افضل مواضيع جميلة بالصور

روايات الكاتب ايرومي

 

 

 

  • الجندي الابيض

    للكاتب : ايرومي
    ……………………………

    القصه :::
    – ماذا؟
    صرخت في الهاتف مندهشة وانا اسمع صديقتي ايميلي تخبرني عن رسوبها في اختبار نهاية العام بالجامعة . دهشت لانها كانت مجتهدة في دراستها ولكنني انهيت المكالمة بسرعة وذهبت لارتدي ثيابي حتى اذهب اليها.. خصوصا وانها منهارة ولم تتوقع تلك النتيجة..
    نظرت الى غرفتي الكبيرة للحظة قبل ان اخرج ثم قلت لخادمتي ميرلا انني سوف اخرج .. قامت بايماءة براسها وهي تحمل بعض الاغراض وصاحت
    – لا تتاخري يا انسة فالوقت متاخر..
    انصرفت انا..
    دقائق من السير وكنت امام منزل صديقتي ايميلي.. وعندما دلفت الى المنزل كان هناك الكثير من الناس والحلويات والكعك والبالونات.. الجميع يبتسم ويضحك وبحثت بغيظ عن ايميلي المخادعة فيبدو انها لم ترسب وهذا هو مقلب من احد مقالبها السمجة.. لوهلة رايت والدتها ولكنها اختفت وسط الحشد فاسرعت خلفها..
    – سيدتي، مرحبا
    – اووه مرحبا لندا.. مبارك نجاحك..
    – انا ؟ نعم شكرا.. لكن .. اين ايميلي؟
    – انها بالاعلى..
    – لمن هذه الحفلة اذا؟؟
    – انها لارثر وجيمس لقد تخرجا بتفوق ..
    قالتها بسعادة بالغة وفي خلال لحظات تركت السيدة وورثنجتون واندفعت الى الاعلى وانا اتفادى جموع الحاضرين المبتهجة.. وطرقت باب غرفة ايميلي..
    – ايميلي.. هذه انا لندا
    فتحت صديقتنا ميرندا الباب على الفور ورايت ايميلي تجلس عند شرفتها وترتدي ملابس النوم وهي تدفن راسها بين ذراعيها..
    اندهشت للمنظر ونظرت الى ميرندا وقلت :
    – ميرندا.. انت هنا منذ وقت . اليس كذلك؟
    – اجل!
    – هل رسبت حقا..؟
    نظرت الي ميرندا بحزن وقالت :
    – لن تكون معنا العام القادم في القسم!
    توجهت الى ايميلى وربت على ظهرها بلطف ثم قلت
    – ايميلي.. هذا يحصل دائما في الجامعة لا تقلقي..
    سمعت صوت بكائها وقالت دون ان ترفع راسها:
    – لم نفترق منذ المرحلة الابتدائية لما يحصل ذلك لي انا؟ لما انا الفاشلة الوحيدة!
    حاولت ان اجعلها سعيدة وكذلك صديقتنا ميرندا ولكنها لم تكن بخير.. وكان صوت الضحك والسعادة يشع حول غرفتها فكان ذلك جرحا كبيرا لمشاعرها..
    خرجت الى خارج غرفتها كنت مغتاظة جدا مما يفعله اهلها وهي تبكي في الغرفة..
    وفي الحال شاهدت شقيقها الاكبر ارثر.. توجهت نحوه وقلت بهدوء:
    – مبارك التخرج..
    ابتسم ارثر وقال:
    – لا اصدق انك هنا لتهنئتي.. اليس كذلك لندا، انا اعرفك جيدا.. كما انك لم ترتدي فستان سهرة ..
    نظرت بغيظ وقلت :
    – جئت من اجل ايميلي كما تعلم..
    نظر ارثر حوله وقال بغباء:
    – اوه .. صحيح اين هي انا لم ارها لقد اشتريت لها فستانا جميلا بالامس..
    تضايقت منه وقلت بغضب :
    – في الحقيقة انك غريب.. انت تعلم انها رسبت وهي حزينة ثم تقومون بعمل حفلة رائعة وتتجاهلون حزنها.. كان عليكم اعطائها المزيد منن الوقت حتى تخف الصدمة..
    نظر الي ارثر وعلى وجهه ابتسامة غريبة ثم قال ببرود
    – اليس هذا ما تفعله الاخت العاقلة الارستقراطية دائما؟؟
    – لكن هذا ليس عدلا.. لم يحاول احدكم حتى ان يذهب الى غرفتها .. ثم…لقد مضى عهد الارستقراطية ايها السيد..
    قلت ذلك بتعصب ايميلي..
    نظر ارثر الى الجماهير وهو يحتسي شرابا ثم عاد بنظره الى وقال:
    – حسنا سوف اذهب اليها الان معك .. لكن ماذا اقول لها؟؟
    ثم ضحك بشده وقال:
    – اعزيها مثلا!
    تركته وانصرفت فقد كان مستفزا، وعدت الى غرفة ايميلى وانا اشعر بالاحباط ، ولم انتبه انه كان يتبعني .. دخلت للحجرة فدخل خلفي واغلق الباب..
    نظرت اليه باستغراب ولكنه سلم على ميرندا وتوجه معها نحو ايميلي ، كانت ميرندا دائما معجبة بارثر ولقد حاول الاثنان بتعاون شديد مساعدة ايميلي على الضحك وكانت اكثر تقبلا لارثر فابتسمت اخيرا بعد وقت طويل وقررت ارتداء فستانها لتكمل مابقي من السهرة بجانب اخيها اللطيف جدا والمستفز الى ابعد الحدود..
    كانت وظيفتي في هذه اللحظة قد انتهت وقالت ميرندا انها ستبقى بصحبة ارثر وايميلي اما اننا فقد قررت العودة الى منزلي ..
    قال لي ارثر ببرود:
    – هل انت سعيدة الان..
    – اجل!
    قلت ذلك باقتضاب وسلمت على ايميلي وميرندا ثم توجهت الى الطابق السفلي ، حيتني السيدة وورثنجتون ورايت جيمس شقيق ارثر، لوهلة ابتسم لي من بعيد ورددت الابتسامة ثم انصرفت عائدة الى منزلي كانت الساعة في العاشرة ليلا.. وكان الطريق هادئا وموحشا..
    شعرت بالخوف ولكنني قلت في نفسي ” دقائق واصل للمنزل”.. نظرت الى الاشجار حول الطريق، ازداد خوفي وشعرت بان الدقائق اصبحت بطيئة واسرعت الخطى..
    وكانني سمعت صوت سيارة تقترب من بعيد ، خفت كثيرا ولمحت منزلي الكبير يظهر و انا امشي على الطريق المرتفع اسرعت السيارة وتوقفت بجانبي ، نظرت للسائق فشاهدت جيمس المبتسم دائما …وقال:
    – كيف تسيرين بمفردك؟ هل تريدين ان يقوم احد ما باختطافك وطلب فدية..؟؟
    ابتسمت وقلت:
    – لا ..
    – هيا اركبي اذن..
    – ولكن.. هذا هو المنزل .. لقد وصلت تقريبا..
    – انت تحرجينني بالفعل!
    كان المنزل قريبا جدا ولكنني لم ارد احراجه، خاصة وانه قد ترك الحفل وتبعني.. ” شخص لطيف جدا” هكذا قلت في نفسي ،، ركبت الى جواره وبدا في التحرك وقبل ان الحظ ما يحدث كان جيمس قد تخطى منزلي بعدة امتار ولم يبد انه سوف يتوقف..
    حاولت ضبط اعصاب وقلت وانا انظر الى منزلي وهو يبتعد:
    – توقف يا جيمس ماذا تفعل؟ لقد تخطيت منزلي..
    – اعرف!
    نظرت اليه كان صوته متغيرا وهو يضع قناعا لا ادري متى وضعه..لم تكن عينا جيمس،، ارتعش جسدي وصرخت حاولت ان افتح الباب ولكنه كان قد اغلق اوتوماتيكيا.. الزجاج كان سميكا..
    تابعوو مالذي حصل ل لندا

    رد مع اقتباس
  • 03-31-2024, 06:45 PM #2
    روح ملائكية

    رد: الجندي الابيض للكاتب : ايرومي _ روايه الجندي الابيض للكاتب : ايرومي

    شعرت بياس غريب، خاصة وانني رايت شخصا اخر كان يختبئ في الخلف، كان يرتدي قناعا غبيا ، واشهر سلاحا ضخما ازرق اللون في وجهي لم ار مثيلا له…
    حاولت ان اهدا ونظرت من خلال زجاج النافذة باندهاش وانا ارى المناظر تمر بسرعة خيالية وكان السيارة تمتلك محركا نفاثا.. هناك شيء ما غريب جدا يحصل لي فقد بدات اشعر بالغثيان وكانت السيارة تسير بسرعة حتى سمعت صفير اذني، لم اعد ارى شيئا واغمضت عيني.. كان الاحساس مريعا جدا..
    و…اظن بعدها انني فقدت وعيي تماما فلم اتذكر اي شيء..

