افضل مواضيع جميلة بالصور

قصة الدين اسماء بنت ابي بكر

اسماء بنت عبد الله بن عثمان ابي بكر الصديق ، وقد ولدت قبل بعثة النبي باربعة عشر عاما، والمعروف في التاريخ الاسلامي انها وابوها وزوجها وابنها واختها كانوا من الصحابة السابقين الى الاسلام، فابوها الصديق ابو بكر ثاني اثنين اذ هما في الغار، وزوجها الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة، وابنها عبد الله بن الزبير امير المؤمنين واول مولود للمهاجرين بالمدينة، واختها لابيها ام المؤمنين عائشة واخوها الصحابي الجليل عبد الله بن ابي بكر احد العبادلة الاربعة الاجلاء، واخوها لابيها الصحابي الجليل عبد الرحمن بن ابي بكر.وكانت تلقب بذات النطاقين قال ابو عمر: سماها رسول الله – لانها هيات له لما اراد الهجرة سفرة فاحتاجت الى ما تشدها به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الاخر منطقا، قال: كذا ذكر ابن اسحاق وغيره.

ماثرها وذكرها في التاريخ

قال فرج حسن البوسيفي اسماء بنت عبد الله بن عثمان التيمية، والدة عبد الله بن الزبير بن العوام، وهي بنت ابي بكر الصديق، وامها قتلة او قتيلة بنت عبد العزى، قرشية من بني عامر بن لؤي، اسلمت قديما بمكة بعد سبعة عشر نفسا، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد الله، فوضعته بقباء فكان اول مولود يولد في المدينة المنورة بعد الهجرة، وعاشت الى ان ولي ابنها الخلافة، ثم الى ان قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تلقب بذات النطاقين، سماها رسول الله بذات النطاقين؛ لانها هيات له لما اراد الهجرة سفرة فاحتاجت الى ما تشدها به، فشقت خمارها نصفين، فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الاخر منطقا، وفي رواية: صنعت سفرة للنبي في بيت ابي بكر حين اراد ان يهاجر الى المدينة فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقالت لابي بكر ما اجد الا نطاقي قال شقيه باثنين فاربطي بواحد منهما السقاء وبالاخر السفرة. قال الحافظ في الاصابة سنده صحيح. وقال الزبير بن بكار في هذه القصة قال لها رسول الله ابدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فقيل لها ذات النطاقين.

اسماء بنت ابي بكر الصديق، ام عبد الله ذات النطاقين، اخر المهاجرين والمهاجرات وفاة، شهدت اليرموك مع ابنها عبد الله وزوجها. وهي وابنها وابوها وجدها صحابيون، والبيئة الحسنة بعد توفيق الله تساعد على اخراج الموفقين والناجحين. كانت اكبر من اختها عائشة بعشر سنين، وعاشت مائة سنة ولم يسقط لها سن، ومن حفظ جوارحه في شبابه من الذنوب، حفظها الله عليه في الكبر من التلف. كانت اسماء تصدع فتضع يدها على راسها فتقول: بذنبي وما يغفره الله اكثر، وهي تعني بهذا ان ما يصاب به الانسان من اذى فسببه تقصيره في جنب الله، لعله يرجع الى الله بالتوبة والعمل الصالح.

قالت: تزوجني الزبير، وما له شيء غير فرسه، فكنت اعلفه واسوسه، وادق النوى لناضحه، واعلفه، واستقي، واعجن، ولم اكن احسن الخبز، فكان يخبز لي جارات من الانصار، وكن نسوة صدق، وكنت انقل النوى من ارض الزبير التي اقطعه (اعطاها) له رسول الله على راسي.. وذكرت القصة، وفيها تنبيه الى الزوجات في اخذ الاسوة في الصبر على ما تلاقيه من معاناة وتعب وهي ترعى بيتها واسرتها، وكيف كانت النسوة في الزمان الغابر يعانين التعب البدني، ومع ذلك كانت حياتهن مضرب المثل في السعادة والهناء.

صفاتها

كانت اسماء سخية النفس وكانت تقول: يا بناتي تصدقن ولا تنتظرن الفضل، لا تنتظرن ما يزيد عن حاجتكن، فانكن ان انتظرتن الفضل لن تجدنه، وان تصدقن لن تجدن فقده. وقال ابن الزبير: ما رايت امراتين قط اجود من عائشة واسماء، وجودهما يختلف، اما عائشة فكانت تجمع الشيء الى الشيء، حتى اذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، واما اسماء فكانت لا تدخر شيء لغد. وقد فرض عمر الفا الفا للمهاجرات، منهن ام عبد الله واسماء. كانت تمرض المرضة، فتعتق كل مملوك لها، من باب داووا مرضاكم بالصدقة. كانت مع سخائها عالمة رضي الله عنها، وكان سعيد بن المسيب من اعبر الناس للرؤيا، وقد اخذ ذلك عن اسماء بنت ابي بكر، واخذت عن ابيها.

