هو خليل الله، اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه، كان ابراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، واحس بفطرته ان هناك الها اعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته، واخذ ابراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا احراقه فانجاه الله من بين ايديهم، جعل الله الانبياء من نسل ابراهيم فولد له اسماعيل واسحاق، قام ابراهيم ببناء الكعبة مع اسماعيل
سيرته:
منزلة ابراهيم عليه السلام:
هو احد اولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد.. بترتيب بعثهم. وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الاعصاب. ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء.. كان ابراهيم هو العبد الذي وفى. وزاد على الوفاء بالاحسان.
وقد كرم الله تبارك وتعالى ابراهيم تكريما خاصا، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب. وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه.
وكان من فضل الله على ابراهيم ان جعله الله اماما للناس. وجعل في ذريته النبوة والكتاب. فكل الانبياء من بعد ابراهيم هم من نسله فهم اولاده واحفاده. حتى اذا جاء اخر الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم، جاء تحقيقا واستجابة لدعوة ابراهيم التي دعا الله فيها ان يبعث في الاميين رسولا منهم.
ولو مضينا نبحث في فضل ابراهيم وتكريم الله له فسوف نمتلئ بالدهشة. نحن امام بشر جاء ربه بقلب سليم. انسان لم يكد الله يقول له اسلم حتى قال اسلمت لرب العالمين. نبي هو اول من سمانا المسلمين. نبي كان جدا وابا لكل انبياء الله الذين جاءوا بعده. نبي هادئ متسامح حليم اواه منيب.
يذكر لنا ربنا ذو الجلال والاكرام امرا اخر افضل من كل ما سبق. فيقول الله عز وجل في محكم اياته: (واتخذ الله ابراهيم خليلا) لم يرد في كتاب الله ذكر لنبي، اتخذه الله خليلا غير ابراهيم. قال العلماء: الخلة هي شدة المحبة. وبذلك تعني الاية: واتخذ الله ابراهيم حبيبا. فوق هذه القمة الشامخة يجلس ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ان منتهى امل السالكين، وغاية هدف المحققين والعارفين بالله.. ان يحبوا الله عز وجل. اما ان يحلم احدهم ان يحبه الله، ان يفرده بالحب، ان يختصه بالخلة وهي شدة المحبة.. فذلك شيء وراء افاق التصور. كان ابراهيم هو هذا العبد الرباني الذي استحق ان يتخذه الله خليلا.
حال المشركين قبل بعثة ابراهيم:
لا يتحدث القران عن ميلاده او طفولته، ولا يتوقف عند عصره صراحة، ولكنه يرسم صورة لجو الحياة في ايامه، فتدب الحياة في عصره، وترى الناس قد انقسموا ثلاث فئات:
- فئة تعبد الاصنام والتماثيل الخشبية والحجرية.
- وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.
- وفئة تعبد الملوك والحكام.
نشاة ابراهيم عليه السلام:
وفي هذا الجو ولد ابراهيم. ولد في اسرة من اسر ذلك الزمان البعيد. لم يكن رب الاسرة كافرا عاديا من عبدة الاصنام، كان كافرا متميزا يصنع بيديه تماثيل الالهة. وقيل ان اباه مات قبل ولادته فرباه عمه، وكان له بمثابة الاب، وكان ابراهيم يدعوه بلفظ الابوة، وقيل ان اباه لم يمت وكان ازر هو والده حقا، وقيل ان ازر اسم صنم اشتهر ابوه بصناعته.. ومهما يكن من امر فقد ولد ابراهيم في هذه الاسرة.
رب الاسرة اعظم نحات يصنع تماثيل الالهة. ومهنة الاب تضفي عليه قداسة خاصة في قومه، وتجعل لاسرته كلها مكانا ممتازا في المجتمع. هي اسرة مرموقة، اسرة من الصفوة الحاكمة.
من هذه الاسرة المقدسة، ولد طفل قدر له ان يقف ضد اسرته وضد نظام مجتمعه وضد اوهام قومه وضد ظنون الكهنة وضد العروش القائمة وضد عبدة النجوم والكواكب وضد كل انواع الشرك باختصار.
