افضل مواضيع جميلة بالصور

بحث حول التدخين والمخدرات

بحث عن التدخين والمخدرات

المقدمة ( 1 )
مما لا شك فيه ان مشكلة انتشارالتدخين و المخدرات وتعاطيهما خاصة بين الشباب بما فيهم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ، وظهور انواع جديدة من المخدرات غير التقليدية المعروفة بالحشيش والافيون ، تتمثل في الهيروين الذي يستخلص بصورة مركزة من الافيون – وكذلك المروفين- والكودايين – وظهور المنشطات مصل الكوكايين والفيتامينات والقاط.
وتعد وسائل التعاطي ، ما بين التعاطي بالفم – والتعاطي بالشم عن طريق الانف – والتعاطي بالحقن تحت الجلد وبالوريد – وانتشار هذه المواد جميعها في مختلف الاوساط الاجتماعية بدءا من الاحياء الراقية وحتى الاحياء الفقيرة – غزت هذه المواد المخدرة صفوف تلاميذ بعض المدارس الاعدادية والثانوية – ومدرجات الجامعة – واستشرت بين ورش الحرفيين والعمال المهرة والصناع – ادمن هذا الوباء التلميذ والطالب والضابط والمهندس والتاجر والعامل – فاصبحوا اسرى لهذا الوباء المدمر – واصبحت الصحف اليومية تطالعنا بحوادث السرقة والخطف والنصب والتحايل والاغتصاب والقتل بسبب ادمان هذه المواد الفتاكة التي اصبحت اخطر من مرض السرطان والايدز – واصبح الطريق معبدا سهلا امام المدمن – في فترة قليلة من الزمن – اما للسجن – او للجنون – او للموت العاجل والمؤكد فاذا ساعدته الظروف على ان يفلت من العقاب – فالجنون هو المرتبة التالية . واذا وصل الى الجنون فلا علاج حتى يلاحقة الموت المؤكد – وهذا هو مصير كل مدمن يعيش منبوذا محتقرا من مجتمعة واهله – يموت ميتة الكلاب الضالة بعد ان تباعد عنه الاهل والاصدقاء.
كانت ولازالت ظاهرةالتدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات فى مختلف بلاد العالم، موضع اهتمام السلطات الحكومية. والهيئات المعنية بالصحة الاجتماعية، كما انها لازالت موضع اهتمام بالنسبة للمهتمين بالطب النفسى والصحة العقلية والاجتماعية. ومن الواضح ان هذا الاهتمام يرجع الى ما يترتب على التدخين و تعاطى المخدرات والمسكرات من اثار خطيرة تدمر الفرد والاسرة والمجتمع. وادمان المخدرات يعد مشكلة صحية بدنية ونفسية، كما انه مشكلة اقتصادية، اذ ان دخول المخدر للجسم .. بعيدا عن الاشراف الطبى – يؤثر على مختلف اجهزة الجسم من حيث القوة والنشاط والكفاءة الوظيفية كما يسبب بعض الادمان . ويؤثر الادمان على الوظائف العقلية للفرد من حيث الادراك والتذكر والتصور والتخيل والانتباه والتركيز والارادة وسلامة التفكير بوجه عام، كما يؤثر على الجانب الانفعالي للشخصية من حيث الرضا والسرور والنشوة والاكتئاب. وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية للمدمن فهى تصل الى الصفر، اذ لا تكون له اي علاقة الا بالمخدر وتجاره والشلة التى يتعاطى فى وسطها. وينعكس التاثير الضار من الناحية البدنية والنفسية على عملية الانتاج والنشاط الاقتصادى، اذ لا يستطيع المدمن اذا كان يعمل فى المجال الانتاجي ممارسة وظائفه على الوجه الاكمل، يضاف الى ذلك تدهور مستوى طموح المدمن، وامكانيات الخلق والابتكار عنده. وقد كشفت احدى الدراسات على ان المدمن وبخاصة لو كان فنيا لا يستقر فى مهنة واحدة، كما انه كثير التعطل عن العمل ومستواه المهنى يتدهور تدريجيا، ويترتب على كل ذلك انخفاض اجره بما ينعكس على حياته واسرته، بما هو سئ. وفى السنوات الاخيرة بدات تنتشر موجة الادمان بين الشباب، ولا سيما بين الطلبة.ولقد بينت احدى الدراسات الميدانية على ظاهرة الادمان فى مصر ان 8و13 % من العينة بدءوا التعاطى قبل سن 16 سنه و 57.9% بدءوا التعاطى من سن 16 : 22 سنه وان 73% من العينة واصلوا التعاطى ولم يتمكنوا من مواجهته. وهذا يوضح مدى خطورة المشكلة. وواجب الجميع. افراد ومؤسسات الاهتمام بها ودراستها للتمكن من مجابهتها.