اسلامها

اسلمت اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها مع السابقين الاولين وهي فتاة غضة في الرابعة عشرة من عمرها يوم ان عاد والدها الصديق الى الدار مشرق الوجه متهلل الجبين باسم الثغر تكاد عيناه تنطقان بالكلمات قبل ان يتلفظ بها لسانه، فها هو يزف الى اهله بشرى نبوة “محمد الامين” صديقه وصفية ويعلن انه قد تابعه وامن به. ولما ان اوان اسلام اسماء كان ترتيبها في الاسلام [الثامن عشر] بين الرجال والنساء على حد سواء فهي من المؤمنات السابقات.

اسماء الزوجة والام

قبيل الهجرة كان الزواج الميمون لهذه الصحابية الجليلة، وكان الزوج هو الزبير بن العوام بن خويلد ابن عمة رسول الله صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، ذلك الشاب القرشي الفارس الشجاع واحد السابقين الى الاسلام والذي بشره رسول الله بالجنة مع تسعة اخرين عرفوا جميعا بالعشرة المبشرين بالجنة،وكان زواجا مباركا لمسلمين خالطت بشاشة الايمان قلبيهما، وامتزج الاسلام بلحمهما ودمهما، ضمهما هدف واحد، وطريق واحد، تحت لواء واحد.. هاجر الى المدينة فهاجرت، وجاهد فشدت ازره، وصبرت في ضرائه، وشكرت في سرائه. لم يمنعها مكان ابيها، ولا شرف قومها، ان تقف الى جانبه في ايام الشدة والفقر، تعمل وتكدح وتعمر عش الزوجية بكد اليمين، وعرق الجبين.

قالت اسماء: تزوجني الزبير، وما له في الارض مال، ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنت اخدمه خدمة البيت كله، واعلف فرسه، واسوسه واكفيه مئونته، واحش له واقوم عليه، وادق النوى لناضحه (ابله)، وكنت انقل النوى على راسي من ارض الزبير، على ثلثي فرسخ، وكنت اعجن واسقي الماء، واخزر الدلو.

ولم تطل المدة حتى انتشرت دعوة الاسلام، وفاض الخير على المسلمين، وكان للزبير -فيما له- الف مملوك يؤدون اليه الخراج، وتمت كلمة ربك على المؤمنين بما صبروا، وصدق الله: ” والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون”.

ظل المسلمون بعد الهجرة بمدة لا يولد لهم ولد، واشاع اليهود انهم سحروهم فلن ينجبوا، حتى كذبهم القدر، فولدت اسماء ابنها “عبد الله” فكان اول مولود في المدينة، فاستبشر المسلمون وكبروا، وولدت بعد ذلك “عروة” و”المنذر”، وما منهم الا عالم او فارس.

اسماء المحدثة

روت اسماء عن النبي 56 حديثا، منها 22 في الصحيحين،وروى عنها ابن عباس وفاطمة بنت المنذر وابنها عروة وغيرهم، ومن مروياتها عن النبي انها قالت: قدمت امي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم ..فاستفتيت النبي فقلت: ان امي قدمت وهي راغبة-مشركة-افاصلها؟ قال: “نعم صلي امك”رواه البخاري في صحيحه .[1]

بعض الاحاديث التي نقلتها اسماء بنت ابي بكر عن النبي

عن اسماء قالت: اتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شان الناس؟ فاشارت الى السماء فاذا الناس قيام فقالت: سبحان الله قلت: اية. فاشارت براسها اي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت اصب على راسي الماء فحمد النبي الله واثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم اكن اريته الا رايته في مقامي حتى الجنة والنار فاوحي الي انكم تفتنون في قبوركم.

قالت اسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فاما المؤمن او الموقن لا ادري بايهما قالت اسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا ان كنت لموقنا به واما المنافق او المرتاب لا ادري اي ذلك قالت اسماء فيقول لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.

ويحدثنا عبيد بن اسماعيل حدثنا ابو اسامة عن هشام عن ابيه عن اسماء بنت ابي بكر قالت: قدمت علي امي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيت رسول الله قلت: وهي راغبة افاصل امي قال نعم صلي امك.