مرت الايام.. وكبر ابراهيم.. كان قلبه يمتلا من طفولته بكراهية صادقة لهذه التماثيل التي يصنعها والده. لم يكن يفهم كيف يمكن لانسان عاقل ان يصنع بيديه تمثالا، ثم يسجد بعد ذلك لما صنع بيديه. لاحظ ابراهيم ان هذه التماثيل لا تشرب ولا تاكل ولا تتكلم ولا تستطيع ان تعتدل لو قلبها احد على جنبها. كيف يتصور الناس ان هذه التماثيل تضر وتنفع؟!
مواجهة عبدة الكواكب والنجوم:
قرر ابراهيم عليه السلام مواجهة عبدة النجوم من قومه، فاعلن عندما راى احد الكواكب في الليل، ان هذا الكوكب ربه. ويبدو ان قومه اطمانوا له، وحسبوا انه يرفض عبادة التماثيل ويهوى عبادة الكواكب. وكانت الملاحة حرة بين الوثنيات الثلاث: عبادة التماثيل والنجوم والملوك. غير ان ابراهيم كان يدخر لقومه مفاجاة مذهلة في الصباح. لقد افل الكوكب الذي التحق بديانته بالامس. وابراهيم لا يحب الافلين. فعاد ابراهيم في الليلة الثانية يعلن لقومه ان القمر ربه. لم يكن قومه على درجة كافية من الذكاء ليدركوا انه يسخر منهم برفق ولطف وحب. كيف يعبدون ربا يختفي ثم يظهر. يافل ثم يشرق. لم يفهم قومه هذا في المرة الاولى فكرره مع القمر. لكن القمر كالزهرة كاي كوكب اخر.. يظهر ويختفي. فقال ابراهيم عدما افل القمر (لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين) نلاحظ هنا انه عندما يحدث قومه عن رفضه لالوهية القمر.. فانه يمزق العقيدة القمرية بهدوء ولطف. كيف يعبد الناس ربا يختفي ويافل. (لئن لم يهدني ربي) يفهمهم ان له ربا غير كل ما يعبدون. غير ان اللفتة لا تصل اليهم. ويعاود ابراهيم محاولته في اقامة الحجة على الفئة الاولى من قومه.. عبدة الكواكب والنجوم. فيعلن ان الشمس ربه، لانها اكبر من القمر. وما ان غابت الشمس، حتى اعلن براءته من عبادة النجوم والكواكب. فكلها مغلوقات تافل. وانهى جولته الاولى بتوجيهه وجهه للذي فطر السماوات والارض حنيفا.. ليس مشركا مثلهم.
استطاعت حجة ابراهيم ان تظهر الحق. وبدا صراع قومه معه. لم يسكت عنه عبدة النجوم والكواكب. بدءوا جدالهم وتخويفهم له وتهديده. ورد ابراهيم عليهم قال:
اتحاجوني في الله وقد هدان ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون (80) وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون (81) (الانعام)
لا نعرف رهبة الهجوم عليه. ولا حدة الصراع ضده، ولا اسلوب قومه الذي اتبعه معه لتخويفه. تجاوز القران هذا كله الى رده هو. كان جدالهم باطلا فاسقطه القران من القصة، وذكر رد ابراهيم المنطقي العاقل. كيف يخوفونه ولا يخافون هم؟ اي الفريقين احق بالامن؟
بعد ان بين ابراهيم عليه السلام حجته لفئة عبدة النجوم والكواكب، استعد لتبيين حجته لعبدة الاصنام. اتاه الله الحجة في المرة الاولى كما سيؤتيه الحجة في كل مرة.
