحت المصباح و نظرت الى الساعة التي تشير الى الثالثة صباحا وشتمت و هي ترى ليو يغط في نوم عميق دون ان يشعر او يسمع الضوضاء استقامت و فتحت الستارة لتجد جونيور و اصدقائة يلعبون كرة السلة و يضحكون وكان الساعة الثالثة عصرا ..
” ااااه ”
لم تستطيع ان تكلمهم فتبدو كالغبية امام شلة صبيان عديمي الاحساس رجعت الى فراشها و غطت راسها بالغطاء و حاولت ان تنام ثانية لكن دون جدوى حتى اشرقت شمس الصباح لترحب بيوم جديد..
” مليسي حبيبتي انا ذاهب الى العمل و من ثم ساتجه للمطار عندي اجتماع لمدة اسبوع في شيكاغو ارجوا ان تهتمي بالبيت.. ”
اقترب منها فتعلقت برقبته
” تجاهلي جونيور .. لا تكترثي لتصرفاته انا اعرف بانه يحاول بشتى الطرق ان يغيظك لكنك كوني صبورة ”
اومات براسها طاعة لاوامر الزوج الذي تحبه طبع قبلة صغيرة على شفتيها و اخرى على وجنتها ثم ودعها خارجا…
” امي لم استطع ان انم بالامس بسبب جونيور و رفاقه ”
قالت فيرو و هي تاخذ كوب ماء مع اقراص مهدئة للصداع و بدا عليها الارهاق فالقت بجسدها الرشيق على الكنبة و انضمت لها مليسي و هي تحتسي فنجان قهوة
” و انا كذلك يا الهي سيقلب حياتنا جحيما ”
” حسنا امي لننسى الموضوع و نخرج فاليوم سبت.. عطلة .. لنستمتع ”
” اصبت لنذهب الى السوق و من ثم نخرج لنتعشى و نحضر فليما ما رايك؟! ”
” فكرة رائعة يا امي”
حضنت والدتها و قبلتها الاخرى على جبينها
دخل جونيور و هو يغني بصوت منخفض و ثم دخل المطبح حيث تقف مليسي و فيرو اخذ يتاملهن بوقاحة و مبتسما بسخرية
” يا له من نهار جميل.. سادعو بعض الاصدقاء هذا المساء ارجو ان لا اراكم الليلة ”
و اخذ يرشف من الشراب الذي بيده ثم خرج و قد ترك مليسي تفقد اعصابه
” يا له من **** ”
” لا عليك امي لنخرج و نستمتع هيا ”
جرت امها نحو الباب و دفعتها بمرح لتصعد الى السيارة …
ذهبتا الى السوق و ثم الى السينما فالمطعم الايطالي الذي يبعد عن منطقتهم حوالي 45 دقيقة و عندما رجعتا وجدتا حديقة المنزل مليئة بالاوساخ و علب العصير و الكولا و الكثير من الصبيان و الفتيات يجلسون على الشرفة و عشرات من السيارات تصطف خارج المنزل و في كاراج المنزل و صوت الغاني الشبابية المزعجة تنبعث من داخل المنزل الى الخارج .. باختصار .كان زلزال اصاب المنطقة توسعت حدقتا مليسا في استغراب و دهشة
“ماذا يحصل في المنزل؟! هل هذا منزلنا ؟! ”
نزلت مسرعة من السيارة حتى تدخل المنزل و وجدت احتفالا كبير و المكان ملئ بالشباب و الشابات يرقصون في كل مكان و يغنون و الاضواء خافته و الاوساخ تملا الارض , كاد ان يغمى عليها من هول ما ترى
” يا الهي ”
وضعت يديها على راسها غير مصدقة ما ترى رات جونيور يقف على طاولة الطعام بيده شراب و يمسك بخصر فتاة و يراقصها و يدور حتى وقف و راها مصدومة فابتسم بانتصار و صاح بصوت عال و كله عداء
” رحبوا بزوجة ابي الجديدة و ابنتها فيرو ”
صفق الجميع و هم يضحكون .. فاقتربت مليسي و اطفات المسجل المزعج ليعم الهدوء .. عندها صاح جونويور باصدقائة
” و الان ينتهي الاحتفال يا شباب ”
قفز من على الطاولة مارا بالقرب من مليسي و فيرو المتلهبتين غضبا و قال لهم ببرودة اعصاب
” الى اللقاء ”
خرج مع رفاقة تاركين المنزل باقل من خمسة دقائق فارغا منهم و الفوضى تعمه
” ساجن ساجن سيقتلي ذلك الوغد من سينظف تلك الفوضى من ؟؟”
صرخت بهستيريا و تلقى بعلب الكولا على الارض بدل من سلة المهملات .. اسرعت فيرو لتحتضنها و ربتت على كتفها
” اهدئي امي اهدئي سنتعاون انا و انت بتنظيفه ”
تلفتت و هي ترى الفوضى العارمة في كل ركن و زاوية في المنزل و كان اعصار اجتاح المكان و قلبه راسا على عقب .. قامتا بالتنظيف الشاق حتى الساعة الثانية فجرا فتهالكت كل واحدة على فراشها بعد هذه الليلة المتعبة ..
و في الليلة التالية سمعت مليسي صوتا و ضجيجا في غرفة الجلوس التحتية ففتحت باب غرفتها و اطلت براسها اسفل الدرج لترى جونيور و اربعة من رفاقة يلعبون ( البلاي ستيشن) و يتكلمون و يصرخون بصوت عال ..
فتكملكها الغضب و صرخت تنادي عليه
” جونيور هل لك ان تخفض صوتك قليلا الا يكفي ما فعلته بالامس؟! ”
تجاهلها و اكمل لعبه و هم ياكلون الرقائق و الفشار و كانه لم يسمعها
” اه لقد خسرنا ” قال اليكس و هو يضرب صديقهم الرابع على رقبته
لكن جونيور و جاك رفعا يديهما بفرح و صرخا بصوت عال و هم يهللون
” ربحنا ربحنا ”
وقف جونيور ينظر الى اليكس الذي تقبل فكرة خسارته امام جونيور و جاك بروح رياضية
” و الان ماذا ستقدمون لنا بمناسبة فوزنا عليكم انا و جاك ؟”
ثم خرجا من المنزل بعد ان اقترح عليهم اليكس ان يذهبوا الى البار ..
و في الطابق العلوي دخلت مليسي غرفة ابنتها و الغضب يتطاير من عينيها كانت فيرونيكا مستيقظة بدورها
” لا اتحمل وجوده لا استحمل ماذا افعل ؟”
” لن تستطيعي عمل شيئ استحمليه يا امي ”
” لا استطيع سانتظره ريثما يرجع و ساضع له حدا لتصرفاته ”
و خرجت من غرفتها و نزلت الى الصاله و لم تجده وجدت الفوضى فقط تبعتها فيرو لتوقفها
” امي انتظري هل جننتي انه يامل ان تصابي بالجنون و تفقدي اعصابك و صبرك انا اقول ان تشكينه لوالده افضل ”
و في تلك اللحظة دخل جونيور كان قد نسي مفتاح السيارة رفع راسه و نظر اليهم رافعا حاجبيه ثم توقف عيناه على جسد فيرو بلباس النوم القصير و الخفيف
” ماذا تفعلان بهذا الوقت من الليل؟!”
بادلته فيرو نظرات الازدراء
” ليس من شانك ,”
” هيا امي لنذهب و ننام ”
و مسكت يد امها تقودها الى الدرج , لكن مليسي وقفت فقد طفح الكيل و بلغ اشده
” نحن مستيقظات بسبب ازعاجك الا تنام في الليل؟ هل انت وطواط ؟ اليس لديك مدرسة غدا تذهب اليها ؟!”
رفع يديه معترضا على صراخها و توسعت حدقتا عينيه
” هي اهدئي و لا تصرخي بوجهي ..من انت كي تقولي لي ماذا افعل؟؟!! انا حر بتصرفاتي لا احد يستطيع ان يفعل شيئا اذا انا اردت ..عليك ان تفهمي و تهتمي بشؤونك الخاصة و لا تتدخلي في شؤوني سافعل ما يحلو لي و انام متى ما اردت ان انام افهمت ؟! ”
اقتربت مليسي كي تصفعه لكنها استدركت الامر و تراجعت خطوة
” يا لك من وقح كيف تكلم امراة اكبر منك بهذا الشكل اتمنى ان يكون والدك هنا ليرى
كيف تتصرف مع من هم اكبر منك سنا ”
الاقت جملتها الاخيرة و صعدت الدرج بعصبية .. رمقته فيرو بنظرة توبيخ ثم تبعت والدتها ..
لا يعرف لم تالم من نظرتها تلك وقف وكانه خاوي القلب .. لنظراتها و عينيها الارجوانية سحر غير طبيعي لا يعقل ان تكون من البشر …
و في الصباح قامت مليسي بايصال ابنتها بينما ذهب جونيور الى نفس المدرسة بسيارته الخاصة كان اليوم الاول للسنة الدراسية..ما ان دخل جونيو من الباب الرئيسي حتى تحوم حوله الفتيات اليه يتملقونه و يمتدحونه من كل جانب و كان نجم مشهور وقفت فيرو تحدق بهم باستهزاء و تقول لصديقتها الجديدة كارلا التي تعرفت عليها بالصدفة في احد الاسواق و لفت انتباه كارلا لكنت فيرو البريطانية و تجاذبتا وقتها اطراف الحديث و بالصدفة كانتا معا في نفس المدرسة انها فتاة لطيفة لها شعر اسود قصير و قوام رشيق لكنها ليست طويلة كما فيرونيكا و ليس لها جمالها.
” من يكون يا ترى ؟!! براد بت ؟!”
” حقا انك فتاة جديدة , انه ذا شعبية كبيرة في المدرسة انه جذاب حقا و هو كابتن فريق المدرسة لكرة القدم و صاحب نفوذ كبير و شخصية مرحة انه محبوب لدى الجميع و كذلك ابنا عمه اليكس ذاك الاخر له جمال من نوع خاص بينما جاك فهو له لون ذهبي غير طبيعي”
مر الصبيان بالقرب منهن و فرمق فيرو بوقاحة و ابتسم لكارلا و قال لها و هو عابرا
” صباح الخير كارلا ارى انك تعرفت الى فيرونيكا؟! ”
فتحت فيرو عينيها و قالت لكارلا
” انه مغرور ماذا ترين فيه ؟؟!و من تلك التي تلتصق به ؟!لقد رايته تلك الليلة في المنزل عندما اقام حفلة و جن جنون والدتي ”
” انها انيتا عشيقته انها مجنونه به و مغرورة جدا و وقحة.. ”
” اها اذا هو ينتقي فتيات من نفس فصيلته ”
ضحكتا لتعليقها الظريف اشارت لها و هم يدخلون الفصل الى المكان الذي يجلس فيه جونيور و جاك و اليكس صدمت فيرو لوجدها بنفس فصل جونيور و تمنت انها لم تدخل لتراه وهو يعانق انيتا التي تجلس على حضنه..اشاحت وجهها بعيدا عنهما و جلست على الكرسي بالقرب من كارلا..
و عند نهاية اليوم الدراسي حملت فيرو كتبها و اتجهت مسرعة لتضعهم في خزانتها و لسرعتها اصطدمت بجسم قوي و سقطت فوقه على الارض و تبعثرت كتبها و عندما فتحت عينيها وجدت نفسها تحدق بعيون زرقاء كلون السماء عيون اعجبت بها من قبل و سمعته يتاوه ويشتم و ما ان استوعب انها فيرو حتى صرخ
” يا لك من خرقاء الا ترين امامك ؟؟!ابتعدي عني ”
و ازاحها عنه و هب واقفا بينما استلقت هي على الارض تحاول ان تدرك ما حدث .. ثم نطقت تدافع عن نفسها
” كنت مستعجلة حقا فانا احمل كتب ثقيلة و لم ارك امامي لانك كنت مسرع ايضا ..فامي تنتظري في الخارج و لا اريد ان اتاخر و انت لم لم تر امامك يا اخرق”
اجابت و هي تجمع كتبها عن الارض
” لانني كنت اودع انيتا و انا انظر الى الخلف و لم انظر اليك ”
” اوه روميو يا مسكين لا تستطيع ان تبعد نظرك عنها ”
” اه نعم فجمالها خلاب اسر عيني ”
” عينيك ام قلبك لا ابه انها غلطتك هيا اعتذر ”
فتح عينيه بدهشة و قال مستهزءا
” يا لك من مسكينة انا لا اعتذر لاحد خاصة انت ”
” لانك بلا اخلاق و مغرور و عديم احساس و…”
وضع يده على فمها فتجمدت هي بمكانها نظر الى عينيها الجميلتين و قد اصبحت عينيه الزرقاء اكثثر حدة
” اذهبي لامك و اوقفي هذه الاهانات هيا و الا خنقتك بيدي ”
زاحت يديه عن فمها بعنف و صرت على اسنانها
” اياك ان تمسكني يا قذر اني اكرهك و اكره لمستك التي تسلخ جلدي ”
و خرجت مسرعة و الدموع تملا عينيها
” ما بك يا عزيزتي لم انت مستاءة ؟!”
تساءلت مليسي بقلق و هي تمسك يد ابنتها التي دخلت السيارة بعصبية
” لا شيء امي هيا انطلقي ”
اجابت و هي تبعد نظرها عن جونيور الذي يرمقها من بعيد بنظرات حقد و هو يفتح سيارته
عندما دخلتا المنزل و جدتا ليو ينتظرهم في غرفة الجلوس فاتحا ذراعيه لهما
” اهلا بعودتك يا حبيبي لقد اشتقنا لك كثيرا يا لها من مفاجاة سارة ”
” و انا اشتقت لكم ايضا كيف هي الايام من دوني ؟!”
” جحيم و”
ارادت ان تكمل لكن دخل جونيور قاطع كلامهم
” اذا عدت و اخيرا كيف حالك يا ابي ؟! ”
” انا باحسن حال هل احسنت التصرف يا جونيور؟! ”
ابتسم لابنه الذي كان يحدق بمليسي و هو يقول
” بالطبع ما رايك يا مليسي هل اسات التصرف معكم ام كنت بعيدا عنكم لدرجة لا تشعرون بوجودي ؟! ”
و اقترب منها و همس في اذنها
” اجيبي بتفكير و لا تكدري والدي اذا كنت تهتمين له ”
بللت فمها و قالت و هي تنظر باتجاه جونيور بحقد
” نعم لقد احسن التصرف و كان يقضي معظم الوقت مع اصحابه ..هيا حبيبي لنتغدى و من بعدها تسترخي لابد انها كانت رحلة طويلة ”
امسكت بذراع زوجها تقوده لغرفة الطعام
و هنا التفت جونيور ناحية فيرو يرمقها بنظرات خالية من التعبير لكنها القت عليه نظرة تحدي ثم تبعت والدتها غرفة الطعام فلحق بها جونيور و جلس على الطاولة يستمع لحديث ابيه عن عمله
” اذهبت مع جونيور الى المدرسة يا فيرو ؟” سال ليو
” لا امي اخذتني الى هناك ”
فالتفتت ليو الى ابنه مؤنبا
” لم لم تاخذها معك يا جونيور ؟”
” لم يطلب مني احد ؟ ”
اجاب رافعا كتفيه بلا اكتراث … فقالت مليسي و هي تضع يدها فوق يد ليو
” لا باس يا حبيبي انا لم اجد صعوبة في الاستيقاظ صباحا لاخذها الى المدرسة و لا نريد ان نثقل على جونيور لابد انه لا يريد ان تكون معه ”
لكن ليو قال غاضبا و امرا
” لا لن تستيقظي صباحا و جونيور سيجد وجود فيرو معه صحبة ممتعة اسمعت يا جونيور ؟!ستاخذها معك ”
سكت جونيور قليلا فتحركت عضلات وجهه بعصبية و قال بصوت امتزج به التحدي و الغضب
” بالطبع ساجد متعة كبيرة ” ..
الفصل الثالث
في الصباح استيقظ جونيور متاخرا عندما سمع طرق على الباب
” جونيور استيقظ ساتاخر و انت السبب ”
قالت فيرو بغضب و الحاح
فتح الباب و هو يتثاءب و يحك راسه و بالكاد فتحت عيناه
” حسنا حسنا يا مزعجة تحلي بالصبر ”
اغلق الباب بوجهها .. لكنها ظلت واقفة تحدق بالباب و تسترجع صورة جسمه العاري .. انه مثير .. هلعت من تلك الفكرة و سرعان ما بدلتها بان ركضت مسرعة الى المطبخ .. بعد دقائق نزل و ركب السيارة و لحقت به فيرو وقفت امامه متخصرة
” الن تقول لي تعالي ؟! اسمع انا لا انوي الذهاب معك لكن اباك هو من قال ذلك ”
حملق فيها مستغربا فقد كبرت الطفلة الصغيرة و اصبحت تجيد الكلام و القتال
” تعالي و اركبي في المقعد الخلفي ساذهب لاحضار انيتا لتذهب معنا ”
ادار محرك السيارة و انطلق مسرعا
” يا الهي سنتاخر اكثر .. ”
” لا باس تحلي بحس المغامرة و استرخي هيا اركبي انت من سياخرنا الان”
ركبت و هي تتذمر انصدمت عندما رات جونيور يشعل سيجارة و ينفث دخانها نظر اليها و ابتسم
” ماذا الم تري من قبل في حياتك رجل يدخن و يبدو مثيرا ”
ضحك بشقاوة فاشاحت بنظرها عنه لان طرا على مخيلتها منظره هذا الصباح عاري الصدر ..
وقفوا امام منزل انيتا التي نزلت مسرعة نظرت الى جونيور و حملقت فيه معترضة وجود فيرو التي تجلس في الخلف لكنها رفع كتفيه ( اي لا باليد حيلة ) عندها قالت بتذمر
” لقد تاخرنا يا حبيبي ”
ركبت بالمقعد الامامي و قبلته قبلة صغيرة و سريعة
” وقفت الانسة فيرو تتشاجر معي ”
ارادت ان تهجم عليه فيرو ضربا فقالت بعصبية
” يا الهي .. يا لك من كذاب مراوغ.. انا ام انت الذي لم تستيقظ باكرا ؟؟!!”
لم يعرها اهتمام بقيت هي منزعجة و عصبية ..
طول الطريق كانت انيتا ملتصقة به تقبل رقبته و اذنه و تدخن من سيجارته و هو ينظر بين حين و اخرى الى وجه فيرو من المراة مرة تصطاد عينيه عينيها و مرة تشيح عنه بغضب و انزعاج لكنه بدا مستمتعا بملاحقتها عبر المراة .. عندما و قفت السيارة نزلت فيرو مسرعة و دخلت باب المدرسة مما اضحك انيتا و حثها لتعلق على فيرو
” انظر الى الشاطرة التي لا تتاخر ابدا على الحصص ”
دخلت فيرو الفصل و حمد ربها بان المدرس لم يصل بعد
” اسفة لتاخري ”
قالت فيرو و جلست في مقعدها و همست لكارلا بما حدث التي وجدت الامر مضحكا ..
بعد الظهر ذهبت لتنتظر جونيور بالقرب من سيارته و لكنها لم تجده و بقيت هناك حتى خلت الساحة من الطلبة و الطالبات فطلبت من كارلا ايصالها للمنزل .. دخلت المنزل و هي تصيح و تصرخ
” لن اذهب معه مرة اخرى لقد اهانني و ذهب عني لن اذهب معه ”
قالت لامها ماذا فعل بها جونيور و اخبرتها بانه يدخن و له صديقة مزعجة يصحبها معه
” صدقي يا امي بانها لم تلقي علي التحية عندما صعدت الى السيارة و كانني غير موجودة .. لقد شعرت باني غير مرحب بها .. ”
عندما قالت مليسي لزوجها عن تصرف ابنه الذي رد ببساطة
” انه شاب و يحب المزاح و انا اعرف بانه يدخن و حاولت منعه اكثر من مرة لكنني لم استطيع ما باليد حيلة يا عزيزتي ”
عندها دخل جونيور و اصطنع القلق عندما وجدهم جالسين
” اين كنت يا شقراء لقد انتظرتك لمدة طويلة ؟ مساء الخير ابي”
هبت بوجهه
” انا ذهبت لمكان سيارتك فلم اجدك و اعتقدت انك ذهبت عني”
قال بحنية عجيبة لاول مرة تراه هكذا لكنها عرفت بانه كان يمثل على والده
” لقد انتظرت لنصف ساعة و عندما لم اجدك ذهبت لايصال انيتا ”
ابتسم ليو فقد وجد ان الموقف كان سوء تفاهم و توقيت لكن فيرو كانت متاكدة بانه تعمد ذلك فقط ليغيظها فقال لها ليو
” حسنا فيرو لا تتاخري في المرة القادمة عليه ”
لكنها قالت بكبرياء تحفظ كرامتها
” لن تكون هناك مرة ثانية ساذهب مشيا ”
حدق ليو بابنه مؤنبا
” لا لن تدعها تذهب مشيا يا جونيور و انتظرها لدهر ان استطعت و لكن لا تذهب عنها انها فتاة فهل ترضى لاختك ان تمشي وحدها و تكون عرضة للشباب المزعجين بالشارع ؟! انت ابني و اعرفك جيدا .. لا ترضى بهذا ”
نظر الى فيرو بتحد و ابتسامة شيطانية علت شفتيه الملتوية
” سانتظرها دهرا ”
في اليوم التالي خرج جونيور مارا بالمطبخ ليجد فيرو تاكل فطورها فقال و هو يفتح الباب
” هيا يا انسة ”
تبعته بسرعة و ركبت السيارة في المقعد الخلفي .. نظر اليها بالمراة و قال وهو يرتدي نظارته الشمسية
” ماذا ؟ هل اتظنين باني سائقك ؟! هيا تعالي و اجلسي بالمقعد الامامي ”
رفعت حاجبيها باستغراب و قالت باستهزاء
” الن تذهب لاحضار انيتا ؟”
” لا ”
قالها باختصار فقفزت بالمقعد الامامي رمقها بسرعة ثم انطلق بالسيارة …
و في الظهيرة بعد انتهاء المدرسة وقفت فيرو تنتظره مستندة على سيارته فاتى و هو يمشي كانه رجل مهم و العالم كله تحت امره سار معه مجموعة من الشبان .. لم يلتفت اليها مما جرح من انوثتها و جعل قلبها الصغير يعتصر الما فهي
” هيا اركبوا ”
هتف جونيور و ركب الجميع ما عدا فيرو التي لم تعرف ماذا تفعل انها الفتاة الوحيدة فهل تركب انزل نظارته الشمسيه من عينيه ينظر اليها بسخرية
” الن تركبي ؟!”
فكرت قليلا و هي ترى السيارة و قد امتلات بالشبان و ليس هناك مكان لها
” و اين اجلس لا يوجد مكان ؟”
قال واحد من الشباب
” يمكنك ان تجلسي في حضني يا جميلة ”
ضحك جونيور و اشار بيده
” هيا ازيحوا للملكة لتجلس”
تقلصت بين الشباب الثلاثة و اخذ جونيور ينظر اليها من مراته و يبتسم بسخرية اوصلها الى المنزل وما ان ترجلت من السيارة حتى انطلق مسرعا مع رفاقه ..