اهم المواد الضارة في الدخان: ( 2 )
(1) *****وتين: مادة شديدة السمية والجرعة القاتلة منها هي واحد مليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
(2) مواد مسرطنة: وقد تم التعرف على ست عشرة مادة مسرطنة تتواجد داخل تركيب دخان التبغ منها: القطران المسرطن, والهيدروكربونات عديدة الحلقات المسرطنة وفينولات لها خواص مسرطنة.
(3) مواد مثيرة ومهيجة وهي المواد التي تؤثر في الاغشية المخاطية للمدخن ومنها النشادر وعدد كبير من الاحماض الطيارة والالدهيدات وكيتونات وفينولات.
(4) اول اكسيد الكربون: وهو غاز سام جدا يتحد مع هيموجلوبين الدم فيمنعه من اداء وظيفته بنقل الاكسجين الضروري من حجرات الرئة الى داخل الجسم.
(5) ثالث اكسيد الزرنيخ: مادة مسرطنة.
وتتنوع طرق تعاطي الدخان فمنها تدخين السجائر ومنها استعمال مسحوق التبغ سعوطا اي باستنشاقه من الانف ومن اشد طرق تعاطي التبغ تحقيقا للضرر هي طريقة مضغه بالفم وهكذا فتنحصر المواد المكونة للدخان في كونها مواد مسرطنة او مهيجة او سامة لا غير.
سؤال الي كل طالب و معلم
هل تسمي او تذكر الله عندما تشرب السيجارة ؟
هل تقول الحمد لله عندما تنتهي من السيجارة ؟
هل هناك ماكول او مشروب غير الدخان تطاه بحذائك عندما تنتهي منه ؟
هل يسرك ان ترى ابنتك او ابنك يدخن ؟
هل من السنة ان تفطر في رمضان على سيجارة ؟
هل اهداء الرجل لاخيه سيجارة يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم )تهادوا تحابوا ) ؟
هل يوجد اي طعام او شراب غير الدخان يكتب على المنتج انه ضار بالصحة ؟
هل كلفت نفسك مرة بالبحث عن تاريخ انتهاء صلاحية السيجارة ؟ ولماذا ؟ وهل تعلم مدى تاثيرها على مدى صلاحيتك الشخصية ؟
انت تدعي انها من الصغائر وانت تشرب اكثر من عشرين سيجارة في اليوم الا تعادل او تقترب العشرين صغيرة من كبيرة واحدة ؟
كيف تنفق كل هذه الاموال علىالدخان في سرور بينما انت تصارع في الحياة حتى تتمكن من الانفاق على اهلك ؟ او تتافف من الصرف عليهم ؟ ماذا تسمي هذا التصرف ؟
من هو اقل بلاهة الشخص الذي يدفع المال لشراء الدخان وشربه والحاق الضرر بنفسه ام الشخص الذي ياخذ هذا المبلغ ويحرقه ويرميه في القمامة ؟
هل جهزت اجابتك عندما يسالك رب العباد عن عدم التصدق على الفقراء واليتامى والجار الذي يتضور جوعا ؟
هل تكون اجابتك انني انفقت ما زاد عن حاجتي لشراء الدخان ؟
ام لم تعي جيدا قول الله عز وجل( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) ( الاعراف) : 157 وقوله سبحانه وتعالى )ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ) ) البقرة : 195 ) لا تخادع نفسك ولا تكابر في قبول الحق ولا تتهرب من الحقيقة المرة وتوكل على الله واقلع عن هذه الخبائث قبل ان يداهمك هادم اللذات حيث لا ينفع الندم ثم بعد ذلك عليك ان تكسب مزيدا من الثواب بان تنصح اخا واحدا على الاقل وهذه فرصتك لتكسب حسنة جارية جزانا الله واياكم خير الثواب
فالبعض يقول : انه مكروه , فنقول لهم اذا كان مكروها فلماذا تشربونه , و المكروه اقرب للحرام منه للحلال , و اسمعوا هذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ان الحلال بين و الحرام بين , و بينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس , فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه و عرضه , و من وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى , يوشك ان يرتع فيه . . . ” . و الدخان لم يكن موجودا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد جاء بنصوص عامة تحرم كل ضار بالجسم , او مؤذ للجار , او متلف للمال . والدخان من الخبائث الضارة كريهة الرائحة 0بعض الناس لا يقتنعون بتحريم الدخان , رغم الادلة الكثيرة المقدمة على تحريمه , و لاسيما المدخنين الذين يدافعون عن انفسهم , فنقول لهم : اذا لم يكن الدخان محرما فلماذا لا يشرب في المساجد , و الاماكن المقدسة ؟ بل تشربونه في الحمامات و اماكن اللهو و المحرمات