    ******************

    فتحت عيني وانا احاول ان اتذكر اين انا، كنت لم انسى ما حصل ونظرت حولي بتشويش فقد كانت الاضاءة عالية..
    في البداية لم استطع تمييز اي شيء، لكن سرعان ما انتبهت على انني في غرفة مضاءة بها سرير واحد تشبه المشفى ورايت بعض الاجهزة المتصلة بيدي، ومن ثم رايت ذلك الرجل..
    كان يقف عند الباب ويرتدي زيا غريبا ابيض اللون، انه يحمل سلاحا ازرق اللون ايضا ولا يبدو ممرضا فهو يرتدي قناعا مثل المقاتلين القدامى.. باختصار.. كان منظره مفزعا ورهيبا، وعندما حاولت التحرك نظر الي بسرعة فخفت وبقيت مكاني ثم قلت بقليل من السخرية:
    – من فضلك ايها الشهم، اين انا؟
    لم يبدوا عليه انه سمع اصلا.. فعدت اقول بجدية اكثر:
    – في الحقيقية ساكون ممتنة جدا لو علمت ماذا يحصل هنا!
    كان يبدوا انه اصم.. فهو لم يتحرك حتى!
    شعرت بالغيظ لانه لا يعيرني اي اهتمام، فقررت ان اقوم بالخطوة التالية..
    بدون ان يلاحظ فككت الاشياء العالقة على ذراعي ببطء شديد.. ثم قمت بسرعة وركضت نحو الباب … كنت اعلم انني لا استطيع الهرب هكذا ولكنني كنت اريد ان احرك ذلك الغبي..
    لم تكن للباب اية قبضة امسك بها ولكنني حاولت فتحه باي طريقة… نظرت اليه كان ينظر الي بهدوء ولم يتحرك من مكانه.. لا ادري لم شعرت انه يضحك علي بسبب الغباء الذي لا جدوى منه.. وكان يبدوا انه شاهدني بوضوح وانا اخلع تلك الاشياء الملتصقة على جسدي..
    لم يحرك ساكنا بل ابتعد قليلا ليراقبني.. اكتشفت انه يتسلى بمشاهدتي فتوقفت عن تلك التصرفات ونظرت اليه وقلت بعصبية:
    – ماذا؟ هل انت اصم؟
    لم يجبني وظل واقفا كالجدار، ونظرت اليه بغيظ شديد، تحرك نظري الى قناعه انه لا يظهر اي شيء من وجهه اللعين.. حتى عينيه كان عليهما غطاء اسود داكن.. مثل النظارة الشمسية العاكسة..
    عدت الى السرير وبقيت فوقه.. كان مايزال واقفا في مكانه ينظر الى الباب .. خمنت انه رجل الي..
    تسائلت:
    – هل انت اله حمقاء؟
    لم يلتفت الي، ولكنه وقف بمحاذاة الباب لكي يمكنه مراقبتي عن بعد..
    عرفت السر.. انهم يريدون ان يصيبني بالجنون ايا كان من يفعل ذلك بي ،، الذي يفعل ذلك شخص يعرفني جيدا، ويعرف جيمس ..هذا اذا لم يكن جيمس اصلا الذي يفعل ذلك…
    ولكني لم اظن ان الذي فعل ذلك هو جيمس.. هناك شيء خارق للعادة يحصل، واذا كان كذلك فانا اشعر ببعض الاثارة والدهشة واترقب ما سيحصل..
    سالت الريبوت الاحمق:
    – هل انتم كائنات فضائية؟؟
    لا ادري لم اعجبني السؤال فضحكت على نفسي ..
    تحركت الاله واقتربت نحوي ، كانت حركاته سلسة فعرفت انه مخلوق حي وليس اله كما ظننت..
    اقترب اكثر ثم جلس على السرير بمواجهتي ..
    كنت مستغربة ولم اقل اي شيء،، فتح الغطاء الداكن فرايت عينية البنيتين الواسعتين وقال بهدوء:
    – لندا؟
    كانت عينيه واسعتين جدا ولفتت نظري وسالته ..
    – من انت؟ وماذا تريد مني؟
    قال:
    – وماذا ستعطينني اذا طلبت منك؟
    قلت باستغراب:
    – ماذا تريد مني ؟ المال؟
    – المال؟
    قال ذلك بعد ان ضحك ضحكة مجلجلة ثم قال:
    – نقودك لا تهمني..
    – ماذا تريد اذا؟
    نظر الي وقال:
    – انا مجرد وسيط بينك وبين من يطالبونك..
    – وسيط؟
    – اجل..
    – ماذا تريدون مني؟
    عاد بظهره قليلا ثم قال:
    – لن تفهمي!
    ابتسمت بسخرية وقلت:
    – حسنا، بما انني لن افهم فهذا يعني ان دوري انتهى.. هيا اعدني الى منزلي..
    – ساعيدك ان رفضت العرض..
    لم افهم ماذا يريد ذلك الشاب وقلت بضيق:
    – انت لم تقل كلمة مفيدة حتى الان..
    – ما رايك اذا ان نصبح اصدقاء اولا؟
    شعرت برغبة قوية في طعنه بسكين وقلت بغيظ:
    – ماذا تعني باصدقاء؟ اسمع يا هذا.. اولا: انا لا اتصادق مع اشخاص مثلك .. اعني : يحملون الاسلحة.. ثانيا: انا لم ار سوى عينيك ولااعرف حقا اذا كنت سلحفاة ام رجلا حقيقيا!
    – انت تسخرين مني!
    – لا
    – هل اشبه السلحفاة؟
    – انت لا تشبه اي شيء!
    – هل انا هلامي؟
    – ماذا تقصد؟
    – الا اشبه الانسان؟
    – هل تقصد انك لست انسان؟
    – نعم!
    صمت فجاة ونظرت اليه وقلت بعد المناقشة السريعة وكررت بخوف:
    – انت لست انسانا؟
    ضحك مرة اخرى وقال:
    – انا جندي .. انسان بالتاكيد ، ولكنني لست ارضيا..
    – ما ذا تقصد بكلمة ارضيا؟؟
    سالته بخوف ووقفت..
    صمت بضع ثوان ثم قال:
    – اه.. اعني انني لست من الارض.. هذا جيد كبداية للتعارف!
    لم افهم وقلت بعصبية:
    – انت تهزا بي! وتظن انني اصدقك لانك ترتدي جلدا ابيضا لماعا؟؟
    وقف واتجه نحو الباب ثم فتحه بجهاز صغير في يده وقال:
    – انت لم توافقي على ان نصبح اصدقاء حتى احميك.. انت حرة في قرارك الاخير..
    فكرت بسرعة في اشياء غبية قالها واظن انه مجنون ولا اريد ان اعطيه فرصة لايذائي وصحت:
    – انتظر.. لقد فكرت..
    – بهذه السرعة..؟
    – اجل ،، سوف نصبح صديقين ما رايك لكن اخرجني من هنا واخبرني بما تفعله ايها الصديق الطيب،.. هيا..
    نظر الي ثانية واغلق غطاء عينيه ثم قال ببرود:
    – انت تمثلين؟؟ هل تظنين انك تلعبين مع ولد صغير؟؟ ابقى هنا اذا وفكري بالامر..
    خرج بسرعة واغلق الباب خلفه ..
    نظرت الى الغرفة الفارغة وانا اكاد انفجر من الغيظ .. وصحت من خلف الباب ..
    ” ايها المخلوق الفضائي .. لقد قررت صداقتك حقا.. هيا اخبرني ماذا يحدث وسوف نصبح صديقان حقيقيان ..كن عاقلا، لا يمكنني ان اثق بك الا اذا كنت صديقا حقيقيا وجديرا بالثقة!”
    صحت وانا اطرق على الباب بلهفة :
    ” هيا دعني اثق بك”
    علمت ان هذه الطريقة تنجح دائما مع المعاقين عقليا..
    وبالفعل عاد صديقي الجندي الذي ليس ارضيا وفتح البوابة الالكترونية.. ثم قال:
    – اتبعيني ..
    مشيت خلفه فورا، كنت حافية القدمين ..ولم اعلم حقيقة اين ذهب حذائي .. كان المكان بالخارج اكثر برودة، وكان مدهشا الى حد لم استطع معه اخفاء دهشتي..
    ما زلت لا استطيع وصفه حتى الان!!
    لقد تخيلت انني سوف اخرج الى مكان هو اشبه تقريبا بالمشفى، او ..
    لا اعرف..
    اي مكان رايته كان يختلف عن هذا الاحساس الذي شعرت به للوهلة الاولى..
    كان سقف المكان عبارة عن قبة رائعة مليئة بالنقوش والرسومات وبينها فراغات تسمح بدخول ضوء الشمس..
    كان ضوء الشمس قويا جدا وكان يضيء المكان باكمله دون ان يؤذي عينيك.. الكثير من الزهور التي لم ار مثيلا لها في حياتي تخرج من شقوق جميلة على الجدران وكانت هناك شموع داخل قوارير من الماء.. كنوع من الديكور المدهش!! ..
    الارضيات لا اعرف ماهيتها لكنها ناعمة ومسطحة وباردة ايضا..
    النوافذ طويلة جدا من الارض للسقف وتشبه الابواب الى حد كبير.. كانت مزخرفة وتلتف حولها اعشاب ملونة وورود تمد المكان برائحة جميلة جدا..
    و البوابة واسعة و تؤدي للخارج لان الضوء كان قويا، وتوقفت اتامل المكان.. نظر الي الجندي وقال بشاعرية تتلائم مع الجو المحيط بي:
    – هل اعجبك المكان؟ انه يعجبني ايضا.. فقد ولدت هنا!
    تسائلت وانا احدق بروعة القصر:
    – هل هو منزلك؟
    سمعت ضحكة قصيرة ثم صوته يقول:
    – نعم ..
    نظرت اليه اخيرا.. لم يكن ينظر الي وقلت:
    – هل تعيش هنا بمفردك في ذلك القصر المهول؟
    – حاليا.. نعم..
    – الهذا السبب انا هنا؟ هل تريدني ان اصبح صديقتك من اجل ذلك؟
    تردد كثيرا قبل ان يقول:
    – في الحقيقية…
    – ماذا..
    – حاليا.. سوف اقول اجل!
    – ما حكاية “حاليا” هذه؟ الا تفكر ابعد من اللحظة التي تعيشها؟
    نظر الي وجلس على احد الارائك الموجودة وقال :
    – انا لا اعيش من اجل نفسي .. انا مجرد وسيط بينك وبين الذين يريدونك..
    شعرت بالخوف وقلت مستغربة:
    – ماذا تقصد؟ هل تقصد انني مخطوفة؟
    – لا.. انت صديقتي … مؤقتا..
    بدا ذلك الشخص يثير اعصابي فصحت بغضب وحيرة :
    – لقد اقتنعت فعلا انك مجنون .. هل سمعت ؟؟ ما ذا تريد مني؟ ماذا تريد؟؟
    كنت سابكي ولكنني تمالكت نفسي، ونظرت اليه .. وقف و اقترب مني كثيرا ثم قال بلطف:
    – لم انت خائفة .. لقد اقتنعت فعلا انك شجاعة في جميع قراراتك التي كنت تتخذينها .. لكنك متهورة ببعض الشيء!
    نظرت اليه ولا اعرف فيم يفكر ذلك المجنون ولم ارد عليه لكن عيني امتلات بالدموع.. ولم اكن اريد ان ارمش حتى لا تنزل دمعتي وعاد هو يقول بهدوء:
    – لقد راقبتك على مدار شهرين.. وقد اعطى رئيسي اوامره لي بتوضيح الامر لك .. وانا لم اقصد ازعاجك ابدا.. ربما تصرفت بالطريقة الخطا تجاهك وانا اعتذر عما بدر مني..
    لا ادري لماذا شعرت ان الامر حقيقيا اكثر من اللازم .. وسالته وصوتي متاثرا بتلك الدمعة التي احبسها:
    – حسنا .. سنتحدث كاثنين عاقلين ، ماهو الامر الذي جعل رئيسك ايا كان يامرك بمراقبتي؟؟ ومن انت؟ اريد ان ارى وجهك..
    قال لي :
    – ارتدي حذائك اولا لندا ..
    ثم امسك بيدي واتجه نحو الباب الواسع و قادني الى الخارج..
    ————————————————————————————————————–