” اتتصورين لقد تقلصت بين ال**** في سيارة جونيور , كنت ساموت من الخجل ”
قالت لجولي وهي تتذمر معها على الهاتف .. ضحكت جولي فهذا كل ما تتمناه الفتاة .. لكن فيرو اكملت حديثها عن انزعاجها من تصرفات جونيور
” و كان يرمقني بنظرات يستهزا مني ساجعله يندم على فعلته”
” الا تعتقدين بان معجب بك ؟!”
” لا مستحيل ؟! ”
” و لم ؟! ”
فكرت فيرو قليلا و حاولت ان تتذكر نظراته ففي بعض الاحيان تراه يرمقها بنظرات اعجاب و افتتان لكنها ابعدت تلك الفكرة من راسها و قالت
– ” لانني ابنة مليسي زوجة ابية ”
” مممم .. لا اقتنع بتلك الاعذار ”
و في الصباح التالي كان جونيور ينتظرها و لم تنزل من الدرج فاخذ يضرب باب حجرتها لكنها لا تجيب حاول فتح الباب لكنه مقفل عندها قرر تركها بالمنزل فانطلق بالسيارة بسرعة لانه تاخر كثيرا في انتظارها عن الحصة الاولى و عندما فتح الباب راها جالسة في مقعدها تبتسم انتصار عندما راته مصدوما و غاضبا ..
” اسف لتاخري ”
قالها و هو يلهث لانه كان يركض ليلحق على نهاية الحصة الاولى
” و انا اسفة لتاخرك لكنك لن تدخل ”
قالت المعلمة بكبرياء .. لكنه اراد ان يعترض
” و لكن كنت ..”
قاطعته قبل ان يكمل
” اخرج و اذهب الى المديرة ان كنت تريد الدخول ”
” حسنا حسنا ”
نظر الى فيرو بعصبية و كانه يتوعدها بشيء ..
و بعد انتهاء الحصة خرجت فيرو مع كارلا تضحك بينما جونيور ينتظرها بالخارج قرب الفصل و ما ان خرجت حتى مسك معصمها و ضغط عليه بقوة و قال و قد اقترب وجهه من وجهها
و اشتعلت عيناه الزرقاء غضبا بلعت ريقها و اخذ ققلبها ينبض بشدة حتى كاد ان يخرج من صدرها و يركض مبتعدا و اختلطت مشاعرها بين الخوف و الغضب و الرغبة الجامحة بتقبيل شفتيه الحمراء الغليظة .. اوقضها صوته الغاضب
” يا لئيمة لم فعلت ذلك ؟ لقد سببت لي مشكلة اخرى مع المديرة ”
غطت خوفها بابتسامة و اصطنعت عدم الاكتراث فبدت بين يده جذابة جدا و هي تزيح بخصلة سقطت على عينيها
” انا لم افعل شيء.. و ما دخلي انا اذ انت تاخرت ؟!في المرة القادمة تعلم كيف تستيقظ باكرا ” اجابته بسخرية و برودة اعصاب لكنه كان بعيد كل البعد على ان يكون هاديء
” ها ها ها يا لك من مضحكة.. ”
و سرعان ما تبدلت ملامح لتصبح اكثر حدة و اصبحت هي اكثر رغبة بتقبيله
” ستندمين على فعلتك هذه و لن تاتي معي مرة اخرى اريحي رجليك اليوم لانك ستتعبيها غدا ”
افلت معصمها بقوة و استدار ليذهب مع رفاقه .. لكنها ظلت بمكانها تسترد انفاسها التي تقطعت و قامت بتدليك معصمها و هي ترى اثار اصابعه ..
عندما دخل المنزل هذا الظهر قال متذمرا الى والده الذي رفع راسه من الجريدة التي بين يديه
” لقد تاخرت اليوم عن الحصة الاولى بسبب تلك المعتوهة.. و سببت لي مشكلة اخرى مع المديرة”
و اشار على فيرونيكا التي كانت تتحدث مع والدتها بشان زيارة جولي و الي
” هل هذا صحيح يا فيرو ؟!”
قالت ببرود
” لا انا قلت له بالامس بانني ساذهب مع كارلا .. لابد انه لم ينتبه الى ما قلت .. كعادته ”
” نعم صحيح لقد قالت له ”
قالت مليسي تدافع عن ابنتها .. لكن جونيور جن جنونه فصرخ فيهم
” طبعا صحيح لذلك كنت انتظرها لمدة طويلة و هي لم تنزل و ذهبت لايقاضها لكن لا احد يرد ”
اشار بسبابته اليها
” لن تركب معي غدا ”
بعدها خرج من غرفة الجلوس و صافقا الباب خلفه و سمعوا صوت سيارته تنطلق مبتعدة
ابتسمت مليسي لابنتها معجبة بافكارها … لكن بدا الانزعاج على ليو ..
مر فترة طويلة على الحداثة الاخيرة .. حيث عدت الايام بصعوبة و كانت مليئة بالمشاجرات و المشاحنات بين جونيور و زوجة ابيه و ابنتها… و كالعادة عندما يكونوا بحضرة ليو تكون الامور بينهم على وفاق و ما ان يبتعد لحظة حتى يكشر الجميع عن انيابهم و يبرزون مخالبهم .. جن جنونهم و شكته مليسي الى زوجها العديد و العديد من المرات و في بعض الاحيان كان ليو يدافع عن ابنه على انه شاب و ضد فكرة زواج والده و انه مع الايام سيعتاد .. لكن الامر لم يجري كما تشتهي السفن كما اعتقد ليو بل زاد الامر عن حده و فرض عقابات على ابنه و منعه من الخروج لكن الاخير كان يتسلل خارج و لا يعود الا في الفجر و ايضا كان يعاقب لذلك بان ياخذ منه مفتاح السيارة لكن خلسة يسرق المفتاح و يخرج و لا يعود الا باليوم التالي ليتلقى عقاب من نوع اخر و اخر و هكذا مرالشهرين …
و في صباح احد الايام دخل ليو غرفة جونيور كان نائما و مستغرقا باحلامه فاكتشف الاخر طريقة جديدة و فعالة لايقاظ ابنه السهير الشقي .. اخذ غيتار جونيور المعلق على الحائط و عزف عليه عليه بانغام غريبة و مزعجة .. قفز جونيور من نومه فزعا و فتح عينيه بتثاقل ليرى ما يجري
-” ااااه ابي ماذا تفعل هنا ؟! او ماذا تريد؟ اترك الغيتار ارجوك ”
-” استيقظ الان ”
-” لم ؟”
-” لان الساعة تعدت الثانية ظهرا هيا استيقظ .. يكفيك نوما ”
-” و ماذا في ذلك ابي ارجوك دعني اكمل نومي الهانيء ”
اخذ الوسادة و صك بها اذنيه .. لكن ليو جذبها و القاها ارضا
-” تعلم ان لا تسهر في الليالي المقبلة و الان هيا اريدك في مهمة ”
-” ابي ارجوك ”
وضع راسه على الوسادة الاخرى و اخذ الغطاء و غطى به راسه لكن ليو اسرع و جذبه و القاه على الارض
صرخ جونيور
” حسنا حسنا قل لي ماذا تريد ؟ ما هذه المهمة ”
-“اريدك ان تذهب للمطار فاقارب فيرونيكا على وصول ”
-” احضر من ؟!”
قال مستغربا
-” جولي و الي انهما ابنتا اختا مليسي و سياتيان من لندن اليوم .. هذه هي المهمة ان تذهب للى المنزل .. انا ساكون في اجتماع متاخر و سارجع للعشاء و تستطيع ان تعزف لنا بغيتارك هذا ”
-” ابي لكنني اتفقت مع رفاقي على الخر…. ”
-” اتريدني ان اترجاك كثيرا يا بني افعل ذلك من اجلي ”
-” و لم علي ان احضرهما انا ؟! حرمك المصون تستطيع ان تسوق السيارة و تذهب لاحضارهما”
” لا ستكون هنا لتعد العشاء ..”
” ماذا عن ابنتها المدللة ؟! ”
” جونيور لو كان لديها رخصة قيادة لذهبت .. ما بك ؟! قلت لك افعل ذلك من اجلي انا ؟”
” حسنا سافعل ما تريد ”
استقام من جلسته و بدل ثيابه و من بعدها نزل الدرج وجد فيرو تنتظره عند المدخل فخرج امامها دون ان يلقي عليها التحية او كلمة او اي شيء انه لم ينظر اليها حتى و هذا ما يزعجها كثيرا ..
قاد السيارة بسرعة مجنونة و شتمته اكثر من مرة لكنه لم يعلق بل ظل ساكتا طول الطريق و كان ليس هناك احدا معه اوقف السيارة عند اقرب مصفط وجده ثم ترجل و سار داخل المطار لتلحق به و هي منزعجة من تصرفه البارد هذا الصباح و كانت تفضله ان يتشاجر معها على هذا السكوت القاتل ..
وقف جونيور بعيدا قليلا عن فيرونيكا يدخن سيجارته و بعد دقائق قليلة كانت جولي تركض ناحية فيرو و تضمها بشده بينما الي تدفع العربة وهي تصرخ
-” فيرو فيرو عزيزتي ”
-” اشتقت اليكما”
قالت فيرو و هي تبكي و تضم جولي التي قالت بصوت مبحوح
-” و نحن كذلك ”
تركت الي العربة و انظمت الى ذلك الاحتضان الكبير
وقف جونيور ينظر اليهن ثم ذهب و دفع عربة الي دون التي تركتها في الوسط مما جعل رجل الامن يتذمر
-” هيا لا اريد ان اتاخر على رفاقي ”
قال جونيور و هو يدفع العربة خارج المطار
-” واو من هو ذلك الوسيم ؟!”
سالت الي عندما انتبهت لوجوده
-” انه جونيور ابن ليو ..لا تنخدعي بمظهره ”
قالت فيرو و هي تجر الفتاتين خارج و تلحق بجونيور الى السيارة
لكزتها جولي بخفة و قالت موبخة فيرو بمرح
-” حقا؟! لقد سالتك هل هو جذاب كوالده و قلتي لي لا ”
رفع كتفيها بلا اكتراث و قالت
-” انا لا ارى الظاهر ”
في السيارة تحدثت الفتيات عن لندن و كيف انهوا دراستهم هناك كي يلتحقوا بالجامعة في لوس انجلوس و ما عليهن ان يفعلوا من امور تتعلق بتاجير شقة تكون قريبة من الجامعة و الى غير ذلك من كلام الفتيات
-” اووف ”
تنهد جونيور بضجر و فتح الراديو على محطة للاغاني المزعجة توقفت جولي عن التكلم و اخذوا ينظرون اليه .ز فتساءلت الي مستنكرة تصرفه الغير لائق
-” ما به ؟! ”
-” يشعر بالضجر المسكين ”
قالت جولي و ضحكت بصوت عالي مما جعل جونيور يرفع بصره الى المراة ليلقي نظرة ..فتصطدم عيناه بعينان ارجوانيتان تحيطهما رموش ذهبية ..انزلت فيرو عيناها و اصطبغ وجهها باللون الاحمر بعد تلك اللحظة الصغيرة التي جرت بينهما ..
و على العشاء اجتمع الجميع على المائدة
-” كيف كانت رحلتكن ؟!” سال ليو
-” مهلكة لم ننم لاثنا عشر ساعة ” اجابت الي
قالت مليسي ” اذن اسرعن بانهاء طعامكن لتذهبن للنوم ”
-” لا يا خالتي اشعر بطاقة زائدة لكن لا باس في الراحة ” قالت جولي بمرح .. جولي من نوع الفتيات الاتي يحبن الثرثرة و يبحثن عنها في كل مكان .. معروف عنها بعفويتها و مرحها و طاقتها الزائدة على الدوام بالرغم من مظهرها البريء الناعم الا انها قوية كالصغر و لا تسكت عن الحق مما حدث ..
-” جونيور ما رايك ان تعز…”
قاطع جونيور والده قبل ان يلقي باقتراحه فبدا جونيور وقد ضاق و استقام واقفا
-” لا ابي في مرة اخرى يجب ان اذهب لاتدرب مع الشباب استاذنكم”
استغرب تصرف ابنه فهو لم ينبس ببنت شفة اليوم و لم يعلق على شيء .. كما يفعل كل مرة !!
-” كما تريد يا بني ”
ذهبت الفتيات لحجرة فيرو يستريحون بعد يوم طويل وشاق لكنهم جلسن في الشرفة بلباس النوم يشربون الحليب مع البسكويت ..
بدت كل واحدة منهما بريئة و ناعمة فجولي لها شعر اشقر قصير و تقطر انوثة لها عينان واسعتان بلون العشب الاخضر و وجنتان ممتلئتان قليلا تزين احداهما غمازة صغيرة و معروف انها سريعة التاثر بالاشياء المحيطة بها و مدرسة ناجحة في تعليم اصول التعامل مع الرجال فهي من تلجا اليها فيرونيكا و الي للاستشارات العاطفية …
بينما الي لها شعر اشقر غامق عن جولي و فيرو و لها لون برونزي مميز و يحسدنها عليه و عينان كبيرتان زرقاء و انف دقيق و جسم ممتليء بعض الشيء لكنه يضفي عليها انوثة اكثر و هي رزينة لها عقل راجح ومع ذلك فهي مرحة و مدبرة جيدة للمقالب و هي عملية جدا لا تحب المظاهر كثيرا لكنها تهتم بنفسها بشكل معقول .. انها الحكيمة بينهن
اما فيرونيكا فهي اطولهن و ارشقهن لها عينان واسعتان سحرتا جونيور بلونهما الارجوني و فم ممتلئ و وجنتان بارزتان و لها رقبة طويلة جميلة و هي تمتاز بجنونها و حبها للموضة و الازياء و المساحيق التجميل و هي تشبه عارضات الازياء و دائما تلفت نظر الشباب و تاسر قلوبهم بمجرد مرورها امامهم .. و مع ذلك فهي فتاة ناضجة و مسؤولة تتصرف برزانة و لها نعومة فائقة..لكنها سريعة التاثر فهي عاطفية و حساسة جدا ..
ركن جاك سيراته امام منزل جونيور فتحا المسجل ليستمعوا الى بعض الانغام فاشعل جونوير سجارة و اخذا ينفث دخانها بالهواء .. تنبه جاك الى صوت فرفع راسه و اشار حيث الفتيات يجلسن على الشرفة بالطابق العلوي
-” جونيور هل تجلس فتيات لندن على الشرفة بلباس النوم ؟؟!”
-” اين ؟دعني ارى ”
رفع جونيور راسه و نظر باتجاه الشرفة و بسرعة بديهة استطاع ان يميز فيرو من بدهن ابتسم ..
قهقة اليكس بمكر و قال
-” يا الهي انهن بلباس النوم شيء مثير .. ما رايكما ان نسكب عليهن ماء لنرى اوضح ما يوجد تحت لباسهم الرقيق”
ضربه جونيور و هو يضحك
-” يا لك من احمق انها فكرة جيدة لكن كيف؟”
كانت الفتيات يتحدثن عندما نظرت جولي الى الاسفل حيث سيارة جاك و بها شابين ينظران باتجاههن .. فقالت و هي مندهشة تشير عليهم
-” انظرا انه جونيور مع رفاقة ينظرون الينا”
اقتربت فيرو من الحاجز و القت نظرة
-” يا الهي انهم يخططون لشيء ما ..هيا لندخل و نغلق الباب انا اعرف نواياه السيئة ذلك المغرور ”
دخلت الفتيات و اغلقت فيرو باب الشرفة .. عندها ضرب اليكس المقعد بقبضته متحسرا
-” لا.. يا لخيبة الامل ”
اتى يوم السبت الجميل المشرق .. جلست الفتيات في الحديقة يتناولن الفطور و معهن مليسي عندما ركن جاك سيارته و ترجل منها اقترب منهن
-” صباح الخير ”
-” اهلا جاك صباح النور ”
قالت مليسي
-” اين جونيور ؟! هل ما زال نائما ؟؟ لدينا تدريب ”
-” اعتقد بانه نائم انه لا يصحى في العطل الاسبوعية الا الظهر اذا اردت اذهب و اوقظه ”
-” لا داعي انا مستيقظ و جاهز لتمرينات شاقة ايضا ”
قال جونيور قاطعا عليهم حديثهم و هو خارج .. راته فيرو وسيما و هو يبتسم باشراقه هذا الصباح فابعدت هذه الفكره فورا عن راسها .. اخذ قطعة خبز من المائدة و صعد الى السيارة ليذهبا للتدريب.. التفتت جولي تسال فيرو عن ذلك الوسيم
-” من هذا ؟!”
-” انه جاك ابن اخ ليو.. انه مقرب جدا من جونيور .. و هو كان ينظر الينا تلك الليلة ”
-” انه جذاب ايضا ما هذه العائلة ؟؟! كل رجالها جذابين ”
وفي ملعب المدرسة بينما يتدرب الشبان لتقوية عضلاتهم و ليتجهزوا لنهائي كرة القدم لمدارس المنطقة
-” انها جميلة ” قال جاك
اجاب جونيور و هو يمدد رجليه
-” من هي ؟ انا لا ارىفتيات جميلات حولنا لابد انها تاثير التدريبات الشاقة عليك ”
-” امم لا اعرف اسمها لكنها كانت تجلس بالقرب من فيرو لها شعر اشقر قصير و لها غمازة ..اه انها جميلة ”
ابتسم جونيور
-” اعتقد انها جولي ”
رجع الشبان الى المنزل و عندما دخلوا وجدوا ليو و الجميع يلعبان الورق لذلك لم ينتبهوا لهم
-” ماذا تلعبون ؟”
سال جاك بفضول
-” لعبة الافتراء اتود ان تنضم الينا ”
قال ليو و هو يزيح ليجلس جاك معهم .. نظر الى جولي التي كانت ترمقه بطرف عينيها و قال
-” بالطبع لكن متى العشاء ؟؟! فنحن نتضور جوعا بعد تلك التدريبات الشاقة ”
استدار ليوناردو ليقابل ابنه الذي يبدو بان الوضع لم يعجبه بان ينضم صديقه مع شلة الاعداء
-” و ماذا عنك يا اليكس الن تنضم الينا ؟؟ و انت يا ابني العزيز؟ ”
وجد بان الامر قد يكون مسليا ان يزعجهم و هم مستمتعين باللعب
-” بالطبع و لم لا يا ابي هيا اليكس ”
جلس على الارض معهم و بالقرب من فيرو خاصة .. كانوا يلعبون و نسى جونيور ان يزعجهم و نسي غضبه و حقده على مليسي و ابنتها و بدا مركزا على اللعبة و مستمتعا و كان لعبه جيد فهو حريف بلعب الورق
-” هيا العشاء جاهز ”
قالت مليسي قاطعة اللعب عليهم
-” اذا انا الفائز ” قال جاك
-” لا انا الفائزة انكم محتالين و غشاشين لقد رايتك تمرر الورقة لجونيور ”
قالت جولي معترضة و مع ذلك رسمت ابتسامة زادت عليها جمالا و اسرت قلب جاك بها
-” حسنا قولي ما تشائين يا …. ”
-” جولي ”
-” يا جولي ”
قال جاك اسمها مبتسما و ينظر اليها باعجاب فاشاحت بنظرها عنه و ابتعدت لتجلس بالقرب من فيرو .. فاسرع ليجلس على المقعد اماها فازدادت خجلا
-” اذا متى ستكون مباراتكم يا شباب ؟” سال ليو
-” بعد غد ”
قال جونيور و يهو يقطع الدجاج
-” امل ان تحصلوا على الكاس النهائي ”
-” و نحن كذلك يا عمي فقد تعبنا جدا لقد تدربنا كثيرا و في كل وقت و كل مكان حتى تحت المطر تدربنا ”
قال جاك و هو يتفاخر بنفسه امام جولي ليكسب اعجابها
بعد العشاء ارادت جولي ان تصعد الدرج لتخلد الى النوم لكن جاك اوقفها
-” جولي انتظري ”
-” عذرا ؟!!”
نظرت اليه بتساؤل
-” انتظري اريد ان اقول لك شيئا او بالاحرى اسالك ”
-” تفضل اسال ”
-” اني اتساءل من سياخذك الى حفلة المدرسة ؟!”
-” ممم لم اقرر بعد لكني ساذهب مع الي و فيرو بالتاكيد”
-” لا ..اقصد هل استطيع ان اخذك معي ؟!”
نظرت اليه مبتسمة مظهره اسنانها اللؤلؤية و غمازتها
-” بالطبع , تصبح على خير يا جاك ”
تنهد مبتسما و قد ارتاح لانها وافقت فلقد كان طول الوقت على العشاء يفكر بطريقة لتقرب منها و ليدعوها للخروج معه و قد وجدها
” تصبحين على خير جولي ”
عندما صعدت الى الحجرة قال له اليكس معترضا
-” ارى بانك وجدت من يذهب معك ؟! و انا لم اجد احدا ”
-” انتظر قليلا ”
استدرا جاك يبحث عن الي و عندما وجدها صاح يناديها
-” الي ”
كان اليكس واقفا يحملق بجاك الذي يبدو بانه جن
-” نعم ” ردت عليه باستغراب و اقترب حيث يقف الاثنان ..
-” ان اليكس يود ان يسالك سؤال ”
و دفع اليكس ناحيتها بذراعيه مم جعل اليكس يضطرب و يحك راسه متوترا يبحث عن كلمات لقد وضعه جاك في موقف محرج
-” هيا يا غبي اسالها .. قل لها من سياخذك الى الحفلة؟! هيا ”
تشجع اليكس عندما ابتعد جاك لفسح لهما المجال للتحدث
-” الي هل استطيع ان اخذك الى الحفلة فجاك سياخذ جولي و جونيور سيذهب مع انيتا فهل ..”
ابتسمت لتوتره و قالت قبل ان يكمل جملته
” بالطبع و ساكون مسرورة ”
-” شكرا لك ”
ابتسمت و لحقت بجولي الى الغرفة .. عندها اقترب جاك منه قائلا بفخر
-” و الن تشكرني انا ؟!”
لكن الاخر تجهم و عبس وجهه و قال بانزعاج
-” لا لن افعل لانك احرجتني اماها لم اكن مستعدا ”
-” يا ناكر المعروف لولاي لما دعوتها الى الحفل ”
تجاهله الكيس و ذهب بعيدا عنه …
-4-
-” لا استطيع ان اصدق بانهن حصلن على رفيق للحفلة في ثالث يوم من وصولهن و انا التي اقيم هنا ”
قالت فيرو لكارلا تتصنع الغضب و هي تمزح
-” استطيع ان اخذك انا الى الحفلة و و سيكون ذلك شرف لي ”
التفت فيرو و رات مارك ذلك الفتى الذي يرمقها بنظرات اعجاب منذ اول يوم لها في المدرسة و يحاول التقرب منها كلما سنحت له الفرصة ففي الكافتيريا قدم لها سلطته و حمل حقيبتها عنها و مرة ساعدها بحمل الكتب التي تكدست على درجها و في كثير من الاحيان كان يفتح لها الباب لتدخل ..
-” لطف منك ان تدعوني لكن ..”
اجابت بخجل و قد تورد خداها
-” لا .. لا تقولي لكن انا لم اجد فتاة اصطحبها معي فارجوك لا تجعليني اذهب وحيدا”
-” حسنا اذن ” و ابتسمت
ابتهج لانها وافقت على مرافقته بسهولة
-” جيد جدا سامر لاصطحبك في الثامنة , الى اللقاء في الغد اذن ”
و ذهب بعيدا عنها و هو يرنم بانغام و قد بدا سعيدا جدا .ز التفتت كارلا و قالت و هي مدهوشة
-” واو بمجرد انهائك لجملتك السابقة حصلتي على رفيق جذاب ”
-” ساذهب اليوم مع جولي و الي لشراء الفساتين و مكملاتها الن تاتي معنا ؟!”