تعريف المخدرات:- ( 3 )

يقصد بالمخدرات من جهة ، مواد التخدير الخاضعة للرقابة الدولية وفقا لاتفاقية عام 1961م كما اكدته اتفاقية عام 1971م
والمادة المخدرة ذات تاثير دعائي ، حيث تنبه الشخص المتعاطي لان يطلب اللذة والنشوة والانعزال التام عن مجريات الحياة اليومية وعوامل الخطر من جراء تناولة مرتبطة بالمخدر نفسه . فالمواد الكيماوية الموجودة في المخدر والكمية او اضافه مواد اخرى اليها تعتبر جميعها مصدرا لعوامل الخطر ، علاوة على ذلك تصبح شخصية المتعاطي غير قادرة على مواجهة ويعزل نفسة تبعا لذلك عن محيطة ومجتمعة وثقافته.
والمخدر في اللغة – مادة تحدث خدرا في الجسم يتناولها . والمخدر يشمل – القلق – الحيرة – الفتور – الكسل – الثقل – الاضطراب التسيب.
انواع المخدرات

تنقسم المخدرات الخاضعة للرقابة الدولية الى :-

(1) مشتقات الافيون الطبيعية ” الخشخاش ” والاصطناعية وهي:-
الافيون – المروفين – الكودايين – الهيروين.
(2) بديل الافيون الاصطناعي وهي:-
البتيدين.
(3) القنب . ” الحشيش” نبات القنب – عصارة القنب – رتنج القنب .
(4) اورق الكوك – والكوكايين .
(5) المواد الباعثة للهذيان ” مادة L.s.d – مادة الميسكالين – مادة البسيلوسين – مادة Dmt وdet مادة Thc Stp ”
(6) المنبهات : ” الامفيتامينات”
(7) المسكنات : ( باريتريورات – ميتاكالون )
عوامل انتشار المخدرات
اكد علماء الاجتماع – وعلماء النفس – وعلماء التربية ورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات وزيارات الباحث الميدانية على :
(1) مجالس السوء:
تسرى العدوى في تعاطي المخدرات بين رفقاء السوء اذا كان فكرهم خاليا من الايمان بالله والخلق السليم .وضغط الجماعة وتاثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكون في سيئ الافعال ومنها تعاطي المخدرات.
(2) التربية المنزلية الفاسدة:
بسبب الخلافات الاسرية بين الزوجين وتعاطي الاب للمخدرات والمسكرات – اهمال الاطفال . تفكك الاسرة ضعف الاشراف الابوي – يدفع الابناء لتعاطي المخدرات.
(3) الاخفاق في الحياة:
بسبب العجز من مواجهة ظروف الحياة ومسؤولياتها وتسلل الياس الى الشخص الذي يدفعة للهروب فيتجه للمخدرات والشعور بالسليبة في المجتمع والهامشية الاجتماعية بالشباب لتعاطي المخدرات.
(4) البطالة :
من العوامل المباشرة للانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الامر الذي يدفع العاطل للاتجاه بغرض الهروب
من الواقع ولشعور بالاحباط 0
(5) التقليد ولمحاكاة والتفاخر:-
