انا متزوجة من 5 سنوات ولم انجب حتى الان فعند مرور سنة من زواجي ذهبت لعمل التحاليل والحمد لله سليمة ولكن بعد مرور سنة اخرى اقنعت زوجي بصعوبة لعمل التحاليل.
وادركنا انه يوجد لديه انسداد كما قال لي ولا اعرف ماذا يعني انسداد؟ فهو لا يحب التكلم في هذا الموضوع ابدا وهذه هي مشكلتي معه؛ لانه لا يحب التكلم في اي شيء يخص هذا الموضوع حتى معي، ولكن بعد مرور كل هذه المدة لم اطق الانتظار اكثر من ذلك، وحاولت التكلم معه ولكن لا يعطيني الفرصة حتى اقول له عن اطفال الانابيب، وخاصة اننا والحمد لله ميسورون ماديا.
ولكن هو يعتبر ان هذا الموضوع يجرح كرامته! فهو انسان حساس للغاية، ارجو منكم الدعاء له وافادتي ماذا افعل معه ولا اجرحه فاني احبه
احبكم الله؟
وشكرا لكم واسفة على الاطالة.
وبركاته وبعد:
نتحدث في البداية من الجانب الطبي ونقول ان تاخر الانجاب في مثل حالة زوجك والذي تقولين بسبب انسداد فمعنى ذلك ان هناك انسدادا في الانابيب الناقلة للحيوانات المنوية من الخصية الى قناة مجرى البول للخروج في السائل المنوي وبالتالي عند فحص السائل المنوي نجده خاليا من الحيوانات المنوية وبالتالي لا يحدث الانجاب بشكل طبيعي بالرغم من سلامة حجم الخصيتين وانتاجهما للحيوانات المنوية بشكل طبيعي وكذلك سلامة الهرمونات.
ويكون الحل في هذه الحالة امرين هما:
1- اجراء عملية للتخلص من هذا الانسداد ولكن لا تعمل هذه العلميات في الوقت الحالي نظرا لتناقص نسب نجاحها وحدوث مشاكل منها.
2- القيام بعمل حقن مجهري من خلال الحصول على الحيوانات المنوية بشكل مباشر من الخصية ومن ثم تلقيح البويضة المحضرة وذلك هو انسب الطرق لعلاج هذا الامر باذن الله.
وحتى لا يلوم الزوج نفسه و يرفض اي علاج وهو امر نفسي بحت نجده مع كثير من الرجال نتيجة احساسه بنقص الرجولة نتيجة هذا الامر فنوضح له انه ليس له دور في هذا الامر فسبب هذا الانسداد يكون اما وراثيا او ناتجا عن التهابات سابقة وان هذا المرض مثله مثل باقي الامراض كالسكر والضغط فهل نملك في انفسنا شيئا؟ وهل لو كان اصيب لا قدر الله بمرض مثل السكر او الضغط كان سوف لا ياخذ علاجا؟! فعليك بتوضيح ذلك بهدوء.
والله الموفق.
———————————-
انتهت اجابة الدكتور ابراهيم زهران استشاري الجلدية والتناسلية، يليه تعليق المستشار الاجتماعي الشيخ/موافي عزب على هذا الموضوع:
فانه ليسرنا ان نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الاسلامية، فاهلا وسهلا ومرحبا بك ، وكم يسعدنا تواصلك معنا في اي وقت وفي اي موضوع، ونساله تبارك وتعالى ان يصرف عنكم السوء، وان يوفقكم لكل خير وان يشرح صدر زوجك بالقيام بالتحليل والفحوصات اللازمة، وان يمن عليكم بذرية صالحة طيبة مباركة تدخل الفرح عليكم في الدنيا وتكون حجابا لكم في الاخرة.