اسماء والحجاج

كانت اسماء تقول وابن الزبير يقاتل الحجاج: لمن كانت الدولة اليوم؟ فيقال لها للحجاج. فتقول: ربما امر الباطل. فاذا قيل لها: كانت لعبد الله، تقول: اللهم انصر اهل طاعتك ومن غضب لك. قال عروة: دخلت على اسماء انا وعبد الله، قبل ان يقتل بعشر ليال، وانها لوجعة، فقال لها عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: ان في الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهي موتي، فلا تفعل، وضحكت، وقالت: والله ما اشتهي ان اموت حتى ياتي علي احد طرفيك، اما ان تقتل فاحتسبك، واما ان تظفر فتقر عيني، واياك ان تعرض علي خطة لا توافق، فتقبلها كراهية الموت.

لما قتل الحجاج ابن الزبير صلبه، وارسل الى امه ان تاتيه، فابت، فارسل اليها لتاتين او لابعثن من يسحبك بقرونك، فارسلت اليه: والله لا اتيك حتى تبعث الي من يسحبني بقروني. فلما راى ذلك اتى اليها فقال: كيف رايتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رايتك افسدت عليه دنياه، وافسد عليك اخرتك، وقد بلغني انك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق اغطي به طعام رسول الله من النمل ونطاق لابد للنساء منه فانصرف ولم يراجعها. دخل الحجاج عليها فقال: ان ابنك الحد في هذا البيت، وان الله اذاقه من عذاب اليم. قالت: كذبت، كان برا بوالديه، صواما قواما، ولكن قد اخبرنا رسول الله انه سيخرج من ثقيف كذابان، الاخر منهما شر من الاول، وهو مبير. اسناده قوي، وهذا درس في الصدع بقول الحق امام الجبابرة، لا يقدر عليه الا من اوتي قوة وشجاعة دين وتوكل.

ومما قاله الحجاج لها: يا امه، ان امير المؤمنين اوصاني بك فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بام، ولكني ام المصلوب على راس البنية، وما لي من حاجة، ولكن احدثك: سمعت رسول الله يقول: ” يخرج في ثقيف كذاب ومبير ” فاما الكذاب، فقد رايناه – تعني المختار بن ابي عبيد – واما المبير فانت. قال يعلى التيمي دخلت مكة بعد ان قتل ابن الزبير فرايته مصلوبا ورايت امه اسماء عجوزا طوالة مكفوفة فدخلت حتى وقفت على الحجاج فقالت: اما ان لهذا الراكب ان ينزل؟ قال: المنافق؟ قالت: لا والله ما كان منافقا وقد كان صواما قواما. قال: اذهبي فانك عجوز قد خرفت. فقالت: لا والله ما خرفت سمعت رسول الله يقول: ” يخرج في ثقيف كذاب ومبير ” فاما الكذاب فقد رايناه واما المبير فانت هو.

قيل لابن عمر ان اسماء في ناحية المسجد، وذلك حين قتل ابن الزبير وهو مصلوب، فمال اليها، فقال: ان هذه الجثث ليست بشيء، وانما الارواح عند الله، فاتقي الله، وعليك بالصبر. فقالت: وما يمنعني وقد اهدي راس يحيى بن زكريا الى بغي من بغايا بني اسرائيل. وهذا من اعظم دروس الصبر للامهات اذ ترى ابنها معلقا على خشبة وتصبر على ذلك؛ لانه كان في ذات الله، وما كان في رضاء الله لا يضر معه الم ولو كان الموت.

قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها اسماء بنت ابي بكر – وكان ابو بكر طلقها في الجاهلية – بهدايا فابت ان تقبل هديتها، وارسلت الى عائشة: سلي رسول الله، فقال: ” لتدخلها وتقبل هديتها ” ونزلت (” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين “). وهذا درس عظيم في الرد على المتشددين، في محاربة وعداوة اهل الكتاب المسالمين، مع ان التقارب بيننا وبينهم فيه فرصة لدعوتهم وتعريفهم بدين الحق.

وفاتها

عن الركين بن الربيع، قال:

دخلت على اسماء بنت ابي بكر وقد كبرت، وهي تصلي، وامراة تقول لها: قومي، اقعدي، افعلي – من الكبر -.ماتت بعد ابنها بليال، وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الاولى، سنة ثلاث وسبعين.و كانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات.

 

  • مو لد اسماء بنت ابى بكر
السابق
الزوجة تاركة الصلاة
التالي
تبييض البشرة بالاعشاب