    رد مع اقتباس
  • 03-31-2024, 06:46 PM #3
    روح ملائكية

    رد: الجندي الابيض للكاتب : ايرومي _ روايه الجندي الابيض للكاتب : ايرومي

    كان في الخارج حديقة كبيرة ورائعة.. ومن خلالها يمتد طريق صغير وقال الجندي وهو يفتح غطاء عينيه ..
    – انا الجندي الابيض ..وادعى جاميان..
    نظرت الى عينيه هي نفسها لكنها كانت ارجوانية اللون .. سرى بعض الخوف في جسدي وقلت بدهشة :
    – انت غريب الاطوار فعلا..
    – لماذا؟
    – ان لون عينيك غ …
    – اعرف، قلت لك .. انت الان لست في الارض.. انت في مكان اخر جميل ويشبه الكوكب الارضي ..
    قلت ساخرة:
    – حقا؟ حسنا .. لماذا لا نطير؟
    – قلت انه يشبه الارض!
    – ولماذا انتم لاتشبهون سكان اهل الارض؟؟
    – …………………………………
    – اه اظنك تضع عدسات لكي تخيفني!
    – ……………………………………. (ظل يسير بصمت)..
    توقفت عن السير ونظرت اليه وقلت :
    – حسنا .. لما لا تريني وجهك؟؟
    – لا استطيع..
    – لماذا؟؟ هل مخك بارز؟ هل انت بشع وممل؟ هل انت تشبهنا ام ان كوكبك الجميل فقط؟
    توقف لينظر الي وصمت للحظات ثم قال:
    ملك “بانشيبرا” العريقة انه شاب لطيف جدا وقد ورث الحكم قريبا جدا لكنه لم يتوج بعد.. مازال مستاءا من موت والده الملك الراحل .. لم يستطع اي شخص ازالة ذلك الحزن .. ويخشى رئيسي ان تعم الفوضى في بانشيبرا بسبب انعزال الملك الحالي..
    عاد للصمت فقلت ساخرة :
    – اكمل تبدوا قصة جيدة..
    قال الجندي الابيض بجدية :
    – عرفت اخيرا شقيقته الاميرة لوليانا حل ذلك الملك ..
    – وما هو؟
    – فتاة من الارض..
    زفرت بضيق ولم افهم ..تاكدت من انه مصاب بمرض نفسي عقلي ومتازم جدا وحالته خطيرة ويجب نقله لمصحة الامراض العقليه قريبا ،، ويحب تالف القصص الغريبة ايضا.. ولكنني قلت بضيق :
    – ما علاقتي بالملك وبانشيبرا تلك..
    – ساخبرك .. عندما كان الملك صغيرا ، سمح له بالذهاب الى الارض.. واحب ذلك الكوكب العجيب .. يجب ان نجعله يخرج من عزلته باعادة الذكريات الجيدة اليه .. ارجوك ساعدينا..
    صحت بغضب :
    – ولماذا انا..؟؟
    قال بهدوء:
    – لانك اعجبتني.. انت الافضل..
    – وما ادراك هل شاهدت كل بنات العالم؟
    – لماذا لا تساعدينا؟؟
    – من حقي ان ارفض..
    صمت قليلا ونظر خلفي .. انا ايضا شعرت بشيء يقترب من وراء ظهري فالتفت ..