-” و لم لا ؟ فكرة جيدة اريد ان اتعرف اليهن ”
بعد انتهاء المدرسة اصطحبت مليسي ابنتها و جولي و الي و برفقتهن كارلا الى السوق لشراء الفساتين و الاحذية لحفل المدرسة الذي يقام كل سنة حيث ترتدي الفتيات فساتين سهرة و يتزين و تقوم التقاليد على ان يصطحب كل فتاة شاب و يحضر معه سوار من الور لتضعه على معصمها .. بينما يرتدي الشبان بذل سهرة و يكون الحفل عادة لانتخاب ملك و مكلمة لكل عام و يضيف على ذلك جو من الرقص و الغناء و الموائد ..
-” كم انتن جميلات ”
قالت مليسي بمرح و هي تشاهدن مرتيدن ثيابهن باليوم التالي
-” نعرف ذلك ”
اجابت جولي مازحة فضحك الجميع
-” هيا فالشباب سيطير عقلهن اذا لم تنزلن الان انهم هنا ينتظرون بفارغ الصبر ”
نزلت جولي بفستانها الاخضر كلون عينيها العاري الصدر بلا اكمام تزينه بدبوس فضي يبرق و يلمع كل ما تحركت تحت الاضواء ..وضعت الضلال فوق عينيها بشكل انيق و رسمت اللون الاحمر على شفاهها و اسدلت شعرها الذهبي القصير على كتفيها رافعته عند جبهتها للاعلى ..انبهر جاك بجمالها الذي وقف يحدق فيها وكان يبدو بدوره انيقا يلبس بذلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق سوداء ايضا مد يده اليها فناولته يدها برقة اخذها و طبع قبلة صغيرة بعد ان وضع سوار الورد من الليلي على معصمها
-” انك رائعة الجمال يا جولي ”
ابتسمت له بخجل و قالت
-” و انت تبدو وسيم يا جاك ”
نزلت بعدها الي و كانت تلبس فستان ذهبي بلا اكام ايضا مفتوح عند الصدر و عاري الظهر يليق بلون بشرتها البرونزي العجيب كما رفعت نصف شعرها كله الى الاعلى بعد ان قامت بتمويجه و زينته بوردة ذهبيه على الجنب كما زينت عينيها بظلال ذهبي بينما وضعت اللون العنابي الغامق على شفاهها ..
-” يا الهي ”
قال اليكس معلقا عندما شاهدها تنزل لتبهر الجميع فابتسمت الي لانه لم يستطع ان يعبر عن جمالها فقالت له
-” و انت تبدو … يا الهي ”
قالت بمزح فقد كان يلبس مثل جاك بذلة سوداء و قميص ابيض و ربطة عنق سوداء ايضا..
وقف مارك الذي يرتدي مثل الشباب ينتظر نزول فيرونيكا التي نزلت كالملاك بلباسها الابيض القصير و هو ايضا بلا اكمام و عاري الصدر و الظهر ( ديكونتيل) مزين بالدانتيل الاسود عند الوسط و يزين رقبتها الطويلة الجميلة و رسغها لؤلؤ ابيض وكانت قد رفعت شعرها عاليا بمشبك اسود على الطريقة اليابانية كما لونت عينيها بضلال اسود و شفتاها باللون الاحمر الغامق كانت خلابة فرفع مارك بصره كما فعل الجميع معه منسحرين بجمالها الاسرحتى جونيور الذي اخذ يحدق بها بانبهار و قد تناسى و جود انيتا بالقرب منه ..نظر الى فيرو غير مصدق وجود ملاك على الارض فامسكت انيتا بوجهه و ادارته ناحيتها وقد تملكتها الغيرة
-” ما رايك في لبسي يا حبيبي ”
نظر اليها بسرعة و قال باختصار
-” رائع ”
ثم اشاح ناحية فيرو يمعن النظر فيها مجددا ..
كان هو ايضا وسيم جدا وانيقا يلبس بذلة سوداء و قميص اسود .. يحب ان يخرج جونيور عن التقاليد فكما يقول المثل (خالف تعرف ) و قد فتح ازراره الثلاث الاولى من دون ربطة عنق و مبعثر شعره الى الاعلى بطريقة عصرية و قد بدا كنجم سينمائي في ليلة الاوسكار ..التفت فيرو اليه بسبب اختلاف مظهره عن بقية الشباب و كان مميزا و له وسامة حادة اصطدمت عيناهما ببعضا و مرت لحظة قصيرة بادلا نظرات الاعجاب ادرك فيرو بان الجميع يقف حولهما و قد شاهدا ذلك العرض الصغير المتعلق بافتتان كل واحد منهما للاخر اذا ليس هناك للانكار ..اشاحت بسرعة عنه و اشبكت يدها باصابع مارك .. تنهد جونيور بعصبية و قد شعر بالغيرة لكن ليس له الحق بتلك المشاعر لذلك جذب انيتا قائلا
-” هيا هيا لنذهب ”
و في الحفلة التي اقيمت بقاعة المدرسة الكبيرة رقص الشباب مع الفتيات اللاتي رافقناهن و كان جاك و جولي في وفاق تام كما اليكس و الي لم يفترقا عن بعض للحظة و تغزل مارك بفيرو التي بدات تنفر منه لكثرت مدحه لها و تغزله و التصاقه بها .. انزعجت منه و ارادت ان تتفسح قليلا فقالت له انها ستذهب الى دورة المياة و انها تعبت من الرقص
و بينما هي تمشي رات جونيور واقفا ينظر الى الراقصين و يرشف من الكاس الذي بيده فمرت بجانبه و غصب عنه التفتت ليحدق فيها
-” لم انت وحيدا؟! لا ارى رفيقتك ”
فاشار الى صديقته التي كانت ترقص مع شاب اخر دون ان ينطق و دون ان تتغير تعابير وجهه بدا غير مكترث بتلك المدعوة انيتا حاولت ان تبحث عن مشاعره الحقيقة في عينيه لكنها لم تجد الا الاضواء المنعكسة .. فقالت متساءلة
-” اها هل تشاجرتما ؟؟”
هز راسه نفيا و رشف مرة اخرى من كاسه و قال بضجر
-” ابدا.. لكني سئمت من الرقص معها فهي تحب الرقص على الانغام السريعة لكنني افضل الرقص بانغام هادئة .. ”
و اخيرا استدار حتى يوجهها و رات من خلال عينيه شبح ابتسامة شقية فاردف برقة
” حتى يتسنى لي ان اخذ التي ترقص معي بين يدي و الصقها بي هذا برايي ما يسمى رقص يا انسة فيرونيكا .. فهل توافقينني ؟!”
بلعت ريقها و هي تسمعه يلقي بكلماته و كانه عاشق مجنون يحب الرومانسية كيف لرجل قاسي ان يكون هكذا حساس و رومانسي .. و لحسن الحظ بدات موسيقى هادئة بالعزف فرفع حاجبه و ابتسم لها فترك الكاس الذي بيده و مد يده و قال برقة
-“هل ترقصين معي ؟!”
قالها و هو ينظر اليها بنظرات غزل وقفت تفكر قليلا و قد صدمها هذا التغير المفاجيء لكنها اعجبت بهذا الرجل المختلف الذي لا يشبه جونيو على الاطلاق فابتسمت له و قالت بمرح
-” نعم ولم لا ؟؟!”
اخذها من يدها الى وسط القاعة واضعا يديه على خصرها .. تعلقت برققبته .. تمايلا على انغام الموسيقى و عينيها بعينيه .. قربها اكثر منه مما جعلها ترتجف قليلا لشدة اقتراب جسديهما فراقصها على انغام الموسيقى الهادئة و في هذه اللحظة زال شعور الكراهية و الحقد و انسجما مع بعضهما البعض .. الاصقها بجسده اكثر فلم تستطع ان تكبح رغبتها بوضع راسها على صدره العريض .. همس في اذنها بلطف يداعبها
-” انك ساحرة .. سحرتيني بجمالك يا فيرونيكا ..فنسيت اني اكرهك ”
رفعت راسها عن صدره و حملقت بين عينيه الجميلتين كانت تريد ان تستكشف اذا كان يستهزا او يسخر منها لكنها لم تجد الا شخصا عاشقا و هائم بالحب ..نظرت اليه ماخوذة بجاذبيته و اقتربت منه اكثر و اعادت واضعة راسها على صدرة مرة اخرى فاسند ذقنه على شعرها و استشقه عبيره..
-” و انت تبدو وسيم جدا يا جونيور ”
و عندما رفعا راسهما بعد ان توقفت الموسيقى .. استغربت بعد ان رات بان القاعة فارغة تقريبا من الطلاب فقالت بدهشة و هي تنظر اليه
-” اين الجميع ؟!”
لم يجبها بل كان يتسم لها بعذوبة فاردفت متسائلة
” متى اتينا الى الحديقة ؟! لقد كنا نرقص بالقاعة ”
-” انا احضرتك الى هنا و انت لم تشعري بشيء فقد كنت ماخوذة بوسامتي ”
قال لها بلطف و كم بدا ساحر و هو يبتسم لها كانه انسان مختلف عن ذلك المغرور الحاقد .. لم تستطع مقاومة تلك الابتاسة .. فرحبت بفمه الذي اقترب من شفتيها و قبلها بحنان .. احست بضعفها و تجاوبها معه فخشيت من ذلك التجاوب ..ا فتحت عينيها و استوعبت ما يحدث فابتعدت عنه بسرعة و يدها على قلبها الذي بدا ينبض بعنف دخلت القاعة دون ان تلتفت اليه كانت تهرب منه فرات الجميع يرقصون .. لمحت مارك من بعيد فهرولت باتجهاهه امسكت ذراعة و جذبته
“هل تاخذني الى البيت يا مارك من فضلك .. اني احس بتعب مفاجيء ”
نظر اليه بقلق و قال بخيبة معترضا
-” لكنني لم ارقص معك كفاية ”
هزت ذراعه بخفة و قالت بانزعاج
-” ارجوك ”
طاوعها .. فخرجا من القاعة دون ان يشعر بهما احد.. عندما وصلا الى المنزل قال لها
” هل تريدني ان اجلس معك حتى يعود الجميع ؟! ”
-” لا احد في المنزل و ساكون على ما يرام اريد ان انام اشكرك للطفك معي و حقا لقد استمتعت ”
ابتسمت له و طبعت قبلة على خده
-” هل تقبلين دعوتي للعشاء يوم الاثنين بعد اعلان نتائج الامتحانات النهائية ؟ ”
-” سافكر في الموضوع يا مارك و ساتصل عليك , الى اللقاء ”
المسكين لقد امل بقبلة وداع لكنه تفهم وضعها فهي بدت متضايقة و تعبة .. دخلت المنزل… القت بنفسها على الفراش تفكر بما حدث بينها و بين جونيور( هل كان يقصد تقبيلها ؟؟! ام كانت وليدة اللحظة و الجو الرومانسي المحيط بهما ؟؟ ام هي انتقام من نوع اخر ؟!! يا الهي لا استطيع ان افهم هذا الرجل ) ان مشاعرها مختلطة و كانت حائرة و بقيت لفترة طويلة تفكر بتلك القبلة و بجونيور الذي صدمها تغيره المفاجيء …
دخلت جولي حجرة فيرو باندفاع و عندما وجدتها مستلقية على الفراش هاجمتها قائلة
– ” اين كنت يا حمقاء لقد قلقنا عليك انتظرنا ان تفرغ القاعة لعلنا نجدك انت و مارك ..و لولا جونيور لاكملنا البحث عنك حتى اوجه الصباح”
-” اسفة لقد احسست بتعب مفاجيء فقلت لمارك ان يعود بي الى المنزل ”
-” لم لم تقولي لنا انك ذاهبة ؟”
-” قلت لك يا جولي كنت تعبة فلم استطيع ان ابحث عنك من بين الجموع لاقول لك باني ساغادر و اسفة للمرة الالف لانني افزعتكم و جعلتكم تقلقون بشاني و لم اترك خبرا عند احد لكن جونيور راني و اعتقدت بانه سيخبركم ”
-” و كيف تشعرين الان؟!”
سالت الي و هي تمسح على راسها بهدوء
-” انا بخير شكرا ”
ثم اردفت قائلة
” هل استمتعتم اليوم ؟!”
اجابتها الي
” اه كثيرا .. ان اليكس رجل خلوق و جذاب ”
اضافت جولي
– ” و جاك .. اشعر باني وقعت بحبه .. ماذا عنك يا فيرو يبدو ان الكثير فاتك ”
سالتها فيرو
” ما الذي فاتني ؟! ”
” لقد تم انتخاب ملك و ملكة الحفلة و توقعي من ؟! ”
كانت تعرف الاجابة لكنها مع ذلك سالت
” من ؟! ”
صفقت جولي و قالت بمرح
” جونيور و صديقته المغرورة انيتا .. اتصدقين ذلك ؟! ”
قالت الي
” و لم لا تصدق .. ان وسيم جدا و ساحر و له اسلوب و اناقة مختلفة ”
لم تعلق .. القت براسها على الوسادة و سرحت بعيدا عنهم كانت تتخيل منظره و تاج الملك يعلو راسه و من ثم ياخذ انيتا و يقبلها بحرارة .. شعرت بالغيرة من تلك المتعجرفة و تمنت ان تكون هي مكانها و تبادله القبلات و العناق ..
نام الجميع ماعدا فيرو التي ظلت مستيقظة تفكر و تفكر بذلك الوسيم الذي قبلها و بشفاته الناعمة و لمسته الحنونة التي مازالت تشعر بها و اذا بها تسمع صوت عزف غيتار يصدر من غرفة الجلوس ..لبست كمشيرها فوق قميص نومها و نزلت الدرج بهدوء حتى لا ينتبه اليها .. وجدت جونيور يعزف و يغني بصوت شجي اثر فيها و تذكرت انها رات ذلك الغيتار من قبل و لكنها تساءلت لم يكون يا ترى؟! فاذا بها ترى جونيور يعزف عليه معزوفة حزن و الم و انسجمت مع الانغام التي يعزفها الى ان شعر بوجود شخص يراقبه فتوقف عن العزف و قال
-” من هنا ؟”
لم تجبه فوقف و حمل غيتاره و بدا يبحث عن الشخص الذي يستمع اليه خلسة حاولت ان تبتعد ببطيء كي لا يراها و لكنه كبسها متخفية تستمع اليه سالها بعصبية
-” منذ متى و انت هنا ؟”
اجابته بندم
-” منذ فترة ”
وقفت تنظر اليه و هو يحدق بها لفترة ثم قال بصوت حنون امر
-” هيا .. عودي الى حجرتك ”
فاستدار عنها و عاد الى غرفة الجلوس .. لحقت به
-” لا اشعر بالنعاس و احب ان استمع الى عزفك ”
قال بسرعة
-” لن اعزف لانني متعب و ساذهب لانام ”
تشجعت لان تطلب منه
-” ارجوك اغنية واحدة… من اجلي ”
رمقها بحدة
” من اجلك و من تكونين ؟ ”
انكسر قلبها بكلمته فاحمرت خجلا و راته يرحل..تحرك لسانها باعجوبة و قالت بعصبية
“انا حقا لا افهمك ”
توقف عند الدرج و التفتت اليها وجدها متلهبة غضبا و حيرة فقال لها بهدوء
“ماذاتقصدين ؟”
وقفت متحدية تنظر اليه
-” انت تعرف ما اقصده جيدا انني اتكلم عما حدث اليوم في الحفلة لقد بدوت رجلا مختلفا لينا و حنونا و الان فجاة ينقلب كل شيء وتكشر عن انيابك ؟! لم انت هكذا؟!! ”
وقف لفترة يفكر في ما يريد ان يقول و كان الكلمات طارت من عقله و عندما لم يجد الكلمات قرر ان يتجاهلها فاشاح بوجهه عنها و صعد درجتين ثم توقف عندما سمع صوتها الذي قال باصرار
” هل انت خائف من قول الحقيقة يا جونيوير ؟ ام انك تعتقد بانك ارتكبت خطا فادح ؟؟! اجبني لم انت هكذا؟ من انت ؟”
قالت بحدة وغضب جعلته يلتفتت اليها و يقول لها بعصبية تخرج من عينين زرقاوين و كان كلماتها هذه بارود و اشتعل
” تريدين ان تعرفي من انا ؟ حسنا ساقول لك ؟, انا الذي توفيت امه باقل من سنتين و مازلت متالما فراقها فهي كانت صديقتي و اختي .. و اعود لارى امراة تحتل مكانها في منزلها و غرفتها و فراشها و حتى زوجها الذي تخلى عنها و نسيها و تصنع الالم في عزاءها و اذا به يقع بسحر امراة اخرى و تحتل كيانه .. اما انا فلن اسمح لتلك المراة ان تصل يدها لتحتل ابنها .. الان عرفت من انا؟”
صدمت من كلامه الجارح المتالم و صدمت حين رات الدموع تتجمع و تتدافع لكنه امسك الدموع في عينيه فالقت بذراعيها حوله و ضمته بقوة تشد من عزيمتة و تبث فيه الروح وقف جونيور متصلبا غير مصدق ماذايحدث و لكنه سرعان ما نسي همه و شدها اكثر اليه كان قربها منه دافئا جعل اعصابة المتصلبة تهديء شيء فشيئا ثم ابعدها عنه ليقبل شفتيها فيتبدل الشعور الحاقد الى شعور غريب لم يالفه من قبل و هي تجاوبت معه بلذة و تمسكت به اكثر.. رفع عينيه ليراها مغمضة العينين ..اجلسها على الكنبة و جلس امامها على الارض ينظر اليها باعجاب فهذه المراة شعرت بالمه فجعلت عناقها يواسيه بدل الكلمات اخذا يتبادلان النظرات يتكلمان بلغة العيون فاغمض عينيه و وضع راسه على حضنها فاخذت تلعب بخصلات شعره الناعم حتى غفى على حضنها فنامت هي جالسة في مكانها مرتاحة البال …
فتحت فيرو عينيها تقاوم ضوء النهار المنبعث من النافذة وجدت نفسها بفراشها و مغطاة بلحافها الدافيء حاولت ان تتذكر كيف جاءت الى حجرتها لكنها لم تتذكر الا ما جرى بينها و بين جونيور فما حدث بالامس كان بالنسبة لها حلما جميلا…
” هي يا كسولة استيقظي”
هزتها جولي و هي تضحك
-” اه .. جولي كم الساعة الان ؟؟!!”
ثم تثاءبت و هي تستقيم جالسة
-” انها الثانية عشر ظهرا استيقظي سياخذنا الشباب لنتغدى معا في مطعم للبيتزا .هيا ”
-” اين كنت بالامس ؟! ”
سالتها الي و هي ترتدي قرطيها امام المراة و كان انعكاس فيرو يبدو مستمتعا و سعيدة و كانها رات حملا جميلا
-” لقد كنت نائمة في غرفتي ”
قالت بارتباك عندما رات الي تحدق بها
-” لا اصدقك لاني لم اجدك في فراشك ”
رات بان ليس هناك ما يدعو لجعله سرا خاصة و ان كل شيء باد على وجهها قامت من الفراش و هي تقفز مثل راقصة الباليه و ترنم بانغام .. تبادلت الي و جولي النظرات و هما تضحكان استغراب لتصرفات فيرونيكا
-” حسنا .. لقد كنت مع جونيور .. انه عازف عيتار ماهر و له صوت ..اه .. حنون جدا .. تكلمنا قليلا ثم الت الامور الى ان ينام على حضني و لا اعرف كيف اتيت الى هنا لابد انه حملني ..صدقيني كنت اعتقد ما حدث بالامس حلما”
صفقت جولي و قالت
– ” لقد كنت اعرف يا فيرو بانه معجب بك منذ البداية و انت كذلك ..”
اضافت الي
– ” جيد اذا ستهدا العاصفة و اخيرا “…
ارتدت فيرو فستان اصفر ضيق عند الخصر و واسع حتى الركبة و ربطت شعرها من نصفه لتترك الباقي ينسدل محدث ثورة امام عين جونيور الذي لم يبعدها عنها طول الطريق و في المطعم و حتى اثناء الحديث حيث لم تشاركهم بل بقيت ساكتة و هي تشعر بالخجل منه و من نظراته الثاقبة لكنها مع ذلك احبتها و ارادتها اكثر من الاحاديث و الطعام اللذيذ الذي وضع امامها …
و كما هو بدا هادئا طوال الوقت و يجيب عن الاسالة الموجه اليه باختصار حتى لا يضيع ثانية في عدم التركيز بها و بجمالها انه يكون رسمة لها في مخيلته ثم يحفرها حتى تثبت في الذاكرة و يستدعيها ريثما شاء فتبقى معه الى الابد …
مر اسبوع و الشبان يتدربون على نهائيات كرة القدم التي ستقام قريبا في ملعب المدرسة حيث كل سنو في ملعب مدرسة مختلفة و هذه السنة ستكون في لوس انجلوس .. و اتى اليوم الموعود حيث الاعصاب مشدودة و الكل متوتر بما بينهم اهالي اللاعبين و الحكام و الطلبة و الاصدقاء حتى المدرسين ..
ذهب الجميع الى المباراة النهائية لكرة القدم في الثانوية دخل الشباب الملعب فاحدثت صيحة و جلبة و تصفيق الجمهور المفتعل الذي شجعهم حتى نهاية المباراة مما جعل اللاعبين يلعبون بجد و بنشاط حتى انتهاء الشوط الاول لكن الفريق الاخر كان يلعب في مهارة مع بداية الشوط الثاني و قد حاول احد اللاعبين ان يصيب جونيور كابتن الفريق الذي كان يحرز الاهداف في الشوط الاول لكنه حاول بجهد ان يتفاداهم قدر الامكان حتى اصبح الفريقان متعادلان و افترظ الحكم عليهم شوط حاسم
نادى المدرب الشباب ليضعوا خطة جديدة و مدروسة بعناية اطلق عليها الخطة (ب)
-” جونيور اسمعني يجب ان تسيطر على الكرة و اذا شعرت بالخطر اعطها لجاك و اذا شعرت يا جاك بالخطر ارجع الكرة لاليكس الذي سيتبعك في الخلف افهمت يجب ان نفوز يا شباب ان البطولة ستكون من نصيبنا”
تصافحوا كلهم مع بعض و صاحوا بصوت واحد ( هيييي )
ثم عادو اللاعبين الى ارض الملعبين كان الجمهور حامسي و من بينهم جلست الفتيات على اعصابهم و هم ياملون ان يكون الفوز من صالحهم …لم يتبع جونيور خطة المدرب بل لعب على مزاجه فاحرز اخر هدف في اخر دقيقة مما اثار غضب المدرب وقتها لكنه فرح بالنتيجة.. قام الجمهور من مكانهم يصفقون لجهد كابتن الفريق جونيور و يهنئونه .. تبادل اللعبين الاحضان و التبريكات و كان منظر جونيور ينم على انه بذل مجهود لا يستهان به لكنه مع ذلك لم ينسى ان يبحث بين الجمهور عنها و وجدها و د وضعت يدها على صدرها و كانها ظلت طول الفترة تدعو له لمعت عيناه ببريق الحب فتطايرت الكلمات عبر عينيه لتستقر في مقلتيها .. بعد ذلك دخل حجرة تبديل الشباب و اخذ دشا سريعا ينعشه ثم ارتدى ثياب نظيفة .. لان العادة تلزمه ان يذهب الى مطعم البيتزا كما اعتاد اللاعبين كلهم ان يرتادوه في حال فوزهم..