بين الشباب في سن المراهقة المتاخرة سن الشباب حيث تبين اغلب الدراسات الاجتماعية وضبطيات رجال مكافحة المخدرات ان اغلب المتعاطين من الشباب كان بغرض حب الاستطلاع والتجريب.
(6) الهجرة:-
وما يتبعها من ضغط في الحياة الجديدة او التاثر بالحضارة الجديدة مما يدفع البعض لتعاطي المخدر اما بغرض الاسترخاء او بغرض مجاراة المجتمع الجديد
(7) رواج بعض الافكار الكاذبة عن المخدرات. ( 4 )
بانها تعمل على الاشباع الجنسي واتاحة المتعة والبهجة وادخال السرور .
مدى انتشار المخدرات
يتزايد في العصر الحاضر انتشار استخدام المخدرة بين مستويات مختلفة اجتماعيا واقتصاديا ، اذا اتسع استعمال الكوكويين في انحاء مختلفة من العالم – كما استشرا الاقبال على الهيروين وبخاصة في اوروبا وشمال افريقيا.
اما في مصر فتشير البحوث العملية الى ان تعاطي المخدرات غالبا ما ينتشر بين سن 15-17 عام بين شرائح المجتمع المختلفة – اي في فترة المراهقة- اما بعد سن العشرين فتقل نسبة من يبدءون التعاطي ، ثم تتناقص النسبة تدريجيا بين سن الرابع والعشرين وسن الثلاثين او اكبر.
كما لوحظ ان اكثر الشباب – ذكورا ام اناثا – الذين يقبلون على تعاطي المخدرات بانواعها يقعون في فئات الحرفيين والتجار ، ومن يعمل في محيطهم في الريف او في الحضر . ولعل من اسباب هو الارتفاع المطرد في مستوياتهم الاقتصادية.
مناطق انتاج المخدرات في العالم.
مناطق انتاج المخدرات
اولا : الافيون والهيروين.
امكن تقسيم مناطق انتاج الافيون والهيروين الى ثلاثة مناطق رئيسية هي:-
اقليم الهلال الذهبي:
ويشمل دول – ايران – باكستان – تركيا – يقدر الانتاج السنوي 60% من انتاج العالم ” حسب تقدير ادارة مكافحة المخدرات الامريكية لعام 1982م”

اقليم المثلث الذهبي :
ويشمل دول – تايلاند – لاوس – بورما ، ويقدر الانتاج بنحو 15% من انتاج العالم . بالاضافة الى افغانستان – ايران – الهند – تركيا – باكستان .

المكسيك :
تعتبر من الدول الحديثة العهد بانتاج وزراعة المخدرات ووصل معدل الانتاج بنحو 25% من انتاج العالم تقريبا.

ثانيا : الكوكايين:-
يكاد ينحصر الانتاج في جنوب ووسط امريكا الوسطي وتضم كل من كولومبيا – بوليفيا – بيرو ، ويهرب الانتاج الى الولايات المتحدة الامريكية ، وتنتج كولومبيا وحدها نصف انتاج العالم من الكوكايين .

ثالثا: الميراجوانا والحشيش ” القنب الهندي”
يزرع القنب الهندي في كولومبيا وجاميكا والمكسيك كما يزرع في لبنان – باكستان – المغرب ، وتاتي باكستان في مقدمة دول العالم انتاجا للحشيش ويصل انتاجها الى 41% من انتاج العالم.