    كان هناك رجل يقترب، نظرت له بدقة..
    شعر بني وانف طويل .. كان شكله مخيفا بعض الشيء وتلك.. اه كانت عينيه واسعتين وحمراوين.. يا للهول!! لم ارى لون عينين احمر من قبل بها الصفاء المرعب..
    نظر الى الجندي ثم قال بصرامة :
    – جاميان .. لقد انتهت مهمتك .. هيا عد الى عملك السابق في الحراسة انت ستاخذ مكان تالتن ..
    ظهر اشخاص اخرون يتبعون الرجل، كانوا لا يرتدون الاقنعة ويحملون الاسلحة ولم يبد انهم عاديون فقد كانوا طوال القامة ويمتلكون ملامح غريبة ومتجهمة لم ارها من قبل..
    نظر الي جاميان وغطى عينيه ثانية ثم قال وهو يمد يده لمصافحتي :
    – تشرفت بمعرفتك!
    صافحته فوضع ورقة مطوية صغيرة في يدي وضغط عليها ، ثم رحل .. وبدون ان يلحظ احدهم اخفيت الورقة في جيب بنطالي وسرت مع الاخرين وانا اراقب الجندي الابيض وهو يبتعد.. لا ادري لماذا شعرت بالخوف وودت لو يعود فيصحبني! اظن انني كنت قد بدات ارتاح الى حديثه الهاديء .. مع انه كان مجنونا ! لكن يمكن السيطرة عليه ..
    ************************

    كنت افضل لو ارتدى هؤلاء الاقنعة مثل الجندي الابيض.. فمناظرهم كانت فظيعة..
    سرت خلف الرجل الصارم وسار الى جواري اثنان ومن خلفي الاثنان الباقيان.. وقطعنا مسافة طويلة بعض الشيء
    مررنا بمزارع تحفها الاشجار وشاهدت بعض الاعمدة البعيدة جدا لم اعرف ماهيتها،، وظللنا نسير حتى بدا قصر جميل في الظهور من بعيد..
    كان رائعا وكانت الاشجار التي تحفه عملاقة وقديمة فهي تضاهيه في الطول والجمال..
    دخلت معهم تحت تهديد السلاح وقابلنا ثلاث فتيات فاتنات.. لكنهن صبغن شعورهن باصباغ غريبة .. ابيض وسماوي والارجواني ايضا.. كن يبدين مثل شخصيات افلام الكرتون..
    رحبوا بي واصطحبوني الى مكان اخر.. بعيدا عن هؤلاء الاغبياء.. جلست على اريكة مريحة ..
    و قالت صاحبة الشعر الابيض والعينان الزرقاوان:
    – انت لندا الاميرة الجديدة اليس كذلك؟
    لم افهم شيئا ورددت الفتاة صاحبة الشعر الارجواني:
    – يالها من جميلة تعجبني عيناها انها خضراء اللون .. انه اللون الكوني .. وشعرها انظرن.. اشقر كخيوط الشمس!
    قالت الثالثة وكان شعرها ازرق فاتح وكذلك عيناها غريبتان تخاطبني:
    – اتعلمين .. لا يوجد احد في عالمنا كله يمتلك لون الطبيعة مثلك.. الشمس والشجر..
    نظرت الى بلاغتهن في وصفي وكانني دمية باربي ..ولكنني بدات الان اقتنع ان الامر حقيقيا وليس من تاليف شخص واحد..مجنون
    وبدون سابق انذار بدات الفتيات بتمشيط شعري .. واحداهن ذهبت لتحضر شيئا ..فقلت بسرعة :
    – ماذا تفعلن؟
    – نحن نجهزك حتى تقابلي صاحب الجلالة..
    قمت واقفة بسرعة وقلت:
    – ماذا؟ انا لم اوافق على ذلك هيا دعوني اعود الى منزلي ..
    قالت احدى الفتيات باندهاش غريب :
    – سوف تكونين اميرة رائعة.. انت لا يمكنك رفض الملك الشاب التي تتمنى فتيات “بانشيبرا” ان ينظر اليهم نظرة واحدة..
    جلست في مكاني وقلت بغضب :
    – حسنا انا لم اوافق على خوض المغامرة!
    – اتقولين عن هذا مغامرة؟؟ انه لامر رائع وعظيم جدا..
    – لا
    خرجت احدى الفتيات وعادت ومعها ذلك الرجل احمر العينين وقال:
    – الم ياخذ جاميان موافقتك؟
    نظرت اليه وقلت:
    – لم افهم..
    – ذلك الجندي الذي ارسلناه اليك الم ياخذ موافقتك؟
    – لا .. انا لم اوافق..
    – لماذا اخرجك اذا، ليست هذه هي الاوامر..
    قالها بعصبية ثم فتح جهازا في يده وصاح بغضب :
    – تالتن ، ذلك الغبي الذي اعطيناه مدة شهران ليحضر لنا فتاة لا تعلم شيئا عن الامر.. هيا اذهب واقطع راسه لقد فشل في المهمة..
    شهقت الفتيات وصحت :
    – لا انتظر.. انا اعلم كل شيء .. لقد وافقت .. ا .. انه .. لقد اخذ موافقتي لكنني ..
    صمت ذلك الغبي ثم صرخ ثانية في الجهاز :
    – احضره الى هنا اريد ان اتفاهم معه..
    لم اكن اريد اذيته.. لا اعرف لماذا قلت هذا مع ان راسه المجنون لايهمني ..
    وقفت حائرة افكر في الموقف وذهبت مع الفتيات الى غرفة واسعة وقالت الفتاة ذات الشعر السماوي :
    – هيا بدلي ملابسك لاننا سوف نجهزك الان..
    ثم اعطتني قميصا داخليا قصيرا، دخلت الى الحمام وبدلت ملابسي.. لم انس بالتاكيد ورقة جاميان ففتحتها بسرعة ونظرت بداخلها.. مكتوب :
    ” لندا.. لا تخذليني ..
    ان احتجت الي في اي وقت فيمكنك الاتصال بي ، اشعر بالسوء حيالك ولكن هذه هي المهمة التي اسندت الي .. انهم يجعلون الاخرين يكرهونني دائما لقد كتبت هذه الورقة مسبقا وسوف اعيدك الى وطنك هذا وعد..
    رقمي هو …….”
    كتب ارقاما غريبة لا تشبه اي ارقام رايتها في حياتي فقد كانت تبدو لي مثل الكتابة الصينية او الهيروغليفية .. قطعت الرقم بسرعة ورميت الورقة بعد ان قطعتها من النافذة ، ثم خرجت الى الفتيات ، وجدت معهم امراة جميلة عينيها بنيتان وشعرها بني ايضا.. ترتدي فستانا رائعا كحلي اللون مطرز بنقوش ذهبية غريبة ومدهشة تذكرني بصور فتيات النبلاء في العصور الوسطى.. وقالت احدى الفتيات للاميرة:
    – انها لندا، جلالتك ..
    ثم نظرت الفتاة الي وقالت :
    – سمو الاميرة لوليانا شقيقة ملك با نشيبرا العظيم..
    نظرت الي الاميرة وخاطبتني قائلة برقة:
    – اشكرك ايتها الاميرة الجميلة على ما ستقدمينه من مساعدة من اجل شعبنا في بانشيبرا ..
    ثم اقتربت وقبلتني على جبيني ..
    شعرت انا بالخجل وابتسمت ثم قلت بارتباك :
    – انه لشرف لي يا سيدتي.. ا.. ان اقوم بذلك العمل من اجلكم..
    في تلك اللحظة دفع الباب شخص ما بقوة الى الصالة الكبيرة،، شاب وسيم جدا نظر الينا باحراج وقد اندهش من منظرنا، وقفت بسرعة خلف الفتيات اختبيء لكنني شاهدته ..
    قال الشاب بارتباك شديد :
    – ااا .. اسف.. اسف ..
    ثم انصرف بعد ان كاد يصطدم بالبوابة.. كان شعره اسودا وناعما وطويلا بعض الشيء .. وسالت لاني لم اسمع ماذا قال من شده الخجل :
    – ماذا قال؟
    اجابت الاميرة :
    – لقد اعتذر عن دخوله المفاجيء فهو لا يعرف القصر جيدا..
    ثم اردفت تسالني:
    – الم تعرفينه؟
    قلت باستغراب:
    – وكيف لي ان اعرفه فانا لم اقابل اي شخص حتى الان…!
    ———————————————————————–