بعد المباراة جلس الجميع على الطاولة في مطعم للبيتزا ثم دخل جونيور و معه انيتا ..
– ” مرحبا اسف على التاخير ”
نظر الى فيرو التي رمقته و هي مصدومة و قد اعتصر قلبها من الغيرة لكنها اشاحت براسها تحدث جولي حتى لا يشعر بالاهمية لكن حاول قدر الامكان ان يجذب انتباهها اليه دون جدوى فهي لم تشا ان تزعج نفسها بالنظر اليه و تلك المتعجرفة انيتا ملتصقة به ..
بعد الانتهاء من الاكل و الاستمتاع بالاحاديث و المقالب قال جونيور و قد تغيرت ملامح وجهه ليصبح اكثر جدية .. ايتقام واقفا فالتفتت اليه الجميع و انصتوا
– ” اريد ان اخبركم شيئا”
لاحظ الجميع تغير ملامح وجهه الى حزن و ارتباك
“ما بك يا جونيور ؟”
سال احد الاصدقاء
“ماذا تريد ان تقول ؟؟! ”
قال جاك قلقا على ابن عمه الذي بدا متضايقا و كانه يحمل اخبار مزعجة
-” بعد حفل التخرج مباشرة ساغادر الى نيويورك ”
-” نيويورك ؟! لماذا ؟!”
قال اليكس بصوت عال يملؤه الدهشة
-” نعم نيويورك اتذكر عندما اخبرتكم بانكم ستزوروني في نيويورك عندما رجعت من دنفر؟! ”
-” و لماذانيويورك يا حبيبي ؟!”
قالت انيتا بحزن و هي تحاوط وجهه بيدها الامر الذي ازعج فيرونيكا اكثر من خبر المغادرة ..
-” لانني قبلت بكلية الهندسة في جامعة نيويورك …سادرس الهندسة يا شباب”
ابتسم بفخر ثم وضع يده على كتف انيتا و يلمس شعرها برفق اغمضت فيرونيكا عينيها خوفا من ان يرى جونيور الغيرة التي زادت اشتعالا
-” لكن لم لا تدرس هنا فهذا التخصص متوفر هنا? ”
قال جاك معترضا فكرة الذهاب الى نيويرك
-” جاك انه حلمي الذهاب الى نيويورك حلمي ”
-” و لم العجلة لن يبدا الفصل القادم الا بعد شهرين؟! ”
قال اليكس
-” لاني اريد ان اسجل في الفصل الاول و اسجل المواد و ابحث عن شقة قريبة من الجامعة و تاثيثها .. ارجوكم اريد دعمكم لي فلا تخيبوا ظني ”
نظر الى فيرو التي انزلت عينيها متضايقة من انيتا و من الخبر
-” حسنا يا صديقي سناتي اليوم لنساعدك في توظيب اغراضك ”
قال جاك و هو يربت على كتف جونيور داعما اياه فحضنه الاخر بقوة الى صدره
-” اشكركم جميعا …ساذهب لابي الان و اراكم في المساء الى اللقاء ”
و جذب انيتا من ذراعها و انطلق الى ابيه
-” انا فخور بك يا ولدي عندما تعود ستمسك زمام الامور في الشركة فهي بالنهاية لك”
و عانق ابنه
-” لكنني ساشتاق لك ”
-” و انا ايضا..ستزورني اليس كذلك يا ابي ؟!!”
-” بالطبع و اي مساعدة يا بني انا في الخدمة فكم ابن لي ؟!”
-” اشكرك يا ابي”
في المساء في غرفة جونيور احضر جاك معه صناديق ليضع فيها الاغراض لشحنهم و اغراض اخرى ليحملها معه في الطائرة
– ” اين اضع هذا ؟!”
سالته جولي و هي تمسك حقيبة صغيرة يوجد بها معجون اسنان و فرشاة و معدات النظافة
-” في حقيبتي التي ساخذها معي في الطائرة ”
اجابها و هو يصفف قمصانه في الحقيبة الكبيرة التي وضعها فوق فراشه .. وقفت فيرو تنظر الى حقائبه بحزن و تنظر الى حركة جسمه المتناسقة و هو يعمل بانسجام .. لم تستطع ان تراه و تفكر به بان سيغادر قريبا فخرجت الى الشرفة و تنهدت بصوت سمعه جونيور فتوقف عن التصفيف و اتجه حيث تقف في الخارج امسك ذراعيها بيده القوية فانزلت راسها لكنه رفعه بابهامه من ذقنها بلطف يحاول ان ينظر الى عينيها لكنها كانت تزيح بنظرها عنه فادار بوجهها ناحيته لتتلاقا عيناهما
-” هل انت بخير ؟ !تبدين شاحبة ؟”
لا لست بخير فانا اشعر بتوعك ”
و اشاحت بنظرها عنه مرة اخرى فادار وجهها اليه بعنف
-” اذهبي و ارتاحي فلقد اوشكنا على الانتهاء شكرا لمساعدتك ”
استدارت لتغادر لكنه لمس يده فوقفت لحظة بعدها واجهته كان يبدو عليه شيء من الحزن قال لها بهدوء
” اسف يا فيرونيكا.. لم انو ان اتعبتك صدقيني لم اقصد ذلك “-” لا باس.. تصبح على خير اراك في الصباح ”
خرجت من غرفته مسرعة و اغلقت باب حمامها فنزلت دموعها بغزارة لانها ستفارقه قريبا لقد اعتادت على وجوده و بدات تقع في حبه لا بل وقعت و تكسرت ايضا ..كيف ستعيش بعيدا عنه و هي التي تشم بقايا رائحة عطره عندما يمر من امامها ؟ كم ستشتاق لهذه الرائحة و لابتسامته الساحرة و لعينيه الشيطانيتين كم تحبه و تحب ازعاجه لها و و لطفه معها و احبته حتى عندما كان قاسي معها وظلت تبكي الى ان سمعت جولي تناديها
-” فيرو اريد الدخول الى الحمام اريد ان افرش اسناني لانام ما الذي يؤخرك؟! بدات اقلق عليك هيا اجيبي ”
فتحت فيرو الباب و القت بنفسها على جولي فضمتها الاخرى و هي تعرف سبب بكائها لكنها ارادت ان تسمع ذلك من فيرو
-” ما بك يا عزيزتي؟!”
لم ترفع راسها لكنها قالت بصوت مخنوق
-” ساشتاق له ”
ثم انفجرت بنوبة بكاء حضنتها بقوة و هداتها ثم قالت برقة
-” يا الهي انت مغرمة به”
-” نعم.. اعتقد ذلك.. ماذا افعل ؟”
” لا اعلم يا عزيزتي اهدئي ”
بقيت جولي و الاي يهدانها طوال الليل الذي لم يسدل ستارته حتى بدات نوبة البكاء .ز كانت تبكي بحرقة لان ليس بيدها ان تفعل شيء و ليس من حقها ان تطلب منه الا يغادر و يبقى معها لانها ..لانها ..تحبه بكل جوارحها .. هذه الكلمة ارادت ان تسمعها منه لكن لا يبدو عليه بانه يبادلها هذا الحب و ما اقسى ان يكون الحب من طرف واحد …
-5-
على خشبة مسرح المدرسة وقف الطلبة و الطالبات بلباس التخرج الكحلي مستمتعين بانتههاء مرحلة مهمة من حياتهم و هم يستلمون شهادات التخرج .. و بعد الصورة الجماعية صفق الحضور و الاهالي بسعادة و فخر عندها القى الخريجين قبعاتهم لتتطاير بالهواء مرة و مرتين و يلتقطونها مجددا .. المرح و الفرح و البهجة و السرور الابتسام و الضحك .. كل معاني السعادة نراها في وجوه الخريجين ..الا شخص واحد !!!
ضم جونيور اصدقائه و بارك لهم التخرج و بادلهوا التبريكات بدورهم
-” يا شباب ساشتاق لكم ”
قال له احد الشباب و هو يصافحه مودعا
-“ارجوك جونيور اخبر جاك عن احوالك و اوضاعك كي يطمئننا عليك
-” سافعل بالتاكيد و ساسال عنكم ايضا ”
التفت ليجد فيرو تتكلم مع كارلا تدعوها فكارلا ستسافر اليوم ايضا لتسكن مع جديها في (نيو مكسيكو ) و تكمل دراستها الجامعية هناك و قد اصبح الحزن حزين بالنسبة لفيرو المسكينة التي لم تكتمل فرحتها اليوم ..
-” لا اعرف لم تسافرين ؟”
-” فيرو انا لا اود و لكني ملزمة .. انت تعرفين ..والدي سينفصلان .. و الافضل لي ان اغادر لاعيش مع جداي بالاضافة الى اني قبلت بالجامعة هناك”
-” انا اسفة لسماع ذلك .. لكن اتمنى لك السعادة ..راسليني دائما فانت صديقة عزيزة علي و اه كم ساعدتيني كثيرا .. لن انساها لك ”
-” سافعل يا افضل صديقة عرفتها لن انساك ابدا.. و اعدك بان ارسل لك اخباري مرفقة بصور ”
” سانتظرك بكل شوق ”
احتضنتا بعض بقوة و بكت كل منهما على كتف الاخرى لكنهما ابتعدتا عن بعض و انتباتهما موجة ضحك لفترة قصيرة عندما قطعها والد كارلا … ابتعدت عنها كارلا فبكت فيرو وحيدة خلف الشجرة حتى لا يلمحها احد فهي ليست مستعدة لتوديع المزيد من الاصدقاء .. كان جونيور يرقبها منذ البداية و راى بانها بدات تتوارى خلف الشجرة فاقترب منها مد يديه على خدها بنعومة يمسح دمعة سقطت من عينيها رفعت راسها لتنظر اليه فضمته الى صدره لاشعوريا فهي بحاجة اليه اكثر من اي وقت مضى .. قالت بصوت مبحوح
-” لم يذهب كل الذين اهتم لهم ؟”
لم يعلق جونيور لكنه اكتفى بضمها و شم رائحة شعرها العجيبة الرائعة و عندما بكت اعتصر قلبه فعصرها على صدره لعل الالم الذي بداخله يختفي
و في المطار ودع جونيور الجميع بحرارة و اخبرهم بانه سيكون على اتصال و اخذ ينظر الى فيرو و يبتسم لها لكنه كان يوجه حديثه للجميع
-” الى اللقاء جميعا”
قالوا بصوت واحد و هم يلوحون له بيدهم عندما بدات يتراجع الى نقطة الجوازات …
” الى اللقاء جونيور ”
” اعتني بنفسك يا بني ”
” اتصلا بي يا صديقي حالما تصل ”
ظلت فيرو تنظر اليه حتى دخل الى البوابة عندها همست بينها و نفسها
– ” الوداع جونيور ”
جلس في الطائرة ينظر الى المسافة التي بينه و بين الارض و يرى اضواء لوس انجلوس تخفت تدريجيا ليحل محلها الغيوم ووجه فيرو المبتسم الجميل و رموشها الساحرة التي تحمي اروع عينين ارجوانية راها في حياته .. اه كم سيفتقد عينيها و صوتها الناعم …
بدات اضواء نيويورك تظهر من بعيد و بدات متلالئة ابتسم جونوير لروعة المشهد و قال في نفسه
-” من هنا يبدا تحقيق الحلم . نيويروك ها انا قادم اليك ”
و عندما حطت الطائرة نزل الركاب بانتظام لكنه قرر ان يجلس بمقعده حتى يخف الازدحام عند الباب .. التفتت فراى بان الجميع قد خرج الا فتاة لها شعر احمر قصير و جسم رشق تحاول حمل حقيبتها الثقيلة فاتى جونيور يحملها عنها
-” دعيني اساعدك يا انسة ”
” شكرا لك ”
مشت بقربه خارج الطائرة فاخذ عربة ووضع حقيبتها الثقيلة عليها دافعا اياها تجاهها
– ” تفضلي ”
ابتسمت له بامتنان
-” شكرا لك مرة اخرى ”
-” انا في الخدمة في اي وقت ”
و ابتسم لها بعدها مشى بعيدا عنها ليضع حقائبه على عربة و يدفعها حت نقطة ختم الجوازات لتاشيرة الدخول الى نيويورك .. خرج من المطار ليستقل تاكسي و يذهب الى فندق قريب من جامعة نيويورك ..
اوقف السائق التاكسي عند باب فندق قريب من التايم سكوير بشارعين تقريبا نزل جونيور متجها الى موظفة الاستقبال التي ابتسمت له مرحبة .. ناولته مفتاح غرفة ليرتاح فيها فيبدا غدا بالبحث عن شقة قريبة تكون قريبة من الجامعة التي سيرتادها بعد شهرين ..
و بينما هويصعد الى غرفته في المصعد راى الفتاة التي ساعدها في المطار تهم بالدخول .. كاد باب المصعد ان يغلق عليها لكنه اسرع بايقافه حتى تدخل ..ابتسم لها ما ان عرفها و قال بدهشة
” يا لها من صدفة ”
قالت له و هي تضحك
” حقا انها صدفة سعيدة ”
سالته بفضول لتتجاذب معه الحديث
” هل انت هنا في عمل ؟!”
” لا انا هنا كي ارتاح قليلا ”
استغربت لكنها قهقهت و قالت
“ترتاح من من ؟!
” من الرحلة كي ابدا غدا في البحث عن شقة قريبا من الجامعة ”
-” اها لقد اعتقدت بانك اتيت لترتاح من زوجتك ”
ضحك بصوت عال و رفع يديه كي يريها بان لا يوجد خاتم في اصبعه
-” يا لها من طريقة تسالين فيها ان كنت متزوج ام عازب و هل ابدو لك كرجل متزوج؟”
غمز لها فضحكت معه وصل المصعد الى الطابق الخامس عشر حيث غرفته
–” غرفتي في هذا الطابق صدفة سعيدة ان التقيك يا انسة عمتي مساءا ”
–” عمت مساءا اتمنى ان اراك غدا صباحا ”
-” و انا كذلك الى اللقاء ”
دخل غرفته فالقى بنفسه على الفراش و غط في نوم عميق ..
استيقظ باكراو بنشاط فهو يحتاج للنشاط خاصة و انه سيبدا اليوم بعملية البحث عن شقة .. اخذ الجريدة للتي علقها عمال التنظيف على الباب ..اخذها بين يديه و نزل الى المقهى الموجود في نفس الفندق .. طلب من النادل فنجان قهوة .. اشعل سيجارته ثم فتح الجريدة على صفحة الاعلانات و اخذ يبحث عن اعلان شقق و احاط التي يعتقد بانها تناسبة بدوائر كي يذهب ليلقي نظرة عليها فيما بعد .. اقترب النادل منه بفناجنه و وضع على الطاولة امامه و عندما ابتعد النادل راى من خلفه الفتاة ذات الشعر الاحمر القصير التي ساعدها بالامس و التقاها صدفة في المصعد كانت وحيدة تشرب قهوتها و تستمع بمراقبة المارة و الداخلين و الخارجين من الفندق.. حمل فنجانه اتجه اليها و جلس قابلها و دون سابق انذار ابتسم لها
– ” هل تنتظرين احد يا انسة ؟”
بادلته ابتسامه مشرقة كهذا الصباح الجميل فبدت له بشوشه و لها وجه طفولي
” لا ابدا تفضل ”
ازاحت حقيبتها من امامه .. انتبهت للجريدة التي بيده التي فتحت على صفحة الاعلانات و تذكرت بانه اخبرها بالامس بانه يبحث عن شقة قريبة فسالته
-” هل وجدت شقة مناسبة ؟”
-” نعم .. كم واحدة .. و لكني يجب ان اذهب لارهم بنفسي ”
-” و متى ستذهب ؟”
نفث دخانه بطريقة مغرية ثم ابتسم بمكر
-” بعد ان انهي فنجان القهوة ام انك تريديني ان اذهب الان ؟”
لم تستطيع ان تبعد عينيها عن وجهه الوسيم فقالت و هي تشعر بالحرج
-” لا .. بالطبع لا ..فوجودك يسليني ”
اهتز ذقنه و رن صوته بضحكته التي اعجبتها و جعلت خدها يتورد عندما توقف عن الضحك و نظر اليها .. اضطربت و احس بها لذلك قال حتى يزيل التوتر فيما بينهم
” بالمناسبة انا جونيور جارسيس ديلفالي و من لوس انجلوس و انا هنا كي التحق بجامعة نيويورك ”
مد يده عبر المائدة فتلقتها يد ناعمة و صغيرة جدا بالنسبة ليده الكبيرة .. سارت قشعريرة بجسمها فجذبت يدها بسرعة حتى لا يشعر بها و قالت باسمة تخفي ما احست به من توتر
-” اهلا و سهلا جونيور انا جنيفير و انا من المسيسيبي و اتيت لالتحق بالجامعة ايضا بعد ان قبلت .. اريد اتخصص في علم الجغرافيا ”
فتح عينيه دهشة ثم ابتسم
-” يا لها من صدفه اخرى .. و اين ستقيمين ؟”
-” في سكن الجامعة مع صديقة اعرفها من قبل و ستاتي اليوم لتاخذني من الفندق فهي من سكان نيويورك و تعرف المنطقة جيدا فما رايك ان ناخذك الى المكان الذي تريده؟!”
اجابها بتهذيب
-” لا.. شكرا فانا لا اريد ان اتعبكم معي ”
لكنها بدت سعيدة بالفكرة
” لا صدقني ستسر اذا عرفت باني وجدت صديقا يرتاد نفس الجامعة التي نرتادها و خاصة و انك من لوس انجلوس .. ”
اراد ان يشكرها و يرفض بتهذيب فهو بالكاد يعرفها و لا يريد ان يثقل عليها
-” و لكن..”
قاطعته
-” انها هنا انظر”
اشارت على فتاة طويلة لها شعر اسود و بشرة سمراء و تشبه عارضة الازياء نيومي كامبل .. اعجبته الفكرة فابتسم عندما اقتربت من طاولتهم .. وقفت جينيفير تحتضنها فقالت الاخرى
-” جين عزيزتي اشتقت لك ”
-” و انا ايضا ..”
ثم اردفت و هي تشير على جونيور بابتسامة
” الكسندرا هذا جونيور ”
وقف ليمد يده مصافحا و قال لها
” تشرفت ”
-” و انا ايضا ”
قالت جين بمرح
-” لقد تعرفت على جونيور بالطائرة و التقيته في الامس كذلك صدفة .. و انه يرتاد معنا الجامعة نفسها صدفة اخرى .. و هو يبحث عن شقة قريبة من الجامعة ..فما رايك ان ناخذه معنا و نبحث معه ؟”
بدت الكسندرا مرحبة باقتراح صديقتها فقالت
-” رائع هيا اذا لنذهب كي لا نضيع وقت هيا جونيور ”
لا يزال جونيرو رافضا بان تصطحبه فتيات بالكاد يعرفهم و يساعدونه باختيار شقة . . قال مترددا
-” هل انتن متاكدات بانكن…”
جرته جنيفير من يديه
” هيا ”
ركبوا سيارة الكسندرا البيوك … و انطلقت بها بين شوارع نيويرك المزدحة .. اخذ جونيور يمتع ناظرية بمناظر نيويرك بمبانيها المتلاصقة من بعض و ناطحات السحاب .. و الناس العابرين بين السيارات المتكدسة بالشارع و بالكاد تتحرك .. و منظر التاكاسي الصفراء ملات الشوارع .. كانت الكسندرا تعطيهم معلومات كلما توقفت عند مكان .. فاشار على مبنى طويل و شاهق الارتفاع .. قالت
” هذا مبنى الامباير ستيت ”
قال جونيور و هو يشعر بسعادة غامرة
” يجب ان ازور كل مكان هنا ..”
قالت الكسندرا و هي تلمس البهجة بصوته
” ساخذك الى كل مكان انت و جين ”
” انا ممتن لك ”
” على الرحب و السعة ”
توقفت سيارتها في عدة مباني و القوا نظرة على العديد من الشقق .. فبعضها كان صغيرا جدا . .. و الاخر كبيرا .. و اخرى باهضة الثمن .. و الثانية بعيدة جدا عن الجامعة .. استغرق البحث اكثر من اربع ساعات و شطب جونيور على كل الاعلانات في الجريدة التي احضرها معه .. الا واحدة و اخيرة .. وقفت السيارة عند مبنى يبعد عن الجامعة بخمس دقائق و يستطيع ان يذهب له سيرا بمجرد ان يعبر شارعين قالت الكسندرا و قد بدا عليها التعب
-” انه اخر مكان ..اتمنى ان يعجبك ”
صعدوا ليروا الشقة كانت متوسطة الحجم لكنها واسعة و لها نوافذ كبيرة و تحتوي على ثلاث غرف نوم و صالة و مطبخ كبير و شرفتين احدهما تطل على حديقة و الاخرى في الجهة الثانية تطل على الشارع المزدحم و من هناك يستطيع ان يرى الجامعة من حيث هو واقف
-” انها رائعة لكنها باهظة الثمن ”
قالت الكسندرا بعد ان سالت البواب عن السعر .. لكن جونيور احبها و شعر بالارتياح و انها ستكون المكان الانسب فهي تقع في حي راق و سكان المبى بدوا له اناس ودودين
-” لا باس فانا انوي ان اعيش هنا لخمس سنوات ساخذها الان ”
وقع عقد الايجار و دفع دفعة اولى من النقود ليستلم المفتاح اليوم.. قالت الكسندرا و هي تمزح
-” واو يا جين من اين تعرفتي على هذا الفاحش الثراء؟! ”
غمزت له فابتسم لها
-” لقد تاخر الوقت ارجوكم اذهبوا و ساذهب انا الى محل للاثاث ”
-” لا باس جونيور سناخذك الى اي مكان و نساعدك في الاختيار ”
قالت له جينيفير التي يبدو بانها استمتعت برفقته اليوم و اكتشفت بان له شخصية مرحة و جذابة و بالفعل فلقد انجذبت له و شعرت بانها ترتاح لهذا الغريب ..
-” لا لقد تعبتم معي لمدة اربع ساعات .. يجب ان ترتاح ارجلكن .. اقدر لكم تعاونكم معي ”
-” ما رايك ان نرتاح قليلا و ناكل ثم نذهب مع بعض الى محل الاثاث ؟؟!”
لم تكن جينفير تنوي ان تودعه الان لذلك اقتحت عليه بذلك الاقتراح .. فكر قليلا
-” امممم ..”
لكن الكسندرا قطعت عليه تفكيره و قالت له باصرار
-” هيا و لا تضيع الوقت في التفكير سنذهب معك ”
ذهب الثلاثة الى مطعم قريب من شقة جونيور الجديدة و طلبوا بيتزا لذيذة ثم بعد الغداء اتجهوا الى محل للاثاث و رجع شقته الجديدة محملا بالمفروشات كنبات كحلية و طاولة بيضاء و طاولة طعام صغيرة تكمل الطقم الابيض الذي اشتراه .. بينما اثاث غرفته فكانت بالوان السنديان الفاتح ..و بعد يوم طويل ذهب الى الفندق ليرتاح مودعا صديقتيه الجديدتان شاكرا لهما حسن تعاونها.. قالت له الكسندرا
-” الى اللقاء يا جونيور سنراك غدا و بعده و بعده ”
التفتت ناحية جنفير التي غمزت له حين فتح باب المصعد ليخرج منه حيث غرفته
و في المصعد رغم التعب الذي بدا على جنيفير الى انها كانت مبتسمة بسعادة و هي تنظر الى الباب من حيث خرج .. لكزتها الكسندرا معلقة
“يا شقية انت معجبه به؟”
-” لا ”
-” لقد رايتك .. و رايت نظراتك له على الغداء و حين يتحدث او حين يبتعد كنت تتتبعينه ”
لم تعلق فما قالته الكسندرا صحيح هي معجبة به معجبة جدا فهو يحمل صفات الرجل الذي تتمناه كل فتاة له شخصية واثقة و رقيق التعامل مع الفتيات كما ان له خفة ظل و نبرة صوت رجولية تجعلها تنصت الى حديثة رغم عنها ..