سبحانه.. كان يؤيد ابراهيم ويريه ملكوت السماوات والارض. لم يكن معه غير اسلامه حين بدا صراعه مع عبدة الاصنام. هذه المرة ياخذ الصراع شكلا اعظم حدة. ابوه في الموضوع.. هذه مهنة الاب وسر مكانته وموضع تصديق القوم.. وهي العبادة التي تتبعها الاغلبية
مواجهة عبدة الاصنام:
خرج ابراهيم على قومه بدعوته. قال بحسم غاضب وغيرة على الحق:
اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون (52) قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين (53) قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ضلال مبين (54) قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين (55) قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين (56) (الانبياء)
انتهى الامر وبدا الصراع بين ابراهيم وقومه.. كان اشدهم ذهولا وغضبا هو اباه او عمه الذي رباه كاب.. واشتبك الاب والابن في الصراع. فصلت بينهما المبادئ فاختلفا.. الابن يقف مع الله، والاب يقف مع الباطل.
قال الاب لابنه: مصيبتي فيك كبيرة يا ابراهيم.. لقد خذلتني واسات الي.
قال ابراهيم:
يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا (42) يا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم ياتك فاتبعني اهدك صراطا سويا (43) يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا (44) يا ابت اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا (45) (مريم)
انتفض الاب واقفا وهو يرتعش من الغضب. قال لابراهيم وهو ثائر اذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف ارجمك، ساقتلك ضربا بالحجارة. هذا جزاء من يقف ضد الالهة.. اخرج من بيتي.. لا اريد ان اراك.. اخرج.
انتهى الامر واسفر الصراع عن طرد ابراهيم من بيته. كما اسفر عن تهديده بالقتل رميا بالحجارة. رغم ذلك تصرف ابراهيم كابن بار ونبي كريم. خاطب اباه بادب الانبياء. قال لابيه ردا على الاهانات والتجريح والطرد والتهديد بالقتل:
قال سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا (47) واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى الا اكون بدعاء ربي شقيا (48) (مريم)
وخرج ابراهيم من بيت ابيه. هجر قومه وما يعبدون من دون الله. وقرر في نفسه امرا. كان يعرف ان هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الاخرى من النهر، وينصرف الناس جميعا اليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس.
وخرج ابراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد. كانت الشوارع المؤدية الى المعبد خالية. وكان المعبد نفسه مهجورا. انتقل كل الناس الى الاحتفال. دخل ابراهيم المعبد ومعه فاس حادة. نظر الى تماثيل الالهة المنحوتة من الصخر والخشب. نظر الى الطعام الذي وضعه الناس امامها كنذور وهدايا. اقترب ابراهيم من التماثيل وسالهم: (الا تاكلون) كان يسخر منهم ويعرف انهم لا ياكلون. وعاد يسال التماثيل: (ما لكم لا تنطقون) ثم هوى بفاسه على الالهة.
وتحولت الالهة المعبودة الى قطع صغيرة من الحجارة والاخشاب المهشمة.. الا كبير الاصنام فقد تركه ابراهيم (لهم لعلهم اليه يرجعون) فيسالونه كيف وقعت الواقعة وهو حاضر فلم يدفع عن صغار الالهة! ولعلهم حينئذ يراجعون القضية كلها، فيرجعون الى صوابهم.
الا ان قوم ابراهيم الذين عطلت الخرافة عقولهم عن التفكير، وغل التقليد افكارهم عن التامل والتدبر. لم يسالوا انفسهم: ان كانت هذه الهة فكيف وقع لها ما وقع دون ان تدفع عن انفسها شيئا؟! وهذا كبيرها كيف لم يدفع عنها؟! وبدلا من ذلك (قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين).
عندئذ تذكر الذين سمعوا ابراهيم ينكر على ابيه ومن معه عبادة التماثيل، ويتوعدهم ان يكيد لالهتهم بعد انصرافهم عنها!