بخصوص ما ورد برسالتك – اختي الكريمة ام الهنا – فانه فعلا كما لا يخفى عليك ان الانسان منا انما هو اسير بيئته التي نشا فيها وتربى وترعرع في داخلها، واحيانا بعض البيئات قد تلقي بعض الافكار التي تصبح مع الزمن مكونا من مكونات النفس الاساسية ولا يستطيع الانسان ان يتخلص منها حتى مع تقدم سنه ووفرة علمه وتقدم مستواه الاجتماعي والثقافي والمادي، من هذه الامور كهذه المسالة التي ذكرتها بخصوص زوجك – حفظه الله – فانه يشعر بان هذا الموضوع التكلم فيه يجرح كرامته، لان هذه القضية فيما يتعلق بقضية الجنس والانجاب كانت محاطة في صغره بهالة كبيرة من السرية والكتمان، حتى انه غابت عنه امور كثيرة ما استطاع ان يتاقلم معها او ان يفهمها بالطريقة الطبيعية، وهذا بلا شك خلل وخطا في التربية التي نشا عليها منذ صغره، لانه يرى ان هذا الامر الحديث فيه من العيوب وانه يؤثر على نفسيته وانه يجرح كرامته، الى غير ذلك من الكلام الوهمي الذي لا اساس له.
فان هذه المسالة – كما ورد في كلام اخي المستشار الدكتور زهران حفظه الله تعالى – هي عبارة عن مسالة طبية كاي مرض من الامراض الاخرى، ولكن الناس عادة يستحيون من مرضين اثنين في العموم:
ما يتعلق بالامراض النفسية ويخافون ان يذهبوا الى اخصائي نفساني حتى لا يقال عنهم مجانين، والامر الثاني ما يتعلق بالامراض التناسلية يخافون ايضا ان يذهبوا الى الطبيب حتى لا يقال عنهم انهم عاجزون جنسيا او غير ذلك.
رغم ان الامراض كلها حقيقة خطرها واحد وان اثرها على النفس لا يخفى، الا ان هذين المرضين يحتلان مكانة كبيرة من الاهتمام والسرية والكتمان بل قد يضحي الانسان بامور كثيرة وسعادة في حياته نتيجة عدم قناعته بالذهاب الى اخصائي في هذين الامرين.
ولذلك اقول: زوجك يحتاج الى اقناع، لان هذه المسلمات بالنسبة له مرت عليه فترة واصبحت كما ذكرت في حكم المسلمات، فيحتاج منك الى مناقشة بهدوء واستغلال الفرصة المناسبة للكلام في هذا الموضوع، خاصة بعد مثلا عملية الجماع وهو يقوم بها فيما يبدو بطريقة طبيعية وبطريقة جيدة، فانت تثنين على هذه القدرة وتقولين له:
الحمد لله قد اكرمنا الله تعالى ونحن لا نعاني بحمد الله من ضعف وانما الحياة بيننا طبيعية جدا وانت من فضل الله تعالى انسان طبيعي ولله الحمد والمنة، ولا تعاني من اي شيء.. وهذا الموضوع امر بسيط لانه لا يؤثر مطلقا في قدراتك فان قدراتك ليست في محل شك وليست في محل مساومة ولله الحمد والمنة.
ولكن اتمنى ان نفكر بشيء من العقلانية واتمنى ان تفتح لي صدرك وان تفتح لي قلبك وان تستمع مني الى وجهة نظري، وان تناقشني فيما اقول، لان هذا الامر يتعلق بي وبك ونظرا لاني احبك حبا شديدا اتمنى ان يرزقني الله منك ولدا جميلا مثلك.
اشعريه بهذا الامر وقولي له: انا اريد ان احمل في احشائي منك ثمرة طيبة مباركة اظل اعتمد عليها بعد الله تعالى وتذكرني بك في كل لحظة من لحظات عمري، وقولي له: لن يوجد في حياة المراة ذكرى اجمل ولا اروع من ان يكرمها الله تبارك وتعالى بنبتة طيبة من شخص تحبه وتتمنى ان يكون معها في الدنيا والاخرة.
هذا الكلام الطيب قد يؤثر في نفسه وقد يفكر في ذلك.. ثم بعد ذلك ان قدر الله تعالى وذهب الى الاطباء وعولج بالطريقة التي اشار اليها اخي الطبيب فالحمد لله ونكون قد كفينا ذلك.