فتح باب حجرته و القى بنفسه على الفراش ليرتاح قبل ان يغير ثيابه و دون ان يشعر بالوقت غط في نوم عميق …
في الصباح الباكر استقل سيارة اجرة حتى يكمل تاثيث الشقة .. و في الظهر ذهب الى الشقة و معه اصباغ .. قام صبغها بالوان هادئة فقد استعمل اللون الرمادي بالازرق للصالة و غرفة الطعام بينما استخدم اللون الزيتي الفاتح لغرفته و وضع ملاءة بيضاء مع وسادات لها تدرجات الابيض مع الزيتي و القى بسجادة على الارض الخشبية نفس لون الوسادات ثم وضع اطار يحمل صورة والديه و علق لوحة كبيرة لمنظر قارب ابيض في بحر ازرق يتدرج الى اللون الزيتي كانت الغرفة رائعة و بسيطة تمثل رجل هاديء و مسالم ورومانسي.. انتهت شقته في ثلاثة ايام فقط ..
و في اليوم التالي حضر العشاء لصديقتيه الجديدتين احتفالا بالشقة الجديدة .. حضرت جين و الكسندرا كل واحدة منهما تحمل صندوق هدية مغلف ناولته اياه ما ان فتح لهما الباب مرحبا .. بدا ساحرا و قد نمت له لحية خفيفة و قد سرح شعره للخلف بالجل و كان يرتدي قميص اسود و بنطال فضفاض بيج .. لم تره جين منذ ثلاثة ايام لانشغاله المتواصل بتاثيث شقته الجديدة .. انبهرت بوسامته و رجولته فقالت
-” يا الهي كم تبدو رائعا .. لا ..اقصد انها رائعة .. الشقة ”
انتبهت الكسندرا بان صديقتها قد اخطات بالللفظ فقالت تساندها
-” اوافقك تماما.. لكني لم اعتقد بان هناك رجال لديهم حس رائع و ذوق رفيع في الديكورات و الاثاث ..من اين عثرت على هذا الرجل يا جين ؟!”
قالت الكسندرا فابتسم جونيور محرج و قال مازحا
“هيا كفى ثرثرة و تفضلا على العشاء الذي اعددته خصيصا لهذه المناسبة”
جلس الجميع على المائدة و بدا جونيور باحضار الاطباق ابتسمت الكسندرا لجينيفير و هي ترى قطع الدجاج الحلو و البطاطا المهروسة و المكرونة الصينية و اخيرا احضر قنينة شراب التوت البري فتحها و قال
– ” شرابي المفضل .. ”
سكب لهما فرفعت جين كاسها و رشفت منه
– ” امم انه لذيذ فعلا .. الكسندرا لديه ايضا ذوق رفيع في اختيار الشراب”
ضحك جونيور و من ثم حمل قطعة لحم و وضعها في طبق جين و ثانية في طبق الكسندرا كانت الفتاتين مبهورتان بالوضع الساحر .. رجل مختلف عن بقية الرجال .. يعد طعام العشاء و يسكبه لهما .. امر رائع يحصل لهما .. تذوقت جين قطعة من الدجاج الحلو و ارادت ان تعلق على الطعم الرائع لكن جونيور كان ينظر اليها و يحدق بها و هي تبلع لقمتها .. شعرت بالخجل
“قل لي جونيور من انت ؟” قالت جين
-” من انا ؟” نظر اليها مستغربا
صححت من جملتها و هي تقطع قطعة اخرى من اللحم اللذيذ
“اعني قل لي عن نفسك فنحن لا نعرف عنك شيئا ”
ابتسم و قال بمرح
-” اممم .. حسنا ..انا جونيور غارسيس ديلفالي من لوس انجلوس احمل جذور ايطالية من ناحية ابي و جذور يونانية من ناحية امي و انا الابن الوحيد , اهذا كافي ؟!”
” رائع .. جذور ايطالية و يونانية و له وسامة و ذوق رفيع في التاثيث و اختيار الاطباق و الشراب .. اعتقد بانك اله من الهة الرومان …”
ضحكوا لتعليقها الظريف الذي جعل جونيور يشعر بالاطراء .. كانت جين تنظر اليه و هو يضحك مظهرا سطرة اسنان لامعة .. انتبه لنظراتها فتوقف عن الضحك و بادلها تلك النظرات .. حتى شعرت بالاحراج فانزلت عينيها الى الطبق .. رات الكسندرا تلك اللحظة بينهما و التوتر الذي حدث فقالت لتلطف الجو
“هل تريدني ان اصدق يا جونيور بانك اعددت الطعام بنفسك ؟!”
-” نعم ”
اجابها واثقا
قالت الكسندرا مازحة تسخر منه
-” اه نعم صحيح انت قمت بصنع المكرونة الصينية و الدجاج الحلو و ..”
-” نعم و هل في ذلك مشكلة ؟! فانا احمل جذور صينية ايضا ”
انفجر الجميع ضاحكا و بعد العشاء ساعدت الفتاتان جونيور بغسل الصحون و تنظيف المكان ثم اتجهوا الى غرفة الجلوس لمشاهدة فيلم ( صمت الحملان)
-” انه فيلم قديم جدا”
قال جونيور و هو يقلب غلاف الفيلم الذي احضرته جين و الكسندرا معهما
-” انه تقليد …ان الكسندرا تحب ان تشاهده مرة في السنة و اليوم يصادف يوم مشاهدته ”
رفع حاجبيه
” اذا سحتفل بمرور …”
-” سبع سنوات ” قالت الكسندرا
-” حسنا سنحتفل بمرور سبع سنوات على مشاهدته ”
التفتت الكسندرا-بعينيه حول الغرفة بينما جونيور يضع الفيلم في الفيديو
” واو لمن هذا الغيتار ؟”
قال مازحا
-” انه من جدي الاسباني ”
ثم ضحك جونيور بعد ان سمعهما يضحكا
قالت له جين
-” ارجوك اعزف لنا قليلا”
كان لا يزال يمزح عندما قال
-” لا اعرف انه مجرد ذكرى من جدي لكن لا باس في بعض الانغام المزعجة ”
اخذ الغيتار من يد الكسندرا و بدا يعزف و يغني بطريقة مضحكة و انغام مختلفة عن الكلمات التي ينطق بها التي ليس لها معنى منطقي
-” هيا ارجوك اريد ان اسمع عزفك ” قالت جينيفير
اصبحت عينيه حادة و لوى شفتيه
-” امرك يا سيدتي ”
قالها بطرقة ساحرة و شيطانية غمز لها بعينه ثم بدا يعزف و يغني بصوت رائع و هاديء يليق بالاغنية التي تقول كلماتها
” هل تؤمن بالحب من اول نظرة
قد اكون الرجل المناسب لك
استطيع ان احقق احلامك
قد اكون مجنون اذا قلت لك ” انا احبك ”
ان جنيفير تؤمن بالحب من اول نظرة و هذا ما حدث معها حين رات جونيور يساعدها في المطار …لكن كانت تفكر في نفسها و هي تراه يضم الغيتار الى صدره و يعزف على اوتاره بانسجام .. رات ملامحه تتغير مع كلمات الاغنية .. لقد عزف جونيور هذه الاغنية عندما سمعته فيرو تلك الليلة التي لا تنسى ابدا انها ذكرى سعيدة و مؤلمة في نفس الوقت لذلك قرر جونيور ان يتوقف عن العزف و يترك الغيتار من يده …
-” لا ارجوك اكمل لقد كنت رائعا ”
قالت الكسندرا تحثه على الغناء من جديد لكنه بدا متالما فقال بصوت هاديء و هو يستقيم واقفا
-” ارجوك اعفيني ”
-” حسنا كما تريد هيا اذا لنشاهد الفيلم ”
جلس على الكرسي الكبير و وضع رجليه على الطاولة التي امامه و جلست الفتاتان على الكنبة القريبة من الكرسي الذي يجلس عليه جونيور و استغرق الجميع بمشاهدة الفيلم الذي يعد تقليد بالنسبة لالكسندرا و ما ان انتهى الفيلم حتى التفتت الكسندرا ناحية جونيور تساله عن رايه عن الفيلم ..لتجده نائما
-” انظري الى المسكين لقد نام من التعب ” قالت الكسندرا
-” يا الهي كم هو وسيم حتى و هو نائم .. ”
قالت جين و هي تنظر اليه باعجاب
-” اوافقك كما انه لطيف جدا و يختلف عن بقية الشباب الطائشين ”
سكتتا لبرهة بينما ينظران الى ملامحه الحادة التي اصبحت اكثر ارتياحا و هو نائما .. قالت جين و في صوتها نبرة قلق
-” اتعتقدين بان له صديقة ؟!”
-” لم لا ؟ فهو جذاب جدا وذو شخصية فريدة ”
تالمت جين و قالت بضيق
-” لا تقولي ذلك فانا اتمنى ان احظى بفرصة معه ”
-” لم لا تجربين
حظك معه يا عزيزتي ؟! ”
ما ان انتهت الكسندرا من جملتها حتى فتح جونيور عينيه و نظر الى عين جين التي اضطربت و اشاحت بنظرها عنه بسرعة و ابتعدت حتى ترتدي معطفها و خشيت بان يكون قد سمع حوارهما .. لكنه بدا عليه بان لم يسمع شيئا عندما سال الكسندرا التي اضطربت بدورها
-” هل نمت طويلا ”
قال و هو يتثاءب .. ارتاحت جين لانه لم يبدو عليه بانه سمع شيئا فاجابته
-” كنت كالطفل البريء ”
-” بماذا كنت تحلم ؟ هل يمكن ان تحلم بصديقتك او خطيبتك او اي امراة جميلة ”
قالت الكسندرا فهي تريد ان تساعد صديقتها المتيمة بهذا الرجل
ضحك و هو يتمقط و يمد ذراعيه و يتثائب
-” و هل هذه طريقة اخرى لتساليني ان كان لدي صديقة يا الكسندرا ؟”
ثم ابتسم بطريقة مثيرة لانه اكتشف ما تقصده و ذكر جينيفير بسؤالها عن زوجته .. ابتسمت جنيفير باضطراب .. و قالت الكسندرا باحراج
-” لا لم اق…”
قاطعها
-” لا باس كنت امزح معك لكن ساجاوب عن تساؤلاتكما وقت ما شئتما .. نعم انا لي صديقة لكني ليس بيننا علاقة حب كما تعتقدا .. و بصراحة كنت ارى امي بالحلم ”
-” اها فهمت”
بدات الكسندرا مهتمة .. انفعلت جين بداخلها فهذا يعني بان لديها فرصة مع هذا الشاب الساحر و لن تضيعها .. ابتعدت عنه حتى لا ينظر من خلال عينيها الى الفكرة التي طرات براسها
-” حسنا جونيور نشكرك على استضافتنا و على العشاء اللذيذ الذي اعددته بنفسك الذي تعلمته من جدك الصيني الاصل .. لكننا يجب ان نذهب .. و انت يجب ان تنام ”
قهقه و قال لهما
-” لا شكر على واجب و سنجتمع في مرات اخرى و اخرى .. ”
تذكر الصندوقين و قال لهما
” اه شكر على الهدية .. سافتحها الان اذا لم تمانعا ”
” بالطبع لا ”
قالت الكسندرا و هي تساعدها في فتح الصندوق الذي احضرته .. اخرج منه لوحة لتعليق
” انها رائعة شكرا لك الكسندرا .. لقد احبتت البطاقة ”
” على الرحب و السعة.ز هيا افتح علبة جين ”
اخذت الصندوق الثاني ليفتحه لا شعوريا رفع عينيه الى جين و ابتسم لها .. يبدو عليه بان احب هدية جين اكثر فهي عبارة عن زجاجة مدورة كبيرة و يوجد بداخلها منظر لمدينة نيويورك بمبانيها و التايم سكوير و الامباير ستيت و برج الحرية .. اخذ يقلبها راسا على عقب فتنغمر المدينة بالثلج ..
” احبها .. شكرا لك جينيفير ”
اومات براسها و هي تبتسم له .. وضع الزجاجة على طاولة التلفاز و وضع اللوحة بالقرب منها ليعلقها لاحقا ..
فتحت الكسندرا الباب و قالت لجونيور
-” حسنا جونيور عزيزي ..يجب ان نذهب ”
اكملت جنيفير عنها و قالت
-” لقد استمتعتنا .. شكرا لك ”
وقف امامهما و قال بامتنان
” و انا كذلك اشكر لكما تلبتكما لدعوتي و للهديتين ”
استدارت الكسندرا و نزلت درجتين و توقفت عندما احست بان جين لا تزال واقفة .. راتها تبادل جونيرو النظرات و الابتسامات .. تركتهما حتى قالت جين بخجل و قبل ان تستدير لتتبع الكسندرا
– ” الى اللقاء ”
رفع يديه ملوحا
” الى اللقاء ”
اقتربته منه قبلته جين على خده ثم استدارت بسرعة و نزلت الدرجات … وقف على الباب و اخذ يبتسم و يتحسس مكان القبلة .. و فجاة قفزت فيرونيكا في تفكيره و تذكر تقبيله لتلك الفتاة التي سحرتة بجمالها و رشاقتها و ذكاءها و خلقها و كل شيء فيها فهو يحبها و مغرم بها.. لم يفكر بفيرو بينما فتاة اخرى هي من قامت بتقبيله .. تلك التي تبدو و انها مهتمة به .. يشعر بانه يجب ان ينسى فيرو و يمضي بحياته .. فلم يكتب لهما ان يعيشا قصة حب لانهما متعاديان و هذا سيكون صعب جدا لهما ..
-6-
جلست فيرو تتصفح كتابها لكنها لا تدري ماذاكانت تقرا فبالها لم يكن مع الكتاب لان بالها في نيويورك مع شاب اسر قلبها و كبله بسلاسل و قيود و القى بالمفتاح في البحر ..
-” بمن تفكرين ؟ حتما ليس بالكتاب الذي بين يديك ”
قالت جولي و هي ترى صديقتها و عينيتها مسمرتين على منطقة اخرى غير الكتاب الذي بيدها .. اجابتها دون انكار
-” اني افكر بجونيور.. الم يتصل ؟! الم يقل لك جاك شيئا عنه؟! مر اسبوعان و لم اعرف عنه شيئا .. ”
قالت جولي و هي لا تريد ان تجعل صديقتها تشعر بالخيبة لكنها مظطرة لان تقول الحقيقة
-” لا ابدا لم يقل لي جاك شيئا .. انا اسفة يا عزيزتي ”
انزلت عينيها على الكتاب محاولة ان تنسى ولعها و شوقها له .. فغيرت الموضوع
-” لا عليك قولي لي كيف هي علاقتك بجاك اني ارى تطور ملحوظ؟”
ابتسمت جولي و قالت بعفوية و بمرحها المعتاد
-” انه رجل رائع رائع واعتقد باني وقعت في حبه ”
سعدت فيرو لسماعها ذلك
-” جيد ان جاك لطيف جدا ”
اضافت جولي
-” و وسيم ايضا ”
قالت ضاحكة.. اردفت
-” سياخذني غدا الى العشاء ثم الى شقته ”
غمزت لفيرو التي فهمت قصدها .. فاومات براسها
-” اه جيد اتمنى لك كل الحظ ”
-” شكرا ”
خرجت جولي مودعة صديقتها و تركت فيرو تغرق في بحر افكارها .. و حسرتها على الحب الذي لم يكتمل ..
مر على وجود جونيور في نيويورك شهران تعرف على المدينة جيدا و تعرف على اصدقاء جدد و بدا بتجهيز نفسه للفصل الجديد الذي سيكون اول خطوة لتحقيق طموحه حمل كتبه الثقيلة و خرج متجها سيرا الى الجامعة التي تبعد عن سكنه عشرة دقائق اي مسافة شارعين تقريبا وقف عند مقهى قريب من الجامعة و اشترى ثلاث اكواب من القهوه و عند مدخل الجامعة راى الكسندرا و جنيفير وقافتان مع بعض الاصدقاء .. اقترب منهما مقدم لهما القهوه الدافئة لتنشطهم قليلا فدائما ما يكون اول اسبوع من الدراسة متعب لان المرء تعود السهر في الصيف لكثرة الاحتفالات و التجمعات الشبابية و ما غيرها من متعة الصيف ..
اخذت جين القهوه و ابتسمت لجونيور بامتنان لانقاذها من النعاس الذي سيطر عليها
-” اه جنير لقد انقذتني و ستكمل معروفك اذا حملتني و وضعتني على الكرسي في قاعة المحاضرات ”
-” و انا من سيحملني اذا حملتك ؟”
و غمز لها بعينيه فضحكت له
-” هيا لندخل ”
ثم دفعها بلطف يحثها على التحرك
جلسوا في القاعة التي تكتظ بالطلبة و الطالبات المزعجين و كانهم ناموا بالامس مبكرا فهو لا يعرف سبب نشاطهم و حركتهم الزائدة التي يبدو هو بيعدا كل البعد عن تلك الحيوية و يبدو بان يريد ان يعود الى شقته ليعود للنوم ..علق جونيور معترض و يده على خده و قد تطرفت عيناه
-” يا الهي هل سكان نيويورك دائما بهذا النشاط ؟!”
اجابته الكسندرا ضاحكة
-” لا فقط في اول النهار ثم ستنتهي هذه الطاقة مع انتهاء الوقود ”
” بالطبع لان هذه الطاقة تاتي من القهوة التي بيدينا ”
قالت جين معلقة و هي تضحك .. ابتسم جونيور و قال و هو ينظر الى ما تبقى من قهوته
-” لكني لا ارى اي مفعول لها انني اتخيل سريري و غرفتي و بيجامتي ارييييييد ان انااااااام ”
ما ان دخل الاستاذ حتى سكت الجميع تقريبا ..وضع حقيبته على الطاولة و اخرج اوراق منها و قام بتوزيعها على الحاضرين ..
-” هذه الاوراق مهمة جدا انها تشرح لكم قوانين المادة و الجامعة و طريقة رصد الدرجات و ما الى ذلك من محتوى المقرر الرجاء الاطلاع عليها .. و الاستفسار عن اي شيء تتوقفون عنده ..”
طالع جونيور الاوراق التي بين يديه و هو لا يشعر برغبة في قراءتها لذلك وضعها جانبا .. فقال الاستاذ بعد ان اجاب على بعض الاسالة المتعلقة بالاوراق
” و الان سنبدا المحاضرة الاولى كي لا نضيع وقت فهذه المادة كثيفة تحتاج الى وقت لنفهمها فارجوا منكم التعاون اذا اردتم النجاح في مادتي لنبدا.. اسمي دكتور توماس وليامسون …و ساقوم بتدريسكم علم الانثروبولوجيا ..”
تثاؤب جونيور ثم نظر الي صديقتيه الناعستين و ابتسم.. من الجيد ان يكون معهما في مادة مشتركة بجميع الطلبة بمختلف تخصاصتهم ..
و في لوس انجلوس بدا اليوم الدراسي للفتيات بنشاط تام فهذا اول يوم تذهب فيه جولي و الي الي جامعة في امريكا فهما اعتدتا الدراسة في لندن موطنهما
-” يا الهي انه شعور جميل لكن الجامعة هنا لا تختلف كثيرا عن الثانوية هناك ”
قالت الي بمرح
-” حقا, اين هم الشباب ؟”
اخذت جولي تلتفت تبحث عنهم او بالاخص تبحث عن جاك صديقها الحميم فبعد مرور شهرين من وجودها في لوس انجلوس توطدت العلاقة فيما بينهم بشكل جيد كما ان الي اغرمت باليكس ايضا و بدات علاقتهما تنضج يوم عن يوم بينما فيرو التي تفتقد جونيور قررت ان تحاول ان تعيش و تنسى المها لفراقه .. لذلك فتحت المجال لمارك ان يدعوها للعشاء بين حين و اخرى و يخرج معها كلما سمحت الظروف لكن كما يقول المثل ” القلب يعشق مرة واحدة ”
-” مرحبا يا حلوتي ”
التفت جولي على الشخص الذي التصق بها فابتسمت له
-” مرحبا يا وسيم ”
-” كيف الحال هل نمت جيدا بالامس ام كنت تفكرين بي طوال الوقت ؟”
-” لا لم اكن افكر بك ايها المغرور ”
-” اشك في ذلك ”
اخذها بين يديه و قبلها
قالت فيرو و هي تجذب الي
-” هيا لنذهب لقد تاخرنا نراكم يا شباب في المحاضرة التالية الى اللقاء ”
-“الى اللقاء يا جميلات ”
قال جاك و هو يراهن يبتعدن
شهران دراسة مرا بخير و تعب قليل و اقترب فصل الخريف و امتحانات منتصف الفصل ..
-” اين جونيور لم اره اليوم ” قالت الكسندرا
-” لقد اتصلت به لكنه لم يجيب هل تعتقدين انه نائم و نسي ان يستيقظ ” قالت جين
-” لا بد من ذلك ”
-” لنذهب و نرى ”
اتجهتا الى شقة جونوير .. اخذ جرس الباب يرن و يرن و يرن و بدا القلق يتسلل اليهن
-” اين هو بدات اخشى عليه ”
قالت جين و الاضطراب يكسو ملامحها – كانت الكسندرا بدورها قلقة لكنها بدت اكثر شجاعة تطمان صديقتها
” لا لا تقلقي لابد انه يستحم او …”
بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا فتح جونيور الباب و كان يبدو بحالة يرثى لها فوجهه احمر و انفه احمر و عيناه تدمعان و بالكاد يفتحهما شعره مبعثر ويلبس شورت و جاكيت .. ترك الباب مفتوح لتدخلا رمت جين بنفسها عليه تضمه ..