فاحضروا ابراهيم عليه السلام، وتجمع الناس، وسالوه (اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم)؟ فاجابهم ابراهيم (بل فعله كبيرهم هذا فاسالوهم ان كانوا ينطقون) والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر. فلا داعي لتسمية هذه كذبة من ابراهيم -عليه السلام- والبحث عن تعليلها بشتى العلل التي اختلف عليها المفسرون. فالامر ايسر من هذا بكثير! انما اراد ان يقول لهم: ان هذه التماثيل لا تدري من حطمها ان كنت انا ام هذا الصنم الكبير الذي لا يملك مثلها حراكا. فهي جماد لا ادراك له اصلا. وانتم كذلك مثلها مسلوبو الادراك لا تميزون بين الجائز والمستحيل. فلا تعرفون ان كنت انا الذي حطمتها ام ان هذا التمثال هو الذي حطمها!
ويبدو ان هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا، وردهم الى شيء من التدبر التفكر:
فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون (64) (الانبياء)
وكانت بادرة خير ان يستشعروا ما في موقفهم من سخف، وما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم. وان تتفتح بصيرتهم لاول مرة فيتدبروا ذلك السخف الذي ياخذون به انفسهم، وذلك الظلم الذي هم فيه سادرون. ولكنها لم تكن الا ومضة واحدة اعقبها الظلام، والا خفقة واحدة عادت بعدها قلوبهم الى الخمود:
ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون (65) (الانبياء)
وحقا كانت الاولى رجعة الى النفوس، وكانت الثانية نكسة على الرؤوس؛ كما يقول التعبير القراني المصور العجيب.. كانت الاولى حركة في النفس للنظر والتدبر. اما الثانية فكانت انقلابا على الراس فلا عقل ولا تفكير. والا فان قولهم هذا الاخير هو الحجة عليهم. واية حجة لابراهيم اقوى من ان هؤلاء لا ينطقون؟
ومن ثم يجيبهم بعنف وضيق على غير عادته وهو الصبور الحليم. لان السخف هنا يجاوز صبر الحليم:
قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم (66) اف لكم ولما تعبدون من دون الله افلا تعقلون (67) (الانبياء)
وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس، والعجب من السخف الذي يتجاوز كل مالوف.
عند ذلك اخذتهم العزة بالاثم كما تاخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل، فيلجاون الى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ:
قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين (68) (الانبياء)
نجاة ابراهيم عليه السلام من النار:
وفعلا.. بدا الاستعداد لاحراق ابراهيم. انتشر النبا في المملكة كلها. وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرا على الالهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة. وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب والاشجار. واشعلوا فيها النار. واحضروا المنجنيق وهو الة جبارة ليقذفوا ابراهيم فيها فيسقط في حفرة النار.. ووضعوا ابراهيم بعد ان قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق. واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب الى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة. واصدر كبير الكهنة امره باطلاق ابراهيم في النار.
جاء جبريل عليه السلام ووقف عند راس ابراهيم وساله: يا ابراهيم.. الك حاجة؟
قال ابراهيم: اما اليك فلا.
انطلق المنجنيق ملقيا ابراهيم في حفرة النار. كانت النار موجودة في مكانها، ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الاحراق. فقد اصدر الله جل جلاله الى النار امره بان تكون (بردا وسلاما على ابراهيم). احرقت النار قيوده فقط. وجلس ابراهيم وسطها كانه يجلس وسط حديقة. كان يسبح بحمد ربه ويمجده. لم يكن في قلبه مكان خال يمكن ان يمتلئ بالخوف او الرهبة او الجزع. كان القلب مليئا بالحب وحده. ومات الخوف. وتلاشت الرهبة. واستحالت النار الى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.
جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيد. كانت حرارتها تصل اليهم على الرغم من بعدهم عنها.وظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون انها لن تنطفئ ابدا. فلما انطفات فوجئوا بابراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل. ووجهه يتلالا بالنور والجلال. وثيابه كما هي لم تحترق. وليس عليه اي اثر للدخان او الحريق.
خرج ابراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة. وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة. خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.
وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين (70) (الانبياء)
لا يحدثنا القران الكريم عن عمر ابراهيم حين حطم اصنام قومه، لا يحدثنا عن السن التي كلف فيها بالدعوة الى الله. ويبدو من استقراء النصوص القديمة ان ابراهيم كان شابا صغيرا حين فعل ذلك، بدليل قول قومه عنه: (سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم). وكلمة الفتى تطلق على السن التي تسبق العشرين.
مواجهة عبدة الملوك:
ان زمن اصطفاء الله تعالى لابراهيم غير محدد في القران. وبالتالي فنحن لا نستطيع ان نقطع فيه بجواب نهائي. كل ما نستطيع ان نقطع فيه براي، ان ابراهيم اقام الحجة على عبدة التماثيل بشكل قاطع، كما اقامها على عبدة النجوم والكواكب من قبل بشكل حاسم، ولم يبق الا ان تقام الحجة على الملوك المتالهين وعبادهم.. وبذلك تقوم الحجة على جميع الكافرين.
فذهب ابراهيم عليه السلام لملك متاله كان في زمانه. وتجاوز القران اسم الملك لانعدام اهميته، لكن روي ان الملك المعاصر لابراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الاراميين بالعراق. كما تجاوز حقيقة مشاعره، كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين ابراهيم وبينه. لكن الله تعالى في كتابه الحكيم اخبرنا الحجة الاولى التي اقامها ابراهيم عليه السلام على الملك الطاغية، فقال ابراهيم بهدوء: (ربي الذي يحيي ويميت)
قال الملك: (انا احيي واميت) استطيع ان احضر رجلا يسير في الشارع واقتله، واستطيع ان اعفو عن محكوم عليه بالاعدام وانجيه من الموت.. وبذلك اكون قادرا على الحياة والموت.
لم يجادل ابراهيم الملك لسذاجة ما يقول. غير انه اراد ان يثبت للملك انه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرا. فقال ابراهيم: (فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب)
استمع الملك الى تحدي ابراهيم صامتا.. فلما انتهى كلام النبي بهت الملك. احس بالعجز ولم يستطع ان يجيب. لقد اثبت له ابراهيم انه كاذب.. قال له ان الله ياتي بالشمس من المشرق، فهل يستطيع هو ان ياتي بها من المغرب.. ان للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها.. قوانين خلقها الله ولا يستطيع اي مخلوق ان يتحكم فيها. ولو كان الملك صادقا في ادعائه الالوهية فليغير نظام الكون وقوانينه.. ساعتها احس الملك بالعجز.. واخرسه التحدي. ولم يعرف ماذا يقول، ولا كيف يتصرف. انصرف ابراهيم من قصر الملك، بعد ان بهت الذي كفر.
هجرة ابراهيم عليه السلام:
انطلقت شهرة ابراهيم في المملكة كلها. تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار، وتحدث الناس عن موقفه مع الملك وكيف اخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول. واستمر ابراهيم في دعوته لله تعالى. بذل جهده ليهدي قومه، حاول اقناعهم بكل الوسائل، ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه، ولم يؤمن معه من قومه سوى امراة ورجل واحد. امراة تسمى سارة، وقد صارت فيما بعد زوجته، ورجل هو لوط، وقد صار نبيا فيما بعد. وحين ادرك ابراهيم ان احدا لن يؤمن بدعوته. قرر الهجرة.
قبل ان يهاجر، دعا والده للايمان، ثم تبين لابراهيم ان والده عدو لله، وانه لا ينوي الايمان، فتبرا منه وقطع علاقته به.
للمرة الثانية في قصص الانبياء نصادف هذه المفاجاة. في قصة نوح كان الاب نبيا والابن كافرا، وفي قصة ابراهيم كان الاب كافرا والابن نبيا، وفي القصتين نرى المؤمن يعلن براءته من عدو الله رغم كونه ابنه او والده، وكان الله يفهمنا من خلال القصة ان العلاقة الوحيدة التي ينبغي ان تقوم عليها الروابط بين الناس، هي علاقة الايمان لا علاقة الميلاد والدم.