راي علم الاجتماع

راي علم الاجتماع في ظاهرة تعاطي المخدرات:
ويحدد رجال علم الاجتماع – العوامل المشجعة للانحراف في ثمان نقاط هي:-

(1) التدريب الاجتماعي الخاطئ او الناقص ويظهر في المجمعات التي تتناقص فيها القيم التربوية وتفكك الاسرة بصورة ملحوظة.
(2) اجراءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال او الانحراف تؤدي الى خلق حالة قمعية عند الافراد ، فيظن بعضهم ان سلوكه في المجتمع كفرد لا يعني احدا ، من اجل هذا يجب التاكد على الجزاءات الايجابية في كل حالة رعاية النظام.
(3) ضعف الرقابة : اذا قد يحدث ان تكون الاجراءات شديدة ولكن القائمين على تنفيذها لا ينفذونها بدقة بسبب قلة القوى العاملة في ميدان الضبط الاجتماعي.
(4) سهولة التبريد للتقليل من حدة الاعتداء على المعيار او تلمس المعاذير.
(5) عدم وضوح المعابر الذي يؤدي الى بلبلة الافكار والاتجاهات وخاصة عندما يختلف المعيار بين الافراد .
(6) قد تحدث اعتداءات على المعايير بصورة سرية فيظل المعتدون بمناى عن العقاب الاجتماعي والقانون ، وقد ينفي الاعتداءات على المعايير اذا شملت اشخاصا لا يتعاونون مع اجهزة الضبط الاجتماعي في كشف المعتدين ونوع اعتداءاتهم.
(7) تناقص نواحي الضبط الاجتماعي ، فتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغيير الاجتماعي والثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلها عقيمة من وجهة نظر السكان.
(8) بعض الجماعات الانحرافية في المجتمع تكون من القوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة ، تزين الانحراف وتجعله قانونيا ، وتخلق في نفس الافراد المنتمين لها مشاعر متعددة وقوية من الولاء .

اثار المخدرات على المجتمع:-
اثبتت معظم الدراسات التي اجريت على المخدرات ان الفئات المتعاطية اغلبها من الشاب الذي يعتمد عليه المجتمع في عمليات الانتاج وبالتالي تصبح قوه معطلة وعبئا على الاقتصاد القومي.
اثار المخدرات على اسرة المدمن:
استقرار الاسرة يعني استقرار اعضائها – واضطراب الاسرة يعني اضطراب اعضائها .
* فالاب الذي يتعاطى المخدرات وينفق عليها جزءا من دخلة هو في حقيقة الامر يحرم اسرته من اشباع حاجاتها الاساسية من ماكل وملبس كما يحرمها من توفير فرص التعليم والعلاج وجوانب الترفيه المختلفة حتى في ابسط صورها – ويمكن لهذا الوضع ان يدفع بالزوجة والابناء للبحث عن عمل ، وقد يؤدي ذلك للانحراف
الوقاية والعلاج

ان الواقع الاليم الذي يتجلى في ازدياد انتشار المخدرات في المجتمع، يحتم علينا البحث عن حل عاجل وشامل وجذري لوقاية المجتمع من هذه الافة المدمرة.
وفي تصوري ان الحل سيكون سهلا باذن الله اذا صدقت النيات، وقويت الهمم والعزائم، وبلغ الشعور بالمسؤولية لدى الجميع المستوى المطلوب، ولذلك ارى: اسهاما مني في ايجاد الحل المناسب تنفيذ الخطوات التالية:
1- دعوة الاسرة الى النهوض بواجبها في اعداد النشء ورعايته وفقا لاسس التربية الاسلامية الصحيحة، والتعاون مع المؤسسات التربوية والتعليمية، وعدم اهمال النشء ، وان يكون الاباء والامهات قدوة صالحة لابنائهم في الخلق والسلوك.
2- العمل على التوسع في تشجيع مبدا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بين افراد المجتمع، والذي يعتبر من ابرز خصائص هذه الامة، ومناط خيريتها، كما قال تعالى: (كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) 0 ال عمران/ 110
والارتفاع بمستوى الدعاة والوعاظ وائمة المساجد، وحسن اختيارهم حتى يوءدوا واجب نشر التوعية الدينية والفكرية في دور العلم والعبادة ووسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، والتزام القدوة الحسنة في القول والعمل.
3- ان اهم اسباب انتشار المخدرات على اختلاف انواعها بين المسلمين هو الفراغ الروحي، واهمال الاسرة لوظائفها في رعاية الناشئة وتربيتهم وفقا لمبادئ الاسلام، كما ان جو الشهوات والافكار والوان السلوك المنحرف الوافدة من المجتمعات الكافرة يهيئ الفرصة لسيطرة هذه الافات على ضعاف النفوس، ولذلك فان اهم وسائل مقاومة انتشار المخدرات هو تنقية المجتمع الاسلامي من كل الوان الفساد والانحراف ومقاومة جراثيمه والقضاء على اسباب الجريمة.