-” يا الهي لقد انشغل بالي عليك اين كنت ؟ ماذا يجري؟ لم لا ترد على الهاتف او جرس الباب ؟ يا الهي هل انت بخير تبدو …”
قالت الكسندرا مهدئه و هي تسحبها بعيدا عنه فهو لا يبدو عليه الطاقة ليتجاوب معها و مع تساؤلاتها
-” اهدئي يا جينيفير ان جونيور مريض و كفي عن هذه الاسالة ”
استلقى على الكنبة و وضع يده على راسه
-” اه ان راسي سينفجر لم انم بالامس .. اسف يا جين لقد كنت نائم عندما طرقتما الباب لذلك لم اجيب على اتصالك ايضا”
-” لا باس اتريد بعض المهدئات تبدو بحالة سيئة ”
وافقها
-” سيئة جدا ”
تلحف بالغطاء و وضع راسه على الوسادة لكنها استقام من جديد
-” اسف تفضلوا ”
جلست جين بالقرب منه وضعت يديها على جيبنه الساخن.. شهقت و قالت
-” يا الهي انت حار جدا ”
قهقه و علق بشقاوة
” شكرا لك ”
ثم اغمض عينيه و لا يزال يبتسم
-” يا سخيف انت مريض جدا و تمزح ايضا ”
-” الم تذهب للطبيب؟”
قالت الكسندرا
-” لا لا داعي صديقيني هذا بسبب تغير الجو ساخذ بعض المسكنات و اخلد للنوم و ساصبح بعد ان استيقظ عل خير ما يكون ”
-” لا اعتقد ذلك ان حرارتك مرتفعة جدا يبدو انك مصاب بالحمى ..جونيور ارجوك دعنا ناخذك للمستشفى ”
قالت جنيفير و هي مازالت تضع يديها على راس فاخذ جونيور يديها ووضعها بين يديه
-“جيني يا عزيزتي شكرا على اهتمامك بي لكن لا تقلقي فانا استطيع ان اهتم بنفسي اذا ازدادت حالتي سوءا ساذهب بنفسي و الان ارجوكما اذهبا الى الجامعة كي لاتتاخرا على المحاضرة الاولى و انا سانام ”
وقفت الكسندرا و جذبت جين
-” كما تريد جونيور هيا جين ”
وقفت جين و نظرت الى ذلك الرجل القوي و قد خارت قواه
-” لكننا سناتي لنطمئن عليك بعد ان تنتهي المحاضرات ”
اوما براسه و عينيه مغمضتين
-” حسنا جدا شكرا على اهتمامكما ”
-” اعتن بنفسك ”
قالت الكسندرا.. فاجابها بهدوء
-” سافعل الى اللقاء ”
بعد الانتهاء من المحاضرات الطويلة و المملة ذهبت الفتاتان لشراء حساء دافيء لجونيور المريض لعله يعود الى طبيعته بعد تناوله الحساء الدافيء .. طرقا على الباب لكن لا احد يجيب
-” يا الهي انه يحب ان يفعل ذلك لم لا يرد ؟ايريد ان يوقف قلبي؟ ”
قالت جين بعصبية فهي لم تتوقف عن التفكير به طوال الوقت و سرحت عن المحاضرات ..
-” اعتقد بانه نائم لنحاول مرة اخرى ”
ظلت تطرق على الباب لمدة عشرة دقائق فساورهم الشك
-” لا اعتقد بانه لا يسمع رنين الهاتف و دقات الباب ”
قالت جين بانزعاج.. فقالت لها الكسندرا بفكرة
-” لنادي حارس البناية ليفتح لنا الباب هيا ”
و بعد دقئق فتح الحارس الباب فركضت جين الى غرفة جونيور فلم تجده ذهبت الى غرفة الجلوس و المطبخ و اخيرا وجدته على ارض الحمام منبطح صرخت باعلى صوتها و اقد اصابها الهلع
-” النجدة”
سمعت الكسندرا صراخ جين فركضت هي و الحارس الى الحمام .. وضعت يدها على فمها و هي ترى جونيور على الارض و جين فوق راسه ..قالت الكسندرا الى الحارس
-” هيا لنحمله و ناخذه الى المستشفى ”
حمله حارس الى سيارة الكسندرا و اخذوه الى اقرب مستشفى وضعوه على الفراش و ادخلوه غرفة الفحص و بعد نصف ساعة خرج الدكتور
-” ما به يا دكتور هل هو بخير ؟”
سالت الكسندرا
-” نعم هو بخير لكنه يعاني من حمى شديدة و اعتقد انه لم ياكل شيئا فمعدته فارغة ”
سالته جين بقلق
-” و الى متى سيظل هنا؟”
-” تقريبا ثلاثة ايام الى ان ننتهي من فحصه وعمل اشعة للدماغ و للجسم لنتاكد من صحته ”
-” شكرا دكتور ”
في لوس انجلوس دخل الاب ليو منزعجا بعد عودته من العمل
-” ما بك يا ليو تبدو مستاء ”
سالت مليسي و هي تربت على كتفه.. قال بنبرة منزعجة و قد بدا عليه التعب
-” انا قلق على جونيور ”
التفت اليه فيرو ما ان سمعت اسمع جونيور تركت ما بيدها من اوراق وقالت له
-” ما به جونيور؟”
-” لا اعلم انا قلق لقد اتصلت عليه اكثر من مرة لكنه لم يجيب على هاتف الشقة و لا المحمول احس بان مكروها اصابه ”
حضنته مليسي و ابتسمت له تبعث فيه الطمانينية و قالت له بصوت هاديء
-” لا يا حبيبي يمكن انه لم يسمع او انه كان يستحم او نسي هاتفه و خرج من المنزل مع اصدقائة ”
-” لا .. لا .. جونيور حريص على هذه الاشياء و اذا لم اتصل انا هو سيفعل .. فدائما يتصل علي في العمل .. انا جدا قلق و لن ارتاح الا اذا ذهبت و اطمانت عليه”
سالته باستغراب
-” هل ستذهب الى نيويورك ؟! ”
اومات و هو يعيد طرح تلك الفكرة براسه
” نعم .. ساذهب ”
” متى يا حبيبي ؟!”
-” الان ساتصل على سام حت يحجز لي تذكرة في اسرع وقت .. اسف يا عزيزتي ”
تضايقت لكنها فكرت بان هذا ابنه و هو لم يره منذ ستة اسهر تقريبا .. يجب ان تازره فقالت له
-” حسنا يا عزيزي ..سارتب حقيبتك ”
و بعد ساعات طارت الطائرة متجة الى نيويورك و بمجرد وصول الاب اسرع لختم جواز سفره و خرج مسرعا و استقل تاكسي و ذهب الى شقة ابنه الذي ارسل له العنوان على البريد الاكتروني من بل .. دفع للسائق و خرج من السيارة مهرولا على الدرج دق الباب اكثر من مرة .. و اتصل ليسمع صوت الهاتف من خلف الباب .. جن جنونه .. و اصابه الهلع عندها نزل ليسال الحارس الذي قال له بان ابنه في المستشفى و قال له ما حدث بالتفصيل فاسرع ليو و ذهب الى المستشفى و بعد دقائق كان يقف عند باب الغرفة التي ينام فيها جونيور و الاجهزة مثبته عليه من كل جهة وقف ينظر اليه و هو يلهث من التعب ثم سال الفتاتان اللتين وقفتا بالقرب من فراشه…
-” كيف حاله ؟”
سال جين و الكسندرا و هو يدخل و يضع يديه على راس ابنه و يمسح على شعره
-” انه بخير انه فقط يعاني من حمى شديدة ”
اجابت الكسندرا و هي مستغربة من الرجل الذي دخل فجاة
-“اه الحمد لله لقد جن جنوني عليه كنت اعرف بان مكروها اصابه ”
جلس بالكرسي بالقرب منه و اخذ ينظر اليه ثم استوعب وجود الفتاتان الغريبتان
-” انا اسف لم اعرفكما على نفسي انا ليو غارسيس ديلفالي والد جونيور و لقد وصلت للتو من لوس انجلوس فقد احسست بان مكروه اصاب ابني فاسرعت بالمجيء و من انتما ؟”
-” انا جنيفير و هذه الكسندرا لقد تعرفنا على ابنك من اول يوم في الطائرة و اصبحنا اصدقاء ”
-” اهلا و سهلا تشرفت بمعرفتكما ”
مد يده يصافحهما
-” و نحن ايضا ”
-” ماذا جرى له؟ ان جونيور قوي البنية و لم يصل في المرض لان ينام في المستشفى من قبل الا عندما انكسرت ساقة و هو في الثانوية و انكسرت يده مره ايضا انه احمق و شقي لكنه قوي .. و لم يستسلم للمرض .ز حتى انه يرفض الذهاب الى الطبيب ”
ابتسمت جينفير لسماعها شيء عن حياة جونيور الغامضة فهو لا يحب ان يتكلم كثيرا عن حياته الشخصية و له اسبابه الخاصة
-” لا اعلم ماذا جرى له يا سيدي فقد كانا معا بالامس نتعشى و نلعب الورق .. كا بكل قواه البدنية و العقلية ”
-” ساذهب لاتكلم مع الدكتور لاسال عن حالته عن اذنكم ”
قبل ان يخرج فتح جونيور عينيه ثم اغلقهما ثم فتحهما فجاة و كانه راى شبح امامه و حاول ان يستقيم بجلسته لكن ليو دفعه للخلف و هو يبتسم
” لا تتحرك ”
-” ابي ؟!”
قال بصوت خافت و مدهوش
-” اه يا جونيور لقد اشتقت لك يا بني ماذا جرى لك؟”
اقترب منه و اخذ يربت على راسه و يمسح عليه
-” ابي اين انا ؟ ”
و اخذ يتلتفت في الحجرة .. راى الكسندرا و جين فسالهما
-” لم اشعر بالبرد و دوار ”
-” انت في المستشفى لقد اغمي عليك و احضرتك جين و الكسندرا الى هنا ”
التفتت ليو الى الفتاتين و ابتسم لها بامتنان لاهتمامهما بابنه .. لكن جونيور بدا غير طبيعي و ساله
-” و كيف عرفت انت ؟ و متى اتيت ؟ و كم يوم اغمي علي ؟”
رفع نفسه و جلس على الفراش مسند ظهره على الوسادة
-” لقد اتصلت عليك مرارا لكنك لم تجب على اي من اتصالاتي ..شعرت بوجود شيء خاطيء و ان مكروه اصابك فقررت ان اتي الى هنا ..حجز لي سام اول طائرة تقلع اليوم و اتيت ”
-” شكرا ابي لوجودك فانا مشتاق لك و اريد ان اريك كل شيء ”
نسي جونيور بان في المستشفى و بدا هزيلا و متعبا
-” و انا يضا مشتاق لك ياعزيزي ”
طرات فيرو على باله فسال والده
-” كيف حال الشباب ؟ و فيرو و جولي والي ”
-” الجميع بخير و يسالون عنك و قال لي جاك بانه سياتي و اليكس لزيارتك قريبا ”
-” خبر جيد .فانا متشوق لرؤيتهما ”
ظلا يتحدثان عن الستة الاشهر الفائتة و المستجداتت .. اخبره عن علاقة جاك و جولي و كذلك اليكس و الي .ز فاخبره بان جاك قال له عن كل شيء الا عن علاقة فيرو بمارك الامر الذي جعله يستاء و يتضايق لكنه ظل ساكتا دون ان يعلق على امر فيرو فهي لم تخصه .. و لم يحدث بينهما شيء غير قبلتين و هذا لا يعني شيء كما يبدو بالنسبة لفيرو .. كان يتدثان عن كل شيء حتى دخلت الممرضة تقاطعهما و تخبرها بان وقت الزيارة انتهى
-” انا اسف يا بني يجب ان اذهب هلا اعطيتني مفتاح شقتك ”
-” بالطبع انه هناك فوق الجاكيت اذهب و ارتاح يا ابي و ساكون بخير ”
-” سافعل الى اللقاء في الغد ”
استدار ليو ليخرج لكن يد جونيور اوقفته التفتت لينظر الى عينيه و ليته لم يفعل ليرى هذا الانكسار و الضعف .. شعر بانه يائس و ليس بيده شيء يفعله من اجل ابنه و لو استطاع ان يمنحه صحته و بدنه لفعل ..قال بنبرة المت قلب والده اكثر من نظراته
– ” ابي .. شكرا لك ”
اختنق صوت ليوم و لم يتسطيع ان يجيب ابنه .. احس بغصه كادت ان تنفجر لكنه تحلى بالصبر و نظر الى ابنه يايماءه ثم استدار ليخرجة ..
استقل تاكسي الى شقة جونيور .. صعد بالمصعد ثم توقف عند مدخل الباب .. فتحه بهدوء و انار الاضواء .. اخذ يتمشى فيها و هو يبتسم لما يراه .. ان ابنه يعرف كيفية تاثيثه .. له ذوق رائع في اختيار الالوان و الاثاث البسيط و هو الشيء الذي لا يتشارك فيه مع والده ..دخل الغرفة فوجد على المنضدة القريبة من الفراش اطار يحمل صورة ليو مع زوجته السابقة والدة جونيور حمل الاطار و نظر الى وجه زوجته السابقة فتسارعت الدموع تتجمع في مقلتيه
-” اه يا ليزا عزيزتي كم انا مشتاق اليك .. لاتقلقي على ابننا جونيور فقد غدا رجلا يتحمل المسؤولية و سيصبح مهندس عما قريب و سيدير شركاتي واضمن لك يا ليز بانه سيكون بخير .. شكرا لك حبيبتي انجابك اياه فهو ما تبقى منك و ساحافظ عليه .. كل ما انظر الى عينيه و كانني اراك من خلالها ..انا لم انساك و لن انساك ابدا .. تصبحين على خير و شكرا لك يا حبيبتي مرة اخرى لانجابك جونيور و حسن تربيته ليكون سندا لي ..شكرا جزيلا ”
وضع الاطار مكانه ثم استلقى على وسادة ابنه و غط في نوم عميق..
7
في اليوم التالي دخل ليو مكتب مكتب الدكتور الذي يعالج جونيور ليساله عن حال ابنه اخبره بان ابنه اول مرة ينام فيها بالمستشفى و ان ذلك ليس من المعتاد ..
– ” اخبرني يا دكتور هل من المعقول ذلك ؟!”
كان يتساءل عن سبب مكوث ابنه في المستشفى ليومين ؟ و هو لا يعاني الى من حمى و قد يستطيع ان يرتاح في المنزل لكن الذي جعله يرتاب من الامر هو الاشعة التي تاخذ لابنه باستمرار و ان جونيور مخدر طوال الاربعة و عشرين ساعة فهذا ليس من الطبيعي براي ليو..
بدا صوت الدكتور هادئا و واثقا و حاول ان يكون مطمئنا اكثر .. تنحنح قبل ان يتحدث
-” يا سيد غارسيس ديلفاني .. ساكون صادقا معك و اخبرك بالحقيقة .. لقد قمنا باجراء اشعة مقطعية لابنك بعد ان راينا من خلال الفحص وجود ورم و قد اكدت لنا الاشعة ذلك .. لكن لا تقلق ان ابنك مصاب بورم صغير في الراس حديث النمو اي لم تظهر له الياف بعد ..و لذلك كان يشعر بدوار و الحمى التي لا تفارقه .. سنقوم باستئصاله فورا و كلما اسرعنا كان افضل له ”
و كان صاعقة ضربته بقى متجمدا و مصدوما .. وقف الدكتور و اقترب منه ربت على كتفه و ابتسامه صغيرة رسمها على شفتيه
– ” سيد ليو .. ستكون الامور على ما يرام .. صدقني ”
عندما استدرك الامر و الكلام الذي قاله الدكتور بدا يصرخ بدهشة
-” كيف يحدث هذا ؟؟ ان ابني شاب … شاب قوي و ذو صحة جيدة كيف يحدث له ذلك؟؟ يا الهي لا استطيع ان افقده لا استطيع ”
-” لا تقلق يا سيدي ان نجاح هذه العملية مضمون و لن ينتشر الورم في راسه لانه كما قلت لك حديث النمو اي يسهل السيطرة عليه لانه صغير و ليس له الياف ليتشعب و ينتشر بالجسم كله و لن يحتاج الى علاج كيميائي يا سيد فاهداو اطمان لن تفقد ابنك يا سيد غارسيس ديلفالي سابذل ما في وسعي ”
اثر كلام الدكتور الواثق على نفسية ليو فهدا قليلا
-” و كم سيبقى هنا بعد اجراء العملية ؟”
-” اسبوع بالكثير ”
-” و متى ستقوم باجراء العملية له ؟”
-” غدا صباحا”
-” هل يعلم عن الامر ؟!”
-” لا .. ساخبره بنفسي بعد قليل”
وضع يده على راسه فالصدمة لم يختفي مفعولها بعد
-” يا الهي ”
عاد الى شقة دون ان يمر على جونيور فهو لا يريد ان يراه ابنه و قد خارقت قواه و منهار .. اتصل على مليسي ليخبرها بالخبر المجزع .. لم يستطيع ان يمنع دموعه من الانهمار ..
-” يا عزيزي ساتي لاقف بجانبك يا حبيبي ”
-” لا يا مليسي ابقي حيث انت مع ابنتك ..انا بخير ”
-” انك لست بخير انا اعرف من صوتك ساتي غدا تبدو متعبا يا عزيزي و لن اسمح ان يصيبك مكروه ارجوك اريد ان اكون بقربك ساتصل بسام كي يحجز لي اليوم مساءا و ساخبر فيرو لتنام عند جولي و الي لا تقلق عليها .. اريد ان اكون بالقرب منك يا ليو”
تنهد و اجابها بسرعه فهو لا يريد ان يتجادل مع احد و لي له خاطر بذلك
-” كما تريدين ”
اغلقت مليسي الهاتف و ذهبت الى غرفة فيرو و الانزعاج باد على ملامحها.. راتها فيرو فسالاتها بقلق..
-” ماذا بك لم انت شاحبة ؟”
توترت فنزلت دمعه على خدها و هي تقول
-” اتصل ليو ..”
و على الفور قاطعتها فيرو
” هل جونيور بخير ؟”
-” اتمنى ذلك ”
بدا قلبها يضرب بشدة فتكلمت بحده تستحث والدتها على الافصاح
-” ماذا به يا امي تكلمي ارجوك ”
-” سيقوم باجراء عملية له غدا صباحا لاستئصال ورم صغير حديث النمو في راسه ”
فتحت فمها و عينيها من الصدمة و لم تستطع ان تنطق باي كلمة سوا
-” يا الهي ”
وضعت يديها على فمها و ذهبت الى غرفتها و الدموع تتساقط كالشلال من عينيها قفلت باب .. القت بنفسها على الفراش و خبئت وجهها بالوسادة و ظلت تبكي حتى اغشاها النعاس و نامت حتى الصباح ..
سمعت طرق شديد على باب غرفتها اوقضها من النوم
-” فيرو افتحي الباب هل انت بخير؟”
كانت جولي تضرب على الباب بشدة
– ” فيرو ساجن اين انت ما بك ؟”
فتحت الباب فيرو و القت بنفسها على جولي تحتضنها
-” هل انت بخير تبدين شاحبة و عينيك منتفخة هل كنت تبكين ارجوك اخبريني ؟”
-” اين امي الم تقل لك شيئا ؟”
-” لا انا لم ار امك لا اعتقد انها هنا فالمنزل لا يوجد به احد قولي لي انت ”
جرتها داخل الحجرة و جلست على الفراش غطت وجهها بيدها و بكت احتضنتها جولي
” ما بك يا عزيتي ؟!”
-” انه جونيور ”
-” ما به هيا تكلمي ؟”
قالت بعصبية و خوف
-” انه في المستشفى و سيقوم باجراء عملية في راسه لانه مصاب بورم ”
-” انه مصاب بالسرطان ؟”
قالت في دهشة
-” نعم لكن الورم صغير و حديث النمو اي لم ينتشر بجسمه ”
-” لا باس اهدئي ان بعد اجراء العملية سيكون على احسن حال و كما كان سابقا ”
-” اتمنى ذلك من كل قلبي ”
-” و انا ايضا يا عزيزتي لنصلي له ”
-” سانتظر قرب الهاتف فانا اعرف بان ليو سيتصل ليخبر امي ”
ذهبت لتبحث عن امها في كل ارجاء المنزل لكنها لم تجدها بل وجدت ورقة من امها معلقة على البراد :
( فيرو انا ساذهب الى نيويورك لاكون بالقرب من ليو
انه يحتاج الي ..ارجو ان تكوني بخير ..لن اغيب طويلا ..اذهبي عند جولي و الي الى ان اتي اقفلي ابواب المنزل جيدا و اهتمي بدراستك و لا تقلقي ساخبرك بكل شيء
ملاحظة: اسفة لاني ذهبت فجاة فانا لم اشا ان اوقظك
احبك )
حطت الطائرة في مطار نيويورك نزلت مليسي مسرعة لتحتضن زوجها الذي استقبلها شاحب الوجه و غيرحليق مسكت وجهه بين يديها و امعنت النظر فيه
” هل انت بخير؟! متى اكلت اخر مرة؟”
ضحك بالم فلم يكن بمزاج يسمح له بان يضحك
– ” لا عليك انا بخير هيا لنذهب بعد ساعتين سيدخل جونيور غرفة العمليات ”
-” اريد ان اراه ”
اصطحبها الى الشقة اولا لتضع اغراضها ثم اخذها بعد ذلك الى المستشفى دخلت و رات شاب ضعيف حليق الراس يجلس على الفراش و على جسمه اجهزة معقدة يشبه الى حد ما جونيور الشاب قوي البنية ذو الشعر الرائع الكثيف .. راته بشفقة عندما شاهدته يقرا كتاب بين يديه فرفع راسه ليراها فاعتصر قلبها لرؤيتها نظرات الحزن و الالم في عينيه الزرقاء الجميلة البراقة التي اختفى وميضها ..ابتسم و لاول مرة يبتسم لها .. اغروقت عينياها بالدموع عندما سمعت صوته ينادي باسمها و كان اشتاق لها
-” مليسي ؟!”
-” كيف حالك يا عزيزي ؟”
اقتربت منه ووضعت يديها على يديه و قبلت راسه الحليق .. رغم ما به فهو وسيم جدا حت من غير شعر كثيف يغطي راسه ..
ابتسم لها .. و مع ذلك لم يختفي الالم في عينينه
” كيف حالك انت و فيرو و باقي الفتيات ؟”
نظرت الى زوجها ثم اجابت
-” الجميع بخير و الكل قلق عليك ”
دخل الدكتور قاطعا عليهم كلامهم
-” اسف لمقاطعتكم ”
-” لا باس ”
قال ليو..
اقترب الدكتور من جونيور و كلمه بصوت هاديء و واثق
-” هل انت مستعد يا بني ”
هز جونيور راسه ايجابا
-” بالطبع خلصني يا دكتورمن ذلك المتطفل الغريب الذي في راسي”
ضحك الدكتور فجونيور بدا شجاع جدا و قد تقبل الامر
-” انت ولد شجاع يا جونيور ”
و بعد ساعتين اصبح جونيور مخدرا و مستلقي في غرفة العمليات و الاجهزة على جسمه و الاطباء ..الممرضات من حوله ..
بينما ليو متوترا يجول في الغرفة و يخرج الى الممر يمر قرب غرفة العمليات ينظر بين حين و اخرى من خلال النافذة الصغيرة ..
-” لقد تاخر مرت ساعتين على وجوده في غرفة العمليات ”
-” اهدا يا حبيبي .. ارجوك اجلس ..سيكون بخير ”
-” لا استطيع ان اهدا وابني بين الحياة و الموت لا استطيع ”
-” يا الهي يا ليو لا تقل ذلك .. لن يموت ارجوك اجلس و لو قليلا ”
جلس وارخى جسده و اسند راسه .. عندما هدا وقفت مليسي
-” ساتصل على فيرو هل ستكون على ما يرام اذ اتركت دقيقتين؟”
-” نعم ارجوك اذهبي واحضري لي فنجان من القهوه راسي سينفجر ”
ابتعدت عنه لتتصل على فيرونيكا ..التقطت الثانية السماعة من ثاني رنة و كانها كانت منتظرة لهذه المكاملة
-” الو ”
سمعت صوت والدتها و حاولت ان تستكشف الامر من خلال صوتها الذي ليس له ملامح
-” امي كيف حالك و ليو ؟ هل جونيور بخير؟”
-” انا بخير لكن ليو متعب جدا يحتاج الى النوم لكنه عنيد و لا يسمع لي ان اعصابه قد تلفت .. و جونيور المسكين مازال في غرفة العمليات انه شجاع و واثق من الدكتور و قد تقبل الموضوع بصدر رحب .. اتصدقين بانه كان يضحك و ينكت مع الدكتور طول الطريق الى حجرة العمليات .. ”
” حقا ؟!”