    رد مع اقتباس
  • 03-31-2024, 06:47 PM #4
    روح ملائكية

    رد: الجندي الابيض للكاتب : ايرومي _ روايه الجندي الابيض للكاتب : ايرومي

    قالت الاميرة بتلقائية :
    – انه افضل جنودنا في القصر الجديد، ويدعى جاميان .. هل عرفتيه؟ اظنه الشخص الذي كان مكلفا بمراقبتك واحضارك..
    صمت قليلا وقلت مستغربة :
    – اتقصدين الجندي الابيض ؟؟
    ضحكت الاميرة وقالت :
    – ان روسو رئيس جنودنا يفرض عليه ارتداء القناع لان الفتيات عادة يغرمن به.. انه ملفت للنظر ويجيد الحديث وهو شرس و قوي! لكن الرجال الاخرون يغارون منه …
    عادت الاميرة للضحك وضحكت الفتيات ايضا بحرارة ..
    تسائلت:
    – هل هو الذي اختارني؟ ام ان شخصا فعل ذلك وكلفه بمراقبتي؟
    قالت الاميرة باسمة:
    – هو من اختارك.. لقد اعطيناه مواصفات جميلة واظن ان ذوقه كان رفيعا جدا..
    ثم نظرت للفتيات وقالت بمرح
    – اليس كذلك يا فتيات؟؟..
    تكلمت الفتيات مع بعضهن بمرح ..
    اما انا فاستغربت قليلا وودت لو نظرت اليه لفترة اطول لا ادري لماذا راودني ذلك الشعور ولاول مرة في حياتي … انني مهتمة بشخص ما واود مقابلته ثانية.. لقد اتهمته بالجنون لفتره طويلة ..
    انتهت الفتيات من تزييني ولبست ثوبا رائعا منسدلا .. قالت احداهن انني في غاية الجمال وكنت سعيدة بذلك ..
    في الحقيقة لم اكن اتخيل تجربة رائعة كتلك .. لقد كانت حياتي مملة وغريبة وروتينية ليس عندي سوى صديقتاي ميرندا و ايميلي .. والجامعة ..
    هكذا اصبحت تسير حياتي منذ موت والداي في تحطم طائرتهما الخاصة منذ خمس سنوات اجتهد في دراستي من اجل الدرجات العالية واعيش في منزل واسع مخيف مع خادمتين وسائق وطباخة يصاحبني الملل والحزن .. واحمل ثروة ضخمة ورثتها عن والدي يتحكم بها اعمامي بحكم انهم يعرفون مصلحتي ولاني مازلت صغيرة وهم في الحقيقة ينهبون مال ابي الذي هو ملكي ..
    بدات بالفعل استعد لمقابلة ملك بانشيبرا المنعزل..
    كانت مهمتي سهلة جدا وهو ان اجعله يبتسم.. ولم ار مشكلة في ذلك .. قالت الاميرة لوليانا :
    – لقد قمنا بدعوة الامراء والسادة لحفلة الليلة .. ارجو ان تستطيعي اقناعة بالحضور، فسيكون ذلك انجازا كبيرا لك ..
    صحبتني الاميرة في دهاليز القصر الكبير ..
    ثم طرقت على باب ضخم وفتح احد الحرس وفورا سمح لها بالدخول .. ثم شاهدنا صورة كبيرة لرجل عجوز له لحية بيضاء طويلة وقالت الاميرة بحزن :
    – انه والدي الملك الراحل العظيم..
    تطلعت الى الصورة مرة ثانية ثم سرت خلفها حتى وصلنا الى باب كبير منقوش بالذهب..
    دخلت الاميرة ودخلت خلفها ورايت شابا يعطينا ظهره ويتطلع من الشرفة الواسعة وحوله زهور جميلة..
    نظرت الي الاميرة نظرة ذات مغزى فعلمت انه الملك الشاب ثم تنحنحت وقالت ..:
    – كيف حالك الان يا شقيقي سمو الملك ؟
    رد عليها الملك ولم يلتفت اليها..
    – بخير..
    قالت شيئا اخر كانت تبدو مترددة وهادئة في نفس الوقت..
    – سموك! لقد حضرت لك مفاجاة بسيطة .. فتاة من كوكب الارض ،، في الحقيقة لقد وصلت منذ ساعات فقط..
    عندها التفت الملك الشاب بهدوء ونظر الي بشك فقالت الاميرة:
    – انها لندا يا سيدي وقد جائت من اجلك خصيصا، وتكبدت مخاطر الرحلة الى هنا..
    نظرت اليه .. كان شابا وسيما ايضا.. لكنه يبدو حزينا ومرهقا.. كان شعره بنيا وعيناه كانت عسلية فاتحة جدا.. ويشبه اخته الى حد كبير
    وقف واقترب مني ثم قال باندهاش وهو ينظر الى عيني الخضراوين :
    – حقا؟
    قلت بتوتر:
    – بالتاكيد يا سيدي..
    عاد ينظر الى اخته ثم قال بهدوء:
    – لم لا نجلس؟
    فرحت الاميرة لوليانا وقالت والفرحة تبدو على صوتها :
    – نعم .. هيا لنجلس..
    امسك الملك بيدي واجلسني على اريكة وثيرة وجلس الى جانبي وجلست شقيقته على الاريكة المقابلة لنا ثم بدا الحديث قائلا:
    – عرفت انك من الارض.. لكنني لم اعرف لماذا جئت من اجلي؟
    نظرت الى الاميرة بارتباك فلم اعرف ماذا اقول ولكنني ابتسمت واجبت:
    – تريدني ان ارحل؟
    اندهش الملك وقال بسرعة :
    – لا.. انا لم اقصد بذلك السؤال..
    صمت قليلا فقلت :
    – لقد جئت من اجل زيارتك، فانا احببت بانشيبرا مؤخرا رغم اني لم ابق فيها الا بعض الوقت..
    كنت احاول ان اكون سياسية قدر الامكان….وشعرت اني منافقة ..
    ابتسم الملك قائلا:
    – هذا لطف منك ..
    اعتبرت تلك الابتسامة نجاحا لصالحي وقالت شقيقته:
    – لقد اقمنا حفلة على شرف الانسة لندا الليلة..
    صمتت، فقلت انا مبتسمة :
    – سوف تحضر.. اليس كذلك؟
    – بالتاكيد..
    قالها الملك الشاب بعد القليل من التفكير وبقينا معه لبعض الوقت حدثني فيها الملك عن مناظر بانشيبرا وتراثها.. عرفت عن تلك الاعمدة التي شاهدتها انها من اثار بانشيبرا وان طول العمود الواحد يبلغ مئات الامتار ولكنه يبعد عنا مئات الاميال فنراه صغيرا ..
    امضينا وقتا رائعا ثم خرجنا .. قالت الاميرة لوليانا بسعادة غامرة :
    – اشكرك يا انسة لندا.. لقد فعلت الكثير.. اتمنى ان تواصلي هكذا حتى يوم تتويج الملك .. متاكدة من قدراتك في انك ستجعليه يفعل ذلك..
    قلت وانا اسير الى جوارها :
    – يبدو ان الامر سيطول..
    – ليس كثيرا.. وسوف نعطيك ما تريدين..
    – انا لا اريد شيئا..
    توقفت لوليانا عن السير وقالت بدهشة:
    – لماذا تفعلين ذلك وانت لن تحصلي على مقابل؟
    قلت بلامبالاة:
    – افعل ذلك من اجل الشخص الذي طلب مني فعله، فقد كان طيبا معي..
    – اهذا كل شيء.. فقط من اجل شخص واحد؟
    – نعم..
    – هل هو روسو؟
    – لا
    – من؟
    – الشخص الذي طلب مني فعل الامر..
    – اهو احد الجنود..
    نظرت اليها وقلت مبتسمة :
    – الجندي الابيض…
    – جاميان ؟ ذلك ال ؟؟
    سالت ذلك باندهاش كانما تخاطب نفسها .. ثم تابعنا السير..
    ………………………………………….. …….