( 6 )
4- توجيه مناهج التعليم في جميع مراحله يعنى بالجانب السلوكي لدى الطالب في جميع مراحل نموه، وفقا لمبادئ الاسلام الخالدة وتعبيرا عن قيمه ومثله في اعداد الفرد المسلم الذي هو اساس البناء للاسرة والمجتمع، والعناية باختيار المعلم الملتزم بمبادئ الاسلام وقيمه.
5- تضمين مناهج التعليم في المراحل المختلفة عرض البراهين الاسلامية في التحذير من المسكرات والمخدرات، وبيان الحكمة من تحريمها، وشرح اضرارها التي تهدد العقل والخلق، وتهدم الشخصية السوية، وكشف المؤامرة التي يقف وراءها اعداء الاسلام لهدم المجتمع بهذه الاسلحة الفتاكة.
6- قيام الجهات المعنية برعاية الشباب بوضع خطة شاملة لمعالجة مشكلات الشباب النفسية والاجتماعية والسلوكية في ضوء احكام الاسلام وتوجيهاته، والعمل على اعداد برامج تنظم للشباب اوقات فراغهم بما يحقق لهم الصحة النفسية الجيدة والمناخ السلوكي الصالح.
7- نظرا لوجود الترابط الوثيق بين الدخان والمخدرات في التاثير على المجتمع في كافة النواحي التي سبق ذكرها، ينبغي عدم الفصل بين الدخان والمخدرات، بل يجب ان يحارب الدخان بنفس الحزم والقوة التي تحارب بها المخدرات، ويربط بينهما في مجال التوعية، لان الخمر كما ورد وصفها في الحديث: “ام الخبائث”.
8- التركيز في معالجة المدمنين على العلاج النفسي، وتطوير اساليب هذا النوع من العلاج، والحد قدر الامكان من استعمال العقاقير التي تستخدم الان في علاج المدمنين، نظرا لدخول عناصر المخدرات في تركيبها.
9- دعوة المجتمع الى القيام بمسئوليته تجاه افراده وامته، بعدم التستر على كل من له دور في نشر هذه الافة بالتهريب، او الترويج، او التعاطي، ومعاقبة كل من يثبت تستره على اي منهم، لان الراضي بمثابة الفاعل.
10- التحذير من صحبة الاشرار ورفقاء السوء من المتعاطين، او المروجين او المهربين، بفضح اساليبهم التي يتبعونها في اقتناص ضحاياهم، وبيان خطرهم، والترغيب في صحبة الاخيار الذين عرفوا بالاستقامة والغيرة وحسن الخلق، قال تعالى: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). وفي الحديث الصحيح: “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه، واما ان تجد منه ريحا طيبا، ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا منتنة”.
11- في مجال الاعلام: هناك دور خطير ومؤثر يلعبه الاعلام في المجتمع، لذلك يجب احكام الرقابة على المادة التي تبثها هذه الوسائل بحيث تكون بناءة، تسهم في جلب النفع للمجتمع في المجالات الثقافية والاخلاقية والصحية، والقيام بدور فعال في التوعية باضرار هذه الافة المدمرة بايضاح تلك الاثار من خلال عرض مادة مناسبة خاصة بذلك، يقوم المختصون بتقديمها بكل عناية ودقة ووضوح، خاصة من خلال التلفزيون الذي يعتبر اقوى هذه الادوات فعالية وتاثيرا، وافساح المجال امام الفكر والثقافة للتعامل مع هذه المشكلة بما يساعد على فضح اضرارها واخطارها والحد من انتشارها.
وارى من الضروري احكام المراقبة على محلات بيع اشرطة الفيديو ومنع بيع اي فيلم يحتوى على ادنى مساس بالكرامة والاخلاق او يرشد الى الطرق التي يتبعها المهربون والمروجون لتمرير صفقاتهم، لانها تغري ضعاف النفوس بتقليدهم، وتعزز اساليب محترفي هذا المجال وتضيف جديدا الى طرقهم التي يتبعونها.
12- لا شك ان من يقع في قبضة السلطات الامنية سيلقى الجزاء الصارم ولكن ذلك سينعكس على اسرته، فقد تتشرد وتتعرض للانهيار لذلك ارى العناية باسر من يقعون فريسة لهذه الافة، ورعايتهم دينيا واجتماعيا، وماديا، حماية لهم من الضياع والانحراف.
13- اقامة معارض طبية متنقلة في اماكن تجمعات الشباب توضح بالحقائق والصور والمجسمات وغيرها من وسائل الايضاح المختلفة الغوائل الناشئة عن تعاطي المسكرات والمخدرات.