هناك امر احتمالي وهو ان يكون هذا الامر نتيجة شيء مما يتعلق بعالم الجن، فانه من الثابت الان بما لا يدع مجالا للشك ان الجان قد يتسلط على الانسان فيمنعه من الانجاب وقد يغلق ايضا منافذ الحيوانات المنوية بل وقد يقتل الحيوانات المنوية، بل انه قد ثبت ايضا عن طريق اخواننا المعالجين الثقات انه قد يوقف عمل عضو من الاعضاء وقد يشل تفكير انسان الى غير ذلك، فلا يستبعد ابدا ان يكون هذا ايضا من هذا الباب فلماذا لا نبدا بالرقية الشرعية، ولذلك ارى ان تعرضي عليه – بارك الله فيك – هذا الامر او ان تعرضي عليه الحجامة، فانه ثبت انها تنفع – باذن الله تعالى – في هذه الامور، اعرضي عليه الرقية الشرعية ما دام يستحي ان يذهب الى طبيب، من الممكن ان يستقبل احد الاخوة المعالجين ليقرا عليه – باذن الله تعالى – ولعل الله تبارك وتعالى ان يصرف عنه هذا السوء، خاصة وانكم في المملكة يوجد هذا النوع بكثرة ومن الممكن ان تذهبوا ايضا الى مكان بعيد – مدينة غير مدينتكم – وهناك المعالجون في مكة وهناك المعالجون في المدينة، وهذا الامر سهل ميسور – باذن الله تعالى -.
احتمال كبير ان يكون هناك شيء يتعلق بهذا، فان الحسد قد يفعل ذلك، وان المس قد يفعل ذلك، وان السحر قد يترتب عليه مثل هذه النتيجة ايضا.. فاذا لم يكن راغبا في العلاج الطبي – وانا افضل ان يبدا بالرقية الشرعية لان الرقية الشرعية عموما اذا لم تنفع لن تضر، فهي كلام الله تعالى وكلام نبيه – عليه الصلاة والسلام – .
اتمنى ان توفقي في اقناعه بذلك وهذا يحتاج منك الى دعاء والحاح على الله تعالى ان يشرح صدره لقبول كلامك، فان وفقك الله تعالى فلعل وعسى ان يكون من باب الرقية الشرعية وبذلك من فضل الله تعالى يكون الامر سهلا ميسورا وتتحسن حالتكما معا – باذن الله تعالى – .
الامر الثاني: اذا لم يتيسر ذلك فعن طريق الحجامة فانه ثبت ايضا ان الحجامة لها اثر طيب جدا بفضل الله تعالى في علاج مثل هذه الحالات، وانا اعرف كثيرا من الحالات المستعصية شفى الله سبحانه وتعالى اصحابها بالحجامة لانها سنة النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – .
الامر المهم وهو دورك – الاجتهاد في اقناعه بالعلاج سواء كان بالرقية الشرعية او العلاج الطبي او بالحجامة، هذا دورك انت – كما ذكرت-
استغلال وقت مناسب او محاولة التكلم معه بهدوء خاصة بعد ان يقوم بعملية الجماع بجدارة واقتدار ولا يشعر بشيء فتستغلي هذا بان تقولي له بانك وضعك طبيعي وانك انسان رائع وانك ما عندك اي مشكلة وهذه القضية بعيدة تماما عن ان تتهم فيها بشيء لان هذا من قدر الله تعالى، ونحن نعلم ان الانجاب بيد الله وان الذي يهب لمن يشاء ذكورا ويهب لمن يشاء اناثا انما هو الله، وان الذي يجعل من يشاء عقيما انما هو الله، ولكن الله تبارك وتعالى امرنا بالتداوي على لسان نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – ما رايك ان نبدا مثلا بالعلاج بالرقية الشرعية، طيب ما رايك ان نبدا بالحجامة؟ ثم بعد ذلك تصلين الى العلاج الطبي وانا واثق بانكم – باذن الله تعالى – ستصلون الى حل، لان النبي – صلى الله عليه وسلم – اخبرنا بقوله: (فان الله ما خلق داء الا خلق له دواء).
واسال الله العلي الاعلى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يشرح صدر زوجك لقبول العلاج باي صفة كانت، وان يمن عليكم بذرية صالحة، وان تبشرونا قريبا، مع تمنياتنا لكم دائما بالتوفيق.
والله ولي التوفيق.