خرج ابراهيم عليه السلام من بلده وبدا هجرته. سافر الى مدينة تدعى اور. ومدينة تسمى حاران. ثم رحل الى فلسطين ومعه زوجته، المراة الوحيدة التي امنت به. وصحب معه لوطا.. الرجل الوحيد الذي امن به.
بعد فلسطين ذهب ابراهيم الى مصر. وطوال هذا الوقت وخلال هذه الرحلات كلها، كان يدعو الناس الى عبادة الله، ويحارب في سبيله، ويخدم الضعفاء والفقراء، ويعدل بين الناس، ويهديهم الى الحقيقة والحق.
وتاتي بعض الروايات لتبين قصة ابراهيم عليه السلام وزوجته سارة وموقفهما مع ملك مصر. فتقول:
وصلت الاخبار لملك مصر بوصول رجل لمصر معه امراة هي اجمل نساء الارض. فطمع بها. وارسل جنوده لياتونه بهذه المراة. وامرهم بان يسالوا عن الرجل الذي معها، فان كان زوجها فليقتلوه. فجاء الوحي لابراهيم عليه السلام بذلك. فقال ابراهيم -عليه السلام- لسارة ان سالوك عني فانت اختي -اي اخته في الله-، وقال لها ما على هذه الارض مؤمن غيري وغيرك -فكل اهل مصر كفرة، ليس فيها موحد لله عز وجل. فجاء الجنود وسالوا ابراهيم: ما تكون هذه منك؟ قال: اختي.
لنقف هنا قليلا.. قال ابراهيم حينما قال لقومه (اني سقيم) و (بل فعله كبيرهم هذا فاسالوه) و (هي اختي). كلها كلمات تحتمل التاويل. لكن مع هذا كان ابراهيم عليه السلام خائفا جدا من حسابه على هذه الكلمات يوم القايمة. فعندما يذهب البشر له يوقم القيامة ليدعوا الله ان يبدا الحساب يقول لهم لا اني كذب على ربي ثلاث مرات.
ونجد ان البشر الان يكذبون امام الناس من غير استحياء ولا خوف من خالقهم.
لما عرفت سارة ان ملك مصر فاجر ويريدها له اخذت تدعوا الله قائلة: اللهم ان كنت تعلم اني امنت بك وبرسولك واحصنت فرجي الا على زوجي فلا تسلط علي الكافر.
فلما ادخلوها عليه. مد يده اليها ليلمسها فشل وتجمدت يده في مكانها، فبدا بالصراخ لانه لم يعد يستطيع تحريكها، وجاء اعوانه لمساعدته لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء. فخافت سارة على نفسها ان يقتلوها بسبب ما فعلته بالملك. فقالت: يا رب اتركه لا يقتلوني به. فاستجاب الله لدعائها.
لكن الملك لم يتب وظن ان ما حدث كان امرا عابرا وذهب. فهجم عليها مرة اخرى. فشل مرة ثانية. فقال: فكيني. فدعت الله تعالى ففكه. فمد يده ثالثة فشل. فقال: فكيني واطلقك واكرمك. فدعت الله سبحانه وتعالى ففك. فصرخ الملك باعوانه: ابعدوها عني فانكم لم تاتوني بانسان بل اتيتموني بشيطان.
فاطلقها واعطاها شيئا من الذهب، كما اعطاها امة اسمها “هاجر”.
هذه الرواية مشهورة عن دخول ابراهيم -عليه السلام- لمصر.
وكانت زوجته سارة لا تلد. وكان ملك مصر قد اهداها سيدة مصرية لتكون في خدمتها، وكان ابراهيم قد صار شيخا، وابيض شعره من خلال عمر ابيض انفقه في الدعوة الى الله، وفكرت سارة انها وابراهيم وحيدان، وهي لا تنجب اولادا، ماذا لو قدمت له السيدة المصرية لتكون زوجة لزوجها؟ وكان اسم المصرية “هاجر”. وهكذا زوجت سارة سيدنا ابراهيم من هاجر، وولدت هاجر ابنها الاول فاطلق والده عليه اسم “اسماعيل”. كان ابراهيم شيخا حين ولدت له هاجر اول ابنائه اسماعيل.