    رد مع اقتباس
  • 03-31-2024, 06:47 PM #5
    روح ملائكية

    رد: الجندي الابيض للكاتب : ايرومي _ روايه الجندي الابيض للكاتب : ايرومي

    رايت غرفتي الجديدة المؤقته وقالت لي وصيفتي الجديدة “راجوي” انني يجب ان ارتاح حتى حفلة الليلة..
    لم استطع النوم،، كنت افكر تلقائيا في كل ماحدث وفكرت طويلا فيه.. جاميان.. لا اعرف لماذا افكر فيه؟ لقد اعجبت به ولا اعرف لماذا .. لم يكن الملك نفسه على قدر من الجمال والذكاء مثل ذلك الجندي العادي ..
    قمت واقفة وفتحت الباب فحضرت وصيفتي راجوي وسالتها:
    – هل اطلب منك خدمة؟
    – تفضلي يا سيدتي..
    – هل تعرفين الجندي الابيض .. جاميان ؟
    – نعم ياسيدتي..
    – انا اريد ان احدثه.. استدعيه بسرعة..
    هزت راجوي راسها وذهبت ..
    لم تتاخر كثيرا ولكنها عادت بمفردها وقالت:
    – لم اجده ياسيدتي عند الجند وقالوا لي انه ربما ذهب الى الخارج مع السيد روسو..
    بالقليل من الاحباط عدت الى غرفتي وجلست في الشرفة .. كان الجو جميلا والمنظر رائعا.. كان ذلك المكان كانه جنة خيالية كان الوقت غروبا،، الشمس تنزل رويدا و السماء يشع منها لونا ارجوانيا كلون عيني جاميان.. سالت نفسي لماذا عدت الى التفكير فيه .. تذكرت رقم هاتفه العجيب الذي وضعته في قفازي الرقيقين ولكني لم اعثر عليه..


    يبدوا انه سقط مني، ارجو ان لا يجده احدهم وتحدث له مشاكل..
    سمعت فجاة طرقا على باب غرفتي وفتحت راجوي الباب ثم اقتربت من الشرفة وقالت :
    – عفوا يا سيدتي الشخص الذي طلبته قد حضر..
    شعرت بسعادة غريبة وقلت :
    – دعيه يدخل..
    بالفعل دخل جاميان وكان يضع القناع على وجهه فضحكت عليه..
    قال من تحت القناع :
    – لماذا تضحكين؟
    قلت وانا مازلت اضحك :
    – تبدوا مضحكا .. هيا اخلع ذلك الشيء من على وجهك ..
    قال جاميان:
    – لا استطيع ..
    – لماذا؟
    – شكلي مرعب !! اممم مخي بارز..
    ضحكت ثانية لانه تذكر حوارنا الاخير وقلت:
    – لا فائدة من اكاذيبك .. هيا لقد رايتك..
    قال باندهاش :
    – حقا؟ اين؟؟
    تركته وعدت الى الشرفة وجلست ثم نظرت اليه .. خلعه ببطء ونزلت خصلات شعره الاسود واقترب من الشرفة ثم وقف ..
    نظرت اليه لبعض الوقت.. كان رائعا .. وقال مبتسما:
    – خطة جيدة منك لكي اخلعه..
    – لقد رايتك بالفعل ..
    قام بعمل حركة بوجهه مستغربا ورفع حاجبييه ثم قال :
    – لماذا استدعيتني؟
    – كنت اود ان اشكرك .. واشاهدك
    قلتها ثم ضحكت..
    نظر الى نفسه بطريقة كوميدية ثم قال ضاحكا:
    – الناس يستدعوني دائما لمشاهدتي .. سوف اصبح لاعب سيرك يوما ما..
    قلت وانا اضحك على كلامه :
    – حقا؟ ولماذا فرض عليك روسو ان ترتدي القناع؟
    ابتسم اتسامة رائعة وقال:
    – قال روسو انه لن يسمح لي برؤية والدتي الا بعد ان ارتدي القناع لمدة عامين وان لا احضر اي حفلة بدونه او به..
    قلت مندهشة:
    – تعني انك لم تر والدتك منذ عامين..
    – لا.. انا لم اكمل سوى عام واحد لقد اشتقت اليها فعلا..
    قلت مازحة:
    – ساطلب اليه ان يمد فترة عقوبتك..
    نظر الي باندهاش فقلت :
    – انا امزح معك..
    ابتسم جاميان وقال:
    – اذن سيكون امر انك رايتني سرا بيننا ..
    قلت :
    – موافقة .. ولكنك تعني انك لن تحضر الحفل المقام الليلة على شرفي؟
    – انا اسف،، كنت اود ذلك..
    – لم اسالك لماذا جعلك روسو ترتدي القناع؟
    تردد قليلا ثم قال:
    – لا استطيع ان اخبرك .. ارجوك .. سامحيني انه امر حساس بالنسبة لي..
    ابتسمت ووقفت ثم اقتربت منه قليلا وقلت:
    – كيف راقبتني ولم اشاهدك ابدا او اشعر بك؟
    – لم اخذ لقب الجندي الاول بسهوله..
    قالها ضاحكا ثم دق جرس صغير في جهاز معلق على جيبه فقال وهو يرتدي قناعه بسرعة وارتباك :
    – انه روسو يستدعيني .. ارجوك ما حصل كان سرا بيننا .. انت لم تريني ابدا
    قلت وانا اراه ينصرف :
    – الن اراك ثانية..
    نظر لي من تحت قناعه وقال بهدوء:
    – في الاغلب .. لا
    ثم فتح الباب وخرج بسرعة ..
    واشتعلت غضبا .. ماذا يقصد ذلك الجاميان .. الم قل لي انه سيعيدني الى الارض؟
    هدات قليلا وقلت في نفسي انه يقصد : لن يخلع قناعه .. هكذا تسير الامور حتى يشاهد والدته..
    ثوان ودخلت وصيفتي راجوي ثم قالت بلطف:
    – سيدتي لقد جئن بنات التجميل في القصر ليعدوك لحفل الليلة..
    وبالفعل كان موعد الحفل قد اقترب…..

    ***************

    انتهت الفتيات من تزييني ولبست فستانا جديدا .. لم اكن سعيدة بالامر ولكنني لم اعرف ماذا افعل……
    ولكن المفاجاة الحقيقية كانت عندما حضرت الاميرة لوليانا الى غرفتي ..
    في الحقيقة فرحت لاهتمامها بي ولحضورها شخصيا واخبرتني ان الملك المعظم ( الرائد امرجيز) ينتظرني … كان اسمه غريبا بعض الشيء لكنه اعطى لسمعي بعض الصدى ..
    صحبتني في الممر الكبير .. الكثير من اللوحات الجميلة لفتت انتباهي ولكن كانت هناك لوحة مكررة رايتها كثيرا بالكثير من التصاميم المختلفة الصورة تعبر عن جندي قديم يرتدي خوذه ويحمل شيئا ضخما اشبه بالسيف .. فالحقيقة كانت صوره مرعبة قليلا..
    بعد دقائق قصيرة من السير رايت الملك يقترب وحوله بعض الحرس الذين يرتدون زيا عسكريا موحدا…
    ابتسم الملك لي وقال:
    – انها حفلتي الاولى منذ شهور..
    قلت اصطنع السعادة الغامرة:
    – شكرا لك سمو الملك على حضور الحفلة المقامة على شرفي ..
    هز الملك راسه بامتنان موافقا ..
    سار الملك الى جانبي وكانت لوليانا تمشي خلفنا وهي في غاية الفرح.. واقتربنا من بوابة المكان الذي تقام فيه الحفلة …
    وكان……..
    لا اروع منه ابدا……
    ولم اره حتى في احلامي .. ولا يوجد مثل ذلك المكان على الارض مهما حاولت اجاده.. السقف مرتفع جدا يتدلى منه اشياء تشبه الثريات المتلالاة.. وكانها عناقيد من الماس المضيء..
    الارضيات فرشت بالسجاد الفخم .. والارائك المريحة منتشرة في كل مكان.. هناك موائد ضخمة عليها صنوف من الطعام والحلويات الغريبة ،،و كان هناك الكثير من المدعوين ولكنهم عندما شاهدو الملك عم الصمت والتفوا حولنا ، لا ادري لم شعرت بالخجل الشديد والجميع يحدق بي ..
    وعندما جلس الملك جلست في الكرسي الملكي الذي عن يساره وجلست لوليانا عن يمينه..
    لحظات وعاد الحفل مرة اخرى الى طبيعته وقال الملك لي بالهمس :
    – لقد اصريت ان يكون حفلك يا لندا في نفس القاعة التي يتوج فيها ملوك بانشيبرا على مر الازمان .. والتي ساتوج فيها بعد الغد..
    قلت بامتنان:
    – ان هذا لشرف عظيم لي سيدي..
    كان الوقت الجميل يمر بسرعة وانا بصحبة الاميرة لوليانا والملك ايضا .. كانا لطيفين جدا معي ويتحدثان عن حفل التتويج .. وكنت احدثهم عن حفلات تتويج الملوك في الارض ومن قراتي لكتب التاريخ القديمه حيث عصور الملوك والنبلاء..