” نعم و كانه سيذهب ليشاهد فيلما كوميديا .. كان يلطف الجو و يشد من عزم والده .. لا اعرف من المريض فيهما .. لا تقلقي عليه يا ابنتي العزيزة سيكون بخير انا متفائلة ..”
” يا الهي ارحتيني جدا يا امي ”
” يا حبيبتي .ز ماذا عنك ؟ كيف حالك ؟
-” انا في شقة جولي و الي و الشباب جاك و اليكس هنا ينتظرون اتصالك لتخبرينا عن جونيور ارجوك امي لا تتاخري في الاتصال حالما يخرج من غرفة العمليات لنرتاح اكثر و نطمان عليه”
-” حسنا يا عزيزتي سافعل لكن لا تقلقوا عليه فجونيور له رغبة بالحياة و التشافي ..حسنا يجب ان اذهب فليو ينتظر فنجان القهوة ..اتصل بك لاحقا ”
-” الي اللقاء”
اغلقت السماعة و احضرت القهوة لزوجها راته يتدث مع جنيفر و الكسندرا و ما ان وصلت حتى فتحت غرفة العمليات و اخرج منها جونيورالنائم.. تجمع الجميع حوله ينظرون اليه والى راسه الملفوف بالشاش اقترب الاب من الدكتور ليساله عن حال ابنه فاجابه الدكتور و ابتسامة انتصار على شفتيه .. ربت على ذراع ليو
-“ان لك ابن مكافح يا سيد ليو انه بخير و بعد ساعة سيفيق من تاثير المخدر ويستطيع ان يتكلم معكم كما السابق ”
تنهد ليو بارتياح و لم يستطيع ان يسيطر على نفسه فبكى فرحا
اتصلت مليسي على ابنتها تطمئنها على جونيور و ما ان اغلقت فيرونيكا السماعة اخذت تبكي فيرو .. احتضنت جولي بقوة و بكت معها ايضا .. انفعل جاك و شعر بالخوف ما ان راهما فصرخ فيهما قائلا و الهلع اصابه
-” هل جونيور بخير؟”
-” نعم نعم”
اجابت فيرو و الدموع تكاد تخنقها
-” الحمد لله ”
جلس على الكرسي فلقد شدت اعصابه بما فيه الكفايه و يحتاج لان يسترخي قليلا اغمض عينيه ..
-” لنذهب و نحتفل بسلامة جونيور هيا يا جميلات ”
قال اليكس بمرح و هو يجذب يد الي
-” اذهبوا انتم انا اريد ان ارتاح و انام ”
قالت فيرو و هي تمسح دموعها و قد بدا عليها التعب فهي لم تنم بالامس ..
-” لا سنذهب جميعا و بعد الاحتفال ارجعي و نامي اذا رفضتي طلبي ساضطر لان احملك على اكتافي هيا اذهبي و غيري ملابسك نحن نتظرك بالسيارة هيا ”
قال اليكس مازحا
-” حسنا اذا.. بما اني لااستطيع ان اجاريك ساذهب لابدل ملابسي.. اعطني عشرة دقائق ”
-” خمسة ”
و اشار بيده الى الساعة
-” حسنا خمسة ”
ذهب الجميع الى مطعم مكسيكي شربوا و اكلوا و رقصوا حتى الفجر ثم رجع الجميع ليناموا مطمئنين البال الا فيرو التي كانت تفكر بجونيور و كيف التقته و كيف كانت علاقتهما تشوبها الصراعات و المشاحنات و فكرت بتلك الليلة التي اخذها بين احضانه و قبلها بحنان ما زالت تشعر بقبلاته و لمساته على جسدها انها تحبه و ستحبه الى الابد..
8
مر اسبوع على اجراء العملية لجونيور الذي تحسن و رجعت صحته باحسن ما يكون حمل حقيبته و لبس قبعة بيسبول ليغطي بها راسه الذي كان يغطيه في السابق الشعر البني الرائع ..
خرج من المستشفى مع ابيه الذي اخذه الى شقته ما ان فتح الباب حتى وجد باقات الزهور و علب الشوكلاته تملا المكان .. كان يبتسم و هو يقرا البطاقات .. حتى مر على البطاقة ما قبل الاخيرة ليتوقف نبضة .. كانت الباقة من فيرونيكا و كتبت عليها بخط يدها الرائع :
( حمدا لله على سلامتك يا جونيور .. اتمنى لك الشفاء الدائم .. اعتني بنفسك و عد لاهلك سالما .. مع تحياتي .. فيرونيكا )
اعاد قراءة البطاقة اكثر من مرة .. يتخيلها هي التي تتكلم و تخبرة بتلك الكلمات العذبة و الرسمية جدا ..
قاطعه والده عن تخيلاته عندما اخبره بانه يريد ان ياخذه الى الغداء ..
-” هيا يا بني فانااتضور جوعا ”
تبه الى صوت والده فوضع بطاقة فيرو بين بقية البطاقات التي ارسلت له و اسرع جونيور خطواته و دخل الحمام ليغتسل و يحلق ذقنه و يغير ملابسه .. لبس قبعة تتماشى مع قميصه الابيض المقلم بالازرق و البني و البيج رافع اكمام قميصه الى كوعه و فاتح ازرار قميصه الثلاث الاولى مع بنطال بيج و حذاء بني كان وسيم و لا ياثر عدم وجود شعر في راسه على وسامته و اناقته ..
اخذه والده الى مطعم قريب جدا من الجامعة ما ان دخل جونيور حتى وجد رفاقه و زملائه و زميلات الجامعة يصرخون بصوت واحد
” مرحبا بعودتك سالما”
– ” الحمد لله على سلامتك يا جونيور لقد اشتقنا اليك ”
القيت الشرائط و المفرقعات و البالونات عليه و هو يضحك مستمتع بهذا التجمع الغفير من الطلبة و الطالبات و الاساتذة و اصدقائة و اهمهم جنيفير و الكسندرا
ضم جننيفير و الكسندرا بقوة الى صدره و احاط كل واحدة بذراعه .. جين بالذراع اليسرى و الكسندرا باليمنى ..
” شكرا لكم جميعا شكرا ”
قال بصوت عال فيسمعه المحتفلون به
” لولا دعواكم لي لما كنت هنا واقف معكم احتضن هاتان الجميلتان ”
قبلته الفتاتان على خده في نفس الوقت فابتسم و غمز للشباب .. التقط له والده صورة .ز بعدها عزفت الموسيقى و اخذ كل واحد فتاة ليراقصها .. كان جونيور يراقص جين و الكسندرا التي بدات تبتعد شيئا فشيئا لتفسح المجال لصديقتها المغرمة الرقص معه
بعد الحفل الرائع رجع جونيور الى البيت مع ابيه .. بعد اجراء العملية عادت مليسي في اليوم التالي الى لوس اجلوس …
” ابي شكرا لك ”
ضم اباه و اخذ يبكي بحرقة و الم
” جونيور.. جون ..عزيزي ..ارجوك ..كفى.. توقف ”
و اخذ ليو يمسح دموع ابنه باصابعه و كانه طفل في السابعة توقف جونيور عن البكاء و قال لوالده ..
” لقد زارتني امي في غرفة العمليات و مسكت بيدي و مسحت على راسي تقول لي تشجع ان اباك في حاجة اليك ..اه يا ابي ..لم استطع ان اكلمها لاني كنت نائم .. اتمنى ان فعلت فانا مشتاق لها .. مددت يدي لاذهب معها لكنها بدات تتوارى عن نظري .. اردت ان اصرخ و انادي عليها لكن صوتي لم يخرج ..”
راه الاب فضمه مرة اخرى الى صدره ثم اخذ ينظر اليه
” اه يا بني .. شكرا لله لانك عدت لي ”
توقف جونوير عن البكاء و استعاد رباط جاشه .. و على الكنبة و هم جالسان يشاهدان التلفاز ساله ليو
” هل ستكون بخير اذا ذهبت غدا ؟”
” طبعا ”
” هل انت متاكد ؟”
” بالطبع يا ابي .. ساعود لحياتي الطبيعية و للدراسة .. ساكون بخير .. صدقني .. عد الى زوجتك .. و حمل سلامي للجميع بالاخص جاك و اليكس ..”
” جيد اذا ساذهب لارتب حقيبتي و اذهب انت لترتاح و تنام ”
” حسنا اذا اردت المساعدة ..”
قاطعه مبتسما
” لا اريد منك سوى ان ترتاح ”
” كما تريد ”
في الصباح وصل ليو الى المنزل استقبلته مليس
ي بذراعيها فضمها و اخبرها عن الاحتفال الذي اقامه اصدقاء جونيور لخروجه من المستشفى و كيف تحسنت صحته وغدا كما كان في السابق شاب قوي ذو روح مرحه و انه سيبدا اليوم باكمال دراسته و حياته..
” خبر رائع يا حبيبي ”
كانت فيرونيكا تستمع لحديثهما فدخلت و هي مبتسمة و سعيدة لما سمعته
” مرحبا ”
احتضنها ليوناردو بذراعين مفتوحتين
” اهلا يا ابنتي الجميلة كيف حالك ؟”
” بخير .. ماذا عنك ؟ و جونيور؟”
” كما ترين يا عزيزتي لم اكن احسن من اليوم .. و جونيور انه كالحصان .. اه ذكرتيني .. هذا لك”
اخرج من حقيبته مظروف ابيض و ناولها اياها .. استغربت عندما قلبت المظروف الذي لم يكتب عليه شيء ..
” شكرا لك ليو”
” على الرحب و السعة يا عزيزتي”
تركتهم يتغازلون و ابتعدت لتختلي بالمظروف الغريب الذي بين يديها .. فتحته و اخرجت منه بطاقة صفراء رسم عليها وجه ضاحك .. ابتسمت ما ان راته .. فتحت البطاقة لتجد كلمات سوداء ( شكرا للورود انها جميلة و عبق عبيرها اروع .. جونيور )
تجمعت الدموع في عينيها و كادت ان تنزل لولا دخول والدتها .. اسرعت بوضع البطاقة في المظروف الابيض و خرجت من المنزل …
استيقظ جونيور و قام من فراشه بتكاسل ذهب الى المطبخ ليجد جينفير تجهز له الفطور
وقفت تنظر اليه و دقات قلبها تتسارع و هي تنظر اليه عاري الصدر مفتول العضلات لاول مرة .. كادت ان تفقد وعيها لسحره .. فتح عينيه مستغربا وجودها في المطبخ وقفا ينظران الى بعض لفترة ثم استوعبت جين ماذا يحدث بينهما فاشاحت بوجهها و اكملت تحضير الفطور بخجل و تكلمت دون ان تنظر اليه ..
“هيا يا جونيور ارتدي ثيابك و اغتسل لتاكل فانت تحتاج الى الطاقة هذا الصباح ”
ظل واقفا يستوعب الشرارة التي كانت بينهم ثم دخل الغرفة و خرج لابسا قميص اخضر و جينز و قبعته بيسبول تغطي راسه ..
” صباح الخير ”
اجابته بابتسامة عريضة تشوبها الخجل
” صباح النور يا كسول ”
اخذ خبزة و قضمها
” لقد فاجاتيني لكن شكرا لاحضارك الافطار ”
اصطبغ اللون الاحمر على خديها عندما اخذ ينظر اليها باعجاب و وقف بالقرب منها فضرب عطره الرجولي بانفها ..
” انا في رسم الخدمة ”
بعد الفطور مشى الاثنان الى الجامعة و بدا جونيور يومه كما كان في السابق حتى وقت العصر ثم رجع الى الشقة ليرتاح فيخرج في المساء مع صديقتيه و غالبا مع جينيفير فقط …
بدا الاثنان يتقاربان من بعضهما اكثر فاكثر.. اصبح جونيور يخبر جينفير بكل شيء و اصبحت جنيفير تعد له الافطار كل صباح.. بدا جونيور يرتاح لها.. و بدات هي تغرم به لدرجة الجنون .. وكم طارت من الفرح حين دعاها مرة للخروج كصديقين حميمين الى العشاء في احدى المطاعم الفاخرة و بعد ذلك شاهدا مسرحية (” لايون كنغ )في بردواي ثم اخذها الى شقته ليشربا القهوة حتى منتصف الليل ..
” جونيور يجب ان اذهب فقد تاخر الوقت ”
وقفت لتغادر لكن جونيور جرها من يديها لتجلس مرة اخرى
” لا تذهبي فمازال الليل باوله .. بالاضافة الى ان ليس لي نية بالبقاء لوحدي ”
” لقد تاخر الوقت و ساذهب وحدي مشيا في هذا الليل”
” سارافقك لاحقا هيا اجلسي الان ”
جلست على حضنه و ابتسمت له
” كما تريد يا مولاي ”
وضع يديه خلف ظهرها يقربها اليه ثم وضع شفتيه الناعمتين على شفتيها و قبلها قبله طويلة ثم قبلها على رقبتها اسندها على الكنبة و اكمل تقبيله فتفجرت المشاعر بينهما حتى ذابت في فمه و تلوت بين يديه و اصبحت الاهات كالانغام العذبه على جسديهما…
استيقظت في الصباح و حملت ملابسها من الارض و مشت على اطراف اصابعها الى الحمام كي لا توقظه .. و غادرت الشقة ..
استقظ جونيور و تمطط على الفراش فلم يجدها قربه ذهب الى الحمام و بينما هو يستحم سمع رنين الهاتف اخذ المنشفة و لفها على خصره و ما ان خرج من الحمام ليرد عليه حتى توقف الرنين .. القى شتيمة عندما عاد الى الحمام و خرج منه للمرة الثانية عندما سمع طرقا على الباب .. لف المنشفة مجددا على خصره .. فتح الباب ..وقف مصدوما و لم تتحرك عضلات وجهه و بقيت عيناه مسمرتين على المراة ذو الشعر الاسود واقفة امامه .. القت انيتا بنفسها عليه و اخذت تمسح قطرات الماء عن صدره ..
” جونيور.. حبيبي لقد اشتقت اليك لا اصدق ما اصابك لقد سمعت الخبر صدفة من جاك .. لقد انتظرت ان تنتهي الامتحانات حتى اتي لازورك.. هل انت بخير ؟لم تقف و تنظر الي هكذا؟ انها مفاجاة اليس كذلك؟ ”
تحسست عضلات صدره بيدها ثم قربت فمها لتقبله و هو مازال مصدوم ..
” الن تدعوني للدخول ”
تنحى جانبا ليدعها تمر و تدخل دون ان ينطق بحرف
” شقة رائعة لطالما كان لك ذوق في كل شيء ”
التفتت اليه ضمته
” لا سيما في الفتيات ”
ثم قبلته على شفتيه مرة اخرى
استوعب جونيور وجود انيتا في نيويورك و في شقته و على صدره .. ابعدها عنه بهدوء و دخل غرفته ليلبس وقف ينظر في المراة ليجد امامه رجل تعقدت حياته بما فيه الكفاية .. فكر بما حدث بينه و بين جينيفير في الامس .. ابتسم لتلك الخاطرة .. عندما طال بها الامر بالانتظار صاحت به فخرج من الغرفة و اتجه الى حيث تقف .. كانت تتمشى بشقته الواسعة و تنظر من خلال النافذة على المارة و الشوارع .. اقترب منها و ادرك بانه يجب ان يقول شيئا لانيتا التي نسي امرها منذ فترة ..
” ماذا تحبي ان تشربي ؟”
” ماء بارد اذا سمحت ”
اتجه الى المطبخ و خرج ليجلس قربها و بيده كاس من الماء .. سالها بهدوء لشعوره بانه من الاخلاق ان يتحدث مع ضيفته و صديقته التي لم يقطع علاقته بها حتى الان و التي نسي بامرها
” كيف حالك ؟”
رشفت من الماء ثم اجابته
” بخير ”
اخذت تمرر يديها بين خصلات شعره القصير الذي نبت قليلا خلال الاسابيع الماضية و اعجبها كثيرا ..
” كيف هي الدراسة ؟” سالها
” جيدة , ماذا عنك ؟”
” ممتازة ”
” يا الهي لقد نسيت حقيبة ملابسي عند الباب هل تستطيع ان تحضرها ”
” اي باب ؟”
سالاها مستغربا و قد طرات فكرة بقاءها معه براسه فارعبته .. دهشت من سؤاله
” باب شقتك بالطبع .. ما بك؟ و ارجوك ضعها في الغرفة التي سانام فيها ”
” هل ستنامين هنا ؟”
توسعت حدقة عينيه فهذا ما خشيه
” هل تريدني ان انام في فندق يا جونيور انها فرصة ان نكون وحدنا لثلاثة ايام ”
انزلت شفتها السفلى مصطنعة الحزن و الدلع
” ثلاثة ايام ؟ وحدنا ؟ جيد ”
قالها باضطراب و خيبة امل ثم ذهب لاحضار حقيبتها و وضعها في غرفة نومه .. كانت يتحدث مع نفسه و بان في ورطة من نوع مختلف .. قرر ان يترك الموضوع للقدر و يتصرف حسب الموقف برايه لذلك قال لها
” هيا دعيني اريك المنطقة ”
سعدت لاقتراحه فوقفت لتشبك يديه بيديها ..
بعد يوم طويل قضياه في شوارع نيويورك و مطاعمها رجع الشقة فالقت انيتا نفسها على فراش جونيور ..
” اه لقد تعبت و استمتعت بوقتي معك كالايام السابقة عندما نخرج مع و نستمتع بوقتنا ثم نرجع الى بيتي فنستمتع اكثر هنا ”
و اخذت تمسح على الفراش بطريقة تحثه ان ياتي و يلقي بجسده عليها لكنه وقف ينظر اليها كالمعتوه دون حركة .. حسنا اذا هو لم يفهم ما تقصده خلف كلامتها .. لذلك تركت الفراش و اقتربت منه و تعلقت برقبته و قبلته بحرارة .. ابعدها عنه بجفاء و فتح الدرج ليخرج منها شورت قصير و بلوزة للنوم ..
” انا سانام بالصالة خذي راحتك ”
وقفت تنظر اليه و هو يخرج من الغرفة دون ان يستدير ليلقي بنظرة عليها فشعرت بخيبة الامل و الضيق و الغضب ..
تمدد على الكنبة واضعا راسه على الوسادة و تغطى بلحاف .. احس بوجود شخص يحدق فيه ففتح عينيه ليرى انيتا واقفة تستعرض قميص نومها الاسود الشبه شفاف امامه .. تخصرت عندما رات التوتر في عينيه و شعرت بسرور لانها لا تزال تملك القدرة على اغراءه ..
” ما رايك ؟”
تحشرج صوته فقال و هو يتنحنح
” را..را..ئع .. رائع ”
حاوطت رقبته و همست بصوت مثير
” اعرف يا جونيور بانه دائما مرحب بك و انك تستطيع ان تنام معي بالغرفة و ..”
ابعد يديها عن رقبته و استقام ليقف بعيد عن الكنبة مقاطعا كلامها و اغراءها له
” ارجوك انيتا اريد ان انام يجب ان استيقظ غدا باكرا لاذهب الى الجامعة.. لدي يوم طويل ”
انزعجت لجفاف تصرفه معها و قسوته جارحا بذلك انوثتها فقالت له بعصبية
” حسنا حسنا كما تريد .. انت الخاسر .. تصبح على خير يا جونيور”
اسرعت خطاها الى الغرفة و اغلقت الباب خلفها بقوة فتذمر جونيور ووضع راسه و فكر بالمصيبة التي حلت به فقلبه تسكنه فتاة تدعى فيرونيكا و عقله تسكنه فتاة اخرى تدعى جينفير و تسكن غرفته فتاة تدعى انيتا!!! كيف حدث له ذلك و كيف يتستطيع ان يخلص نفسه من هذه الورطة….؟
فتح عينيه بالصباح على صوت احد يحاول ان يفتح باب شقته فتذكر انه وضع المفتاح في القفل كي لا تضع جينيفير مفتاحها لتجهز له الفطور كما تفعل كل يوم بعد خروجه من المستشفى الشهر الماضي .. فتنفجر غضبا عندما ترى انيتا نائمة بفراشه بلباس نومها الشفاف .. فهما على علاقة جيدة و لا يريد ان يخسر جنيفير لمجرد رؤيتها لصديقته القديمة التي لم ينفصل عنها بعد .. قفز من الكنبة التي نام عليها و فتح الباب راته عاري الصدر فاقتربت منه تقبله و تدفعه للداخل لكنه خرج و اغلق الباب خلفه و هو مازال يلصق شفتيه على شفتيها و يحشرها بين جسده و الحائط و يقبلها باثارة و عنف مثير
” ماذا يجري ؟”
استغربت تصرفه فدفعته و سالته بعد ان اغلق الباب
” لا شيء.. لا شيء ”
اجاب بتوتر و حاول تقبيلها من جديد لكنها ابعدته و باستنكار سالته
” اذا.. لم لا تدعني ادخل ؟”
” لاني كنت انظف الشقة بالامس فنمت و لم اكمل التنظيف اعني ان الاشياء مبعثرة على الارض و الطاولات و..”
“جيد .. هيا ساساعد في تنظ…”
تلعثم و اجابها و هو يمسح على كتفها مع ابتسامة مضطربة
” لا ..انا .. ما .. ما رايك ان تذهبي الى شقتك و تجهزي الفطور .. او ما رايك ان نخرج لنتفطر في المقهى القريب من الجامعة ؟”
نظرت اليه في ريبة و شك .. فتصرفاته غريبة هذا الصباح .. اومات براسها
” حسنا.. كما تريد .. سانتظرك في غرفة الجلوس ريثما ترتدي ثيابك ”
” لا اذهبي و احجزي لنا طاولة و سالحق بك في غضون عشرة دقائق ”
حركت يدها بالهواء بانزعاج و قالت
” حسنا ..”
اجابته و هي تشك بشيء ما عندما راته يمسح جبهته المتعرقة
” هل حقا انت بخير ؟”
” نعم نعم انا بخير هيا اذهبي بسرعة و كما قلت لك سالحق بك لن اتاخر ”
قبلها بسرعة و دخل و لم ينتظرها تغادر .. ظلت واقفة في مكانها تحاول تفسير تصرفاته الغريبة ..
ذهب الى المطعم القريب و جلس على الطاولة اخذ لائحة الطعام و طلب كروا سون بالجبن مع كابتشينو اخذت جين تنظر اليه شاكة بشيء يجعله متوترا حتى و هو ياكل .. نظر اليها رافعا احدى حاجبيه و هو يبتسم
“ماذا ؟ لم تنظرين الي بهذا الشكل؟ هل تفكرين بالليلة الماضية ؟ ”
انزلت راسها خجلا فضحك و قضم الكرواسون
” لا يا …..”
سكتت لتجمع الكلمات المتبعثرة في راسها فقال عنها مازحا
” يا … وسيم يا … ماذا بك يا جين ؟”
ضحكت بسخرية .. ماذا بك ؟؟ بل ماذا بك انت .. ارادت ان تنطق بتلك الكلمات لكنها لم تخرج على لسانها ..