ولسنا نعرف ابعاد المسافات التي قطعها ابراهيم في رحلته الى الله. كان دائما هو المسافر الى الله. سواء استقر به المقام في بيته او حملته خطواته سائحا في الارض. مسافر الى الله يعلم انها ايام على الارض وبعدها يجيء الموت ثم ينفخ في الصور وتقوم قيامة الاموات ويقع البعث.
احياء الموتى:
ملا اليوم الاخر قلب ابراهيم بالسلام والحب واليقين. واراد ان يرى يوما كيف يحيي الله عز وجل الموتى. حكى الله هذا الموقف في سورة (البقرة).. قال تعالى:
واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
لا تكون هذه الرغبة في طمانينة القلب مع الايمان الا درجة من درجات الحب لله.
قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم
فعل ابراهيم ما امره به الله. ذبح اربعة من الطير وفرق اجزاءها على الجبال. ودعاها باسم الله فنهض الريش يلحق بجناحه، وبحثت الصدور عن رؤوسها، وتطايرت اجزاء الطير مندفعة نحو الالتحام، والتقت الضلوع بالقلوب، وسارعت الاجزاء الذبيحة للالتئام، ودبت الحياة في الطير، وجاءت طائرة مسرعة ترمي بنفسها في احضان ابراهيم. اعتقد بعض المفسرين ان هذه التجربة كانت حب استطلاع من ابراهيم. واعتقد بعضهم انه اراد ان يرى يد ذي الجلال الخالق وهي تعمل، فلم ير الاسلوب وان راى النتيجة. واعتقد بعض المفسرين انه اكتفى بما قاله له الله ولم يذبح الطير. ونعتقد ان هذه التجربة كانت درجة من درجات الحب قطعها المسافر الى الله. ابراهيم.
رحلة ابراهيم مع هاجر واسماعيل لوادي مكة:
استيقظ ابراهيم يوما فامر زوجته هاجر ان تحمل ابنها وتستعد لرحلة طويلة. وبعد ايام بدات رحلة ابراهيم مع زوجته هاجر ومعهما ابنهما اسماعيل. وكان الطفل رضيعا لم يفطم بعد. وظل ابراهيم يسير وسط ارض مزروعة تاتي بعدها صحراء تجيء بعدها جبال. حتى دخل الى صحراء الجزيرة العربية، وقصد ابراهيم واديا ليس فيه زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا مياه ولا شراب. كان الوادي يخلو تماما من علامات الحياة. وصل ابراهيم الى الوادي، وهبط من فوق ظهر دابته. وانزل زوجته وابنه وتركهما هناك، ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار.
اسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا ابراهيم اين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا ابراهيم. ظل يسير. عادت تقول له ما قالته وهو صامت. اخيرا فهمت انه لا يتصرف هكذا من نفسه. ادركت ان الله امره بذلك وسالته: هل الله امرك بهذا؟ قال ابراهيم عليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي امرك بهذا. وسار ابراهيم حتى اذا اخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين الى السماء وراح يدعو الله: (ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم).
لم يكن بيت الله قد اعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في هذه التصرفات الغامضة، فقد كان اسماعيل الطفل الذي ترك مع امه في هذا المكان، كان هذا الطفل هو الذي سيصير مسؤولا مع والده عن بناء الكعبة فيما بعد. وكانت حكمة الله تقضي ان يمتد العمران الى هذا الوادي، وان يقام فيه بيت الله الذي نتجه جميعا اليه اثناء الصلاة بوجوهنا.
ترك ابراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء وعاد راجعا الى كفاحه في دعوة الله. ارضعت ام اسماعيل ابنها واحست بالعطش. كانت الشمس ملتهبة وساخنة وتثير الاحساس بالعطش. بعد يومين انتهى الماء تماما، وجف لبن الام. واحست هاجر واسماعيل بالعطش.. كان الطعام قد انتهى هو الاخر. وبدا الموقف صعبا وحرجا للغاية.