    اقترب موعد انتهاء الحفل ولكن حدث شيء غريب ..
    الحاضرون تململوا وسمعنا بعض شهقات الحاضرات والاميرات ،، كما ان اصوات الحديث ارتفعت وبدا الموقف متوترا بعض الشيء..
    وقف الملك بتوتر ونظر حوله ليحاول فهم الامر..
    وقبل ان يحدث اي شيء .. انشقت جموع الحاضرين واقترب احد الجنود يرتدي زيا عسكريا اسود اللون والذعر باد على وجهه ..

    —————————————————————

  • رد: الجندي الابيض للكاتب : ايرومي _ روايه الجندي الابيض للكاتب : ايرومي

    قال الملك محاولا عدم اظهار خوفه :
    – مالامر ايها الجندي؟
    نظر الجندي حوله يتامل النظرات المتوجسة وقال وصوته يهتز:
    – سيدي سمو الملك الرائد امرجيز المعظم .. انا الجندي الاسود تالتن حارس (ايموكيا).. لقد تم عزلي ولكنني اكتشفت ان (ايموكيا) ليست موجودة في مكانها القديم .. اظن انها سرقت..ولقد بحثت عن قائد الجند ولم اجده …
    علت الشهقات والصيحات وبدا الجمع بالتحدث بصوت مرتفع بعض الشيء والدهشة والخوف تعلوا وجوه الجميع..
    لم افهم بالطبع ماهي ( ايموكيا) تلك.. ولماذا هي مهمة جدا بالنسبة لهم بهذه الدرجة..
    قال الملك بصرامة:
    – اين حارس ايموكيا الجديد ؟ اين جاميان؟؟
    نظر الجميع فجاة الى البوابة ودخل منها رجلين كان الاول هو روسو قائد الجند صاحب العينين الدمويتين ويتبعه جاميان بزيه الابيض ولم يكن يرتدي قناعه وكان الهدوء باديا على وجهه الوسيم … حدق الجميع بوجه جاميان طوال الوقت..
    نظر روسو الى الملك ثم قال باحترام والصرامة بادية على وجهه :
    – سمو الملك الرائد امرجيز المعظم، لا داعي للقلق.. الامر تحت تصرفي ..تحكم الجندي الابيض جاميان في مكان ايموكيا لسبب لم اعلمه بعد..
    تظرت الى جاميان كان التوتر قد بدا يظهر على ملامحه وقال وهو يتقدم روسو:
    – سيدي سمو الملك الرائد امرجيز.. ارجوا ان تعطيني حسن اصغائك لبعض الوقت..
    سار الملك بعصبية تجاه البوابه وقال بغضب يشعله الشرار
    – اتبعني ايها الجندي الابيض ..
    نظر الي جاميان نظرة خاطفة سريعة لكنها مليئة بالتعبيرات ثم التف و سار بسرعة خلف الملك تبعه حرس الملك وروسو والجندي الاسود..
    كان التوتر يسري في عروق الحاضرين ولكن الاميرة لوليانا قالت بصوت مرتفع تحدث الحاضرين:
    – ضيوفنا الكرام: ارجو منكم عدم القلق فتلك الامور تحصل كثيرا.. اعذروني على انصراف الملك بتلك الطريقة ولكنكم تعلمون ان الامر حساس واتفهم مشاعركم … اسعدتمونا بحضوركم..
    نظرت الي لوليانا وقالت باسمة:
    – يجب ان تقولي للضيوف شيئا في نهاية حفلتك..
    نظرت للضيوف وقلت بارتباك انا نفسي لاحظته:
    – شكرا لحضوركم .. واتمنى لكم جميعا الهناء والسعادة..
    بقينا بعد ان انصرف الضيوف جميعا وودعناهم كلهم .. كما عرفتني الاميرة لبعض الحضور من الامراء وكنت محط اهتمام الجميع..
    .. كنت افكر طوال الوقت في جاميان .. انا لا افهم بالضبط ما الذي جرى هناك!
    وسالت الاميرة لوليانا اخيرا:
    – سيدتي الاميرة، انا لم افهم ماهي هذه ال اماكويانا؟ امكويكانا؟؟ اسفة … لا اتذكر اسمها جيدا..
    – تقصدين (ايموكيا؟)
    – نعم بالتاكيد..
    – انها قلادة ملكية سحرية ورثتها عائلتنا الملكية جيلا بعد جيل .. انها تعني الكثير لاسرتنا .. ولذلك نحفظها بدمائنا.. وكل غال علينا .. وسرقتها تعني ان من سرقها سيمتلك قوى خارقة تؤهله لياخذ حكم بانشيبرا.. اظن انك الان تفهمين الوضع ..
    صمتت لبعض الوقت وانا افكر.. ثم قلت:
    – هل تعقدين انها سرقت بالفعل؟
    – لا.. لا يجب ان نستهين بحارس ايموكيا .. انه من اقوى جنودنا .. لقد اقترب من الحصول على لقب الجندي الذهبي الاسطورة! لكن روسو مغتاظ منه ولا يريد جاميان الحصول عليه خاصة وان روسو لم يحصل عليه بعد.. لكنني اظن جاميان مؤهل للحصول عليه ..
    قلت باندهاش:
    – غريب .. لم يبد عليه ابدا ذلك! يبدو وديعا جدا؟
    ابتسمت الاميرة لوليانا ثم قالت كلمة غريبة:
    – لا تغرك المناظر يا عزيزتي، انه قاس القلب وانت لا تعلمين عنه شيئا ..
    كنت افكر في كلامها وسالت:
    – وماذا يعني لقب الجندي الذهبي ؟ اهو شيء مهم جدا؟؟ هل هو وسام ما؟
    – الجندي الاسطورة كان موجودا منذ مئة عام وكان يدعى (( باركس)) .. لكنه لم يتكرر مرة ثانية والذي اعطاه اللقب هو جدي الاول الملك اليفندو .. ان صور مجد الجندي الذهبي تنتشر في ارجاء عالمنا الصغير .. وهناك منافسة كبيرة للحصول على اللقب للمرة الثانية بين وجاميان وتالتن.. انهم من افضل الجنود على الاطلاق..ولذلك اخذا لقب الجندي الابيض والاسود.. من اجل التحدي .. احدهما سيطرد الاخر من الملعب ..
    لم اعلق .. وبقيت افكر بصمت .. انها كرقعة الشطرنج تماما .. ياله من شطرنج غريب لا يوجد به سوى الجنود .. لاملوك لاقلاع ولا حتى خيول ..
    وودعت الاميرة ثم عدت بصحبة وصيفتي راجوي الى غرفتي وسرت في الممر وانا اعيد النظر الى لوحات الجندي الذهبي ودخلت غرفتي ثم سالت راجوي بعد ان بدلت ملابسي :
    – راجوي .. لماذا تقول الاميرة لوليانا عن جاميان انه قاس القلب ،، هل تعرفين عنه شيئا؟؟
    نظرت راجوي الي ثم قالت بانفعال:
    – جاميان .. انه انسان قاس فعلا .. هو حقا جندي قوي لا يقهر، ويقولون عنه ان لديه بديهة وذاكرة لا يمتلكها احد بسهولة ،، كما انه يعرف اماكن الاشياء المسروقة و الاشخاص المخطوفين باحساس مرهف لديه… لكن..
    قلت متلهفة لسماع المزيد عنه:
    – لكن ماذا؟
    جلست راجوي بقربي وقالت بالهمس:
    – عندما اشتعلت الحرب بين المملكتين (بانشيبرا) و(تيمالاسيا) منذ عدة اعوام قتل والد جاميان في الحرب ،،ولكن جاميان انتقاما لما حصل لوالده، ذبح الكثير من جنود تيمالاسيا وصنع برؤوسهم جسرا معلقا بعد ان ادخل الحبال في تجاويف عيوونهم لعبور جيش بانشيبرا الى ضفة تيمالاسيا .. وعندها بدا الجميع في الانتباه لقدرات جاميان الغريبة ..
    شعرت بالاشمئزاز وسرت قشعريرة في جسدي ثم قلت :
    – اكملي ارجوك .. ماذا فعل؟
    – بعد انتهاء الحرب ماتت والدته .. ف
    هتفت بدهشة مقاطعة راجوي :
    – ماذا؟ هل توفيت؟
    نظرت راجوي الي وقالت :
    – نعم .. ولكنه قام بتحنيطها وخلع احشائها ثم وضعها في محلول صنعه بنفسه في صندوق زجاجي عمودي .. قام بفتح عينيها وابقاها امامه طوال الوقت واصبح يكلمها كل يوم ويحكي لها عن انجازاته..
    قلت باندهاش وانا اشعر بالغثيان:
    – هل هو معقد نفسيا؟؟ كيف يفعل ذلك بوالدته ..
    امسكت براسي بعدما اصابه الصداع وقلت غير مصدقة :
    – لا مستحيل .. لا يبدو عليه انه من ذلك النوع من المعقدين السفاحين .. يا للاسف لقد كنت قد بدات احبه بالفعل!!
    قالت راجوي :
    – هذا فقط بداية لتاريخه الاسود ،، فانت لم تعرفي بعد لماذا فرض عليه روسو ارتداء القناع .. لقد حصل حادث مريع بسبب وجهه الجميل اللعين..
    تعجبت من التضاد .. جميل – لعين و قلت متشوقة :
    – ماذا .. قصي علي قصته بسرعة ..
    ——————————————————————