( 7 )
14- عمل اختبار طبي دقيق لكل من يتقدم بطلب رخصة قيادة او جواز سفر، او الالتحاق بوظيفة عامة، للتاكد من عدم تعاطيه لاي مخدر او مسكر، مع الاخذ بعين الاعتبار المرضى الذين تقتضي حالتهم المرضية تناول علاج معين يحتوي بعض العناصر المعنية تحت اشراف طبي دقيق.
15- الدعوة الى تعاون وثيق بين اقطار الامة الاسلامية كافة، من اجل محاربة هذا الداء القاتل والحد من انتشاره، وعقد المؤتمرات العالمية والاقليمية لبحث السبل لكفيلة بتحقيق هذا التعاون.
هذه بعض الخطوات التي ارى ان اتباعها سيكون له اثر ايجابي في تخليص المجتمع من مشكلة المخدرات، ولا يعني ايرادي لها ان ايا منها لم يؤخذ به حتى الان، لان الجهات المعنية لم تدخر حتى الان وسعا في سلوك اي طريق واستعمال اية وسيلة تحقق الهدف المنشود، ولكن من باب التذكير والذكرى تنفع المؤمنين.
* * *
الخاتمة
لقد خلق الله تبارك وتعالى الانسان لحكمة ارادها سبحانه، لا لحاجة منه اليه، بل ليعبده ويطيعه، ويحسن خلافته في هذا الكون، فينال بذلك الجزاء الاوفى في الاخرة، (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) (الذاريات:56)0 ولاقامة الحجة على الناس بعث اليهم الانبياء مبشرين ومنذرين، فما من امة الا ونالت نصيبها من التبشير والانذار. (وان من امة الا خلا فيها نذير) ( فاطر: 24) (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) (الاسراء: 15). (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) ( النساء/ 165)
وجميع هؤلاء الانبياء يدعون بدعوة واحدة، وهي دعوة التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له. (وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون) ) الانبياء: 25. )وقد اراد الله تبارك وتعالى ان يكون دين الاسلام خاتم الاديان، وهو الدين الذي حباه الله تبارك وتعالى خصائص الخلود والصلاحية لكل زمان ومكان، ولا يقبل من احد دين سواه، لانه ناسخ لما سبقه من الاديان. (ان الدين عند الله الاسلام، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) ( ال عمران: 85)والدين الاسلامي دين شامل كامل، فهو دين عقيدة وعمل، ينظم للانسان حياته الخاصة، وعلاقته باسرته وبمجتمعه وبامته كلها، فما من خير الا ودلنا عليه، ومما من شر الا وحذرنا منه.وافراد الامة الاسلامية يشكلون لبنات البناء للمجتمع الاسلامي الكبير، فبصلاحهم يصلح المجتمع وبصلاح المجتمع تصلح الامة ويستقيم بناؤها، فتكون امة راشدة باستقامتها على امر الله تعالى وتقف سدا منيعا في وجه اعداء الاسلام، يصعب زعزعته او النيل منه. ولما كان الفرد المسلم يمثل قاعدة البناء ولبناته التي بقوتها يقوى وبضعفها وتهالكها يسقط وينار، فان اعداء الامة الاسلامية سيوجهون سهامهم المسمومة اليه، وسيعملون دون كلل او ملل على افساده بشتى السبل، ليكون هشا طريا وفق ارادتهم ويوجهونه لتحقيق اغراضهم الدنيئة وماربهم الخبيثة التي تستهدف القضاء على الاسلام.