” اني افكر فيك هذا الصباح لقد كنت مضطرب و متوتر ماذا يجري هل تخبيء شيء ما عني يا جونيور ؟ ”
” لا ابدا لا ”
بلع ريقه الذي جف ثم رشف من الكابتشينو ليرطب حنجرته .. اشار على طعامها الذي لم تلمس منه شيئا …يحاول ان يغير الموضوع و يشتت شكوكها .. فقال لها امرا بلطف
” اكملي طعامك لنذهب.. هيا ”
خرجا ليلتقيا بالكسندرا في الطريق الى الجامعة جلسوا في الصف الاول من المدرج و استمعوا الى الاستاذ و المحاضرة المملة التي لم يستمع جونيور منها شيئا فقد كان يفكر بطريقة يخلص نفسه بها من الورطة التي وقع فيها ..
” اليوم هو اخر يوم لكما في هذا الفصل الدراسي و بعد اسبوع من الراحة سنبدا الفصل الصيفي و انا من سيقوم بتدريس مادة الفيزياء اذا اردتم التسجيل لهذا المقرر .. تستطيعوا ان تنصرفوا اراكم لاحقا”
اوقظ الاستاذ بكلماته هذه جونيور من افكاره حمل كتبه و خرج مسرعا دون ان يلتفتت الى جين و الكسندرا ..
” جونيور جونيور انتظر ” نادته الكسندرا
” ماذا ؟!!”
توقف و استدار..
” انسيت ان اليوم سنذهب الى الاحتفال الذي يقيمه شارل في منزله ”
” لا لم انسى …اراكم لاحقا ”
قال كلماته باختصار ثم مشى مسرعا لكن يد الكسندرا اوقفته
” لقد اتفقنا قبل الذهاب الى الحفل ان نتغدى معا نذهب.. جونيور ما بك ؟ لم انت مستعجل ؟!”
” لا استطيع ان اتغدى معكم فيجب ان اكمل …”
نظر الى جنيفير التي تحدق به .. فاسرع باكمال كذبته
” اكمل تنظيف الشقة .. نعم .. يجب ان الحق لانتهي بسرعة كي استطيع ان اتي للحفلة ”
” اتريد ان نساعدك ثم نذهب للغداء ؟”
اقترحت الكسندرا .. لكنها اجاب و هو يبتعد و يرجع الى الخلف
” لا.. شكرا لعرضك .. الى اللقاء في المساء لا تنتظروني اذا تاخرت ارجوكم اذهبوا قبلي ”
” كما تريد ”
رفعت الكسندرا كتفيها بلا اكتراث
” ماذا به اليوم ؟”
سالت الكسندرا جين فاخبرتها الاخرى ما حدث في الصباح عندما ذهبت لتتفطر معه و انه لم يدعوها للدخول بل تعذر بامر تنظيف الشقة و انها لا تصدق عذره ..
اسرع جونيور و دخل شقته راى انيتا تاكل في المطبخ بلباس النوم الشبه شفاف الذي ارتدته بالامس لتغريه .. كانت بالفعل مغرية بجسدها الرشيق و شعرها الاسود و بشرتها البيضاء وقف ينظر اليها فاقتربت منه و الصقت جسدها شبه العاري بجسده و اخذت تقبله لتثيرة بينما فشلت بالامس فهي تستطيع ان تجعل اي رجل يذوب .. ادركت الوضع و تذكر ورطته فاوقفها و ابعدها عنه.. و سار في الاتجاه الاخر من المطبخ حتى لا ينظر الى عينيها و خيبة الامل ..
” انيتا … يجب ان تذهبي ”
رفعت راسها غير مصدقة ما يقول
” لم يجب علي ان اذهب ؟؟ جونيور لقد اتيت من لوس انجلوس من اجلك ”
“اعرف ذلك لكنني .. ”
سكت لبرهة فاقتربت منه و حاوطت رقبته بيدها .. انها تستخدم سلاحها الانثوي ليتجاوب مع رغباتها .. تشجع بعد سكوته ليضيف
” انا اسف يا انيتا لكني …”
قاطعه صوت فتح الباب و دخلت منه الكسندرا مع جينيفير التي وقفت مصدومة من الفتاة شبه العارية التي تلتصق بجونيور دفع جونيور انيتا الى الخلف برفق.. ثم حاول ان يدنو من جين ليشرح لها الوضع لكن تلك خرجت من الشقة و الدموع تتساقط من عينيها..
” جينيفير انتظري ارجوك ”
خرج خلفها لكنها كانت تركض مبتعدة و لم يستطع اللحاق بها اراد ان يدخل الشقة لكنه راى الكسندرا تنظر اليه و كانه مجرم متهم بقتل اوبسرقة
” يجب ان تفهميني ارجوك الكسندرا دعيني اشرح لك ”
قال لها متوسلا فتجاهلته و خرجت دون اكتراث وقف ينظر الى انيتا الذي احمر وجهها من الغيظ و كانت تنفخ بقوة ..
” من التي ..؟”
اجابها قبل ان تكمل سؤالها و الضيق مسيطر على ملامحه
” انهما صديقتاي جنيفير و الكسندرا ”
تخصرت و هي تثكله بالاسالة
” هل هناك علاقة بينكما ؟”
دون ان ينظر اليها و من غير ان يشعر بالندم اجابها واثقا
” نعم ”
زاد جوابه المختصر الواثق غضبها فصرخت به بصوت عال
” يا الهي جونيور هل نسيتني ؟! انك لم تقطع علاقتك بي … هل كنت تعتقد بذهابك الى نيويورك ان علاقتنا انتهت ؟؟ الم تعد تحبني؟؟ ماذا عني يا جونيور ؟؟ ”
القت عليه الاسئله بعصبية.. تكلم بهدوء على الرغم من عصبيتها
” انيتا انا و انت لم … اعني لم يكن هناك علاقة بيننا انت من اعتقدت ذلك انا كنت اعتبرك مجرد صديقة ”
ضربت صدره بقوة
” صديقة اقمت علاقة معها و عاشرتها اكثر من مرة ”
اوقفها ممسكا يديها بقوة
” انت اردت ذلك و انا كنت احتاج الى امراة ت…”
جذبت معصمها من قبضته و صرخت بشتائم ..
” يا لك من اخرق و وقح و …”
سارت مبتعدة عنه و دخلت الغرفة ..و حملت حقائبها و ارتدت جاكيت طويل فوق قميص النوم ثم خرجت من الشقة لم يوقفها لكنه خرج خلفها راكضا ليذهب الى جينيفير..
” اين هي يا الكسندرا ؟ ”
اشارت بانها في حجرتها دون ان تسمعه صوتها
فتح باب غرفتها و راها تبكي بحرقة
” اخرج اخرج لا اريد ان اراك ”
قالت جنيفير بصوت عال.. فاقترب منها و مسك كتفيها بيديه
” لا..يا جينيفير .لن اخرج اريد ان افهمك الوضع واخبرك بالحقيقة ”
صمت اذنيها بيدها و صرخت و عينيها مغمضتين
” لا اريد ان اسمعك.. لا اريد لا اريد ”
دارت عينها في الغرفة فراى الكسندرا جالسة على الفراش تنظر اليهما ..
” ارجوك الكسندرا امنحينا عشرة دقائق ”
” لا الكسندرا ابقي هنا ”
تعلقت جنيفير بيد الكسندرا كي لا تخرج لكن جونيور نظر الى الكسندرا فخرجت جلس على الارض قبالها يمسح دموعها باصابعة فارجعت راسها الى الخلف كي لا يلمسها.. تكلم بهدوء رغم انفعالها..
” اتذكرين عندما سالتيني هل لدي صديقة فاجبتك نعم لكني لا احبها ؟”
هزت راسها ايجابا
” انها هي التي رايتها اليوم في شقتي اسمها انيتا كانت صديقتي عندما كنت في الثانوية لكنني لم احبها يوما .. تستطيع ان تقولي بانها كانت صديقتي مؤقتا حتى اجد فتاة تسكن قلبي و عندما اتيت الى هنا وجدتك انت الفتاة الجميلة الانيقية .. جين يا حبيبتي لقد ساعدتيني من اول يوم قابلتك فيه و لم استطع ان ارد لك معروفك فكل ما استطيع ان اقدمه لك هو اخلاصي لصداقتنا وهذا قليل بالنسبة لك و لو بيدي لاعطيتك روحي وقلبي و كل شيء تريدينه جيني عزيزتي انا لا اريد ان اجرحك لكن يوما ما ساترك هذه المدينة و ارجع الى اهلي في لوس انجلوس و انت سترجعين الى ديارك و لن نتقابل ثانية فارجوك لا تتعلقي بي فانا لا استحقك .. و اسف ان كنت لعبت بمشاعرك و لكن ليس بسوء نية .. جيني قلبي ليس خاليا .. لقد اعتقد باني قد اقع بحبك لكنني لم اقدر ..ارجوك افهميني ”
توقف دموعها عن الانهمار .. رات حبا متدفقا يخرج من عينيه حب قرات عنه في الروايات حب كحب روميو و جوليت .. لكن هذا الحب ليس لها .. و ليس لانيتا .. انه لاخرى مجهولة .. لم يتحدث عنها .. شعرت برغبة قوية جعلتها تتعلق برقبته و قبلته طويلا ثم ابعدته عنها بسبب الالم الذي سببه لها دون قصد .. دخلت الحمام تبكي فكل ما حدث هو خطاها لانها احبته منذ اول وهلة .. بقي في حجرتها ينتظرها طويلا و عندما لم تخرج فكر بان يعطيها مجال لتريح بالها و تهدا اعصابها .. خرج و رجع الى شقته يفكر باليوم الطويل و لم يذهب الى حفلة شارل لانه لم يكن بمزاج يسمح له بالاحتفال .. و كذلك فعلت جين و الكسندرا ..
-9
– ” هيا يا فيرو سنتاخر على الطائرة … ان لندن تنتظرنا ”
كانت تنزل الدرج بسرعة و هي تحمل حقيبتها اليدوية و شعرها الاشقر يتطاير مع قفزاتها الصغيرة
– ” حسنا حسنا يا عجولة انا قادمة لا داعي لان تعجليني ”
– ” اسرعي فجاك بالسيارة ينتظرنا هو من سيقلنا الى المطار ”
بدا فصل الصيف حيث يسافر اغلب الطلاب فقد ققرت الفتيات ان تقضين فصل الصيف في لندن مع عائلتهما بينما سيذهب الشباب الى نيويورك ليقضوا الصيف عند جونيور
– ” دعيه ينتظر”
– ” لا اريد ان اجعل حبيبي ينتظر لاننا سنتضطر لان نسقي النبتة التي نبتت على راسه ”
ضحكت جولي و فيرو و هما تخرجان من الباب الرئيسي .. ودعت والدتها و ليو و خرجت لتركب السيارة صاحت جولي بمرح
– ” هيا يا حبيبي انطلق فانا لا اريد ان اتاخر على لندن لندن لندن ”
انطلق جاك بالسيارة و ركنها عند باب المطار وضع اغراض الفتيات بالعربة و دفعها الى الداخل حتى مكان ختم الجوازات وقف جاك و اليكس يودعان الفتيات
– ” ساشتاق لك يا حبيبي ”
ضمت الي اليكس و قبلته .. شعرت جولي بالغيرة فالقت بنفسها على جاك تقبله بدورها
– ” و انا ايضا ساشتاق لك يا جاكي ”
– ” و انا اكثر يا حبيبتي ”
وقفت فيرو تنظر الى العشاق يتغزلون ببعض .. فطرا جونيور على بالها و قبلته اللذيذة التي لا تزال تحس بها .. جذبت الي و جولي من يدهما و ودعت جاك و اليكس
– ” هيا اسرعن .. جاك .. اليكس .. اعتنيا بجونيور ”
ابتسم لها اليكس و لوح بيده
– ” لا تقلقي عليه .. الى اللقاء يا فيرو ”
– ” الى اللقاء يا شباب ”
ركضت الفتيات لتلحقن بالطائرة و ما ان دخلن حتى اعلن الكابتن الاقلاع جلست الفتيات في مقعدهن كانت فيرو تشعر بتوتر فامسكت الي يدها تهداها اخذت تنظر الى ابتعاد الطائرة عن لوس انجلوس و اختفاء الاضواء تدريجيا مرت سبع ساعات و هن بالطائرة نظرت الى النافذة و رات اضواء لندن تتلالا .. و من الطبيعي ان تتساقط الدموع فهي لم تر لندن منذ سنوات ..
بعد مرور نصف ساعة كانت فيرو تقف تبحث عن والدها الذي ركض ناحيتها يحتضنها فدفنت راسها بصدره و تركت دموعها تنزل عليه
– ” ابي لقد اشتقت اليك ”
– ” و انا كذلك … كيف حالكن يا فتيات ”
– ” بخير ”
اجابت جولي و حملت حقيبتها و ركبت السيارة في المقعد الخلفي بينما جلست فيرو بالمقعد الامامي بالقرب من والدها الذي كان يلتفت بين حين و اخرى يبتسم لابنته كان تنظر الى ابيها تنتظر الى ملامح وجهه الصارمة التي بدات تخف حدتها .. لقد تغير عن اخر مرة راته.. ففي كل مرة تقابله يتغير و يكبر اكثر فهي لم تر والدها منذ خمس سنوات لانه يعيش في جنوب افريقيا مع زوجته و ابنائه بعد طلاقه من والدة فيرو.. و كانت هي تجتمع بوالدها مرة كل خمس سنوات يقضي ثلاثة اشهر معها في بيت والديه في لندن حيث تجتمع العائلة كلها هناك في المنزل الكبير.. اوقف السيارة امام المنزل الكبير ..نزلت فيرو مسرعة تلقي بنفسها في احضان جدها العجوز..
– “جدي .. جدي.. لقد اشتقت اليك كثيرا ”
– ” و انا ايضا يا صغيرتي فيرو العزيزة كيف حالك يا حبيبتي ؟”
مسحت اثر احمر الشفاة عن جبينه الابيض اللامع
– ” بخير يا جدي .. ماذا عنك ؟؟”
– ” مازلت على قيد الحياة كما ترين ”
ضحك الجميع لتعليق الجد ذو الشخصية المرحة فهو رغم كبر سنه لم يصيبه الخرف او العجز بل يمارس حياته طبيعية و سعيدة .. ارتدى نظارته الطبية ليراها بوضوح اكثر .. خلل اصابعه الطويلة الضعيفة بشعرها الاشقر
– ” لقد اصبحت امراة رائعة الجمال ”
ابتسمت خجلا و اسندت راسها على صدر جدها عندما اقتربت جدتها و قبلتها .. قائلة
– ” كم رجل اوقعتيه في شباكك ؟”
رفعت راسها عن صدر جدها لتحتضن جدتها البشوشة الوجه و صاحبة الشعر الاحمر الشهير الذي يتناسب مع وجنتاها الحمراء الممتلاتان ..
– ” صفر ”
ضكت تخبيء الحزن الذي شعرت به و نظرت ناحية جولي التي ابتسمت لها بشفقة فهي تحب جونيور بل تعشقه لكنها لا تعتقد بانه وقع في حبها ….
في اليوم التالي كان جونيور يقف في مطار ( جون اف كنيدي ) في نيويورك ينتظر الشباب الذين لم يرهما منذ سنة تقريبا خرج جاك من البوابة و اتجه ناحية جونيور يضمه و يمسح على شعره و هو يضحك
– ” يا رجل لقد نبت شعرك ”
ضحك جونيور لتعليق صديقه المهضوم
– ” و هل تقصد بذلك انك لم ترني منذ مدة و انك مشتاق لي ؟”
اقترب اليكس و ضمه و قال لجونيور
– ” نعم هذا ما قصده جاك فلا تهتم لتعليقه .. بالاضافة ان الشعر القصير يليق بك كثيرا ”
” هل هذا صحيح ..”
” بالطبع .. لا ترتدي القبعة ”
” حسنا لقد رفعت من معنوياتي يا اليكس ..”
فتح جاك باب الشقة و صفر معلقا
– ” انها رائعة و واسعة ايضا ..هل تقيم حفلات هنا يا جونيور؟!”
– ” لا ابدا.. بل تستطيع ان تقول باني احضر الفتيات الى هنا ا ”
فتح جاك عينيه باتساع فجونيور ليس من عاداته ان يرافق اكثر من فتاة واحدة و الان يقول فتيات ..
– ” لابد انك تمزح ”
هز راسه نفيا و قال بثقة
– ” لا ابدا .. انها الحقيقة”
اراد جاك ان يعلق لكن جونيور تكلم عنه ..
– ” ضعوا اغراضكم هنا و دعوني اخذكم في جولة بالمدينة و اريكم الجامعة التي ادرس بها ”
وافقه اليكس و هو يضع حقائبه على الارض
– ” حسنا هيا ”
خرج الشباب و تجولوا في المدينة حتى منتصف الليل شاهدوا جمال مدينة نيويورك بمبانيها الشاهقة و ناطاحات السحاب .. اخذهم في جولة على متن القارب و راوا برج الحرية عن قرب .. و بعد ذلك التجوال اللطيف ذهبوا الى احدى البارات و رقصوا حتى اوجه الفجر
و في الساعى الثانية عشر ظهرا كان الشبان لا يزالوا نائمين .. حتى كان جاك اول المستيقظين .كان نائما على الكنبة في عرفة الجلوس .. وقف ليذهب الى الحمام و هو يتمايل بمشيته و يفرك عينيه اثر النعاس سمع صوت حركة و صوتي انثوي صادر من المطبخ اقترب ليلقي نظرة خاطفة فراى فتاتان تعدان الفطور .. استغرب و لم يجعلهما تنتبهان لوجوده .. اسرع الى لايقاظ اليكس .. و همس حتى لا تسمعه الفتاتان
– “اليكس .. استيقظ يا اليكس انظر.. ان جونيور صادق في كلامه ”
فتح الاخر عينيه بتثاقل و هو مستغرب من جاك و كلامه
– ” ماذا تقصد ؟”
– ” اعني ما قاله بالامس ..”
تثاءب اليكس و دفع جاك لا شعوريا بعيدا عنه ليكمل نومه
” اليكس يا غبي يوجد فتاتان هنا ”
فتح عينيه باتساعهما و فجاة استقام بجلسته
– ” اهذا صحيح ؟”
اوما جاك براسه و اشار على باب المطبخ الشبه مفتوح
– ” انظر هناك في المطبخ ”
وقف اليكس ليهرب الى داخل الحجرة
– ” يا الهي يجب ان اغير ملابس لا يمكن ان يروني بلباس النوم و شعري اشعث و عيناي …”
لم يستطع ان يكمل جملته او ان يهرب لان الكسندرا دخلت غرفة الجلوس و بيدها صينية وضعتها امامهم .. وقف الاثنان مذهولين كالصنمين .. فابتسمت لهما و قالت
– ” مساء الخير يا شباب ”
اضطرب اليكس و شعر بالاحراج لوقوفه امام فتاة جميلة جدا جدا بشورت النوم فقط .. بلع ريقه قبل ان يجيبها
– ” اهلا … اهلا ”
و بعد ذلك خرجت فتاة اخرى بيضاء و جميلة ايضا .. فتكلمت الفتاة السمراء مشيرة الى صديقتها
– ” انا الكسندرا و هذه صديقتي جينيفر نحن اصدقاء جونيور ”
مد يده يصافحها و ابتسم ثم اسرع لدخول الغرفة التي ينام بها جونيور حتى يغير ملابسه و ينضم الى الفتيات الجميلات …
جلس جاك و اليكس على المائدة يتناولن الفطور المتاخر الذي اعدته جين و الكسندرا و يتحدثون عن بعض بعد التعارف عندما خرج جونيور من غرفته كان مبتسما و سعيدا بوجود اصدقائه حوله
– ” ارى انكم تعرفتم على بعض .. لقد وفرتم علي جهد .. ”
– ” اهلا جونيور مساء الخير يا رجل ”
قال جاك و هو ياكل العجة الشهية التي اعدتها جين
– ” اين سنذهب اليوم مع الفتاتان الجميلتان ”
انضم اليهم على المائدة ..
– ” لا اعرف انت اختار المكان الذي تود ذهابه يا اليكس ”
– ” الى البار اريد ان ارقص ”
قالها و هو يؤدي حركة دائرية بديه و يرقص بلا انغام ..اضحك الجميع ..
قضوا الليل في الباراستمتعوا بوجودهم في نيويورك و لم يبقى مكان واحد في نيويورك لم يقومةا بزيارته ..
” اريد ان اخذ هذه لجولي و واحدة لي”
كان جاك يحمل بيديه تي شيرت بيضاء كتب عليها ( انا احب ان واي ) اختصار لي نيويورك
” و انا كذلك ”
قال اليكس .. قهقه جونيور و قال معلقا
-” بالطبع و الا لن يصدقوكما بانكما ذهبتما الى نيويورك ذي بغ ابل ”
ضحك جاك
” هذا صحيح يا هزلي ”
مر اسبوعان فثلاثة ثم اربع كالبرق لم يشعر جونيور بها و تركه اصدقائه عائدين الى لوس انجلوس ..
و كذلك هي الحال .. مرت سنة فسنتين .. لاربع سنوات ياتي الشباب الى نيويورك في الصيف و تذهب الفتيات جولي و الي و فيرونيكا ليقضوا الصيف في لندن عند اسرهم …
حتى اتى اليوم الذي تخرجوا فيه ..
تخرج جاك من كلية الادارة وعمل كموظف اداري لاحدى الشركات المعروفة في لوس انجلوس..
بينما عملت جولي في احدى القطاعات التجارية و توطدت علاقتها اكثر بجاك و اصبحت اكثر جدية ..
اما بالنسبة لاليكس فهو اصبح محامي ناجح له سمعة قوية في كاليفورنيا و بالاخص لوس انجلوس..
اما الي فاصبحت مستشارة قانونية لاحدى البنوك المشهورة في لوس انجلوس …
و الحياة بالنسبة لها و اليكس كالسمن على العسل .. و كانهما خلقا لبعضهما .. فجاك و جولي و الي و اليكس و جدوا توام روحهم و شاركهم في التخصاصات و الاهتمامات و هذا سر نجاح العلاقات ..
فيرو تخرجت من كلية الاعلام وعملت كصحفية لسنة كاملة لكنها قررت ترك الصحافة و الاتجاه الى الاعمال الحرة فاشترت متجر قديم و قامت بتعديله و جعلته متجر للازياء تقوم هي بادارته و تصميم الملابس فيه كان للمتجر على وزن اسم عائلتها (دايمون) فاسمته ( دايموند) و لقد نجح المتجر باقل من سنتين … و اصبح له سمعة مشهورة في كل انحاء البلاد حتى الذين في ولايات اخرى ياتون الى لوس انجلوس من اجل المتجر .. و كانت تخطط لفتح متاجر اخرى في المستقبل حتى يتوسع نشاطاتها .. و كانت والدتها المساند الرسمي لها و نائب المدير ..
اماجونيور فهو لم يعد الى لوس انجلوس لانه قرر ان يكمل دراسة الماجستير و الدكتوراة في نفس الجامعة التي يرتادها و بقي له نصف سنة و يرجع الى دياره..
انتهت علاقته بجنيفير على الوئام و قررا ان يترسالان بالبريد الالكتروني كصديقين ..
و كما الحال بالنسبة لالكسندرا التي تعمل الان مدرسة لعلم الجغرافيا ….
و هكذا مرت السبع سنوات كالسبعة ايام …
- ازياء انيقيه للمراهقات خياليه