    طلبت من راجوي ان تقص علي قصة جاميان عندما فرض عليه روسو ارتداء القناع ..
    قالت راجوي بقلق :
    – لكنه موعد نومك يا سيدتي ..
    قلت وانا اريد ان اضربها :
    – ماذا .. تشوقينني ثم تقولين .. نومك .. لاااااااااااااااا لن استطيع النوم ..
    امسكت راجوي بكتفي وقالت بسرعة :
    – حسنا حسنا .. لكن اخشى ان تعاقبني الاميرة ان علمت انني قصصت عليكي تلك القصص ..
    قلت بعجلة :
    – لن اخبر احدا بالامر .. هيا تكلمي وحسب ..
    – حسنا .. ساكمل .. جاميان عين بعد الحرب رئيسا للحرس في قصر الامير (نيروتا)،، وكانت شقيقته الاميرة قد اعجبت بوسامة جاميان وقوته .. الى حد الحب ..
    صمتت راجوي فقلت بلهفة :
    – هيا اكملي ..
    تابعت راجوي :
    – تطور الامر معها فاصبحت تطارده وتحدثه عن حبها له،، وعندها طلب جاميان من الامير (نيروتا) ان ينقله من القصر ولم يذكر السبب .. بالفعل تم ذلك فقامت الاميرة الشابة بشنق نفسها في غرفتها . اكتشف الجميع الامر وحضر جاميان العزاء بصدر رحب… ومن ذلك اليوم جاء جاميان لقصر الملك هنا في العاصمة … ثم رشح لحراسة ايموكيا .. وفرض عليه روسو ارتداء القناع حتى لا تتعرض فتاة اخرى لشنق نفسها بسبب منظره المعسول … القاتل..

    لم اسالها المزيد من الاسئلة لانها شعرت بالقلق لتاخري في النوم وتركتني لوحدي مع الكوابيس … كوابيس جاميان بالطبع ..
    تذكرته عندما قال انه يشتاق لرؤية والدته ..
    لا اصدق انه كان يتكلم عن جثة محنطة خلع احشائها بيديه … شعرت بالخوف ودخلت تحت البطانية وانا اتذكر القصص التي حكتها لي راجوي ..
    لمت نفسي كثيرا على حسن ظني به ،، لا ادري لماذا لم استطع ان اكرهه مع كل هذا . . وحاولت ان لا اتذكر وجهه حتى لا اختلق له الاعذار.. . ولم استطع النوم طوال الليل ..
    تذكرت الشخص الذي مثل جيمس .. لقد استطاع تغيير شكله بسهوله ،، هل هو جاميان يا ترى ؟؟
    نظرت حولي بخوف ، لما انا في هذا المكان الغريب على كوكب غريب ، مع اشخاص مجانين وغرباء لوحدي ..
    نزلت دمعة من عيني وتذكرت منزلي وخادمتي اللطيفة ميرلا .. تذكرت صديقتاي ميرندا وايميلي .. يبدو انني سوف ادفع ثمن تلك المغامرة غاليا جدا .. واظن انني لن ارى موطني مجددا ……. ولا في الاحلام حتى !!
    اخذني النوم …….
    في الصباح ايقظتني راجوي وتناولت فطوري معها .. كان الفطور غريبا كالعاده وتوجد الكثير من الاشياء التي لا اعرفها ولكنني تذوقت بعضها ،، لم اتكلم كثيرا وكنت انظر اليها ، كانت راجوي شابة جميلة .. تمتلك عينين واسعتين وشعر وردي ناعم .. كان لونه غريبا لكنني بدات اعتاد على تلك الالوان ..
    وبادرت قائلة :
    – الم تعرفي ما حصل بالامس ؟؟ لقد نقل جاميان قلادة ايموكيا الى مكان اخر وقال للملك انه فعل ذلك لانه احس بان اشخاصا منظمون للشر سيحاولون سرقتها ! والعجيب ان الملك صدقه وتركه يذهب .. ياللعار!
    شربت بعض الماء ثم تسائلت :
    – الم يخبر جاميان الملك عن مكانها الجديد؟؟ اخشى ان يفكر في السيطرة على العالم كما يفكر الاشرار دائما..
    نظرت الي راجوي ثم قالت بقلق :
    – لا اعلم اكثر مما قلته لك .. فقد سمعته من بعض وصيفات الملك منذ قليل.. لكن ملكنا ذكي .. اظن انه بالتاكيد عرف مكانها ..
    تسائلت :
    – راجوي .. هل الارض بعيدة عنكم؟؟
    تعجبت راجوي من السؤال وقالت :
    – اووووووه بعيدة جدا ،، وليست هناك سوى مركبة واحدة تدعى “هينوا” فقط هيا التي يمكنها الوصول للارض في غضون تسعة او عشرة ايام ربما..
    شهقت من الصدمة وصحت :
    – هل تقصدين انني غفوت عشرة ايام حتى وصلت الى هنا؟؟؟
    – هذا اذا كنت لا تتذكرين شيئا عن الرحلة .. اظن ان جاميان حقنك بمادة مخدرة حتى لا تسببي المشاكل له ..
    لم اصدق ما يحصل وتاكدت في ضعف املي للعودة الى الارض .. يبدو ان قلبي قد لم يعد يخاف .. و نويت ان ابدا تحد جديد ……… وعلى هذ الكوكب الجديد ايضا !

 

  • الكاتب ايرومي
  • روايات ايرومي
  • ايرومي
  • روايات أيرومي
  • روايات الكاتب ايرومى
  • روايلت الكاتبه ايرومي
السابق
المانجا فصيلة
التالي
نصيحه الى اولادى