ولقد جرب الاعداء كافة اسلحتهم بدءا بالمواجهات العسكرية في ميادين المعركة التي فشلوا في تحقيق ماربهم واطماعهم من خلالها، ففكروا مليا في سبل اقوى تاثيرا وفتكا من الحرب المسلحة، فانتقلوا من المواجهة لمكشوفة الى طرق ملتوية خبيثة، من خلال معركة الغزو الفكري الثقافي، والغزو الاخلاقي الذي كان له تاثيره المدمر في حياة الشعوب الاسلامية، اذ انهم استطاعوا ان ينفذوا الى صميم المجتمعات الاسلامية من خلال هذه الطرق التي اخذت القوى الخفية على عاتقها مسؤولية نجاحها، حيث تمكنت من ان تعبر الى المجتمعات الاسلامية من خلال جسور اقاموها وسط المجتمع نفسه، فتمكنوا بطرقهم الشريرة المتعددة ان يضربوا المجتمع الاسلامي من داخله، فكان لهم ما ارادوا، نتيجة تهاون المسلمين، وبعدهم عن دينهم الذي هو رمز قوتهم ومصدر عزتهم. فنحن نوى تاثير الغزو الفكري والثقافي والفساد الخلقي يفتك بجسم الامة المسلمة، التي تكالب عليها اعداؤها في غياب من سلطان الدين الذي يشكل السياج المنيع في وجه كل صاحب غرض، ولم يال اعداء الاسلام جهدا في سبيل تنويع مسالك الغزو وتطويرها بما يكفل زيادة التاثير وضمان تحقيق الاهداف الشريرة.
وان من اخبث الطرق واشدها فتكا بالمجتمع، وتحقيقا لاغراض الاعداء داء المخدرات الذي اصبح حديث العصر، والشغل الشاغل لحكومات العالم باسره، لما يشكله هذا الداء المهلك والسرطان المستشري من خطر فظيع يهدد بمسخ مجتمعات باكملها وشل قدراتها وتحطيم كياناتها.
ولذلك فان داء المخدرات قد دب في صفوف المغرر بهم من الشباب عن طريق هؤلاء الاشرار، فكان لا بد من المواجهة الحاسمة
( 8 )
المصادر

( 1 ) المخدرات انواعها ومادتها وحكمها للدكتور حامد جامع ص 15 , 21.

( 2 ) الادمان اقوى دافع اصطناعي للدكتور السويدي (نل بيجيرو) ترجمة د. فاروق عبد السلام ص 38.

( 3 ) كتاب الخمر وسائر المسكرات والمخدرات للشيخ احمد بن حجر ال بوطامي وابنه ص 150

( 4 ) سموم المسكرات والمخدرات احكامها وتدميرها لامن الشعوب للدكتور علي البدري ص 68.

( 5 ) تعاطي المخدرات واثارها الاجتماعية والاقتصادية للدكتور سمير نعيم ص 136.

  • بحث عن التدخين والمخدرات
  • راي علماء التربية في المخدرات
  • بحث معمق حول التدخين
  • بحث عن المخدرات والخمر
  • بحث عن الدخان و المخدرات والنشوق
  • ملف حول المخدرات
  • المخدرات في الجزائر واثارها على الحياة العسكرية
  • التدخين والمخدرات
  • التدخين و المعيار الاجتماعي
  • التدخين و المخدرات
السابق
رواية جفت دموع الالم
التالي
مشكلة فى كف اليد الماء