ماء زمزم:
بدا اسماعيل يبكي من العطش. وتركته امه وانطلقت تبحث عن ماء. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت الى جبل اسمه “الصفا”. فصعدت اليه وراحت تبحث بهما عن بئر او انسان او قافلة. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى اذا وصلت الى الوادي راحت تسعى سعي الانسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت الى جبل “المروة”، فصعدت اليه ونظرت لترى احدا لكنها لم تر احدا. وعادت الام الى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه. واسرعت الى الصفا فوقفت عليه، وهرولت الى المروة فنظرت من فوقه. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين. سبع مرات وهي تذهب وتعود. ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة احياء لذكريات امهم الاولى ونبيهم العظيم اسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.
وفي هذه اللحظة اليائسة ادركتها رحمة الله، وضرب اسماعيل بقدمه الارض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم. وفار الماء من البئر. انقذت حياتا الطفل والام. راحت الام تغرف بيدها وهي تشكر الله. وشربت وسقت طفلها وبدات الحياة تدب في المنطقة. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.
وبدات بعض القوافل تستقر في المنطقة. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس. وبدا العمران يبسط اجنحته على المكان.
الامر بذبح اسماعيل عليه السلام:
كبر اسماعيل.. وتعلق به قلب ابراهيم.. جاءه العقب على كبر فاحبه.. وابتلى الله تعالى ابراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد راى ابراهيم عليه السلام في المنام انه يذبح ابنه الوحيد اسماعيل. وابراهيم يعمل ان رؤيا الانبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تامل اي نوع من انواع الاختبار. نحن امام نبي قلبه ارحم قلب في الارض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا امل هناك في ان ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام انه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.
اي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن ان صراعا لم ينشا قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس ابراهيم.. صراع اثارته عاطفة الابوة الحانية. لكن ابراهيم لم يسال عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس ابراهيم من يسال ربه عن اوامره.
فكر ابراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه اذا ارقده على الارض ليذبحه.. الافضل ان يقول لولده ليكون ذلك اطيب لقلبه واهون عليه من ان ياخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا افضل.. انتهى الامر وذهب الى ولده (قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى). انظر الى تلطفه في ابلاغ ولده، وترك الامر لينظر فيه الابن بالطاعة.. ان الامر مقضي في نظر ابراهيم لانه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ اجاب اسماعيل: هذا امر يا ابي فبادر بتنفيذه (يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين). تامل رد الابن.. انسان يعرف انه سيذبح فيمتثل للامر الالهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده انه سيجده (ان شاء الله من الصابرين). هو الصبر على اي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن ان يموت ذبحا بامر من الله.. ها هو ذا ابراهيم يكتشف ان ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف اي مشاعر جاشت في نفس ابراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فاذا اسماعيل راقد على الارض، وجهه في الارض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. واذا ابراهيم يرفع يده بالسكين.. واذا امر الله مطاع. (فلما اسلما) استخدم القران هذا التعبير.. (فلما اسلما) هذا هو الاسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيا لامضاء امره.. نادى الله ابراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله اسماعيل بذبح عظيم – وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الاسلام الحقيقي الذي كان عليه ابراهيم واسماعيل.
ومضت قصة ابراهيم. ترك ولده اسماعيل وعاد يضرب في ارض الله داعيا اليه، خليلا له وحده. ومرت الايام. كان ابراهيم قد هاجر من ارض الكلدانيين مسقط راسه في العراق وعبر الاردن وسكن في ارض كنعان في البادية. ولم يكن ابراهيم ينسى خلال دعوته الى الله ان يسال عن اخبار لوط مع قومه، وكان لوط اول من امن به، وقد اثابه الله بان بعثه نبيا الى قوم من الفاجرين العصاة.
- سيرة سيدنا ابراهيم عليه السلام
- كانت اسرة ابراهيم عليه السلام تقوم التماثيل
- نموذج عن سيرة سيدنا ابراهيم