افضل مواضيع جميلة بالصور

الفصام الباروني


نحن نعرف ان هنالك الكثير من الصعوبات مع بعض هؤلاء المرضى؛ حيث انهم لا يتبعون الارشادات وبالطبع يكون الواحد منهم غير مقتنع بانه مريض لانه ليس مرتبطا بالواقع، وحكمه على الامور ليس سليما؛ ولذا الذي ننصح به هو الا نقول لهم انكم مرضى مرضا نفسيا، بل نقول لهم انه ربما يوجد لديك بعض الاجهاد البسيط، وهذا الدواء – ان شاء الله – سوف يساعدك في تقوية التركيز، وكذلك في تقوية جسمك، وهكذا.

هذه من الاساليب التي ربما لا احبذها كثيرا، ولكنها هي الوسيلة الوحيدة المتاحة، ويعرف ان الكثير من هؤلاء المرضى بعد ان تتحسن حالته ويكون اكثر ارتباطا بالواقع، يبدا في التعاون وفي تناول العلاج بصورة جيدة جدا.

اذن المريض حين يرتبط بالواقع بعد ان يتناول الدواء سوف يتعاون – ان شاء الله – في تناول الدواء، ودائما نحبذ ان يتفاوض او يتفاهم معه شخص يكون اكثر الناس قربا اليه، فهذا يساعد في اقناعه باذن الله تعالى.

الشيء الاخر بالنسبة للمرضى الذين يرفضون العلاج او لا يرفضون بالكلية ولكنهم قد يلتزمون التزاما لصيقا به، ففي هذه الحالة ننصح باعطاء ابر او حقن تعطى حسب نوعها مرة كل اسبوعين او مرة كل ثلاثة اسابيع او مرة كل شهر.
اذن: توجد عدة طرق لعلاج هذه الحالة.

جرعة الرزبريدون Risperidone والتي وصفها الطبيب وهي واحد ونصف مليجرام يوميا لمدة عشرين يوما، وهي جرعة البداية، ولا تعتبر جرعة علاجية كافية، والجرعة العلاجية يجب ان تكون اربعة الى ستة مليجرام ليلا.

اتوقع ان يقوم الطبيب برفع الجرعة بعد انقضاء فترة العشرين يوما، وحين تصل الجرعة الى اربعة مليجرام او الى ستة مليجرام، يفضل اضافة دواء اخر يعرف باسم (ارتين Artne) بجرعة اثنين مليجرام او خمسة مليجرام يوميا، وهو لا يعالج مرض الفصام، ولكنه يوقف او يجهض الاثار الجانبية التي قد تحدث من الرزبريدون، وهذه الاثار الجانبية تتمثل في الشعور بالانشداد العصبي او برجفة بسيطة قد تحدث في الاطراف.

والان نقوم بالاجابة عن استفساراتك، فالسؤال الاول عما يحدث للمخ في حالة الفصام الباروني قبل اخذ العلاج؟
فحقيقة لا احد يستطيع ان يؤكد تاكيدا يقينيا وقاطعا ما الذي يحدث، ولكن النظريات الغالبة هو ان هنالك مادة تعرف باسم (دوبامين)، وهنالك مادة اخرى تعرف باسم (سيرتونن)، يحدث هنالك نوع من سوء الافراز او ضعف الافراز او عدم انتظام الافراز او فقدان المعادلة الكيميائية بين هذين الموصلين العصبيين، واكثر المناطق التي تتاثر في المخ هي الفص الامامي وكذلك الفص الصدغي في المخ، هذه هي النظرية السائدة والتي تعتبر اكثر قبولا واكثر منطقيا.

واثر العلاج بالطبع هو ان يعيد المسارات الكيميائية الى وضعها الصحيح، فيحسن وينظم افراز هذين الموصلين العصبيين (الدوبامين، والسيرتونن).

بالنسبة لهذا المريض – شفاه الله وعافاه – لا شك ان تناوله للقات يعتبر امرا غير جيد؛ لان القات يحتوي على ثلاث عشرة مادة كيميائية، منها مادة تعرف باسم (الكاثنين)، وهي مادة تؤدي كثيرا الى تنشيط مادة (الدوبامين) مما ينتج عنه المزيد من الظنان والمزيد من الشكوك.

والذي اراه هو ان نحاول اقناعه بقدر المستطاع ان يتوقف عن القات، واعتقد ان عقار الرزبريدون بجرعة ستة مليجرام في اليوم مناسب في حالته.

اما بالنسبة لطحن الحبة ووضعها في الاكل واذابتها في الشاي – وهكذا – فان هذا امر مقبول وغير مرفوض ولا يؤثر على الفعالية الكيميائية للدواء.

التعامل مع المريض في الامور الحياتية، فاولا لابد ان نعطيه اعتباره، فيجب الا نعامله كمعاق ابدا، بل نحاول ان نستشيره في الامور الحياتية، ونحاول ان نبدي له الاحترام، ونحاول ان نبدي له التقدير، ونجعله يشارك في النشاطات الاجتماعية والنشاطات الاسرية، وان يكون متواصلا، والا نتركه منعزلا، هذا امر ضروري جدا، ودائما نحاول ان نحفزه ونشجعه نحو ما هو ايجابي.

لا شك ان التلفظ بالالفاظ غير المقبولة والالفاظ الجارحة والحادة هو من سمات الشخصية الظنانية، ومن سمات مرض الظنان في بعض الاحيان، ولا شك ان العلاج – ان شاء الله تعالى – سوف يخفف من ذلك حتى ينتهي تماما.

تعامله مع زملائه بالصورة التي ذكرتها ناتج من حالته المرضية؛ لانه يتخذ اقصى درجات المحاذير، ولا يريد ان يختلط او يتفاعل مع الاخرين بصورة طبيعية؛ لانه بالطبع يشك في نواياهم ويلجا الى سوء التاويل، والعلاج – ان شاء الله تعالى – سوف يساعد في القضاء على هذه الظاهرة ايضا؛ ولذا يجب ان نكون حذرين ونكون حقيقة حريصين جدا ان نضمن انه يتناول العلاج.

لا اعتقد انه في حاجة لاجازة؛ لان العلاج بالعمل نفسه يساعده كثيرا، كما ان طلب الاجازة ربما يشعره بانه ناقص او انه لديه علة وانه مريض، وهذا امر غير مقبول بالنسبة له.

السابق
اسمه ميبو وان
التالي
مقادير و صور ماكولات رمضان